logo
ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

الوسطمنذ 5 ساعات

Getty Images
قد يتساءل البعض، هل يتكرر سيناريو العام 2003 مجدداً؟
في عام 2003، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد العراق، سعياً لتجريده من ترسانته المزعومة من "أسلحة الدمار الشامل". وتبين أن جميع هذه الأسلحة قد دُمرت منذ سنوات.
ولكونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، فمن شبه المؤكد أن بريطانيا ستتأثر بشكل أو بآخر بما يحدث الآن في الشرق الأوسط. فأي دور سيُطلب من المملكة المتحدة القيام به إذا قرر دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟
بادئ ذي بدء، فإن بريطانيا بعيدة كل البعد عن كونها لاعباً محورياً في هذه المعركة بين إسرائيل وإيران.
وقد دعت المملكة المتحدة، إلى جانب حلفاء آخرين في مجموعة السبع، إلى خفض التصعيد، ولكن من غير المرجح أن تستمع إسرائيل إلى هذه الدعوات.
والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى توتر العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل مؤخراً، بعد انضمام المملكة المتحدة إلى دول غربية أخرى في فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، لتحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ بل يعود أيضاً إلى حقيقة أن إسرائيل قررت بوضوح أن الفرصة سانحة الآن للتحرك عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني المثير للشبهات، وأن وقت الحوار قد ولّى.
وفي تجاهل واضح للمملكة المتحدة، أفادت التقارير بأن إسرائيل لم تُبلغها مسبقاً بهجومها على إيران، معتبرةً إياها "شريكاً غير موثوق به".
لكن، لا يزال لدى المملكة المتحدة دور دبلوماسي تلعبه، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، الذين ساعدوا في صياغة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي سمح بعمليات تفتيش تدخلية من جانب الأمم المتحدة على المنشآت الإيرانية، في مقابل تخفيف العقوبات، حتى قرر دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018.
ويزور وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، واشنطن في الوقت الحالي للقاء نظيره الأمريكي، كما سيتوجه إلى جنيف في سويسرا، الجمعة، للانضمام إلى نظرائه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إيران.
وتملك المملكة المتحدة أيضاً مقدّرات عسكرية واستراتيجية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي.
فما هو الدور المحتمل لهذه المقدّرات البريطانية في الصراع الجاري؟
دييغو غارسيا
تتمتع هذه القاعدة الصغيرة الواقعة على جزيرة استوائية في المحيط الهندي، بأهمية استراتيجية لا تتناسب على الإطلاق مع حجمها، وهي قاعدة يُجرى تشغيلها بشكل مشترك من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأصبحت الآن بحكم المستأجرة من جمهورية موريشيوس القريبة.
تبعد القاعدة 3700 كيلومتر عن إيران، وتُعد نقطة انطلاق محتملة لقاذفات القنابل الثقيلة من طراز "بي 2 سبيريت" (B2 Spirit)، التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
وهذه القاذفات هي الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" (GBU-57) الضخمة الخارقة، والمعروفة اختصاراً باسم "موب" (MOP). ويُشار أحياناً إلى هذا الوحش، الذي يزن 30 ألف رطل (13.6 طن)، بلقب "القنبلة الخارقة للتحصينات".
ومع ذلك فإن اللقب الأخير يعبّر عن تقدير أقل وقعاً من حقيقة هذه القنبلة. إذ وصفها الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي، ديفيد بتريوس، هذا الأسبوع بأنها "خارقة الجبال". ويُعتقد أنها السلاح الوحيد القوي بما يكفي لاختراق أعماق الأرض في منشأة التخصيب النووي الإيرانية المثيرة للشبهات في فوردو.
وإذا أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدة دييغو غارسيا، فستحتاج إلى إذن من المملكة المتحدة. وأشارت تقارير إلى أن المدعي العام في بريطانيا، ريتشارد هيرمر، نصح الحكومة بأن أي تدخل عسكري بريطاني يجب أن يكون دفاعياً بحتاً ليبقى ضمن نطاق القانون.
