
بين قمة الرياض وحرب المعادن.. لماذا أصبحت أوكرانيا نقطة محورية لترامب؟
في خضم الحرب المستمرة التي تشهدها أوكرانيا مع روسيا، تتوجه الأنظار نحو القمة التي تجري اليوم الثلاثاء، في الرياض بين الوفدين الأمريكي والروسي، حيث تتركز المباحثات المباشرة الأولى للدولتين على الحرب مع كييف وسبل إنهائها، وهو ما تبحث واشنطن تحت رئاسة دونالد ترامب إلى حسم أوراقها بشكل يصب في مصلحة موسكو ويستبعد الدور الأوروبي والأوكراني كذلك.
وفي ظل بحث دونالد ترامب المستمر عن أوراق ضغط وسبل يحصل بها على أكبر قدر من المنافع، برزت مسألة المعادن النادرة في أوكرانيا التي يرجح مناقشتها في اجتماعات اليوم، خاصة مع سعي واشنطن إلى تعزيز نفوذها في تلك المنطقة الاستراتيجية، وهو ما لم يخفيه ترامب حين طلب ذلك من أوكرانيا صراحة بالحصول على نسبة من المعادن النادرة التي تمتلكها.
منذ بداية الحرب، نشأت تساؤلات حول كيف يمكن للمعادن النادرة التي تملكها أوكرانيا أن تتحول إلى ورقة ضغط استراتيجية، خصوصًا في ظل الأزمة التي يشهدها سوق المعادن العالمي. والتي تعد ركيزة أساسية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة والأسلحة الحديثة، ما يجعلها موضع اهتمام متزايد من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ما أهمية تلك المعادن؟
في الآونة الأخيرة، قدمت الولايات المتحدة عرضًا لأوكرانيا يتعلق بالحصول على 50% من احتياطيات المعادن النادرة في البلاد، في مقابل استمرار الدعم المالي والعسكري. هذا العرض، الذي لم يتم قبوله بشكل نهائي من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية الأوكرانية، حيث أكد زيلينسكي أن العرض لا يتضمن بعد الضمانات الأمنية التي يحتاجها كييف على رأسها حلم الانضمام للناتو.
والمعادن النادرة هي مجموعة من المعادن التي تستخدم بشكل أساسي في صناعة التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف الذكية، السيارات الكهربائية، الأسلحة، وأنظمة الطاقة المتجددة. وتشمل هذه المعادن عناصر حيوية مثل اللانثانيوم، النيوديميوم، الليثيوم، الجرافيت، والنيكل، التي تلعب دورًا محوريًا في مجالات الطاقة الخضراء وصناعة الدفاع.
في هذا السياق، تزايد الاهتمام العالمي بهذه المعادن نتيجة للتوجهات المتسارعة نحو التحول إلى الطاقة المتجددة وتقنيات الحوسبة المتطورة. بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA) لعام 2023، من المتوقع أن يرتفع الطلب على المعادن اللازمة لتحول الطاقة أكثر من ضعفين بحلول عام 2030، مما يضاعف من قيمة السوق لهذه المعادن.
أوكرانيا في قلب المعركة
كانت أوكرانيا، قبل الحرب جزءًا من أكبر الموردين للمعادن النادرة في العالم، حيث تمتلك احتياطيات ضخمة من المعادن الضرورية لصناعة البطاريات والتكنولوجيا الحديثة. وطبقًا للبيانات التي قدمها معهد الجيولوجيا الأوكراني، فإن البلاد تحتوي على احتياطيات من 22 من أصل 34 معدنًا صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية.
من بين هذه المعادن، تبرز اليورانيوم، والليثيوم، والنيوديميوم، والتي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية والتوربينات الهوائية والهواتف الذكية. كما أن أوكرانيا تعد موطنًا لاحتياطيات ضخمة من الجرافيت، والتي تمثل 20% من احتياطيات العالم، بالإضافة إلى التيتانيوم الذي كان يمثل 7% من الإنتاج العالمي قبل الحرب.
