
التحالف اللبناني للحوكمة: لكشف التقرير الفني للبلوك 9 '
عقد التحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة اجتماعه الدوري برئاسة منسقه العام الوطني مارون الخولي، تناول فيه آخر التطورات المتعلقة بملف التنقيب عن الغاز في البلوك البحري رقم 9، في ظل استمرار التعامل السري مع مفاوضات لبنان وشركة 'توتال إنرجيز'، وغياب الشفافية عن زيارة وزير الطاقة والمياه جو صدي لباريس واجتماعاته مع مسؤولي الشركة في لبنان.
إثر الاجتماع، قال الخولي في لتصريح: 'عقدنا اليوم جلسة تقويمية شاملة لملف التنقيب عن الغاز، وخلصنا إلى استنتاجات حاسمة تستدعي إطلاق إنذار جدي. إن الطابع السري للمفاوضات يعد جريمة بحق الشعب اللبناني، بحيث انه لا تزال الحكومة اللبنانية وشركة توتال إنرجيز تديران هذا الملف بسرية تتناقض تماما مع قانون الشفافية في قطاع النفط والغاز، وكذلك مع التزام لبنان مبادرة الشفافية في الصناعات 'EITI'.
ورأى أن 'زيارة الوزير صدي لباريس واجتماعاته غير المعلنة مع توتال والتكتم عن تفاصيلها، تؤكد أننا أمام مسار مريب يهدد الثروة الوطنية'، وقال: 'إن هذه الزيارة ولقاء الوزير مع مسؤولي 'توتال'، دون الإفصاح علنيا عن تفاصيلها، تشكل انتهاكا واضحا لمبدأ الشفافية الذي يوجب على الأطراف كشف كل المعلومات المتعلقة بالثروات الوطنية للرأي العام. كما أن زيارة مسؤولي 'توتال' للبنان وعدم الإعلان عن طبيعة مباحثاتهم تُعمق الشكوك حول نوايا الشركة والتزامها بالعقود الموقعة'.
وأشار الخولي إلى أن 'خرق شركة توتال للعقد وتعطيل السيادة اللبنانية مستمر منذ أكثر من عام. فقد تأخرت توتال إنرجيز بتسليم التقرير الفني عن حفر البلوك 9 رغم مرور عام على بدء الحفر. وتستمر الشركة في التذرع بحجج واهية مثل الصعوبات التقنية أو الظروف الأمنية، بينما تقف وراء مماطلتها ضغوطات سياسية تخدم أجندات خارجية، هذا الوضع يشكل خطوة إلى الوراء في مسار الشفافية'، وقال: 'لا يمكن قبول العودة إلى زمن الاتفاقات السرية، خصوصا بعد التقدم الذي أحرزناه بانضمامنا إلى مبادرة EITI'، واعتبر ان 'ما يحدث اليوم يعيدنا إلى مربع الفساد والريبة ويهدد ضياع حقوق الأجيال المقبلة'.
وبناء عليه، اذاع الخولي مطالب التحالف اللبناني للحوكمة، بـ'كشف التقرير الفني للبلوك 9 فورا وفتح تحقيق مستقل في أسباب تعطيل تسليمه، إعلان تفاصيل كل الاجتماعات السرية التي عقدت بين المسؤولين اللبنانيين وشركة توتال، بما في ذلك زيارة الوزير صدي لباريس، والدعوة إلى مراجعة العقود مع الشركات الأجنبية وفرض غرامات على أي تقصير وإلغاء الاتفاقيات مع الشركات التي تثبت عدم التزامها، وضرورة التحول إلى شركات تنقيب متخصصة ومستقلة، بعيدا عن هيمنة الشركات العملاقة التي تتبع أجندات سياسية'.
