
02 Jun 2025 06:32 AM الثوابت الحاسمة للإدارة الأميركية: نفذوا المطلوب وإلا...
يبدو أن الإدارة الأميركية تعمل على إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي تمهيداً لمرحلة جديدة، لن تكون مغايرة للمرحلة السابقة في إطار التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط ومن ضمنها لبنان.
فقد علمت "نداء الوطن" من مصادر داخل البيت الأبيض، أنه سيتم استبدال مسؤولين يتعاطون مباشرة مع الجسم الصحافي، وتحديداً في ملف لبنان، على أن تحدد الأسماء الجديدة الثابتة بعد أسبوعين، ويبقى التعاطي مع الأسماء الحالية حتى الأسبوع المقبل بشكل موَقت.
على خط متصل، أكدت المصادر عدم وجود تاريخ محدد لأي زيارة قريبة ومعلنة لنائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس.
وفي هذا السياق، كانت القناة 14 الإسرائيلية أعلنت أن أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً ووصفت الخطوة بأنها "ليست خبراً جيداً لإسرائيل"، نظراً إلى الدور الذي أدّته أورتاغوس في دعم جهود نزع سلاح "حزب الله".
وفي الموازاة، كشفت القناة الإسرائيلية عن طرد ميرف سارين، وهي أميركية من أصل إسرائيلي كانت تتولى مسؤولية "ملف إيران"، إلى جانب إريك تراجر الذي أشرف على ملفات "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" داخل مجلس الأمن القومي الأميركي. وكان الاثنان يُعدّان من أبرز الداعمين لـ "إسرائيل" في الإدارة الحالية.
هذه المتغيرات لا يعتقد المراقبون أنها ستغير من نهج واستراتيجية ترامب تجاه الملف اللبناني و"حزب الله"، لأنها تأتي في سياق نهج ترامب القائم على تقليص نفوذ مجلس الأمن القومي لمصلحة إدارة السياسة الخارجية من قبل مجموعة ضيقة من المقربين. في أي حال، يُنتظر ما إذا ستكون لأورتاغوس زيارة أخيرة إلى بيروت تردد أنها ستكون حاسمة، لا سيما لجهة المطالب الأميركية.
فماذا تريد الولايات المتحدة من لبنان مع أورتاغوس ومع من سيخلفها أيضاً؟
تؤكد واشنطن مدعومة من شركائها الدوليين والعرب على طرح رؤيتها الواضحة: "لا دعم دون إصلاح، ولا استثمار دون سيادة، ولا تعافٍ دون انخراط لبنان في الشرعية الإقليمية والدولية، علماً أن تصريحات أورتاغوس عكست صراحة غير مسبوقة في تحديد الشروط الأميركية الثابتة مهما حصل من متغيرات: نزع السلاح غير الشرعي، إصلاح اقتصادي شامل، ضبط الحدود. فواشنطن لم تعد ترى في لبنان دولة صغيرة هامشية، بل مساحة اختبار للنفوذ، والاستقرار، وإعادة هندسة النظام الإقليمي.
من هنا يأتي قرار زيادة الضغط الخارجي على لبنان للإسراع في عملية سحب الأسلحة، ووضع جدول زمني واضح لذلك، من جنوب الليطاني وشمال الليطاني وصولاً إلى البقاع. ويستتبع ذلك فوراً مسار تثبيت ترسيم الحدود البرية، وإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية. بعدها يصبح ملف إعادة الإعمار على طاولة البحث.
المعادلة الدولية الثابتة التي لا يريد أن يفهمها "حزب الله": إصلاح شامل مقابل الانفتاح.
لم يعد مقبولاً، بنظر واشنطن والخليج وأوروبا، أن يستمر لبنان كدولة شبه مفلسة تدور في فلك اقتصاد ظلّ وسلاح موازٍ. لذلك، أصبح واضحاً أن أي انخراط دولي في دعم لبنان مشروط بخارطة إصلاح شاملة وعملية، تشمل:
• حصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
• تطبيق القرار 1701 وفرض السيادة على كامل الحدود.
• الإصلاح المصرفي والمالي وإقفال بما يوصف بـ "مغارة القرض الحسن".
• إصلاح الإدارة العامة.
• تعزيز القضاء المستقل.
