
ترمب: إيران ترسل إشارات سيئة.. وقد نقصف مواقعها النووية مجدداً
وخلال محادثات أجراها مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، قال ترمب للصحافيين إن الإيرانيين قد يستأنفون البرنامج النووي من جديد.
وأضاف الرئيس الأميركي أن إيران ترسل "إشارات سيئة"، موضحاً:" قضينا على قدراتهم النووية، وقد يستأنفون البرنامج من جديد وإذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليه بأسرع مما يتخيلون".
وأشار ترمب إلى أن أي محاولة من طهران لاستئناف برنامجها النووي "ستُسحق على الفور".
وتصر إيران، التي تنفي سعيها إلى صنع سلاح نووي، على أنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم محلياً على الرغم من قصف ثلاثة مواقع نووية.
بدوره، رد عراقجي على تصريحات ترمب في منشور على منصة "إكس"، قائلاً: "إذا تكرر العدوان، فلن نتردد في أن يكون ردنا أكثر حسماً، وبطريقة سيكون من المستحيل التستر عليها"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
"لن نتخلى عن التخصيب"
والثلاثاء، قال عراقجي إن طهران لن تتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم حتى مع تعرضه لأضرار بالغة خلال الحرب مع إسرائيل.
وأضاف عراقجي في تصريحات لقناة "فوكس نيوز": "لقد توقف البرنامج النووي لأن الأضرار جسيمة وشديدة، ولكن من الواضح أننا لن نتخلى عن التخصيب لأنه إنجاز لعلمائنا، والآن، والأهم من ذلك، أنه مسألة كرامة وطنية".
وتابع: "الهدف الأسمى للولايات المتحدة بحرمان طهران من كل قدرات تخصيب اليورانيوم بغية منعها من امتلاك سلاح نووي لن يتحقق".
وأشار عراقجي إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي "بصحة جيدة"، وأوضح أن طهران منفتحة على المحادثات مع واشنطن لكنها لن تكون مباشرة "في الوقت الراهن".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، مطلع يوليو الجاري، إن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لديها تؤكد تدمير منشآت إيران النووية بالكامل، مضيفةً أن التقديرات تشير إلى أن برنامج طهران النووي تراجع لعامين على الأقل.
وأشار المتحدث باسم "البنتاجون" شون بارنيل، إلى أن "تقييمات الأضرار في محيط نطنز وفوردو لم تتغير"، معتبراً أن "الأمر اللافت في هذه المرحلة هو أن جميع المحادثات التي أجريناها منذ تنفيذ العملية مع حلفائنا حول العالم، وخصوصاً في المنطقة، تؤكد تراجع قدرات البرنامج النووي الإيراني، والتأخر الكبير في البرنامج".
وأكد المتحدث "دعم الولايات المتحدة للجهود الدبلوماسية من أجل الحفاظ على السلام بين إسرائيل وإيران، من خلال التأكد من أننا نحتفظ بقدراتنا العسكرية عبر منطقة الشرق الأوسط".