وختم الخولي قائلا: 'نُذكّر الحكومة وشركة توتال إنرجيز بأن الموارد الطبيعية هي ملك للشعب اللبناني، وأي تعاملٍ معها خارج إطار القانون والشفافية يعتبر خيانة للثقة العامة. لن نسمح بتحويل هذا الملف إلى ورقة مساومة سياسية أو اقتصادية تكرس التبعية'، وأعلن أن 'التحالف لن يتوقف عن متابعة هذا الملف حتى ترفع السرية عن كل التفاصيل لإن الموارد الطبيعية ليست ملك الحكومات المتعاقبة، بل هي حقوق للشعب'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم الثامن
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- اليوم الثامن
الصبي الذي سيكبر يومًا
شهد العراق مراحل صعبة في تاريخه، وهذا ليس وصفا أو كلام إنشائي، وإنما حقيقة تكشفها الأرقام.. فمنذ تأسيس دولته الحديث عام 1921، خاض عدة حروب كبرى، منها مع إيران (1980-1988)، وحرب الخليج الثانية (1990) ليعقبها حصار اقتصادي دمَّر بنيته التحتية، ثم غزاه الأمريكان عام 2003 وأطاحوا بالنظام السابق، وهو ما فتح الباب لموجة إرهاب وصلت ذروتها مع سيطرة داعش على ثلث البلاد عام 2014، مما جعله ثالث أكثر دولة في العالم تضررًا من الإرهاب، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي . رغم أن العراق قد يبدو للوهلة الأولى، ضعيفًا اقتصاديًا وسياسيًا حاليا، لكن المؤشرات تناقض هذا الإنطباع، فهو ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك بحوالي 4.5 مليون برميل يوميًا، ورغم أن 30% من شبابه عاطلين عن العمل، كما تذكر تقارير البنك الدولي، و40% من سكانه تحت خط الفقر، كما ورد بتقارير الحكومة العراقية لعام 2023، لكن نسبة النمو الاقتصادي فيه، هي من الأعلى عالميا.. أما سياسيًا فالبلد في المرتبة 134 بحسب تصنيف مؤشر الديمقراطية، وربما هذا بسبب المحاصصة والفساد السياسي الواسع، ويضاف لذلك مشاكل إجتماعية وثقافية تطفو على السطح، كالنزاعات العشائرية وصراع الهوية الثقافية، وإرتفاع نسب التفكك الأسري وتعقيد مشكلة المخدرات. مع كل ما سبق لكن حالة الهدوء الحالية ليست صدفة، فالعنف المسلح انخفض بنسبة تتجاوز ربما 95%, كما يوضحه مؤشر السلام العالمي، ونجح البلد في إستضافة عدة فعاليات دولية وإقليمية، وبدء بترسيخ علاقات ندية مع دول الجوار، في تطور لافت يؤكد قبول تلك الدول، لحقيقة حكم "الأغلبية الشيعية" للبلد، بل وبدأت بعض الدول تتشجع للإستثمار فيه.. ووقعت عقود مهمة مع شركات عالمية، مثل "توتال" الفرنسية لاستثمار الغاز المصاحب، والذي كان يُحرق مما يسبب خسارة تصل لثمانية مليات دولار، وعقود ضخمة لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية مع شركات "جي إي" الأمريكية. يمتلك البلد ثروات خفية، يسيل لها لعاب كثير من القوى، دولية كانت أو إقليمية، فالأرض العراقية تحتوي على 145 مليار برميل نفط مؤكد، ليجعله ذلك الخامس عالميًا، وما يقارب 132 تريليون قدم مكعب غاز، ليضعه في المرتبة الثانية عشر عالميا، وفقا لمنظمات عالمية تختص بالثروات.. لكن الثروة الأكبر التي يمتلكها البلد هو "قدراته البشرية العجيبة" فرغم الحرب يحتل العراق المرتبة الأولى عربيًا، في نسبة الحاصلين على الدكتوراه لكل مليون نسمة، كما ورد في تقارير منظمة اليونسكو 2021، كما أن مهندسيه يشغلون مناصب رفيعة في كبرى شركات التقنية العالمية، مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" وفقًا لتقرير مؤسسة 'وورلد تايلنت" 2023. العراق اليوم قد يشبه ذلك الصبي، الذي كبر وبدأ النهوض من تحت الرماد، وصار يسير على أعتاب القوة، فرغم أنه لازال يعاني من أثار جراح الماضي، لكن مؤشرات صحوه بدأت تظهر، ففي عام 2024 قفز إحتياطه النقدي إلى 100 مليار دولار (وهو أعلى مستوى منذ 1980) وارتفع تصنيفه السيادي إلى (B-) بعد سنوات من العزوف الدولي، بحسب تصنيف وكالة "موديز" الشهيرة.. والتاريخ يعلمنا أن الحضارات العظيمة تُبنى على أنقاض المآسي، والعراق بموقعه الجيوسياسي الفريد، وثرواته وعقول أبنائه، قادر على أن يكون "السيد" الذي يفرض إحترامه على العالم.. وسيأتي قريبا ذلك اليوم، الذي سيضع العراق، كل من خاصمه او أذاه في موقعه الذي يستحقه!


