
وجه جديد للنساء المحافظات... من هي ماي ميلمان رأس الحربة في معركة ترامب ضد الجامعات؟
دخلت ميلمان المشهد بقوة منذ بداية الولاية الثانية لترامب، مع توسع صلاحياتها لتشمل صياغة سياسات "مثيرة للجدل"، أبرزها أوامر تنفيذية تعيد تعريف النوع الاجتماعي بجنسين فقط وتلغي برامج التنوع والشمول. وبحلول حزيران/يونيو، كانت هذه التغييرات قد أجبرت جامعة بنسلفانيا على مواءمة سياساتها الرياضية مع رؤية الإدارة التي تمنع الفتيات والنساء المتحولات جنسياً من المشاركة في الرياضات النسائية. بالإضافة إلى دورها في إبرام صفقات وتسويات ضخمة مثل اتفاق بقيمة 221 مليون دولار مع جامعة كولومبيا. كما لعبت دوراً محورياً في محاولات تقييد تسجيل الطلاب الدوليين بجامعة هارفارد.
تعرف ميلمان داخل البيت الأبيض بقدرتها على تحويل الأفكار المتناثرة إلى سياسات قابلة للتنفيذ، وتصف نفسها بـ"ملتقط الأفكار العائمة". وعلى الرغم من أنها تؤكد أنها لم تنضم للإدارة بهدف استهداف هارفارد، حيث درست وأمضت "وقتاً ممتعاً"، فإنها أصبحت رأس الحربة في استراتيجية تصفها الأوساط الأكاديمية بالهجومية، لما لها من تبعات بعيدة المدى على حرية البحث والتعليم وممارسات القبول الجامعي في أرقى المؤسسات الأكاديمية الأميركية، وفق "نيويورك تايمز" التي ترى أن الهدف الأكبر لترامب وميلمان، ما زال هو هارفارد.
كانت المحادثات تبدو وكأنها تتقدم، مع إشارة الجامعة إلى استعدادها لإنفاق 500 مليون دولار للتوصل إلى تسوية. لكن يوم الجمعة، رفعت الإدارة الضغط مرة أخرى، عبر تحقيق جديد يتعلق ببراءات اختراع وصفتها الجامعة بأنها "محاولة انتقامية أخرى تستهدف هارفارد لأنها تدافع عن حقوقها وحريتها".
تقول ميلمان إنها لم تنضم إلى إدارة ترامب الثانية بهدف الإطاحة بهارفارد، حيث كانت قد استمتعت في معظم الوقت بدراستها العليا هناك. بل تم استقطابها إلى البيت الأبيض نظراً لأدوارها المختلفة خلال ولاية ترامب الأولى.
وفي الولاية الثانية، كان من المقرر أن تساعد في الانتقال، وتكتب سيل الأوامر التنفيذية الأولى، وتضع آلية لتحويل وعود الحملة الانتخابية إلى سياسة فعلية. وتقول إنها كانت تخطط دائماً للمغادرة بعد ستة أشهر.
خلال تلك الفترة، أصبحت ميلمان جزءًا من أحد أكثر مشاريع البيت الأبيض إثارة للانقسام، وهو مسعى سياسي وقانوني واسع النطاق لاجتثاث ما تعتبره الإدارة تحيّزاً ليبرالياً في الجامعات، وردع استخدام العِرق كمعيار في القبول. الأوامر التنفيذية التي كتبتها بشأن النوع الاجتماعي أثارت معارضة من نشطاء حقوق الإنسان الذين قالوا إن هذه القرارات تعزز التمييز. كما اتهمت مجموعات طلابية وأكاديمية الإدارة بانتهاك التعديل الأول عبر محاولة إملاء من يمكن للجامعات توظيفه، وأي الطلاب يمكن قبولهم، وأي المواضيع يمكن تدريسها.
تمثّل ميلمان الصورة التي تحاول ادارة ترامب تظهيرها عن النساء المحافظات عبر كسر صورة نمطية سائدة. وهذه الزاوية تحديداً تناولتها "وول ستريت جورنال"، حيث أوردت أن النساء المحافظات غالباً ما يصورن كمزيج من الزوجات التقليديات، وداعِمات للإنجاب بكثرة، وطامحات بحماس لنيل "معاملة الأميرات". لكن نموذجاً مختلفاً تماماً يبدو أشبه بماي ميلمان، الأم العاملة بدوام يفوق الكامل، والتي يتحدث عنها آخرون في اليمين بإعجاب شديد.
