
الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ تعتزم الإبحار إلى غزة على متن أسطول الحرية
باريس: تبحر الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ مع نشطاء آخرين الأحد إلى غزة على متن سفينة إنسانية احتجاجا على الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وفق ما أفادت نائبة فرنسية فلسطينية.
وينظم الرحلة 'أسطول الحرية'، وهو تحالف من مجموعات معارضة للحصار الذي فرضته إسرائيل في 2 مارس/ آذار على غزة ولم تبدأ برفعه إلا مؤخرا.
وقالت ريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي المشاركة في الرحلة، إن العملية لها 'أهداف متعددة: إدانة الحصار الإنساني والإبادة الجماعية المستمرة والإفلات من العقاب الممنوح لدولة إسرائيل، ورفع مستوى الوعي الدولي'.
وأثارت حسن، وهي شخصية بارزة في الحزب اليساري 'فرنسا الأبية'، جدلا في الماضي بتصريحاتها حول الشرق الأوسط.
وكان من المقرر أن تزور الأراضي الفلسطينية المحتلة في فبراير/ شباط مع وفد من البرلمان الأوروبي، لكنها قالت إنها مُنعت من دخول إسرائيل.
وكان من المقرر أن تقوم ثونبرغ، التي اشتهرت بتنظيم احتجاجات للمراهقين من أجل المناخ في بلدها السويد، بالرحلة إلى غزة في وقت سابق هذا الشهر على متن سفينة تابعة لتحالف أسطول الحرية، لكن السفينة تعرضت للتخريب أثناء رحلتها.
وقال ناشطون إنهم يشتبهون في أن غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة وراء الحادث.
وصرّحت حسن على مواقع التواصل الاجتماعي 'لضمان أمننا، وكذلك نجاح مهمتنا، نحتاج إلى أقصى قدر من التعبئة العامة لهذه المبادرة'.
وأعلن البيت الأبيض الخميس أنّ إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم تقديمه أيضا إلى حركة حماس، لكن الحركة الإسلامية اعتبرت أن المقترح 'لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا'.
(أ ف ب)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 32 دقائق
- القدس العربي
غزة : لحظة مراجعة فلسطينية كبرى؟
أعلنت حركة «حماس» وفصائل المقاومة، أمس الأحد، تعديلات على المقترح الأمريكي على اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، وهو ما اعتبرته إسرائيل رفضا للهدنة ومبررا لاستئناف مسلسل الإبادة. تعتبر هذه مناسبة لمراجعة فلسطينية كبرى للأحداث المهولة التي تعرّض لها الفلسطينيون، وفي صلب هذه المراجعة بالتأكيد، تحميل كثيرين مسؤولية ما حصل لـ «حماس» (وليس لإسرائيل). أعادت الأحداث التي جرت بعد 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023 وضع الشعب الفلسطيني في ظروف تذكر بأحوال نكبة 1948، وحمّلت حركة «حماس» مسؤولية تعريض الشعب الفلسطيني لهذه المحنة الكبرى التي تهدد بإنهاء الوجود الفيزيائي للفلسطينيين على أرضهم التاريخية، عبر أشكال تتدرج من الاستيطان المتوسع، وخطط التطهير العرقي، وصولا إلى ممارسة الإبادة الفعلية والثقافية. تفترض الانتقادات لحركة «حماس» أنه لو لم تحصل عملية «طوفان الأقصى» فإن هذه الخطط الإسرائيلية كان يمكن مجابهتها بالسياسة والدعم العربي والدولي للفلسطينيين، وأن تلك العملية