
دراسة: الذكاء الاصطناعي قد يتنبأ بالوفيات المبكرة لمرضى التهاب الأمعاء المزمن
أظهرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للتنبؤ بالوفيات المبكرة لدى مرضى التهاب الأمعاء المزمن، خاصة عند دمج بيانات الحالات الصحية المزمنة التي يتم تشخيصها في مراحل مبكرة من الحياة.
كشفت الدراسة المنشورة في دورية الجمعية الطبية الكندية أن نحو نصف الوفيات بسبب أمراض التهاب الأمعاء المزمن "يموتون قبل الأوان".
وسلطت الدراسة، التي استخدمت نماذج تعلم الآلة للتنبؤ بالوفيات، الضوء على المخاطر الصحية التي يواجهها مرضى التهاب الأمعاء المزمن، خاصة عندما يصابون بحالات صحية مزمنة أخرى في مراحل مبكرة من حياتهم.
وتمكَّن الباحثون من تحليل البيانات الصحية لتحديد المرضى المعرَّضين لخطر أعلى للوفاة قبل سن 75 عاماً، حيث أظهرت النماذج دقة عالية في التنبؤ، يمكن أن تساعد في توجيه الجهود الوقائية والعلاجية نحو المرضى الأكثر احتياجاً، ما يوفر رعاية صحية أكثر تنسيقاً وفاعلية.
اضطرابات الجهاز الهضمي
وقال الباحثون إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً محورياً في تحسين النتائج الصحية لمرضى التهاب الأمعاء المزمن، وتقليل عدد الوفيات المبكرة المرتبطة بهذه الحالة.
ويُعتبر التهاب الأمعاء المزمن مجموعة من الاضطرابات الالتهابية المزمنة التي تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الهضمي، وتشمل مرض "كرون" والتهاب القولون التقرحي.
وتُعد كندا واحدة من الدول التي لديها أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الأمعاء المزمن في العالم، حيث يُتوقع أن يعيش نحو 470 ألف شخص (ما يعادل 1 من كل 91 شخصاً) مع هذه الحالة بحلول عام 2035.
ويعاني مرضى التهاب الأمعاء المزمن من معدلات وفيات أعلى (17 مقابل 12 لكل 1000 شخص سنوياً) مقارنة بغير المصابين، مع وجود فروق أكبر في منتصف العمر (بين 20 و59 عاماً)، كما أن متوسط العمر المتوقع لديهم أقل بمقدار يصل إلى 8 سنوات للإناث و6 سنوات للذكور.
تُعتبر الوفيات المبكرة، (المعروفة قبل سن الـ75)، مؤشراً قوياً على صحة السكان وأداء النظام الصحي، إذ يمكن تجنب العديد من هذه الوفيات من خلال الوقاية المناسبة أو العلاج المبكر والفعال.
ويمكن أن يساعد فهم العوامل التي تتنبأ بالوفيات المبكرة في تحسين النظم الصحية، وتوجيه الجهود الوقائية نحو الفئات الأكثر عُرضة للخطر.
زيادة خطر الوفاة
يشير تعدد الأمراض المزمنة إلى وجود حالتين أو أكثر من الحالات الصحية المزمنة لدى الشخص نفسه، ويعاني مرضى التهاب الأمعاء المزمن من احتمالية أكبر لتطور حالات صحية مزمنة أخرى مقارنة بغير المصابين.
ويمكن أن يغير تعدد الأمراض المزمنة من المسار الطبيعي لالتهاب الأمعاء المزمن، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة خطر الوفاة.
وبشكل عام، يرتبط تعدد الأمراض المزمنة بخطط رعاية معقدة، ونتائج صحية سيئة، وزيادة في عدد الوفيات.
وفي أثناء الدراسة تم استخدام نماذج تعلم الآلة للتنبؤ بالوفيات المبكرة في عموم السكان، والتي أظهرت قدرة على تحديد أنماط بياناتية يمكن أن توجه الأبحاث السببية.
كما تم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية لمرضى التهاب الأمعاء المزمن في أونتاريو بكندا، بهدف التنبؤ بالوفيات المبكرة، وتم استخدام بيانات صحية إدارية من معهد ICES، الذي يمتلك قاعدة بيانات شاملة لأكثر من 99% من سكان المقاطعة.
