
الاتحاد الأوروبي يجهز لهجوم مضاد ضد رسوم ترمب
تُقدَّر قيمة السلع والخدمات المتبادلة بين الاقتصادين بأكثر من 5 مليارات دولار يومياً؛ ما يؤكد ضخامة هذه العلاقة التجارية المهددة. ووفقاً للمجلس الأوروبي، بلغ إجمالي حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 1.68 تريليون يورو (1.96 تريليون دولار) في عام 2024.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية للإعلان عن رسوم جمركية جديدة في حديقة البيت الأبيض في أبريل (أ.ب)
يتجه المفاوضون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نحو أسبوع حاسم من المحادثات المكثفة، لكن التقدم يبدو ضئيلاً. كانت بروكسل مستعدة في البداية لقبول اتفاق غير متوازن يميل لصالح الولايات المتحدة لكسر الجمود، وأعلنت المفوضية الأوروبية، يوم الأحد، أنها لا تزال ملتزمة بمفاوضات «ذات منفعة متبادلة». ومع ذلك، حذر متحدث باسمها من أن «جميع الخيارات مطروحة» في حال عدم التوصل إلى نتيجة مُرضية.
ويقول دبلوماسيون إن عدداً متزايداً من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، يدرسون الآن استخدام تدابير «مكافحة الإكراه» واسعة النطاق، التي من شأنها أن تسمح للاتحاد باستهداف الخدمات الأميركية وقطاعات أخرى في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفق «رويترز».
وفقاً لمصادر مطلعة لـ«بلومبرغ»، تريد الولايات المتحدة الآن فرض رسوم جمركية شبه شاملة على سلع الاتحاد الأوروبي بنسبة تزيد على 10 في المائة، مع تقليص الإعفاءات لتقتصر على قطاعات محدودة مثل الطيران، وبعض الأجهزة الطبية والأدوية الجنسية، وعدد من المشروبات الروحية، ومجموعة محددة من معدات التصنيع التي تحتاج إليها الولايات المتحدة. كما ناقش الجانبان سقفاً محتملاً لبعض القطاعات وحصصاً للصلب والألمنيوم.
وأضافت المصادر أن الجانبين ناقشا أيضاً سقفاً محتملاً لبعض القطاعات، بالإضافة إلى حصص للصلب والألمنيوم، وسبلاً لحماية سلاسل التوريد من المصادر التي تُفرط في توريد المعادن. وحذرت من أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق، فإنه سيحتاج إلى موافقة ترمب - وموقفه غير واضح.
بينما أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن مسؤولين أميركيين أبلغوا المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، أنهم يتوقعون أن يطلب ترمب المزيد من التنازلات من الاتحاد للتوصل إلى اتفاق، بما في ذلك رسوم أساسية على معظم السلع الأوروبية، قد تصل إلى 15 في المائة أو أكثر.
وقالت الصحيفة إن هذه كانت مفاجأة غير سارة للاتحاد الأوروبي، الذي كان يسعى للتوصل إلى اتفاق يُبقي الرسوم الجمركية الأساسية عند 10 في المائة، وهو ما يُمثل تنازلاً صعباً بالفعل لبعض دوله السبع والعشرين. وقد دفع هذا التحول ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا وأكبر مُصدّر لها، والتي كانت في السابق أكثر تشاؤماً تجاه الرد الأميركي، إلى التقرب من موقف فرنسا الأكثر تصادماً، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات.
وصرّح متحدث باسم المفوضية الأوروبية بأنه ليس لديه أي تعليق على المفاوضات الجارية.
مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش (رويترز)
وقال وزير التجارة الأميركي هاوارد لوتنيك في برنامج «واجه الأمة» على قناة «سي بي إس»، يوم الأحد: «أنا واثق بأننا سنتوصل إلى اتفاق». وأضاف: «أعتقد أن جميع هذه الدول الرئيسية ستدرك أنه من الأفضل فتح أسواقها أمام الولايات المتحدة بدلاً من دفع رسوم جمركية كبيرة». وأشار إلى أنه تحدث إلى مفاوضي التجارة الأوروبيين، صباح يوم الأحد.
وزير التجارة الأميركي هاوارد لوتنيك يدلي بشهادته أمام لجنة المخصصات بمجلس النواب بشأن طلب موازنة الرئيس الأميركي (رويترز)
وجّه الرئيس الأميركي رسالة إلى الاتحاد الأوروبي في وقتٍ سابق من هذا الشهر، محذراً إياه من أنه سيواجه رسوماً جمركية بنسبة 30 في المائة على معظم صادراته بداية من الأول من أغسطس. وإلى جانب فرض رسوم شاملة، فرض ترمب رسوماً بنسبة 25 في المائة على السيارات وقطع غيارها، وضعف هذه النسبة على الفولاذ والألمنيوم. كما هدّد باستهداف الأدوية وأشباه الموصلات برسوم جمركية جديدة ابتداءً من الشهر المقبل، وأعلن مؤخراً عن فرض رسوم بنسبة 50 في المائة على النحاس.
