
مهرجان "أفينيون" الـ 79 يواكب تطورات الشرق الأوسط
من أبرز الأحداث المرتقبة خلال المهرجان، ليلة قراءات لمقتطفات من محاكمة الفرنسية جيزيل بيليكو التي دأب زوجها على تخديرها لأعوام قبل تسليمها لغرباء لاغتصابها.
ومن المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظراً إلى أن هذه المحاكمة التي أثارت اهتماماً إعلامياً عالمياً عُقدت في أفينيون بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) 2024.
وخلال عرضها الأول في فيينا عاصمة النمسا في الـ 19 من يونيو (حزيران) الماضي، أثارت أمسية القراءات هذه صدمة لدى الجمهور.
وستفتتح هذه الدورة الـ79 مساء السبت المقبل في قاعة الشرف بقصر الباباوات، من جانب مصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بفعالية "نوت" المستوحاة من قصص "ألف ليلة وليلة".
هذا الحدث الذي يضم 42 عرضاً، من بينها 32 عرضاً جديداً من عام 2025 و20 عرضاً مصمماً لأفينيون تحديداً، يقدم "تنوعاً جمالياً كبيراً"، على ما قال مديره تياغو رودريغيز لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويسلط المهرجان هذا العام الضوء على اللغة العربية، بعد الإنجليزية عام 2023 والإسبانية في 2024، وبذلك سيثري نحو 15 فناناً، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة من هذا الحدث الذي يفرد حيزاً مهماً في الأصل للرقص.
وسيستضيف محجر بولبون عرضاً تكريمياً للمغني البلجيكي جاك بريل، تحييه أيقونة الرقص المعاصر آن تيريزا دو كيرسماكر وراقص البريك دانس سولال ماريوت.
ويذكّر تياغو رودريغيز بأن بعض الفنانين "يتناولون قضايا الساعة بصورة صريحة"، و"هذا جزء لا يتجزأ من هوية المهرجان"، و"يستكشف آخرون، على نحو أكثر علنية مسائل عميقة" (بالقدر نفسه)، وهذا يظهر "مدى التزام الفنانين بالتفكير في العالم من خلال عروضهم".
ويروي مصمم الرقصات اللبناني علي شحرور في عمل أُنتج على وقع القصف في بيروت، القصة المأسوية للعمال المهاجرين الذين تركوا لمصيرهم خلال الحرب المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" الموالي لإيران في لبنان خريف عام 2024.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشارك في المهرجان أيضاً مخرجون كبار مثل الألماني توماس أوسترماير الذي يشكك في مفهوم الحقيقة في مسرحية "البطة البرية" لإبسن.
وسيعرض في قاعة الشرف بقصر الباباوات عمل بارز عن تاريخ أفينيون بعنوان "النعال الحريرية" لبول كلوديل، من إخراج مدير المسرح الوطني الفرنسي إريك روف.
تأسس مهرجان "أفينيون" المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار، وتحوّل فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في يوليو (تموز) من كل عام.
وتقام في إطار المهرجان أيضاً فعاليات "Off"، أكبر سوق للفنون الأدائية في فرنسا، بمشاركة نحو 1700 عرض هذا العام.
وينظم هذا الحدث المسرحي الضخم هذه السنة في وقت عصيب للقطاع الثقافي الذي تطاوله خفوضات في الموازنة، كما تواجه الفرق المسرحية منافسة شرسة وأزمة في توزيع العروض.
وتدعو ثماني نقابات للفنون الأدائية، بينها نقابة Syndeac (أكبر نقابة في القطاع العام)، إلى تظاهرة أمام مبنى بلدية أفينيون السبت المقبل الساعة السادسة والنصف مساء "لدق ناقوس الخطر" ضد هذه الخفوضات.
وأخيراً، يشار إلى أن هذه النسخة من المهرجان تنطلق في سياق فريد لإدارته، بعد أن ترك بيار جندرونو، المسؤول الثاني سابقاً، منصبه في الـ13 من يونيو الماضي نتيجة "تفاهم مشترك".
وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً عقب تقرير من وزارة الثقافة في شأن تحرش جنسي محتمل اتهم جندرونو بارتكابه حين كان يشغل منصباً سابقاً في مهرجان الخريف في باريس.
