
"الصحافة الإسرائيلية" : "إسرائيل" وصلت إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية
قالت الصحافة الإسرائيلية، إن كيان الاحتلال وصل إلى أدنى مستوى في مكانته الدولية على الإطلاق، ونقلت عن مسؤول بالخارجية الإسرائيلية قوله إن بلاده تواجه "تسونامي حقيقي، سيتفاقم ونحن في أسوأ وضع مررنا به على الإطلاق".
جاء ذلك وفق تقرير مفصل لصحيفة يديعوت أحرونوت، تطرق للإجراءات المتخذة على الساحة الدولية ضد كيان الاحتلال على خلفية استمرارها في حرب الإبادة على غزة، وأبرزها تعليق بريطانيا مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع الكيان، والتي قالت الصحيفة إنه "قد يكون له آثار اقتصادية خطيرة".
وبحسب الصحيفة، بعد مرور 592 يوما على بدء الحرب بغزة، وصلت كيان الاحتلال إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية، حيث هددت ثلاث من أبرز حليفاتها في العالم – بريطانيا، فرنسا، وكندا – مساء أمس (الاثنين) بفرض عقوبات إذا استمرت الحرب في غزة.
وأضافت: "بعد ذلك بأقل من 24 ساعة، أعلنت بريطانيا عن: إلغاء المفاوضات بشأن اتفاق تجارة حرّة مستقبلي مع "إسرائيل"، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفيلي، لجلسة توبيخ، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين".
كما عرجت الصحيفة على الموقف الأمريكي إزاء كيان الاحتلال مع إصرارها على مواصلة حرب الإبادة وقالت: "عبّرت مصادر في البيت الأبيض عن إحباطها من الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن "إسرائيل" هي الجهة الوحيدة التي لا تعمل على الدفع قدما نحو صفقة شاملة".
وشددت الصحيفة على أن التصريحات والخطوات التي تتخذ حالياً ضد "إسرائيل" قد تكون لها أيضاً آثار اقتصادية "خطيرة".
ومضت موضحة: "بريطانيا، على سبيل المثال، تُعد من أهم شركاء "إسرائيل" التجاريين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري معها نحو تسعة مليارات جنيه إسترليني، ما يجعلها رابع أكبر شريك تجاري لإسرائيل".
وأكدت أن الاتفاق الذي علقت لندن التفاوض بشأنه مع إسرائيل "حيوي للغاية بالنسبة لصناعة التكنولوجيا الفائقة، وكان من المفترض أن يشمل مجالات لم تكن مدرجة في السابق"، وفق المصدر ذاته.
ويُعتبر هذا الاتفاق ضرورياً للغاية لقطاع صناعة التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) الإسرائيلية، حيث تُظهر معطيات دائرة الإحصاء المركزية أن هذا القطاع يشكل أكثر من 70 بالمئة من إجمالي الصادرات الإسرائيلية.
وكان من المفترض أن يتم تحديث الاتفاق الجديد بما يتماشى مع الواقع المتغير، ويشمل مجالات لم تكن مدرجة في الاتفاق السابق، مثل الاستثمارات والتجارة الإلكترونية، وفق "يديعوت أحرونوت".
واعتبرت الصحيفة أن "التهديد الأوروبي بإلغاء اتفاق الشراكة مع إسرائيل، يُعتبر غير مسبوق، ورغم أن "إسرائيل" تُقدّر أن احتمال إلغائه منخفض، إلا أن الأضرار المحتملة تُقدّر بعشرات المليارات، وهو ما يجعل الأمر "تهديدًا اقتصاديًا بالغ الخطورة".
وقالت "يديعوت أحرونوت": "هذا التهديد غير المسبوق من ثلاث قوى غربية كبرى يُعد عمليا أشدّ إعلان صيغ حتى الآن ضد إسرائيل، بل إنه يجعلها تبدو دولة منبوذة على الساحة الدولية".
وخلصت إلى أن إسرائيل ومع تزايد الضغوط عليها لوقف الحرب، وإصرارها على مواصلتها، أصبحت الآن "معزولة بالكامل على الساحة الدولية".
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، حصلت هولندا على دعم كافٍ يتيح لها عقد نقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول مسألة إلغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل.
