logo
طوفان الأقصى وأزمة المعايير! #عاجل

طوفان الأقصى وأزمة المعايير! #عاجل

جو 24منذ 3 أيام
جو 24 :
كتب كمال ميرزا -
يُفترض أنّ الحقّ يُزهِق الباطل..
ويُفترض أنّ الحقيقة واضحة ظاهرة بائنة بسيطة مباشرة..
ولكن مع تطاول الأمد على معركة "طوفان الأقصى" المباركة، وحرب الإبادة والتهجير التي يشنّها الكيان الصهيونيّ بدعم أمريكيّ وتواطؤ عربيّ.. فقد بتنا نرى أعداداً متزايدة من الناس يتذرّعون بالحيرة وعدم المعرفة وانعدام اليقين!
طبعاً نحن لا نحتاج هنا إلى "فرويد" لكي ندرك أن التذرّع بالحيرة هي "حيلة نفسية" يلجأ إليها هؤلاء لينافقوا أنفسهم، وليبرروا رغبتهم بالتنصّل من المسؤولية والتماهي مع ثقافة القطيع.
وغالباً ما يقترن هذا التذرّع بالحيرة مع إدّعاء العجز والهوان، وضعف ذات اليد، وانعدام الحيلة والوسيلة، وعدم امتلاك الخيارات والبدائل.
والمفارقة أنّ نسبة كبيرة من هؤلاء المتذرّعين بالحيرة والعجز هم من المتديّنين المتمسّكين حدّ التزمّت والمزاودة بمظاهر التديّن الطقوسيّة.. ولكنّهم في نفس الوقت لا يريدون أن يدفعوا أبسط الأثمان، أو يتكبّدوا أدنى مشقة، أو يتنازلوا قيد أنملة عن نمط حياتهم الاستهلاكيّ العصريّ!
لأمثال هؤلاء نقول: كفاكم وكفانا كذباً على أنفسنا فالمسألة أسهل ممّا نتخيّل!
كيف يمكننا تمييز الجبان والمتخاذل والمتواطئ.. سواء أكان الحديث عن أشخاص طبيعيّين، أو اعتباريّين، أو أجهزةً، أو أنظمةً حاكمةً بأكملها؟!
بسيطة، فلنأتِ على أي تصريحات حادّة أو انتقادات لاذعة أو هجوم شرس يشنّه هؤلاء على أبناء جلدتهم.. ولنسأل أنفسنا:
هل هؤلاء على استعداد لإبداء المراجل نفسها إزاء الصهيونيّ والأمريكيّ؟!
هل هؤلاء على استعداد لإطلاق مثل هذه التصريحات، وتوجيه مثل هذه الانتقادات، وشنّ مثل هذا الهجوم على الصهيونيّ والأمريكيّ؟!
إذا كانت إجابتنا: لا.. فها قد عرفنا ولسنا بحاجة إلى معرفة المزيد!
وغالباً سنلمس هناك علاقة طرديّة؛ فكلما زاد استئساد هؤلاء في مهاجمة أبناء جلدتهم والاستقواء عليهم والفتك بهم.. زادت في المقابل مقادير الدبلوماسيّة والحصافة وضبط النفس والتهذيب التي يبدونها تجاه الصهيونيّ والأمريكيّ!
المسألة تتعدّى الخيانة والعمالة بكثير [هذه صارت تحصيل حاصل]، هؤلاء قد أُشربوا في قلوبهم العدو، وهم يؤمنون به ويتحرّون رضاه ويخشون غضبه أكثر مما يخشون الله تعالى!
بل إنّ الله بالنسبة لهؤلاء غيب لا يُخيف، فهم لا يؤمنون حقيقةً إلّا بالدنيا، وبالمادة، وبما يمكن أن تلمسه أيديهم، وبالسلطة والجاه والثروة، وبـ "الفردوس الأرضيّ" أو "صهيون الجديدة" التي يملك العدو مفاتحها ومقاليدها!
كما أنّ ربّ السماء بالنسبة لهؤلاء ضعيف مسكين طوع أمرهم، يشكّلونه كما يشاؤون من خلال مناهجهم وإعلامهم ومثقّفيهم و"علماء السلاطين"!
أمّا الصهيونيّ والأمريكيّ، فأرباب أرضيّون وثنيّون حاضرون قادرون متحكّمون.. وهم جميعاً طوع أمرهم!
هناك معيار آخر أسهل يمكننا من خلاله الإجابة على حيرتنا المزعومة:
الذي يناصب قتلة أشقّائه العداء لا يعقد معهم صفقات بالمليارات..
والذي يناصب قتلة أشقائه العداء لا يزجي إليهم الترليونات..
والذي يناصب قتلة أشقائه العداء لا يحتفظ بعلاقاته ومعاهداته وتنسيقه الأمنيّ وتبادله التجاريّ معهم..
والذي يناصب قتلة أشقائه العداء لا يكتفي بلعب دور الوسيط بين الجلّاد والضحيّة..
والذي يناصب قتلة أشقائه العداء لا يسعى إلى تجريد المقاومة من السلاح..
وهكذا دواليك!
خلاصة الكلام، لكلّ شخص حرية الخوف والتخاذل والنكوص والتنكّر والتنصّل.. ولكن لا يحقّ لنا بأي حال من الأحوال أن نُلبس الحقّ بالباطل، وأن ندّعي أنّ فسطاط الحقّ وفسطاط الباطل ليسا واضحين وغير متمايزين!
لا تكذب على نفسك: إلى أي فسطاط تنتمي؟!
تابعو الأردن 24 على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفايز ينعى العين الأسبق "محمد عيد" بندقجي
الفايز ينعى العين الأسبق "محمد عيد" بندقجي