وشملت الدراسة تحليلاً لبيانات 9278 حالة وفاة لمرضى التهاب الأمعاء المزمن بين عامي 2010 و2020.
وتم تحديد الحالات الصحية المزمنة باستخدام خوارزميات معتمدة، بما في ذلك الربو، وقصور القلب، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والسكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وارتفاع ضغط الدم، والخرف.
كما تم تحديد السرطان من خلال سجل السرطان في أونتاريو، حيث تم تقسيم البيانات إلى مجموعات تدريب واختبار (بنسبة 80:20) واستخدام ثلاث مهام تنبؤية، ركزت الأولى على الحالات الصحية المزمنة الموجودة عند الوفاة، أما الثانية فركزت على الحالات التي تم تشخيصها قبل سن 60 عاماً، بينما الثالثة فاعتمدت على العمر الطبيعي لتشخيص تلك الحالات.
تطوير العلاج
وتم تطوير نماذج تعلم الآلة باستخدام تقنيات متقدمة لتحديد أفضل نموذج يمكنه التنبؤ بالوفيات المبكرة. وأظهرت النتائج أن هذه النماذج كانت قادرة على تحديد المرضى المعرَّضين لخطر أعلى للوفاة المبكرة بدقة عالية، ما يوفر فرصة لتحسين الرعاية الصحية وتوجيه الجهود الوقائية نحو الفئات الأكثر عرضة للخطر.
كما أظهرت النتائج أن نحو 47% من وفيات مرضى التهاب الأمعاء المزمن كانت مبكرة، مع ارتفاع النسبة لدى الذكور مقارنة بالإناث (50% مقابل 44%).
وشملت الحالات الصحية المزمنة الأكثر شيوعاً عند الوفاة التهاب المفاصل (77%)، وارتفاع ضغط الدم (73%)، واضطرابات المزاج (69%)، والفشل الكلوي (50%)، والسرطان (46%).
وأكد الباحثون أن استخدام الوفاة المبكرة كمعيار للدراسة يساعد في تحديد فرص تحسين النظام الصحي، إذ يمكن تجنب العديد من هذه الوفيات من خلال الوقاية المناسبة أو العلاج المبكر والفعال.
وأشاروا إلى أن النتائج توفر دعماً علمياً لتوفير رعاية صحية متعددة التخصصات ومتكاملة طوال حياة المرضى، خاصة خلال مرحلة الشباب ومنتصف العمر.
وتأمل الدراسة أن تساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى متابعة أكثر استهدافاً من قِبَل مجموعة من المتخصصين الصحيين، بما في ذلك أخصائيو التغذية، والصحة النفسية، والأطباء المتخصصين.
كما يأمل الباحثون أن تساهم نتائجهم في تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فاعلية لمرضى التهاب الأمعاء المزمن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- عكاظ
تزايد أمراض الجهاز الهضمي بين الشباب
تشهد فئة الشباب ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، مثل «كرون» و«التهاب القولون التقرحي»، في ظاهرة أثارت قلق الأطباء، خصوصاً أن هذه الأمراض كانت أكثر شيوعاً بين الفئات الأكبر سناً. وبحسب تقرير صحفي، فإن الحالات تتركز في الفئة العمرية من 18 إلى 30 عاماً، وسط غياب تفسير طبي دقيق لأسباب هذا التزايد، ما دفع الخبراء إلى التأكيد على ضرورة إجراء أبحاث أوسع لفهم العوامل الكامنة وراء الظاهرة. وتُطرح فرضيات متعددة، أبرزها التغيرات البيئية، والضغوط النفسية، ونمط الحياة الحديث بما فيه من عادات غذائية غير متوازنة، إلى جانب تأثيرات محتملة للتلوث واستخدام المضادات الحيوية بكثرة في مرحلة الطفولة، إلا أن أياً من هذه العوامل لم يُثبت بشكل قاطع كسبب رئيسي. ويحذر الأطباء، من إهمال الأعراض المبكرة مثل ألم البطن المزمن، والإسهال المتكرر، وفقدان الوزن، مؤكدين أن التشخيص المبكر ضروري لتفادي مضاعفات أكثر خطورة مع الوقت. أخبار ذات صلة


