logo
الصواريخ اليمنية تُعيد تشكيل الواقع الأمني للكيان الصهيوني وتُفاقم أزمته الداخلية

الصواريخ اليمنية تُعيد تشكيل الواقع الأمني للكيان الصهيوني وتُفاقم أزمته الداخلية

يمني برس١٦-٠٤-٢٠٢٥

في ظل تصاعد العمليات العسكرية اليمنية الداعمة لغزة ومقاومتها، فرضت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة اليمنية واقعاً أمنياً جديداً على الكيان الصهيوني، أحد أوجهه زعزعة الاستقرار النفسي والمادي للمغتصبين، لا سيما في مناطق وسط فلسطين المحتلة. ملايين المغتصبين اليهود يعيشون في حالة توتر دائم، مع هواجس واضطرابات نفسية تزيد حالة عدم الاستقرار، وترفع الاضطرابات إلى أعلى مستوى مع توقع سقوط الصواريخ في أي لحظة، وهو ما دفع جيش العدو والمؤسسة الأمنية وما يُعرف بالجبهة الداخلية إلى تبني خطط طارئة لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق.
بين الذعر والاستنزاف
تفيدُ تقارير صهيونية داخلية بأن المناطق المحتلة تشهد تحولاً جذرياً في طبيعة الحياة اليومية، وتلقي بظلالها الثقيلة على كافة نواحي الحياة، مسقطةً نظرية 'الملاذ الآمن' حتى في عمق الكيان الصهيوني. فالصواريخ اليمنية، التي تُطلَق من مسافة تصل إلى ألفي كيلومتر، تُهدد بشكل مباشر المناطق التي ظلت -لسنوات- بعيدة عن دائرة التحدي وخطوط النار والمواجهة مع قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ذروة هذا القلق تعبر عنها مصادر إعلامية صهيونية بأن 'الدقيقة والنصف' التي كانت تُمنح للمغتصبين للوصول إلى الملاجئ غير كافية، وتحوّلت إلى مصدرٍ للانتقادات، خاصة بعد سقوط إصابات خلال عمليات الفوضى والفرار الجماعي الذي يجتاح الكيان لحظة دوي صافرات الإنذار.
وفي هذا السياق، نقلت المذيعة في 'القناة نيوز 24 العبرية' عن مستوطنين شكواهم من أن 'الإنذارات المفاجئة لا تعطيهم الوقت الكافي للفرار'، مطالبين المؤسسة العسكرية بتغيير إجراءات الإنذار وتعديلها، الأمر الذي دفع الأخيرة للبحث عن سبل جديدة لتلافي المعضلة.
خطط إنذار جديدة بين التناقضات والفشل
كشف المراسل العسكري الصهيوني ينون شالوم لـ'نيوز 24″ عن خطة عسكرية تهدف إلى 'توفير المزيد من الوقت للسكان'، عبر إرسال تحذيرات مبكرة دون طلب الدخول الفوري إلى الملاجئ، لتجنب حالة الذعر التي شهدتها المناطق خلال الهجوم الإيراني الأخير. وأضاف شالوم:
'نحن نتحدث عن عمليات إطلاق صواريخ لم تواجهها إسرائيل من قبل.. الجيش أدرك أن هناك مجالاً لتطوير الإنذار، ووُضعت خطة تسمح بإبلاغ الجمهور باقتراب الصاروخ دون إصدار أوامر فورية بدخول الملاجئ. التقدير أن الخطة ستدخل حيز التنفيذ قريباً'.
من جهته، أشار أور هيلر، المراسل العسكري لقناة 13 الصهيونية، إلى المعضلة الأمنية التي يواجهها الكيان:
'الصاروخ الذي يُطلَق من اليمن يحتاج إلى نحو عشر دقائق ليصل، وهنا تبدأ المعضلة: هل نُبلغ كل الملايين العشرة؟ هناك ميل لتغيير النظام بحيث نتلقى جميعاً تنبيهاً على هواتفنا بوصول الصاروخ خلال دقائق'.
لكن هذه الخطط تتعارض مع مخاوف المؤسسات المحلية والتعليمية التي وصفت الإنذارات الحالية بأنها 'غير كافية وتُسبب توتراً'، وفقاً لهيلر.
ثمن الفشل الصهيوني في مواجهة اليمن
أكدت أوساط صهيونية أن الإصابات في صفوف المغتصبين لم تنتج فقط عن سقوط الصواريخ، بل أيضاً عن الفوضى أثناء عمليات الهروب إلى الملاجئ، حيث سُجلت كسور وحالات اختناق. ونقلت تقارير عن 'حالات هلع جماعي' دفعت جيش العدو إلى تعديل سياسته، كما ذكر هيلر: 'حتى لا يركض المواطنون في الفرار، وتُكسر أيديهم أو أرجلهم. تم تقديم الإنذار، لكننا أمام معضلة حقيقية'.
يشار الى أن جيش العدو يفرض حظراًَ إعلامياً شديداً على نوع وحجم الخسائر التي توقعها العمليات اليمنية في عمق الكيان، سواء بالصواريخ أو بالطائرات المسيّرة، ويكتفي فقط بالحديث عن بعض الإصابات الناجمة عن حالة التدافع الشديدة والهلع الناجمة عن الإنذارات حال وصول الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
فشل المنظومة الأمريكية 'الإسرائيلية' في حماية 'الجبهة الداخلية'
رغم المحاولات الصهيونية لتخفيف حدة الذعر، فإن التقارير تؤكد أن الصواريخ اليمنية تمثل 'استنزافاً مادياً ومعنوياً مستمراً' للكيان، خاصة مع عجز منظومة 'القبة الحديدية' عن اعتراض جميع الصواريخ، وفشل التحالف الأمريكي-الصهيوني في وقف إطلاقها من اليمن.
وفي تعليق لاذع على الخطط الجديدة، لاحظت المصادر أن 'زيادة وقت الإنذار لن تُغيّر من حقيقة أن المغتصبين يعيشون تحت رحمة صواريخ قادمة من دولة بعيدة، ما يُظهر ضعف القدرات الاستخباراتية والعسكرية للكيان'.
وتُظهر الأزمة الحالية عمق التأثير الاستراتيجي للعمليات اليمنية، التي نجحت – إلى جانب المقاومة في غزة ولبنان – في كسر 'الردع الإسرائيلي'، ونقل المعركة إلى العمق الصهيوني. فكما قال المراسل شالوم:
'إسرائيل تواجه تهديدات من مسافات لم تعهدها من قبل، والأمر لم يعد متعلقاً بغزة فقط'.
وقائع الإسناد اليمنية اليومية تثبت أن الكيان الصهيوني، رغم امتلاكه أحدث مظومات الاعتراض العالمية من 'حيتس' و'مقلاع داوود' و'القبة الحديدية' وتعزيزها بمنظومات أمريكية من 'باتريوت' و'ثاد' فإنها رغم كل هذا تعجز عن حماية الكيان، أو تحقيق الاستقرار الذي طالما روّج له، في ظل تصاعد العمليات اليمنية وتطويرها النوعي التقني على مستوى المدى والقدرة على تجاوز منظومات الاعتراض والتصدّي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصواريخ اليمنية تُعيد تشكيل الواقع الأمني للكيان الصهيوني وتُفاقم أزمته الداخلية
الصواريخ اليمنية تُعيد تشكيل الواقع الأمني للكيان الصهيوني وتُفاقم أزمته الداخلية