خريطة الطريق: محاور الإصلاح المطلوبة التي تبلغ بها المسؤولون في لبنان:
1. إصلاح الشراء العام
يمثل الفساد في الصفقات العمومية أحد أبرز أوجه الهدر. المطلوب رقمنة المناقصات، تعزيز دور هيئة الشراء العام، ووضع حد للامتيازات الخاصة لبعض الإدارات.
2. إصلاح النظام المصرفي
رفع السرية المصرفية، وإعادة هيكلة المصارف، وهي خطوات لا غنى عنها لاستعادة الاستقرار المالي.
3. إصلاح الإدارة العامة
المطلوب هو تفعيل مجلس الخدمة المدنية، اعتماد التوظيف بالكفاءة، والانتقال إلى الإدارة الرقمية.
4. إصلاح الأجهزة الأمنية
المساعدات الأمنية الغربية مرهونة بتحقيق شفافية داخل الأجهزة، توحيد غرف العمليات، ومنع استغلال القوى الأمنية لتصفية حسابات سياسية أو مذهبية.
5. عقيدة دفاعية وطنية موحدة
الجيش اللبناني ينهي منطق الازدواجية بين السلاح الشرعي وغير الشرعي، ويعيد ترسيم حدود القرار العسكري تحت سقف سيادة الدولة لا الولاءات.
6. ضبط الحدود وإنهاء التهريب
فالمعابر غير الشرعية تموّل اقتصاداً موازياً يخدم مصالح سياسية وأمنية خارجية. مكافحة التهريب الجمركي والمالي باتت ضرورة ملحة.
7. إصلاح قطاع الطاقة
من أبرز مطالب المجتمع الدولي، تحرير قطاع الكهرباء من الفساد السياسي، وذلك يتطلّب تفعيل الهيئة الناظمة، خصخصة جزئية لإنتاج وتوزيع الكهرباء.
الرؤية الاستراتيجية: من الحياد إلى المحور
لبنان لا يمكنه البقاء على هامش الصراع الإقليمي. عليه أن يختار: الانضمام إلى محور الاعتدال العربي بقيادة السعودية، أو الاستمرار في التماهي مع محاور تصادمية أدخلته في العزلة.
ترى الولايات المتحدة أن انخراط لبنان في مشروع استقرار إقليمي يشمل الطاقة، النقل، الأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي، هو الضمان الوحيد لبقائه ضمن الدول القابلة للحياة لا الفوضى. لذلك يُطلب اليوم من لبنان ما طُلب من بغداد بعد عام 2003: إصلاح المؤسسات، نزع السلاح الموازي وتأمين عدالة التمثيل السياسي والاقتصادي. الفارق أن لبنان ما زال يملك هوامش تفاوض وفرصاً للإنقاذ.
لبنان أمام مفترق طرق
بين الانهيار والاستنهاض، يقف لبنان في لحظة حاسمة. أمامه فرصة فريدة: أن ينخرط في منظومة الشرعية العربية والدولية، وأن يُعيد بناء دولته على أسس السيادة والعدالة والشفافية، أو أن يواصل التآكل الداخلي، وأن يبقى دولة عاجزة، تتقاسمها المصالح.
في المحصلة، تتغير أسماء في التعاطي مع ملف لبنان لكن السياسة الأميركية واحدة: نفذوا المطلوب وإلا....

