
الفن المصري القديم
أبدعت مصر في فنون العمارة وبنت أول بناء حجري عملاق على كوكب الأرض، وهو هرم الملك زوسر المدرج بسقارة، وما يحيط به من منشآت جنائزية معجزة 2660 قبل الميلاد، لدرجة أن الفراعنة أنفسهم في عصر الدولة الحديثة 1550 قبل الميلاد كانوا يقومون بزيارة الهرم المدرج للترويح عن أنفسهم، والاستمتاع بفنون أجدادهم، وكتابة انطباعاتهم عن الزيارة على الأسوار وجدران المعابد المحيطة بالهرم، ويكفي أن نقول إن مصر هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بالمعجزة الوحيدة الباقية من العالم القديم وهي الهرم الأكبر - هرم الملك خوفو.
أما عن فنون النحت والنقش، فلا يمكن بحال من الأحوال حصر الكتب والمؤلفات التي كتبت عن فنون النحت والرسم في مصر القديمة وبكل لغات العالم، وهناك ملايين القطع الفنية من مصر القديمة، من لوحات وتماثيل تزين متاحف العالم كله وتثير الإعجاب. حتى أحرف الكتابة المصرية القديمة حولها الفنان الفرعوني إلى لوحات فنية بديعة على واجهات المعابد والمقابر وصفحات البردي. استطاع الفنان المصري القديم تطويع أكثر الأحجار صلادة مثل الديوريت والغرانيت لإخراج أعمال فنية لا تزال إلى يومنا هذا تصنف في كتب الفن بكلمة «معجزات»، أما فن صناعة الحلي فيكفي نظرة واحدة إلى كنز توت عنخ أمون لمعرفة ما وصل إليه الصائغ المصري القديم من مهارة في التصميم والتنفيذ تفوق مهارة أعظم مصممي الحلي في عصرنا الحديث، وبشهادة أصحاب أكبر دور خطوط الموضة وصناعة المجوهرات.
أما عن فنون الموسيقى فآلات العزف والموسيقى بمختلف أنواعها مسجلة على جدران المقابر والمعابد. ولا تزال آلة الهارب المصرية القديمة تحتفظ بمكانتها في أعظم فرق الموسيقى العالمية، غير الناي والمزمار والبوق والأرغول والدفوف والصلاصل. وقد وصلت إلينا الأشعار الغنائية بمختلف أنواعها وتفرد الأديب المصري القديم في كتابة القصة والشعر وأدب الحكمة والرحلات وغيرها من فنون الأدب. التي حفظتها لنا آلاف البرديات. لم يكن الفن مجرد أداة إشباع نفسي وروحي، بل كان الفن مرآة لحضارة شعب عظيم أدرك ما ميزه به الإله الخالق من قدرة على التفكير والإبداع، وما منحه من مقومات طبيعية في أرض مصر، فحولها إلى أعمال فنية تحفظ تاريخه وهويته وتفرده بين الأمم القديمة. وأخيراً فإن مصر هي البلد الوحيد الذي يوجد عِلمٌ قائم بذاته يسمى باسمها «عِلم المصريات»، والبلد الوحيد الذي يوجد باسمه أقدم حالة هوس بفنونه منذ القدم وإلى الآن حول العالم تعرف بالـ«إيجيبتومانيا»، بمعنى الهوس أو الولع بمصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ يوم واحد
- الرياض
القرآن والمنهج العلمي
كل كشف معرفي هو كشف عن جزء من حقيقة الخلق الكبرى، التي هي موجودة ويدعونا الله إلى فهمها وكشفها، وكل تفاعل واحتكاك بشري مع المعرفة هو جزء من الفطرة البشرية وطريق إلى فهم الطبيعة الإنسانية المُشبّعة بالعقل الفضولي الساعي لفهم أسرار الحقيقة الكبرى... يعتقد كثير من الباحثين أن المنهج العلمي يكمن في آلية جمع المعلومات وتحليلها، بينما الأساس في أي بحث علمي هو فلسفته وتوجهه الفكري، وبما أنني أعمل منذ فترة طويلة على النظرية العمرانية في القرآن الكريم، كون