يمني برس

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • يمني برس

الصواريخ اليمنية تُعيد تشكيل الواقع الأمني للكيان الصهيوني وتُفاقم أزمته الداخلية

في ظل تصاعد العمليات العسكرية اليمنية الداعمة لغزة ومقاومتها، فرضت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة اليمنية واقعاً أمنياً جديداً على الكيان الصهيوني، أحد أوجهه زعزعة الاستقرار النفسي والمادي للمغتصبين، لا سيما في مناطق وسط فلسطين المحتلة. ملايين المغتصبين اليهود يعيشون في حالة توتر دائم، مع هواجس واضطرابات نفسية تزيد حالة عدم الاستقرار، وترفع الاضطرابات إلى أعلى مستوى مع توقع سقوط الصواريخ في أي لحظة، وهو ما دفع جيش العدو والمؤسسة الأمنية وما يُعرف بالجبهة الداخلية إلى تبني خطط طارئة لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق. بين الذعر والاستنزاف تفيدُ تقارير صهيونية داخلية بأن المناطق المحتلة تشهد تحولاً جذرياً في طبيعة الحياة اليومية، وتلقي بظلالها الثقيلة على كافة نواحي الحياة، مسقطةً نظرية 'الملاذ الآمن' حتى في عمق الكيان الصهيوني. فالصواريخ اليمنية، التي تُطلَق من مسافة تصل إلى ألفي كيلومتر، تُهدد بشكل مباشر المناطق التي ظلت -لسنوات- بعيدة عن دائرة التحدي وخطوط النار والمواجهة مع قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ذروة هذا القلق تعبر عنها مصادر إعلامية صهيونية بأن 'الدقيقة والنصف' التي كانت تُمنح للمغتصبين للوصول إلى الملاجئ غير كافية، وتحوّلت إلى مصدرٍ للانتقادات، خاصة بعد سقوط إصابات خلال عمليات الفوضى والفرار الجماعي الذي يجتاح الكيان لحظة دوي صافرات الإنذار. وفي هذا السياق، نقلت المذيعة في 'القناة نيوز 24 العبرية' عن مستوطنين شكواهم من أن 'الإنذارات المفاجئة لا تعطيهم الوقت الكافي للفرار'، مطالبين المؤسسة العسكرية بتغيير إجراءات الإنذار وتعديلها، الأمر الذي دفع الأخيرة للبحث عن سبل جديدة لتلافي المعضلة. خطط إنذار جديدة بين التناقضات والفشل كشف المراسل العسكري الصهيوني ينون شالوم لـ'نيوز 24″ عن خطة عسكرية تهدف إلى 'توفير المزيد من الوقت للسكان'، عبر إرسال تحذيرات مبكرة دون طلب الدخول الفوري إلى الملاجئ، لتجنب حالة الذعر التي شهدتها المناطق خلال الهجوم الإيراني الأخير. وأضاف شالوم: 'نحن نتحدث عن عمليات إطلاق صواريخ لم تواجهها إسرائيل من قبل.. الجيش أدرك أن هناك مجالاً لتطوير الإنذار، ووُضعت خطة تسمح بإبلاغ الجمهور باقتراب الصاروخ دون إصدار أوامر فورية بدخول الملاجئ. التقدير أن الخطة ستدخل حيز التنفيذ قريباً'. من جهته، أشار أور هيلر، المراسل العسكري لقناة 13 الصهيونية، إلى المعضلة الأمنية التي يواجهها الكيان: 'الصاروخ الذي يُطلَق من اليمن يحتاج إلى نحو عشر دقائق ليصل، وهنا تبدأ المعضلة: هل نُبلغ كل الملايين العشرة؟ هناك ميل لتغيير النظام بحيث نتلقى جميعاً تنبيهاً على هواتفنا بوصول الصاروخ خلال دقائق'. لكن هذه الخطط تتعارض مع مخاوف المؤسسات المحلية والتعليمية التي وصفت الإنذارات الحالية بأنها 'غير كافية وتُسبب توتراً'، وفقاً لهيلر. ثمن الفشل الصهيوني في مواجهة اليمن أكدت أوساط صهيونية أن الإصابات في صفوف المغتصبين لم تنتج فقط عن سقوط الصواريخ، بل أيضاً عن الفوضى أثناء عمليات الهروب إلى الملاجئ، حيث سُجلت كسور وحالات اختناق. ونقلت تقارير عن 'حالات هلع جماعي' دفعت جيش العدو إلى تعديل سياسته، كما ذكر هيلر: 'حتى لا يركض المواطنون في الفرار، وتُكسر أيديهم أو أرجلهم. تم تقديم الإنذار، لكننا أمام معضلة حقيقية'. يشار الى أن جيش العدو يفرض حظراًَ إعلامياً شديداً على نوع وحجم الخسائر التي توقعها العمليات اليمنية في عمق الكيان، سواء بالصواريخ أو بالطائرات المسيّرة، ويكتفي فقط بالحديث عن بعض الإصابات الناجمة عن حالة التدافع الشديدة والهلع الناجمة عن الإنذارات حال وصول الصواريخ والمسيّرات اليمنية. فشل المنظومة الأمريكية 'الإسرائيلية' في حماية 'الجبهة الداخلية' رغم المحاولات الصهيونية لتخفيف حدة الذعر، فإن التقارير تؤكد أن الصواريخ اليمنية تمثل 'استنزافاً مادياً ومعنوياً مستمراً' للكيان، خاصة مع عجز منظومة 'القبة الحديدية' عن اعتراض جميع الصواريخ، وفشل التحالف الأمريكي-الصهيوني في وقف إطلاقها من اليمن. وفي تعليق لاذع على الخطط الجديدة، لاحظت المصادر أن 'زيادة وقت الإنذار لن تُغيّر من حقيقة أن المغتصبين يعيشون تحت رحمة صواريخ قادمة من دولة بعيدة، ما يُظهر ضعف القدرات الاستخباراتية والعسكرية للكيان'. وتُظهر الأزمة الحالية عمق التأثير الاستراتيجي للعمليات اليمنية، التي نجحت – إلى جانب المقاومة في غزة ولبنان – في كسر 'الردع الإسرائيلي'، ونقل المعركة إلى العمق الصهيوني. فكما قال المراسل شالوم: 'إسرائيل تواجه تهديدات من مسافات لم تعهدها من قبل، والأمر لم يعد متعلقاً بغزة فقط'. وقائع الإسناد اليمنية اليومية تثبت أن الكيان الصهيوني، رغم امتلاكه أحدث مظومات الاعتراض العالمية من 'حيتس' و'مقلاع داوود' و'القبة الحديدية' وتعزيزها بمنظومات أمريكية من 'باتريوت' و'ثاد' فإنها رغم كل هذا تعجز عن حماية الكيان، أو تحقيق الاستقرار الذي طالما روّج له، في ظل تصاعد العمليات اليمنية وتطويرها النوعي التقني على مستوى المدى والقدرة على تجاوز منظومات الاعتراض والتصدّي.

