logo
CNN: تحديات مزدوجة تضع مصداقية ترامب على المحك

CNN: تحديات مزدوجة تضع مصداقية ترامب على المحك

الدستورمنذ 12 ساعات

في الداخل والخارج
ذكرت شبكة سي إن إن الامريكية، اليوم الاثنين، في تقرير صادر لها، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه هذا الأسبوع تحديين كبيرين، أحدهما داخلي والآخر خارجي، يختبران أسطورته الذاتية كـ"عبقري الصفقات"، وقدرته على تحقيق تغيير حقيقي ومستدام.
تحدٍ داخلي: مشروع قانون إنفاق ضخم
وقالت الشبكة في تقرير صادر لها، ان ترامب يضغط بقوة على الأغلبية الجمهورية الهشة في مجلس النواب لتجاوز الانقسامات الداخلية وتمرير مشروع القانون الضخم الذي يتضمن أولوياته المحلية الكبرى، وأن هذا القانون هو أفضل فرصة أمامه لإحداث تحول في البلاد بوسائل دستورية وقانونية، نظرًا لأن تعديل القوانين يكون أكثر ديمومة من سلسلة أوامره التنفيذية.
كما يتضمن مشروع ترامب الضخم خفضًا كبيرًا في الضرائب، وتمويلًا لخطط الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وزيادة بعشرات المليارات في الإنفاق الدفاعي. لكنه في المقابل يتطلب تخفيضات قاسية في برامج المساعدات مثل "ميديكيد" والمعونات الغذائية، ما يثير قلق الجمهوريين المعتدلين، الذين تعتمد الأغلبية الجمهورية على أصواتهم. ومن المحتمل أن يتطلب الأمر تدخلًا رئاسيًا أقوى لاحقًا هذا الأسبوع.
تحدٍ خارجي: مبادرة السلام في أوكرانيا
على الصعيد الخارجي، يصل الجهد الفاشل حتى الآن لإحلال السلام في أوكرانيا إلى نقطة تحول جديدة، وذلك خلال مكالمة هاتفية مرتقبة الاثنين بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تجاهل حتى الآن مبادرة ترامب رغم المعاملة التفضيلية التي حصلت عليها موسكو من الإدارة الجديدة.
ووفقا للتقرير فقد يُنظر إلى هذه المكالمة باعتبارها اختبارًا جديًا لمصداقية ترامب ونيته الحقيقية في ملف أوكرانيا، ومدى استعداده لفرض أي ضغط على روسيا، حتى ترامب نفسه تساءل مؤخرًا عما إذا كان بوتين يماطله في مفاوضات تهدف حتى الآن إلى الضغط على الضحية أوكرانيا ومكافأة المعتدي.
وأشار التقرير الى انه بعد رفض بوتين حضور قمة كان ترامب قد أمر نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمشاركة فيها، أعلن ترامب أنه لن يكون هناك تقدم قبل لقائه وجهًا لوجه مع الرئيس الروسي.
علامات التوتر بدأت تظهر على البيت الأبيض، ونائب الرئيس جي دي فانس، الذي انتقد زيلينسكي علنًا، اجتمع معه في روما مؤخرًا بعد أن صرّح بأن 'روسيا تطالب بالكثير'، ويبدو أن اعتقاد ترامب بأنه وحده قادر على التأثير في بوتين على وشك أن يتعرض لاختبار حقيقي.
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب: "إن لم يستطع فعلها، فلن يستطيع أحد"، لكن هذا الافتراض محل شك، فقد دافع ترامب مرارًا عن بوتين وتغاضى عن ممارساته، بل وصدّق التزامه بالسلام رغم الهجمات المستمرة على المدنيين الأوكرانيين.
ويُذكر أن ويتكوف خرج في بعض الأحيان من اجتماعاته مع بوتين وهو يردد المواقف الروسية.
ومع ذلك، وفي ظل انسداد المفاوضات، يرى البعض أن الوقت قد حان لاختبار ما إذا كان ترامب يستطيع فعلًا إحداث فرق، فربما يتردد بوتين في تحدي الرئيس الأمريكي وجهًا لوجه، وربما تُجبره تهديدات حقيقية بفرض عقوبات جديدة أو تسليح كييف على تغيير حساباته.
لكن من غير الواقعي الاعتقاد بأن بوتين، الذي يعتبر الحرب مسألة وجودية، سيتراجع فجأة بسبب كاريزما ترامب، حتى في حال الاتفاق على عقد قمة رئاسية رسمية، من المرجح أن تسبق هذه القمة عملية تفاوض طويلة مع استمرار القتال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسئول سابق بالبنتاجون: ترامب يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا للتفرغ لمواجهة الصين
مسئول سابق بالبنتاجون: ترامب يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا للتفرغ لمواجهة الصين

