
'آرمان ملي' الإيرانية تحاول قراءة علاقات مُلّغزة .. إسرائيل و'السويداء' السورية
قبيل أيام؛ اختطفت المليشيا المحسّوبة على 'مجلس السويداء العسكري'؛ بقيادة الشيخ 'حكمت الهجري'، الزعيم المعنوي للطائفة الدُرزية، بعض العشائر العربية في منطقة 'مقوس السويداء'، في المقابل خطفت العشائر عدد: (14) شاب دُرزي واندلعت مواجهات دامية بين المسلحين من الطرفين، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. بحسّب ما استهل 'صابر گل عنبري'، خبير الشأن الدولي، تحليله المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
وقبل ذلك؛ وقعت أحداث مشَّابهة في هذه المنطقة. ونتيجة للخطف والأسر المتبادل، كشفت وزارتا 'الدفاع' و'الداخلية' السورية عن إرسال وحدات عسكرية لإنهاء المواجهات بين الطرفين، لكن تعرضت هذه القوات إلى كمين قاتل في منطقة 'الزرعة'، راح ضحيته: (18) شخص، ونشر 'المجلس العسكري'؛ بقيادة 'الهجري'، صور للتمثيّل بأجساد العسكرين القتلى.
إسرائيل تدخل على خط 'السويداء'..
في أعقاب ذلك؛ أرسلت 'دمشق' إلى المنطقة معدَّات عسكرية أكبر شملت دبابات وقاذفات صواريخ؛ وكانت التطورات تتجه نحو توسيّع سيّطرة الحكومة المركزية في 'دمشق' على هذه المنطقة بسبب عدم وجود توازن في القوى بين الجانبين.
في هذه الأثناء؛ قررت 'إسرائيل' الدخول على الخط لصالح الدروز والحيلولة دون انهيار المعادلات الأمنية التي تبلورت في 'السويداء' بعد سقوط النظام السابق، وقصفت القوات الحكومية، وقصر رئاسة الجمهورية، ومقر 'وزارة الدفاع' السورية وغيرها.
بعد ذلك تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وانسحبت القوات العسكرية من 'السويداء'، لكن 'الهجري' لم يقبل ذلك.
إسرائيل تضع حدود أمنية جديدة..
لكن السؤال: لماذا تدخلت 'إسرائيل'؟.. في الواقع وضعت 'تل أبيب' سياسة السيّطرة الأمنية على جنوب 'سورية'؛ بعد سقوط 'الأسد'، على جدول أعمالها، ضمن إطار استراتيجيتها الإقليمية العامة لبلورة ترتيبات أمنية جديدة في نطاق عدة كيلومترات من المحيط الإسرائيلي بجنوب 'سورية'، وجنوب 'الليطاني' بلبنان، و'قطاع غزة' حتى صحراء 'سيناء' في مصر؛ (طرف اتفاقية كامب ديفيد).
وتهدف استراتيجية إقامة هكذا منطقة حول 'إسرائيل'، إلى إنهاء الوجود العسكري لـ (حماس) في الجنوب، و(حزب الله) في الشمال، باعتبارهما ضلعي (محور المقاومة)، وذلك للحيلولة دون تشَّكل وضع مشَّابه في جنوب 'سورية' واستمرار الوضع في 'سيناء' على ما هو عليه.
لكن الجنوب السوري؛ وبخاصة محافظة 'السويداء'، تحظى باهتمام إسرائيلي من عدة أوجه، الأول: موقعها الاستراتيجي بالنظر إلى حلولها ضمن المثُلث الحدودي: 'السوري-الإسرائيلي-اللبناني'، والدور الذي يُمكن أن تلعبه هذه المنطقة مستقبلًا في إعادة تسليح (حزب الله) من جديد.
الثاني: تنظر 'إسرائيل' إلى هذه المنطقة باعتبارها بوابة ضمان نفوذها وتأثيرها على 'دمشق'. لذلك، لا تسعى فقط إلى اجتثاث أي وجود للقوى المعارضة لها في جنوب 'سورية' و'السويداء'، بل تُريد أيضًا عبر وجودها العسكري المباشر وإنشاء وتنظيم تشّكيلات عسكرية متحالفة مع الدروز، فرض سيّطرتها الأمنية على هذه المنطقة إلى الأبد، وأن تتحكم في 'دمشق'، وتغييّر الوجه الأمني والجيوسياسي لبلاد 'الشام والشرق الأوسط' وفقًا لرؤيتها.
رد الجميل للدروز..