المدى
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- المدى
التحالف اللبناني للحوكمة: لكشف التقرير الفني للبلوك 9 '
عقد التحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة اجتماعه الدوري برئاسة منسقه العام الوطني مارون الخولي، تناول فيه آخر التطورات المتعلقة بملف التنقيب عن الغاز في البلوك البحري رقم 9، في ظل استمرار التعامل السري مع مفاوضات لبنان وشركة 'توتال إنرجيز'، وغياب الشفافية عن زيارة وزير الطاقة والمياه جو صدي لباريس واجتماعاته مع مسؤولي الشركة في لبنان. إثر الاجتماع، قال الخولي في لتصريح: 'عقدنا اليوم جلسة تقويمية شاملة لملف التنقيب عن الغاز، وخلصنا إلى استنتاجات حاسمة تستدعي إطلاق إنذار جدي. إن الطابع السري للمفاوضات يعد جريمة بحق الشعب اللبناني، بحيث انه لا تزال الحكومة اللبنانية وشركة توتال إنرجيز تديران هذا الملف بسرية تتناقض تماما مع قانون الشفافية في قطاع النفط والغاز، وكذلك مع التزام لبنان مبادرة الشفافية في الصناعات 'EITI'. ورأى أن 'زيارة الوزير صدي لباريس واجتماعاته غير المعلنة مع توتال والتكتم عن تفاصيلها، تؤكد أننا أمام مسار مريب يهدد الثروة الوطنية'، وقال: 'إن هذه الزيارة ولقاء الوزير مع مسؤولي 'توتال'، دون الإفصاح علنيا عن تفاصيلها، تشكل انتهاكا واضحا لمبدأ الشفافية الذي يوجب على الأطراف كشف كل المعلومات المتعلقة بالثروات الوطنية للرأي العام. كما أن زيارة مسؤولي 'توتال' للبنان وعدم الإعلان عن طبيعة مباحثاتهم تُعمق الشكوك حول نوايا الشركة والتزامها بالعقود الموقعة'. وأشار الخولي إلى أن 'خرق شركة توتال للعقد وتعطيل السيادة اللبنانية مستمر منذ أكثر من عام. فقد تأخرت توتال إنرجيز بتسليم التقرير الفني عن حفر البلوك 9 رغم مرور عام على بدء الحفر. وتستمر الشركة في التذرع بحجج واهية مثل الصعوبات التقنية أو الظروف الأمنية، بينما تقف وراء مماطلتها ضغوطات سياسية تخدم أجندات خارجية، هذا الوضع يشكل خطوة إلى الوراء في مسار الشفافية'، وقال: 'لا يمكن قبول العودة إلى زمن الاتفاقات السرية، خصوصا بعد التقدم الذي أحرزناه بانضمامنا إلى مبادرة EITI'، واعتبر ان 'ما يحدث اليوم يعيدنا إلى مربع الفساد والريبة ويهدد ضياع حقوق الأجيال المقبلة'. وبناء عليه، اذاع الخولي مطالب التحالف اللبناني للحوكمة، بـ'كشف التقرير الفني للبلوك 9 فورا وفتح تحقيق مستقل في أسباب تعطيل تسليمه، إعلان تفاصيل كل الاجتماعات السرية التي عقدت بين المسؤولين اللبنانيين وشركة توتال، بما في ذلك زيارة الوزير صدي لباريس، والدعوة إلى مراجعة العقود مع الشركات الأجنبية وفرض غرامات على أي تقصير وإلغاء الاتفاقيات مع الشركات التي تثبت عدم التزامها، وضرورة التحول إلى شركات تنقيب متخصصة ومستقلة، بعيدا عن هيمنة الشركات العملاقة التي تتبع أجندات سياسية'. وختم الخولي قائلا: 'نُذكّر الحكومة وشركة توتال إنرجيز بأن الموارد الطبيعية هي ملك للشعب اللبناني، وأي تعاملٍ معها خارج إطار القانون والشفافية يعتبر خيانة للثقة العامة. لن نسمح بتحويل هذا الملف إلى ورقة مساومة سياسية أو اقتصادية تكرس التبعية'، وأعلن أن 'التحالف لن يتوقف عن متابعة هذا الملف حتى ترفع السرية عن كل التفاصيل لإن الموارد الطبيعية ليست ملك الحكومات المتعاقبة، بل هي حقوق للشعب'.