مجلة هي
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- مجلة هي
خبير يوضح لـ"هي": أمراض الجهاز الهضمي تزداد لدى الشباب... والسبب الرئيس أسلوب حياتهم
أمراض الجهاز الهضمي Gastrointestinal Diseases هي مجموعة الأمراض التي تحدث في أماكن متعددة من الجهاز الهضمي الممتد من الفم إلى فتحة الشرج، وهذه الأمراض تختلف شدتها وخطورتها وفق المُسبب لها ووفق نوعها. تنقسم هذه الأمراض إلى نوعين: الدكتور نجيب عبد الرحمن أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى الدولي الحديث 1. أمراض الجهاز الهضمي الهيكلية: وهي أمراضٌ تُصيب الجسم نتيجة حدوث تغيرٍ كبير في أحد أجزاء الجهاز الهضمي. وبمجرد الفحص، قد يُحدَد الطبيب السبب الرئيسي ورائها؛ وغالبًا هذه الأمراض تحتاج إلى علاجٍ دوائي أو علاجٍ جراحي لتعديل الوضع وإرجاعه كما كان سابقًا قدر المُستطاع. من الأمثلة على أمراض الجهاز الهضمي الهيكلية، البواسير؛ أمراض القولون الحميدة أو الخبيثة؛ مرض كرون، وحصى المرارة. 2. أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية: ويُقصد بها الأمراض التي تؤثر على وظيفة الجهاز اليومية، فتتباطأ حركة الأمعاء مُسبَبةً العديد من المشكلات الصحية. عادةً هذه الأمراض لا تُشكل خطورةً إن استمرت لفتراتٍ قصيرة، فيكون الاضطراب عابر؛ لكن في حال استمرارها وتكرارها، فإنها تدل على أمراضٍ عديدة بعضها شديد الخطورة، ويستلزم إجراء الفحوصات التشخيصية العميقة لمعرفة السبب ورائها. أمثلة على هذه الأمراض، متلازمة القولون العصبي والإرتجاع المعدي المريئي. اسلوب الحياة الغذائي غير الصحي للشباب أبرز سبب وراء إصابتهم بأمراض الجهاز الهضمي في السنوات الأخيرة، لوحظ ارتفاعٌ ملحوظ في انتشار أمراض الجهاز الهضمي بين الشباب، رغم عدم وجود أسبابٍ واضحة في كثيرٍ من الحالات. وتشمل هذه الأمراض متلازمة القولون العصبي (IBS)، التهاب المعدة، ارتجاع المريء (GERD)، وأمراض الأمعاء الالتهابية مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي وغيرها. وتشهد العيادات والمراكز الطبية في العالم العربي ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الشباب الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، وهي ظاهرةٌ صحية لم تكن شائعة قبل سنوات. فما الذي يحدث بالضبط؟ ولماذا بدأت بطون الشباب تصرخ في عمرٍ يُفترض أن يكون مليئًا بالنشاط والحيوية؟ توجهنا بهذه الأسئلة إلى الدكتور نجيب عبد الرحمن؛ أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى الدولي الحديث، الذي أفادنا بالأسباب وراء هذه الظاهرة، وكيفية الوقاية منها. فإذا كنتِ عزيزتي ممن يعانون من مشكلاتٍ في الجهاز الهضمي، أو لديكِ معارف يعانون منها، فهذه المقالة هي لكِ.. أسباب محتملة لزيادة أمراض الجهاز الهضمي لدى الشباب بحسب الدكتور عبد الرحمن، فإن تزايد إصابة الشباب بأمراض الجهاز الهضمي مردها إلى الأسباب التالية: 1. التغيرات في النظام الغذائي • الاعتماد على الأطعمة المُصنعة: والتي تحتوي على موادٍ حافظة ونسب عالية من الدهون غير الصحية. • الإفراط في تناول الوجبات السريعة: هذه الوجبات تؤدي إلى اضطراباتٍ في الهضم وزيادة الحموضة. وكذلك القولون العصبي، والارتجاع المريئي، ومشاكل الكبد، لتكثر الشكاوى لدى فئةٍ عمرية كان يُفترض أن تكون "في أوج الصحة". السبب الأول هو نمط الحياة السريع والغذاء غير الصحي. السندويشات الجاهزة، المشروبات الغازية، وتناول الطعام في ساعاتٍ متأخرة كلها عناصر تدمر الجهاز الهضمي على المدى الطويل. • نقص الألياف الغذائية: يؤدي إلى الإمساك ومشاكل في حركة الأمعاء. وعادةً ما نجد الألياف في الخضروات والفواكه، التي يبدو أن الشباب قليلًا ما يميلون لتناولها في وجباتهم اليومية. 