وقال بارنيل للصحافيين إن "هذه الخطوة تسعى لضمان أن يكون لدى الرئيس ووزير الدفاع مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية المتاحة للدفاع عن مواطنينا، وجنودنا، وقواتنا في المنطقة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 10 دقائق
- الشرق الأوسط
كيف واجهت الهند رسوماً جمركية أميركية قاسية رغم الشراكة الاستراتيجية؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المائة على الهند بسبب شرائها النفط الروسي، ليرتفع بذلك إجمالي الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على حليفتها إلى 50 في المائة. وقد وصفت الهند هذه الرسوم الإضافية بأنها «مؤسفة». يأتي إعلان ترمب يوم الأربعاء، بينما لا تزال الهند والولايات المتحدة تتفاوضان على صفقة تجارية واجهت عقبات منذ الإعلان عنها لأول مرة عندما التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ترمب في واشنطن في وقت سابق من هذا العام. كما يأتي هذا في وقت يبدو فيه أن العلاقات بين الهند والولايات المتحدة قد تضررت، على الرغم من العلاقة الدافئة التي تجمع بين مودي وترمب. سفن شحن راسية في محطات «إي بي إم» في يوم ضبابي في مومباي (رويترز) فيما يلي تسلسل زمني يوضح كيف انتهى الأمر بالهند، وهي شريك استراتيجي للولايات المتحدة في آسيا، إلى مواجهة رسوم جمركية قاسية:


الشرق الأوسط
منذ 10 دقائق
- الشرق الأوسط
وسط مخاوف اقتصادية... رسوم ترمب الواسعة تدخل حيز التنفيذ
بدأ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، رسمياً بفرض رسوم جمركية أعلى على بضائع مقبلة من عشرات الدول، في وقت بدأت فيه تداعيات تهديداته بفرض التعريفات الجمركية على مدار أشهر تسبب أضراراً واضحة للاقتصاد الأميركي. أعلن البيت الأبيض أن سلعاً من أكثر من 60 دولة، والاتحاد الأوروبي، ستواجه رسوماً جمركية بنسبة 10 في المائة أو أكثر، بدءاً من منتصف الليل. وستُفرَض رسوم بنسبة 15 في المائة على المنتجات المقبلة من الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، بينما ستصل إلى 20 في المائة على الواردات من تايوان وفيتنام وبنغلاديش. وبالنسبة لأماكن مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، يتوقع ترمب منها أيضاً أن تستثمر مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة. وقال ترمب، الأربعاء: «أعتقد أن النمو سيكون غير مسبوق». وأضاف أن الولايات المتحدة «تجني مئات المليارات من الدولارات من الرسوم الجمركية»، لكنه لم يستطع تقديم رقم محدد للإيرادات، موضحاً: «لا نعرف حتى الرقم النهائي» لمعدلات الرسوم، وفق «أسوشييتد برس». عمال يخيطون ملابس في مصنع بمقاطعة تاي نجوين الفيتنامية (أ.ف.ب) على الرغم من حالة عدم اليقين، فإن إدارة ترمب واثقة من أن بدء تطبيق هذه الرسوم الجمركية الواسعة سيوفر الوضوح اللازم لمسار أكبر اقتصاد في العالم. ويعتقد البيت الأبيض أنه بمجرد أن تفهم الشركات الاتجاه الذي تسير فيه الولايات المتحدة، يمكنها زيادة الاستثمارات الجديدة وتسريع التوظيف بطرق تعيد التوازن للاقتصاد الأميركي بوصفه قوةً تصنيعيةً. لكن حتى الآن، هناك دلائل على حدوث «جروح ذاتية» لأميركا، حيث تستعد الشركات والمستهلكون، على حد سواء، لتأثير الضرائب