الأنباء
١٧-٠١-٢٠٢٥
- الأنباء
عون استقبل ماكرون.. تأكيد أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وتجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين وبولين فاضل يوم فرنسي طويل للرئيس إيمانويل ماكرون في بيروت، استهله بالوصول إلى المطار، حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وختمه بلقاء حاشد أقامه السفير الفرنسي في مقر إقامته في قصر الصنوبر، حضرت فيه شخصيات سياسية وفئات واسعة من القطاعات، بعد دعوتها من قبل السفارة. وأمكن لقسم كبير من المدعوين الحديث مع الرئيس الفرنسي، الذي حرص على الاستماع إلى أوسع شريحة من الشعب اللبناني، من مسؤولين رسميين ومواطنين، أسوة بزيارتيه الأخيرتين بعد انفجار المرفأ في 4 أغسطس 2020. وبعد الاجتماع مع لجنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، انتقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بمراسم الاستقبال الرسمية. وعقد الرئيسان عون وماكرون لقاء ثنائيا، تحول لاحقا إلى لقاء موسع، وتلاه مؤتمر صحافي مشترك، وأقام الرئيس عون غداء رسميا على شرف الرئيس الضيف. وخلال اللقاء الثنائي، قال الرئيس جوزف عون لماكرون «اللبنانيون يشكرونكم على مساعيكم المبذولة سواء عبر موفدكم الخاص أو من خلال اللجنة الخماسية للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فترة شغور طالت وتفاقمت فيها التحديات». وتمنى عون على ماكرون «الإيعاز إلى شركة (توتال) بالعودة لمواصلة عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات النفطية البحرية». وجال الرئيس الفرنسي، يرافقه الموفد الرئاسي الفرنسي للبنان جان-إيف لودريان والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، في منطقة الجميزة في العاصمة اللبنانية، والتقى ماكرون فعاليات المنطقة وسكانها واستمع إلى آرائهم، كما التقى الشباب المتطوعين في الصليب الأحمر وزار مدرسة «الأطباء الثلاثة». وألقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون في القصر الرئاسي في بعبدا، كلمة جاء فيها: «شهيرة مقولة الجنرال ديغول «ان في عمق كل فرنسي، شيئا من لبنان». ونحن في المقابل نقول: ان في قلب كل لبناني، وفي عقله ووجدانه ولغته اليومية وتاريخه الحي وثقافته المبدعة.. الكثير الكثير من فرنسا، فها هو وادي لامارتين جارنا هنا، وها هو ترابه الذي احتضن شقيقته جولي، وها هي دراسات إرنست رينان، التي حفظت تراثنا وتاريخ بلاد الأرز وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضا، كنا معا وبقينا معا. نتبادل أنوار الحرية والحداثة، من أجل خير إنساننا وخير العالم. ولم يبخل لبنان. ولم يجحد ولم يتكاسل. فرد جميل فرنسا بكل ما هو جميل، من «مهاجر» جورج شحادة إلى «صخرة» أمين معلوف.. ومن أنامل غبريال يارد وأوتار ميكا إلى ترومبيت معلوف آخر هو إبراهيم.. وما بين هؤلاء من نتاج الكبار أدبيا وفنيا وعلميا وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه.. فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا.. والعشرات