من ثم شنّت 'إسرائيل' هجماتها على 'سورية' في خضّم المفاوضات بين الحكومة السورية والمسؤولين الإسرائيليين، لكن دعم 'إسرائيل' الكامل للدروز السوريين في مواجهة الحكومة المركزية، بالإضافة إلى الأسباب المذكورة سابقًا وعدم الثقة بالنظام السوري الجديد، يُعتبر نوعًا من رد الجميل للدروز؛ الذين أغلقوا شوارعًا في 'إسرائيل'، خلال الأيام الماضية، وذهب بعضهم إلى داخل 'سورية' مطالبين بالحرب ضد 'دمشق'.
بشكلٍ عام؛ ورُغم معارضة بعض التيارات الدُرزية في بلاد 'الشام'؛ لـ'إسرائيل'، إلا أن هذه الطائفة تُعتبر الحليف الأكثر ولاءً لـ'إسرائيل'. ويتمتع الدروز في 'إسرائيل' نفسها، على عكس المسيحيين والمسلمين، بحضور قوي في أجهزة الدولة، خاصة في الجيش والمؤسسات الأمنية، وأبرز مثال على ذلك هو: 'غسان عليان'؛ أول قائد غير يهودي للواء (غولاني) النخبوي.
وفي الواقع؛ فقد تحولت القوات الأمنية والعسكرية الدُرزية إلى جزءٍ مهم من آلة العنف والقمع ضد الفلسطينيين، خاصة في 'القدس والضفة الغربية'، وقد يكون سلوكهم أحيانًا أكثر عنفًا من الجنود اليهود أنفسهم.
إعادة بناء الأمن الشامي كمدخل لـ'شرق أوسط جديد'..
بشكلٍ عام؛ فإن السياسة الدولية بقيادة 'الولايات المتحدة' والغرب تجاه 'سورية'، وحتى المنطقة ككل، لا تقوم على الفوضى وعدم الاستقرار الواسع، لأن ذلك لن يكون في صالح 'إسرائيل'، بل على إعادة بناء الأمن في بلاد 'الشام' تدريجيًا كمدخل لخلق نظام جديد في الشرق الأوسط.
وتتُابع تنفيذ هذا الهدف في 'سورية' بطريقتين متوازيتين، الأولى: خلق ترتيبات أمنية مستَّقرة في الجنوب. الثانية: محاولة مواءمة النظام السوري الجديد.
وحتى الآن؛ تمَّكن نظام 'الشّرع' بكسّب دعم ثلاث كتل: 'الإمارات، والسعودية، وقطر' و'تركيا'، من الحصول على اعتراف دولي ورفع العقوبات.
وبالفعل من غير المُرجّح اتخاذ خطوات لإسقاط النظم السوري الجديد، طالما لا تدخل 'دمشق' في مواجهة جادة مع 'إسرائيل'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
'اسكناس' الإيرانية تكشف .. الكيان الإسرائيلي ومسؤولية القحط في غزة
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: تابع العالم؛ منذ بداية هجوم الكيان الصهيوني الشامل على 'قطاع غزة'، منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية المعاصرة وأكثرها منهجية؛ تتضمن الحصار الكامل، وتدمير البُنية التحتية الأساسية، وقطع تدفق المواد الغذائية والعلاجية، ومهاجمة مراكز توفير الماء والطاقة، بهدف تركيع مجتمع مدني عبر سياسة التجويع. بحسب ما استهلت 'ليلى تقربي'؛ خبير قانوني، تحليلها المنشور بصحيفة (اسكناس) الإيرانية. هذا النهج يتطابق وانتهاك المادة (54) من البروتوكول الأول الإضافي رقم (1977) بـ'اتفاقيات جنيف' الرباعية. وتبحث هذه المقالة، في مسؤولية الكيان الصهيوني عن التجويع المتعمَّد في 'غزة'، بناءً على مصادر القانون الدولي الإنساني وممارسات المنظمات الدولية. وتحظر المادة (54) من البروتوكول الأول الإضافي، الاستفادة من سياسة التجويع كأسلوب حرب، وتنص على: 'منع استخدام التجويع كأداة حرب ضد المدنيين، وحظر تدمير أو إتلاف أو نقل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيّد الحياة، مثل مصادر المياه والغذاء والمحاصيل الزراعية'. وتهدف هذه المادة إلى