
قناة السويس فقدت 23% من نشاطها في الربع الأول من 2025 بسبب تطورات البحر الأحمر
البحر الأحمر
من قبل جماعة الحوثي في اليمن.
وقالت وزارة التخطيط إنّ معدل نمو
الناتج المحلي
الإجمالي ارتفع إلى 4.77% في الربع الثالث من السنة المالية 2024-2025 مقارنة مع 2.2% في الفترة نفسها من العام السابق، مع تعافي نشاط الصناعات التحويلية. تمتد السنة المالية في مصر من يوليو/ تموز إلى يونيو/ حزيران. وأضافت الوزارة أن هذا هو أعلى معدل فصلي في ثلاث سنوات، مما "يعكس تعافياً مستداماً ومرونة متزايدة للاقتصاد في مواجهة حالة عدم اليقين العالمية".
ونما نشاط الصناعات التحويلية 16.3% في الربع الثالث، متعافياً من انخفاض 3.9% سجله في الفترة نفسها من السنة المالية السابقة. وتواصل التراجع في نشاط استخراج النفط والغاز الطبيعي الذي انكمش 10.38%.
ضغوط على قناة السويس
وأكد الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي
في مايو/ أيار، تطلع بلاده إلى إنشاء منطقة صناعية أميركية داخل المنطقة الاقتصادية في قناة السويس، مشدداً على أن مصر مستعدة لتقديم كلّ التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأميركيين. جاء ذلك بعدما التزمت الحكومة المصرية بعدم الرد على مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصر وبنما بالسماح للسفن الأميركية بالمرور عبر قناتي
بنما
والسويس مجاناً ودون دفع رسوم عبور، وادعى ترامب أنّ هاتين القناتين ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأميركية.
كتب الرئيس الأميركي أنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية الأميركية بالمرور بقناة السويس وقناة بنما مجاناً، لأنه من دون الولايات المتحدة، لن تكون هذه القنوات المائية موجودة، مؤكداً في منشور له على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو الاهتمام بهذا الوضع وتوثيقه على الفور.
آراء
قناة السويس وجذور المسألة المصرية
وجاءت تصريحات ترامب في وقت تواجه قناة السويس نزيفاً يومياً من الخسائر الفادحة بالدخل، وتراجع عدد السفن المارة بالقناة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع توقف شركات الشحن الدولية الكبرى عن المرور بالقناة واستخدام المسار التجاري الضخم الذي يربط بين آسيا وأوروبا مروراً بالبحر الأحمر، لقيام جماعة الحوثي في اليمن بقصف السفن الأميركية والإسرائيلية والمتحالفة معها في العدوان على قطاع غزة.
يقدر خبراء صندوق النقد الدولي عدد السفن الأميركية التي تمر بقناة السويس، بما بين 1000 و2000 سفينة سنوياً تمثل بين 5% و10% من إجمالي عدد السفن التي تصل إلى نحو 20 ألف سفينة في المتوسط، تحمل نحو 12% من الحركة التجارية العالمية، بما يشير إلى دفع السفن الأميركية رسوم عبور تُقدّر ما بين 500 مليون إلى مليار دولار بإجمالي إيرادات القناة. بحسب تصريحات رئاسية، تحقق قناة السويس خسائر بقيمة 800 مليون دولار شهرياً، بسبب انخفاض حركة المرور بالبحر الأحمر والقناة، منذ يناير/ كانون الثاني 2024.
(رويترز، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 36 دقائق
- العربي الجديد
أزمة سد النهضة في طريق مسدود بموسم فيضان النيل
بدأ يوم أمس الأول الثلاثاء، الأول من يوليو/ تموز، موسم فيضان النيل بالهضبة الإثيوبية، في وقت وصلت فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي بين دولتي المصب مصر والسودان من جهة، ودولة المنبع إثيوبيا من جهة أخرى، إلى طريق مسدود، فيما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال حوار تلفزيوني مساء الأحد الماضي، أن مصر لن تسمح تحت أي ظرف بأن يتم المساس بحصتها التاريخية من مياه النيل. وقال: "الدولة ومؤسساتها لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالمساس بهذا الأمر الوجودي بالنسبة لمصر". وتُقدّر حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، في وقت ترفض فيه أديس أبابا الاعتراف بالاتفاقية التي تم بموجبها إقرار تلك الحصة، معتبرة أنها وقّعت في عهد الاحتلال البريطاني. مصدر دبلوماسي مصري: أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة السد تعنت إثيوبي في ملف