الجديدة. وتُظهر البيانات أن الاقتصاد الأميركي قد تغيَّر في شهر أبريل (أبريل) مع إطلاق ترمب الأولي للتعريفات، وهو حدث أدى إلى اضطرابات في الأسواق وفترة من المفاوضات، قبل أن يتخذ ترمب قراره النهائي ببدء فرض رسومه الجمركية الشاملة يوم الخميس. وقال جون سيلفيا، الرئيس التنفيذي لشركة «دايناميك إكونوميك استراتيجي»، إن التقارير الاقتصادية بعد شهر أبريل تُظهر أن التوظيف بدأ يتباطأ، وأن الضغوط التضخمية تتجه نحو الارتفاع، وأن قيم المنازل في الأسواق الرئيسية بدأت في الانخفاض. وأضاف سيلفيا في مذكرة تحليلية: «الاقتصاد الأقل إنتاجية يتطلب عدداً أقل من العمال. والأكثر من ذلك، أن ارتفاع أسعار الرسوم الجمركية يقلل من الأجور الحقيقية للعمال. لقد أصبح الاقتصاد أقل إنتاجية، ولم تعد الشركات قادرةً على دفع الأجور الحقيقية نفسها، كما في السابق. الأفعال لها عواقب». ومع ذلك، فإن التحولات النهائية للرسوم الجمركية غير معروفة وقد تستغرق أشهراً، إن لم تكن سنوات، لتظهر تأثيراتها الكاملة. ويقول كثير من الاقتصاديين إن الخطر يكمن في تآكل الاقتصاد الأميركي بشكل مطرد بدلاً من انهياره بشكل فوري. وقال براد جنسن، الأستاذ بجامعة جورج تاون: «نتمنى جميعاً أن يكون الأمر مثل انفجار يُعرَض على شاشة التلفزيون، لكنه ليس كذلك. سيكون الأمر أشبه بالرمال الناعمة التي تعرقل التروس وتبطئ الأمور». منتجات لحوم أبقار أسترالية معروضة للبيع في سوبر ماركت بسيدني (أ.ف.ب) روَّج ترمب للرسوم الجمركية بوصفها وسيلةً لتقليل العجز التجاري المستمر. لكن المستوردين سعوا لتجنب الضرائب عن طريق استيراد مزيد من السلع قبل سريانها. ونتيجة لذلك، كان العجز التجاري البالغ 582.7 مليار دولار للنصف الأول من العام أعلى بنسبة 38 في المائة مما كان عليه في عام 2024. وقد انخفض إجمالي الإنفاق على البناء بنسبة 2.9 في المائة على مدار العام الماضي، ونتجت عن وظائف المصانع التي وعد بها ترمب حتى الآن خسائر في الوظائف. وقد اتسمت الفترة التي سبقت يوم الخميس بطابع عشوائي، حيث تم تطبيق رسوم ترمب بشكل متقطع، والتراجع عنها، وتأجيلها، وزيادتها، وفرضها عبر رسائل، وإعادة التفاوض عليها بشكل محموم. لقد كانت العملية مشوشةً للغاية لدرجة أن المسؤولين في الشركاء التجاريين الرئيسيين لم يكونوا متأكدين في بداية الأسبوع مما إذا كانت الرسوم ستبدأ يوم الخميس أم الجمعة. فقد ذكرت صيغة الأمر الصادر في 31 يوليو (تموز) بتأجيل، بدء الرسوم الجمركية من 1 أغسطس (آب)، أن معدلات الضرائب الأعلى ستبدأ بعد 7 أيام. عندما سُئل كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، صباح الأربعاء، عمّا إذا كانت الرسوم الجديدة ستبدأ في منتصف ليل الخميس، قال للصحافيين إن عليهم مراجعة مكتب الممثل التجاري الأميركي. عامل يرتب لفات خيوط لنول نسج في مصنع للصناعات النسيجية في سيماهي بجاوة الغربية (أ.ف.