حماية المدنيين في الصراعات الدولية المسلحة، والحيلولة دون الاستفادة من الوسائل التي قد تُهدّد بشكل مباشر حياة المدنيين. أمثلة للانتهاكات في 'حرب غزة'.. بحث التطورات الميدانية في 'قطاع غزة'؛ منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، حتى الآن، تُثبّت قيام الكيان الصهيوني بشكلٍ ممنهج ومتعمدَّ، بالإجراءات التالية للاستفادة من سياسة التجويع كسلاح حربي: 01 – فرض حصار كامل على 'غزة': منذ بداية العمليات، تم وقف دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والدواء إلى 'قطاع غزة' عبر المعابر البرية، لا سيّما في (رفح) و(كرم أبو سالم). 02 – تدمير البُنية التحتية: تسبب قصف المزارع، وأنظمة الري، ومخازن الغذاء، والمخابز في تعطيل الكثير من مراكز توفير الماء والغذاء. 03 – الحيلولة دون تدفق المساعدات الإنسانية: تعرضت قوافل 'الأمم المتحدة' الإغاثية، والمؤسسات غير الانتفاعية، غير مرة للهجوم أو العرقلة، وبلغ الأمر مستوى تدمير شاحنات الدقيق والماء في بعض الحالات. 04 – خلق مجاعة مصَّطنعة: بناءً على تقرير 'برنامج الأغذية العالمي'؛ (WFP)، فإن أكثر من: (90%) من سكان 'غزة' يُعانون من انعدام الأمن الغذائي على مستوى خطير؛ حيث أصبح خطر الموت بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال، حقيقيًا وفعليًا. مسؤولية الكيان الصهيوني الدولية.. في القانون الدولي؛ يُعدّ انتهاك القواعد الحاكمة، بما في ذلك القواعد الإنسانية، سببًا لقيام المسؤولية الدولية على عاتق الدولة المخالفة. وفي هذه الحالة؛ فإن الكيان الصهيوني، بسبب أفعاله المتعمدَّة في تجويع المدنيين، يتحمل المسؤولية الدولية للأسباب التالية: 01 – انتهاك الالتزامات العرفية: البروتوكول الأول الإضافي، ولم تصدَّق عليه 'إسرائيل'، لكن تُعرف بعض أجزاء البروتوكول مثل المادة (54) كقواعد عرفية دولية. وعليه فإن هذه المادة مُلزمة حتى بالنسبة للدول غير الأعضاء في الاتفاقية. 02 – المسؤولية الجنائية الدولية: استخدام المجاعة كسلاح حرب يُصنف في 'قانون الجنائية الدولية'، جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية في بعض الحالات. والمادة (8) من 'لائحة روما'؛ (المحكمة الجنائية الدولية)، تُصنّف التدمير المتَّعمد للمصادر الضرورية للبقاء على قيّد الحياة، ضمن زمرة جرائم الحرب. 03 – ضرورة التعويض والمساءلة: بحسّب مقدَّمة مواد مسؤوليات الحكومات بـ'لجنة القانون الدولي'؛ (ILC)، يتعيّن على الدولة المسؤولة تعويض الخسائر، والحيلولة دون تكرار الأمر. وحال الاستمرار والتعمد، تُتخذ الإجراءات القانونية الدولية للمساءلة. رُغم قوة الجرائم المرتكبة في 'غزة' واتساع نطاقها، لا يتجاوز رد الفعل المجتمع الدولي تجاه المجاعة في 'غزة'، مستوى الإدانات السياسية والبيانات العامة، مع هذا اعتبر مراسلو 'الأمم المتحدة' الخاصون مرارًا وتكرارًا أن إجراءات النظام الصهيوني تُمثّل استخدامًا للجوع كسلاح. وتقوم 'المحكمة الجنائية الدولية'؛ (ICC)، حاليًا بدراسة ملفات تتعلق بجرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قد تشمل أيضًا التسبب في المجاعات. وأشارت 'محكمة العدل الدولية'؛ (ICJ)، في قضية 'جنوب إفريقيا' ضد 'إسرائيل'، إلى نقاط حول احتمال حدوث 'إبادة جماعية' واستخدام 'المجاعة' كأداة.