لكن النزاع المستمر مع روسيا، الذي يسيطر الآن على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، قد أثر بشكل كبير على قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد. وبحسب تقارير من "رويترز"، يقدر الخبراء أن حوالي 40% من الموارد المعدنية في أوكرانيا أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية، مما يعقد عملية التنقيب والاستخراج.
تعكس المناقشات الأخيرة بين واشنطن وكييف حول المعادن النادرة الدور المتزايد الذي تلعبه هذه الموارد، حيث تسعى الولايات المتحدة، لتقليل اعتمادها على الصين التي تهيمن على معالجة المعادن النادرة في العالم، وتمثل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة بسبب هيمنتها المطلقة في هذا المجال، إذ تشير تقارير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الصين تسيطر على نحو 70% من معالجة المعادن النادرة على مستوى العالم، وفي ظل ذلك تعتبر أوكرانيا بمثابة حلقة وصل حيوية في تأمين احتياطيات هذه المعادن.
وترى الولايات المتحدة في أوكرانيا فرصة لتعزيز أمنها الاقتصادي والعسكري، خاصة في ظل تزايد التنافس العالمي على هذه الموارد. وبحسب تقرير نشرته "الجارديان"، فإن واشنطن قد تكون مستعدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري والاقتصادي لكييف مقابل الوصول إلى هذه الموارد، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى العلاقات الثنائية بين الطرفين في خضم الصراع المستمر.
ومنذ بداية الحرب، خسر قطاع التعدين في أوكرانيا جزءًا كبيرًا من قدراته الإنتاجية. فقد سيطرت القوات الروسية على العديد من المواقع الغنية بالمعادن في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد، بما في ذلك بعض من أهم احتياطيات الليثيوم والجرافيت. ورغم ذلك، لا تزال أوكرانيا تحتفظ بالكثير من مواردها الطبيعية في المناطق الغربية والوسطى، حيث يواصل المسؤولون الأوكرانيون العمل على خطط جديدة لاستعادة السيطرة على هذه الثروات.
وفي حديثه لوكالة "رويترز" في وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده على استعداد لإبرام صفقات مع الدول الغربية تشمل استغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا، بما في ذلك المعادن النادرة. وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة للاستفادة من شراكات مع دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الثروات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 26 دقائق
- اليوم السابع
بعد أسبوع عاصف.. شعبة الذهب تكشف توقعات سعر الذهب اليوم السبت
كشفت شعبة الذهب والمعادن الثمينة، توقعات سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو 2025، حيث ترى أن حركة الذهب ستكون محدودة في ظل وقف التداولات العالمية على الذهب عقب أسبوع عاصف بالتطورات وارتفاع مستمر في عيار 21. أسعار الذهب في مصر اليوم - عيار 24 يسجل 5382.86 جنيهًا. - عيار 21 يسجل 4710 جنيهات. - عيار 18 يسجل 4038 جنيهًا. - الجنيه الذهب 37640 جنيهًا. تراجع الدولار الأمريكي يوم الجمعة، متجهاً نحو أسبوع خاسر وسط مخاوف بشأن الصحة المالية للبلاد مع تقدم مشروع قانون الضرائب للرئيس دونالد ترامب عبر الكونجرس. فيما انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا من حربه التجارية، وهدد بفرض تعريفة جمركية على شركة آبل بسبب تصنيع أجهزة آيفون خارج الولايات المتحدة، كما أوصى بفرض رسوم جمركية أشد على الاتحاد الأوروبي.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