الوكيل

timeمنذ 14 دقائق

  • الوكيل

الفايز ينعى العين الأسبق "محمد عيد" بندقجي

06:15 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- نعى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، العين الأسبق "محمد عيد" بندقجي، الذي انتقل إلى رحمه الله تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة وطنه وقيادته الهاشمية. اضافة اعلان وقال الفايز، إن المرحوم كان أحد رجالات الأردن البارزين والمشهود لهم بالتميز، وقدم خدمات كبيرة في مختلف مواقع المسؤولية والعمل العام، ولا سيما في مجلس الأعيان في إطار العمل التشريعي والوطني وإثراء المنظومة القانونية. وأضاف الفايز، "إننا وإذ نتقدم بصادق العزاء وأحر المواساة لأسرة الفقيد وذويه ومحبيه، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه".

رئيس الحكومة اللبناني يدين 'تهديد' الأمين العام لـــحـــز.ب الله بالحرب الأهلية
رئيس الحكومة اللبناني يدين 'تهديد' الأمين العام لـــحـــز.ب الله بالحرب الأهلية

رؤيا نيوز

timeمنذ 37 دقائق

  • رؤيا نيوز

رئيس الحكومة اللبناني يدين 'تهديد' الأمين العام لـــحـــز.ب الله بالحرب الأهلية

ندد رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام الجمعة، بـ'التهديد المبطن بالحرب الأهلية' الذي أطلقه الأمين العام لــحــز.ب الله، نعيم قاسم، ردا على قرار الحكومة نزع سلاح حزبه. وقال سلام في مقتطف من مقابلة أجراها مع صحيفة الشرق الأوسط نشره على حسابه في منصة (إكس)، إنّ الخطاب الذي ألقاه نعيم قاسم 'يحمل تهديدا مبطنا بالحرب الأهلية'، مضيفا أن 'التهديد والتلويح بها مرفوض تماما'. وحذّر سلام من 'التصرفات اللامسؤولة التي تشجع على الفتنة'. وكان قاسم قد حذر الحكومة اللبنانية من مواجهة الجماعة، قائلا إنه 'لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته'. وقال قاسم إن حزب الله وحركة أمل قررا إرجاء أي احتجاجات في الشوارع على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لنزع سلاحه لأنهما يعتقدان أن هناك مجالا للحوار مع الحكومة اللبنانية.

