
الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.. غير آمنة
وقال غراهام بيزلي، أستاذ الفيزياء والكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة نوتردام بولاية إنديانا، والمؤلف الرئيسي للدراسة:"سواء استخدمنا منتجات النظافة النسائية أم لا، فسنتعرض جميعًا لهذه المواد"، مضيفًا أنّ "كل شيء في الولايات المتحدة ينتهي بمكبّات النفايات، ومع الوقت تتسرّب هذه المواد الكيميائية الدائمة إلى مياه الشرب، ومياه الري، وسلسلة الغذاء".
تُعرف هذه المواد باسم "المواد الكيميائية الأبدية" لأنها لا تتحلّل بالكامل في البيئة. وتُصنَّف على أنها مُعطِّلات للغدد الصماء، وقد ربطت وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) بين أنواع مختلفة من هذه المواد ومشاكل صحية خطيرة تسببها، مثل:
السرطان
السمنة
ارتفاع الكوليسترول
انخفاض الخصوبة
انخفاض وزن المواليد
البلوغ المبكر
اضطرابات هرمونية
وأشارت الدراسة إلى أن أعلى مستويات التلوّث تم رصدها في نوع من مركبات PFAS "المحايدة"، وهي فئة من المواد التي كان العلماء على علم بوجودها، لكن لم يتمكنوا من قياسها بدقة إلا في الآونة الأخيرة، وبدأوا حديثًا باختبار أضرارها بشكل أعمق.
رصد المواد الكيميائية الأبدية في المبيدات الحشرية المستخدمة في الغذاء
وأوضح بيزلي "أننا في العادةً نقيس نوعًا من مركبات PFAS يُعرف بالمركّبات الأيونية، التي تحمل شحنة كهربائية. يمكننا قياسها حتى عند مستويات منخفضة جدًا تصل إلى أجزاء في التريليون". لكنّ التكنولوجيا الحديثة تُتيح الآن للعلماء قياس مركّبات PFAS الحيادية، التي لا تحمل أي شحنة.
وقالت كاثرين شيلينغ، أستاذة مساعدة بعلوم البيئة بمركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك، غير المشاركة في الدراسة: "يُعتقد أن بعض أنواع PFAS الحيادية مرتبطة بذات الأضرار الصحية التي تسببها المركبات الأيونية".
وأضافت في حديثها مع CNN: "هذا مهم لأنّ مركّبات PFAS الحيادية غالبًا ما تمرّ من دون أن تُرصد، لكنها في الواقع يمكن أن تُمتص بسهولة أكبر عبر الجلد، أو عبر الأغشية المخاطية مثل المهبل، لأنها قادرة على الانتقال بسهولة عبر الأنسجة الدهنية".
قد كشفت الاختبارات الجديدة، بحسب الدراسة، عن كميات مقلقة من هذه المركّبات الحيادية في بعض منتجات الدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستخدام.
وأوضح بيزلي أنه "عندما قمنا بقياس مركّبات PFAS الحيادية، كانت التركيزات أعلى بكثير، ليس بمستوى أجزاء في التريليون، ولا حتى في المليار، بل وصلت إلى أجزاء في المليون، وهذا مستوى مرتفع جدًا".
ولفتت شيلينغ إلى "أننا لا نفهم تمامًا حتى الآن كيف تتصرف هذه المركّبات داخل الجسم، أو ما قد يعنيه التعرض طويل الأمد لها"، مضيفة أن "مركّبات PFAS الحيادية لم تُدرس بعد بشكل كافٍ، ولا توجد قوانين واضحة تنظم استخدامها إلى الآن".
نُشرت الدراسة في مجلة Environmental Science and Technology Letters الثلاثاء ، وقامت بتحليل 59 منتجًا، شملت:
43 سروالًا داخليًا خاصًا بالدورة الشهرية
8 فوط قابلة لإعادة الاستخدام
4 أكواب حيض
3 سراويل سلس البول قابلة لإعادة الاستخدام
فوطة واحدة لسلس البول قابلة لإعادة الاستخدام
كما شملت الدراسة في جزء منفصل تحليلًا لبعض أنواع السدادات القطنية (تامبونات).
