
حل الدولتين قادم لا محالة
مؤتمر حل الدولتين وتسوية الصراع برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا تمخضت عنه خريطة طريق ووثيقة في اجتماع نيويورك، التي من المحتمل أن تتبناها الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل شبه ضوء أخضر أميركي بالموافقة، وحيث سُئل ترمب عن مؤتمر نيويورك فقال: «فليفعلوا ما يشاءون»، رغم تغيب أميركا وإسرائيل عن الاجتماع.
بالعودة للتاريخ، الغرب في حقبة من تاريخه دفع اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين، واختلق لهم قصة إسرائيل وشعب الله، رغم أنه لا يوجد دليل واحد في العهد القديم أو الجديد يؤكد أن شعب الله هم اليهود الذين جاءوا إلى فلسطين أو هُجّروا إليها في عام 1948، فهو خلط لا مبرر له، وحتى لو تعاملنا مع هذه الفرضية لوجدنا أن شعب الله الذي جاء ذكره في النص الحالي من الكتاب هم عباد الرب، أي أن مَن يعبد الرب هو من شعب الله، ويؤكد ذلك ما جاء في رسالة بولس إلى أهل روما: «ليس جميع الذين هم من إسرائيل بإسرائيليين، ولا هم أبناء إبراهيم، وإن كانوا من ذريته».
من سياسات التقوقع المجتمعي التي تمنع الاندماج في دولة واحدة، الجدار الفاصل الذي تُحاول الحكومة الإسرائيلية تسويقه للعالم على أنه جدار أمني، لكن هو في الواقع ليس إلا جداراً لاعتقال شعب جائع ومشرد منذ أكثر من 50 عاماً، إضافة إلى مناخ عنصري متطرف أنتج عنصرية وعصبية صهيونية تغذيه شريعة محرّفة عن الرب في شريعة موسى عليه السلام.
ما يمنع الاندماج في دولة واحدة هو عنصرية يُغذّيها موروث ديني متطرّف، تُسوِّق له مؤسّسة صهيونيّة مكّنت جماعات إرهابيّة مثل «حركة كاخ» و«الإرغون» و«نماحيلييت» و«اليشيفا» و«كاهانا» و«أمناء جبل الهيكل» و«عصابات شتيرن» وغيرها الكثير، تنظر إلى البشر على أنهم كائنات دنيا (Inferior beings).
المتطرفون في الطرفين، الإسرائيليون لا يؤمنون بالتآخي والسلام وبدولة فلسطينية على أرض يؤمنون بأنها أرض توراتية، ويسمونها «يهودا والسامرة» وفق ما قال موشي دايان: «يجب علينا أن نمتلك كل الأراضي التوراتية»، أما أريحا التي أعطوها فكانت دائماً ملعونة في كتابهم «ملعون من يبني حجراً في أريحا».
وفي المقابل هناك المتطرفون في الطرف الآخر الذين يريدون رمي إسرائيل الحالية في البحر، ولكل هذه الأسباب هناك استحالة للبقاء في دولة واحدة، لكن الواقعية السياسية تؤكد الحل في الدولتين.
ولهذه الأسباب قتل إسحاق رابين، ومن بعده ياسر عرفات، فالرجلان حصلا على جائزة «نوبل» للسلام مناصفة لأنهما آمنا بحل الدولتين، أحدهما قُتل برصاص متطرف، والآخر حاصروه ثم قتلوه من قِبل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية نفسها التي قتلت شريكه في السلام إسحاق رابين. واليوم هذه المؤسسة العسكرية التي يتولى أمرها متطرفون لا يؤمنون إلا بالحرب، براً وبحراً وجواً، على شعب أعزل من السلاح لا يملك حتى رشاش ماء ليسقي به زرعه الذي أفسدته دباباتهم.