وتتمتع قاذفات "بي 2" بمدى يصل إلى نحو 7 آلاف ميل، وهو ما يعادل تقريباً المسافة من قاعدتها الجوية في ميسوري إلى إيران، ومع استخدام التزود بالوقود جوّاً، تستطيع الولايات المتحدة، إذا اختارت ذلك، قصف منشأة فوردو دون استخدام قاعدة دييغو غارسيا.
قبرص
لدى المملكة المتحدة اثنين من الأصول الاستراتيجية الكبيرة في جزيرة قبرص الواقعة في البحر الأبيض المتوسط.
أحدهما قاعدة أكروتيري الجوية الملكية، التي تشهد حالياً تمركزاً مُعززاً لطائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. والآخر محطة استماع سرية تابعة لاستخبارات الإشارات البريطانية على قمة جبل في آيوس نيكولاوس، وتُعرف باسم "آيا نيك"، وهي جزء من منطقة القاعدة السيادية البريطانية في قبرص.
وقد استخدم الجيش البريطاني قبرص منذ فترة طويلة كقاعدة لكتيبة "رأس الحربة"، وهي قوة انتشار سريع متاحة للتعامل مع حالات الطوارئ في الشرق الأوسط.
وتشارك طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بالفعل في العملية المعروفة باسم "شادر"؛ حيث تقوم بمراقبة وقصف قواعد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة في سوريا والعراق من حين لآخر.
في العام الماضي، وخلال تصعيد قصير الأمد بين إسرائيل وإيران، أفادت التقارير بأن طائرات حربية بريطانية ساعدت في إسقاط طائرات إيرانية مسيرة كانت متجهة إلى إسرائيل. لكن، وخلال الصراع الجاري، صرّح متحدث إسرائيلي لبي بي سي بأنه لم تُطلب أو تُعرض أي مساعدة بريطانية للقيام بأمر مماثل.
الخليج
لعبت البحرية الملكية البريطانية دوراً صغيراً، لكنه حيوي، في الحفاظ على الخليج ومضيق هرمز خاليين من الألغام البحرية.
ويعود تاريخ هذا الدور إلى حرب الناقلات بين إيران والعراق في السنوات بين عامي 1980 و 1988، حين نُشِرت الألغام البحرية في المنطقة، ففعّلت المملكة المتحدة ما عُرف باسم "دورية أرميلا".
وتمركزت كاسحات الألغام التابعة للبحرية الملكية البريطانية في البحرين، وكانت تلك إضافة ثمّنتها بشدة قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية التي تمركزت في مكان قريب، والتي كانت، على نحو مفاجئ، ضعيفةً في إجراءات مكافحة الألغام.
ومع ذلك، فإن سفن المملكة المتحدة تقترب من نهاية عمرها التشغيلي، كما أن وجود البحرية في المنطقة الملكية يتقلّص تدريجياً.
وقد ساهم ذلك في التقييم المُحبط بأنه في حال قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من إمدادات النفط العالمية، فسيكون له تأثير كبير.
وصرحت وزارة الدفاع البريطانية بأن كاسحة ألغام تابعة للبحرية الملكية، وهي "إتش إم إس ميدلتون"، موجودة الآن في الخليج.
وأضافت: "سفن البحرية الملكية في الخليج موجودة حالياً في البحر، ولم تُكلَّف بعدُ بتنفيذ عمليات قتالية".
وهناك أيضاً قوة عسكرية بريطانية صغيرة قوامها 100 جندي في العراق، ومنشأة بحرية في الدقم في سلطنة عمان.
ضربة ارتدادية
أشارت إيران في مناسبات عدة إلى أن أي دولة تهاجمها، أو ترى أنها ساعدت في تنفيذ هجوم ضدها، ستتعرض للانتقام، وهو ما يُشار إليه أحيانا بـ "الضربة الارتدادية".
وستكون القواعد الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى السفن الحربية الأمريكية في البحر، على رأس قائمة الأهداف.
لكن في حال سمحت المملكة المتحدة للقوات الجوية الأمريكية باستخدام قاعدتها في دييغو غارسيا لشن هجوم على المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، فإن هذا الرد سيشمل المملكة المتحدة بشكل شبه مؤكد.
وقد يشمل ذلك على أرض الواقع إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص.
وفي بريطانيا، سيكون جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 5" أيضاً في حالة تأهب لأي أعمال عدائية من جانب إيران، وقد تشمل تلك الأعمال التخريب والحرق المتعمد الذي تقوم به عصابات إجرامية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته
شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئيسة جهاز استخباراته