اليوم السابع

timeمنذ 21 دقائق

  • اليوم السابع

مسئول سابق بالبنتاجون: ترامب يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا للتفرغ لمواجهة الصين

قال برنت سادلر مسؤول سابق في البنتاجون، إنّ سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تكن منحازة بشكل مباشر لأي من الطرفين، بل كانت قائمة على أساس خدمة المصالح القومية للولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا، أن أولوية الإدارة الأمريكية في عهد ترامب كانت مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في آسيا، معتبراً أن إنهاء الحرب الأوكرانية سيسمح بإعادة توجيه الموارد الأمريكية نحو هذا التحدي الجيوسياسي الأهم. وأضاف في تصريحات ببرنامج "ملف اليوم"، الذي تقدمه الإعلامية آية لطفي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ ترامب عبّر في أكثر من مناسبة عن رغبته في دخول مفاوضات سواء مع أعداء أو حلفاء، لكنه حين لا يجد تجاوباً، يلجأ إلى وسائل ضغط مباشرة، من بينها العقوبات الاقتصادية. ولفت إلى أن إدارة ترامب سبق أن فرضت عقوبات على روسيا، وكذلك على دول مثل كوريا الشمالية والصين، وحتى على حلفاء مثل الهند، في حال واصلت هذه الدول استيراد النفط الروسي. وتابع، أنّ مثل هذه العقوبات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على القدرات العسكرية الروسية، من خلال الحد من تدفقات الدعم، سواء من إيران أو كوريا الشمالية، مؤكداً أن الضغط الاقتصادي يظل أداة فعالة في السياسة الخارجية الأمريكية، وأن العقوبات على الصين تحديداً يمكن أن تُستخدم للحد من أي دعم غير مباشر تقدمه بكين إلى موسكو، سواء عبر التكنولوجيا أو الصناعات العسكرية. وفي سياق الحديث عن العلاقة بين كييف وواشنطن، قال سادلر إن توقيع أوكرانيا على اتفاقية المعادن الأرضية النادرة التي كان ترامب يوليها اهتماماً كبيراً، ساهم في تهدئة التوتر الذي شاب العلاقة بين الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي في فترة سابقة، موضحًا، أن هناك فهماً متزايداً اليوم في أوكرانيا لطبيعة المصالح الأمريكية، بعكس ما كان عليه الحال في ظل إدارة بايدن. وأكد، أن الضغوط الاقتصادية تبقى وسيلة مهمة لتغيير سلوك روسيا، وإن التعاون مع الصين في هذا الإطار يمكن أن يزيد من فاعلية هذه الضغوط، مشيرًا إلى أن التجربة أثبتت أن العقوبات على الصين أثرت في سلوكها الاقتصادي، ما قد يشجع على استخدام الأسلوب نفسه للحد من قدرة موسكو على الاستمرار في الحرب.

لماذا يخفي العدوَّانِ الأمريكي والإسرائيلي خسائرَهما أمام اليمن؟
لماذا يخفي العدوَّانِ الأمريكي والإسرائيلي خسائرَهما أمام اليمن؟

