
الجيش السوري يسحب قواته من السويداء
بدأ الجيش السوري الانسحاب من محافظة السويداء بعد انتشار القوى الأمنية في المدينة، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 29 دقائق
- صحيفة الخليج
القوات السورية تنسحب من السويداء.. والأمن في عهدة الدروز
سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا، في وقت كلّف الرئيس الانتقالي أحمد الشرع فصائل درزية مسؤولية الأمن، مندداً بالتدخل الإسرائيلي، وسط نزوح جماعي للعشائر خشية الانتقام، في ظل غياب الكهرباء وانقطاع شبكات الاتصال. ووفق اتفاق معلن بين الحكومة ومشايخ عقل الدروز، انسحبت قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي، أمس الخميس من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء جنوبي البلاد. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الحكومية تلقت أوامر بالانسحاب قبيل منتصف الليل وأنهت انسحابها فجراً من السويداء، في حين بدأت فصائل محلية درزية بالانتشار في المحافظة. وتجاوزت حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية 500 قتيل، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري، بعيد انسحاب القوات الحكومية من المنطقة. ونزحت مئات العائلات من عشائر البدو، صباح أمس، بعد محاصرة أحياء يقطنونها بمحافظة السويداء، خوفاً من عمليات انتقامية. وفي وقت لاحق، أفاد مصدر أمني بأن مقاتلين من عشائر البدو شنوا هجوماً جديداً على مسلحين في السويداء، رغم إعلان وقف النار. وقال قائد عسكري من البدو السوريين إن الهدنة تنطبق فقط على القوات الحكومية السورية وليس على البدو، وإن مقاتلي العشائر يسعون لتحرير بدو احتجزتهم جماعات مسلحة محلية في المحافظة في الأيام الأخيرة. وفي كلمة متلفزة بثّها الإعلام الرسمي فجراً، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، في خطوة قال إن هدفها «تجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة». وأشاد الشرع بـ«التدخّل الفعّال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول»، متهماً إسرائيل بأنها «تسعى مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، تهدف من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض». وأضاف «كنّا بين خيارين، الحرب المفتوحة مع إسرائيل على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية». وجاءت كلمة الشرع بعيد غارات إسرائيلية عنيفة على مبنى الأركان العامة في دمشق دمّرت جزءاً منه، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وفق السلطات. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، أن «وقف إطلاق النار» في سوريا انتزع بالقوة، ليس من خلال المطالب أو الاسترحام، بل بالقوة، حسب تعبيره. من جهته، دعا الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري إلى وأد الفوضى في البلاد بالحكمة لا بالسلاح. وقال، في كلمة له «نؤمن بأخلاقيات العيش المشترك، ونبقى ملتزمين بروح التسامح رغم الاعتداءات المؤلمة التي طالت أبناء طائفتنا». وأشار الهجري إلى أن «من يقوم بأعمال التخريب أو التحريض لا يمثل إلا نفسه، ونرفض أن ينســـب فعلـــه إلى أي طائفة أو منطقة»، إلا أنه اتهم الحكومة بالإخفاق في حماية المدنيين، قبل أن يؤكد الالتــزام بوحدة الصف ورفض الفتنة.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