Getty Images ترامب مع رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد إن الحديث عن مدى اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي، يثير السؤال المحوري الذي يُخيّم على قرار دونالد ترامب بشأن الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية. هذه القضية المُشوبة بمخاوف تهديدات وشيكة للولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي، أحدثت شرخاً واضحاً في العلاقات بين الرئيس وأحد كبار مستشاريه الأمنيين. لمعرفة آخر تطورات تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، تابعنا على واتساب ( ). وتُعيد هذه القضية إلى الأذهان حُججاً ساقها مسؤول جمهوري آخر في البيت الأبيض خلال أزمة أخرى في الشرق الأوسط قبل أكثر من عشرين عاماً. فعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، وخلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية، سُئل ترامب عمّا إذا كان يُوافق على الشهادة التي أدلت بها رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، في مارس/ آذار، التي أفادت بأن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية. قال ترامب للصحفيين "لا أُبالي بما قالته"، مُضيفاً أنه يعتقد أن إيران "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية. وخلال شهادتها البرلمانية، قالت تولسي غابارد إن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران لم تستأنف برنامجها للأسلحة النووية الذي أوقفته عام 2003، حتى مع وصول مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب - وهو أحد مكونات هذه الأسلحة - إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وعقب تصريحات ترامب، يوم الثلاثاء، أشارت تولسي إلى مستوى تخصيب اليورانيوم كدليل على أنها والرئيس "متفقان" في تبادل المخاوف. BBC قال ترامب من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، خلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية،إنه لا يبالي بما قالته رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية بخصوص أن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية، مُضيفاً أنه يعتقد أنها "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية. وقد شهد اختيار تولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية الكثير من الجدل بعد تولي ترامب منصب الرئيس، نظراً لانتقاداتها السابقة للاستخبارات الأمريكية، ولتصريحاتها السابقة بأنها لا تمانع اللقاء بخصوم الولايات المتحدة كالرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، ولآرائها الصريحة المناهضة لسياسة التدخل الخارجي لأمريكا. وكانت تولسي، المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة التي أيدت السيناتور بيرني ساندرز في حملته الانتخابية، قد انشقت عن الحزب الديمقراطي في عام 2022، وأيدت ترامب العام الماضي. واعتُبر تأكيد مجلس الشيوخ لها في فبراير/ شباط، بأغلبية 52 صوتاً مقابل 48، دليلاً على أن ترامب يمنح الانعزاليين، الذين لا يؤيدون التدخل في شؤون الدول الأخرى، صوتاً في البيت الأبيض. وعلى الرغم من تأكيدات تولسي المنافية لذلك، فإن تصريحات الرئيس تُمثل رفضاً قاطعاً لشهادة رئيسة استخباراته تحت القسم، وقد تكون مؤشراً على أن المتشددين تجاه إيران لهم اليد العليا في البيت الأبيض. وقد دافع نائب الرئيس، جيه دي فانس، وهو أيضاً من مؤيدي عدم التدخل، عن تولسي، إلا أنه أبدى أيضاً دعمه لأي قرار يتخذه ترامب في إيران. وكتب فانس على موقع إكس، الثلاثاء: "أعتقد أن الرئيس قد اكتسب بعض الثقة في هذه القضية. أؤكد لكم أنه مهتم فقط باستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي". BBC شاهد طوابير مرورية ضخمة من سيارات