يمني برس

timeمنذ 24 دقائق

  • يمني برس

لماذا يخفي العدوَّانِ الأمريكي والإسرائيلي خسائرَهما أمام اليمن؟

يظلُّ الانسحابُ الأمريكي من إسناد كيان العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر من أهمِّ القضايا التي لا تزالُ تشغلُ الكثيرَ من المتابعين ووسائل الإعلام والمهتمين. ويشير الباحث في العلاقات الدولية الدكتور طارق عبود إلى أن 'الجيشَ الأمريكي لم ينسحب من البحر الأحمر إلا بعد أن شعر بأن خسائرَه تكبر'، لافتًا إلى أن 'الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان يعتقد أن بإمْكَانه إطلاقَ عملية جوية كثيفة تنتهي بفتح باب المندب أمام السفن الإسرائيلية، لكنه اصطدم بجدار اليمن الفولاذي، وبعقيدة اليمنيين التي ترفُضُ فكرةَ الاستسلام'. ويرى عبود في حديثه لبرنامج 'صدى الخبر' على قناة 'المسيرة' أن 'الأمريكيَّ انسحب من البحر الأحمر؛ لأَنَّه يعرف أن العدوان على اليمن لم تأتِ أُكُلَه، بل تعرض لخسائرَ كبيرة وتكبد حتى الآن 7 مليارات دولار، وهذا الأمر ربما كان سيتفاقمُ أكثرَ لو لم ينسحبْ من البحر الأحمر'. وخَلُصَ إلى أن 'ترامب مَن يُديرُ الآن معركة غزة، وأن بيده أوراقَ الضغط'، قائلًا: 'ترامب لم يأخذ برأي كيان العدوّ؛ ما يعني أن الأمريكي -على كُـلّ حال- هو من يقود المعركة سواءٌ في غزة أَو في أي مكان'. وفي صدد حديثه عن الخسائر التي تعرَّضت لها أمريكا وكَيان العدوّ، أشار عبود إلى أن 'العدوّ الإسرائيلي كما الأمريكي يخفيان خسائرَهما، وأن أمريكي يستخدم نفسَ الأُسلُـوب؛ فهو لا يعترف بالهزيمة لسببَينِ أولًا: لوضع معنوياتهم على المستوى العسكري، وثانيًا: لتخفيف الوطء على الداخل الأمريكي، حَيثُ يعتمدون على التعمية عن الخسائر التي تلحق بهم، ويزايدون بالنسبة للخسائر التي تلحقُ بأعدائهم ويسعَون لتضخيمها، وهذه سياسَةٌ واحدة؛ إذ يعتمد العدوَّانِ الأمريكي والإسرائيلي، على دعاية إعلامية قوية تقوم بهذه المهمة، لكن الحقيقة تظهر في النهاية مهما مورست التعمية وَإذَا لم يعترف بها اليوم سيتم الاعترافُ بها لاحقًا'. ترامب يغرّدُ خارجَ سرب الاتّحاد الأُورُوبي: وفيما يتعلق بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، يشير عبود إلى أن 'جزءًا كَبيرًا من الصحافة العبرية يتساءل متى تنتهي هذه الحرب الذي كلفت الكيان الإسرائيلي الكثير، حَيثُ تستمر أجندة المجرم نتنياهو [السياسة مقابل سفك الدماء والتضحية بأسرى الكيان]، بينما يستمر المخطّط الأمريكي في غزة بغطاء صهيوني واضح'. ويرى عبود أن 'نظرية نتنياهو الإجرامية تقوم على أَسَاس أن (ما لم يُؤخَذ بالقوة سيؤخَذُ بالمزيد من القوة)، وهذا ما يفسّر مستوى الإجرام والإبادة المتصاعد بحق الفلسطينيين، في ظل تركيز هذا المجرم نتنياهو على مستقبله السياسي على حساب الأسرى اليهود لدى المقاومة الفلسطينية'. لكن أحلام نتنياهو -كما يقول 'ضيفُ صدى الخبر'- ستذهبُ هباءً؛ فنتنياهو لم يكن أولَ مَن سعى للخَلاص من غزة؛ فقد سبقه إلى هذا رئيسُ حزب العمل الصهيوني إسحاق رابين وهو صاحبُ المقولة الشهيرة: 'أتمنى أن أصحوَ يومًا وأجدَ غزةَ قد ابتلعها البحر'، لكن البحر لم يبتلعها، بينما تبخَّرَ حلمُ رابين ومثله سيتبخر حلمُ نتنياهو. وتطرق الباحثُ عبود، لبيان قادة الدول الأُورُوبية الـ 7 [إسبانيا، والنرويج وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا] وإعلانِها رفضَ خطط التهجير القسري للغزيين، أَو إحداث تغيير ديمغرافي في القطاع المدمّـر. هذا الموقف يظلُّ متغيَّرًا ذا تأثير متوسط المدى؛ فهو أحدُ مؤشرات تحطُّم الصورة المزَّيفة التي رسمتها المنظومةُ الإعلامية الرأسمالية لهذا الكيان، ومؤشرٌ على انكشاف السردية الصهيونية والتي معها تظهر أجيالُ أُورُوبا وأمريكا الفتية أكثرَ نفورًا من مجتمع الصهيونية المحتلّ للأرض الفلسطينية، كما أن هذا الموقف الأُورُوبي -وفقَ تعبير طارق عبود- 'تأكيد من دول أُورُوبية حليفة للكيان الإسرائيلي بأن الأخير يمارس إبادةً جماعية وتجويع بحق شعب كبير في فلسطين وفي غزة تحديدًا'، وهذا له أهميّةٌ سياسية وارتباطٌ بالوعي العام. ومع ذلك فَــإنَّ هذا الموقف يظل شكليًّا في جزء منه، خَاصَّة مع الدول الأُورُوبية الكبيرة، وَيرتبط بمصالحها أكثر من تعبيرها عن موقف حقيقي. أمَّا ما سمَّاه 'الاستيقاظَ الأُورُوبي' فهو يحقّقُ هدفَينِ:- الأول: القول للعالم إننا تكلمنا ورفعنا الصوت ضد مجازر الإبادة وضد التجويع. الثاني: القول للولايات المتحدة الأمريكية، إن لنا رأيًا فيما يحدث في العالم، وإن العقود التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي مثلًا، والمفاوضات اليوم مع إيران التي تسير أَيْـضًا بشكل ربما إيجابي كُـلّ هذا المشهد نحن موجودون فيه. في مقابل هذا فَــإنَّ الولايات المتحدة الأمريكية -كما يرى عبود- هي من تقرّر وقفَ أَو استمرارَ الإبادة في غزة، وليس الأُورُوبيون، وهذا واضح. ولذا يمكن رؤية التأثير الأمريكي في محاولاته تحييدَ الأُورُوبيين عن المشهد السياسي، خَاصَّة فيما يخص مفاوضات إيران ومحاولات إخراج تلك الدول الأُورُوبية من نطاق الاتّفاقِ النوويّ ومكاسبه الاقتصادية. ليس هذا فحسب، هناك تبايُنٌ واضح بين الاتّحاد الأُورُوبي اليوم وبين الولايات المتحدة الأمريكية في موضوع الأزمة الأُوكرانية والحرب الروسية الأُوكرانية؛ فترامب يضغطُ لتوقيع اتّفاق مع روسيا والأُورُوبيون يقفون خلفَ أوكرانيا لحَثِّها على عدم التوقيع وعدم الاستسلام لروسيا؛ أي إن هناك تضارُبَ مصالحَ كبيرًا اليوم بين الاتّحاد الأُورُوبي وبين الولايات المتحدة. أمام الخِذلان.. الأُمَّــة لم تمت: وفي سياق حديثه عن مواقف عرب الخليج تحديدًا، سخر الباحث من مواقف بعضهم تجاه العدوّ الإسرائيلي؛ فما يبدو في تلك المواقف الجبانة و'كأن (إسرائيل) صارت دولةً شقيقةً'! بينما الخطرُ الصهيوني يتعاظَم، حَيثُ هناك خطرٌ حقيقي على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة العربية برمتها؛ فنتنياهو وحكومته يجاهرون في العلن بفكرةِ 'ابحثوا للفلسطينيين عن وطنٍ آخرَ'، حَيثُ هناك رفضٌ يميني صهيوني لفكرة 'حَـلِّ الدولتين' جملةً وتفصيلًا. لكن في مقابل هذا التخاذل الخليجي، الأُمَّــة لم تمُت، حَيثُ روح المقاومة تستنهض همم العرب وحيث ما زال هناك أمل في العرب. وهذا يظهر في التظاهرات العربية الإسلامية التي تبقى عنوانَ تأكيد على أن المجتمع العربي لا يمكنه القبولُ بالاحتلال أَو أقلَّ من تحريرِ فلسطين كما لا يمكنه قبولُ السياسَة الأمريكية في نهبِ ثروات المنطقة. وتاريخ الأُمَّــة في التصدِّي لمشاريع الاحتلال جلي ولا يمكنُ تزويرُه.