سد النهضة وكشف مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة لا تزال تواجه تعنتاً إثيوبياً شديداً، كاشفاً أن أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة سد النهضة لنزع فتيلها في منطقة القرن الأفريقي من جهة، والتوصل إلى اتفاق بشأن التشغيل والتنسيق مع دولتي المصب من جهة أخرى. وأوضح الدبلوماسي أن أطرافاً إقليمية (لم يحددها) عرضت تجديد وساطتها بين القاهرة وأديس أبابا، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر على وقع تصدي مصر لمحاولة إثيوبيا الحصول على منفذ بحري في إقليم صوماليلاند (إقليم أرض الصومال الانفصالي غير المعترف به دولياً). ووقّعت إثيوبيا اتفاقاً مع صوماليلاند للوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة في خطوة تهدف إلى توفير منفذ بحري لإثيوبيا. وأثار هذا الاتفاق توترات مع الحكومة الصومالية المركزية، التي تعتبر صوماليلاند جزءاً من أراضيها. تقارير عربية التحديثات الحية قضية سد النهضة... توجه مصري نحو دول حوض النيل كما كشف المصدر المصري أن القاهرة كان لديها استعداد لمناقشة عدم معارضة امتلاك إثيوبيا منفذاً دائماً على البحر الأحمر في حال تم حل النزاع معها وأبدت الأخيرة حسن نيّة تجاه المخاوف المصرية بشأن سد النهضة والتزمت بتوقيع اتفاق خصوصاً في عملية تشغيله. وكان عبد العاطي قد أكد خلال حديثه الإعلامي الأخير أن بلاده "لا تقبل أن تكون على البحر الأحمر أي قواعد أو منافذ مستدامة لأي دولة غير مشاطئة لها"، في إشارة إلى إثيوبيا، مشدداً على أن "هذا خط أحمر وموقف مصري واضح". وتابع: "أبلغنا موقفنا حول البحر الأحمر لكل الفاعلين في المنطقة، بما في ذلك تركيا حين استضافت المباحثات الصومالية الإثيوبية". دعوة للدفع نحو اتفاق من جهته، اعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حديث عبد العاطي غير موفق، "لأن الوزير ربط بين التصعيد وتضرر مصر من السد، ما يوحي بأننا لم نتعرض لأضرار بعد جراء النهج الإثيوبي". وتابع: "ربما لم يشعر المواطن العادي بالضرر، لكن الدولة المصرية لحقت بها أضرار بالغة، جراء السد اضطرت مصر إلى استخدام 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الملوثة في الزراعة بكلفة باهظة، حيث يكلف المتر المكعب الواحد 15 جنيهاً (نحو 0.3 دولار) لمعالجته". عباس شراقي: ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل ودعا شراقي الدولة المصرية إلى ضرورة إعادة تحريك ملف التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة قبل إعلان الحكومة الإثيوبية عن الافتتاح والتشغيل الرسمي للسد، معتبراً أن الوضع الحالي لا يخدم سوى إثيوبيا التي تتصرف بحرية كاملة من دون ضوابط، مشيراً إلى أن ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن لا يزال من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل، لضمان التنسيق الكامل حتى لا تتعرض مصر لأي أضرار. وأكد شراقي أن الحل العسكري والحلول العنيفة لم تعد صالحة في الوقت الراهن، قائلاً "لا يوجد سوى الحل السياسي والتوصل إلى اتفاق"، خصوصاً في الوقت الذي تخطط فيه إثيوبيا لبناء سدين جديدين على النيل، ورفعها لمستوى التصعيد، بالمطالبة بحصة ثابتة من مياه النيل تقدر بنحو 20 مليار متر مكعب. تقارير عربية التحديثات الحية إثيوبيا تدرج زيارة سد النهضة بـ"يوم النيل" وتستفز مصر وأوضح شراقي أنه من الناحية الفنية فإن خزان السد مملوء في الوقت الحالي بـ55 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما لا يتناسب مع الاستعداد لموسم الفيضان، مشدداً على أنه لولا السد العالي في أسوان لواجهت مصر أزمة حقيقية في المياه، في ظل رفض إثيوبيا التنسيق بشأن ملء وتشغيل السد. ويتم تخزين المياه خلف السد العالي بجنوب مصر في بحيرة ناصر (الصناعية)، ويبلغ طولها 500 كيلومتر، وتصل السعة التخزينية لها إلى 169 مليار متر مكعب من المياه، حسب بيانات وزارة الري المصرية. وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55%، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98%، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات "الري المصرية".