الناس الفارين من العاصمة الإيرانية طهران كما انتقل الخلاف الواضح بين ترامب وتولسي إلى الخلاف المتفاقم داخل حركة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب حول ما إن كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني أم لا. ويستشهد أولئك الذين يعتقدون أن إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية - بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، وصقور إيران في الكونغرس، والحكومة الإسرائيلية - بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي بأن إيران انتهكت معاهدة حظر الانتشار النووي لأول مرة منذ 20 عاماً. بينما يزعم دعاة عدم التدخل الأمريكي، مثل المعلق المحافظ، تاكر كارلسون، وعضوة الكونغرس، مارجوري تايلور غرين، أن الأدلة التي تدعم امتلاك إيران قنبلة نووية، مُبالغ فيها لتبرير تغيير النظام الإيراني والمغامرات العسكرية للبلاد. وكتب كارلسون على منصة إكس الأسبوع الماضي أن "الانقسام الحقيقي ليس بين من يدعمون إسرائيل ومن يدعمون إيران أو الفلسطينيين، بل الانقسام الحقيقي هو بين من يشجعون العنف، ومن يسعون لمنعه". ويشير هؤلاء أيضاً إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 - ويقولون إن شن الولايات المتحدة هجوماً على إيران، التي هي دولة أكبر بثلاث مرات من العراق، وعدد سكانها ضعف عدد سكان العراق، سيكون قراراً كارثياً بالمثل في السياسة الخارجية. BBC وكانت إدارة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، قد بررت غزوها للعراق عام 2003 بتحذيرات من تهديدات جسيمة للولايات المتحدة من أسلحة الدمار الشامل العراقية، مستشهدةً بنتائج استخباراتية ثبت في النهاية أنه لا أساس لها من الصحة. وقال بوش في خطاب متلفز في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 "في مواجهة أدلة دامغة على الخطر، لا يسعنا انتظار الدليل النهائي - الدليل القاطع - الذي يكون واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء". حينها أرسلت الإدارة الأمريكية وزير الخارجية، كولن باول، إلى الأمم المتحدة، حيث رفع قارورة صغيرة قال إنها لا تمثل سوى جزء صغير من بكتيريا الجمرة الخبيثة المُستخدمة كسلاح بحوزة العراقيين. وقال باول "هذه ليست ادعاءات، ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة". الشكوك حول صحة تلك النتائج الاستخباراتية، بالإضافة إلى الاحتلال الأمريكي للعراق، الذي لم يُقدم أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، ولم يُسفر عنه أي دليل على وجودها، أدت إلى مكاسب انتخابية للديمقراطيين في الانتخابات اللاحقة، وإلى تنامي المعارضة الداخلية بين الجمهوريين. Getty Images دافع كولن باول، وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق، جورج بوش الإبن، عن القرارالأمريكي بشن حرب على العراق وبحلول عام 2016، كان استياء الجمهوريين من مؤسستهم السياسية تمهيداً للطريق أمام ترامب، الناقد لحرب العراق، للفوز بترشيح حزبه للرئاسة، والوصول إلى البيت الأبيض. والآن وبعد تسع سنوات، يفكر ترامب في التدخل العسكري في الشرق الأوسط مجدداً، بناءً على استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وليس مدفوعاً منها. وبينما يقول محافظون، مثل السيناتور، ليندسي غراهام، من ولاية كارولينا الجنوبية، إن الوقت قد حان لتغيير النظام، يبدو أن البيت الأبيض لا يرحب بمثل هذا النوع من الغزو الشامل وجهود بناء الدولة التي شهدها العراق عام 2003. ومع ذلك، يمكن أن تتطور العمليات العسكرية بطرق غير متوقعة. ورغم أن ترامب يعيش ظروفاً مختلفة - ويفكر في مسار عمل مختلف - عن سلفه الجمهوري، فإن عواقب قراراته بالاعتماد على نتائج مستشاريه الاستخباراتيين أو رفضها قد تكون بالقدر ذاته من الأهمية.

ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟
ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

الوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الوسط

ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

Getty Images قد يتساءل البعض، هل يتكرر سيناريو العام 2003 مجدداً؟ في عام 2003، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد العراق، سعياً لتجريده من ترسانته المزعومة من "أسلحة الدمار الشامل". وتبين أن جميع هذه الأسلحة قد دُمرت منذ سنوات. ولكونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، فمن شبه المؤكد أن بريطانيا ستتأثر بشكل أو بآخر بما يحدث الآن في الشرق الأوسط. فأي دور سيُطلب من المملكة المتحدة القيام به إذا قرر دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟ بادئ ذي بدء، فإن بريطانيا بعيدة كل البعد عن كونها لاعباً محورياً في هذه المعركة بين إسرائيل وإيران. وقد دعت المملكة المتحدة، إلى جانب حلفاء آخرين في مجموعة السبع، إلى خفض التصعيد، ولكن من غير المرجح أن تستمع إسرائيل إلى هذه الدعوات. والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى توتر العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل مؤخراً، بعد انضمام المملكة المتحدة إلى دول غربية أخرى في فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، لتحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ بل يعود أيضاً إلى حقيقة أن إسرائيل قررت بوضوح أن الفرصة سانحة الآن للتحرك عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني المثير للشبهات، وأن وقت الحوار قد ولّى. وفي تجاهل واضح للمملكة المتحدة، أفادت التقارير بأن إسرائيل لم تُبلغها مسبقاً بهجومها على إيران، معتبرةً إياها "شريكاً غير موثوق به". لكن، لا يزال لدى المملكة المتحدة دور دبلوماسي تلعبه، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، الذين ساعدوا في صياغة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي سمح بعمليات تفتيش تدخلية من جانب الأمم المتحدة على المنشآت الإيرانية، في مقابل تخفيف العقوبات، حتى قرر دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018. ويزور وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، واشنطن في الوقت الحالي للقاء نظيره الأمريكي، كما سيتوجه إلى جنيف في سويسرا، الجمعة، للانضمام إلى نظرائه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إيران. وتملك المملكة المتحدة أيضاً مقدّرات عسكرية واستراتيجية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي. فما هو الدور المحتمل لهذه المقدّرات البريطانية في الصراع الجاري؟ دييغو غارسيا تتمتع هذه القاعدة الصغيرة الواقعة على جزيرة استوائية في المحيط الهندي، بأهمية استراتيجية لا تتناسب على الإطلاق مع حجمها، وهي قاعدة يُجرى تشغيلها بشكل مشترك من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأصبحت الآن بحكم المستأجرة من جمهورية موريشيوس القريبة. تبعد القاعدة 3700 كيلومتر عن إيران، وتُعد نقطة انطلاق محتملة لقاذفات القنابل الثقيلة من طراز "بي 2 سبيريت" (B2 Spirit)، التابعة للقوات الجوية الأمريكية. وهذه القاذفات هي الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" (GBU-57) الضخمة الخارقة، والمعروفة اختصاراً باسم "موب" (MOP). ويُشار أحياناً إلى هذا الوحش، الذي يزن 30 ألف رطل (13.6 طن)، بلقب "القنبلة الخارقة للتحصينات". ومع ذلك فإن اللقب الأخير يعبّر عن تقدير أقل وقعاً من حقيقة هذه القنبلة. إذ وصفها الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي، ديفيد بتريوس، هذا الأسبوع بأنها "خارقة الجبال". ويُعتقد أنها السلاح الوحيد القوي بما يكفي لاختراق أعماق الأرض في منشأة التخصيب النووي الإيرانية المثيرة للشبهات في فوردو. وإذا أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدة دييغو غارسيا، فستحتاج إلى إذن من المملكة المتحدة. وأشارت تقارير إلى أن المدعي العام في بريطانيا، ريتشارد هيرمر، نصح الحكومة بأن أي تدخل عسكري بريطاني يجب أن يكون دفاعياً بحتاً ليبقى ضمن نطاق القانون. وتتمتع قاذفات "بي 2" بمدى يصل إلى نحو 7 آلاف ميل، وهو ما يعادل تقريباً المسافة من قاعدتها الجوية في ميسوري إلى إيران، ومع استخدام التزود بالوقود جوّاً، تستطيع الولايات المتحدة، إذا اختارت ذلك، قصف منشأة فوردو دون استخدام قاعدة دييغو غارسيا. قبرص لدى المملكة المتحدة اثنين من الأصول الاستراتيجية الكبيرة في جزيرة قبرص الواقعة في البحر