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
بشأن الإبادة الجماعية بالقصف والتجويع 'آﮔـاه' الإيرانية تكشف .. شركاء الجريمة
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: رغم الكارثة المروعة في 'قطاع غزة'؛ ووفاة الأبرياء، وبخاصة الأطفال، تحت وطأة الجوع المفروض من الصهاينة، وبينما المجتمع الدولي يتخذ موقف المتفرج، تتكاسل الحكومات العربية والإسلامية عن القيام بدورها، ولم تُفرض عقوبات على الصهاينة قتلة الأطفال. بحسّب ما بدأت به صحيفة (آﮔـاه) الإيرانية الأصولية؛ تقريرها الذي نشرته حديثًا. لم تخفض حجم تعاملاتها التجارية مع 'إسرائيل'؛ بل إنها حطمت الرقم القياسي في حجم التجارة مع 'إسرائيل'؛ خلال العام 2023م، ذروة الاعتداء الصهيونية على 'قطاع غزة'. 'الإمارات' أكبر شريك تجاري للكيان الإسرائيلي في المنطقة.. 'الإمارات'؛ باعتبارها أول دولة تنضم إلى اتفاق العار المعروف باسم: (الاتفاق الإبراهيمي)، للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد تضاعفت صادراتها إلى الأراضي المحتلة خلال العامين الماضيين بمقدار خمسة أضعاف. وتحظى تجارة 'الذهب والنفط والفولاذ' بالحصة الأكبر في التجارة بين 'أبوظبي' و'تل أبيب'. ووصل معدل التجارة بين الجانبين إلى أعلى مستوى ممكن، ورغم معارضة الشعب الإماراتي على المستوى الإيديولوجي للعلاقات مع 'إسرائيل'، لكن 'أبوظبي' مستَّمرة في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع 'تل أبيب'. وكان السفير الإسرائيلي في الإمارات؛ 'يوسي شيلي'، قد كشف في وقتٍ سابق، عن التوقّيع على اتفاقية اقتصادية استراتيجية بين الجانبين، تهدف إلى توطيد التعاون في القطاع الجمركي، وغرد: 'اتفاق التعاون المتبادل في الشؤون الجمركية، يقوي العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات، وسيعمل على توطيد التعاون المستمر بين الجانبين'. وكانت 'الإمارات' قد وقّعت في العام 2023م؛ اتفاقية تحت عنوان: 'الشراكة الاقتصادية الشاملة'، يُتيّح للشركات الإماراتية الوصول إلى السوق الإسرائيلية. وبلغت تجارة 'الإمارات'؛ غير المسبّوقة مع 'إسرائيل'، ذروتها في الحرب على 'غزة'، وهو موضوع غير سري؛ بل إن صادرات المجوهرات والمعدات الصناعية بقيمة مليارات الدولارات، أثارت استياء أنصار 'القضية الفلسطينية'. والبيانات الرسمية الصادرة عن مراكز الإحصاء الإسرائيلية، توضح أبعاد غير مسبّوقة في التجارة بين 'الإمارات' و'إسرائيل'؛ خلال فترة الحرب على 'غزة'، تُغطي تحديدًا الفترة من تشرين أول/أكتوبر 2023م حتى شباط/فبراير 2025م، وتثبَّت البيانات أن 'الإمارات' كانت أكبر مصدَّر للسلع ذات المنشأ المحلي بين الدول العربية إلى 'إسرائيل'. وبحسّب البيانات؛ صدّرت 'الإمارات' خلال هذه الفترة: (1377) نوعًا من المنتجات المحلية الصنع إلى 'إسرائيل'، تشمل: (81) فئة سلعية رئيسة، أبرزها: 'المجوهرات، والمعدات الصناعية، والمعادن الخام'؛ حيث احتل 'اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمصنوعات الذهبية' صدارة هذه القائمة بقيمة: (9.584) مليون دولار، بالإضافة إلى صادرات 'الأسمدة الكيماوية والمواد الغذائية'؛ (بما في ذلك الفواكه والخضروات)، و'المشروبات، والإسمنت، والملح، والكبريت، والأدوية، والألعاب، والملابس' في قائمة السلع المصدَّرة. في المقابل؛ استوردت 'الإمارات': (763) نوعًا من السلع الإسرائيلية خلال نفس الفترة، بقيمة إجمالية بلغت: (737) مليون دولار، شملت: 'المجوهرات، والأدوات البصرية والطبية'؛ بقيمة: (6.159) مليون دولار، يليها 'المعدات الإلكترونية' بقيمة: (2.80) مليون دولار، ثم 'المواد الغذائية والمشروبات': (2.26) مليون دولار. ومن ثم فقد أصبحت 'الإمارات' أكبر شريك تجاري عربي للكيان الإسرائيلي خلال 'حرب غزة'، وبلغت حوالي ثُلثي إجمالي تجارة 'إسرائيل' مع الدول العربية. صدّر 'الأردن'؛ خلال عامٍ واحد، ما يُقارب: (500) مليون دولار إلى الأراضي المحتلة؛ حيث تُقدم الحكومة الأردنية 'الحديد والكهرباء'؛ لـ'إسرائيل'، وفي المقابل تحصَّل على 'الغاز والماء' من قتلة الشعب الفلسطيني. أما 'مصر'؛ كأول دولة عقدت سلامًا مع الصهاينة القتلة، فقد زادت حجم تجارتها مع 'إسرائيل' بنسبة: (168%)، وهذا يعني أنه بينما كانت 'القاهرة' تندَّد بظلم 'غزة' أمام العالم، كانت في نفس الوقت توقّع فواتير تجارية مع الصهاينة! كذلك؛ زادت 'البحرين' حجم تبادلاتها التجارية مع الصهاينة بنسبة: (12000%)، حيث يُقدم 'آل خليفة': 'الألمنيوم والحديد' للصهاينة لضمان استمرار صناعة القنابل والقتل الجماعي الإسرائيلي دون توقف.