2. التوتر والضغوط النفسية تقنيات الإسترخاء مثل اليوغا تساعد في حمايتكِ من أمراض الجهاز الهضمي • يرتبط القولون العصبي، أحد أمراض الجهاز الهضمي المنتشرة بين الشباب هذه الأيام) بشكلٍ وثيق بالتوتر والقلق، حيث يؤثر الجهاز العصبي على وظيفة الجهاز الهضمي. • نمط الحياة السريع وضغوط العمل أو الدراسة: تزيد من إفراز هرمونات التوتر التي تؤثر على الهضم. كذلك فإن الضغوط النفسية اليومية التي يواجهها الشباب، سواء في العمل أو الدراسة أو حتى العلاقات الاجتماعية، تلعب دورًا كبيرًا في تهيَج القولون واضطراب المعدة. "البطن مرآة الأعصاب"، كما يقول المثل الشعبي، وهو يبدو اليوم أقل صحةً عما مضى. 3. قلة النشاط البدني: الخمول وقلة الحركة يُضعفان مناعة الجسم ويؤثران على عملية الهضم مما يزيد من مشاكل الانتفاخ وعسر الهضم؛ خاصةً مع ساعاتٍ طويلة أمام الشاشات والهواتف الذكية، وغياب أي نشاطٍ بدني منتظم. هذه السلوكيات تساهم أيضًا في الإمساك المزمن وتراكم الدهون حول الكبد. 4. الإفراط في استخدام المضادات الحيوية والأدوية: • المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يؤدي إلى اختلال التوازن البكتيري (Dysbiosis). • المُسكنات مثل الإيبوبروفين، قد تُسبَب التهاب المعدة وقُرح الجهاز الهضمي. 5. العوامل الوراثية والمناعية: بعض الأمراض مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي قد تكون مرتبطةً باضطرابات مناعية أو جينية. 6. التغيرات في نمط النوم: السهر لساعاتٍ متأخرة، يؤثر على إفراز هرمونات الهضم ويزيد من ارتجاع المريء. سببٌ آخر قد يقف وراء تزايد أمراض الجهاز الهضمي لدى الشباب؛ فقد بيّنت دراسةٌ حديثة أجرتها الجمعية الوطنية الفرنسية لأمراض الجهاز الهضمي، أن أكثر من ثلث (37%) الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا، لا يستشيرون متخصصًا في الرعاية الصحية خوفًا من اضطرارهم لإجراء فحوصاتٍ محرجة مثل تنظير القولون، والتي تمكّن من الكشف عن الأورام الحميدة وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورامٍ خبيثة. كيفية الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي أمراض الجهاز الهضمي تزداد لدى الشباب صحة الجهاز الهضمي تبدأ من نمط حياتكِ اليومي، يؤكد الدكتور عبد الرحمن. لذا لا تنتظري حتى تشتدَ الأعراض، فـ"الوقاية خيرٌ من العلاج". اعتنِ بجهازك الهضمي، لأنه فعلياً، مركز صحتكِ كلها من خلال الخطوات الآتية: 1. تحسين النظام الغذائي: تناول وجباتٍ متوازنة غنية بالألياف (خضروات، فواكه، حبوب كاملة) وتجنَب الأطعمة الدسمة والحارة والمشروبات الغازية؛ بالإضافة لشرب كمياتٍ كافية من الماء كل يوم لتحسين حركة الأمعاء. 2. ضبط التوتر والقلق: عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل بالإضافة للنوم الكافي (7-8 ساعات يومياً). 3. ممارسة الرياضة بانتظام: المشي أو التمارين الرياضية الخفيفة تُحسَن حركة الأمعاء وتُقلَل الانتفاخ. 