وأشار تياغو رودريغيز إلى تعزيز "مكافحة العنف الجنسي أو القائم على النوع الاجتماعي" في المهرجان منذ تسلمه مهماته عام 2023.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الناس نيوز
منذ 2 أيام
- الناس نيوز
على مسرح مهرجانات بيت الدين في لبنان… ديوانية طرب تأسر القلوب والذاكرة
بيروت وكالات – الناس نيوز :: تحولت إحدى الباحات الخارجية لقصر بيت الدين الأثري في جبل لبنان مساء الخميس ديوانية طربية نسائية تحت سماء زيّنها قمر مكتمل وخيّم عليها الشعر واللحن والصوت، شاركت فيها ثلاث مغنيّات من لبنان ومصر وسوريا ترك حضورهن المتجانس أثره في القلوب والذاكرة. وافتتحت 'ديوانية حب' ليالي مهرجانات بيت الدين التي انطلقت في قصر الأمير بشير الشهابي بمنطقة الشوف الجبلية في جنوب شرق بيروت. ويعود المهرجان، وهو من أبرز الأحداث الثقافية السنوية في لبنان، بعد غيابه العام الفائت بسبب المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. كما أن التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وإيران الشهر الفائت كادت تطيح نسخة هذا العام، إذ دفعت بإدارة المهرجان إلى إعلان 'تعليق' دورة 2025، قبل أن تعود عن هذا القرار وتعلن المضي بإقامة الحدث ببرنامج معدّل إثر توقّف الحرب. وأطلت جاهدة وهبة صاحبة فكرة الديوانية من خلف قناطر القصر بعباءة حريرية مطرزة كأميرة من أميرات هذا المعلم الاثري الذي شُيِّد في القرن الثامن عشر، وأنشدت قصيدة كتبتها ولحنتها لبيت الدين من وحي قصيدة للشاعر الفرنسي بيار استان، على ما قالت أمام جمهور بلغ نحو 1700 شخص بحسب المنظمين. بعدها انضمت إليها كل من المطربتين السورية لبانة القنطار التي جلست على يمينها، والمصرية ريهام عبد الحكيم على يسارها. وتوسطت المسرح كنبات، أسفلها خشبي ومنقوش ومُطعَّم بالصَدف، وأمامها طاولات صغيرة من الطراز نفسه. وزُيَّن جانب واحد من المسرح بمجموعة من المصابيح المضاءة مما زاد على المناخ الطربي سحرا. وأرادت وهبة أن تكون هذه الديوانية 'لقاء حب وإلفة وطرب تحت سماء احترفت البهاء واعتادت أن تظلل الحلم أملا ورجاء'، على ما قالت المؤلفة الموسيقية والشاعرة والمغنية اللبنانية. وأضافت 'يسعدني أن أستضيف فيها صديقتين عزيزتين لنغني معا للحب وللحياة ولكل ما ينتصر على الألم'. وتضمن برنامج الحفلة طوال أكثر من ساعتين نحو 15 تحفة طربية مصرية لأم كلثوم وأسمهان وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ووردة وداليدا، ولبنانية لصباح وفيروز ووديع الصافي، وتخللها موشح أندلسي وعتابا، وباقة من الأغنيات الخاصة لوهبة وعبد الحكيم، تولّت عزقها فرقة أدارها عازف التشيلو المايسترو المصري أحمد طه ورافقه نحو 17 موسيقيا من لبنان والعالم العربي. وكانت الفنانات الثلاث يتحاورن بطريقة أنيقة قبل كل أغنية، ويعرّفن بما سيقدّمنه، وغنّينَ منفردات حينا أو جماعيا حينا آخر، وقوفا وقعودا. -'ليالي أنس في بيت الدين'- وأنشدت وهبة من تلحينها 'يا طير الحمام' للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وبتوزيع من المؤلف الموسيقي عازف القانون العراقي البلجيكي أسامة عبد الرسول الذي كان جزءا من الفرقة. وعندما غنّت لبانة القنطار 'ليالي الأنس في فيينا'، لاحظت وهبة أن المطربة السورية تحوّل الأغنية 'ليالي أنس في بيت الدين'، وذكّرت وهبة بأن القنطار 'تتحدر من عائلة أسمهان (…) وهي سليلة كل هذا البهاء'. وأنشدت لبانة بصوتها الأوبرالي أغنية أسمهان 'يا طيور' من ألحان محمد القصبجي، وحصدت الآهات حين غنت 'قلبي دليلي' لليلى مراد و'زي