للحماية من "المواد الكيميائية الأبدية" بأمريكا.. طرح معايير جديدة لمياه شرب آمنة
قال بيزلي:"لم نذكر أسماء الشركات المصنّعة في دراستنا، لكن الغالبية كانت من شركات أمريكية".
وأضاف:"كما شمل التحليل عددًا قليلًا من المنتجات من أمريكا الجنوبية، وبعضها من أستراليا وأوروبا. ورغم أن عدد العينات كان محدودًا، فإننا نعتقد أنها تُمثّل عينة تصويرية واقعية للسوق".
بالإضافة إلى قياس مركّبات PFAS الأيونية والحيادية، درست الدراسة ما إذا كانت مستويات PFAS المكتشفة منخفضة بما يكفي للإشارة إلى أن وجودها ناتج عن تلوث غير مقصود أثناء عملية التصنيع، كما بحث العلماء عن مستويات أعلى تشير إلى أن هذه المواد الكيميائية قد أُضيفت عمدًا.
وأعرب بيزلي عن صدمته بعدما "وجدنا أنّ 33% من سراويل الدورة الشهرية و25% من الفوط القابلة لإعادة الاستخدام احتوت على مركّبات PFAS أُضيفت عمدًا، وغالبًا لمنع تسرّب السوائل من المنتجات".
وأضاف أن العديد من المواد المستخدمة في هذه المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام تم استيرادها من مورّدين خارجيين في دول أخرى، قد لا يكون لديهم الوعي الكافي بمخاطر مركّبات PFAS مقارنةً بالمصنّعين المحليين.
وتابع: "بدا الأمر عشوائيًا، ففي بعض الأحيان تُضاف PFAS إلى الطبقة الداخلية من القماش، وأحيانًا إلى الطبقة الخارجية، وأحيانًا بين الطبقات، وهذا يُشير إلى أنهم لا يعرفون فعليًا ما الذي يفعلونه".
وعلّق بيزلي أنه "لا توجد أي علامات أو ملصقات توضّح ذلك، لذا لا يملك المستهلكون أدنى فكرة، لأنه لا توجد وسيلة تمكنهم من معرفة ما إذا كانت هذه المواد موجودة أم لا".
دراسة: السدادات القطنية للنساء تحتوي على الرصاص والزرنيخ
إلى ذلك، أشارت أليسا ويكس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى وجود بعض النتائج المشجّعة. وأجرت ويكس هذا البحث أثناء دراستها العليا في جامعة نوتردام، وهي الآن باحثة ما بعد الدكتوراه بكلية نيكولاس للبيئة في جامعة ديوك بولاية نورث كارولاينا.
وقالت: "فقط جزء من المنتجات احتوى على مستويات عالية من PFAS، وهذا يعني أن استخدام هذه المواد ليس ضروريًا في تصنيع منتجات النظافة النسائية القابلة لإعادة الاستخدام"، مضيفة في بيان أنه "يجب أن يكون بإمكان المصنّعين إنتاج هذه المنتجات النسيجية من دون اللجوء إلى مواد كيميائية مثيرة للقلق".
قالت كاثرين شيلينغ إن عددًا متزايدًا من المراهقين والبالغين يبحثون عن خيارات أكثر صداقة للبيئة، في وقت لا يزال فيه العلماء يجهلون إلى حدّ كبير كمية مركّبات PFAS وغيرها من المواد الكيميائية التي يُمكن أن يمتصّها الجسم عبر الأنسجة المهبلية مع مرور الوقت.
وأضافت: "هذه فجوة كبيرة في فهمنا، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار عدد الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المنتجات شهريًا ولسنوات طويلة".