أخبار العالم : رأي.. بشار جرار يكتب عن جولة ترامب الخليجية: بين قبضتي رئيسين
أخبار العالم : رأي.. بشار جرار يكتب عن جولة ترامب الخليجية: بين قبضتي رئيسين

نافذة على العالم

timeمنذ 30 دقائق

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : رأي.. بشار جرار يكتب عن جولة ترامب الخليجية: بين قبضتي رئيسين

الاثنين 19 مايو 2025 09:30 مساءً نافذة على العالم - هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. القبضة الأولى للرئيس الأمريكي السابق قبل ثلاث سنوات، فيما القبضة الثانية للرئيس الناجي من محاولتي اغتيال. صورة حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توكيدها من المحطة الأولى التي يستهل بها للمرة الثانية ولاية رئاسية. القبضة الأولى وسلام الـ"فِسْتْ بَمْبْ" كانت لربما استجابة لدواع وقائية صحية جراء كورونا، لكنها اشتهرت كمؤشر على العلاقة بين الرئيس جو بايدن والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. أما القبضة الثانية، فكانت لترامب والتي اشتهر بها بداية خلال محاكماته المتكررة أثناء حملته الانتخابية الأخيرة، ومن ثم إثر نجاته من محاولة الاغتيال الأولى على الهواء مباشرة في مهرجان انتخابي في باتلر، بولاية بنسلفانيا "المتأرجحة" والتي كسبها جميعا، الولايات المتأرجحة السبعة، ضد نائب الرئيس السابق كامالا هاريس. القبضة الثانية، ارتبطت بالروح القتالية التي اتخذها الرئيس شعارا حتى بعد عودته إلى البيت الأبيض وخلال جولته التي شملت إلى جانب السعودية، الإمارات وقطر. لعل رسالة التحدي التي وجهها ترامب هذه المرة من الرياض، كانت لأسلافه من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، حيث تسبب باعتقاده المحافظون الجدد "نيو كونز" والليبراليون والمنظمات غير الرسمية المرتبطة بأجندات إسقاط النظم وبناء الأمم- تسببوا بدمار كابول وبغداد. لم يقتصر احترامه للثقافة الوطنية بمظاهر احتفى به من سبقوه من الرؤساء كرقصة السيوف ولوحات التراث الشعبي في الدول الثلاث، بل أكد إعجابه إلى حد الانبهار بالنهضة العمرانية التي تحققت بطريقة عربية "ذِ إربيان واي" كما قال في المنتدى السعودي الأمريكي للاستثمار. خرجت أصوات نشاز وإن علا صوتها وراجت في مواقف مشابهة، لتحاول النيل من صورة الشراكة الأمريكية الخليجية بأبعادها العربية والشرق أوسطية والإسلامية. تعبيرات عدائية "كحلب الأموال وفرض الجزية" ليست فقط نابية وكاذبة، بل تكشف عن مشاعر وأيدولوجيات لفظتها الشعوب. تلك شراكات واستثمارات تخلق الوظائف للجانبين وتعمل على نقل وتوطين التكنولوجيا لأول مرة في تاريخ العلاقات مع دول متقدمة سيما فيما يخص الصناعات الدفاعية وتلك الخاصة بالمعلوماتية والذكاء الاصطناعي والشرائح الإلكترونية التي حظرها بايدن خوفا من وصول الصين إليها! صحيح أن الجولة التريليونية غير مسبوقة عالميا وليس فقط أمريكيا وخليجيا، لكن الأهم قيمتها الاستراتيجية في ولاية رئاسية بدأت بحرب التعرفات الجمركية، وتستعد لإعادة تشكيل النظام العالمي وفق حسابات وأدوات مغايرة، لا تعتمد على استخدام القوة العسكرية التقليدية، وإنما توظف أدوات لا تقل حسما كالتجارة والتقنية. تباهى ترامب بإيقافه الاشتباك بين باكستان والهند إثر عملية إرهابية في كشمير الهندية باستخدام "الورقة التجارية" وكذلك بالجهد المتضافر والمتزامن للدبلوماسية السعودية والأمريكية لدى الجانبين المتحاربين. وبانتظار ما سيتمخض عن محادثة هاتفية قد تسرع بانعقاد لقاء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (الذي يحظى بثقة قيادتي السعودية والإمارات)، فإن ترامب ينوي توظيف الدبلوماسية الشخصية لما هو أشمل من مجرد وقف حرب