4. تجنَب العادات الضارة: وهي عاداتٌ حياتية يقوم بها معظم الشباب إما تقليدًا للآخرين أو رغبةً في التجربة؛ ومنها الإقلاع عن التدخين وتقليل الكافيين وعدم الإفراط في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية دون استشارةٍ طبية. 5. الفحوصات الدورية: عند استمرار الأعراض (مثل آلام البطن المتكررة، أو نزيف معوي)، يجب استشارة الطبيب لإجراء استقصاءاتٍ أو فحوصاتٍ أخرى. خلاصة القول؛ ظاهرة زيادة أمراض الجهاز الهضمي لدى الشباب قد تكون نتيجة تفاعل عدة عوامل، على رأسها الخيارات الغذائية السيئة. والوقاية تبدأ بتحسين نمط الحياة، بينما التدبير الطبي الفعال يتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مبكرًا. فضلًا عن أن الوعي بهذه المشكلة واتباع إرشادات الوقاية، يمكن أن يُقلَل من انتشارها ويُحسَن جودة ورفاه حياتكِ.


الشرق السعودية
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
دراسة: الذكاء الاصطناعي قد يتنبأ بالوفيات المبكرة لمرضى التهاب الأمعاء المزمن
أظهرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للتنبؤ بالوفيات المبكرة لدى مرضى التهاب الأمعاء المزمن، خاصة عند دمج بيانات الحالات الصحية المزمنة التي يتم تشخيصها في مراحل مبكرة من الحياة. كشفت الدراسة المنشورة في دورية الجمعية الطبية الكندية أن نحو نصف الوفيات بسبب أمراض التهاب الأمعاء المزمن "يموتون قبل الأوان". وسلطت الدراسة، التي استخدمت نماذج تعلم الآلة للتنبؤ بالوفيات، الضوء على المخاطر الصحية التي يواجهها مرضى التهاب الأمعاء المزمن، خاصة عندما يصابون بحالات صحية مزمنة أخرى في مراحل مبكرة من حياتهم. وتمكَّن الباحثون من تحليل البيانات الصحية لتحديد المرضى المعرَّضين لخطر أعلى للوفاة قبل سن 75 عاماً، حيث أظهرت النماذج دقة عالية في التنبؤ، يمكن أن تساعد في توجيه الجهود الوقائية والعلاجية نحو المرضى الأكثر احتياجاً، ما يوفر رعاية صحية أكثر تنسيقاً وفاعلية. اضطرابات الجهاز الهضمي وقال الباحثون إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً محورياً في تحسين النتائج الصحية لمرضى التهاب الأمعاء المزمن، وتقليل عدد الوفيات المبكرة المرتبطة بهذه الحالة. ويُعتبر التهاب الأمعاء المزمن مجموعة من الاضطرابات الالتهابية المزمنة التي تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الهضمي، وتشمل مرض "كرون" والتهاب القولون التقرحي. وتُعد كندا واحدة من الدول التي لديها أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الأمعاء المزمن في العالم، حيث يُتوقع أن يعيش نحو 470 ألف شخص (ما يعادل 1 من كل 91 شخصاً) مع هذه الحالة بحلول عام 2035. ويعاني مرضى التهاب الأمعاء المزمن من معدلات وفيات أعلى (17 مقابل 12 لكل 1000 شخص سنوياً) مقارنة بغير المصابين، مع وجود فروق أكبر في منتصف العمر (بين 20 و59 عاماً)، كما أن متوسط العمر المتوقع لديهم أقل بمقدار يصل إلى 8 سنوات للإناث و6 سنوات للذكور. تُعتبر الوفيات المبكرة، (المعروفة قبل سن الـ75)، مؤشراً قوياً على صحة السكان وأداء النظام الصحي، إذ يمكن تجنب العديد من هذه الوفيات من خلال الوقاية المناسبة أو العلاج المبكر والفعال. ويمكن أن يساعد فهم العوامل التي تتنبأ بالوفيات المبكرة في تحسين النظم الصحية، وتوجيه