العسل' لصباح، وشاركتها فيها ريهام الغناء. أما ريهام عبد الحكيم فقدمت 'عاشق سارح بالملكوت' شارة مسلسل 'خاتم سليمان'. وقبل أن تغني 'إما براوة' (أي حلاوة) لعبد الحليم حافظ، بادرت الجمهور قائلة 'حلاوة على لبنان وبيروت وبيت الدين'. وسبق للمغنية الشابة التي جسدت دور أم كلثوم مراهقة في مسلسل 'أم كلثوم' أواخر القرن الفائت، أن شاركت في المهرجان اللبناني عام 2015 في تحية إلى 'كوكب الشرق'. وبصوتها العذب قدمت 'افرح يا قلبي' التي غنتها أم كلثوم للمرة الأولى عام 1937 من الحان رياض السنباطي، و'إنت عمري'، أول تعاون بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب عام 1964. -'الصفحة الأعمق'- وقبل أغنية 'أرجعي يا ألف ليلة'، استعادت وهبة تاريخ مهرجانات بيت الدين التي انطلقت عام 1985 في خضمّ الحرب اللبنانية. وقالت 'منذ لحظات المهرجان الأولى أطل (…) وديع الصافي وغنت صباح وشهد مسرح بيت الدين أسماء من العالم كله، لكن الصفحة الأعمق في الذاكرة تبقى تلك التي مرت بها سفيرتنا الى النجوم فيروز (…) التي دخلت القصر فارتفع القمر'. ونالت وهبة استحسانا حين غنت في 'يوم وليلة' لوردة من ألحان محمد عبد الوهاب، وكذلك عتابا ومجموعة من الأغنيات من الريبرتوار اللبناني. وتشاركت الثلاث غناء 'حلوة يا بلدي' لداليدا، و'قارئة الفنجان' لعبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر نزار قباني، حيث أظهرت كل واحدة منهن خصوصية حنجرتها وتفاعلن مع الموسيقى كلّ على طريقتها. وفي ختام الحفلة وقف الجمهور وتحول كورسا وبصعوبة غادر ميدان القصر، طالبا المزيد، ولم تبخل المطربات عليه بأغنيات لبنانية خالدة للأخوين رحباني وزكي ناصيف وسواهم. وتحوّل المسرح بعفوية إلى شبه اجتماع راقص للحكومة اللبنانية، إذ اعتلاه رئيسها نواف سلام وعدد من الوزراء الحاضرين، وشاركوا المطربات الثلاث مدى دقائق الغناء والدبكة الفولكلورية اللبنانية.


Independent عربية
منذ 3 أيام
- Independent عربية
رحيل المخرج سامح عبدالعزيز صانع الفرح ومجدد الكوميديا السياسية
رحل عن عالمنا منذ ساعات المخرج سامح عبدالعزيز إثر أزمة صحية قصيرة عن عمر ناهز 51 سنة بعد طرحه 50 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً. سينما البسطاء سامح عبدالعزيز لم يكُن مخرجاً عادياً يحترف تقديم الكوميديا بأعماله بصورة خاصة، وتطور ليقدم التراجيديا والقضايا الاجتماعية بتميز واضح، ولكنه كان مخرجاً استثنائياً يتقن تقديم شخصيات وتفاصيل من قلب المجتمع المصري بطريقة تصل إلى المشاهد وتطرح طموحات وآلام ومشاعر البسطاء. ونجح عبدالعزيز في تقديم 50 عملاً فنياً لم يتشابه أي منها مع الآخر، فقد كان حريصاً على تنوع القضايا والمواضيع وتقديمها بطريقة تقترب من الكوميديا السياسية غير المباشرة، مما جعل معظم ما قدمه ينتمي لمدرسة جديدة تخصه وينفرد بها، فجدد طريقة تناول السياسة والقضايا الاجتماعية لتطرح بكوميديا عصرية قريبة من البسطاء من دون فلسفة أو تعقيدات. ولد سامح عبدالعزيز في القاهرة عام 1974، ودرس في معهد السينما قسم مونتاج، وبدأ العمل كمخرج برامج في التلفزيون المصري ومنه إلى قناة "دريم"، ثم انتقل للعمل في شبكة تلفزيون "روتانا". وأخرج عبدالعزيز عدداً كبيراً من الـ"فيديو كليب" لكبار المطربين في بداية حياته الفنية بعد العمل كمخرج في التلفزيون، وأكسبته الفترة التي عمل خلالها بالأغنيات خبرة كبيرة في الصورة والإيقاع أهلته ليبدأ مشواره السينمائي. بداية الرحلة ركز عبدالعزيز في البداية على الكوميديا الخفيفة، وقدم أول أعمال مطرب "ستار