
تنازلات أوكرانية ومطامع روسية.. كيف تسير المفاوضات بين موسكو وكييف؟
عقب ثلاث سنوات من القتال الشديد، أعلنها أخيرا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن روسيا وأوكرانيا سوف تجمعهما طاولة مفاوضات واحدة لوقف نزيف الدماء على حدود البلدين، الأمر الذي رحب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعلن رغبته في المضي قدما نحو السلام، فيما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مضض خوفا من اتخاذ قرار بشأن بلاده من قبل الولايات المتحدة دون الرجوع إليه، ما جعله يبلغ الرئيس الأمريكي صراحةً بهذا الأمر، لكن ما حدث آثار قلق الاتحاد الأوروبي وجعله يسير في التيار المعاكس لترامب بالموافقة على 4 حزم من العقوبات الجديدة على موسكو، ما يدفع أمريكا للانسحاب من المفاوضات في أي وقت إذ رأيت عدم رغبة في إحلال السلام، وفق ما ذكر ماركو روبيو، وزير خارجية أمريكا.
الأيام الماضية شهدت تقارب روسي أمريكي في الرغبة نحو إنهاء الحرب، إذ بادر الرئيس الأمريكي بإنهائها كخطوة جادة في تحقيق برنامجه الانتخابي، كما أنه رغم ما تم تقديمه من أسلحة لأوكرانيا والتي بلغت تكلفتها 350 مليار دولار، إلا أن أوكرانيا لم تحقق أي انتصارا بل فقدت 20% من أرضها، لذا فهناك رغبة قوية في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لدى ترامب.
الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية، قال إن المفاوضات التي جرت في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا جاءت في إطار العروض الافتتاحية، فروسيا عرضت أخذ شبه جزيرة القرم و4 مناطق أخرى بكامل حدودهم الإدارية بمعنى الحصول على جميع الأراضي التابعة لهذه الجمهوريات، وهذا الأمر قد يكون مستحيلا بالنسبة للأوكرانيين.
وأضاف سمير في تصريح خاص لـ بلدنا اليوم، أن الأوكرانيين عرضوا خلال مفاوضات اسطنبول اقتراح حدود 1991 وهي الحدود الأوكرانية حينما تفتت الاتحاد السوفيتي، وما بين الرؤية الروسية والأوكرانية، هناك الرؤية الأمريكية التي تعتقد أن عودة شبه جزيرة القرم لأكرانيا بات مستحيلا، لأن روسيا حصلت عليها منذ عام 2014، وبالتالي بات القرم خارج حساب المفاوضات، والأمر يدور الآن حول المناطق الـ4 الأخرى.
وأشار الخبير السياسي الدولي أن كلا الطرفين بات غارقا في هذه الحرب، ولم تستطع روسيا السيطرة على أوكرانيا، ولم تستطيع أوكرانيا استعادة هذه الأراضي التي أخذت منها رغم أنها حصلت على كل الأسلحة من الولايات المتحدة وأوروبا، وبالتالي الحل الوحيد هو الدبلوماسي، لذلك فهناك من يقول أن هذه الحرب ستتوقف عبر ثلاث مراحل، الأولى هي الوقف المؤقت لإطلاق النار ويستمر 30 يوما كما اقترح ترامب، وهي علمية معقدة لصعوبة الحدود بين البلدين والتي تصل لـ1300 متر فيها تداخل بين الغابات والجبال، ومراقبة هذه الحدود صعبة للغاية، والمرحلة الثانية، هي تجميد الصراع لمدة 6 أشهر وتجرى فيها المفاوضات لمعالجة جذور الأزمة.
وتابع سمير أنه من الممكن أن تتخلى أوكرانيا عن حلم الانضمام لحلف الناتو، لأن هذا مقترح ترامب ويمتد لعشرين عاما، كما لأن الناتو جعلها تخسر 20% من أرضها منذ بداية الصراع، وبالتالي إذ لم تتحق المراحل السابقة ستكون المرحلة الثالثة وهي استكمال الحرب، وهي تعني خسارة أوكرانيا لا محالة، لأن الزخم الأمريكي في تقديم الأسلحة والمعدات بدأ يتراجع في ظل الإدارة الحالية، وبالتالي ليس هناك حل أمام الطرفين سوى الحل الدبلوماسي.
واستكمال سمير أنه في حالة رفض أوكرانيا التنازل عن أرضها فهناك فكرة طرحها وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر، وهي عمل استفتاء لسكان المناطق المتنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا، ولكن أين هم السكان في هذه الحرب؟، فهو أمر بات صعبا الآن، وبالتالي إما الاستجابة لمطالب روسيا أو استكمال الحرب لأن روسيا هي صاحبة اليد العليا، ولأن هذه المناطق أيضا بها سكان يتحدثون الروسية، وكان من الأساس أن تكون أوكرنيا حليفا لروسيا، ولكن مع تغيير الرئيس من موالي لروسيا لرئيس موالي للغرب حدثت هذه الحرب.