ويُقدّر الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية الأميركية تُغطي بالفعل 380 مليار يورو (442 مليار دولار)، أي نحو 70 في المائة من صادراته إلى الولايات المتحدة.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع وسائل الإعلام بعد حضور نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم (رويترز)
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على إعفاءات أوسع نطاقاً من تلك التي تقدمها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى سعيه لحماية الاتحاد من الرسوم الجمركية القطاعية المستقبلية. وبينما يُسلّم منذ فترة طويلة بأن أي اتفاق سيكون غير متكافئ لصالح الولايات المتحدة، سيُقيّم الاتحاد الأوروبي الاختلال العام في أي اتفاق قبل اتخاذ قرار بشأن أي إجراءات لإعادة التوازن، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ» سابقاً.
سفينة نقل سيارات في ميناء زيبروغ ببلجيكا (رويترز)
ومع تضاؤل احتمالات التوصل إلى نتيجة إيجابية واقتراب الموعد النهائي، من المتوقع أن يبدأ الاتحاد الأوروبي في إعداد خطة للتحرك بسرعة في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفقاً للمصادر. وأضافوا أن أي قرار بالرد سيحتاج على الأرجح إلى موافقة سياسية من قادة الاتحاد نظراً لخطورة الموقف. فمن المرجح أن تُفاقم أي تدابير مضادة، مهما كانت جديتها، خلافاً تجارياً عبر الأطلسي، نظراً لتحذيرات ترمب من أن الرد على المصالح الأميركية لن يؤدي إلا إلى استدراج إدارته إلى أساليب أكثر صرامة.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطلعة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تضغط الآن على الهيئة التنفيذية للاتحاد لإعداد تدابير جديدة وقوية للرد على الشركات الأميركية، تتجاوز فرض رسوم جمركية انتقامية على السلع، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي الذي حدده ترمب. وصرح مسؤول ألماني، يوم الجمعة، قائلاً: «جميع الخيارات مطروحة». وأضاف أن الوقت لا يزال متاحاً للتفاوض على اتفاق، لكنه أضاف: «إذا أرادوا الحرب، فسيحصلون عليها».
وقد وافق الاتحاد الأوروبي بالفعل على رسوم جمركية محتملة على سلع أميركية بقيمة 21 مليار يورو، والتي يُمكن تطبيقها بسرعة رداً على رسوم ترمب على المعادن. علماً أن هذه الرسوم تستهدف ولايات أميركية حساسة سياسياً، وتشمل منتجات مثل فول الصويا من لويزيانا، موطن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ومنتجات زراعية أخرى، والدواجن، والدراجات النارية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 29 دقائق
- الشرق للأعمال
أسعار الذهب تستقر مع تقدم محادثات التجارة وتراجع الدولار
حافظ الذهب على مكاسبه الممتدة لثلاث جلسات، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اتفاق تجاري طال انتظاره مع اليابان، ما أشار إلى إحراز تقدم في محادثات الرسوم الجمركية قبيل الموعد النهائي في 1 أغسطس. تم تداول الذهب قرب 3430 دولاراً للأونصة، مرتفعاً بنسبة 2.5% هذا الأسبوع، بعد أن أعلن ترمب فرض تعرفة بنسبة 15% على واردات من اليابان، و19% على الفلبين، الحليف الجيوسياسي الوثيق، ما أدى إلى صعود الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية. ويترقب المستثمرون حالياً ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق مع الصين، إذ قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إنه سيلتقي نظراءه الصينيين الأسبوع المقبل في ستوكهولم لعقد الجولة الثالثة من المحادثات، التي تهدف إلى تمديد هدنة الرسوم وتوسيع نطاقها، مع احتمال مناقشة استمرار بكين في شراء نفط من روسيا وإيران الخاضعتين للعقوبات. مكاسب الذهب مدفوعة بتراجع العوائد والدولار يراقب المتداولون أيضاً تراجع الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة، بعدما عبّر بيسنت عن دعمه لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي يتعرض لانتقادات من ترمب بسبب إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير بانتظار تقييم تأثير الرسوم على التضخم. ويؤدي ضعف الدولار والعوائد إلى