ب) أعلن ترمب، يوم الأربعاء، رسوماً جمركية إضافية بنسبة 25 في المائة على الهند لشرائها النفط الروسي، مما يرفع إجمالي ضرائب الاستيراد عليها إلى 50 في المائة. وقد قال إن ضرائب الاستيراد ما زالت مقبلة على الأدوية، كما أعلن رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة على رقائق الكمبيوتر، مما يعني أن الاقتصاد الأميركي قد يظل في حالة من الترقب بينما ينتظر تأثير هذه الإجراءات. كما أن استخدام الرئيس قانوناً يعود لعام 1977 لإعلان حالة طوارئ اقتصادية لفرض الرسوم الجمركية يواجه تحدياً قانونياً. ويمكن أن يؤدي الحكم الوشيك من جلسة استماع عُقدت الأسبوع الماضي أمام محكمة استئناف أميركية إلى اضطرار ترمب لإيجاد مبررات قانونية أخرى إذا قال القضاة إنه تجاوز صلاحياته. وحتى الأشخاص الذين عملوا مع ترمب خلال ولايته الأولى يشككون في أن الأمور ستسير بسلاسة للاقتصاد، مثل بول ريان، رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق الذي أصبح منتقداً لترمب. وقال ريان لشبكة «سي إن بي سي» يوم الأربعاء: «ليس هناك أي أساس منطقي لهذا الأمر سوى أن الرئيس يريد رفع الرسوم الجمركية بناءً على أهوائه وآرائه. أعتقد أن هناك أوقاتاً مضطربة مقبلة لأنني أعتقد أنهم سيواجهون بعض التحديات القانونية». ومع ذلك، كان أداء سوق الأسهم قوياً خلال دراما الرسوم الجمركية الأخيرة، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 25 في المائة من أدنى مستوى له في أبريل. وقد أعطى تعافي السوق والتخفيضات في ضريبة الدخل ضمن إجراءات الضرائب والإنفاق التي وقَّع عليها ترمب لتصبح قانوناً في 4 يوليو، ثقةً للبيت الأبيض بأن النمو الاقتصادي سيتسارع في الأشهر المقبلة. في الوقت الحالي، ما زال ترمب يتوقع طفرةً اقتصاديةً، بينما ينتظر بقية العالم والناخبون الأميركيون بقلق. وقالت راشيل ويست، الزميلة البارزة في مؤسسة «ذا سنتشري فاونديشن» التي عملت في البيت الأبيض في عهد بايدن على سياسات العمل: «هناك شخص واحد فقط يمكنه أن يكون مستهتراً بحالة عدم اليقين التي يخلقها، وهو دونالد ترمب. أما بقية الأميركيين، فهم يدفعون بالفعل ثمن هذه الحالة من عدم اليقين».


أرقام
منذ 36 دقائق
- أرقام
العالم يتغير .. كيف تستعد الدول لرفع سن التقاعد؟ ولماذا تضطر لهذه الخطوة؟
عندما يتقاعد الملياردير "وارن بافت" من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" بنهاية العام الجاري – مع استمراره رئيسًا لمجلس الإدارة – سيكون قد بلغ 95 عامًا، وهو فارق شاسع عن متوسط سن التقاعد في الولايات المتحدة البالغ 65 عامًا فقط. "بافت"، المعروف بلقب "المستثمر الحكيم"، اعتبر أن تحديد الملياردير "برنارد أرنو" سن التقاعد من منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "إل في إم إتش" عند 80 عامًا "خطأً"، واصفًا هذا السن بأنه "منخفض للغاية". هذا التوجه الذي يمجّد العمل الممتد يتقاطع مع أفكار تاريخية مثل تلك التي عبّر عنها "تشارلز إيفانز هيوز"، وزير الخارجية الأمريكي السابق ومرشح الرئاسة قبل أكثر 100 عام، حين قال: "أنا أؤمن بالعمل الجاد، وساعات العمل الطويلة؛ إذ لا ينهار الرجال من فرط العمل، بل من القلق والتبذير." في المقابل، يرى كثيرون أن هذه النظرة تُهمّش حقوق الطبقة العاملة، وتُغفل أهمية تحقيق التوازن بين الإنتاج ورفاهية الإنسان، مؤكدين أن العمل طوال الحياة لا يجب أن يكون معيارًا للجدارة أو النجاح. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام في الواقع، لم تعد النظرة للعمل الممتد مجرد رأي فردي أو فلسفة نخبوية، بل أصبحت نهجًا واضحًا تتبناه الحكومات في أنحاء مختلفة من العالم، فمع تزايد متوسط الأعمار، وتباطؤ نمو القوة العاملة، تكشف البيانات الحديثة عن اتجاه عالمي لرفع سن التقاعد وتشجيع الأفراد على البقاء في سوق العمل لفترة أطول. واللافت أن هذا التوجه لا يقتصر على الدول المتقدمة، بل يشمل أيضًا اقتصادات ناشئة تواجه ضغوطًا مالية وديموغرافية متزايدة. وبذلك، لم تعد سنوات ما بعد الستين تعني بالضرورة بداية "الاستراحة الطويلة"، بل قد تمثل بداية فصل جديد من العمل، تفرضه الحسابات الاقتصادية أكثر من اختيارات الأفراد أو الرغبة في البحث عن السعادة. تحول كبير - تراجع متوسط سن التقاعد للرجال في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى 62.5 عام بحلول 1993 من 64.3 عام في 1949، قبل أن يقفز إلى 64.4 عام في 2022 مع توقعات بأن يصل إلى 66.3 عام لأولئك الذين بدأوا مسيرتهم المهنية في 2022. - في الوقت نفسه، ارتفع متوسط العمر المتوقع عالميًا إلى 66 عامًا في بداية القرن الجاري من 46.5 عام في منتصف القرن العشرين، ويُتوقع ارتفاعه إلى 76 عامًا بحلول عام 2050، وفقًا لشعبة السكان التابعة للأمم المتحدة. - نتيجةً لذلك، تُعيد بعض الدول النظر في سن التقاعد وتُجري تعديلات عليه، وفي عام 2023، رفعت فرنسا الحد الأدنى لسن التقاعد القانوني إلى 64 من 62 عامًا، (خطوة أثنى عليها الملياردير "إيلون ماسك" رغم الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق). - في سبتمبر 2024، أقرّت الصين خطة مماثلة لتغيير سن التقاعد القانوني لأول مرة منذ خمسينيات القرن الماضي، لترفع سن التقاعد للرجال إلى 63 من 60 عامًا، وللنساء إلى 55-58 من 50-55 عامًا. - أيضًا أقر البرلمان الدنماركي في مايو، قانونًا لرفع سن التقاعد تدريجيًا إلى 70 من 67 عامًا بحلول 2040، في خطوة تهدف إلى جعل سن التقاعد أكثر توافقًا مع متوسط العمر المتوقع. - تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنه بحلول عام 2060، سيقترب متوسط سن التقاعد داخل الاتحاد الأوروبي من 67 عامًا، مع وصوله في العديد من الدول إلى 70 عامًا أو أكثر (74 عامًا في الدنمارك). - لا يتوقف الأمر على الدول المتقدمة، حيث قال وزير المالية الباكستاني "محمد أورنجزيب" في 2024، إنه يجب اتخاذ خطوات للسيطرة على تكاليف المعاشات التقاعدية التي باتت تُشكّل "عبئًا كبيرًا"، مضيفًا: "أصبح العمر الآن مجرد رقم، وعمر الستين هو الأربعين الجديد". ضرورة ملحة للبعض - مع إعادة تعريف البلدان لخط نهاية المسيرة المهنية لمواطنيها، فإننا على أعتاب إعادة تصميم عالمية لكيفية عيش السكان وكسبهم، وهذه الدول المذكورة سلفًا ليست مجرد شذوذ بل مؤشرات على اتجاه آخذ في النمو عالميًا. - قد تثير فكرة تمديد الحياة العملية نقاشًا حادًا في الهيئات التشريعية والبرلمانات وقاعات الاجتماعات وحتى على طاولات المطبخ وفي المقاهي، لكن تحت التوتر الاجتماعي والسياسي تكمن فرصة سوقية لا يمكن إنكارها. - إن الاتجاه الهبوطي في معدلات المواليد، لا يترك للعديد من البلدان خيارات كثيرة، ولم يعد التقاعد خط نهاية ثابتًا مثل الخط الذي حدده المستشار الألماني "أوتو فون بسمارك" منذ أكثر من قرن، وهو الآن (إن جاز التعبير) هدف متحرك يتشكل وفقًا لمتوسط العمر المتوقع والاقتصاد والضرورة. - في الدنمارك، يبلغ عمر حوالي 