وتابع أن ترامب صادق في رغبته في وقف الحرب الروسية الأوكرانية، وكلى الطرفين يبحث عن طوق النجاة، لذا من الممكن أن يكون السلام بات قريبا، مشيرا: أن ترامب لا يضغط على بوتين كما يريد البعض لأنه لم يعطيه ما أعطاه لزيلينسكي، فأمريكا أعطت زيلينسكي 350 مليار دولار في هذه الحرب وبالتالي تستطيع الضغط عليه، في الجانب الأخر كانت تحارب روسيا بطريقة غير مباشرة عن طريق السلاح، ولكن بوتين رغم ذلك من الممكن أن يقدم العديد من التنازلات لإنهاء هذه الحرب.
المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا سوف تستغرق وقتا طويلا وفق تحليلات الخبراء، لأن كل منهما يتمسك بعدة مبادئ لا يريد التنازل عنها، وتحديد أوكرانيا التي فقدت جزءً من أرضها، والتي ترغب في عودة القرم واستعادة الجمهوريات الأربعة الأخرى، الأمر الذي تفرضه روسيا شكلا وموضوعا، لذا سيكون أمد المفاوضات طويلا وصعبا لكلى الطرفين.
في هذا الصدد قال الدكتور أيمن سلامة استاذ القانون الدولي إنه بالرغم من صعوبة التنبؤ الدقيق للأزمة الروسية الأوكرانية، في ظل المحاولات الحثيثة من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وأطراف أخرى لتسهيل المفاوضات الدبلوماسية المباشرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني زيلينسكي، لكن مع استمرار الحرب تظل الأزمة في طريق مسدود نسبيًا على الصعيد العسكري، مع تحولات طفيفة في الخطوط الأمامية، ودبلوماسيًا المحادثات الرسمية متوقفة إلى حد كبير، رغم وجود جهود وساطة متفرقة.
وأضاف سلامة خلال تصريح خاص لـ بلدنا اليوم أن أي "اتصال" مفترض بين شخصيات مؤثرة مثل ترامب وبوتين، إذا حدث في المستقبل، قد يهدف إلى كسر الجمود، لكن نجاحه يعتمد على مدى استعداد الأطراف للتنازل، غير أن كلا الطرفان لهما مطال إذ تطالب روسيا "بتحييد" أوكرانيا، وضمان عدم انضمامها إلى الناتو، والاعتراف بالضم الروسي للقرم، وقبول "الوضع الجديد" للمناطق التي سيطرت عليها في شرق وجنوب أوكرانيا، كما تصر على نزع سلاح أوكرانيا و"اجتثاث النازية" منها، وهي اتهامات ترفضها كييف وحلفاؤها.وأشار: في المقابل تتمسك أوكرانيا بسيادتها ووحدة أراضيها، وتطالب بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك القرم، كما تسعى إلى تعويضات عن الأضرار الناجمة عن الحرب، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، كما أن أوكرانيا عازمة على حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعتبره جزءًا لا يتجزأ من هويتها الأوروبية ومستقبلها الاقتصادي والسياسي، والتنازل عن هذا الحلم يبدو مستبعدًا للغاية في ظل الإجماع الوطني على هذا المسار.
وتابع: المخاوف الرئيسية لأوكرانيا، تشمل فقدان الدعم الغربي، والتنازل عن أراضيها تحت الضغط، وعدم ضمان أمنها في المستقبل، خاصة إذا تم التخلي عن طموحات الانضمام للناتو، أي اتفاق يبرم دون موافقة أوكرانيا الحرة والكاملة سيثير مخاوف كبيرة بشأن سيادتها ومستقبلها، وأيضا لنجاح هذه المفاوضات سوق يقدم بوتين بعض التنازلات، منها وقف إطلاق النار الشامل، وشرط أساسي لأي مفاوضات جادة، والانسحاب الجزئي أو الكامل على الأقل من بعض المناطق التي تحتلها روسيا حاليًا، وربما الموافقة على سحب القوات من بعض المناطق مقابل تنازلات أوكرانية، وضمانات أمنية لأوكرانيا بشكل ما، لتهدئة المخاوف الأوكرانية بعد التخلي عن طموحات الانضمام للناتو (إذا حدث)، والموافقة على إدخال تعديلات على وضع المناطق المتنازع عليها على سبيل المثال، وضع دولي خاص أو استفتاءات تحت إشراف دولي صارم.