أكاديمي" محمد عطية على الشاشة السينمائية وهو فيلم "درس خصوصي" وشارك في البطولة صلاح عبدالله وهالة فاخر وعدد كبير من النجوم. ونجح الفيلم في وضع أقدامه على بداية الطريق، فحقق إيرادات وكان رد فعل الجمهور جيداً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتوالت أعماله الكوميدية بعد ذلك، فقدم مجموعة من الأفلام من بينها "حسن طيارة" لخالد النبوي و"أسد وأربع قطط" لهاني رمزي ودوللي شاهين و"أحلام الفتى الطائش" لرامز جلال ونيللي كريم وحسن حسني. الحارة المصرية وعام 2008 بدأ التعاون مع المؤلف أحمد عبدالله المعروف بانغماسه في الواقع المصري الشعبي وتقديمه شخصيات تنتمي إلى عالم البسطاء في الحارة المصرية، وجرى التعاون بينهما بصورة أحدثت نقلة كبيرة في تاريخهما. وكان فيلم "كباريه" بداية التعاون بين عبدالعزيز وعبدالله والمنتج المغامر أحمد السبكي الذي لم يتردد في تقديم سينما بعيدة من الكوميديا والخلطات المضمونة النجاح. وتناول عبدالعزيز في "كباريه" شخصيات مصرية وعربية لها مشكلات وأحلام وأعباء، وطرح واقع الطبقات الفقيرة من خلال أسلوب سينمائي شيق وطريقة حوار مؤثرة بين الشخصيات شرحت آلام ومعاناة تلك الطبقات من دون خجل أو خوف. كان الفقر والتسلط والتسلق والكبت أبرز ما تناوله العمل، وقام بالبطولة عدد كبير جداً من النجوم من بينهم خالد الصاوي وباسم سمرة ودنيا سمير غانم وجومانا مراد وصلاح عبدالله وفتحي عبدالوهاب وأحمد بدير. ودارت الأحداث حول جماعة دينية متطرفة تقرر تنفيذ عملية إرهابية في "كباريه" كبير، وترسل أحد رجالها ليفجر نفسه في هذا الـ"كباريه" الذي يضم عروسين في ليلة الزفاف وفتيات ليل هاربات من بيوت أهلهن وأخريات يعملن في السر ومطرباً شعبياً منتفعاً بثرية عربية وآخر يحقق نجوميته داخل جدران هذا المكان. وبعد نجاح الفيلم بعدد النجوم الضخم والحكاية التي دارت في يوم واحد، قدم عبدالعزيز عملاً مختلفاً في الموضوع لكنه متشابه في طريقة السرد السينمائي من ناحية تعدد الأبطال والشخصيات المحورية وتسارع الأحداث خلال ليلة واحدة مع فيلم "الفرح"، وشارك في بطولة العمل ياسر جلال وخالد الصاوي وسوسن بدر وجومانا مراد وصلاح عبدالله وماجد الكدواني وباسم سمرة وغيرهم. ونجح عبدالعزيز ومعه فريق هذا العمل (أحمد عبدالله والسبكي) في تسليط الضوء على شريحة الفقراء بصورة أعمق وبشخصيات مختلفة في الظروف والتكوين والخلفيات. ودرات الأحداث حول شخصية "زينهم" الذي قام بدوره خالد الصاوي، وهو رجل بسيط يتعرض لأزمة مالية طاحنة فلا يجد وسيلة سوى إقامة حفل زفاف واستئجار عروسين ليسترد ما دفعه من نقود كمجاملات في الأفراح، وهي ما تسمى "النقطة" في الثقافة الشعبية المصرية، وهي نقود يدفعها الناس لمجاملة بعضهم في المناسبات ثم تسترد عند أول مناسبة بصورة ودية وتعبيراً عن المشاركة الاجتماعية والدعم. وينجح "زينهم" في إقامة الفرح انتظاراً لجمع "النقطة" ليسد دينه ويشتري ميكروباص، وتشاء الأقدار أن تتوفى والدته أثناء الفرح، فيجد نفسه بين خيارين أحدهما أكثر صعوبة من الآخر، الأول أن يستكمل الحفل ويحصل على النقود، والثاني أن يضع حداً للحفل ويخسر النقود المنتظرة. وقدم عبدالعزيز نهايتين لفيلم مختلفتين كلياً، وترك للجمهور اختيار الخاتمة التي تتناسب مع اعتقاداته ومبادئه. صرخة نملة أما فيلم "صرخة نملة"، فكان نقلة جديدة لعبدالعزيز في الدراما الاجتماعية السياسية، وشارك فيه ضمن "مهرجان كان السينمائي" عام 2011، وهو العام الذي اندلعت فيه الثورة المصرية لخلع الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك. وتناول