جيش الاحتلال يستعد لشن عملية برية جديدة على قطاع غزة
جيش الاحتلال يستعد لشن عملية برية جديدة على قطاع غزة

وكالة نيوز

time٠٢-٠٣-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

جيش الاحتلال يستعد لشن عملية برية جديدة على قطاع غزة

وبحسب ما أورد المراسل العسكري لقناة i24NEWS، ينون شالوم يتاح، فإن الخطة العسكرية الإسرائيلية للعودة إلى الحرب ستنطلق تدريجيا، تبدأ بشن غارات جوية مكثفة، تليها هجمات مدفعية، وصولا إلى عملية برية واسعة النطاق داخل القطاع. وفقًا للخطة، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بشن غارات جوية جديدة، تليها هجمات مدفعية، ثم في المرحلة الأخيرة سيتم تنفيذ عملية برية واسعة النطاق داخل القطاع. يُذكر أن مسؤولين كبارا صرحوا في وقت سابق هذا الأسبوع للقناة بأن العودة إلى الحرب 'ليست مسألة إذا، بل مسألة متى'. وأضاف مصدر سياسي رفيع أن هناك تفاهمات مع الأمريكيين بأن 'مع تولي رئيس الأركان الجديد منصبه وتشكيل قيادة جديدة لهيئة الأركان، سيكون هناك عمل عسكري، وهو أمر لا مفر منه، سواء تم تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال إلى المرحلة الثانية'. مصادر رسمية أكدت أن العودة للعدوان على غزة 'ليست موضع شك، بل مسألة توقيت'، فيما أشار مصدر سياسي رفيع إلى وجود تفاهمات مع الجانب الأمريكي، تفيد بأن مع دخول رئيس الأركان الجديد ومجلس قيادته حيز العمل، فإن العملية العسكرية ضد غزة ستصبح أمرًا لا مفر منه، سواء استمر الاتفاق أو تم التحرك للمرحلة الثانية منه.

قوة الجيش المصرى تُثير حيرة الأعداء!
قوة الجيش المصرى تُثير حيرة الأعداء!

الدستور

time٠٨-١٢-٢٠٢٤

  • الدستور

قوة الجيش المصرى تُثير حيرة الأعداء!