دعم الذهب، الذي لا يدرّ فائدة ويُسعّر بالدولار الأميركي. ارتفع الذهب بنحو الثلث منذ بداية العام، وسط حالة من عدم اليقين الناتجة عن محاولات ترمب لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، ما عزز الطلب على الأصول الآمنة. وتداول المعدن النفيس في نطاق ضيق خلال الأشهر الماضية، إلا أن المكاسب الأخيرة دفعته للاقتراب من أعلى مستوى سجّله في أبريل فوق 3500 دولار للأونصة، حيث يتداول حالياً دون هذا المستوى بـ70 دولاراً تقريباً. ترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي مع قلة البيانات الاقتصادية الأميركية المهمة خلال الأيام المقبلة، ودخول مسؤولي الفيدرالي في فترة صمت قبيل اجتماع السياسة النقدية في 29 و30 يوليو، يتوقع المتداولون أن يراقبوا بدقة أي إشارات تميل نحو التيسير النقدي من قبل صناع القرار. في الساعة 8:39 صباحاً بتوقيت سنغافورة، سجل الذهب الفوري 3430.75 دولاراً للأونصة من دون تغيير يُذكر. وارتفع مؤشر "بلومبرغ" لقياس أداء الدولار بنسبة 0.1% بعد تراجعه بنسبة 0.4% في الجلسة السابقة. كما استقرت أسعار الفضة، بينما تراجعت أسعار البلاتين والبلاديوم.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
"لم يُسقطها الروس".. أوكرانيا تفقد أولى مقاتلات ميراج 2000
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده فقدت الثلاثاء أولى مقاتلاتها الفرنسية من طراز ميراج 2000 في حادث تحطم تمكن خلاله الطيار من القفز من الطائرة بسلام. وقال زيلينسكي في خطاب بثه الموقع الإلكتروني للرئاسة فجر الأربعاء: "للأسف، فقدنا إحدى طائراتنا المقاتلة. طائرة فرنسية، فعالة للغاية، إحدى مقاتلاتنا الميراج"، مؤكداً أن "الطيار تمكن من القفز، ولم يُسقطها الروس". من جهته، أعلن سلاح الجو الأوكراني أن الحادث وقع مساء الثلاثاء و"لم يتسبب بأي إصابات على الأرض". كما أضاف سلاح الجو في بيان أن "الطيار أبلغ مدير الرحلة عن عطل في معدات الطيران. بعدها تصرف بكفاءة، كما هو متوقع في حالة الطوارئ، وقفز بالمظلة بنجاح"، وفق فرانس برس. وتدرّب طيارون وميكانيكيون في شرق فرنسا على تشغيل هذه الطائرات المقاتلة التي صممتها شركة داسو للطيران والتي بدأت كييف تتسلمها في وقت سابق من هذا العام في إطار حزمة مساعدات عسكرية فرنسية لمواجهة الهجمات الروسية.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
رئيس مجلس النواب الأمريكي لا يتوقع فرض عقوبات على روسيا قريبا
قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون يوم الثلاثاء إنه لا يعتقد أن الكونجرس يجب أن ينظر في فرض عقوبات على روسيا إلا بعد انتهاء مهلة الخمسين يوما التي حددها الرئيس دونالد ترامب لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف جونسون، وهو جمهوري ونائب عن ولاية لويزيانا، خلال مؤتمر صحفي "كنا نتحدث عن فرض عقوبات على روسيا". وتابع "لكنني أعتقد أن مجلسي النواب والشيوخ متفقان على أنه بعد أن منح البيت الأبيض مهلة الخمسين يوما، علينا أن نسمح للقائد الأعلى للقوات المسلحة والإدارة ووزير الدفاع والبنتاجون بالقيام بما سيفعلونه، وسنرى كيف سينتهي الأمر". ويضغط بعض أعضاء الكونجرس من أجل فرض عقوبات صارمة على روسيا، بما في ذلك مشروع قانون في مجلس الشيوخ يدعمه 85 عضوا من الحزبين من شأنه أن يفرض رسوما جمركية 500 بالمئة على الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم وغيرها من الصادرات الروسية. وتستحوذ الصين والهند على حوالي 70 بالمئة من صادرات الطاقة الروسية، والتي تساعد في تمويل مجهودها الحربي. ومع ذلك، قال زعماء جمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب إنهم لن يطرحوا أي تشريع مرتبط بالعقوبات للتصويت دون موافقة ترامب. وكان ترامب هدد في 14 يوليو تموز بعقوبات صارمة على روسيا والدول التي تشتري النفط الروسي، لكنه أمهل موسكو 50 يوما للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار. ودعا جونسون إلى إنهاء الحرب قائلا "نحن بحاجة إلى السلام هناك. لقد طال أمد الحرب. الكثير من الأبرياء يموتون. ولا نريد المزيد من التدخل الأمريكي في هذا الأمر على الإطلاق".