في سن السابعة والثلاثين، تشغل ميلمان منصب مساعدة نائب الرئيس ومستشارة أولى للسياسات في البيت الأبيض لدى دونالد ترامب. وهي حامل بطفلها الثالث، وتعود بالطائرة إلى منزلها في هيوستن مساء كل جمعة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أسرتها. ذات مرة، أجرت مقابلة إعلامية كبيرة بعد أسبوع واحد من الولادة، وهي خائفة أن تتعرض لتسرب الحليب أمام الكاميرا. أما طفلها الأول، الذي لم يتم عامه الثالث بعد، فقد سافر بالفعل على متن الطائرة 14 مرة.
تقول ميلمان في مقابلة: "الناس يقولون لي: "عندما تكونين في المنزل، آمل أن تتمكني حقاً من التواصل مع أطفالك"، وأنا أقول: "أنتم مجانين. عندما أكون في المنزل، أكون متصلة هاتفياً طوال الوقت".
خلال الأسبوع، تتولى المربية وزوجها ديفيد، إيقاظ الأطفال من النوم، وتغيير حفاضاتهم، وإطعامهم، وإعادتهم إلى السرير، مع التأكد من تشغيل غسالة الصحون. ميلمان تفوّت الكثير من سنوات أطفالها الأولى، لكنها لا تشكك في قراراتها ولا تشعر بالذنب حيالها. بل تعتبر نفسها محظوظة. وتقول: "ليس لديّ عقلية الضحية. عليك أن تمارس قدراً معيناً من التحكم في مسار حياتك، وأن تركز على الأمور التي تستطيع التعامل معها دون الهوس بما لا تستطيع".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 22 دقائق
- IM Lebanon
توتر متصاعد بين ترامب وزيلينسكي عشية قمة ألاسكا
نقلت 'فايننشال تايمز' عن مصدر مطلع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي عقبة رئيسية أمام تسوية نزاع أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العلاقات بين ترامب وزيلينسكي لا تزال متوترة منذ المشادة التي وقعت بينهما في البيت الأبيض في شباط الماضي، حيث عبّر المسؤولون الأوكرانيون عن قلقهم من احتمال أن يحاول الرئيس الأميركي ممارسة ضغوط على زيلينسكي للقبول بصفقة يعقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما المرتقب في ألاسكا.


OTV
منذ 22 دقائق
- OTV
توتر متصاعد بين ترامب وزيلينسكي عشية قمة ألاسكا
نقلت 'فايننشال تايمز' عن مصدر مطلع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي عقبة رئيسية أمام تسوية نزاع أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العلاقات بين ترامب وزيلينسكي لا تزال متوترة منذ المشادة التي وقعت بينهما في البيت الأبيض في شباط الماضي، حيث عبّر المسؤولون الأوكرانيون عن قلقهم من احتمال أن يحاول الرئيس الأميركي ممارسة ضغوط على زيلينسكي للقبول بصفقة يعقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما المرتقب في ألاسكا.


تيار اورغ
منذ 36 دقائق
- تيار اورغ
آلاف اللاجئين السوريين راغبون في مغادرة لبنان
بولا أسطيح - يعيش عدد كبير من السوريين اللاجئين في لبنان حالة من التردد بين العودة إلى بلدهم والبقاء، فهم غير قادرين على حسم قرارهم، رغم التسهيلات التي تقدمها سلطات البلدين والتقديمات المالية الدولية، كما أن بقاءهم في لبنان لم يعد سهلاً؛ حيث تزداد عليهم الضغوط للمغادرة، خصوصاً بعد قرار وقف الرعاية الصحية لهم، الذي يدخل حيز التنفيذ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية، حنين السيد، أخيراً أنه جرى إغلاق 162 ألف ملف للنازحين السوريين الذين غادروا لبنان، وأن هناك 71 ألف طلب إضافي، مؤكدة أنّ الجانب السوري متعاون في ملف العودة. وعاد 71 نازحاً فقط من لبنان إلى سوريا في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي مع إطلاق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، برنامج العودة الطوعية المنظّمة لدعم السوريين في لبنان الذين يقررون العودة طوعاً إلى سوريا. تحول دوليوأوضحت الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد، أن «عودة هؤلاء اللاجئين (71 لاجئاً) كانت خطوة تجريبية للعودة المنظمة»، لافتة إلى أنه «منذ مطلع يوليو الماضي، وبعد موافقة الحكومة اللبنانية على خطة العودة، بدأنا تطبيق برنامج العودة الطوعية المدعوم من المفوضية، الذي يرتكز على شقين: الأول العودة غير المنظمة، بحيث يحصل اللاجئ على مبلغ مادي، لكن يعود إلى سوريا عبر الطريقة التي يراها مناسبة، على أن يحصل أيضاً على مساعدات هناك ويتم شطبه من لوائح المفوضية. أما الشق الثاني، فيشمل العودة المنظمة من خلال تأمين حافلات لنقل الراغبين في العودة بالإضافة إلى مساعدات نقدية». وأشارت أبو خالد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «منذ مطلع يوليو الماضي، تواصل معنا 17 ألف لاجئ لإبلاغ رغبتهم في العودة بإطار هذا البرنامج»، عادّةً أن «الأعداد المسجلة غير قليلة في هذه الفترة القصيرة». وأكدت أن «أعداد العائدين في الأسابيع المقبلة ستكون أكبر، ويبدو أن كثيرين يفضلون العودة من دون انتظار الحافلات»، مضيفة: «حتى الآن، ومنذ مطلع عام 2025، أُلغي تسجيل 168 ألف سوري من سجلات المفوضية في لبنان بسبب العودة، حتى قبل تلقي دعم المفوضية للقيام بذلك». ويشهد موقف المفوضية والموقف الدولي العام تحولاً كبيراً بشأن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وعكَس ذلك إعلان ممثل مكتب المفوضية لدى لبنان، إيفو فرايسن، أن «العودة هي الحل الأمثل، ونحن ملتزمون بالعمل الوثيق مع الحكومة اللبنانية لتحقيق عودة مستدامة، فإن تخصيص مبالغ مالية لتحفيز العودة هو في حد ذاته تطور كبير في هذا المجال»؛ إذ يحصل كل لاجئ سوري يقرر العودة، سواء عبر الرحلات المنظمة، وعبر سيارة وشاحنة يملكها أو يستأجرها، على مبلغ 100 دولار أميركي، على أن تحصل بعدها العائلة العائدة إلى سوريا على مبلغ 400 دولار أميركي. إجراءات مشددةومقابل التسهيلات والتقديمات المالية للاجئين، تتجه السلطات اللبنانية الرسمية، في الأشهر المقبلة، إلى إسقاط صفة «نازح» عن أي سوري موجود في لبنان؛ «لانتفاء كل الأسباب التي كانت تجعل منه نازحاً أو لاجئاً». ووفق مصدر أمني لبناني تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، فإنه سيجري التعامل حينها مع كل سوري في لبنان على أن وجوده غير شرعي إذا لم يكن يمتلك إقامة تخوله البقاء على الأراضي اللبنانية. وتقدم المديرية العامة للأمن العام تسهيلات للرعايا السوريين والفلسطينيين اللاجئين، وبالتحديد لأولئك الراغبين في المغادرة عبر المراكز الحدودية البرية دون استيفاء أي رسوم أو غرامات. وقد حددت المديرية 30 سبتمبر (أيلول) المقبل مهلة للاستفادة من الإعفاءات؛ «لأنه بعدها سيتم التشدد في تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء على المقيمين بطريقة غير شرعية». وشددت الأجهزة الأمنية ملاحقتها للسوريين غير المسجلين لدى المفوضية، كما أولئك الذين لا يملكون إقامات، وهي توقفهم وترحلهم. وانعكست الأحداث التي شهدها الساحل السوري، وأيضاً في مدينة السويداء خصوصاً، سلباً على ملف العودة، بحيث تدفق إلى لبنان نتيجة هذه الأحداث أكثر من 100 ألف نازح جديد، كما أن كثيراً من اللاجئين استشعروا أن الأوضاع في سوريا غير مستقرة؛ مما أدى إلى تعديل بعضهم قرار العودة، فيما عدّ آخرون أن الأوضاع في لبنان ليست بأفضل بكثير؛ مما دفع بهم لمواصلة إجراءات الرجوع إلى الوطن. ويُقدَّر عدد النازحين السوريين في لبنان، وفق مفوضية شؤون اللاجئين، بنحو مليون و370 ألف شخص. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء، طارق متري، أعلن عبر «الشرق الأوسط» في يونيو (حزيران) الماضي أن هناك مساعي تبذل لإنجاز المرحلة الأولى من خطة العودة التي أقرتها الحكومة، قبل انطلاق العام الدراسي مطلع شهر سبتمبر المقبل، متوقعاً أن تتراوح أعداد العائدين بين 200 و300 ألف.