21% من السكان 65 عامًا أو أكثر، فيما يشكل الأطفال دون سن 15 عامًا أقل من 16% من السكان، كما تواجه الصين وضعًا ديموغرافيًا غير مسبوق، حيث سيتجاوز 40% من سكانها سن التقاعد بحلول عام 2035. - مع بلوغ متوسط العمر المتوقع 78 عامًا في الصين و82 عامًا في الدنمارك، فإن نماذج التقاعد التقليدية في تراجع، ويجب أن تتطور الأنظمة التي تدعم العمل، لكن إذا أراد أصحاب العمل وصانعو السياسات ازدهار شركاتهم وبلدانهم، فلا يكفي تمديد عمر التقاعد، بل يجب عليهم إعادة هيكلة الأنظمة ذات الصلة. - تخيل عامل بناء يبلغ 65 عامًا، وكتفيه تؤلمانه، كيف سيفكر في التقاعد بعمر السبعين؟ هنا يجب أن تلتقي السياسات بالواقع، وتدرك الدنمارك والصين هذا الأمر وقد أدرجتا فئات العمال والتقاعد التدريجي في سياساتهما. كيف يُخطط لهذه الخطوة؟ - مع ازدياد عمر السكان ومدة عملهم، يجب أن تتطور كيفية تصميم أماكن العمل، وتطوير العملية التعليمية، وضمان الصحة، وإدارة التحولات المالية، وبالنسبة للمستثمرين وصانعي القرار في الشركات، هذه ليست قصةً عابرة، بل هي واقعٌ قائمٌ بالفعل. - يتطلب إطالة أمد الحياة العملية إعادة تصميم العمليات والمساحات والأدوار، سواء كان الموظفون كبار السن في المكاتب أو المصانع أو بيئات الخدمات، فهم بحاجة إلى أماكن عمل مريحة، وأدوات مناسبة لكبار السن، وحتى إضاءة مناسبة لأعينهم. - في قطاعي التصنيع والبناء، لا تُعتبر الروبوتات التعاونية والهياكل المساعدة مجرد ابتكارات مستقبلية، بل هي أساسية، ويُظهر اعتماد الدنمارك المبكر لأنظمة بيئة العمل والسلامة، واستثمار الصين في الروبوتات الصناعية (تُمثل 51% من المنشآت العالمية)، حجم هذه الفرص الاستثمارية والطلب عليها. - لا يمكن لأحد أن يصدق أن التعليم الجامعي أو المهني الذي حصل عليه الشخص في سن المراهقة سيظل مناسبًا لبيئة العمل المتغيرة عندما يتجاوز الأربعين من عمره، فما بالك بتجاوزه الستين، لذلك ستكون إعادة تأهيل الموظفين ضرورة. - أيضًا ستكون الرعاية الصحية الاستباقية ضرورة استراتيجية، حيث يجب إجراء الفحوصات السنوية، والمراقبة الطبية المستمرة، وتقديم الخدمات الصحية في الموقع، وتطبيق برامج المرونة النفسية، وإدخال الأجهزة الصحية القابلة للارتداء والأنظمة البيئية لتتبع الإرهاق. - هذه بعض التحديات والفرص، لكن إطالة الحياة العملية يتطلب تفكيرًا شاملًا، ليس فقط بشأن مكان العمل، وإنما أيضًا بشأن ما يتعلق بحياة من يعملون لفترات أطول، ويشمل استراتيجيات تتعلق بالسكن والنقل، لجعل حياة العاملين من كبار السن أكثر سهولة. - ختامًا، قد يكون العمل لفترة أطول مريحًا بل ومُلهمًا بالنسبة لملياردير يملك السيطرة الكاملة على وقته وقراراته، لكن عندما يأتي دور الأغلبية العظمى من القوة العاملة، فإن إطالة المسيرة المهنية بضع سنوات يتطلب إعادة صياغة السياسات وهيكلة الأنظمة بالكامل. - العمل لفترة أطول قد يكون ضرورة اقتصادية، لكنه لكي يكون ممكنًا وإنسانيًا، يجب أن يُعاد تصميمه بما يُنصف من لا يملكون رفاهية الخيارات. المصادر: أرقام- ماركت ووتش- بيانات وتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- يورو نيوز- يو إس نيوز- بزنس إنسايدر- فيجن أوف هيومنيتي- جو بانكينج ريتس- جود ريدز- بريني كوت- شات جي بي تي