صدق الله العظيم، حين يقول، سبحانه وتعالى، فى سورة الأنفال ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ الآية (60).. إذ يُسلط تقرير نشرته قناة (كان 11) العبرية، الضوء على قلق متزايد داخل الأوساط الإسرائيلية، بشأن تعاظُم القوة العسكرية المصرية، خصوصًا فى ظل التغيُرات الإقليمية المستمرة.. هذه التحذيرات تأتى بالتزامن مع مخاوف من تأثير هذه التغيُرات على الأمن الإسرائيلى، بما فى ذلك إمكانية توجيه التهديدات نحو سيناء، التى طالما كانت محورًا للاتفاقيات الأمنية بين الجانبين.. وقد واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى الفترة الأخيرة، تحذيراتها الشديدة من سباق تسلح الجيش المصرى، وتعاظُم قوته العسكرية فى فترة زمنية وجيزة، إلى درجة التلويح باحتلال سيناء مرة أخرى، إذا استمر التهديد!!.. ووجهت القناة (السابعة)، سؤالًا للقيادة الإسرائيلية قائلة، (هل يُغمض النظام الأمنى والسياسى الإسرائيلى عينيه، أمام التهديد العسكرى المتزايد على حدودنا الجنوبية؟).. وقال تقرير القناة العبرية، المعروفة بميلها لليمين المتشدد فى إسرائيل، إن مصر فى سباق تسلح، وليس من الواضح لماذا؟.. مُشيرًا إلى أن عددًا غير قليل من التقارير الإعلامية الإسرائيلية حذَّر من التسليح الضخم لمصر، ويرى الكثيرون أن ذلك بداية تهديد، تختار إسرائيل حاليًا تجاهله.. بل إن القناة العبرية استضافت رونى شالوم، الباحث الإسرائيلى فى شئون الشرق الأوسط، والمُحاضر فى أكاديمية (رمات جان)، للوقوف على تفسير أسباب سباق التسلح المصرى، ويرى شالوم، أن إسرائيل تعيش الفترة الحالية فى شكل (جيش لديه دولة) وليس العكس، وأصبح من الواضح أن وراء كل جنرال شخصًا له أجندات ووجهات نظر عالمية، ولهذا السبب (لا بد من التأكد من أن المسئولين فى الجيش محترفون من جهة، ومن جهة أخرى خاضعون للرقابة والمراجعة). تُدرك الحكومة المصرية القلق الإقليمى والعالمى من ضعف وضعها الاقتصادى، وقد عادت بالفعل وحذرت من أن مثل هذا الضعف يقترب، ما يؤدى إلى تدفق دعمها من العالم، وأحد الأمثلة على ذلك هو مبلغ 1.3 مليار دولار، الذى حوله بايدن إلى مصر، منحة لم تكن مشروطة حتى بأى إصلاحات أو تغييرات هيكلية.. وفى تقدير شالوم، فإن السبب فى ذلك، ليس عدم إيمان بايدن والغرب بقدرة مصر على إحداث إصلاحات، بل التفسير الغربى للشرق الأوسط، والواقع الشرقى والخطاب الشرق أوسطى، حيث إن الخطاب الغربى يخشى وضع حدود للحكومة المصرية، وإسرائيل تتأثر بذلك أيضًا عندما ترى التسلح المصرى، ولا تجرؤ على ممارسة أدوات الضغط على المصريين إلى حد التهديد الحقيقى.. وفى تقديره أيضًا، رغم أن التسليح المصرى هو جزء من حدث مصرى داخلى، إلا أنه يتعين على إسرائيل توضيح معارضتها، وحتى التهديد بالسيطرة على أجزاء من شبه جزيرة سيناء إذا استمر التهديد، إلا أن مثل هذه الخطوة لن تؤدى إلى إلغاء اتفاق السلام مع مصر، بل إلى تعزيزه من قِبل المصريين، الذين سيفهمون، والثمن الذى قد يدفعونه مقابل انتهاك من هذا النوع.. وأنه من الممكن أن تنتج تسوية فى غزة والأرضى الفلسطينية، تؤدى إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل!!. ●●● وتحت عنوان (ما وراء جنون التسلح المصرى)، قالت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلى، فى تقرير لها، إن مصر تحاول بناء أكبر قوة بحرية فى الشرق الأوسط، متسائلة: لماذا تستثمر القاهرة الكثير من الأموال فى التعزيز العسكرى؟.. وفى السياق نفسه، بثت قناة (كان) التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، والتى تعتبر إحدى أذرع الحكومة الإسرائيلية الإعلامية، فيديو أعده محررها المتخصص فى الشئون المصرية، روى كياس، يحذر فيه أيضًا من تعاظُم قوة الجيش المصرى خلال الفترة الأخيرة.. وأضاف التقرير، أنه بعد وقف إطلاق النار فى لبنان، ظهر الرأى العام المعادى لإسرائيل فى العالم العربى، خصوصًا فى مصر بالتحديد، فى ظل الحرب فى غزة، (الجنون الفرعونى لدى المصريين قد يدفعهم لتوجيه أسلحتهم نحونا، واذا قمنا بتوصيل النقاط بعضها ببعض، سنجد أن هناك أسبابًا كبرى تدعو للقلق).. وقال روى خلال تقريره الخاص عما يحدث فى مصر، إن الدرس المستفاد من السابع من أكتوبر 2023 الذى يجب أن يتردد فى الأذهان، هو الاستعداد لأى شىء، مُحذرًا من قوة التسليح المصرى.. وتساءل المحلل الإسرائيلى: لماذا يشترى الجيش المصرى غواصة بعد غواصة، وسفينة بعد سفينة، ولماذا يدخل جيش مصر فى سباق تسليح؟