العمران هو الفضاء المكاني والحسي الذي يمارس فيه البشر حياتهم ونشاطاتهم اليومية ولا يوجد أي حضارة بشرية غير مرتبطة به، لذلك فقد كنت أبحث عن الرابط المنهجي الذي يجعل من أي نظرية مرتبطة بالواقع، ويفترض أن يكون هذا الرابط من القرآن، وصادف أنني سمعت تفسيرا للشيخ الشعراوي لسورة التكاثر التي يذكر فيها تفسيرا منهجيا لـ"علم اليقين" و"عين اليقين" وسورة الحاقة الآية (51) "وإنه لحق اليقين"، ويقول في تفسيره أن "علم اليقين" هو العلم بالشيء دون معاينته وقد يصل هذا العلم إلى درجة الإيمان به، لكن "عين اليقين" هو مشاهدته ورؤيته عيانا وهي درجة أعلى في المعرفة للوصول إلى اليقين، لكن تكتمل المعرفة بالتجربة والمعايشة وهي درجة "حق اليقين". ولقد كنت أبحث مع طلاب الدكتوراة في قسم العمارة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل عن منهج فلسفي أصيل للبحث العلمي يجمع بين الفكرة واختبارها وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع ووجدت أن هذا المنهج الثلاثي شاملا ويمكن أن يشكل منهجا فكريا نظريا وعمليا لأي بحث علمي. على أن هناك إشكالية مرتبطة بمعنى اليقين في القرآن، فهو يعني "العلم الجازم بالشيء الذي لا يرقى له شك"، لكن في البحث العلمي لا يوجد مثل هذا الجزم الذي لا يرقى له الشك، وإلا خالف المنهج "الابستومولوجي" الذي يحث على ارتقاء المعرفة باستمرار، فاليقين الجازم بأن كل نفس بشرية ستموت في لحظة ما، غير اليقين العلمي الذي قد يخالطه بعض الشك، وهذا في الأساس مرتبط بطبيعة المعرفة البشرية الناقصة لذلك فإن الله يقول في سورة التكاثر "كلا سوف تعلمون" ثم يقول مباشرة "ثم كلا سوف تعلمون"، وهي إشارة مستقبلية أن العلم بالشيء عبارة عن طبقات وكل طبقة تحقق جزء من اليقين. في سورة فُصّلت، الآية (53)، يقول الله تعالى "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم"، وهي رؤية معرفية مفتوحة على المستقبل ليست محدودة بزمان أو مكان، وتؤكد أن المعرفة الإنسانية غير قابلة للتوقف طالما أن البشر يعيشون على وجه الأرض. القرآن مليء بالآيات التي تحث على الاستمرار في البحث عن المعرفة مما يعني أن البشر لن يتمكنوا من الوصول إلى اليقين المعرفي الجازم إلا في الظواهر الكونية المرتبطة بطبيعة خلق الله لها، وفي نفس الوقت هي دعوة مفتوحة للبحث وتقصي المعرفة للوصول إلى أعلى مرتبة ممكنة من اليقين. يمكن أن أربط هذا التصوّر بالفضول المعرفي، الذي يحث عليه القرآن بوضوح. وكان السؤال لدي هو كيف يمكن خلق هذا الفضول لدى الباحثين الشباب، خصوصا طلاب الدكتوراة، فالقرآن يخاطب البشر بأنهم سيعلمون ثم سيعلمون لكن لن يصلوا إلى مرتبة اليقين إلا بعد معايشة الشيء إلا من آمن، والحديث هنا عن الجنة والنار والنعيم والعذاب وعن الحقيقة الإلهية بالدرجة الأولى، وفي نفس الوقت يخاطب البشر من أجل الترقي في مراتب اليقين المعرفي من خلال تحفيز فضولهم المعرفي وحثهم على التفكير والاكتشاف وسبر أغوار عظمة صنع الله والوصول إلى أسرارها. يمكن تمثل هذا النموذج الإلهي في تطوير منهج قرآني للبحث العلمي، فهذا النموذج المفتوح على التفكير الدائم في ارتقاء المعرفة العلمية يفترض أن يحث الباحث على