4 شركاء يغادرون بول فايس بعد أن قطعت شركة تعامل مع ترامب ، بما في ذلك المحامي الديمقراطي كارين دن
وقال متحدث باسم شركة CBS News ، بعد أن تغادر شركة CBS News ، بعد أن تغادر شركة CBS News ، بعد أن تغادر شركة CBS News ، بعد أن تغادر شركة CBS News ، بعد أن تغادر شركة CBS News ، بعد أن تغادرت شركة CBS News أن أربعة شركاء في بول فايس-بما في ذلك المحامي الديمقراطي البارز كارين دان-يغادرون مكتب المحاماة. بول فايس لفت الانتباه لتوزيع صفقة مع الرئيس ترامب لتجنب استهداف الحكومة الفيدرالية. بالإضافة إلى Dunn و Bill Isaacson و Jessica Phillips و Jannie Rhee تترك الشركة البالغة من العمر 150 عامًا. وقال المتحدث 'نيابة عن الشركة ، بول فايس ممتن لبيل وجيني وجيسيكا وكارين على مساهماتهم العديدة. نتمنى لهم التوفيق في جميع مساعيهم المستقبلية'. ليس من الواضح ما إذا كانت مغادرة المحامين الأربعة من بول فايس مرتبطة باتفاق الشركة مع السيد ترامب. شاركت دن رئاسة إدارة التقاضي بول فايس ، حيث تشتهر بتمثيل عملاء رفيعي المستوى مثل Apple و Google. وهي معروفة أيضًا بدورها القديم في السياسة الديمقراطية ، ولديها ساعد في قيادة الاستعدادات للمناقشة للمرشحين الديمقراطيين لأكثر من عقد من الزمان – بما في ذلك السابق نائب الرئيس كمالا هاريس في العام الماضي ، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. Rhee – الذي شغل منصب الشريك الإداري لمكتب بول فايس في واشنطن العاصمة – عملت سابقا في فريق المحامي الخاص روبرت مولر التحقيق في التدخل الروسي المحتمل في انتخابات عام 2016. خدم Isaacson و Phillips كمتقاضين في الشركة ، وفقًا لما ذكرته BIOS على موقع Paul Weiss. تواصلت CBS News مع المحامين المغادرين الأربعة للتعليق. في وقت سابق من هذا العام ، السيد ترامب مستهدف بول فايس بأمر تنفيذي يقتصر بشكل حاد على كيفية تفاعل الشركة مع الحكومة ، وتسعى لإلغاء تصاريح الأمن في الموظفين وقطع أي عقود فيدرالية. كانت هذه الخطوة جزءًا من مناورة أوسع لمعاقبة خصوم الرئيس في المجتمع القانوني ، والذي يدعي أنه 'لعب دورًا كبيرًا في تقويض العملية القضائية وفي تدمير المبادئ الأمريكية للأمريكان'. انتقد الأمر التنفيذي للرئيس بول فايس لتوظيفه مارك بوميرانتز ، الذي عمل سابقًا في فريق المدعين العامين في مانهاتن الذين حققوا السيد ترامب. استغرق الأمر أيضًا الهدف من الشركة – و Rhee – أخذ قضية مجانية بما في ذلك شغب الكابيتول في 6 يناير ، وانتقد سياسات بول فايس وتنوع الأسهم والشمول. لكن هذا الأمر تم إلغاؤه لاحقًا من قبل السيد ترامب ، الذي قال وافق بول فايس على مجموعة من التنازلات ، مثل تدقيق ممارسات التوظيف وتكريس 40 مليون دولار للخدمات القانونية المجانية على الأسباب التي توافق عليها الشركة وإدارة ترامب. الصفقة الواضحة بين الرئيس وبول فايس – إلى جانب صفقات مماثلة أبرمتها شركات المحاماة الأخرى التي هددها السيد ترامب – ثبت مثيرة للجدل في المجتمع القانوني. بعض شركات المحاماة الأخرى اختاروا مقاضاة الإدارة ، بحجة أن الأوامر كانت غير دستورية. لقد أسقط القضاة أوامر السيد ترامب ضد الشركات بيركنز كوي و Jenner & Block – مع قاضٍ فيدرالي يوم الجمعة يقول إن أمر السيد ترامب جينر وبلوك كان غير دستوري وكان يشبه 'المترو' في بعض النقاط. ساهم في هذا التقرير.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : بعد فضيحة "سيغنال".. إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي الأمريكي.. ومصادر تكشف لـCNN عن رسالة "صادمة" للعاملين