أعطت نتنياهو المبرر للخروج من الأزمة التي كانت تقسم المجتمع الإسرائيلي بين العلمانيين والمتدينين ومكنته من توحيد الإسرائيليين خلفه، ووفّرت له الغطاء السياسي (والسلاح) الأمريكي والأوروبي لشن حرب شاملة على الفلسطينيين ضمن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» و«القضاء على إرهاب حماس». من الانتقادات المهمة أيضا لـ«حماس» أن الحركة لم تقم باستشارة الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية أو التنسيق مع السلطة الفلسطينية والدول العربية في هذا القرار الخطير جدا بمواجهة إسرائيل، وهي بالتالي تتحمل مسؤولية آلاف الأرواح التي أزهقت، والتداعيات المهولة التي زلزلت أركان الشعب الفلسطيني، وأزهقت أرواح عشرات الآلاف من أبنائه. من الانتقادات المتكررة أيضا للحركة أنها لم تفهم أو تقدر توازنات العالم، وأنها ورطت حلفاء لها في المنطقة، من إيران واليمن إلى العراق وسوريا ولبنان الخ. تتجاهل هذه الانتقادات، بداية، أن هذه الحرب الأخيرة سبقتها حروب إسرائيلية سابقة ضد غزة في 2008 و2012 و2014 و2019 و2021، كما تفترض لأخذها على محمل الجد أن الاستيطان واحتلال ومصادرة الأراضي، وخطط تهويد القدس والأقصى، والعمل على إنهاء القضية الفلسطينية ومشروعاتها السياسية، لم تكن جزءا أساسيا من برامج وسلوكيات قوى اليمين الإسرائيلي من الليكود، مرورا بطيف سياسي إسرائيلي واسع موافق على هذا البرنامج. تمثّل الحرب الأخيرة، بهذا المعنى، استكمالا لسياق عسكري ـ سياسيّ متواصل، ويعتبر انفجارها، وكذلك تداعياتها اللاحقة، تطوّرا طبيعيا لسياق غير طبيعي، هو تعريف إسرائيل باعتبارها إلغاء لفلسطين والفلسطينيين، وليست حدثا منفصلا عن الواقع أو فكرة «انتحارية» خطرت في بال يحيى السنوار وقيادة «كتائب القسام» وحركة «حماس» فنفذتها. في المقابل، وضعت النكبة الجديدة للفلسطينيين معادلات العالم، والإقليم، والمنظومة العربية، في أزمة ذات أبعاد كبيرة استدعت تدخلات مباشرة من أمريكا (بالتعاون مع قطر ومصر) لرعاية اتفاق لوقف إطلاق النار، وضغوطا متزايدة من أوروبا على إسرائيل لوقف حصارها التجويعي للقطاع ووقف المجازر فيه، كما أعادت تفعيل الجهد العربي بطرق جديدة تعتمد الصفقات والعلاقات المباشرة مع الإدارة الأمريكية. نتج عن الدينامية الكبرى لتداعيات الحدث ظهور نظام حكم جديد في سوريا بعد حقبة دكتاتورية استمرت 55 عاما، وانتخاب رئيس لبناني ورئيس وزراء متوافق عليهما عربيا وعالميا، ومفاوضات على مشروع إيران النووي (ونفوذها في المنطقة العربية). فجر قرار عملية «حماس» العسكرية التوازنات بين الفلسطينيين وإسرائيل، ووضع المشروعين الإسرائيلي والفلسطيني في مواجهة قصوى، وهو ما وضع العرب (الذين كانوا يتحضرون للتطبيع مع إسرائيل) والعالم (المتواطئ مع إسرائيل) أمام الواقع الصريح للطبيعة الإبادية الإسرائيلية، دافعا المسار البطيء المتدرّج للإبادة والاستيطان والتطهير العرقي إلى حدّه الأقصى الممكن، كما رفع الحاجة لحل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية إلى مستوى غير مسبوق. الخيار الآن هو بين سيادة الهمجية في العالم وبقاء الفلسطينيين.