وتابعت: "رغم أن هذه النتائج قد تبدو هامشية للوهلة الأولى، فإنها تسلّط الضوء على حاجة أوسع إلى البحث والتنظيم والشفافية بشأن المواد المُستخدمة في جميع منتجات الدورة الشهرية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
مشروب "سحري" يقلل التوتر يتصدر "تيك توك" وطبيبة توضح الحقيقة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنتَ تتصفح منصة "تيك توك" أو "إنستغرام" مؤخرًا، فمن المرجح أن يكون مشروب "كوكتيل الكورتيزول" رائجًا، مع ظهوره كأحدث حيلة صحية. يحتوي هذا المشروب الزاهي وغير الكحولي عادةً على مزيج من ماء جوز الهند، وعصير الحمضيات، وبعض الأملاح، كما يُطلق عليه أيضًا اسم "كوكتيل الغدة الكظرية". وقد حصد المحتوى المنشور المتعلق به ملايين المشاهدات، فيزعم المؤثرون أنه قادر على خفض هرمونات التوتر، وتعزيز الطاقة، والمساهمة في توازن وظائف الغدة الكظرية في الجسم. قد يبدو مشروب مخفِّف للتوتر كأمرٍ رائع، ولكن هل الادعاءات الصحية بشأنه حقيقية؟تجيب على بعض الأسئلة الخبيرة الطبية لدى CNN، الدكتورة لينا وين. وتعمل وين كطبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، وقد شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في مدينة بالتيمور. CNN: ما هو الكورتيزول وعلاقته بالتوتر؟ الدكتورة لينا وين: الكورتيزول هرمون ستيرويدي تُنتجه الغدد الكظرية، الواقعة فوق الكِلى. يلعب هذا الهرمون دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك تنظيم عملية الأيض، ومستوى السكر في الدم، وضغط الدم، ودورات النوم والاستيقاظ، والاستجابات المناعية. يُطلق على الكورتيزول أحيانًا اسم "هرمون التوتر" لأن مستوياته ترتفع بشكل طبيعي عندما تشعر أجسامنا بتهديد أو عند المرور بموقف مُرهق. هذه الزيادات المؤقتة في الكورتيزول عبارة عن تكيف تطوري مفيد. ولكن يمكن أن تنشأ المشاكل عندما تبقى مستويات الكورتيزول مرتفعة لفترات طويلة، وهو ما قد يحدث عندما يكون الشخص تحت ضغط مزمن. يرتبط ارتفاع الكورتيزول المستمر بمشاكل مثل قلة النوم، والقلق، وارتفاع ضغط الدم، وحتى ضعف المناعة، كما توجد عدد من الحالات الطبية التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي في مستويات الكورتيزول. CNN: ما الذي تحتويه مشروبات "كوكتيل الكورتيزول"، ولم يُزعم أنها تؤثر على الكورتيزول؟الدكتورة لينا وين: تختلف الوصفات، ولكنها غالبًا ما تحتوي على مزيج من ماء جوز الهند، وعصير (عادةً ما يكون عصير البرتقال أو عصير أي نوع آخر من الحمضيات)، وبعض الأملاح (ملح البحر و/أو المغنيسيوم). يُفترض أن كل مكون من المكونات الرئيسية يلعب دورًا في دعم وظائف الغدة الكظرية وخفض التوتر، فماء جوز الهند غني بالبوتاسيوم، ما يساعد على الحفاظ على توازن السوائل والإلكتروليتات. ويُوفر عصير الحمضيات فيتامين "سي" الذي يلعب دورًا في وظائف الغدة الكظرية، بينما يُفترض أن الملح والمغنيسيوم يُعيدان المعادن التي استُنفدت بسبب التوتر. علاوةً على ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن المغنيسيوم بحد ذاته قد يُساعد في تقليل مشاعر القلق أو التوتر. ولهذا السبب، تحتوي بعض أنواع مشروب "كوكتيل الكورتيزول" على مسحوق المغنيسيوم و/أو كريم التارتار، الذي يحتوي على تركيز عالٍ من المغنيسيوم إلى جانب البوتاسيوم وأملاح أخرى. CNN: هل هناك دليل على أن هذا المشروب يُخفض الكورتيزول ويُخفف التوتر بالفعل؟ الدكتورة لينا وين: لا يوجد دليل علمي على أن هذا المشروب يُحدث التأثيرات المزعومة. صحيح أن عناصر غذائية مثل البوتاسيوم، وفيتامين "سي"، والمغنيسيوم مهمة لوظائف الغدة الكظرية السليمة، إلا أنه يتم الحصول عليها عادةً بكميات كافية من خلال نظام غذائي متوازن. قد يُسبب النقص الحقيقي في هذه العناصر الغذائية مشاكل صحية، ولكن هذا النقص نادر لدى الأشخاص الأصحاء. والأهم من ذلك، لا يوجد دليل على أن استهلاك كميات تفوق احتياجات الجسم سيُوفر فوائد إضافية أو يُخفض مستويات الكورتيزول بشكل ملحوظ.CNN: ماذا عن الادعاء بأن هذا المشروب يُمكن أن يُعالج حالة يُطلق عليها المؤثرون "إرهاق الغدة الكظرية"؟ الدكتورة لينا وين: الادعاء الذي روّج له بعض المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو وجود حالة تُدعى "إرهاق الغدة الكظرية"، حيث يُرهق التوتر الغدد الكظرية، وينتهي المطاف بالشخص وهو يشعر بالتعب، والقلق، وعدم القدرة على مُمارسة الحياة اليومية. التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة ومع ذلك، قد تكون الأعراض ناجمة عن أسباب مُتنوعة، بما في ذلك قلة النوم، ومشاكل الصحة النفسية، وأمراض غير مُشخصة مثل فقر الدم، وقصور الغدة الدرقية، وداء السكري. من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد تشخيص طبي معترف به لما يُعرف بـ"إرهاق الغدة الكظرية". وباستثناء الحالات التي تسبب فيها أمراض محددة قصورًا في وظائف الغدة الكظرية، لا توجد أدلة علمية على أن هذه الغدة تُرهق أو تفقد قدرتها على العمل بشكل طبيعي. الأعراض التي تُنسَب غالبًا إلى "إرهاق الغدة الكظرية" هي أعراض حقيقية، لكن من الأفضل تفسيرها من خلال أسباب أخرى معروفة ومدروسة جيدًا. CNN: ماذا عن الأشخاص عبر الإنترنت الذين يزعمون أنّهم لاحظوا نتائج صحية إيجابية نتيجة استهلاك هذا المشروب؟ الدكتورة لينا وين: قد يكون السبب هو أن بعض الأفراد لم يكونوا يحصلون على ما يكفي من السوائل أو الإلكتروليتات سابقًا، وقد ساعدهم الترطيب الإضافي من المشروب على الشعور بمزيد من النشاط وصفاء الذهن. وهناك أيضًا ما يُعرف بتأثير الدواء الوهمي، فعندما يتوقع الأشخاص أن علاجًا معينًا سيكون فعّالاً، قد يشعرون بتحسن حقيقي لمجرد اعتقادهم أنهم يفعلون شيئًا مفيدًا لصحتهم.CNN: من يجب أن يحذر من تجربة المشروب؟ الدكتورة لينا وين: ينبغي أن يكون الحذر واجبًا لدى الأشخاص المصابين بحالات طبية مزمنة مثل أمراض الكلى، وأمراض القلب، والسكري. بعض مرضى الكلى على وجه الخصوص يحتاجون إلى تجنّب الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من البوتاسيوم. وقد يُنصح المصابون بفشل القلب بتقييد كميات السوائل التي يستهلكونها. كما أن السكر الموجود في عصائر الفاكهة قد يُشكّل مشكلة لبعض مرضى السكري. هل من رابط محتمل بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بسرطان الرئة؟


CNN عربية
منذ 3 أيام
- CNN عربية
الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.. غير آمنة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة عن وجود مستويات عالية للغاية من المواد الكيميائية السامة المعروفة باسم PFAS (مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل)، في عيّنة صغيرة من الفوط والسراويل الخاصة بالدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستخدام. وقال غراهام بيزلي، أستاذ الفيزياء والكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة نوتردام بولاية إنديانا، والمؤلف الرئيسي للدراسة:"سواء استخدمنا منتجات النظافة النسائية أم لا، فسنتعرض جميعًا لهذه المواد"، مضيفًا أنّ "كل شيء في الولايات المتحدة ينتهي بمكبّات النفايات، ومع الوقت تتسرّب هذه المواد الكيميائية الدائمة إلى مياه الشرب، ومياه