تاريخياً، تعودنا من حكومات إسرائيل على إفراغ المبادرات من محتواها وتأجيلها إلى مراحل، ثم لا يتم التطبيق منها سوى أقل من 10 في المائة من محتواها، ولهذا لا بد من إلزام الحكومة الإسرائيلية بأي تفاهم دولي بشأن حل الدولتين، وإلا نصبح كمن يحرث في البحر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عمون
منذ 12 دقائق
- عمون
فلسطين والاحتلال بين الحسم والاعترافات الدولية
تحدثنا في مقالات سابقة، بعيد عملية طوفان الأقصى والأعمال الإجرامية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء القطاع، بأن هذا الأمر سيعيد القضية الفلسطينية إلى الطاولة الدولية من جديد، وستعيد ترتيب المنطقة. وبعد أن تلاشت الأحلام الفلسطينية في الحصول على حقهم بإقامة دولتهم أو الاعتراف بها، نتيجة المواقف الأمريكية المنحازة، والتطرف الإسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين بهدم بيوتهم، وتوسيع المستوطنات، واتخاذ قرارات بالضم، والتهديد باحتلال القطاع، الذي حوّله إلى بيئة غير صالحة للحياة، تحوّل السحر ضد الساحر، وشاهدنا تحوّلًا أوروبيًا غير مسبوق، وإعلان بعض دوله، خاصة الفاعلة والمهمة، نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول القادم. ففي الوقت الذي اعتبرت فيه دولة الاحتلال عملية طوفان الأقصى فرصة لتحقيق أهدافها التوسعية والتهجير، والقضاء على فصائل المقاومة ونزع سلاحها، بغية إنهاء ملف حل الدولتين، إضافة إلى حسم ملفات إقليمية، نجد أن الأمور أخذت منحًى مغايرًا للأطماع الإسرائيلية في غياب موقف عربي موحد للاستفادة من حالات التحوّل والبناء عليها. فالأردن وحده الذي بقي على ثباته بمساعدة أبناء القطاع، والبقاء على موقفه بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم، بعد أن نقل معاناتهم، وأكّد أن أمن واستقرار المنطقة لا يأتي بالحروب بل بالسلام والجلوس على طاولة المفاوضات، محذّرًا العالم من أن اتساع رقعة الحروب قد تهيّئ فرصة للإرهاب ليطل برأسه من جديد في المنطقة. إنّ الاختراقات التي أحدثتها الدبلوماسية الأردنية، والأفعال الإجرامية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وقطاع غزة، غيّرت المزاج العالمي الذي تحرّر من عقدة النازية التي روّجها الاحتلال، وأقام دولته على أنقاضها، تستحق البناء عليها عربيًّا، ومساندة الأردن في جهوده الدولية، الذي ينطلق من مبدأ الحقوق والعدالة المنسجمة مع القرارات الدولية والمواثيق الأممية، التي تؤكد حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة التي احتلتها واستولت على أراضيها دولة الاحتلال بالقوة ولغة السلاح. ويدرك الأردن بأن الكل مستهدف، وأن الجميع تحت مجهر التطرف الإسرائيلي وأطماعه الاستيطانية والتوسعية والتهجيرية، التي تستهدف المنطقة بأسرها، حيث يسعى إلى تصدير أزماته وإشباع رغباته المتطرفة على حساب المنطقة بأسرها دون استثناء. فهل يستفيد العرب من الفرصة والمزاج العالمي الذي بدأ يتغيّر، خاصة اتجاه دولة الاحتلال؟ والبناء عليها سياسيًّا ودوليًّا وإنسانيًّا بما يحقّق التطلعات الفلسطينية، ويحافظ على المصالح القومية العربية؟ الدستور


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
د. بكر خازر المجالي : فك الارتباط اساس قرار الكنيست لضم الضفة الغربية
أخبارنا : تاريخ مترابط ومتراكم ، وهناك من يخطط على المدى الطويل ، وهناك من هو اسير لمصالحه الضيقة على حساب المصالح القومية ولا ينظر الى اكثر من مسافة رأس اصبعه . ولا يمكن أن نمر على قرار الكنبست بضم الضفة الغربية بمعزل عن الاسهام العربي الفاعل والرئيسي في الوصول الى هذا القرار ، والبدء بقرار قمة الرباط عام 1974 بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، ولم نجد أذنا واحدة تصغى وتدرك مضمون خطاب المغفور له الملك الحسين يومها ، واستغرقت محاولات الرجوع عن هذا القرار والبحث عن بدائل تخدم القضية الفلسطينية اربعة عشر عاما من 1974 الى عام 1988 ، وخلال هذه الفترة ازدادت شدة العداء العربي للاردن ، وتواصلت الضغوط لإجبار الملك الحسين على فك الارتباط مع تحذير