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
'ويتكوف' بين مطالبة حماس بالضمانات وخبث نتنياهو.. وتصعيد في إسرائيل بين الجيش والحكومة
عاموس هرئيل عاد ترامب وأكد أن إسرائيل وحماس قريبتان من صفقة تبادل جديدة. 'أعتقد بوجود احتمالية. سأبلغكم عن ذلك اليوم أو غداً'، قال الرئيس وتوقع قرب اتفاق بين أمريكا وإيران حول كبح المشروع النووي الإيراني. حتى أمس، لم تصل التحديثات التي وعد بها. ربما ستعطى قريباً. كالعادة، لا يدخل إلى التفاصيل، ويبدو أن الأمر يتعلق بنرجسية لجذب انتباه وسائل الإعلام. التوقع اليائس لكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين لبشرى جيدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، أقل أهمية عنده. الاتصالات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم تعد تجري مع طاقم المفاوضات الإسرائيلي الآن، ولا تقوم بإشراك الوسطاء، مصر وقطر. ترامب ومبعوثوه يتحدثون مباشرة مع نتنياهو، والمبعوثون في اتصال مباشر أيضاً مع قيادة حماس في الخارج، التي يوجد كبار قادتها في الدوحة. بعد أن أعلنت إسرائيل عن قبول الخطة الجديدة التي عرضها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، باتت الكرة الآن في يد حماس. الاتصالات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم تعد تجري مع طاقم المفاوضات الإسرائيلي الآن، ولا تقوم بإشراك الوسطاء، مصر وقطر أعطت حماس أمس بعد الظهر رداً أساسه 'نعم، لكن'. ربما يمكن التغلب على بعض التحفظات التي قالتها حماس، لكن مطالبة حماس الأساسية هي تقديم ضمانات أمريكية توفر لها مستوى أمان مرتفعا بعدم عودة إسرائيل للقتال بعد حصولها على الـ 10 مخطوفين الأحياء والـ 18 جثة. أمس، رفض ويتكوف رد حماس، وقال انه 'غير مقبول'، وأعاد المحادثات إلى الوراء. إزاء صعوبة استمرار الحرب لوقت طويل، بسبب تحفظات ترامب، سيطلب نتنياهو صفقة جزئية فقط. فبعد وقف إطلاق النار الذي سيستمر شهرين تقريباً، سينوي استئناف القتال. هذا هو السيناريو الذي تخشاه حماس، لذلك يطالبون بضمانات من ترامب وويتكوف. السؤال هو: هل ستكون حماس على قناعة بأن الرئيس سيفي بأقواله ويفرض على نتنياهو بعد ذلك إنهاء الحرب وانسحاباً شاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع مقابل تحرير جميع المخطوفين وإعادة الجثث. ما زال القتال يجري ببطء، إلى جانب هجمات جوية كثيفة. يبدو أن إسرائيل تستخدم الآن حركة القوات البرية كتهديد على ما يتوقع للفلسطينيين وحماس إذا لم تتحقق صفقة التبادل. يبذل الجيش أيضاً جهوداً كبيرة للدفع قدماً بالخطة الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية. المراكز اللوجستية تواصل العمل بإدارة أمريكية، رغم تشويش نابع من تدفق الجمهور للحصول على مساعدة ورغم محاولة حماس تخريب هذه العملية. إسرائيل لا تنجح في تجنيد الأمم المتحدة لهذه العملية، والوكالات العاملة من قبلها ترفض التعاون معها. في الوقت نفسه، تواصل حكومة نتنياهو إدارة حرب مانعة ضد اتفاقات اليوم التالي للحرب، لكيلا يشمل الحل في القطاع السلطة الفلسطينية. اليوم قد يلتقي مع محمود عباس في رام الله وزراء خارجية لعدة دول عربية وإسلامية، من بينها السعودية وقطر ومصر وتركيا. إسرائيل قررت منع هذه الزيارة رغم اعتمادها على هذه الدول في إدخال المساعدات إلى القطاع وبلورة تفاهمات عند انتهاء الحرب. الحوار الكثيف بين ترامب ونتنياهو يتناول أيضاً المفاوضات مع إيران. أمس، نشرت الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريراً خطيراً جاء فيه بأن إيران تمتلك الآن كمية من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة، الذي يكفي لإنتاج 10 قنابل نووية بعد تحويله إلى المستوى المطلوب، 90 في المئة. الكمية التي في يد إيران ازدادت 50 في المئة. وحسب المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، فإن عملية إنتاج القنبلة نفسها قد تستغرق 6 – 18 شهراً آخر. أصدر نتنياهو بياناً استثنائياً السبت دعا فيه العالم للعمل. ولكن ترامب قد يستخدم هذه المعطيات في الاتجاه المعاكس، ويدعي بأنه دليل على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيران سريعاً. ضريبة كلامية في الوقت الذي يدفع فيه نتنياهو والوزراء ضريبة كلامية لتحرير المخطوفين وإفشال تحقيق اتفاق بالفعل، فإن الشعور العام في إسرائيل مختلف كلياً، كما تدل على ذلك جميع الاستطلاعات التي تشير إلى دعم كبير للصفقة التي ستشمل إعادة جميع المخطوفين مقابل إنهاء الحرب. في الأسبوع الماضي، تم الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 47 على سقوط قادة سرايا في لواء المظليين، النقيب نير زهافي والنقيب يفتاح عين، اللذين قتلا في عملية 'شليخت' في جنوب لبنان. ما كتبه أصدقاء غي زهافي، شقيق نير، تمت قراءته في هذا الاحتفال الذي جرى في ذكرى مرور 600 يوم على الحرب وعلى المخطوفين، حسب قوله. 'قبل أسبوع، قتل في غزة جندي من 'غولاني'، دانييلو موكنو'، كتب غي. 'لم أستطع الاستمرار عند جزء التحقيق في حادثة انهيار المبنى، التي بحسبها عمل الجنود لساعات من أجل إنقاذ دانييلو من تحت الأنقاض، والقادة المسؤولون لم يوافقوا على ترك المكان بدونه. هذه بالضبط قصة إنقاذ نير في عملية شليخت من المبنى في قاعدة الكوماندو البحري لـ 'فتح' بين صور وصيدا، الذي انهار عليه وعلى يفتاح. لا يتصرفون هكذا كشف روعي شارون الأسبوع الماضي قضية مقلقة. الجنديان من لواء 'الناحل'، اللذان كانا على وشك التسريح وخدم كل منهما مدة سنة ونصف في القطاع، أبلغا القادة بأنه لا يمكنهما الاستحمال أكثر، وهما يريدان إعفاءهما من دخول آخر إلى الحرب. حكم المسؤولون عنهما بعقوبة السجن الفعلي، أحدهما 15 يوماً والآخر 20. كل محاولات شارون وغيره لإلغاء أو تقليص سوء هذا المصير واجهها الجيش الإسرائيلي بمعارضة كبيرة. الجنديان من لواء 'الناحل'، اللذان كانا على وشك التسريح وخدم كل منهما مدة سنة ونصف في القطاع، أبلغا القادة بأنه لا يمكنهما الاستحمال أكثر، وهما يريدان إعفاءهما من دخول آخر إلى الحرب الجنديان من رجال الاحتياط، تجندا للخدمة الالزامية في آب 2022، ومؤخراً أنهيا الخدمة النظامية. الجيش الإسرائيلي في الواقع قرر مجددا تمديد الخدمة النظامية لثلاث سنوات بدلاً من 32 شهراً. ولكنها خطوة قوبلت بصعوبات تشريعية في الكنيست. لذلك، هو يتبع طريقة إشكالية التي يحصل فيها الجندي الذي على وشك التسريح فوراً على الأمر 8 ويتم تجنيده للاحتياط، ثم يذهب مباشرة للخدمة النظامية في إطار نفس الكتيبة النظامية التي خدم فيها. البعض يفترضون أن الجيش يخشى من انهيار كبير إذا تعامل بتساهل مع رفض الجنود. مع ذلك، الصفوف غير كاملة. فعبء العمل وما يصاحبه من استنزاف الوحدات النظامية كبير جدا، ويتم تسريح الكثير من الجنود من الخدمة الحربية بسبب مشاكل صحية، خاصة بسبب صعوبات نفسية. هذه ظاهرة منتشرة ولا تحظى إلا باهتمام محدود مقارنة مع الصعوبات التي تواجه جنود الاحتياط، الذين يسهل عليهم هم وزوجاتهم التواصل مع وسائل الاعلام. غضب الجيش يزداد من سلوك الحكومة الساعية لتمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة. نتنياهو هدد مؤخراً بإقالة رئيس لجنة الخارجية والأمن، عضو الكنيست يولي أدلشتاين (الليكود) من منصبه لأنه لا يتعاون مع خطوات رئيس الحكومة والحريديم. هذه هي خلفية غياب التشريع بشأن تمديد الخدمة الالزامية: الحكومة تخشى من الردود، في الوقت الذي تشرعن فيه تهرب شباب القوائم الحريدية. هذا مثل وضع أصبع في عين الجمهور الذي يخدم، ونظرة الجنود القاسية الذين لم يعودوا يستطيعون مواصلة الخدمة، في حين أن الفجوات في الوحدات المقاتلة خطيرة جداً، وهذا أحد مظاهر مشكلة أكبر لدى المستوى السياسي والجيش. يبدو أنه لن يكون أمام رئيس الأركان أيال زامير أي خيار في القريب باستثناء تشديد الخطوات الرمزية، وعلى الأقل إصدار المزيد من أوامر التجنيد لعشرات آلاف الحريديم المتهربين من الخدمة برعاية القوة السياسية لممثليهم في الحكومة والكنيست. في بداية الحرب، قرر قائد لواء نظامي تشديد القواعد مقارنة مع الألوية الأخرى ومنع جنوده من الخروج إلى إجازة من القطاع لأشهر كثيرة. احتجاجات الآباء لم تساعد، والصحافيون وقادة اللواء كانوا حذرين من التدخل في اعتباراته لفترة طويلة. نأمل هذه المرة أن تستيقظ القيادة العليا وتعمل على تخفيف العقوبة على الأقل. العقوبة التي حكم بها قائد الكتيبة على جنديين من 'الناحل' مبالغ فيها. ما هكذا يتصرف الجيش الذين يعنى بمقاتليه، وهكذا يعمل الجيش الذي يسير نحو التفكك. يعملون الخير أحد الادعاءات التي طرحها لواء 'الناحل' لتبرير التصميم أمام الجنديين هو أن الأمر يتعلق بمشغلي حوامات، وأن الكتيبة بحاجة إليهما بسبب أهمية مهمتهما المحددة. رغم أن حجم استخدام الحوامات ازداد كثيراً في الحرب، لكن الجيش تنقصه حوامات للوحدات العاملة على الأرض، كما أن هناك نقصاً في الجنود الذين اجتازوا دورات تدريب على تشغيل الحوامات. الجنرال احتياط يعقوب بنجو، الرئيس السابق لقسم التخطيط في هيئة الأركان، الذي تم تسريحه من الجيش قبل فترة قصيرة على اندلاع الحرب، نشر في الشهر الماضي مقالاً عن استخدام الحوامات في الحرب، في إطار مركز بيغن السادات في جامعة بار ايلان. بنجو، الذي كتب المقال، هو أحد العاملين في شركة 'البيت'، الذي لم يسمح بنشر اسمه، طلب إنشاء وحدة حوامات في الجيش الإسرائيلي. تناول المقال بالأساس الحوامات الانتحارية الرخيصة. حسب قول كتاب المقال، فإن الثورة التي أحدثتها الحوامات في ساحة المعركة 'تغير طبيعة الحرب البرية وكل أبعاد القتال. الحديث لا يدور عن وسيلة قتال جديدة أخرى أو تطوير تكنولوجي واسع الانتشار، بل عن ثورة حقيقية تؤثر على تقنية القتال، وطبيعة تنظيم القوات وإدارة الحرب التكتيكية… الحوامة الهجومية تقتضي من التفكير العسكري أن يتطور ويترك نظريات الماضي التي كانت ذات صلة بعصر الحرب الباردة، ولها علاقة بعمليات القتال ضد الإرهاب، لكنها لا تقدم رداً في ساحة القتال الحالية'. هآرتس 1/6/2025


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
مخاوف يهودية أميركية إزاء استبعاد ترامب لإسرائيل في المنطقة
