
جلالة السُّلطان المعظم يهنئ الرئيس التونسي
العُمانية: بعث حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس/ قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية بمناسبة ذكرى عيد الجمهورية.
تضمنت تهاني جلالة السُّلطان الطيبة وأمنياته الخالصة لفخامة الرئيس بدوام التوفيق والسداد في قيادة شعب بلاده الشقيق، وتحقيق المزيد من التطلعات والإنجازات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 13 دقائق
- جريدة الرؤية
نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
إسماعيل بن شهاب البلوشي منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد. هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات. العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر. هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد. ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون. القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم. هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله. القبول قبل الاختلاف لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض. علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة. كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية. العودة إلى الجوهر الإنساني إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم. إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول. وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه. حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.


جريدة الرؤية
منذ 13 دقائق
- جريدة الرؤية
ماذا بعد ضياع الأمان الوظيفي؟
سالم بن نجيم البادي سوف يضيع أمان المسرّح وعائلته، وستزداد أعداد المعوزين والفقراء في المجتمع. كما ستلتحق قوافل المسرّحين من العمل بأقرانهم الباحثين عن عمل. وبدلًا من حلحلة أزمة الباحثين عن عمل، سيزداد الأمر سوءًا، إذ إن جمع أعداد الباحثين عن عمل مع أعداد المسرّحين سيؤدي إلى رقم مهول ينذر بأزمة وطنية تتطلب تدخلًا سريعًا، فهي تتصاعد عامًا بعد عام، ومع كل حالة تسريح جديدة. لسان حال المسرّحين من العمل يقول: إلى متى؟ إلى متى نظل ندور في حلقة مفرغة، وجدال عقيم، وأقوال لا تتبعها أفعال؟ إلى متى تبقى الأفكار الإبداعية حبيسة الأدراج ولا تجد من ينفّذها على أرض الواقع؟ لقد سئموا من "محلك سر"، فلا جديد تحت الشمس، وقضيتهم بلا حل جذري.. ومسلسل التسريح الدراماتيكي الطويل مستمر، وحلقاته لا نهاية لها. إن الأمر جدّ خطير ولا يحتمل التأجيل.. افعلوا شيئًا من أجل المسرّحين عن العمل، ومن أجل وحدة وأمن واستقرار المجتمع، قبل أن يحدث ما لا تُحمد عقباه -لا قدّر الله. إن قرار إلغاء منفعة الأمان الوظيفي عن المسرّحين ستكون له عواقب وخيمة على المسرّح وأسرته والمجتمع.. المسرّحون من العمل كُثر، وينتشرون في جميع مناطق الوطن، ويعيلون أسرًا بأكملها. فمن يضمن ألا يتحوّل بعضهم إلى سلوكيات خارجة عن القانون؟ ومن يضمن ألا يصبحوا عبئًا على المجتمع، وصيدًا سهلًا لشياطين الإنس والجن؟ الغلاء فاحش، ومتطلبات الحياة كثيرة، والجوع كافر، والحاجة "تسوّد الوجه" كما يُقال، والشيطان شاطر.. ومن لا يستطيع توفير لقمة العيش له ولمن يعول، قد يفعل كل ما في وسعه، بطرق مشروعة أو غير مشروعة. إن المسرّحين عن العمل معرّضون للإصابة بالاكتئاب، واليأس، والانطواء، والشعور بالنقص، وقلة الحيلة، والزهد في الحياة، وفقدان الشغف، والرغبة في الهروب من واقع مرّ، ومن مطالب الأطفال والأسرة التي لا تنتهي، والتي يعجز تمامًا عن تلبيتها. هذه صرخة مدوية يطلقها المسرّحون عن العمل، صرخة ألم وخوف من مصير مجهول.. لا توقفوا صرف منفعة الأمان الوظيفي، من أجل المسرّح، ومن أجل صون كرامته.. لا تجعلوه يصل إلى مراحل التوسل، والتردد على مقارّ الفرق الخيرية، وأهل الإحسان، ولجان الزكاة. لا تدفعوه إلى بثّ مقاطع استجداء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو إلى الوقوف في ساحات المحاكم بسبب تراكم الديون عليه وعجزه عن سدادها، ثم يُساق إلى السجن. هل وصلت الصرخة؟.. اللهم إني بلّغت، اللهم فاشهد.