جلالته المتواصل وقوله لهم" انكم تضعون القضية الفلسطينية في مهب الريح " وكانت الهدية الثمينة للعدو بقرار فك الارتباط الذي يرفضه الملك الحسين يرحه الله ويرفضه كل الشعب الاردني ، للبدء بعزل فلسطين عن محيطها القانوني والانفراد بها ، وليتبع ذلك قرار قمة بيروت 2002 الذي اعتبر القضية الفلسطينية هي قضية شأن فلسطيني مع التخلي عن كل القرارات بدءا من قرار قمة أنشاص عام 1948 الذي اعتبر فلسطين قضية كل العرب . سار العرب بمخطط يرسمه من وراء الستار العدو ويتحركون كقطع شطرنج ، والمهم هو استبعاد الاردن الاصدق والاخلص للقضية الفلسطينية ، بمثلما استبعدوه عن لجان القدس في منظمة المؤتمر الاسلامي لأسباب شخصية وزعامية ، ولكن كانت الروح الاردنية الاصيلة هي الاقوى ولم تتخلى ابدا عن واجبها القومي الذي ينطلق من الاصالة الاردنية ونقاء القيادة الهاشمية . وسار المخطط العربي لتهيئة الضحية فلسطين لابتلاعها من قبل التنين الاسرائيلي ، و كل من خطط لفك الارتباط ترك فلسطين لوحدها وفقا لما ارادوه ، واقتنع العرب بضرورة الدخول بمفاوضات مع اسرائيل بدءا من مدريد ، ثم لتبدأ مفاوضات واشنطن ، ويبذل الاردن قصارى جهده لتقديم الغطاء القانوني للوفد الفلسطيني وصولا الى جلوس المفاوض الاسرائيلي والفلسطيني تحت سقف واحد ليكون ذلك اعترافا بوجود دولة وجانب فلسطيني يتفاوض مستقلا . ثم يكون الاسفين الثاني الاقوى من القيادة الفلسطينية بحفر نفق اوسلو والالتفاف على مفاوضات واشنطن التي كادت ان تصل بنجاح الى نهايتها ، ولتدخل فلسطين في نفق اوسلو منذ أكثر من ثلاثين سنة ، ولم تخرج بعد . وكان هذا هو العزل الاكبر للقضية الفلسطينية وتشتيت الجهد العربي ليصرح وزير الخارجية السوري على اثرها " كل واحد يقلع شوكه بايده " . ولم تتوقف المحاولات الاردنية مطلقا لرأب الصدع من أجل سلامة مستقبل القضية الفلسطينية ، وكم حذر المغفور له الملك الحسين من النتائج الوخيمة ، وكم أكد أننا لا نتخلى عن واجبنا القومي والعروبي تجاه القضية الفلسطينية وفاء للارث الهاشمي ولتضحيات الجيش العربي على اسوار القدس وفي باب الواد واللطرون . في المشهد العربي بل والعالمي لا يوجد أي صوت رسمي يقف الى جانب فلسطين بمثل الصوت الاردني ، ولا يوجد يد تمتد الى اهلنا في غزة بمثل اليد الاردنية كقافلة وطائرة وعلى الارض ، ومع ذلك نسمع اصواتا شاذة وأبواقا تنعق هنا وهناك ضد بلدنا ، ولعل الجواب على لماذا هذا ؟ هو في استمرارية من خطط لفك الارتباط لعزل فلسطين عن أية قوة قانونية أو غطاء قانوني لتبقى كما قال المغفور له الملك الحسين انكم تضعون القضية الفلسطينية في مهب الريح ، وهي الان في مهب الريح .

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الغرب يتغير، فهل يتغير العرب؟
ترصد مراكز الدراسات وقياسات الرأي العام في الولايات المتحدة تغيّرًا ملحوظًا وتدريجيًّا في اتجاهات الشباب الأميركي ونظرتهم إلى السياسة الخارجية لبلادهم ولا سيما إلى إسرائيل والقضية الفلسطينية. وإذا كان الديمقراطيون أكثر «واقعية» في خطابهم السياسي تجاه منطقتنا رغم أفعالهم الظالمة على الأرض، إلا أن حركة MAGA الرافعة الشعبية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت تطرح أسئلة مُلحّة وواضحة إزاء سياسة الإدارة الحالية تجاه الشرق الأوسط وإسرائيل والقضية الفلسطينية وغزة تحديدًا. MAGA هي اختصار لشعار «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا» تضم مؤيدين حتى من خارج حزب الرئيس الجمهوري، وهو الشعار الذي طرحه ترامب في حملاته الرئاسية الثلاث. الأسئلة المتصاعدة في الولايات المتحدة، وإن لم تصل إلى حشد الأغلبية، تنطلق من مصالح شباب الولايات المتحدة الباحثين عن انعكاسات عظمة أمريكا على واقعهم ومستقبلهم، ومدى ارتباط شعار الحملة بجعل إسرائيل، وليس الولايات المتحدة فحسب، عظيمة هي الأخرى. أما السؤال الأبرز بالنسبة إلى بقية دول العالم، فهو عن عدالة الولايات المتحدة، وليس عن عظمتها. لئلا يصيبنا الوهم مرةً أخرى، فالتغيير الأميركي قد يأخذ وقتًا أكثر مما نتمنى، وأقل مما تتطلبه سياسة الأمر الواقع الذي تعيشه