، (ليس من الضرورى أن تكون من محبى الخيال العلمى، لتتخيل يومًا يتم فيه توجيه هذا السلاح إلينا!). وكان تقرير نشره موقع (هيدابروت) الإخبارى الإسرائيلى، الذى يصدر عن اليمين المتشدد فى إسرائيل، قال إن هناك مفهومًا إسرائيليًا على جبهة أخرى، وهو أن الجيش المصرى يزداد قوة.. وأكد تقرير الموقع العبرى، أن الجيش المصرى يُسلح نفسه وينمو بلا توقف.. وتساءل: هل الجيش الإسرائيلى مستعد لسيناريو الحرب الشاملة ضد الجارة الجنوبية؟، فى إشارة إلى مصر.. هذا التقرير يأتى بعد نشر قناة i24NEWS الإخبارية الإسرائيلية، على مدار يومين، فيلمًا وثائقيًا من جزأين تحت اسم (بركان الغضب)، تُحذر فيه من تعاظُم قوة الجيش المصرى وتسلحيه المُتقدم.. وقال المحلل السياسى الإسرائيلى المتخصص فى الشئون المصرية، فى فيديوi24NEWS، إنه منذ توقيع اتفاقية السلام مع مصر، عزَّز الجيش المصرى قوته وعظَّمها، وأصبح من أقوى وأكبر الجيوش فى الشرق الأوسط، (الجيش المصرى يتجه بشكل رئيسى نحو الشرق، مصطفًا أمامنا ونحن أمامه.. فى هذه الأثناء، يختار الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسي، بث رسائل حول إسرائيل على وجه التحديد، أمام جيوش المدرعات المصرية فى سيناء). وفى السياق نفسه، حذر تقرير لموقع Nziv الإخبارى الإسرائيلى، من استعداد مصر لتحديث أسطولها القديم من الغواصات والحصول على غواصات أقوى من الغواصة الألمانية Type 209، وتدرس مصر أيضًا تصنيع الغواصة Barracuda من (المجموعة البحرية الفرنسية) لتلبية متطلباتها المستقبلية من الغواصات.. وأشار إلى أن قوات البحرية المصرية خضعت لعملية تحديث كبيرة، وزيادة فى طاقتها خلال السنوات الأخيرة، حيث قامت أحواض بناء السفن الفرنسية والألمانية والإيطالية بتلبية الطلبيات المصرية، والآن، تتطلع البحرية المصرية إلى شراء نوع جديد من الغواصات.. وكشف الموقع عن أن البحرية المصرية تشغّل عددًا من الغواصات المتنوعة، التى تُمثل مضاعفات للقوة تحت سطح البحر، منها الغواصات الألمانية من نوع 209/1400 Mod، والغواصات الصينية من نوع Romeo، كما تتفاوض مصر لشراء غواصات Scorpion 2000، التى تتضمن تقنيات متقدمة وقدرات هجومية ودفاعية واسعة النطاق، مثل الطوربيدات الثقيلة والصواريخ المضادة للسفن والدفاع الجوى، كما تشمل خيارات مصر المستقبلية غواصات ألمانية إضافية من طراز 209، بالإضافة إلى مناقشات لشراء غواصات Barracuda الفرنسية الأكبر والأكثر تقدمًا.. هذه المجموعة من الغواصات، تعكس استراتيجية مصر لتطوير أسطولها البحرى، ليشمل التكنولوجيا المتقدمة التى تدعم العمليات البحرية فى أعالى البحار والمناطق الساحلية. فى السياق ذاته، كشفت تقارير إسرائيلية عما أسمته أسرار تجارب إطلاق الصواريخ المصرية ومنصات الإطلاق المتطورة فى قلب الصحراء المصرية. وقال تقرير عبرى إن (جبل حمزة) يعد أحد أهم مواقع تجارب الصواريخ فى مصر، ويقع فى الصحراء الغربية بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، وإن لهذا الموقع تاريخًا طويلًا يعود إلى خمسينيات القرن الماضى، عندما بدأت مصر فى تطوير برامج الصواريخ المحلية، بالتعاون مع خبراء أجانب.. وأضاف الإعلام الإسرائيلى، أن الموقع العسكرى المصرى شديد الخطورة، يضم منشآت متخصصة فى اختبار المحركات الصاروخية، خصوصًا تلك التى تعمل بالوقود السائل، حيث تركزت الجهود على تطوير هذه التكنولوجيا، لتلبية الاحتياجات الأمنية والاستراتيجية. ●●● لا يُزعجنى ما تردده بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التى تقول، إنه يتعين على إسرائيل توضيح معارضتها لتعاظم القوة العسكرية المصرية، وحتى التهديد بالسيطرة على أجزاء من شبه جزيرة سيناء إذا استمر تهديد هذه القوة لنا، بقدر ما يُسعدنى حالة الذعر من قوة الجيش المصرى، التى تُمثل ردعًا لأى من تُسول له نفسه الاقتراب من أمننا القومى، وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارًا، (نحن لا نعتدى، لا نهاجم، لا نغزو.. نحن نحمى بلادنا ونحمى شعبنا).. ونضيف على ذلك، أن مصر لن تنجر إلى حرب أو أعمال قتالية، وإن كانت