ووفقا للتقارير، فإن 17 دولة على الأقل دعمت طلب هولندا لفتح النقاش، في حين عارضته 9 دول.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، انضمت الحكومة اليمينية الإيطالية أيضا إلى الأصوات المنتقدة بشدة لإسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني: "لا نريد أن نرى الشعب الفلسطيني يعاني أكثر. كفى هجمات، دعونا نتحرك نحو وقف إطلاق النار. لنُفرج عن جميع المخطوفين، ولنترك الغزيين وشأنهم..".
وأضاف: "يجب أن نقول لحكومة إسرائيل: كفى! حماس هي من بدأت الحرب، وكان هناك رد من جانبكم. حافظوا على سيادتكم وأمنكم، ودعونا نتحرك نحو السلام".
واعتبرت الصحيفة أن "أحد أكثر الأمور المقلقة في ما يخص وضع إسرائيل على الساحة الدولية هو رد الفعل الأمريكي على التطورات الأخيرة".
وتابعت الصحيفة: "لم تصدر من واشنطن أي إدانة على خلفية تهديدات العقوبات التي أطلقتها بريطانيا، فرنسا، وكندا. وإذا كان البعض في السابق قد قال إن ترامب "رمى إسرائيل تحت عجلات الحافلة"، فإن هذا القول يبدو الآن وكأنه يتحقق عمليًا في السياسة الدولية".
وتساءلت عن الموقف الأمريكي حال وصلت المطالب بوقف الحرب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وما إن كانت واشنطن ستستخدم سلطة النقض (الفيتو) كما فعلت في السابق.
وقالت إنه على الرغم أن إدارة ترامب صرّحت في عدة مناسبات بأنها ستدافع عن" إسرائيل "لكن التطورات المختلفة والتوترات المتزايدة قد تؤثر على القرار الأميركي هذه المرة، مما يثير حالة من عدم اليقين بشأن مدى استعداد واشنطن لمواصلة دعمها لإسرائيل في الساحة الدولية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين اليوم
منذ 9 ساعات
- فلسطين اليوم
"الصحافة الإسرائيلية" : "إسرائيل" وصلت إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية
قالت الصحافة الإسرائيلية، إن كيان الاحتلال وصل إلى أدنى مستوى في مكانته الدولية على الإطلاق، ونقلت عن مسؤول بالخارجية الإسرائيلية قوله إن بلاده تواجه "تسونامي حقيقي، سيتفاقم ونحن في أسوأ وضع مررنا به على الإطلاق". جاء ذلك وفق تقرير مفصل لصحيفة يديعوت أحرونوت، تطرق للإجراءات المتخذة على الساحة الدولية ضد كيان الاحتلال على خلفية استمرارها في حرب الإبادة على غزة، وأبرزها تعليق بريطانيا مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع الكيان، والتي قالت الصحيفة إنه "قد يكون له آثار اقتصادية خطيرة". وبحسب الصحيفة، بعد مرور 592 يوما على بدء الحرب بغزة، وصلت كيان الاحتلال إلى أدنى مستوى في مكانتها الدولية، حيث هددت ثلاث من أبرز حليفاتها في العالم – بريطانيا، فرنسا، وكندا – مساء أمس (الاثنين) بفرض عقوبات إذا استمرت الحرب في غزة. وأضافت: "بعد ذلك بأقل من 24 ساعة، أعلنت بريطانيا عن: إلغاء المفاوضات بشأن اتفاق تجارة حرّة مستقبلي مع "إسرائيل"، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفيلي، لجلسة توبيخ، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين". كما عرجت الصحيفة على الموقف الأمريكي إزاء كيان الاحتلال مع إصرارها على مواصلة حرب الإبادة وقالت: "عبّرت مصادر في البيت الأبيض عن إحباطها من الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن "إسرائيل" هي الجهة الوحيدة التي لا تعمل على الدفع قدما نحو صفقة شاملة". وشددت الصحيفة على أن التصريحات والخطوات التي تتخذ حالياً ضد "إسرائيل" قد تكون لها أيضاً آثار اقتصادية "خطيرة". ومضت موضحة: "بريطانيا، على سبيل المثال، تُعد من أهم شركاء "إسرائيل" التجاريين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري معها نحو تسعة مليارات جنيه إسترليني، ما يجعلها رابع أكبر شريك تجاري لإسرائيل". وأكدت أن الاتفاق الذي علقت لندن التفاوض بشأنه مع إسرائيل "حيوي للغاية بالنسبة لصناعة التكنولوجيا الفائقة، وكان من المفترض أن يشمل مجالات لم تكن مدرجة في السابق"، وفق المصدر ذاته. ويُعتبر هذا الاتفاق ضرورياً للغاية لقطاع صناعة التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) الإسرائيلية، حيث تُظهر معطيات دائرة الإحصاء المركزية أن هذا القطاع يشكل أكثر من 70 بالمئة من إجمالي الصادرات الإسرائيلية. وكان من المفترض أن يتم تحديث الاتفاق الجديد بما يتماشى مع الواقع المتغير، ويشمل مجالات لم تكن مدرجة في الاتفاق السابق، مثل الاستثمارات والتجارة الإلكترونية، وفق "يديعوت أحرونوت". واعتبرت الصحيفة أن "التهديد الأوروبي بإلغاء اتفاق الشراكة مع إسرائيل، يُعتبر غير مسبوق، ورغم أن "إسرائيل" تُقدّر أن احتمال إلغائه منخفض، إلا أن الأضرار المحتملة تُقدّر بعشرات المليارات، وهو ما يجعل الأمر "تهديدًا اقتصاديًا بالغ الخطورة". وقالت "يديعوت أحرونوت": "هذا التهديد غير المسبوق من ثلاث قوى غربية كبرى يُعد عمليا أشدّ إعلان صيغ حتى الآن ضد إسرائيل، بل إنه يجعلها تبدو دولة منبوذة على الساحة الدولية". وخلصت إلى أن إسرائيل ومع تزايد الضغوط عليها لوقف الحرب، وإصرارها على مواصلتها، أصبحت الآن "معزولة بالكامل على الساحة الدولية". وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، حصلت هولندا على دعم كافٍ يتيح لها عقد نقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول مسألة إلغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل. ووفقا للتقارير، فإن 17 دولة على الأقل دعمت طلب هولندا لفتح النقاش، في حين عارضته 9 دول. وفي نهاية الأسبوع الماضي، انضمت الحكومة اليمينية الإيطالية أيضا إلى الأصوات المنتقدة بشدة لإسرائيل. وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني: "لا نريد أن نرى الشعب الفلسطيني يعاني أكثر. كفى هجمات، دعونا نتحرك نحو وقف إطلاق النار. لنُفرج عن جميع المخطوفين، ولنترك الغزيين وشأنهم..". وأضاف: "يجب أن نقول لحكومة إسرائيل: كفى! حماس هي من بدأت الحرب، وكان هناك رد من جانبكم. حافظوا على سيادتكم وأمنكم، ودعونا نتحرك نحو السلام". واعتبرت الصحيفة أن "أحد أكثر الأمور المقلقة في ما يخص وضع إسرائيل على الساحة الدولية هو رد الفعل الأمريكي على التطورات الأخيرة". وتابعت الصحيفة: "لم تصدر من واشنطن أي إدانة على خلفية تهديدات العقوبات التي أطلقتها بريطانيا، فرنسا، وكندا. وإذا كان البعض في السابق قد قال إن ترامب "رمى إسرائيل تحت عجلات الحافلة"، فإن هذا القول يبدو الآن وكأنه يتحقق عمليًا في السياسة الدولية". وتساءلت عن الموقف الأمريكي حال وصلت المطالب بوقف الحرب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وما إن كانت واشنطن ستستخدم سلطة النقض (الفيتو) كما فعلت في السابق. وقالت إنه على الرغم أن إدارة ترامب صرّحت في عدة مناسبات بأنها ستدافع عن" إسرائيل "لكن التطورات المختلفة والتوترات المتزايدة قد تؤثر على القرار الأميركي هذه المرة، مما يثير حالة من عدم اليقين بشأن مدى استعداد واشنطن لمواصلة دعمها لإسرائيل في الساحة الدولية".