الجهود الوقائية نحو الفئات الأكثر عُرضة للخطر. زيادة خطر الوفاة يشير تعدد الأمراض المزمنة إلى وجود حالتين أو أكثر من الحالات الصحية المزمنة لدى الشخص نفسه، ويعاني مرضى التهاب الأمعاء المزمن من احتمالية أكبر لتطور حالات صحية مزمنة أخرى مقارنة بغير المصابين. ويمكن أن يغير تعدد الأمراض المزمنة من المسار الطبيعي لالتهاب الأمعاء المزمن، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة خطر الوفاة. وبشكل عام، يرتبط تعدد الأمراض المزمنة بخطط رعاية معقدة، ونتائج صحية سيئة، وزيادة في عدد الوفيات. وفي أثناء الدراسة تم استخدام نماذج تعلم الآلة للتنبؤ بالوفيات المبكرة في عموم السكان، والتي أظهرت قدرة على تحديد أنماط بياناتية يمكن أن توجه الأبحاث السببية. كما تم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية لمرضى التهاب الأمعاء المزمن في أونتاريو بكندا، بهدف التنبؤ بالوفيات المبكرة، وتم استخدام بيانات صحية إدارية من معهد ICES، الذي يمتلك قاعدة بيانات شاملة لأكثر من 99% من سكان المقاطعة. وشملت الدراسة تحليلاً لبيانات 9278 حالة وفاة لمرضى التهاب الأمعاء المزمن بين عامي 2010 و2020. وتم تحديد الحالات الصحية المزمنة باستخدام خوارزميات معتمدة، بما في ذلك الربو، وقصور القلب، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والسكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وارتفاع ضغط الدم، والخرف. كما تم تحديد السرطان من خلال سجل السرطان في أونتاريو، حيث تم تقسيم البيانات إلى مجموعات تدريب واختبار (بنسبة 80:20) واستخدام ثلاث مهام تنبؤية، ركزت الأولى على الحالات الصحية المزمنة الموجودة عند الوفاة، أما الثانية فركزت على الحالات التي تم تشخيصها قبل سن 60 عاماً، بينما الثالثة فاعتمدت على العمر الطبيعي لتشخيص تلك الحالات. تطوير العلاج وتم تطوير نماذج تعلم الآلة باستخدام تقنيات متقدمة لتحديد أفضل نموذج يمكنه التنبؤ بالوفيات المبكرة. وأظهرت النتائج أن هذه النماذج كانت قادرة على تحديد المرضى المعرَّضين لخطر أعلى للوفاة المبكرة بدقة عالية، ما يوفر فرصة لتحسين الرعاية الصحية وتوجيه الجهود الوقائية نحو الفئات الأكثر عرضة للخطر. كما أظهرت النتائج أن نحو 47% من وفيات مرضى التهاب الأمعاء المزمن كانت مبكرة، مع ارتفاع النسبة لدى الذكور مقارنة بالإناث (50% مقابل 44%). وشملت الحالات الصحية المزمنة الأكثر شيوعاً عند الوفاة التهاب المفاصل (77%)، وارتفاع ضغط الدم (73%)، واضطرابات المزاج (69%)، والفشل الكلوي (50%)، والسرطان (46%). وأكد الباحثون أن استخدام الوفاة المبكرة كمعيار للدراسة يساعد في تحديد فرص تحسين النظام الصحي، إذ يمكن تجنب العديد من هذه الوفيات من خلال الوقاية المناسبة أو العلاج المبكر والفعال. وأشاروا إلى أن النتائج توفر دعماً علمياً لتوفير رعاية صحية متعددة التخصصات ومتكاملة طوال حياة المرضى، خاصة خلال مرحلة الشباب ومنتصف العمر. وتأمل الدراسة أن تساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى متابعة أكثر استهدافاً من قِبَل مجموعة من المتخصصين الصحيين، بما في ذلك أخصائيو التغذية، والصحة النفسية، والأطباء المتخصصين. كما يأمل الباحثون أن تساهم نتائجهم في تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فاعلية لمرضى التهاب الأمعاء المزمن.