المشهد السوري بين دروز الداخل ودبلوماسية القوة الإسرائيلية
في هذا السياق المشتعل، تتقاطع شهادات المراسلين والمحللين مع الوقائع الميدانية، ليرسم المشهد المعقّد تحولات استراتيجية ترتبط بمستقبل سوريا وبنية أمنها الداخلي، كما بتوازنات الإقليم. قال مراسل سكاي نيوز عربية من دمشق، عماد الأطرش، خلال مداخلة مع برنامج "رادار"، إن العاصمة السورية تعيش حالة ترقّب مشوب بالقلق إزاء وقف إطلاق النار المعلن في السويداء. وأوضح الأطرش أن وزارة الدفاع السورية كانت قد أعلنت رسميا انسحاب القوات الحكومية من المدينة، تزامنا مع خطاب للرئيس السوري أحمد الشرع لم يتجاوز 7 دقائق، تطرّق فيه إلى أحداث الجنوب والضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع سيادية، من بينها مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان. وأضاف الأطرش أن الشارع السوري، وتحديدا أبناء الطائفة الدرزية في جبل العرب ، يتابعون عن كثب مصير اتفاق التهدئة، على أمل أن يكون صامدا وقادرا على تطويق آثار العنف، الذي أفضى إلى مئات الضحايا خلال أيام معدودة. الرؤية الإسرائيلية: دبلوماسية بالقوة من جانبه، قدّم محرر الشؤون الإسرائيلية في سكاي نيوز عربية، نضال كناعنة، تحليلا معمقا لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، التي أعلن فيها أن إسرائيل "فرضت وقف إطلاق النار بالقوة" في السويداء، مؤكدا أن بلاده تحقق السلام والأمن والهدوء على 7 جبهات بالقوة. وأكد كناعنة أن نتنياهو لم يُخفِ استعراضه لإنجازات إسرائيل في سوريا كجزء من سياسة "دبلوماسية تحت النار"، مشيرا إلى أن خطاب نتنياهو تضمّن إعادة رسم خطوط حمراء تشمل نزع سلاح الجنوب السوري، وإبعاد الجيش السوري عن المحافظات الجنوبية الثلاث، وحماية الطائفة الدرزية. وأشار كناعنة إلى أن هذا الخطاب موجّه للداخل والخارج معا؛ فداخليا، يسعى نتنياهو لتثبيت صورته كـ"سيد الأمن الإسرائيلي"، خاصة بعد انسحاب حزبين من ائتلافه الحاكم، وخارجيا، يستخدم أدوات الضغط العسكري لتفاوض دمشق من موقع القوة، في إطار سعيه إلى فرض شروط إسرائيلية في التسوية المحتملة. على الأرض، كان للمراسل فراس لطفي تغطية مباشرة من الجولان ، حيث رصد حالة استنفار إسرائيلية غير مسبوقة. وأوضح أن إسرائيل عززت وجودها العسكري، وأقامت مكعبات إسمنتية وجدرانا إضافية على طول السياج الحدودي، لمنع تدفق الدروز إلى الداخل السوري. وأشار لطفي إلى أن التحركات الدرزية، التي بدأت بنزعة غاضبة تجاه أبناء الطائفة في السويداء، تحولت إلى مشهد إنساني بامتياز، مع سعي العديد من العائلات الدرزية إلى لقاء أقاربها في الداخل السوري. لكنه شدّد على أن إسرائيل، رغم دخول التهدئة حيّز التنفيذ، تنظر بعين الريبة إلى مستقبل الوضع، وتعمل على فرض واقع جديد على الأرض، من خلال تثبيت منطقة أمنية عازلة. إسرائيل ترسم الخطوط: رسائل بالجملة في قراءته لتحولات الموقف الإسرائيلي، أوضح كناعنة أن ما يحدث ليس معزولا عن رغبة نتنياهو في العودة إلى نهج الردع. ففي وقت تتجه فيه الحكومة الإسرائيلية نحو اتفاق دبلوماسي في غزة، يحاول نتنياهو تعويض ذلك باستعراض القوة على الساحة السورية. ويرى كناعنة أن نتنياهو يسعى إلى إيصال رسائل متعدّدة: أولها للقيادة السورية، مفادها أن أي اقتراب من حدود إسرائيل الجنوبية سيُواجه بالقوة؛ وثانيها للمجتمع الدولي، أن تل أبيب مستعدة لاستخدام أدواتها العسكرية من دون تردد؛ أما