واختتم: في المقابل ستتنازل أوكرانيا تحت ضغوط كبيرة، وتتخلى عن الانضمام إلى الناتو، وهذا هو أحد المطالب الروسية الرئيسية، وقد تكون أوكرانيا مستعدة للنظر في "التحييد" مقابل ضمانات أمنية دولية قوية، وأيضا الاعتراف بالوضع الفعلي للقرم، وهذا هو الأصعب على أوكرانيا، حيث تعتبر القرم جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، والتنازل عنه سيكون خطًا أحمر بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، ومع ذلك، فإن طول أمد الحرب والخسائر البشرية والاقتصادية قد يضع ضغوطًا هائلة على كييف للنظر في حلول صعبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 17 دقائق
- مصرس
أزمة تايوان تتفاقم.. واشنطن تعيد تشكيل الردع وبكين تلوّح بالرد
وجّهت الصين انتقادًا شديد اللهجة للولايات المتحدة عقب تقارير عن نية واشنطن زيادة صادراتها من الأسلحة إلى تايوان، في خطوة تعتبرها بكين انتهاكًا صارخًا لمبدأ "الصين الواحدة" وتهديدًا مباشراً للأمن الإقليمي. المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، عبّر عن معارضة بلاده "الحازمة" لصفقات السلاح الأميركية الجديدة، داعيًا واشنطن إلى التوقف الفوري عن "خلق مزيد من التوتر" في مضيق تايوان. وأضاف: "نحض الولايات المتحدة على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، ووقف صفقات السلاح لتايوان التي تعمّق الانقسام وتزيد من خطر المواجهة".بحسب تقارير لوكالة "رويترز"، تسعى الإدارة الأميركية إلى رفع مستوى مبيعات الأسلحة لتايوان إلى مستويات غير مسبوقة، تتجاوز تلك التي أُقرّت في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب. ووفقًا لمسؤولين أميركيين، فإن الخطة تهدف إلى تعزيز قدرة الردع لدى الجزيرة في مواجهة ضغوط الصين العسكرية المتصاعدة.وتشكل تايوان حجر الزاوية في سياسة "الغموض الاستراتيجي" التي تتبعها الولايات المتحدة، إذ تعد حليفًا غير رسمي، لكنها تتلقى الدعم العسكري الأميركي بوصفه ضمانًا غير مباشر ضد أي تحرّك صيني محتمل نحو ضمها بالقوة.وتشير أرقام المبيعات السابقة إلى أن إدارة ترمب وافقت على صفقات بقيمة 18.3 مليار دولار خلال ولايتها الأولى، مقارنة ب8.4 مليار فقط خلال إدارة بايدن. وتهدف الإدارة المقبلة إلى تجاوز هذا الرقم، في وقتٍ تتكثف فيه تدريبات الجيش الصيني بالقرب من الجزيرة.الصين تصعّد عسكريًا والجزيرة تتأهبالتوتر العسكري لم يعد في خانة الرسائل الرمزية، بل بات يأخذ طابعًا ميدانيًا متسارعًا. فوفقاً لوزارة الدفاع التايوانية، ارتفعت وتيرة اختراق الطائرات الصينية لمنطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة إلى أكثر من 245 مرة شهريًا، مقارنة بأقل من 10 مرات قبل خمس سنوات. كما تجاوزت الطلعات الصينية خط الوسط في المضيق أكثر من 120 مرة شهريًا، وهو الخط غير الرسمي الذي كان يُعتبر فاصلًا عسكريًا بين الجانبين.وتحذر تقارير عسكرية تايوانية وأميركية من أن الصين رفعت من جاهزية وحداتها القتالية، بما في ذلك القوات البرمائية ووحدات الصواريخ والطيران، إلى درجة تسمح بشن هجوم مفاجئ في أي وقت. وتشير صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء إلى أن تدريبات إنزال القوات وتخزين الذخائر في مناطق قريبة من الموانئ الاستراتيجية قد تكون مؤشراً على سيناريوهات "اجتياح سريع" يجري التحضير لها.تحوّل في ميزان الردع في ظل هذا السياق، تأتي زيادة مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان بمثابة محاولة لتعزيز ميزان الردع ومنع وقوع سيناريو صيني عدواني في المدى القريب. غير أن هذه الخطوة، رغم أهدافها الدفاعية المعلنة، قد تؤدي إلى تعميق الانقسام الجيوسياسي بين واشنطن وبكين، وتدفع بمضيق تايوان إلى حافة مواجهة مباشرة.وما يضاعف من تعقيد المشهد هو الضغط الأميركي على قوى المعارضة داخل البرلمان التايواني، لمنعهم من تعطيل زيادة الإنفاق الدفاعي، ورفع الميزانية العسكرية إلى ما يقارب 3% من الناتج المحلي، ما يُعد مؤشرًا على تنسيق عسكري أميركي – تايواني غير مسبوق.السيناريوهات المحتملةمزيد من التوتر العسكري: مع استمرار واشنطن في تسليح تايوان، من المتوقع أن تكثف بكين من تدريباتها واستعراض قوتها في مضيق تايوان، بما يشمل اختراقات جوية وبحرية أوسع.تدهور دبلوماسي: قد تُقدم الصين على اتخاذ إجراءات عقابية ضد شركات السلاح الأميركية أو ضد تايوان اقتصاديًا، وقد تُجمّد بعض القنوات الدبلوماسية مع واشنطن.حرب باردة مصغّرة: إذا استمر المسار التصعيدي، قد يتحول الوضع في تايوان إلى بؤرة صراع جيوسياسي شبيه بحرب باردة جديدة في آسيا بين الصين والولايات المتحدة، مع تحالفات إقليمية متشابكة.