هناك محاولات لجر مصر لها، إلا لو دخلت القوات الإسرائيلية إلى الحدود المصرية، أو واجهت هذه الحدود تهديدًا غير مباشر، من خلال دخول أى عناصر إلى سيناء.. بل إن قيام دولة الاحتلال بعملية عسكرية للضغط على الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، من شأنه أن يهدد أمننا القومى، ومن حق مصر فى هذه الحالة تعليق اتفاقية السلام، ويصبح لكل حادث حديث.. فتعليق اتفاقية السلام يعنى، أن سيناء كلها ملكنا وتعمل مصر فيها ما تشاء، وهذه ضربة كبيرة لتل أبيب، وتجعل نتنياهو يفكر مليون مرة، لأن مصر تحترم الاتفاقية على مدار نصف قرن، وتعد هذه المرة الأولى التى لا تحترم فيها إسرائيل الاتفاقية، كما يقول اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجى. بل إن الجنرال الإسرائيلى المتقاعد، إسحاق بريك، وعلى خلفية توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، قال فى مايو الماضى، إن (مصر تمتلك قوة كبرى لن تستطيع إسرائيل أن تقف فى وجهها).. وكتب بريك مقالًا بصحيفة (معاريف) العبرية، قال فيه (مصر اليوم تمتلك أقوى جيش فى الشرق الأوسط، من الدبابات الحديثة، ومئات الطائرات المقاتلة الأحدث، وأقوى بحرية فى الشرق الأوسط.. وانقلاب الجيش المصرى علينا هو دراما ليس لدولة إسرائيل حل لها).. وتابع مصر كانت تُعتبر دولة مسالمة لسنوات عديدة، ولم تبنِ إسرائيل قوة تقف فى وجهها ولا حتى دبابة واحدة، فإلغاء اتفاقية السلام مع المصريين كارثة أمنية على دولة إسرائيل بكل ما تحمله الكلمة، فى هذه الحالة ليس لدينا خيار سوى الدعاء إلى الله، لأن ما يحدث مع مصر من جانب تل أبيب، بسبب من يديرون الحرب، أو كما أطلق عليهم (مجموعة من الحمقى)، قد يؤدى إلى حالة دخول حرب مع مصر، وعندئذ، فإن المصريين سيدفنون بلادنا، وهذا ضوء أحمر وإنذار طوارئ لجميع مواطنى إسرائيل. يعنينى هنا، دلالة ترتيب الجيش المصرى، وفقًا لمؤشر Global Fire Power للجيوش فى العالم، والذى يدلل على مدى جاهزيته، وقوته، والذى يفتح الباب للتساؤلات، حول مدى تأثير وقدرة الجيش المصرى على حسم الملفات العالقة، فى منطقة تموج بالتوترات، والاضطرابات، والصراعات، سواء الصراعات الإقليمية أو الدولية على بقعة تُعد الأهم فى العالم، بما تملكه من قدرات بشرية وتنموية، وموارد اقتصادية وثروات طبيعية، يأتى البترول العربى كأهم مواردها، ما يُكسب المنطقة أهمية كبرى فوق أهميتها الجغرافية التى تتوسط قلب العالم، ما يجعل من القوة العسكرية عاملًا مهمًا للدفاع عن مقدرات هذه المنطقة، والتى يأتى الجيش المصرى كأكبر قوة عسكرية فى المنطقة تملك قوة الردع، ومجابهة جميع التحديات التى تهدد الأمن القومى المصرى، على كل الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية، والحفاظ على الاستعداد القتالى الدائم والكفاءة الفنية العالية، ما يُمكنه من تحقيق المهام التى توكل إليه، والدفاع عن أمن وسلامة الدولة المصرية والحفاظ على وحدة ترابها، ومواجهة كافة التحديات، والمتغيرات التى تطرأ على المنطقة. ما سبق يدفع للتساؤل أيضًا، حول قدرة الجيش المصرى على فرض السلام عن طريق الردع، وحل وحسم الملفات العالقة والشائكة، التى تأتى قوة جيشنا كأحد العوامل التى لا بد أن تُوضع فى الاعتبار عند مناقشة هذه الملفات، مثل ملف مياه النيل، وأزمة السد الإثيوبى، والأزمة الليبية التى تعد قنبلة موقوتة على الحدود الغربية للدولة المصرية، والحرب فى غزة وفى السودان، وأخيرًا، الفوضى التى تعم سوريا الآن، إضافة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية فى شبه جزيرة سيناء، ومساندة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجى، فى مواجهة المخاطر المحتملة التى تهدد الأمن القومى العربى، بما يمثله من قدرة على الردع، وهو ما تؤكد عليه القيادة المصرية دائمًا، بأن قوة الردع الممثلة فى الجيش المصرى تسبق دائمًا عملية الانخراط فى الحرب، لأن مصر لا تضع ضمن أولوياتها الانخراط فى أى حروب إقليمية مباشرة، وتسعى دائمًا لإرسال رسائل حاسمة، بأن لديها جيشًا قويًا قادرًا على خوض أى حروب إقليمية والخروج منها منتصرًا، بما لديه من قدرات عسكرية كبيرة، وسعيه الدائم لتنويع مصادر السلاح، وعقد صفقات قوية. تصنيف مؤسسة Global Fire Power، المنوط به تقييم