الذين أغنوا إنساننا والثقافة. فما بين بلدينا وشعبينا، يشبه هذا البحر الذي بيننا. مد وجزر جمعانا «من يوم اللي تكون يا وطني الموج»، كما تغني سيدتنا فيروز.. فيروز التي قمتم بزيارتها عزيزي إيمانوييل، يوم كان لبنان يتألم. وتعودون اليوم لزيارتنا، ولبنان يأمل ويحلم. فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفع شعبي الكثير. من دمائه ومن حجره. من أبنائه ومن ثرواتهم. لكننا فعلا ـ لا شعرا ـ شعب الفينيق. وها نحن قد انبعثنا أحياء». وأضاف: قد يطول الكلام عما يحتاج إليه وطننا الآن. في السياسة والاقتصاد والأمن وشتى المجالات. لكنني اليوم، باسم شعبي، وباسمي شخصيا، أتمنى منكم السيد الرئيس أمرا واحدا فقط، أن تشهدوا للعالم كله، بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت. وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة. لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد. بدوره، أعلن ماكرون عن عقد مؤتمر دولي لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان يتم تنظيمه خلال زيارة مرتقبة للرئيس جوزف عون إلى فرنسا في غضون بضعة أسابيع. وفي كلمة مفعمة بالأمل بمستقبل لبنان، توجه إلى نظيره اللبناني بالقول «انتخبتم رئيسا للجمهورية، ومن 9 يناير عاد الربيع في فصل الشتاء، وفخامة الرئيس انتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل، فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان». وأضاف «سندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي كان نجاحا ديبلوماسيا. وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل لكي تتمكن مع انجاز مهمتها». وتابع ماكرون «يجب تشكيل حكومة جديدة سريعا وأعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند إلى جانبكم لإيجاد الحلول». وأكد الرئيس الفرنسي أن «بلاده تتطلع لانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي وأن يكون السلاح فقط بيد الجيش اللبناني». وأضاف «المجتمع الدولي ينتظر من لبنان اصلاحات في مجالات العدالة والطاقة ومكافحة الفساد والإعمار (..) سنواصل العمل على تدريب الجيش اللبناني والقوى الامنية، وسنعمل مع لبنان على ترسيم حدوده البرية عند الخط الأزرق». وتلا ذلك لقاء رباعي شارك فيها الرئيسان عون وماكرون إلى جانب رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، ثم انتقل الجميع إلى مأدبة غداء. توازيا، تسير حلحلة العقد أمام إطلاق تشكيل الحكومة على الرغم من المطبات، ويعول عليها الكثير محليا ودوليا، سواء من خلال التأييد الواسع الذي عبر عنه كبار المسؤولين على مستوى العالم، او عبر دعوات الزيارات التي توجه إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون. وزار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام الرئيس نبيه بري في عن التينة، وصرح بعد الزيارة «انا ودولة الرئيس نقرأ في كتاب واحد، وهو الدستور. وسأبقى على تواصل مع الرئيس بري حتى تشكيل الحكومة». وأوضح ان «الاستشارات النيابية لم تنته أمس، لأنني استكملها اليوم. وكان هناك إجماع من الكتل على