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
'كيهان' الإيرانية : دعونا نفهم فكرة 'غزة العزلاء'
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: حاليًا؛ حلت روح الشيطان في جسد 'نتانياهو' الخبيث ومسؤولي الكيان الصهيوني. لدرجة أنهم في 'سورية' يسعون للتوسع والاختراق في عُمق الأرض، وفي 'غزة' يُفرضون حصارًا مميتًا على الأطفال الأبرياء الذين يُعانون من العطش والجوع ويُصارعون الموت. بحسّب ما استهل 'حسن رشوند'؛ تقريره المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية. في هذه المعركة غير المتكافئة، نرى على الساحة السياسية السورية حكامًا يندفعون بسرعة مذهلة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. أولئك الذين ادعوا أنهم جاءوا لإنقاذ الشعب السوري، رضخوا للإذلال واستسلموا لـ'إسرائيل'، وصمتوا أمام تقدم جنود الاحتلال في عمق بلادهم، وفضلوا التوافق مع نظام صهيوني قاتل للأطفال على المقاومة ضد عدوانيته. ممارسات 'إردوغان' المشينة.. على الجانب الآخر؛ هناك 'إردوغان'؛ الذي لا يأخذ خطر 'إسرائيل' الإقليمي على محمل الجد، ولا يرى في مؤامرة 'نتانياهو'؛ بفتح ممر باسم (داوود) والسيطرة على 'نهر الفرات'، تهديدًا لمطامعه الإقليمية. بل ربما يتصور أنه يستطيع استغلال الفوضى في 'سورية' لتحقيق مكاسب شخصية، وذلك يتخذ موقف المتفرج بدلًا من مواجهة جرائم 'إسرائيل' في 'سورية' والمنطقة. وينتقد بين الحين والآخر؛ الكيان الصهيوني، كي لا يبدو فارغ اليدين، بينما أطفال 'غزة' يموتون عطشًا وجوعًا بسبب الحصار اللاإنساني، هو وحكومته لا يحركون ساكنًا لرفع هذا الحصار، ويكتفون بعبارات احتجاجية على سلوك نظام 'تل أبيب'. في المقابل، تُثبّت الإحصائيات التجارية بين 'تركيا' و'إسرائيل'؛ خلال عامين من 'حرب غزة'، أن الكيان الصهيوني كان سينهار سريعًا لولا هذه العلاقات؟.. حكومة 'إردوغان' تعلم جيدًا أنها تُنقذ هذا النظام القاتل للأطفال بتوفير احتياجاته التجارية، بينما تقتل بأفعالها طفلًا في 'غزة' كل لحظة. الموقف العربي المخزي.. ولا يمكننا في هذه الحرب الغريبة ضد الفلسطينيين، إعفاء بعض الحكومات العربية التي تتباكى على عروبة 'فلسطين'، لأنهم إن لم يكونوا أكثر إثمًا من 'تركيا'، فلا شك أنهم ليسوا أقل منها. والسؤال: كيف يقبل أكثر من: (400) مليون مسلم في 'غرب آسيا'، وحوالي: ملياري مسلم حول العالم، أن يعيش: مليون و(300) ألف فلسطيني في 'غزة' تحت حصار الذئاب الصهيونية النجسة دون وجبة طعام واحدة أو زجاجة ماء؟.. لو تحركت اليوم كل دول المنطقة بإرسال سفن محملة بالغذاء والماء والدواء نحو الأراضي المحتلة، فهل يستطيع الكيان الصهيوني مواجهتها؟.. تخيل ماذا سيحدث لو تحركت: (50) سفينة شحن، وليس حتى سفينة سلاح، نحو 'غزة'؟.. لا شك أن الكيان الصهيوني سيركع وينصاع لإرادة الدول المسلمة. بل لنفترض أن الكيان أصابه الجنون وأخذ يعتدي على السفن، فهل سيستطيع كبح جماح غضب الشعوب المسلمة؟ أطفال غزة والمأساة العالمية.. المؤكد أن المؤتمرات السياسية الصورية لن توقف إبادة الصهاينة أو ترفع الحصار عن 'غزة'، وإلا لما استشهد: (60) ألفًا من أهلها وأصيب مئات الآلاف في شريط لا يتجاوز: (360) كيلومترًا مربعًا. هل في هذا العالم الصاخب مكان يبحث فيه طفل بين الأنقاض بيديه الصغيرتين وعينين دامعتين عن قطرة ماء أو لقمة خبز؟.. هذه الصورة لا تتكرر إلا في 'غزة'، الجرح النازف في جسد الأمة الإسلامية؛ منطقة تحت الحصار الكامل، تقصفها الصواريخ الصهيونية بلا رحمة، ويَّعم العالم صمت مطبق، وهي ما زالت حية، لكنها تتألم أكثر من أي وقتٍ مضى. أطفال 'غزة' هم أكثر ضحايا العالم ضعفًا اليوم. ففي الوقت الذي يُعاني: (40) ألف طفل من سوء التغذية و(10) آلاف من سوء التغذية الحاد، ينام العالم الرأسمالي، وليس شعوبه، في سكوت مميت. ملائكة لم يعيشوا طفولتهم، ولم يذوقوا الأمان، ولا يجدون حتى سقف يحميهم. صور الأطفال الهزيلة بأعين متوسلة تلتقطها كاميرات الصحافيين، وهي ترسل رسالة واحدة للعالم وللدول المسلمة: 'هل من مغيث؟'.. هذا النظرة تكشف الحقيقة المرة: 'غزة تموت ليس بسبب الحرب، بل بسبب صمت العالم والمسلمين'. 'الصمت' تواطؤ مع الظلم وليس حيادًا.. على الدول الإسلامية أن تعلم أن هذا الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ مع الظلم. 'غزة' ليست مجرد شريط أرضي ضيق، بل هي اختبار للإنسانية. إنها مرآة تعكس وجه البشرية النائمة، ومن يتجاهلها سيحمل هذا العار إلى قبره. 'غزة' اليوم رمز لمعاناة شعب أعزل، يعيش تحت حصار خانق، بين أنقاض منازله، بعيون متعبة وأيدٍ فارغة، لكنه ما زال يُصارع من أجل حياة كريمة. 'غزة' تموت جوعًا وعطشًا، ليس فقط للخبز والماء، بل للعدل وصمت أدعياء حقوق الإنسان والإسلام. أطفالها ينامون ببطون خاوية، ومستشفياتها تئن من نقص الدواء، وشعبها بالكاد يتنفس تحت القصف والحصار. إذا صمت العالم اليوم أمام هذه المجاعة والإبادة، فسيُحاسبنا التاريخ غدًا: 'ماذا فعلتم لأهل غزة؟'. والبعض يعتقد أن سياستي التوسع في 'سورية'، والحصار في 'غزة'، منفصلتان لكنهما في الحقيقة جزء من خطة أكبر تهدف إلى: – منع تشكيل 'جبهة مقاومة موحدة' في شمال الكيان؛ (لبنان وسورية) وجنوبه (غزة). – كسر إرادة الفلسطينيين عبر الضغوط الاقتصادية والنفسية والتهجير من 'غزة'، ثم 'الضفة الغربية'، ثم كل 'فلسطين'. – إلهاء الرأي العام الإسرائيلي بعد هزيمة الكيان في معركة الـ (12) يومًا وفضائح فساد 'نتانياهو'، الذي يُحاول تجنب المحاكمة بإثارة الأزمات الأمنية. وعليه، فالسياسة الصهيونية المزدوجة؛ (التوسع في سورية والتجويع في غزة)، ليست قضية إقليمية فقط، بل اختبار لضمير العالم. وعلى دول العالم؛ خاصة الإسلامية، وقف هذا المشروع وإلا سيواجهون كارثة ستُطيح باستقرار الشرق الأوسط كله.