عدم التوقف، فالحصول على الدكتوراة ليس نهاية المطاف والترقية العلمية ليست هي الهدف من العلم والمعرفة بل يجب أن يُبنى الشغف المعرفي من خلال هذه التعاليم التي يحث عليها ديننا الحنيف ويفترض الوصول بهذه المعرفة إلى التطبيق العملي على أرض الواقع حتى يستفيد منها البشر، ولا أقلل هنا من المعرفة النظرية التي تعتبر أساس لكل معرفة. وبالطبع لا استطيع أن أحصر الفضول المعرفي في الباحثين الاكاديميين، الذين هم أقرب إلى البحث عن المعرفة الجديدة، لكنه حق للجميع، ويفترض من كل إنسان أن يكون باحثا عن المعرفة بالكيفية التي يراها، لكن أدعوه إلى فهم المنهج القرآني الذي يدفع إلى الترقي في مراتب اليقين المعرفي، فهو منهج مرتبط بخلق الإنسان وطبيعته العقلية، فقد خلقه الله كي يكون باحثا ومتفكرا في خلق الله، وأن يسعى للوصول إلى الحقيقة، وكل بحث علمي هو "سعي للوصول إلى الحقيقة" ولا نستطيع أن نقول أن البشر يبحثون عن المعرفة من أجل المعرفة فقط، فقد قال الله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر: 28). إنها معرفة تقود إلى عظمة الخالق الذي أحسن كل شيء صنعا، ففي الإسلام لا يوجد فاصل بين حقيقة العلم والمعرفة والطريق إلى الوصول إلى حقيقة الخلق والخالق. كل كشف معرفي هو كشف عن جزء من حقيقة الخلق الكبرى، التي هي موجودة ويدعونا الله إلى فهمها وكشفها، وكل تفاعل واحتكاك بشري مع المعرفة هو جزء من الفطرة البشرية وطريق إلى فهم الطبيعة الإنسانية المُشبّعة بالعقل الفضولي الساعي لفهم أسرار الحقيقة الكبرى. تأكيد هذا المنهج الفلسفي المعرفي لدى الباحثين الشباب يعتبر المهمة الكبرى للتعليم، فلا جدوى من أي فلسفة تعليمية لا تسعى إلى خلق "الترقي المعرفي" لمخرجاتها التعليمية.


الشرق الأوسط
منذ 4 أيام
- الشرق الأوسط
الفن المصري القديم
يعترف المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد بأن «اليونانيين تعلموا البناء بالحجر من المصريين»، وتبعه أفلاطون بقوله: «مصر هي مصدر الحكمة، ولقد سبقت الكتابة المصرية الأبجدية اليونانية بقرون»، ويمتدح المؤرخ الروماني بليني الأكبر مسلات مصر ويصفها بأنها «شواهد على الخلود». لقد أكد اليونانيون ومن بعدهم الرومان أن مصر هي أصل كل الفنون والعلوم على الأرض. سبقت فنون النقش والرسم في مصر عصر معرفة الكتابة، وقبل 6 آلاف سنة قبل الميلاد. وتطورت بشكل مذهل على أسطح فخار عصر ما قبل الأسرات، وعلى صفحات الأحجار اللينة فيما عرف بفن الصلايات، وأشهرها جميعاً صلاية التوحيد، المعروفة باسم صلاية الملك نعرمر أو مينا، وترمز إلى جهود توحيد مصر شمالها وجنوبها وتكوين الدولة في نحو 3200 قبل الميلاد، نفس التاريخ الذي يؤرخ لمعرفة الكتابة. أبدعت مصر في فنون العمارة وبنت أول بناء حجري عملاق على كوكب الأرض، وهو هرم الملك زوسر المدرج بسقارة، وما يحيط به من منشآت جنائزية معجزة 2660 قبل الميلاد، لدرجة أن الفراعنة أنفسهم في عصر الدولة الحديثة 1550 قبل الميلاد كانوا يقومون بزيارة الهرم المدرج للترويح عن أنفسهم، والاستمتاع بفنون أجدادهم، وكتابة انطباعاتهم عن الزيارة على الأسوار وجدران المعابد المحيطة بالهرم، ويكفي أن نقول إن مصر هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بالمعجزة الوحيدة الباقية من العالم القديم وهي الهرم الأكبر - هرم الملك خوفو. أما عن فنون النحت والنقش، فلا يمكن بحال من الأحوال حصر الكتب والمؤلفات التي كتبت عن فنون النحت والرسم في مصر القديمة وبكل لغات العالم، وهناك ملايين القطع الفنية من مصر القديمة، من لوحات وتماثيل تزين متاحف العالم كله وتثير الإعجاب. حتى أحرف الكتابة المصرية القديمة حولها الفنان الفرعوني إلى لوحات فنية بديعة على واجهات المعابد والمقابر وصفحات البردي. استطاع الفنان المصري القديم تطويع أكثر الأحجار صلادة مثل الديوريت والغرانيت لإخراج أعمال فنية لا تزال إلى يومنا هذا تصنف في كتب الفن بكلمة «معجزات»، أما فن صناعة الحلي فيكفي نظرة واحدة إلى كنز توت عنخ أمون لمعرفة ما وصل إليه الصائغ المصري القديم من مهارة في التصميم والتنفيذ تفوق مهارة أعظم مصممي الحلي في عصرنا الحديث، وبشهادة أصحاب أكبر دور خطوط الموضة وصناعة المجوهرات. أما عن فنون الموسيقى فآلات العزف والموسيقى بمختلف أنواعها مسجلة على جدران المقابر والمعابد. ولا تزال آلة الهارب المصرية القديمة تحتفظ بمكانتها في أعظم فرق الموسيقى العالمية، غير الناي والمزمار والبوق والأرغول والدفوف والصلاصل. وقد وصلت إلينا الأشعار الغنائية بمختلف أنواعها وتفرد الأديب المصري القديم في كتابة القصة والشعر وأدب الحكمة والرحلات وغيرها من فنون الأدب. التي حفظتها لنا آلاف البرديات. لم يكن الفن مجرد أداة إشباع نفسي وروحي، بل كان الفن مرآة لحضارة شعب عظيم أدرك ما ميزه به الإله الخالق من قدرة على التفكير والإبداع، وما منحه من مقومات طبيعية في أرض مصر، فحولها إلى أعمال فنية تحفظ تاريخه وهويته وتفرده بين الأمم القديمة. وأخيراً فإن مصر هي البلد الوحيد الذي يوجد عِلمٌ قائم بذاته يسمى باسمها «عِلم المصريات»، والبلد الوحيد الذي يوجد باسمه أقدم حالة هوس بفنونه منذ القدم وإلى الآن حول العالم تعرف بالـ«إيجيبتومانيا»، بمعنى الهوس أو الولع بمصر.


العربية
منذ 5 أيام
- العربية
لأول مرة.. مصر تزرع القطن في صحراء سيناء
نجحت محافظة جنوب سيناء في مصر، للمرة الأولى، في زراعة محصول القطن وسط صحراء مدينة طور سيناء. وتُعد هذه الخطوة رائدة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة. أوضح محافظ جنوب سيناء خالد مبارك، أن هذه التجربة الناجحة لزراعة القطن في الأراضي الرملية بالمحافظة تأتي على الرغم من أن زراعته تقتصر تقليديًا على الأراضي الطينية. وأثبتت الجهود المكثفة والتجارب الميدانية إمكانية زراعته وإنتاجه بجودة عالية في بيئة صحراوية، بالاعتماد على تقنيات الري الحديث والتسميد الملائم. يمثل هذا الإنجاز ثمرة عمل دؤوب استمر عدة أشهر. وبدأت العملية بزراعة تراكيب وراثية مختلفة للقطن، تلتها متابعة مراحل النمو من الري والتسميد والمكافحة. وتم الحصاد بعد 127 يومًا فقط، بفضل المناخ الدافئ لمحافظة جنوب سيناء. ويتميز القطن المنتج في جنوب سيناء بجودته العالية وصلاحيته للاستخدام في الغزل والنسيج وإنتاج الزيوت. ويفتح هذا المشروع آفاقًا جديدة أمام المزارعين بالمحافظة، ويعزز خطط التوسع الزراعي في المناطق الصحراوية.