ضرورة النهوض سريعا بالبلد والعمل على الإنقاذ وسأتعهد بذلك». وأكد «انه لا خيار أمامنا سوى التفاهم والتفاهم (كررها مرتين)، ولا أحد سيعطل ولا أحد سيسمح بتعطيل تشكيل الحكومة»، وأضاف «لدي تصور أولي سأعرضه على فخامة الرئيس»، في حين قال الرئيس بري «اللقاء كان واعدا». وفي وقت كثر الحديث عن شكل الحكومة وموعد ولادتها، توقعت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان يتم تشكيلها قريبا بعد حلحلة كل العقبات التي واجهتها، وأكدت ان المطلوب حكومة سياسية قوية في هذه المرحلة، لتتمكن من تحقيق الأهداف الكبرى المطلوبة منها، لجهة ضبط الأمن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد وإصلاح مرافق الدولة التي تضررت كثيرا وضربها الفساد، إضافة إلى التحدي الأكبر إعادة الإعمار التي تتطلب مساعدات وتمويلا استثنائيا. وأضافت المصادر «لا توجد في لبنان حكومات غير سياسية في ظل وجود كتل نيابية وأحزاب تسمي وزراء يمثلون الطوائف وفقا للحصص الطائفية، في غياب أي نظام للمعارضة والموالاة في تشكيل الحكومات وغياب الاحزاب العابرة للطوائف والمناطق». وترى المصادر «ان اختيار اختصاصيين لتلبية متطلبات المرحلة، لا ينزع عنهم الصفة السياسية، لأن القرار في نهاية الامر يعود للحزب والطائفة، والتجارب عديدة في هذا المجال وخصوصا فكرة «الوزير الملك» الذي اعتبر بمنزلة ضمانة لعدم اسقاط الحكومات. إلا ان هذه التجربة اثبتت عكس ذلك». واعتبرت ان المرونة التي عبر عنها رئيس الجمهورية، ومن بعده الرئيس المكلف نواف سلام، مع التأييد النيابي الواسع «عوامل تفتح الطريق أمام تشكيل سريع للحكومة، خلافا للتجارب السابقة التي كانت فيها المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية سببا في تأخير الحكومات لأشهر»، وأشارت إلى ان هذه الحكومة ستجرى الانتخابات البلدية في مايو المقبل، ومن ثم الانتخابات النيابية في مايو من سنة 2026. والترحيب الدولي بانتخاب رئيس الجمهورية والعمل على تشكيل حكومة، عبر عنه مجلس الأمن الدولي في بيان خاص بلبنان، كما شدد على ضرورة وقف الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وتزامن ذلك مع وجود الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في لبنان، والذي سيترأس اجتماعا للجنة الإشراف على اتفاق وقف النار، وكذلك الاجتماع مع قيادة القوات الدولية للاطلاع على العقبات التي تواجه مهامها في هذه المرحلة المهمة والمفصلية. في الجنوب، تواصل القوات الإسرائيلية عملية التدمير واحراق المنازل في القرى الحدودية، على غرار ما حصل ليلا بإحراق عدد من المنازل في بلده عيتا الشعب في القطاع الأوسط الذي كان يفترض ان تنسحب منه القوات الإسرائيلية خلال الايام الماضية، وذلك قبل نحو اسبوع من انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق للانسحاب. من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عسكرية تدعو إلى الانسحاب من لبنان، مشيرة إلى ان حزب الله يتعرض لضغوط على الساحة الداخلية اللبنانية، وفي ظل حجم الدمار، فإن عدم انسحاب اسرائيل سيدفعه إلى العودة إلى المقاومة، وهذا ما لا تريده القوى الدولية الراعية للاتفاق.