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 30 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
البيت الأبيض يحذر إيران من "عواقب وخيمة" حال رفض مقترح ويتكوف
حذر البيت الأبيض، إيران، الثلاثاء، من مواجهة "عواقب وخيمة إذا رفضت مقترح" المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وقال البيت الأبيض إن "ويتكوف أرسل مقترحا شاملا إلى إيران، وعليها الموافقة عليه". وإلى ذلك، قالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم حضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، المقرر عقدها في وقت لاحق من الشهر الجاري. وفي ملف النووي الإيراني، اعتبرت 10 مصادر مطلعة على أنشطة إيران الذرية، من بينهم مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون، أن نجاح أي اتفاق مرهون بمعالجة نقاط الغموض تلك بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتظهر التقارير الفصلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن نقاط الغموض الرئيسية تتمثل في عدم معرفة عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران أو مكان إنتاج وتخزين هذه الأجهزة وأجزائها. ولم يكن بمقدور الوكالة أيضاً إجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع لم تعلن عنها إيران. واجه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة المكلفون بمراقبة موقع فوردو النووي الإيراني فجوة كبيرة في معلوماتهم بشأنه العام الماضي عندما شاهدوا شاحنات تحمل أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم تدخل إلى المنشأة المقامة داخل جبل جنوب طهران. وقال مسؤول مطلع على أعمال المراقبة التي تقوم بها الوكالة لرويترز، مع اشتراط عدم الكشف عن هويته، إن إيران كانت قد أخطرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه سيتم تركيب المئات من أجهزة الطرد المركزي الإضافية من طراز آي.آر-6 في منشأة فوردو، لكن المفتشين لم تكن لديهم أي فكرة عن مصدر تلك الأجهزة المتطورة. وسلطت هذه الواقعة الضوء على حجم الفجوة والغموض في متابعة الوكالة لمسار بعض العناصر الحاسمة في أنشطة إيران النووية منذ أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015 الذي فرض قيودا صارمة وإشرافا دقيقا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنشطة إيران. وبدأت الولايات المتحدة محادثات جديدة مع إيران بهدف فرض قيود نووية جديدة على طهران. وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "هناك ثغرات في معرفتنا بالبرنامج النووي الإيراني يجب معالجتها من أجل الحصول على فهم أساسي لحجمه ونطاقه الحاليين". وأضاف: "قد نحتاج إلى شهور لمعرفة ذلك، لكنه أمر بالغ الأهمية إذا ما أرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأطراف المشاركة في المفاوضات أن تكون لديهم الثقة في مزايا عدم الانتشار النووي التي يحققها الاتفاق". وترى إيران منذ فترة طويلة أنه يحق لها التخلي عن التزاماتها بتعزيز إشراف الوكالة بموجب اتفاق عام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق. وتنفي طهران اتهامات الغرب لها بأنها تبقي على الأقل خيار صنع سلاح نووي قائما، وتقول إن أهدافها سلمية بحتة. غير أن الجمهورية الإسلامية حققت قفزات كبيرة في مجال تخصيب اليورانيوم في السنوات القليلة الماضية. وعند إبرام الاتفاق النووي عام 2015 سعت الولايات المتحدة والقوى العالمية إلى تقليص المدة التي ستحتاجها طهران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة إلى عام على الأقل. وكان ذلك من خلال تحديد درجة النقاء، التي يمكن أن تصل إليها في تخصيب اليورانيوم عند أقل من 4 بالمئة. لكن تلك الفترة الزمنية انتهت تقريبا إذ ركَّبت إيران أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا من أي وقت مضى وتخصّب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، أي ما يقارب 90 بالمئة من الدرجة المطلوبة لصنع أسلحة نووية. وذكر تقرير سري أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع هذا الأسبوع أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لمستوى 60 بالمئة والذي يمكن، في حالة تخصيبه لمستوى أعلى، أن يُستخدم في صنع 9 أسلحة نووية. وأضافت الوكالة أنه لا يوجد بلد آخر خصَّب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي من دون إنتاج أسلحة نووية. وغالبا ما تستخدم محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية وقودا مخصبا بنسبة تتراوح بين 3 بالمئة و5 بالمئة. وقال مسؤول أوروبي متابع للبرنامج النووي الإيراني لرويترز إن برنامج التخصيب صار الآن متقدما جدا لدرجة أنه حتى لو تم وقفه بالكامل، فإن الإيرانيين يمكنهم إعادة بنائه وتشغيله في غضون بضعة أشهر. وبعد 5 جولات من المناقشات بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين، لا تزال هناك عدة عقبات منها رفض إيران لمطلب أميركي بأن تلتزم بوقف التخصيب، ورفضها شحن مخزونها الحالي من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج. وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، أنه في ظل صعوبة استعادة تطبيق "القيود الزمنية" الواردة في اتفاق 2015 والتي تحد من قدرة إيران على إنتاج مواد انشطارية لصنع سلاح نووي، فإن أي اتفاق جديد سيتطلب تعزيز إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي. وقبل ما يقرب من 3 سنوات أمرت إيران بإزالة جميع معدات المراقبة والرصد التي جرى تركيبها بموجب اتفاق عام 2015، بما في ذلك كاميرات المراقبة في الورش التي تصنع أجزاء أجهزة الطرد المركزي. وبحلول ذلك الوقت، لم تكن الوكالة قد اطلعت على تسجيلات تلك الكاميرات لما يزيد على عام. وتعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأمر تركيب ما يقرب من 20 ألف جهاز طرد مركزي في منشآت التخصيب الإيرانية، لكنها لا تعرف عدد الأجهزة الأخرى التي تم إنتاجها في السنوات الماضية أو أماكن وجودها. وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن رقابة الوكالة أمر بالغ الأهمية للمجتمع الدولي لفهم المدى الكامل للبرنامج النووي الإيراني، لكنه أضاف أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة "التفاوض بشأن هذه المسائل علنا". إيران ترفض طلب الولايات المتحدة لوقف التخصيب حدد الاتفاق المبرم عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما درجة النقاء المسموح بها لإيران لتخصيب اليورانيوم عند 3.67 بالمئة، وهي أقل بكثير من نسبة 20 بالمئة التي وصلت إليها آنذاك، وقيد الاتفاق أيضا عدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لإيران استخدامها ومكانها. ولم يُسمح بالتخصيب في منشأة فوردو. وفي الوقت نفسه، وافقت إيران على عمليات التفتيش المفاجئة وتوسيع نطاق إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليشمل مجالات مثل إنتاج أجهزة الطرد المركزي ومخزون إيران من المادة التي يطلق عليها الكعكة الصفراء من اليورانيوم غير المخصب. وأظهرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران التزمت بالقيود المفروضة على العناصر الرئيسية لبرنامجها النووي، ومنها التخصيب، حتى بعد أكثر من عام من انسحاب ترامب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى. وندد الرئيس الأميركي بالاتفاق ووصفه بأنه "اتفاق أحادي الجانب مروع" كونه لم يعالج قضايا أخرى مثل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو دورها في الصراعات الإقليمية. ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق طهران إلى الرد، سواء من خلال تجاوز حدود التخصيب والقيود على عدد أجهزة الطرد المركزي أو بإلغاء تصاريح الإشراف الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وضع بعد اتفاق عام 2015. ومع ذلك، لا تزال إيران تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول المنتظم إلى منشآتها في إطار التزاماتها طويلة الأمد كونها أحد الأطراف الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي والتي لا يوجد بموجبها قيود على مستوى التخصيب، ولكنها تقصر استخدام التكنولوجيا النووية على الأغراض السلمية. وبدأ المفاوضون الأميركيون والإيرانيون محادثاتهم النووية الجديدة في أبريل (نيسان)، فيما هدد ترامب بعمل عسكري في حالة عدم التوصل إلى اتفاق. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في واشنطن في أبريل (نيسان) إنه من المهم أن تقبل إيران بقيود "لا يمكن التنصل منها" لتمكين الوكالة من طمأنة العالم بشأن نوايا إيران، من دون أن يحدد القيود. وأعلن الأسبوع الماضي أن أي اتفاق جديد يجب أن ينص على "تفتيش دقيق للغاية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تستطيع حاليا "تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي تماما". حل اللغز يتوقع دبلوماسيون منذ سنوات أن يكلف أي اتفاق جديد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهمة إنشاء ما يسمى بخط الأساس، أي تكوين صورة كاملة عن حالة جميع جوانب البرنامج النووي الإيراني وسد الثغرات في المعلومات التي تملكها الوكالة قدر الإمكان. وسيمثل وضع خط أساس تحديا كبيرا على وجه الخصوص، نظرا لأن بعض النقاط الغامضة قائمة منذ وقت طويل ولا يمكن استيضاحها بالكامل. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقارير فصلية للدول الأعضاء أنها فقدت "استمرارية المعرفة" ولن تكون قادرة على استعادتها بشأن إنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي وبعض أجزاء أجهزة الطرد المركزي ومادة الكعكة الصفراء. وقال إريك بروير، وهو محلل استخباراتي أميركي سابق يعمل حاليا في مبادرة التهديد النووي: "سيكون تجميع هذا اللغز جزءا أساسيا من أي اتفاق. نعلم أن إنشاء خط الأساس الجديد سيكون صعبا". ومبادرة التهديد النووي منظمة غير حكومية تركز على الأمن ومقرها واشنطن. وأضاف: "سيعتمد ذلك جزئيا على مدى تعاون إيران". وتابع أنه حتى في هذه الحالة، من المحتمل بشكل كبير ألا تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على صورة كاملة لأنشطة طهران. وقال بروير: "هل هذا الغموض مقبول بالنسبة للولايات المتحدة؟.. سؤال مهم". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 31 دقائق
- الديار
"القوات" ترفع اللهجة بوجه سلام وعون... فهل تنسحب من الحكومة؟ مصدر "قواتي" لـ"الديار": إذا لم يسمعونا سنستمرّ بالإعتراض أكثر فأكثر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وجه حزب "القوات اللبنانية" عبر بيان عن تكتله النيابي وهيئته التنفيذية امس، انتقادا صريحا وواضحا للحكومة بشأن القرارين المتعلقين بفرض ضريبة جديدة وزيادة اسعار المحروقات، وعدم شمول المنحة المالية الاسلاك الادارية، اسوة بالسلك العسكري. وطالب بوقف نفاذ القرار الاول، معتبرا انه "من غير المقبول تحميل اعباء اضافية، في ظل هدر بمئات ملايين الدولارات، ان لم يكن بضعة مليارات، بسبب عدم ضبط الجمارك وعدم تحقيق الجباية المطلوبة للضرائب الموجودة اصلا". واللافت ان هذا الانتقاد المباشر ورفع الصوت واللهجة بوجه الحكومة ومجلس الوزراء، ترافق في اليوم نفسه مع تصريح شديد اللهجة لاحد ابرز قياديي "القوات" رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان عن التعيينات والتشكيلات القضائية المزمع اقرارها، على ضوء تسريب عدد من اسماء القضاة المشكلين . وجاء موقف عدوان التصعيدي غداة إعلان رئيس الجمهورية عن "ان التشكيلات القضائية ستصدر قريبا، وسنتابع فتح ملفات الفساد"، الامر الذي فسرته مصادر سياسية مطلعة بانه رسالة اعتراضية مسبقة من "القوات" موجهة لمجلس الوزراء ولرئيس الجمهورية، لا سيما عندما اكد عدوان "ان درس التشكيلات والتعيينات القضائية، يتم حصرا في مجلس القضاء الاعلى وليس بمراجعة المرجعيات"، منتقدا عددا من الاسماء المتداولة بقوله انها "استرجاع للطريقة الماضية في التعيينات والتشكيلات". وبرأي المصادر ان بيان قيادة "القوات" وتصريح عدوان يشكلان رسالة اعتراضية واضحة ليس الى الحكومة فحسب، بل ايضا الى العهد والرئيس جوزاف عون. وتضيف المصادر"ان هذين الموقفين الصادرين في يوم