أثارت وتيرة التنافر في الآونة الأخيرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، وما زالت مخاوف يهودية أميركية جدّية من أن يكون ذلك مؤشراً على حصول تغييرات في قواعد "لعبة النفوذ" الإسرائيلي في واشنطن حتى لو تحت سقف العلاقات الخاصة بينهما. ولعل أكثر ما يقلق هذه الجهات أن الكونغرس الذي طالما لعب دور الحارس والضامن لهذا النفوذ وامتيازاته، اضمحل دوره أكثر وأكثر في مجال السياسة الخارجية، خاصة في شؤون الشرق الأوسط، مع رئاسة ترامب الثانية، وتجلّى ذلك مؤخراً حين اكتفى بـ"التفرّج" إزاء استبعاد الرئيس لحكومة نتنياهو حتى من التشاور معها في قرارات وسياسات إقليمية كان عادة يجري التنسيق بين واشنطن وتل أبيب بخصوصها مثل، الصفقة مع الحوثيين ، و التفاهمات مع حركة حماس بشأن إخلاء سبيل الجندي الإسرائيلي الذي يحمل جنسية أميركية عيدان ألكسندر، والتفاوض مع إيران وبشأن الملف السوري، إذ كانت المؤسسة الأميركية التي تستقوي بها ضد أي إدارة تحاول كبحها وإن بالحد الأدنى، ما عادت قادرة على القيام بهذا الدور في ظل رئاسة تمسك بإحكام الأغلبية الجمهورية المسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب. وعملت القوى اليهودية الأميركية المحسوبة بصفة مفاتيح إسرائيلية، منذ خمسينات القرن الماضي لبناء علاقات قوية تربط إسرائيل بالحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، وأنشأت لهذا الغرض مؤسسات على رأسها اللوبي الإسرائيلي، وفروع ناشطة انتخابياً وسياسياً وثقافياً في كل الولايات لمساندة ودعم المرشحين المؤيدين لإسرائيل لضمان وصول أكثرية مؤيدة للاستمرار في تقديم المساعدات لإسرائيل، كما في تبني التشريعات المواتية لها واجتناب أي قرار أو مشروع قانون يتعلق بالشرق الأوسط لا يخدم مصالحها. تحليلات التحديثات الحية تجاهل ترامب لإسرائيل: تهميش لنتنياهو أم تجاوز للحليف؟ أما الآن فقد "انطوى هذا الكتاب"؛ إذ إنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض ازداد انحسار دور الكونغرس في الملفات الخارجية عموماً والشرق أوسطية خصوصاً وذلك نتيجة لتجاهل الرئيس للكونغرس في هذا الخصوص. فمن غير المتوقع مثلاً أن يعرض على هذا الأخير أي اتفاق نووي قد يتم التوصل إليه مع إيران. يقول إليوت أبرامز المبعوث السابق لإيران وفنزويلا "تراجع دور الكونغرس في هذا الحقل تفاقم بعد عودة ترامب وجنوحه إلى تعزيز سلطاته الرئاسية". ويضيف "في أي شيء يتعلق بالسياسة الخارجية عليك بحث الموضوع مع ترامب أو المبعوث ستيف ويتكوف". يشار في هذا السياق إلى تزايد الكلام حول أن كثرة المبعوثين (آخرهم توماس باراك مبعوثاً لسورية وهو سفير واشنطن في أنقرة) بدأت تحجب حضور وزير الخارجية ماركو روبيو، حتى لو كان ذلك عن غير قصد. وبرز ضمور دور الكونغرس على هامش تنامي الخلاف بين الرئيس ونتنياهو، حول النووي الإيراني بشكل رئيسي وبصورة أخف حول وقف النار في غزة، إذ إن إصرار ترامب كما بات واضحاً، على صفقة مع طهران اصطدم بإصرار نتنياهو المعاكس. وفي ضوء ما سبق، أثارت الخطوات السابقة التي اتخذها الرئيس رداً على معاكسة نتنياهو، خشية الأوساط اليهودية التي رأت فيها خفضاً "لمنزلة الأولوية" التي كانت إسرائيل تتمتع بها "كحليف هو الأقرب لها" في المنطقة، في معادلة جديدة يتحكم فيها ترامب الذي "لا يتحدى هذا الكونغرس رغباته". وترجح التوقعات مضي نتنياهو في خطه عبر ورقة التخريب قدر الإمكان على الاتفاق مع إيران، وتبدو الغارات الإسرائيلية الجمعة على مناطق في الساحل السوري، جزءًا من هذه الورقة، مع عدم استبعاد قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بحسب ما ذكرت معلومات في أواخر الاسبوع المنصرم. وكانت مكالمة ترامب الجمعة مع نتنياهو ساخنة وبلهجة "التحذير" من الاستمرار في خط المشاكسة، كما ألمح الرئيس في رده على سؤال في هذا الخصوص. مشكلة نتنياهو أن استعانته بالكونغرس غير واردة وغير مجدية لو حاولها، وواقع الحال أن ترامب يمسك بالمبادرة وبما يربك نواطير إسرائيل في واشنطن. فهل تتوسع دائرة التباين بينهما وإلى أي حدّ؟.