العمل القهر الذي يتعرض له مواطن مصري فقير لدرجة أن صرخته يعتبرها المسؤولون كصرخة نملة لا أثر ولا صوت لها. وقام بالبطولة عمرو عبدالجليل مجسداً رجلاً مصرياً بسيطاً يدعى "جوده" يعاني الظروف الحياتية والأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تؤرق الفئة العظمى من الشعب المصري، خصوصاً ساكني العشوائيات مثل ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء والمياه، فيضطر إلى العمل لدى أحد نواب المجلس الذي يستغله في أغراضه وفساده، ويجد "جوده" نفسه متورطاً في مشكلات عدة، ويحاول إثبات براءته ولكن لا أحد يسمع له ويجري قهره وسحقه. والفيلم أحدث ضجة عند عرضه بسبب جرأة أحداثه السياسية وتعرض للمنع والاعتراض من جهات رسمية. وكتب الفيلم السيناريست الراحل طارق عبدالجليل، وشاركت في بطولته رانيا يوسف وحمدي أحمد وأحمد وفيق إلى جانب البطل الأساس عمرو عبدالجليل. "حلاوة روح" وكان عبدالعزيز على موعد جديد مع المشكلات مع الجهات الرسمية بسبب فيلم "حلاوة روح" الذي أخرجه عام 2014، وقامت ببطولته هيفاء وهبي ومحمد لطفي. وتناول العمل تعرض سيدة جميلة للانتهاك الجسدي والمعنوي من بعض أصحاب النفوذ. وتوقف عرض الفيلم بقرار من رئيس الوزراء المصري وقتها بتهمة خدش الحياء ومخالفة التقاليد. وقدم سامح عبدالعزيز بعد ذلك كثيراً من الأعمال الاجتماعية الشعبية التي تشرح مستجدات الواقع المصري والبسطاء، وكان أبرز هذه الأعمال مسلسل "الحارة" و "بين السرايات" و"رمضان كريم" بجزءيه، وكذلك فيلم "الليلة الكبيرة". "حملة فريزر" ولم تتوقف مسيرة عبدالعزيز عن الأعمال الكوميدية المميزة جداً، فقدم مع عدد كبير من النجوم البارزين فيلم "حملة فريزر" مع شيكو وهشام ماجد وبيومي فؤاد، و"أبو شنب" مع ياسمين عبدالعزيز، و"تيتا رهيبة" الذي تعاون فيه مع محمد هنيدي سينمائياً ثم توالت أعمالهما التلفزيونية في مسلسلات مثل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" و"أرض النفاق" و"شهادة معاملة أطفال". وقدم مع محمد سعد مسلسل "فيفا أطاطا"، وفي السينما "تتح" و"الدشاش" الذي يعد آخر أعماله السينمائية، وأعاد به سعد بعد غياب لاعتلاء شباك التذاكر، فاقترب الفيلم من تحقيق 100 مليون جنيه (2 مليون دولار). وتميز عبدالعزيز مع الفنانة يسرا في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي ومن بينها مسلسلات "خيانة عهد" و"حرب أهلية"، وقدم لها فيلم "ليلة العيد" الذي طرح كثيراً من المشكلات التي تعانيها المرأة في الطبقات الشعبية مثل الكبت والتحرش والعنف الجسدي. "مجدد الكوميديا السياسية" تنوعت أعمال سامح عبدالعزيز على المستويات الفنية كافة، فقدم التراجيدي والكوميدي والسياسي والاجتماعي وترك عدداً مميزاً من الأعمال التي ستظل بصمة في الفن المصري، وتميز تحديداً بهذه الرحلة في الكوميديا السياسية لينفرد بلقب مستحق وهو "مجدد الكوميديا السياسية".


Independent عربية
منذ 3 أيام
- Independent عربية
كيف أمسى "حرب العوالم" من أفلام سبيلبرغ الأكثر إثارة للجدل