السبت 24 مايو 2025 04:30 صباحاً نافذة على العالم - (CNN) -- أعطت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجازة إدارية، الجمعة، في إطار إعادة هيكلة تحت قيادة مستشار الأمن القومي المؤقت ووزير الخارجية ماركو روبيو، وفقا لما قاله مسؤولين ومصدر آخر مطلع على الأمر لشبكة CNN. وسبق أن أفادت مصادر لـCNNبأنه من المتوقع إجراء إصلاح شامل للهيئة المسؤولة عن تنسيق أجندة السياسة الخارجية لترلمب في الأيام المقبلة، بما في ذلك تقليص عدد الموظفين وتعزيز نهج تنازلي من الأعلى إلى الأسفل مع تركيز عملية صنع القرار على أعلى المستويات. وأُرسلت رسالة بريد إلكتروني من رئيس موظفي مجلس الأمن القومي، برايان ماكورماك، حوالي الساعة 4:20 مساءً، تُبلغ فيها الموظفين الذين سيتم فصلهم بأن لديهم 30 دقيقة لإخلاء مكاتبهم، وفقًا لمسؤول في الإدارة. وإذا لم يكونوا متواجدين في مقار عملهم، كما ورد في البريد الإلكتروني، يُمكنهم إرسال عنوان بريد إلكتروني وترتيب موعد لاستلام أغراضهم وتسليم أجهزتهم لاحقًا. قد يهمك أيضاً وتضمن البريد الإلكتروني عبارة: "ستعودوا إلى وكالتكم الأساسية"، مما يُشير إلى أن معظم المتأثرين كانوا مُكلفين من قِبل مجلس الأمن القومي من إدارات ووكالات أخرى. والخميس، عقد روبيو اجتماعًا مع مديرين، مما أثار تكهنات بأن الأمر يتعلق بإعادة التنظيم، وفقًا للمسؤول. وفي يوم الجمعة، الساعة 3:45 مساءً، قبل وقت قصير من نشر البريد الإلكتروني، استُدعي كبار المديرين إلى اجتماع مع روبيو. وبدأت سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني من المغادرين بالخروج، مُرفقةً بمعلومات الاتصال الشخصية. ونظرًا لحدوث هذا بعد ظهر يوم جمعة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة، وصف المسؤول الأمر بأنه "غير مهني ومتهور للغاية". ويشمل من تم منحهم إجازات مسؤولين، بالإضافة إلى موظفين سياسيين عُيّنوا خلال إدارة ترامب. وفي الأسابيع الأخيرة، أُعيدت استجواب الموظفين من قِبل مكتب شؤون الموظفين الرئاسيين بالتزامن مع إعادة هيكلة المكتب، وفقًا لمصادر. وقال مصدر إن أحد الأسئلة المطروحة كان حول رأي المسؤولين بشأن الحجم المناسب لمجلس الأمن القومي. ويضم المجلس خبراء في السياسة الخارجية من مختلف أنحاء الحكومة، وهو عادةً ما يكون هيئةً أساسيةً لتنسيق أجندة السياسة الخارجية للرئيس، لكن في عهد ترامب، تضاءل دور مجلس الأمن القومي، ومن المتوقع أن يُقلل هذا الإصلاح الشامل من أهميته في البيت الأبيض. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أُقيل مايك والتز - الذي كان يرأس مجلس الأمن القومي سابقًا - من منصبه في أول تعديل كبير في الإدارة الجديدة. وأعلن ترامب أنه سيرشح والتز لشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وسيحل روبيو محله بالإنابة في مجلس الأمن القومي. وكان والتز في وضعٍ غير مستقر داخل الإدارة- بعد أن فقد معظم نفوذه في للبيت الأبيض- بعد أن أضاف، عن غير قصد، صحفيًا إلى دردشة جماعية على تطبيق "سيغنال" للمراسلة حول الضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن. وحتى قبل تلك الفضيحة، كانت رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، غير راضية عن أداء والتز . وقبل أسابيع من إقالته، كان نفوذه الداخلي يتضاءل، ويتجلى ذلك بوضوح في قرار ترامب بفصل العديد من موظفي مجلس الأمن القومي بناءً على طلب الناشطة اليمينية المتشددة لورا لومر، التي وصفتهم بـ"الخائنين".