الأبيض المتوسط. أحدهما قاعدة أكروتيري الجوية الملكية، التي تشهد حالياً تمركزاً مُعززاً لطائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. والآخر محطة استماع سرية تابعة لاستخبارات الإشارات البريطانية على قمة جبل في آيوس نيكولاوس، وتُعرف باسم "آيا نيك"، وهي جزء من منطقة القاعدة السيادية البريطانية في قبرص. وقد استخدم الجيش البريطاني قبرص منذ فترة طويلة كقاعدة لكتيبة "رأس الحربة"، وهي قوة انتشار سريع متاحة للتعامل مع حالات الطوارئ في الشرق الأوسط. وتشارك طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بالفعل في العملية المعروفة باسم "شادر"؛ حيث تقوم بمراقبة وقصف قواعد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة في سوريا والعراق من حين لآخر. في العام الماضي، وخلال تصعيد قصير الأمد بين إسرائيل وإيران، أفادت التقارير بأن طائرات حربية بريطانية ساعدت في إسقاط طائرات إيرانية مسيرة كانت متجهة إلى إسرائيل. لكن، وخلال الصراع الجاري، صرّح متحدث إسرائيلي لبي بي سي بأنه لم تُطلب أو تُعرض أي مساعدة بريطانية للقيام بأمر مماثل. الخليج لعبت البحرية الملكية البريطانية دوراً صغيراً، لكنه حيوي، في الحفاظ على الخليج ومضيق هرمز خاليين من الألغام البحرية. ويعود تاريخ هذا الدور إلى حرب الناقلات بين إيران والعراق في السنوات بين عامي 1980 و 1988، حين نُشِرت الألغام البحرية في المنطقة، ففعّلت المملكة المتحدة ما عُرف باسم "دورية أرميلا". وتمركزت كاسحات الألغام التابعة للبحرية الملكية البريطانية في البحرين، وكانت تلك إضافة ثمّنتها بشدة قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية التي تمركزت في مكان قريب، والتي كانت، على نحو مفاجئ، ضعيفةً في إجراءات مكافحة الألغام. ومع ذلك، فإن سفن المملكة المتحدة تقترب من نهاية عمرها التشغيلي، كما أن وجود البحرية في المنطقة الملكية يتقلّص تدريجياً. وقد ساهم ذلك في التقييم المُحبط بأنه في حال قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من إمدادات النفط العالمية، فسيكون له تأثير كبير. وصرحت وزارة الدفاع البريطانية بأن كاسحة ألغام تابعة للبحرية الملكية، وهي "إتش إم إس ميدلتون"، موجودة الآن في الخليج. وأضافت: "سفن البحرية الملكية في الخليج موجودة حالياً في البحر، ولم تُكلَّف بعدُ بتنفيذ عمليات قتالية". وهناك أيضاً قوة عسكرية بريطانية صغيرة قوامها 100 جندي في العراق، ومنشأة بحرية في الدقم في سلطنة عمان. ضربة ارتدادية أشارت إيران في مناسبات عدة إلى أن أي دولة تهاجمها، أو ترى أنها ساعدت في تنفيذ هجوم ضدها، ستتعرض للانتقام، وهو ما يُشار إليه أحيانا بـ "الضربة الارتدادية". وستكون القواعد الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى السفن الحربية الأمريكية في البحر، على رأس قائمة الأهداف. لكن في حال سمحت المملكة المتحدة للقوات الجوية الأمريكية باستخدام قاعدتها في دييغو غارسيا لشن هجوم على المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، فإن هذا الرد سيشمل المملكة المتحدة بشكل شبه مؤكد. وقد يشمل ذلك على أرض الواقع إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص. وفي بريطانيا، سيكون جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 5" أيضاً في حالة تأهب لأي أعمال عدائية من جانب إيران، وقد تشمل تلك الأعمال التخريب والحرق المتعمد الذي تقوم به عصابات إجرامية.

بريطانيا: الوقت لا يزال متاحًا لحل دبلوماسي بشأن إيران
بريطانيا: الوقت لا يزال متاحًا لحل دبلوماسي بشأن إيران

الوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الوسط

بريطانيا: الوقت لا يزال متاحًا لحل دبلوماسي بشأن إيران

أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الخميس عقب إجرائه محادثات في البيت الأبيض مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، إلى أن الوقت لا يزال متاحا للتوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران بشأن برنامجها النووي لتفادي نزاع أوسع نطاقا. وقال لامي في بيان صادر عن السفارة البريطانية في واشنطن بعد لقائه روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف: «لا يزال الوضع في الشرق الأوسط محفوفا بالمخاطر. نحن مصممون على ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا أبدا»، وفق وكالة «فرانس برس». وأضاف: «بحثنا كيف يجب على إيران إبرام اتفاق لتجنب نزاع متفاقم. والآن توجد فرصة سانحة خلال الأسبوعين المقبلين للتوصل إلى حل دبلوماسي».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store