جريدة الرؤية
منذ 13 دقائق
- جريدة الرؤية
الإبراهيمية بين الدين والسياسة
السفير د. عبدالله الأشعل عام 2021، تمكنت واشنطن من اختراق العالم العربي لصالح إسرائيل، وقد بنت على الموجة الأولى من الاختراق في أواخر السبعينيات وأوائل التسعينيات. كانت الموجة الأولى تشمل مصر 1979، وهي الجائزة الكبرى، وإعلان أوسلو 1993، ووادي عربة مع الأردن 1994. وأهمية إعلان أوسلو في هذا السياق أنه من كبريات محطات المشروع الصهيوني، هذه المرة مع الفلسطينيين. وفي عام 2021، أبرمت إسرائيل مع أربع دول عربية ما سُمِّي بالمعاهدات الإبراهيمية، وهذه الدول هي: المغرب، والسودان، والبحرين، والإمارات. وهذه أول مرة نسمع عن "الإبراهيمية". وإذا كانت الموجة الأولى من معاهدات السلام كان مضمونها استسلام الدول العربية لمطالب إسرائيل، مقابل انسحاب إسرائيل من أراضيها التي احتلتها عام 1967 -رغم أن الانسحاب نتيجة حتمية للعدوان الإسرائيلي في القانون الدولي، كما فصّلت ديباجة قرار مجلس الأمن 242 عام 1967- فقد فرضت إسرائيل نظريتها على المجتمع الدولي، وهي: الأرض العربية مقابل السلام الإسرائيلي، علمًا بأن السلام معنى لم يتفق عليه العرب وإسرائيل. ولذلك أسميتها "معاهدات الاستسلام للشروط الإسرائيلية" أو "معاهدات السلام الإسرائيلي". وقد فُهم أن إطلاق صفة "معاهدات السلام الإبراهيمية" إنما هو حتى نعتقد بأن التسليم لإسرائيل وسلامها امتثال لواجب ديني منسوب إلى دين إبراهيم. وقد تبيَّن فيما بعد أن نسبة المعاهدات لإبراهيم لم تكن عبثًا، وإنما لكي تبشِّر أمريكا وإسرائيل بدين جديد. وسرعان ما تحولت صفة "الإبراهيمية" إلى "الدين الإبراهيمي" باعتبار أن إبراهيم أبو الأنبياء. وتلقفت دول عربية الخيط، فأعلنت أن الإبراهيمية دين جامع لكل الأديان المقدسة، كما قال بيان الأزهر الذي تبرّأ من الفكرة. موقف الأزهر من الإبراهيمية: الأزهر حارس لوعي المسلمين الديني، ولذلك تعاديه إسرائيل وأمريكا. وقد أصدر الأزهر بيانًا رفض فيه "الدين الإبراهيمي" على الأسس الآتية: إن الدين الجديد فتنة ظاهرة توحِّد أصحاب الديانات السماوية الثلاثة، وهدفه تمييع الفوارق بين هذه الأديان، حسب بيان الأزهر. إن الدين الجديد يُغفل أن رسل الله نزلت بهذه الأديان. إن الهدف طمس التدرج، وآخرها الإسلام. وأرى موقف الأزهر صحيحًا، لولا أنه أغفل حقيقة قرآنية، وهي أنه لا توجد "أديان". وقد كشفت دراساتنا للقرآن الكريم الحقائق الآتية: أولاً : إن القرآن الكريم هو كلمة الله النهائية التي لم تُحرّف، وقد تعهّد الله بحفظه إلى يوم الدين، لقوله تعالى: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، ولذلك ذُكرت في آيات قليلة هذه الكتب المقدسة حسب تاريخ النزول: التوراة، والإنجيل، والقرآن. وأخبرنا القرآن أن الكتب المقدسة الأخرى الأصلية وجّهت الرسل إلى الإيمان بالرسول التالي وكتابه. وكلها قامت على التوحيد، وأن هذه الكتب قد حُرّفت بأيدي رجال الدين في اليهودية والنصرانية. ثانيًا : إن الإسلام هو الدين الجامع منذ آدم حتى محمد رسولنا الكريم، وأنه لا توجد أديان أخرى، وإنما شرائع، وكلها تشكّل جوهر الإسلام وأصل التوحيد. وأن جميع الرسل والأنبياء كانوا مسلمين، بدليل قرآني في آيتين: " اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينًا " ، وقوله تعالى: " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه" . فالإسلام بدأ بآدم وانتهى بمحمد، والقرآن هو معجزته. وقد تفرّد رسولنا الكريم -جماع الفضائل- بمركز خاص في القرآن، فهو آخر الأنبياء والرسل، وهو الذي مدحه ربه فقال: " وإنك لعلى خلق عظيم " . ثم إن التشريعات الوضعية لا بد أن تستند إلى القرآن والسنة المطهّرة، وأن رسالته لجميع الأمم إلى قيام الساعة، لقوله تعالى: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ". والرسول كان يفخر بقول القرآن على لسانه: " أدبني ربي فأحسن تأديبي ". والأمة المحمدية أمة وسط، شاهدة على الأمم السابقة، وفي القرآن: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا " ، و"كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وقد كلفها الله سبحانه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثالثًا : أشار القرآن إلى قصة إبراهيم، وأنه كان أمةً قانتًا لله، وأنه عرف الله بالعقل، وأنه رفض عبادة الأصنام. وأكد القرآن أن إبراهيم لم يكن مشركًا أو نصرانيًّا أو يهوديًا، وإنما كان حنيفًا مسلمًا، وهو الذي سمّى أمة محمد "المسلمين" قبل أن تظهر. فالإسلام بدأ بآدم، وسُمّي إبراهيم بأبي الأنبياء لأن أولاده: يعقوب، وإسماعيل، وإسحاق. وتتطابق الكتب المقدسة الأصلية في الفضائل، ولكن القرآن الكريم حجة رسولنا الكريم. رابعًا : إن ابتداع دين لإبراهيم ضلال بعيد، وهدفه سياسي، وهو الاستسلام للسماحة في قصة إبراهيم مع الصهاينة خدمةً لإسرائيل، فكان التسليم لها واجبًا دينيًا. ثم إنه بدعة، وكل بدعة ضلالة. ولولا النية المبيّتة للصهيونية الأمريكية والإسرائيلية في ضرب كل مقدّس دينيًا، لقلنا إنه اجتهاد يُقبل النقاش. خامسًا : إن الفكرة تنطلي على ذوي القلوب المريضة والجهلة، وما أكثرهم. ولكي لا تكون فتنة، يجب رفض الفكرة الاستعمارية، والالتزام بصحيح الدين.