لم يأتِ الخطر من السماء، بل "من تحت أقدامنا مباشرة،" كما قالها تيم روبينز على لسان شخصية هارلان أوغليفي، الوطني المصاب بجنون الارتياب. في مثل هذا الأسبوع قبل 20 عاماً، صدر فيلم "حرب العوالم" War of the Worlds لـ ستيفن سبيلبرغ في صالات السينما البريطانية، وكان بمثابة إعادة إحياء بموازنة ضخمة لصدمة جماعية لم يندمل جرحها بعد. لم يُخفِ الفيلم إشاراته إلى أحداث الـ11 من سبتمبر (أيلول)، إذ يبدأ بلقطة طويلة لأفق مانهاتن، سرعان ما يعقبها هجوم مروع، تلتقطه عدسة كاميرا منزلية مهزوزة. ويفر الناس من مبانٍ تنهار، وكانت الكنيسة – وهي رمز الطمأنينة – من أولى الضحايا (في تلميح واضح إلى أن هجمات سبتمبر كانت، بالنسبة إلى كثيرين، بداية "حرب مقدسة"). يؤدي توم كروز دور الأب المطلق راي الذي يغدو وجهه مكسواً بغبار كثيف يذكرنا بصورة شهيرة لـ مارسي بوردرز، المساعدة القانونية في نيويورك التي تحوّل وجهها المغبر الشاحب إلى رمز بصري لذلك اليوم. لكن لعل اللافت أكثر من كل ذلك أن أولئك الإرهابيين في الفيلم لم يأتوا من بعيد، على خلاف المألوف في أفلام الغزاة الفضائيين. شأنهم شأن منفذي هجمات الـ 11 من سبتمبر - أولئك الـ19 شخصاً الذين عاشوا في قلب أميركا وهاجموها من الداخل - انطلق الدمار من أرض الولايات المتحدة ذاتها. بعد مرور عقدين، قد يبدو من السهل التغاضي عن صدى تلك الأحداث (11 سبتمبر) في نسخة سبيلبرغ الصادرة عام 2005 من رواية هربرت جورج ويلز الكلاسيكية التي تحمل العنوان نفسه. ففي نهاية المطاف، نحن نعيش اليوم في عصر تهيمن عليه أفلام الأبطال الخارقين التي تقوم أساساً على إرث بصري خلفه ذلك اليوم: ناطحات سحاب تتهاوى وأعمدة دخان شوارع ومغمورة بالركام. وبالمقارنة، قد تبدو إشارات "حرب العوالم" إلى الـ11 من سبتمبر باهتة لمن يشاهد الفيلم للمرة الأولى عام 2025. لكن لا مجال للشك: فيلم سبيلبرغ هو واحد من أبرز نتاجات الثقافة الشعبية التي ولدت من رحم الـ11 من سبتمبر. كما يقول تيرينس ماك سويني، المحاضر في دراسات السينما والتلفزيون بجامعة ساوثهامبتون سولِنت ومحرر كتاب "السينما الأميركية في ظل 11 سبتمبر": "يمكنني القول إنه فيلم محوري في تطور الطريقة التي عالجت بها أميركا [ذلك اليوم]". فبين طيات اعترافه بهول ذلك الصباح المشمس من سبتمبر، منح الفيلم جمهوراً مثقلاً بالصدمة لحظة تنفيس كان في أمسّ الحاجة إليها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تنفيس وجداني بلغت كلفته أكثر من نصف مليار دولار على وجه الدقة. فقد كان الفيلم الذي صدر في موسم الصيف، ضربة تجارية كاسحة، متجاوزاً إيرادات "بداية باتمان" Batman Begins لـ كريستوفر نولان الذي صدر قبل أسابيع قليلة، غير أن سبيلبرغ لم يصل إلى هذه المواجهة بين البشر والمريخيين بسهولة، كما يوضح داميان كولير، المنتج التنفيذي للفيلم. ففي السبعينيات، قام جيف وين - مبتكر النسخة الأوبرالية الشهيرة من رواية ويلز وشريك كولير لأعوام - "بإرسال نسخة من ألبومه الموسيقي إلى سبيلبرغ، آملاً في أن يحوله إلى فيلم". ويتابع كولير: "رد سبيلبرغ برسالة قال فيها 'وصلني الألبوم ووجدته مذهلاً بكل معنى الكلمة. لكن جدول أعمالي لعامي 1981 و1982 مزدحم للغاية ولا يسمح بمشروع بهذا الحجم'. باتت تلك الرسالة وثيقة لافتة لأنها تنطوي على قدر من النبوءة. فـ سبيلبرغ عاد بالفعل للرواية، لكن بطريقته الخاصة... فقط حين شعر بأن الوقت صار مناسباً". وجاءت اللحظة المناسبة وسط أوقات مضطربة. يتردد أن سبيلبرغ كان يعمل في لوس أنجليس على مونتاج فيلمه "تقرير الأقلية" Minority Report، المقتبس من رواية فيليب كيه ديك، عندما ضربت الهجمات الساحل الشرقي الأميركي وأسفرت عن مقتل 2977 شخصاً. ظل مشهد واحد من ذلك اليوم محفوراً في ذهنه: "الجميع في مانهاتن يفرون عبر جسر جورج واشنطن"، قال خلال مؤتمر صحافي عام 2005. صورة "الأميركيين وهم يهربون للنجاة بحياتهم، يتعرضون لهجوم مباغت، من دون أن يعرفوا سبب الهجوم عليهم أو من يهاجمهم" ستشكل جوهر فيلمه. وخلال مقابلة لاحقة مع صحيفة "يو أس أي توداي"، أوضح سبيلبرغ أن "البلاد شهدت تحولاً عاطفياً واعياً"، فقد لجأ الأميركيون بعد الهجمات إلى الترفيه الدافئ والمُطَمْئن، الممزوج بنفحة وطنية، كوسيلة للهروب من رعب الواقع. أما فيلمه، فاختار أن يضغط على الجرح لا أن يغطيه، بمشاهد تستحضر الألم بدلاً من طمسه. حطام طائرة يُذكّر برحلة الطائرة "يونايتد 93" التي تحطمت في مقاطعة سامرست بولاية بنسلفانيا. جدران مغطاة بصور المفقودين. لقطات لأميركيين مشدوهين، بملامح مذهولة، يعبرون الجسر ذاته الذي ظل مشهده راسخاً في ذاكرة المخرج. لم تكُن هذه مجرد لمسات تمنح الفيلم بعداً واقعياً، بل كانت صميم الحكاية. وحين سئل سبيلبرغ عام 2005 من قبل صحافي ألماني في صحيفة "دير شبيغل" عما إذا كان سيصنع "حرب العوالم" لولا أحداث الـ11 من سبتمبر، جاء رده صريحاً: "على الأرجح لا". وسبق للمخرج أن تناول مواضيع تمثل "صدمة ثقافية أُعيدت صياغتها لتكون مناسبة للجمهور العام"، كما يشير ماكسويني، "سواء كان الأمر عن المحرقة في فيلم 'قائمة شندلر' Schindler's List، أو هبوط قوات الإنزال في 'إنقاذ الجندي راين' Saving Private Ryan، أو العبودية في 'أميستاد' Amistad". لكنه لم يتطرق من قبل إلى كارثة حديثة كهذه، مما أثار جدلاً في الأوساط النقدية الأميركية حول ما إذا كان قد تعجل في معالجتها. وقامت ستيفاني زاكاريك التي تعمل حالياً ناقدة سينمائية رفيعة في مجلة "تايم"، وفي حينها كاتبة في منصة "صالون" الثقافية الإلكترونية - بانتقاد قرار سبيلبرغ، معتبرة أنه فقد "حسه باللباقة" وثقته بـ"حسن نية جمهوره". أما تيموثي نوا، فعبّر عن غضبه ضمن مقالة في صحيفة "سليت" Slate، محذراً صانعي الأفلام من "استغلال أحداث الـ11 من سبتمبر كمجرد مادة لأفلام الصيف"، واصفاً "حرب العوالم" بأنه استولى على رموز ذلك اليوم "بطريقة لا يمكن وصفها إلا بأنها ابتذال عاطفي فجّ". ربما ينبع الشعور بالانزعاج في تلك المراجعات من خيبة الأمل بأن فيلم سبيلبرغ لم يقدم تفسيراً عميقاً لما حدث. عند إعادة مشاهدة "حرب العوالم" اليوم، يتضح أنه لا يحمل رؤى جديدة حول الإرهاب أو الحرب، بل يشبه صرخة تساؤل متوهجة: "ما الذي حدث بحق الجحيم؟" كما يبدو أنه تجسيد لتساؤل مخرج ما إذا كان أسلوبه الروائي، المعروف بتركيزه على الأمل، قد أصبح عتيقاً في حقبة أميركية تزداد فيها مشاعر اليأس. قد يكون الشعور بعدم الارتياح الذي ساد تلك المراجعات نابعاً من الإيحاء بأن غزو المريخيين في فيلم "حرب العوالم" يحدث في عالم سبق وشهد واقعة الـ11 من سبتمبر بالفعل، مما أضاف توتراً محرجاً بين الرعب الحقيقي والخيال المتداخل. ويشرح ماكسويني: "في الفيلم، تسأل رايتشل، ابنة راي (التي تؤدي دورها داكوتا فانينغ) والدها: 'هل هم الإرهابيون؟'، كما لو أنها تربّت على اعتبار الإرهاب الخوف الأكبر في حياتها... والأهم هنا أن سؤال رايتشل لم يكُن 'هل هم إرهابيون؟' بل 'هل هم الإرهابيون؟'. استخدامها أداة التعريف يدل على وجود مجموعة محددة من الإرهابيين الذين جلبوا الدمار لوطنها قبل أربعة أعوام فقط". وتتجلى في الفيلم عناصر أخرى تبدو مستمدة من الدروس التي اكتشفتها أميركا في ذلك اليوم، مثل الكشف عن وجود ثقافات "لا ترحم أعداءها الأميركيين، سواء كانوا مدنيين أو لا"، كما يشير ماكسويني. وبقدر ما يبرز هذا الجانب القاسي، فإن الفيلم يعكس أيضاً درساً آخر من أحداث الـ11 من سبتمبر: أنه في أوقات الكوارث، تنتشر أفعال اللطف والرحمة. تتخلل فيلم "حرب العوالم" مشاهد تبرز طيبة الغرباء، مع ظهور لحظة أو اثنتين فقط تلمح إلى قدرة الإنسان على الظلامية في خضم فوضى الأزمات. وخير