واحد، يعكسان توجه "القوات" نحو زيادة الخطاب الاعتراضي والمعارض لاحقا للحكومة وللعهد معا، وربما يتطور تدريجا في المرحلة المقبلة الى افتراقها عن الحكومة، والجنوح اكثر بالابتعاد عن العهد". ويقول مصدر وزاري ان قرار زيادة سعر البنزين والمازوت وافق عليه مجلس الوزراء بالاجماع، من دون اي اعتراض او تحفظ من وزراء "القوات"، الامر الذي يتناقض مع بيانها امس. ويضيف المصدر ان اجماع مجلس الوزراء، جاء في ضوء مطالبة وزير المال ياسين جابر بذلك، والاتصال بوزير الطاقة "القواتي" في الخارج الذي وافق على القرار ولم يعارضه. ويقول المصدر ان الموقف الذي صدر عن قيادة "القوات" وتكتلها النيابي امس، كان من المفترض ان يترجمه وزراؤها في مجلس الوزراء، لكن هذا الامر لم يحصل، فجاء بيان الامس بمثابة موقف استدراكي، ربما يتجاوز حدود قراري مجلس الوزراء . ومنذ فترة غير قصيرة صدرت عن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع انتقادات عديدة مباشرة او غير مباشرة لاداء الدولة، لا سيما تجاه موضوع سلاح حزب الله، كما انتقد الرئيس عون لسلوكه مسار الحوار في التعاطي مع السلاح، متهما اياه بانتهاج "سياسة ابو ملحم" تجاه هذا الموضوع. وقال في حديث آخر "لا داعي لاي حوار على تسليم سلاح حزب الله، لانه مجرد مضيعة للوقت". ويعكس هذا الموقف برودة العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية، لا سيما انها لم تشهد منذ ما قبل انتخاب الرئيس عون وبعده، تطورا ايجابيا لافتا. كما يعكس بطبيعة الحال الخلاف في النهج والسياسة بين الرجلين . وبرأي مصدر سياسي ان التباين بين الرئيس عون وجعجع ليس مرده عدم وجود كيمياء بين الرجلين فحسب، وانما لاسباب عديدة تتعلق باختلاف في الرؤية السياسية، واسلوب التعاطي مع الكثير من الملفات والقضايا المطروحة . وعلى محور الحكومة يرى المصدر ان هناك اسبابا عديدة لارتفاع الصوت "القواتي" بوجهها، ابرزها رغبة "القوات" في التملص والتخلص من اعباء القرارات الحكومية غير الشعبوية ومنها ما حصل بالنسبة لزيادة سعر المحروقات، وممارسة الضغوط على رئيس الحكومة ايضا لاخذ مزيد من المواقف المتشددة تجاه حزب الله تحاكي موقفها، وربما ايضا التحضير للمرحلة التي لا يستبعد ان تتخذ فيها قرار الافتراق او الخروج من الحكومة، لا سيما في الشهور التي تسبق الانتخابات النيابية، لكي لا تتحمل اعباء فشل او عدم نجاح الحكومة في تحقيق انجازات مهمة، ولا تدفع ثمن ذلك في الاستحقاق الانتخابي . ويقول مصدر بارز في "القوات" للديار ردا على سؤال حول رفع الصوت ووتيرة الاعتراض بوجه الحكومة: "سنبدأ بالاعتراض، وسيكبر اعتراضنا داخل الحكومة وخارجها، واذا لم يسمعونا سنستمر بالاعتراض اكثر فاكثر، والباقي ثلاث نقاط". والمح المصدر الى "ان هذا الاعتراض قد يتطور الى حدود خروج وزراء "القوات" من الحكومة، اذا فشل الاعتراض في تصويب اداء هذه الحكومة"، لافتا "ان تكتل الجمهورية القوية كان اكد خلال جلسة الثقة بالحكومة، على انه سيدعم ويشيد بالحكومة حين تصيب وسينتقدها حين تخطىء".


الديار
منذ 32 دقائق
- الديار
لبنان في قبضة أحمد الشرع
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب هذا العشق الأميركي الطارئ لسورية. بديهي أن نسأل أي دور لسورية الآن؟ بديهي أيضًا هل تعود الوصاية السورية على لبنان، ولكن بوجوه أخرى وبتكشيرات أخرى؟ لا تستغربوا، الأميركيون ينظرون الى لبنان كدولة عالقة في خيوط العنكبوت بذلك الموزاييك الطائفي (أو الطوائفي)، الذي يحول دون بناء دولة قابلة للحياة. الحل بالوصاية الأميركية على سورية، وبالوصاية السورية على لبنان. من يقبل وصاية ـ وقبضة ـ حافظ الأسد وبشار الأسد، يقبل وصاية ـ وقبضة ـ أحمد الشرع بالطريق بين دمشق وأنقرة، لا بالطريق بين دمشق وطهران. سورية الأخرى على حدودنا، بل في عقر دارنا. لبنان أمام واقع آخر. تغيير الصيغة أم تغيير الخريطة؟ حتمًا تغيير الاتجاه، بعدما بات جليّا أن ادارة دونالد ترامب بدأت بالاعداد لعلاقات استراتيجية مع سورية، بالانعكاسات الهائلة على لبنان، وعلى حزب الله بالذات، ودون أن نعلم ما خفايا الاتفاق الذي يمكن أن يعقد بين واشنطن وطهران. خشيتنا أن يأخذ الرئيس الأميركي بتوصيف هنري كيسنجر للبنان بـ "الفائض الجغرافي"، أو بتوصيف آرييل شارون له بـ "الخطأ التاريخي"، والا لماذا الاصرار على توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين؟ ربما أخذًا برأي دولة عربية مؤثرة، تعتبر أن الصيغة اللبنانية القائمة على التوازن الملتبس بين الطوائف، قد سقطت. الأزمات البنيوية المتلاحقة قد تفضي الى حرب أهلية أخرى، وثمة من هو مستعد للرصاصة الأولى، لكي يتكرر في لبنان ما حدث في سورية، ولكن في اتجاه الزوال لا البقاء. الصيغة البديلة أن تكون هناك أكثرية مركزية تدور حولها الأقليات على اختلافها، تماما كما هي الحالة السورية. من يعترض عليه أن يستعيد ما حدث في الساحل السوري. مثلما تعرض العلويون الذين يتهمون بحكم سورية لخمسة عقود، وبقيادتها الى الخراب، للمذابح، يتعرض الشيعة الذي يتهمون بحكم لبنان لثلاثة عقود. ولكن مع انشاء دويلة مسيحية يرى فيها الفرنسيون مقبرة للمسيحيين، وكذلك دويلة درزية تمتد من بعقلين وعاليه الى راشيا ودير العشائر. بالفم الملآن تحدث دونالد ترامب عن تغيير "سايكس ـ بيكو"، التي كرست على امتداد مئة عام الثقافة القبلية في المشرق العربي، ودون أن يعود الى "مبدأ ايزنهاور" الذي أطلق في عام 1957، بحجة التصدي للطوفان الأحمر، أي الشيوعية التي لا مكان لها لا في الدول العربية ولا في الوجدان العربي، وبعنوان "ملء الفراغ في الشرق الأوسط"، أي ادخاله في الثلاجة دون ظهور أي ديناميكية للانتقال بالمنطقة، من الاجترار العبثي للماضي الى شق الطريق نحو المستقبل. هكذا يمنع على أي دولة عربية انشاء مفاعل نووية، بينما تستلقي مئات الرؤوس النووية في سرير بنيامين نتنياهو. ولكن كم كشفت حرب غزة بالقاذفات والقنابل الأميركية الأكثر تطورًا والأكثر وحشية، هشاشة الدولة العبرية وعجزها على مدى 20 شهرا من المذابح اليومية، عن الاحتواء العسكري لتلك الزنزانة الجغرافية بالمساحة المحدودة، والمحاصرة من الجهات الأربع، حتى إن حصار القسطنطينية، وهي القلعة الجبارة، من قبل السلطان العثماني محمد الثاني، لم يدم لأكثر من 55 يومًا، ليقول الفيلسوف اليهودي - الأميركي نورمان فلنكشتاين "اذا كان نبوخذنصر البابلي قد هدم الهيكل الأول، الذي وضع فيه سليمان تابوت العهد (وهو قدس الأقداس) في عام 587 قبل الميلاد، واذا كان تيتوس الروماني قد هدم الهيكل الثاني في عام 70 ميلادي، ها أن نتنياهو اليهودي يهدم الهيكل الثالث بعدما وعد وتوعد ببنائه بجماجم الفلسطينيين". الشرق الأوسط يتغير، وان قال فلنكشتاين "ان ترامب ونتنياهو يرقصان التانغو داخل تلك المتاهة". ثمة تغيير غامض يحدث في سوريا. افتتان الرئيس الأميركي بنظيره السوري، وصل الى حد قبوله بادخال 3500 مقاتل من الأيغور القادمين من تركستان الشرقية (اقليم شينغيانغ الصيني) وهم من أصل تركي ، في الجيش السوري، وقد استجلبهم رجب طيب اردوغان مع آلاف الشيشان والداغستانيين والأوزبك، بالأفكار التوراتية للانتقال بسوريا من الديكتاتورية الى الديموقراطية. هكذا جيش سوري هو عبارة عن كوكتيل من الأجناس البشرية، بدل الانكشارية العثمانية الانكشارية الأميركية. لبنان سيكون بالضرورة تابعا لسورية، وقد لاحظنا مدى السخاء العربي والغربي للنهوض بالاقتصاد السوري، مقابل "الملاليم" التي تمنح للبنان (البنك الدولي أقرض لبنان 250 مليون دولار للاعمار الذي تتعدى كلفته الـ 14 مليار دولار). والحال هذه، لا بد من التوجس بما يعدّ للبنان، اذا أخذنا بالاعتبار تأكيد رئيس أحد الأحزاب أن الكانتون المسيحي، الذي يرى فيه الفرنسيون "الغيتو المسيحي"، وحتى "مقبرة المسيحيين"، بات على قاب قوسين أو أدنى. لبنان، بالتشققات السياسية والطائفية الكارثية، قد يكون الضحية الأولى للعشق الأميركي لسورية، بل ولأحمد الشرع الذي لم يكن يتصور أن السماء يمكن أن تغدق عليه كل تلك النعم، وبعدما قال فيه دونالد ترامب (الرجل القوي... الشخصية الرائعة) ما لم يقله القائد الروماني سولا بيوليوس قيصر.