الري، وسلسلة الغذاء". تُعرف هذه المواد باسم "المواد الكيميائية الأبدية" لأنها لا تتحلّل بالكامل في البيئة. وتُصنَّف على أنها مُعطِّلات للغدد الصماء، وقد ربطت وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) بين أنواع مختلفة من هذه المواد ومشاكل صحية خطيرة تسببها، مثل: السرطان السمنة ارتفاع الكوليسترول انخفاض الخصوبة انخفاض وزن المواليد البلوغ المبكر اضطرابات هرمونية وأشارت الدراسة إلى أن أعلى مستويات التلوّث تم رصدها في نوع من مركبات PFAS "المحايدة"، وهي فئة من المواد التي كان العلماء على علم بوجودها، لكن لم يتمكنوا من قياسها بدقة إلا في الآونة الأخيرة، وبدأوا حديثًا باختبار أضرارها بشكل أعمق. رصد المواد الكيميائية الأبدية في المبيدات الحشرية المستخدمة في الغذاء وأوضح بيزلي "أننا في العادةً نقيس نوعًا من مركبات PFAS يُعرف بالمركّبات الأيونية، التي تحمل شحنة كهربائية. يمكننا قياسها حتى عند مستويات منخفضة جدًا تصل إلى أجزاء في التريليون". لكنّ التكنولوجيا الحديثة تُتيح الآن للعلماء قياس مركّبات PFAS الحيادية، التي لا تحمل أي شحنة. وقالت كاثرين شيلينغ، أستاذة مساعدة بعلوم البيئة بمركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك، غير المشاركة في الدراسة: "يُعتقد أن بعض أنواع PFAS الحيادية مرتبطة بذات الأضرار الصحية التي تسببها المركبات الأيونية". وأضافت في حديثها مع CNN: "هذا مهم لأنّ مركّبات PFAS الحيادية غالبًا ما تمرّ من دون أن تُرصد، لكنها في الواقع يمكن أن تُمتص بسهولة أكبر عبر الجلد، أو عبر الأغشية المخاطية مثل المهبل، لأنها قادرة على الانتقال بسهولة عبر الأنسجة الدهنية". قد كشفت الاختبارات الجديدة، بحسب الدراسة، عن كميات مقلقة من هذه المركّبات الحيادية في بعض منتجات الدورة الشهرية القابلة لإعادة الاستخدام. وأوضح بيزلي أنه "عندما قمنا بقياس مركّبات PFAS الحيادية، كانت التركيزات أعلى بكثير، ليس بمستوى أجزاء في التريليون، ولا حتى في المليار، بل وصلت إلى أجزاء في المليون، وهذا مستوى مرتفع جدًا". ولفتت شيلينغ إلى "أننا لا نفهم تمامًا حتى الآن كيف تتصرف هذه المركّبات داخل الجسم، أو ما قد يعنيه التعرض طويل الأمد لها"، مضيفة أن "مركّبات PFAS الحيادية لم تُدرس بعد بشكل كافٍ، ولا توجد قوانين واضحة تنظم استخدامها إلى الآن". نُشرت الدراسة في مجلة Environmental Science and Technology Letters الثلاثاء ، وقامت بتحليل 59 منتجًا، شملت: 43 سروالًا داخليًا خاصًا بالدورة الشهرية 8 فوط قابلة لإعادة الاستخدام 4 أكواب حيض 3 سراويل سلس البول قابلة لإعادة الاستخدام فوطة واحدة لسلس البول قابلة لإعادة الاستخدام كما شملت الدراسة في جزء منفصل تحليلًا لبعض أنواع السدادات القطنية (تامبونات). للحماية من "المواد الكيميائية الأبدية" بأمريكا.. طرح معايير جديدة لمياه شرب آمنة قال بيزلي:"لم نذكر أسماء الشركات المصنّعة في دراستنا، لكن الغالبية كانت من شركات أمريكية". وأضاف:"كما شمل التحليل عددًا قليلًا من المنتجات من أمريكا الجنوبية، وبعضها من أستراليا وأوروبا. ورغم أن عدد العينات كان محدودًا، فإننا نعتقد أنها تُمثّل عينة تصويرية واقعية للسوق". بالإضافة إلى قياس مركّبات PFAS الأيونية والحيادية، درست الدراسة ما إذا كانت مستويات PFAS المكتشفة منخفضة بما يكفي للإشارة إلى أن وجودها ناتج عن تلوث غير مقصود أثناء عملية التصنيع، كما بحث العلماء عن مستويات أعلى تشير إلى أن هذه المواد الكيميائية قد أُضيفت عمدًا. وأعرب بيزلي عن صدمته بعدما "وجدنا أنّ 33% من سراويل الدورة الشهرية و25% من الفوط القابلة لإعادة الاستخدام احتوت على مركّبات PFAS أُضيفت عمدًا، وغالبًا لمنع تسرّب السوائل من المنتجات". وأضاف أن العديد من المواد المستخدمة في هذه المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام تم استيرادها من مورّدين خارجيين في دول أخرى، قد لا يكون لديهم الوعي الكافي بمخاطر مركّبات PFAS مقارنةً بالمصنّعين المحليين. وتابع: "بدا الأمر عشوائيًا، ففي بعض الأحيان تُضاف PFAS إلى الطبقة الداخلية من القماش، وأحيانًا إلى الطبقة الخارجية، وأحيانًا بين الطبقات، وهذا يُشير إلى أنهم لا يعرفون فعليًا ما الذي يفعلونه". وعلّق بيزلي أنه "لا توجد أي علامات أو ملصقات توضّح ذلك، لذا لا يملك المستهلكون أدنى فكرة، لأنه لا توجد وسيلة تمكنهم من معرفة ما إذا كانت هذه المواد موجودة أم لا". دراسة: السدادات القطنية للنساء تحتوي على الرصاص والزرنيخ إلى ذلك، أشارت أليسا ويكس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى وجود بعض النتائج المشجّعة. وأجرت ويكس هذا البحث أثناء دراستها العليا في جامعة نوتردام، وهي الآن باحثة ما بعد الدكتوراه بكلية نيكولاس للبيئة في جامعة ديوك بولاية نورث كارولاينا. وقالت: "فقط جزء من المنتجات احتوى على مستويات عالية من PFAS، وهذا يعني أن استخدام هذه المواد ليس ضروريًا في تصنيع منتجات النظافة النسائية القابلة لإعادة الاستخدام"، مضيفة في بيان أنه "يجب أن يكون بإمكان المصنّعين إنتاج هذه المنتجات النسيجية من دون اللجوء إلى مواد كيميائية مثيرة للقلق". قالت كاثرين شيلينغ إن عددًا متزايدًا من المراهقين والبالغين يبحثون عن خيارات أكثر صداقة للبيئة، في وقت لا يزال فيه العلماء يجهلون إلى حدّ كبير كمية مركّبات PFAS وغيرها من المواد الكيميائية التي يُمكن أن يمتصّها الجسم عبر الأنسجة المهبلية مع مرور الوقت. وأضافت: "هذه فجوة كبيرة في فهمنا، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار عدد الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المنتجات شهريًا ولسنوات طويلة". وتابعت: "رغم أن هذه النتائج قد تبدو هامشية للوهلة الأولى، فإنها تسلّط الضوء على حاجة أوسع إلى البحث والتنظيم والشفافية بشأن المواد المُستخدمة في جميع منتجات الدورة الشهرية".


CNN عربية
منذ 4 أيام
- CNN عربية
هل تزيد الأطعمة فائقة المعالجة من خطر الإصابة بسرطان الرئة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة محتملة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، ما يُضيف سببًا جديدًا إلى قائمة طويلة من المخاطر الصحيّة المرتبطة بهذه الأطعمة، تشمل أمراض القلب، والسكري، والسمنة المفرطة.تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على مكونات غير شائعة أثناء الطبخ، أو إضافات تهدف إلى تحسين مذاق ومظهر المنتج النهائي، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.وتتضمن المكونات عادةً موادًا حافظة مُضادّة للعفن أو البكتيريا، وألوانًا ونكهات صناعية، وسكرّيات، وأملاح، ودهون مُضافة لتحسين النكهة، مثل مشروبات الصودا ورقائق البطاطس والمُثلّجات وقطع الدجاج المقليّة.وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Thorax، الثلاثاء ، أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 41٪ مقارنة بمن يستهلكون كميات أقل، حتى بعد أخذ عوامل أخرى بالاعتبار، مثل التدخين.مواد بلاستيكية دقيقة بعبوات الأغذية تلوث طعامنا وشرابنا واعتمد الباحثون على بيانات استبيان لأكثر من 100 ألف شخص حول عاداتهم الغذائية، مع مقارنتها بالسجلات الطبيّة الخاصة بتشخيصات سرطان الرئة.