مثال على ذلك هو ظهور تيم روبينز الوجيز بشخصيته المتهورة، وكذلك لقطة عابرة ومقلقة لرجل يطلق النار على آخر ليسرق سيارته، مما يشعل ذعراً جماعياً، وقد صورت هذه اللحظة من خلال نافذة مطعم أميركي اعتيادي. بحلول عام 2025، أصبح تأثير فيلم "حرب العوالم" أوسع مما قد تتوقع. ويوضح ماكسويني أن الفيلم "وضع نموذجاً تبنته غالبية قصص غزو الفضائيين في السنوات التي تلت"، إذ تركز السردية في هذه الأعمال عادة على "مجموعة صغيرة، غالباً ما تكون عائلة واحدة". في أفلام ضخمة سابقة مثل "يوم الاستقلال" Independence Day الصادر عام 1996، كان المشاهدون يتابعون طيفاً واسعاً من الشخصيات - جنود وعلماء وسياسيون، وحتى رئيس الولايات المتحدة - وهم يواجهون التهديد الفضائي. لكن "حرب العوالم" قدم نوعاً جديداً من أفلام الكوارث، إذ يُجبر "أناس عاديون على خوض تجربة مروعة، يواجهون صعوبة ليس في التغلب على الخطر، بل للبقاء على قيد الحياة". بدا هذا الأسلوب القصصي الجديد الأكثر حميمية منطقياً تماماً في واقع ما بعد الـ11 من سبتمبر. كيف عشنا تلك الفظائع؟ لم تكُن من خلال عدسة سينمائية شاملة تظهر تجارب شخصيات متعددة كما في أفلام رولاند إيميريتش، بل عبر لقطات كاميرا مهتزة لسياح ومشاهدين مذعورين عند أساسات الأبراج المتداعية، يحاولون فقط النجاة. وقامت أفلام مثل "كلوفرفيلد" Cloverfield الصادر عام 2008، و"سوبر 8" Super 8 الصادر عام 2011، و"الوافد" Arrival الصادر عام 2016، وسلسلة "مكان هادئ" A Quiet Place بتبني هذا النهج وواصلت السير عليه، فقد يظهر العسكريون في تلك الأفلام وهم يقاتلون تهديداً غريباً، لكن ذلك يكون دائماً على الهامش، فيتركز اهتمامنا وعاطفتنا على عائلة أو مجموعة صغيرة من الأصدقاء. مع مرور الوقت، ظهرت أنواع سينمائية أخرى تناولت أحداث الـ11 من سبتمبر بجرأة أكبر، تاركة "حرب العوالم" يتوارى في الذاكرة. واجتاحت الشاشات موجة من الأفلام العسكرية التي مجدت الجنود الأميركيين، مثل "خزانة الألم" The Hurt Locker و"قناص أميركي" American Sniper، وحققت نجاحاً لافتاً. أما في عالم الأفلام الضخمة، فقامت أعمال مثل "2012" لـ رولاند إيميريتش، و"رجل من فولاذ" Man of Steel لـ زاك سنايدر، وسلسلة "المتحولون" Transformers (التي أُنتجت، للمفارقة، بإشراف سبيلبرغ نفسه)، بتقديم معالجة سينمائية "رفضت الاعتراف الصريح بأحداث الـ11 من سبتمبر، لكنها في الوقت ذاته كانت تستحضرها بطريقة متكررة وبوعي جلي"، كما يوضح ماكسويني. وعلى رغم ذلك، فإن صدى "حرب العوالم" لا يزال يتردد حتى اليوم. ومشاهدته اليوم في ظل دمار الحرب في أوكرانيا وغزة تكسبه بعداً جديداً، كما لو أننا نعيد اكتشافه بعيون جديدة. ولهذا السبب، يراه داميان كولير رواية صادقة روحياً لرؤية هربرت جورج ويلز، على رغم ابتعاده الكبير من النص الأصلي. فالفيلم، في جوهره "يحذر من أخطار التوسعية. كتب [ويلز] روايته كموقف نقدي من الإمبراطورية البريطانية الآخذة في التمدد، واليوم، لا يزال العالم يشهد دولاً تغزو أخرى سعياً وراء توسيع نفوذها. لذا أعتقد بأن مواضيع التوسع وخطورة السلطة حين تقع في الأيادي الخاطئة لا تزال تجد صداها. وهذا أحد الأسباب التي تجعل الفيلم، في رأيي، يحتفظ براهنيته حتى اليوم". في الـ11 من سبتمبر 2001، جاء الخطر من الداخل. وفي الـ29 من يونيو (حزيران) عام 2005، جاءت لحظة التنفيس من خلال فيلم. اليوم وفي وقت صدوره، كان "حرب العوالم" وما زال واحداً من أكثر أعمال سبيلبرغ جرأة وصراحة - فيلم لم يشرح ما حدث، ولم يكُن بحاجة إلى ذلك أصلاً.