شبكة أنباء شفا
منذ 17 ساعات
- شبكة أنباء شفا
عُقد التفاوض الأمريكي – الإسرائيلي ، بقلم : راسم عبيدات
عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي ، بقلم : راسم عبيدات على جبهة ايران والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني،عقدة تخصيب اليورانيوم، فأمريكا نتيجة ضغوط المتشددين في البيت الأبيض من القوى الصهيونية واليمين المتطرف الأمريكي الإنجليكاني،يرفض الحق الإيراني في تخصيب اليورانيوم،وامتلاك برنامج نووي سلمي،وطرحت مسألة تخصيب ايران لليورانيوم بشكل منخفض،عبر اقامة منشأة تخصيب ايرانية في قطر،أثناء زيارة مشتركة للوسيط العُماني ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر الى طهران،بحيث تكون تلك المنشأة تحت اشراف وكالة الطاقة الذرية،وبأن تكون المنشأة بمثابة ارض ايرانية تتمتع بحقوق الحصانة،ولكن يبدو بأن هذا المقترح والذي ينتقص من حق ايران، في التخصيب على اراضيها،رفض ايرانياً،وعلى لسان المرشد الأعلى الإيراني الإمام خامينئ يقال' بأن منع او سلب ايران حقها في التخصيب،بمثابة هراء' ،وهذا العقدة ،اذا لم يجر التفكير بحلول ابداعية لها، فواضح بأن العودة ستكون الى سياسة ما تسميه امريكا بالعقوبات القصوى،أو ربما الخيار العسكري،وخاصة بأن الحديث يجري،بأن اسرائيل قد تحاول استغلال الظرف الناتج عن عقدة التفاوض هذه،لكي تقوم ب'ببروغندا' ،عملية عسكرية استعراضية ضد منشأت ايران النووية وقدراتها العسكرية من الصواريخ البالستية،بدعم من صقور البيض الأبيض والمتصهينين والمتشددين فيه. ايران والتي لها تجربة سيئة مع الإدارة الأمريكية التي انسحبت من الإتفاق النووي في عام2018 ،والتي شاركت في التوقيع عليه روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا والأمم المتحدة عام2015، تريد ضمانات بأن لا يجري التحلل من هذا الإتفاق من قبل الرئيس الأمريكي القادم،وضمان رفع العقوبات،وامريكا تريد ان لا يتحول البرنامج النووي الإيراني الى برنامج عسكري. أما عقدة اسرائيل التفاوضية في قطاع غزة،فهي لربما اعقد من العقدة الأمريكية،فإسرائيل التي تواصل حربها الجنونية على القطاع،وارتكاب المجازر بحق المدنيين وسياسة الحصار والتجويع،والتهديد بعملية برية واسعة ' مركبات جدعون' التوراتية،واستخدام 'عقيدتي' الضاحية وجباليا معاً،أي تدمير ممنهج وإبادة للحاضنة الشعبية ،كما جرى في لبنان،وحرق لتلك الحاضنة في قطاع غزة،والهدف الوصول الى اتفاق يستجيب لطموحاتها بنزع سلاح المقاومة واسقاط 'طحن' كل من يقول بفكرة المقاومة او ينظر لها او يدعمها او يمولها او يمارسها،او يبشر بها او يقول بنهجها وخيارها وثقافتها،واعتبار' اسرائيل' بمثابة البقرة المقدسة،التي لا يجوز المساس بها بالمطلق،ولتكن لبنان وغزة،نموذج ومثال،لكل من يحاول أن يمس بها ،أي ما يتعدي ' كي' الوعي العربي والفلسطيني الى 'تجريف' كامل لهذا الوعي،ولعل دول النظام الرسمي العربي، قاطبة تقف الى جانب اسرائيل في هذه النقطة الجوهرية، أي انها تكره حتى سماع لفظة مقاومة،وتريد التخلص من كل من يقوم بها،ولذلك جزء من دول النظام الرسمي في المفاوضات الدائرة للوصول الى وقف إطلاق النار، تضغط لنزع سلاح المقاومة واسقاطها. اسرائيل وامريكا كمن يبتلعون منجلاً ،فهم غير قادرين على مواصلة الحروب او التراجع عنها والذهاب الى تسويات قادرون على دفع ثمنها،فقوة الدفع لحروب نتنياهو تقترب من النفاذ سواء على الصعيد الداخلي،حيث لم يعد