وأظهرت النتائج أنّ متوسط استهلاك الأطعمة فائقة المُعالجة بلغ نحو ثلاث حصص يومياً لكل شخص. وكانت أكثر العناصر استهلاكاً هي اللحوم المُصنّعة (اللانشون)، والمشروبات الغازية الخاصة بالحمية أو المحتوية على الكافيين، وكذلك المشروبات الغازية منزوعة الكافيين.وأشار الباحثون إلى أن "المعالجة الصناعية تُغيّر بنية الطعام، ما يؤثر على توفر العناصر الغذائية وامتصاصها، ويؤدي كذلك إلى توليد مُلوّثات ضارّة".وتمّ التركيز بشكل خاص على مادة "الأكرولين"، التي قد تتكوّن نتيجة حرق التبغ والخشب والبلاستيك والبنزين، وكذلك عند طهي الدهون والزيوت على درجات حرارة مرتفعة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).وأكّد الباحثون أن الدراسة من النوع "الرصدي"، أي أنها لا تثبت بشكل قاطع أن الأطعمة فائقة المُعالجة تسبب سرطان الرئة، بل تُظهر وجود ارتباط بين الاثنين، بحسب الدكتور ديفيد كاتز، اختصاصي الطب الوقائي ونمط الحياة الصحي، غير المشارك في الدراسة.وأضاف: "تشير هذه الدراسة بقوة إلى أن الأطعمة فائقة المُعالجة قد تُساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة".ماذا نعرف عن سرطان الرئة وما الأعراض التي تثير القلق؟ يُعد سرطان الرئة أحد أشكال السرطان الأكثر شيوعًا، حيث تم تسجيل ما يُقدَّر بنحو 2.4 مليون حالة جديدة حول العالم في العام 2022، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.لكن المرض ليس مرتبطًا بالمُدخنين فحسب، بل يمكن أن يصيب غير المدخنين أيضًا، ما يشير إلى وجود عوامل أخرى مؤثرة مثل النظام الغذائي.كيف ذلك؟غالبًا ما يرتبط تناول الأطعمة فائقة المعالجة بانخفاض جودة النظام الغذائي، مثل زيادة استهلاك الدهون المشبعة والمواد الكيميائية والملح والسكر، إضافة إلى ارتفاع استهلاك السعرات الحرارية.وأوضح كاتز أن هذه العوامل يمكن أن تسبب الالتهاب، وهو مسار رئيسي في تطور وتقدم السرطان، كما تؤثر سلبًا على ميكروبيوم الجسم وتضعف وظيفة الجهاز المناعي، ما يمنح الخلايا الخبيثة فرصة للانتشار.وأوضح توم برينا، وهو أستاذ طب الأطفال والتغذية البشرية والكيمياء في كلية ديل الطبية بجامعة تكساس في أوستن، أن الأطعمة فائقة المعالجة عادةً ما تكون منخفضة في أحماض "أوميغا-3" الدهنية، وهي دهون صحيّة وأساسية لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه. ونظرًا إلى أن "أوميغا-3" يُقلّل من فترة صلاحية الطعام، يتم التخلّص منه عادةً أثناء عمليات التصنيع.هل يمكن أن يؤثر طعامك على جودة نومك؟ إليك ما يقوله الخبراء أوضح كاتز أن الصحة وجودة الغذاء تتحسّن عندما يعتمد الناس بشكل رئيسي على الأطعمة الطبيعية الكاملة وغير المُصنّعة، مثل الخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والفاصوليا، والعدس، والمكسرات.وإذا كنت ترغب بتغيير نظامك الغذائي، تنصح الدكتورة فانغ فانغ تشانغ، رئيسة قسم علم الأوبئة الغذائية وعلوم البيانات بكلية فريدمان لعلوم التغذية والسياسات في جامعة "تافتس"، بوسطن، بقراءة ملصقات الطعام.وقالت: "تجنب الأطعمة التي تحتوي على قوائم طويلة من المكونات بأسماء غير مألوفة، فهي غالبًا ما تكون إضافات، ومواد حافظة، ونكهات صناعية".وأوضح كاتز في حديثه مع CNN: "إذا كنت معتادًا على تناول الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة، فحاول تقليلها وتناول الكثير من الأطعمة الحقيقية".وخلص إلى أنّ "الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى تتكيّف براعم التذوق لديك.. لكن إذا منحت نفسك بضعة أسابيع لتعتاد عليها، فقد تبدأ في تفضيل مذاق المكونات الطبيعية أكثر".