أوكرانيا. كالعلاقة مع حلفاء أمريكا وشركائها الاقتصاديين سيما المجموعتين الأوروبية والأطلسية، حيث جدد وزير الخارجية ماركو روبيو ضرورة التزام الناتو بدفع ما نسبته 5% من الناتج القومي وإلا اتخذ ترامب قرارا فيما يخص الحماية وربما مستقبل الحلف برمته، فضلا عن أثر توثيق تحالفه مع الشرق الأوسط كوريث لأوروبا ضعيفة، مترددة أو غير مجدية لواشنطن. بحسب ترامب ووزير الخزانة سكوت باسنت والتجارة هاورد لاتنك، نحو 150 اتفاقا تجاريا صار أكثر إنصافا لأمريكا التي أرست قواعد التجارة العالمية الحرة. وعلى ضوء ما تحقق وما هو قيد الإنجاز في أقل من أربعة أشهر، يرى ترامب ومؤيدوه داخل أمريكا وخارجها، أنه تمكن من الحيلولة دون خسارة بلاده للحلفاء الاستراتيجيين والشركاء الاقتصاديين، سواء لصالح روسيا أو الصين. بطبيعة الحال، لم تكن الهدنة مع الحوثيين بعد تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر نهاية المطاف، حيث بقي الدعم الأمريكي لإسرائيل بالسلاح والعتاد على وتيرته، وكذلك الموقف فيما يخص تحرير جميع الرهائن وتفكيك حماس. لا قطيعة ولا حتى جفاء بين ترامب و"بيبي"، بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. وقد تزامن الرد الإسرائيلي على صواريخ الحوثي البالستية الفرط صوتية مع اختتام جولة ترامب الخليجية، وكذلك مع الإعلان عن استهداف محمد وزكريا وهما شقيقا يحيى السنوار الذي تسبب بكارثة السابع من أكتوبر 2023. ما ظنه البعض إدارة ظهر ترامب لبيبي، ما كان سوى تباين في أولويات الجانبين ومقتضيات ظرفية تتعلق بإدارة مفاوضات متعددة الجبهات وهي بالنسبة لترامب ليست دائما ثنائية وتلك مسألة فيها سابقة في ولاية ترامب الأولى عند انسحاب نتنياهو في اللحظات الأخيرة من ترتيبات مشتركة لتصفية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. تعذر نتنياهو يومها بأولويات ومخاطر تتعلق بالأمن القومي لإسرائيل وقد تفهم ترامب ذلك "الخذلان" دون أن ينساه على ما يبدو. على أي حال ولحين عودة الأمور إلى طبيعتها، تبدو "عربات جدعون" بداية لعملية عسكرية لن تنتهي إلا بالنجاح التام لوفد إسرائيل في الدوحة التي تشكل القناة الوحيدة والفرصة الأخيرة لآخر عرض تقدمه واشنطن لطهران، تفاديا للخيار العسكري. "التخصيب المسموح به هو صفر"، بحسب المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مؤكدا بذلك تساؤل ترامب عن حاجة إيران من أساسه إلى طاقة نووية "سلمية"، أو لغايات "صحية وتنموية"، وهي التي تملك كميات "هائلة" من النفط والغاز! هو الأمن والاقتصاد الذي أعاده إلى البيت الأبيض. لم يعد شعار الرئيس الراحل والجمهوري الأيقوني رونالد ريغان "السلام من خلال القوة" هو الشعار الأثير، حيث أضاف إليه ترامب مفهوم القوة الاقتصادية والتقنية والقوى الناعمة أيضا خاصة الإعلام، حيث اتضح أن قدراته كمفاوض وكمقاول لا تضاهى. لكن جولة ترامب الترليونية -على ما حظيت به من تقدير- شابتها حملات انتقاد وتشكيك، طالت على نحو خاص ملفي غزة وسوريا التي رفع عنها العقوبات إكراما لولي العهد السعودي الذي أعلن ترامب أنه سيلتقيه مرارا، ربما في إشارة إلى حل في الأفق قيل إنه سيتبلور في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل، مما يعني أربعة أشهر حافلة ميدانيا على نحو تتضح فيه معالم "اليوم التالي" في غزة والشرق الأوسط. رؤية الدولتين وتوسعة اتفاقات إبراهيم، قد لا يشمل سوريا الجديدة فقط بل وإيران أيضا! من يدري؟ الأمر يتوقف على اختيار نظام ملالي طهران البقاء وجعل "إيران عظيمة مجددا" كما تندّر ترامب في أواخر ولايته الأولى، أو الزوال، إسقاطا أو سقوطا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store