منطقتنا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، بدعمٍ لا محدود من الولايات المتحدة خاصةً، والغرب عامةً. التغيير في أوروبا أكثر وضوحًا. علينا ألا ننسى إسبانيا التي فتحت الباب وكسرت حاجز الصمت والظلم. فرنسا تقود اليوم جهدًا أوروبيًّا في غاية الأهمية. تصاعد موقف ألمانيا والبرتغال ومالطا وتَتَروّى إيطاليا. أما بريطانيا، فقد كان حديث وزير خارجيتها في نيويورك الأسبوع الماضي واضحًا، ولو تأخر أكثر من مئة عام، عندما تحدث عن وعد بلفور الذي أعطى اليهود وطنًا في فلسطين، وليس في كل فلسطين. خلاصة موقف بريطانيا أنها تريد حلّ الدولتين وتعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، وتنضم إلى الدول الأوروبية لبناء زخمٍ أوروبي عالمي، ما لم تقم إسرائيل بخطواتٍ ملموسة خلال أسابيع. سياسات الرئيس الأميركي دفعت بكندا لاتخاذ خطوةٍ جريئةٍ وقويةٍ بإعلان نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل. وبالرغم من تأني بعض الدول الأوروبية، إلا أن دولًا غربيةً وشرقيةً وازنةً تطورت مواقفها السياسية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومنها دول من الحلفاء التقليديين للغرب مثل أستراليا وكوريا الجنوبية. على الطرف الآخر، لن يبقى سوى الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول التي لا تجرؤ على الخروج من دائرة الخوف والعقاب، والنتيجة ستكون انحيازًا عالميًّا واضحًا للقضية الفلسطينية، وستكون الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن الأقلية في مواجهة طوفانٍ عالمي يعترف بفلسطين. الغرب يتغير اليوم، فماذا عن العرب؟ اعتاد العرب إضاعةَ الفرص، عانوا لعقودٍ من تحالفاتٍ وأوهامٍ ووعودٍ وبطولاتٍ لم تسفر سوى عن مزيدٍ من الضعف والاختلاف والاقتتال. العرب اليوم، والفلسطينيون خصوصًا، أمام فرصةٍ قد لا تتكرر، فالأوروبيون يتغيرون، وهم الجار الأقرب والأعرف بالمنطقة وخصائصها وأزماتها، بصرف النظر عما إذا كان موقفهم الجديد ناتجًا عن شعورٍ بالذنب التاريخي، أو عن الرغبة في النأي عن السياسات الأميركية، أو التخلص من أكذوبة اللاسامية، أو جراء الوحشية العنصرية الإسرائيلية، فإنهم يتغيرون. على الفلسطينيين أن يتجاوزوا خلافاتهم ويتحدثوا بصوتٍ واحد وقرارٍ واحد، أن يكونوا بحجم المرحلة التي تواجه فيها قضيتهم العادلة أقسى التحديات، وألا يراهن أيٌّ منهم على أطرافٍ إقليميةٍ تضع مصالحها، لا مصالحهم، أهدافًا لتصرفاتها. وعلى العرب، ولا سيما الدول القادرة على التأثير، الوقوف إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين صفًّا واحدًا، ونبذ أي خلافٍ لتجاوز المرحلة الأخطر في تاريخ المنطقة، والتي عصفت بأمتنا وقضيتنا المركزية. على العرب أن يدركوا دور الأردن الكبير في هذه المرحلة الدقيقة، وجهود جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية على الصعيد الدولي، وموقفه الصلب في مواجهة محاولات التهجير وحماية المقدسات، وكذلك إغاثة أهل غزة، ودعم صمود أهل الضفة الغربية، وفضح العدوان الإسرائيلي وجرائمه. هذه الجهود التي ساهمت بشكلٍ واضحٍ في التحرك الدولي تجاه المنطقة. تحتاج مصر الشقيقة إلى تضامنٍ عربيٍّ قويٍّ كذلك، وليس غريبًا استهداف الأردن ومصر عبر الحملات الظالمة في الآونة الأخيرة ومحاولات تشويه موقفهما. فهذه الحملات لا تصب سوى في قناة الدعاية الصهيونية المتطرفة، وإن جاءت بألسنةٍ عربية، أصالةً أو وكالةً. الأردن ومصر جارتا فلسطين وسندها الأول في مواجهة أحلام اليمين الإسرائيلي المتطرف ومخططاته التوسعية والتهجيرية. صحيح أن الدولة الفلسطينية لن تقوم اليوم وتستقل غدًا، لكنها أصبحت أقرب إلى الواقع من أي وقتٍ مضى، فالأكثرية الساحقة من دول العالم ستعترف بها، رغم صلف الاحتلال وعنصريته، ورغم الدعم الأميركي اللامحدود اليوم، والذي سيغدو محدودًا في المستقبل القريب، لأنه سيكون وحيدًا، ولن تستطيع أي إدارة أميركية أن تبرر موقفها أمام شعبها الذي بدأ يستوعب ما يجري، ولا أمام الرأي العام العالمي الذي بات بأغلبيته الساحقة يدرك حجم الظلم الذي وقع على هذه المنطقة جراء زرع إسرائيل فيها.