الرسالة الأهم فموجّهة للداخل الإسرائيلي، حيث يحتاج نتنياهو إلى تجديد شرعيته السياسية وسط الأزمة التي يواجهها. فوضى السويداء: سؤال الأمن المحلي يقول عمد الأطرش إن الأمل معقود على التهدئة في السويداء، خاصة في ظل الانكشاف الأمني الذي شهدته المحافظة، عقب انسحاب الجيش السوري منها، وسيطرة الفصائل الدرزية المحلية على الوضع. هذه الفصائل، رغم دورها في استعادة قدر من الاستقرار، تبقى غير قادرة على ضبط التوترات في حال عادت الاشتباكات أو امتدّت رقعتها. ومع مقتل أكثر من 370 شخصا، بحسب المرصد السوري، خلال الأيام الأربعة من المواجهات، فإن السؤال المطروح اليوم في الشارع السوري هو: من يحمي السويداء؟ هل هي بداية استقلال ذاتي؟ أم أنها مرحلة مؤقتة في مشهد أمني قابل للانفجار في أي لحظة؟ دروز الداخل.. بين الهويّة والحدود من جهته، وصف فراس لطفي مشهد الحدود بالجولان بـ"الفوضوي"، خاصة مع دخول وخروج العشرات من العائلات الدرزية في الأيام الماضية. وأشار إلى أن الكثيرين عبروا الحدود من منطلق إنساني، للقاء ذويهم في السويداء ، لكن المشهد تحوّل تدريجيا إلى مصدر قلق أمني لإسرائيل. وعززت تل أبيب إجراءاتها على طول خط فض الاشتباك، ليس فقط لمنع تسلّل الأفراد، ولكن أيضا ضمن سياسة أمنية أوسع تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض. وقال لطفي إن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر من رئيس الأركان إيال زمير بتشديد الاستعدادات تحسبا لأي طارئ داخل الأراضي السورية. التهدئة الهشة.. من يرعاها؟ وسط هذا المشهد المعقد، برزت تركيا كلاعب غير مباشر في المعادلة. فقد نقلت مصادر أمنية تركية أن جهاز المخابرات في أنقرة أجرى اتصالات مباشرة مع زعماء الدروز في سوريا، كما أجرى رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن محادثات مع نظرائه في واشنطن وتل أبيب ودمشق، ومع الرئيس السوري نفسه. هذا الدور التركي، وإن لم يُعلن رسميا، يعكس إدراك أنقرة لتداعيات الفوضى في الجنوب السوري على أمن حدودها وتوازنات شمال البلاد. كما أنه يعيد تركيا إلى قلب معادلة الحل السياسي، من بوابة الجنوب هذه المرة. في تطوّر دبلوماسي لافت، دعت دمشق إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي ، لبحث التصعيد الإسرائيلي الأخير. ووصفت وزارة الخارجية السورية الغارات على وزارة الدفاع ومواقع أخرى بأنها "تصعيد خطير"، يستوجب ردا دوليا. غير أن مراقبين يرون أن تأثير هذه الدعوة سيكون محدودا، في ظل غياب توافق دولي حول مستقبل سوريا، والانقسام الحاد داخل المجلس بشأن الملف السوري. السويداء وميزان الإقليم ما يجري في السويداء ليس حدثا محليا معزولا، بل لحظة كاشفة عن توازنات جديدة تتشكل في سوريا. ف الجيش السوري يعيد تموضعه، والطائفة الدرزية تطالب بمخارج إنسانية وسياسية، وإسرائيل تفرض خطوطها بالقوة، بينما تتدخل قوى إقليمية من خلف الستار. وحدها الحقيقة المؤكدة هي أن السويداء، التي كانت تُعد لفترة طويلة هامشا آمنا في الجغرافيا السورية، أصبحت اليوم مركزا للقرار وللصراع معا، بانتظار ما ستسفر عنه التحركات الدبلوماسية والعسكرية في قادم الأيام.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية
وفي ظل هذا التصعيد، تتشابك خيوط الداخل بالخارج، فيما تقف الولايات المتحدة في موقف المرتبك بين التحالفات الإقليمية، وخصوصا مع إسرائيل، ومساعي الحفاظ على قدر من الاستقرار. غضب في الميدان ومواقف متباينة في العواصم في الوقت الذي تنفجر فيه التوترات ميدانيا في محافظة السويداء ، تحاول العواصم الفاعلة، من واشنطن إلى تل أبيب، ومن دمشق إلى موسكو، الإمساك بخيوط لعبة معقدة، تداخلت فيها الحسابات الأمنية بالعقائدية، والعوامل التاريخية بالمصالح الاستراتيجية. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا يدين العنف في السويداء، لكنها كما أشار موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية"، تبنّت توصيفا مثيرا للجدل، باعتباره "صراعا تقليديا عمره قرون بين البدو والدروز". هذا التوصيف قوبل بالانتقاد من عدة أطراف، حيث اعتبره مراقبون تسطيحا لأزمة أكثر تعقيدا، تتعلق بالبنية السياسية والأمنية لسوريا ما بعد الحرب. وأضاف حرب: "الولايات المتحدة لا ترغب في التورط بالتفاصيل اليومية في سوريا، لكنها تجد نفسها مضطرة للرد بسبب ضغط الحلفاء العرب، مقابل اختلاف واضح في الرؤية بينها وبين إسرائيل التي ترى الأمور من منظور أمني بحت". وأشار إلى أن "واشنطن، وإن أبدت حرصها على منح الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع فرصة لإثبات قدرتها على الحكم، إلا أنها لا تستطيع تجاوز حساسيات علاقتها مع إسرائيل، التي تنظر بعين الشك إلى أي تواجد عسكري غير خاضع لها على حدودها الشمالية". الدولة السورية أمام تحدي فرض السيادة يرى المفكر والكاتب السوري محمد أبو الفرج صادق أن الحكومة السورية "فعلت ما يجب فعله"، وأنها انسحبت من السويداء تجنبا لانزلاق البلاد إلى حرب أوسع، في ظل تهديدات إسرائيلية صريحة. وأوضح صادق في مداخلة بغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" أن "الحكومة السورية ليست خائفة من المجابهة، بل حريصة على تجنيب الوطن حربا مدمرة. الانسحاب لم يكن ضعفا بل وعيا استراتيجيا". وفي الوقت نفسه، أشار صادق إلى أن ما حدث من انتهاكات فردية ضد بعض الشيوخ في السويداء"لا يجب أن يُستغل لتبرير المطالبة بإخراج الدولة من المحافظة"، مؤكدا أن "نزع سلاح الميليشيات وإعادة الأمن هو الطريق الوحيد لتهدئة الأوضاع". واستنكر صادق ما وصفه بـ"الازدواجية الدولية"، قائلا: "كيف يمكن للأمم المتحدة والولايات المتحدة أن تطالبا الحكومة السورية بحماية السويداء، بينما تمنعها من دخولها أو حتى الاقتراب منها؟". انقسام داخلي في السويداء: ثورةٌ تُختطف؟ قدّم الكاتب السوري حافظ قرقوط صورة أكثر تعقيدا لمجريات الداخل في السويداء، موضحا أن التوترات الأخيرة كشفت عن تصدعات داخل الطائفة الدرزية نفسها، بين القيادات الدينية التقليدية من جهة، والنخب الشبابية والمدنية من جهة أخرى. وبيّن قرقوط أن "ما جرى في السويداء خلال السنوات الماضية لا يمكن فهمه دون إدراك أن الدولة المركزية غابت فعليا منذ أكثر من عقد، وما بقي هو هيئات دينية فرضت نفسها على المشهد واحتكرت القرار". واعتبر أن "التظاهرات الشبابية في ساحة الكرامة، التي حملت مطالب سياسية واضحة ضد النظام، جرى احتواؤها واستخدامها كورقة تفاوضية من قبل بعض الزعامات الدينية التي سعت لتحقيق مكاسب خاصة". وتابع قائلا إن "الثورة التي ضحى من أجلها شبابنا، اختُزلت في صفقة. وبعض الزعامات التقليدية أعادت إنتاج نفسها كأن شيئا لم يكن، وكأن 14 عاما من النضال والمنافي والاعتقال لم تحدث". كما كشف قرقوط عن تحركات عشائرية مريبة على أطراف المدينة، قائلا إن آلاف