المجتمع الإسرائيلي متماسكاً حول الحكومة والجيش،ويشعر بان هذه الحرب المستمرة،هي فقط من أجل خدمة اهداف نتنياهو السياسية والشخصية،وهي استنفذت اهدافها العسكرية والأمنية،وكذلك الجيش لم يعد متماهياً مع الحكومة في حربها،وهذا الجيش يشهد حالة من تراجع الروح القتالية،والتمرد وعدم الإلتحاق بالوحدات العسكرية،وانخفاض الروح المعنوية،والنقص في العنصر البشري،ناهيك عن توقيع عشرات الآلاف الجنود والضباط والمفكرين والسياسيين والأطباء على عرائض تطالب بوقف الحرب واستعادة الأسرى،في حين قوة محرك الدفع الخارجي لإستمرار هذه الحرب،حرب الإبادة والتجويع،يتراجع خارجياً،حيث لم تعد هناك فقط حركة شعبية واعلامية وسياسة ضاغطة لوقف هذه الحرب ،والدعوة الى ادخال مساعدات عاجلة الى سكان القطاع،ورفض سياسة التجويع كأداة في الحرب،بل ارتفع هذه الحراك ليصل الى العديد من الحكومات الأوروبية،فهناك 19 دولة أوروبية وقعت على بيان يدعو الى وقف الحرب وادخال المساعدات الإنسانية ورفض سياسة التجويع،وثلاث دول أوروبية ،وهي الأكثر مناصرة ودعماً لإسرائيل،بريطانيا وفرنسا وكندا،دعت الى اعادة النظر في اتفاقية الشراكة للتجارة الحرة مع دولة الإحتلال،وتفعيل المادة الثانية منها الخاصة بحقوق الإنسان،وبريطانيا التي رعت دولة الإحتلال منذ قيامها،واستمرت في دعمها عسكرياً ومالياً وسياسياً واعلامياً،ووقفت الى جانبها في رفض أي عقوبات قد تفرض عليها في المؤسسات الدولية،نتيجة لخرقها السافر للقوانين الدولية او الدولية الإنسانية ،او ارتكابها لجرائم حرب، باتت تتخذ قرارات بوقف تصدير السلاح الى اسرائيل،ودراسة فرض عقوبات عليها ، اذا لم توقف حربها العبثية على القطاع،ولا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية. مأزق نتنياهو يتعمق ونسبة المؤيدين لإستمرار الحرب،والتي كانت في بدايتها ،تصل الى 94%،في تموز 2024 هبطت الى 58%،وهي الآن تقف عند حدود 20%،وبات الإنتقاد لهذه الحرب يطال قيادات عسكرية وأمنية اسرائيلية،فها هو زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائليين يائير جولان،يصف دولته بان جيشها يقتل الأطفال كهواية،في حين رئيس الوزراء الأسبق أولمرت، يقول بأن هذه الحرب العبثية،قد ترتقي الى جريمة حرب،ونتنياهو يعرف جيداً بانه في النهاية سيجبر على وقف الحرب،دون ان يحقق اهدافه في نزع سلاح المقاومة او ابعاد قادتها،وهذا يعني العودة للتساكن مجدداً مع قوى المقاومة على حدود مستوطنات الغلاف،وهذه المقاومة،قد تعيد بناء نفسها مجدداً،ولو بعد سنوات،كما حصل بعد 2005 ،وبالتالي يستمر المأزق الوجودي لإسرائيل،وحتى في إطار التعويض المعنوي، هو لن ينجح لا هو ولا ترامب، في ' هندستهم' الديمغرافية ولا الجغرافية للقطاع،ولا مخططاتهم،للتهجير سكان القطاع، بما يشكل تعويض معنوي للمستوطنين، عن عدم القضاء على المقاومة الفلسطينية، بأن يبقون ما بين النهر والبحر اغلبية،بعد تهجير مليون فلسطيني. ومأزق ترامب لا يقل عن مأزق نتنياهو،فهو يدرك تماماً بان فشل المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي،قد يقود الى نتائج كارثية،اذا ما ذهب الى الخيار العسكري،والذي ستكون كلفته باهظه،استهداف للوجود والقواعد الأمريكية في المنطقة، اهتزازت عميقة في الإقتصاد العالمي،واضطرابات في اسواق البورصة والأسهم،وتأثير كبيرلى خطوط توريد وسلاسل الطاقة،ناهيك عن ذهاب ايران لخيار البرنامج النووي العسكري. ترمب استخلص العبر من حربه