القدرات العسكرية لدول العالم سنويًا، والذى صنف الجيش المصرى كأقوى جيوش المنطقة، هو، حسب الخبير العسكرى والمفكر الاستراتيجى، اللواء أركان حرب سمير فرج، رسالة ردع إيجابية لبقية الدول، حيث إن كل هذه التقديرات تمنع أى قوة من الاقتراب من الدولة المصرية، ومصالحها، لأن الجيش المصرى قادر على حسم جميع الملفات وهذا من خلال الواقع، مؤكدًا على أن الجيش المصرى هو جيش دفاعى فى المقام الأول ولم يسع أبدًا للاعتداء على أحد، فليس من عقيدة الجيش المصرى الاعتداء، أو التلويح باستخدام القوة برغم قدرته على ذلك، وقد وضح ذلك من خلال تعامل مصر مع أزمة السد الإثيوبى حيث مارست مصر سياسة النفس الطويل، والسعى الدائم لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية، للوصول إلى اتفاق قانونى وُملزم للجانب الإثيوبى يحفظ حقوق مصر المائية فى نهر النيل، وهو ما يتضح من خلال تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى تؤكد دائمًا على منهجية مصر فى التعامل مع الملفات الحيوية والحساسة بروح من الحكمة والعقل، رغم امتلاك مصر للقدرات العسكرية التى تؤهلها عند الضرورة للوصول إلى الأراضى الإثيوبية والتعامل مع السد، فى حال وصول الأزمة إلى طريق مسدود، حيث إن استخدام القوة هو الخيار الأخير بعد استنفاد كل الجهود الدبلوماسية والسياسية دون الوصول لاتفاق، وكذلك الوضع فى الملف الليبى، فالقدرة المصرية كانت حاسمة فى مواجهة مهددات الأمن القومى المصرى التى تأتى من المحور الاستراتيجى الغربى من الداخل والعمق الليبى، عندما تدخلت الإرادة المصرية بوضع خطوط حمراء، ممثلة فى الخط الأحمر الذى وضعه الرئيس عبدالفتاح السيسى (سرت ـ الجفرة)، والذى كان حاسمًا وله آثاره التى انعكست على الأوضاع هناك، كذلك برزت أهمية الردع فى القطاع الاستراتيجى الشرقى من خلال مواجهة التنظيمات الإرهابية فى شبه جزيرة سيناء، وهو ما يؤكد قدرة الجيش المصرى على المساهمة فى حسم الملفات الشائكة التى تتطلب إظهار قوة الردع دون استخدام القوة أو التلويح بها. ●●● ■■ ويبقى أن نقول.. إن الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط قابلة للانفجار فى أى لحظة، مع استمرار الأزمات التى امتدت لسنوات طويلة، دون آفاق لحل هذه الصراعات التى تعتمل داخل المنطقة.. لذا فإن القوة العسكرية المصرية تتحسب لذلك، فى ظل وجود تقديرات تشير إلى إمكانية الحسم العسكرى فى ملفات، قد تطال شرارتها الأمن القومى المصرى، لذا فهناك استعدادات لمثل هذه الاحتمالات التى قد تكون بعيدة عن التحقق، والجيش المصرى لديه القدرة على خوض حروب إقليمية، متى كانت هناك حاجة إلى ذلك، غير أن اتخاذ مثل هذا القرار على مستوى قادة الجيوش، لا يرتبط بمدى قوة كل جيش وفقًا لتصنيفات نظرية ومعلومات قد لا تكون دقيقة فى كثير من الأحيان، لأنها تتوقف على ما تقدمه الجيوش وتسمح بالتعرف عليه.. إلا أن القاهرة تبعث رسائل وإشارات طمأنة للداخل والخارج، من وراء عملية التسليح المستمرة، بأن لديها إمكانات تؤهلها للدفاع عن أمنها القومى المصرى والعربى، وقوة ردع جاءت بنتائجها الإيجابية خلال السنوات الماضية، بعد أن أوقفت أطماع قوى تولدت لديها رغبة فى اختراق العمق المصرى، وأن تزايد الاهتمام بالتصنيفات الدولية فى العقد الأخير حقق أهدافًا إيجابية على مستوى الردع، وفتح الباب أمام الجيش المصرى للدخول فى تدريبات مشتركة مع قوى إقليمية ودولية عديدة لتبادل الخبرات، وانعكس الأمر على إظهار القوة العسكرية لأطراف معادية راجعت مواقف تعاملها مع الدولة المصرية مؤخرًا.. كما أن توالى التدريبات وتنوعها مع جهات عديدة فى الشرق والغرب والجنوب والشمال، يؤكد على أنه ليس هناك توجه عدائى يمكن أن يُشكل مؤشرًا على الدخول فى حرب نظامية، وبرهن تنوعه فى اتجاهات استراتيجية مختلفة على عدم وجود تركيز على جبهة بعينها، وتحوَّل بعضها إلى استعراض قوى وحمل تأكيدات على وجود شراكات عسكرية مع قوى متباينة.. وأخيرًا، فإن التسليح المصرى يدخل فى إطار تعزيز التحالفات السياسية مع دول الخليج العربى، على سبيل المثال، والحفاظ على محور اعتدال عربى، لديه قدرات عسكرية قادرة على مجابهة المشروعات الإقليمية المعادية القادمة من أى جهة كانت. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store