جريدة المال
منذ 29 دقائق
- جريدة المال
الأسهم الأوروبية تغلق الجمعة على ارتفاع طفيف وسط تباين أداء القطاعات
أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف يوم الجمعة، مع تباين أداء القطاعات بين الخسائر والمكاسب، بحسب شبكة سي إن بي سي. اختتم مؤشر ستوكس 600 تداولاته على ارتفاع بنسبة 0.1% بعد جلستين من الانخفاضات. وكان أداء شركة إدارة الاستثمار M&G الأفضل، حيث ارتفع بنسبة 5% عقب أنباء استحواذ شركة داي-إيتشي لايف اليابانية على حصة 15% في الشركة كجزء من شراكة استراتيجية. بالنسبة للمستثمرين العالميين، كان هذا أسبوعًا آخر يهيمن عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتعريفات الجمركية. ومن بين أكبر التطورات، حجب محكمة تجارية اتحادية لسياسة التعريفات الجمركية المتبادلة الشاملة التي وضعها ترامب في وقت متأخر من يوم الأربعاء، والتي تم إلغاؤها مؤقتًا يوم الخميس؛ واتهام ترامب للصين بانتهاك اتفاقيتها التجارية الأولية مع الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف الحرب التجارية من جديد؛ ومخاوف السوق بشأن التغييرات الجذرية في المعاملة الضريبية لرأس المال الأجنبي في الولايات المتحدة. تشمل بنود جدول أعمال الأسبوع المقبل أرقام التضخم في منطقة اليورو، واجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وأكبر تجمع أوروبي لقطاع الاستثمار الخاص في مؤتمر "سوبر ريترن" ببرلين.


المشهد العربي
منذ 32 دقائق
- المشهد العربي
بسبب خفض ميزانيتها.. الأمم المتحدة تعتزم تسريح 20% من موظفيها
أعلنت الأمانة العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة، عن عزمها إلغاء نحو 6900 وظيفة، بسبب خفض ميزانيتها البالغة 3.7 مليار دولار بنسبة 20%. ومن المنتظر أن تدخل التخفيضات حيّز التنفيذ في الأول من يناير القادم، مع بداية دورة الميزانية الجديدة. وتأتي التوجيهات التي تتضمن طلب تفاصيل بشأن تخفيض عدد الموظفين بحلول 13 يونيو القادم في خضم أزمة مالية ناجمة عن أسباب منها تغيّر في سياسات الولايات المتحدة التي تقدم سنوياً نحو ربع تمويل المنظمة العالمية. كما أن واشنطن مدينة بنحو 1.5 مليار دولار عن المتأخرات والسنة المالية الحالية. وأفاد مراقب الأمم المتحدة تشاندرامولي راماناثان بأن هذه التخفيضات جزء من مراجعة أُطلقت في مارس الماضي. وقال إن هذا جهد طموح لضمان أن تكون الأمم المتحدة قادرة على تحقيق هدفها في دعم تعددية الأطراف خلال القرن الـ21، والحد من المعاناة الإنسانية، وبناء حياة ومستقبل أفضل للجميع. ومن جانبه، كشف الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش خلال إفادات عامة لدبلوماسيي الأمم المتحدة أنه يدرس إجراء إصلاح شامل من شأنه دمج إدارات رئيسية ونقل موظفين حول العالم. وأضاف أن الأمم المتحدة ربما تدمج بعض الوكالات وتقلص أخرى وتنقل موظفين إلى مدن أقل تكلفة، وتقلل الازدواجية وتقضي على البيروقراطية الزائدة. وكان غوتيريش اعتبر في 12 مايو أن «هذه أوقات عصيبة، لكنها أيضاً أوقات فرص والتزامات عميقة»، لافتاً إلى أن «هناك قرارات صعبة وغير مريحة تنتظرنا. قد يكون من الأسهل، بل والأكثر إغراء، تجاهلها أو تأجيلها، لكن هذا الطريق مسدود».