التي شنها على وسببت له مأزق استراتيجي وفشل كبير،اضطره للإنسحاب من حربه الإسنادية لدولة الإحتلال، وهو يدرك بان الرسائل التي اراد توجيها لطهران،قد ارتدت عليه،فاليمن امكانياته متواضعة امام ما تمتلكه ايران من قدرات عسكرية،ولذلك قضية اللجوء للخيار العسكري ،قد يدفع نحو تفجر الأوضاع وخروجها عن السيطرة وتوسع الحرب بشكل أعم واوسع واشمل،ولذلك على ترامب ونتنياهو،كل من ملفه،البحث عن تسويات من خارج تفكيك برنامج ايران النووي ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية. كل التطورات التي تحدث في المنطقة والإقليم، تقول بأن الوقت ينفذ أمام نتنياهو لمواصلة حربه العبثية بدون اهداف وبدون انجازات على الصعيدين الداخلي مجتمعاً وجيشاً والخارجي دعم عسكري وسياسي ومالي واعلامي وتبني رواية وسردية. فلسطين – القدس المحتلة


جريدة الايام
منذ 19 ساعات
- جريدة الايام
الضغط على إسرائيل في ذروته
يستعد الجيش الإسرائيلي للقتال داخل قطاع غزة. وتنفذ القوات في هذه اللحظة نوعا من الزحف البطيء في داخل المجال الذي تنظم نفسها فيه. وحسب منشورات أجنبية، في صباح يوم أمس عملت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي قرب مستشفى ناصر في جنوب خان يونس. وكان الهدف هو أحمد سرحان رئيس لجان المقاومة في جنوب القطاع. يدور الحديث عن خلية إرهاب متفرعة عن حماس. وحسب المنشورات الأجنبية، فقد شارك في الاجتياح في 7 أكتوبر في الغلاف واحتجز مخطوفين. وكان هدف العملية اعتقال المخرب للتحقيق معه في إسرائيل. استغل الجيش الإسرائيلي حقيقة أن القوات توجد تماماً بمحاذاة أحياء خان يونس، وفي الميدان يوجد عدم استقرار من ناحية حماس، كي ينفذ العملية. غير أن ما كان يفترض على الورق أن يكون عملية هي جزء من دخول مستعرب واعتقال المخرب تعقد إلى معركة في نهايتها قتل المخرب سرحان. زوجته وابنه اعتقلا وجيء بهما للتحقيق في إسرائيل. تحاول إسرائيل في هذه اللحظة تنفيذ بضع خطوات بالتوازي. الأولى: تحسين المواقع قبل الانتقال إلى الهجوم. الثانية: الاستيلاء على ذخائر في حالة فرض على الطرفين وقف القتال قبل أن يبدأ. والثالثة: ممارسة ضغط جسدي غير معتدل على حماس. يعمل المقاتلون في غزة منذ أكثر من سنة وسبعة أشهر. الانهاك واضح. بعد قتال متواصل في ساحات مختلفة، يصعب على الجنود احتمال كل التوتر. لقد أصاب لواء الناحل حين وجه المقاتلين إلى ضابط الأمن بعد أن شرحوا أنه يصعب عليهم الدخول في مسار قتالي آخر في غزة. ليس هذا رفضاً بل انهاك نفسي هو طبيعي في واقع مشوش وغير طبيعي. أمس بدا الأميركيون أقل أدباً. أقوال الناطقة بلسان البيت الأبيض كانت واضحة: الرئيس دونالد ترامب يطلب ويتوقع إنهاء الحرب. مصدر في الجيش قال إن الواقع يدل على أنه عندما يطلب الأميركيون شيئاً ما، فإن الكل يطيع وينفذ. انظروا موضوع إدخال المساعدات إلى غزة. من أراد أن يرى إشارة أخرى عن الضغط الذي يمارس لأجل إنهاء القصة في غزة، تلقى تقارير مدراء شركات الطيران الأجنبية الذين بلغوا بأنهم لن يعيدوا حالياً الرحلات الجوية إلى إسرائيل. ومثلما في كلمات القصيدة – «نحن نبقى في البلاد». بالتوازي، فإن الأحزاب الحريدية هي الأخرى تفهم أن إنهاء القتال في غزة كفيل بأن يقلل الضغط في كل ما يتعلق بالمساواة في العبء. اليوم القريب القادم أو ذاك الذي سيأتي بعده سيحسمان إلى أين نسير: لمواصلة القتال والغرق في الوحل الغزي – أم لخطوة وقف نار وتحرير الـ 58 مخطوفاً.