المقاتلين بدأوا يتجمعون من شمال وشمال شرق سوريا ، ومعهم فصائل مسلحة كانت تنشط في الشمال، وأخذت مواقعها قرب السويداء. ووفق قرقوط فقد "تم تداول فيديوهات قيل إنها لمجازر في السويداء، لكنها في الحقيقة تعود لغزة، وجرى استخدامها لتأجيج الكراهية الطائفية وتحشيد المقاتلين". إسرائيل ومرحلة ما بعد 7 أكتوبر: فيدرالية بنكهة أمنية يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي زاوية أخرى للصراع، تتعلق برؤية إسرائيل لمستقبل سوريا. فبعد 7 أكتوبر، بحسب ياغي "أعادت إسرائيل أعادت تعريف أولوياتها الأمنية، ولن تقبل بوجود كيانات مسلحة قريبة من حدودها، ما يدفعها للمطالبة بمناطق عازلة منزوعة السلاح". وأكد أن "إسرائيل تتجه لدعم فيدراليات داخل سوريا ترتبط بها أمنيا أو سياسيا، وترفض عودة الجيش السوري إلى الجنوب، خصوصا مع وجود فصائل تُصنّفها على أنها جهادية". ولفت إلى أن " إسرائيل تخشى من عودة المتشددين إلى الحدود، خصوصا في ظل انكفاء أميركي متزايد من الملف السوري، ما يمنح تل أبيب حرية مناورة أكبر". التحليل الذي قدّمه موفق حرب يُضيء على مفارقة مركزية في الموقف الأميركي، إذ أن إدارة دونالد ترامب ، رغم انفتاحها النسبي على الحكومة الجديدة في دمشق، إلا أنها لم تكن مستعدة للتورط عسكريا أو دبلوماسيا بعمق في الملف السوري. ويقول حرب إن "ما يهم واشنطن في سوريا هو مكافحة الإرهاب وداعش، وليس فرض نموذج حكم أو إعادة الإعمار أو فرض السلام. أما إسرائيل، فلها أولويات مختلفة تماما، متعلقة بأمنها القومي المباشر". وحسبما ذكر حرب فإن "الضغط العربي، خصوصا من دول الخليج، هو ما دفع واشنطن إلى منح الحكومة السورية الجديدة فرصة، خصوصا بعد لقاء الرئيس ترامب بالرئيس أحمد الشرع"، لكنه يؤكد أن واشنطن "لن تضحي بعلاقتها مع إسرائيل مهما كانت الظروف". الفيدرالية أم التقسيم؟ أسئلة ما بعد التصعيد في ظل تزايد الحديث عن انسحاب الجيش السوري من مناطق عديدة في الجنوب، واحتكار فصائل محلية للسلاح والقرار، يُطرح سؤال محوري: هل تتجه سوريا نحو الفيدرالية، أم أننا أمام مشهد تقسيم فعلي غير معلن؟ صادق يرى أن الحل لا يكمن في التقسيم أو الفيدرالية، بل في إعادة هيكلة العلاقة بين الدولة والمجتمع، وإعادة فرض سلطة القانون من خلال نزع سلاح الميليشيات، فوفقا له "لا الدروز يمكنهم بناء سوريا وحدهم، ولا أي طائفة أخرى. سوريا تُبنى بجميع أبنائها، ولا حل خارج الدولة". أما قرقوط فيحذر من أن ما يحدث حاليا هو إعادة إنتاج حكم ما دون الدولة، مشيرا إلى أن الفيدرالية قد تكون حلا مؤقتا فقط إذا ما أُرفقت بضمانات دستورية، أما في غياب الدولة المركزية، فإنها قد تؤدي إلى دويلات طائفية متنازعة. نحو أي سيناريو تمضي السويداء؟ بين رغبة المجتمع الدولي بالتهدئة، وصمت واشنطن الملتبس، وتحفز إسرائيل الأمني، تبدو السويداء مرشحة لتكون اختبارا حاسما لمستقبل سوريا، لا من حيث وحدة أراضيها فحسب، بل من حيث قدرة الدولة السورية الجديدة على إعادة إنتاج نفسها كمرجعية شرعية. ويبقى المشهد مفتوحا على كل السيناريوهات: من العودة إلى سلطة الدولة بعد نزع سلاح الميليشيات، إلى الانزلاق في نزاع أهلي أوسع، وصولا إلى تقسيم غير معلن ترسم خرائطه مراكز القوى الإقليمية والدولية. وفي النهاية، قد لا تكون السويداء مجرد معركة جغرافية على خاصرة دمشق، بل ساحة لتقرير مصير البلاد بأكملها: دولة واحدة أم فسيفساء متشظية؟