أين اختفت جماهير إيران العربية؟
أين اختفت جماهير إيران العربية؟

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

أين اختفت جماهير إيران العربية؟

يخيّم على الشارع الشعبي العربي هدوء مثل صمت المقابر؛ لا يتفاعل مع سلسلة الأحداث الهائلة في المنطقة. لم نرَ تظاهرات ولا احتجاجات ولا اعتصامات في الدول العربية، وفي ظني أنها المرة الأولى منذ سبعة عقود أو أكثر التي تختفي مظاهرها! الذي ألمّ بإيران ليس هيناً أبداً؛ فخسائرها العسكرية ومنشآتها النووية هائلة، والتي كلفها بناؤها مليارات الدولارات والدم والعرق. نضيف إلى خسائرها الباليستية والنووية خسارة التيار الشعبي الذي بنته في كل مكان في المنطقة من العراق إلى المغرب. عندما اتخذت حكومة لبنان قرارها الجريء بمصادرة سلاح «حزب الله» لم يتجاوز صدى ما حدث سوى بضع عشرات من الدراجات النارية التي جابت طرقات بيروت احتجاجاً! فماذا حدث للمليونيات البشرية التي كانت تهب للشارع بإشارة من إصبع سيد الحزب أو طهران؟ انهيارات النفوذ الإيراني جلية داخل المناطق العربية، ويشبه حالها حال انهيار التيار الناصري بعد هزيمته في حرب 1967؛ فقد قدرته على تحريك الشارع، ولجأ للاستعانة بمنسوبي حزبه الاشتراكي والنقابات العمالية لحضور المناسبات بعد أن تناقصت الجماهير التي كانت تملأ الميادين بحماسة وعفوية تلبيةً لدعوات الإذاعة التي سيطرت نحو عقدين على وعي الناس وعواطفهم. في أعقاب الهزيمة عمّ الإحساس بالصدمة والخذلان في عموم المنطقة التي كانت تنتظر تحرير فلسطين. إيران، هي الأخرى، كان لها هيمنة وتأييد شعبيان في المنطقة، متحدية محاولات منع أفكارها وتقييد نشاطاتها. واستطاعت أن تربي أجيالاً من العرب على أفكارها. فتحت طهران أبوابها وذراعيها للسنّة المتطرفين، بمن فيهم قادة «القاعدة»، متجاوزين فكرهم المعادي للشيعة، ودعمت معظم المعارضين والحركات السنية ضد أنظمتهم. وبنت علاقة عضوية وعميقة التنسيق مع جماعات «الإخوان المسلمين». وأقامت مؤتمرات وندوات شبه سنويّة للقوميين والشيوعيين العرب. وأنفقت الكثير لاستمالة سياسيين ومبدعين عرب؛ فطبعوا الكتب ودبجوا قصائد المديح داعين لنظام الإمام ومدافعين عنه. طهران جمعت الشيعة والسنّة والمسيحيين العرب، مفكرين خليجيين ومصريين وشوام ومغاربيين وسودانيين ويمنيين وعرب الغرب. تسلقت على الكثير من وسائل الإعلام العربية للدعاية الخامنئية. حتى إننا أحياناً نعجز عن فهم كيف كانت توفق بين كل هؤلاء المتناقضين! ففي طرابلس لبنان، التي لها تجاذبات مع شيعة بيروت، فيها جماعات سنية منذ الثمانينات استمرّت تدين بالولاء لطهران. وفي الأردن بين «الإخوان» من يعلن حبه للسادة في طهران. وفي سبيل الدفاع عنها صدرت أعمال عديدة؛ في مصر مثلاً «إيران والإسلام السياسي»، وفي الكويت «إيران والغرب: صراع المصالح»، وفي الخليج عُقدت مؤتمرات تحت عنوان «التقريب» بين المذاهب، واحتفت بتاريخ الناصر لدين الله العباسي. وكل هذه النشاطات كان لها أن تكون جليلة لولا أن النيّات خلفها لم تكن خالصةً لوجه الله تعالى، ولا حباً في إنهاء التنازع الطائفي أو التخفيف منه، بل ضمن مشروع سياسي للهيمنة. كانت طهران تدير الحراك النخبوي والشعبي في عشرات المدن العربية؛ احتجاجاتها ضد روايات وأفلام ومفاوضات وأنظمة. إنما في الحروب الأخيرة على أثر هجمات أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خبا الحراك الذي اعتدنا عليه في كل مواجهة. السبب الأول، أن الشعوب لا تحب المهزومين. والثاني، أن الأجهزة المحركة لهذه التجمعات انقطعت اتصالاتها وجفّت مواردها. الشارع العربي يبجّل البطل المنتصر حتى يسقط؛ فيستبدل به بطلاً آخر. المؤمنون بها صدمتهم الهزائم المتلاحقة مثلما صُدم الناصريون بنكسة الستينات. التحدي المتبقي هو المحافظة على مؤيديها في حاضنتها الشعبية الشيعية؛ فهم أكبر المتضررين، ولا يزالون يعيشون هول الصدمة. مع مرور الوقت ستتبين لشيعة لبنان الحقيقة؛ أنهم ضحية «حزب الله» وإيران، وهي عبء عليهم وليست سنداً لهم. على مدى أربعة عقود كانوا في مواجهة إسرائيل، ويتحملون وزر العلاقة مع إيران؛ من العقوبات الاقتصادية والشخصية، واستهداف المناطق والأحياء بالتدمير، وملاحقة تحويلاتهم من أفريقيا وأميركا اللاتينية والشمالية، وغيرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store