العربي الجديد
منذ 36 دقائق
- العربي الجديد
القبة الذهبية الأميركية... ردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
بعد أيام قليلة من تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يدعو إلى إنشاء القبة الذهبية للولايات المتحدة، تكون بمثابة "قبة حديدية"، مستوحاة من اسم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، بهدف تعزيز قدرة الولايات المتحدة على حماية نفسها من الصواريخ بعيدة المدى، وذلك عبر بناء شبكة أقمار اصطناعية لكشف الصواريخ الآتية وتتبعها واعتراضها. ومن المتوقع أن ينشر نظام الدفاع الذي تبلغ كلفته 175 مليار دولار مئات الأقمار الاصطناعية للقيام بمهام كشف الصواريخ وتتبعها، ومن المتوقع أن يدخل حيز الاستخدام قبل انتهاء ولاية ترامب الثانية في 20 يناير 2029. أثارت القبة الذهبية الأميركية مخاوف بكين من أنها قد تكون الطرف المستهدف في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى ردعها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خصوصاً في حال نشوب صراع بالقرب من مضيق تايوان. ومع ذلك لا تزال هناك تساؤلات حول جدوى وكلفة المشروع، الذي سيعتمد على شبكة من الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار الفضائية لاعتراض الصواريخ. جيانغ لي: القبة الذهبية ستُطلق سباق تسلح في الفضاء الخارجي القبة الذهبية وقدرات الصين في تعليقها على هذه الخطوة، ذكرت وسائل إعلام صينية، أول من أمس الثلاثاء، أن نظام القبة الذهبية الدفاعي المخطط له قد يجعل من الصعب على جيش التحرير الشعبي الصيني ضرب القواعد الأميركية مثل تلك الموجودة في غوام (أرض أميركية)، وأوكيناوا اليابانية، أو السفن الحربية التي تحاول الدفاع عن تايوان. وأضافت أن نظرة أميركا للصين باعتبارها "تهديداً مُتسارعاً" شكّلت أولويتها الدفاعية، في ظل سعي الجيش الأميركي للحفاظ على تفوقه على جيش التحرير الشعبي الصيني الذي يشهد تحديثاً متسارعاً. وأشارت تلك الوسائل إلى أن التوسع العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أصبح الآن محوراً لاستراتيجية الدفاع الأميركية، مع التركيز المتجدد على القدرات الفضائية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويتمثل جوهر هذا في مسعى ترامب الطموح لتجديد قوة الفضاء الأميركية وإنشاء نظام دفاع صاروخي من الجيل القادم، أي القبة الذهبية. في السياق، يبدي أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية جيانغ لي، اعتقاده في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ما يسمى بخطة القبة الذهبية هي مجرد أداة تستخدمها إدارة ترامب لتمرير الأجندة الجيوسياسية الأميركية، بما في ذلك تعزيز حالة الردع في منطقة المحيطين، ومحاولة الحد من تهديد الترسانة الصاروخية الصينية وكذلك الروسية. ويلفت إلى أن ذلك سيثير مخاوف واسعة النطاق بين دول العالم، خصوصاً القوى النووية، لأنه سيطلق سباق تسلح في الفضاء الخارجي باعتباره ميداناً جديداً للمعارك الحديثة، فضلاً عن أن النظام الجديد يتميز بطابع هجومي غير مقيد، يتجاوز فكرة الدفاع في حالات الاعتداء والاستهداف من قوى خارجية. ويشير جيانغ إلى أن رصد مبلغ 175 مليار دولار لمشروع كهذا جدير بالاهتمام والتأمل، لكن المسألة الأساسية تكمن في القدرة على التنفيذ والفعل وليس القول، لأن الأمر قد يستغرق عقداً كاملاً، وهذا يتطلب تضافر الخبرات الأميركية في وادي السيليكون (في ولاية كاليفورنيا)، خصوصاً في مجال البرمجيات لتحقيق اختراقات تكنولوجية ملموسة وبناءة، مع دمج موارد نظام الدفاع الصاروخي الحالية التي لا تفي بطبيعة الحال بالتطلعات الأميركية الجديدة بشأن مسألة الردع. يوان تشو: التقديرات تشير إلى أنه يصعب على القبة الذهبية تتبع واعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت من جهته، يعتبر الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية يوان تشو، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه لا شك في أن القبة الذهبية تهدف إلى بناء نظام دفاع صاروخي عالمي متعدد المستويات والمجالات، لكن التقييم المهني والتحليل الفني من جهات متعددة أثار تساؤلات جادة حول قدرة القبة على حماية الولايات المتحدة. ويرى بأنها تواجه تحديات متعددة، تتعلق بقدرتها على اعتراض الصواريخ الصينية الأسرع من الصوت، مثل صاروخ دونغ فنغ-17، وكذلك الصاروخ الروسي أفانغارد. ويضيف يوان أن التقديرات الأولية تشير إلى صعوبة تتبع واعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت التي تتجاوز سرعتها 20 ماخ (24696 كيلومتراً) بفعالية، لأن هذه الصواريخ تتمتع بالقدرة الفائقة على تغيير مسارها داخل الغلاف الجوي. ويلفت يوان إلى أن أنظمة الأقمار الاصطناعية الأميركية ستكون عرضة للخطر، إذ إنها قد تصبح أهدافاً سهلة للأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية التي تمتلكها كل من الصين وروسيا، لأن النجاح في إصابة أحد هذه الرادارات سيكون كافياً لتعطيل النظام بأكمله، عبر تقنيات الليزر المضادة للأقمار الاصطناعية، والتي اختبرتها روسيا بكفاءة في وقت سابق. ويضيف أن هذه الخطوة قد تحفز الصين على اتخاذ إجراءات مضادة، مثل تسريع وتيرة نشر الصواريخ القادرة على التخفي، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا، وبالتالي قد نشهد فصلاً جديداً من سباق تسلح بين قوى نووية، تتضاءل فيه قدرة الردع النووي ، وهو ما يضع العالم أمام احتمالات مدمرة للكوكب والحياة البشرية. تجهيز عسكري صيني وسبق أن أشارت وسائل إعلام صينية، العام الماضي، إلى أن بكين جهزت نفسها بأنواع جديدة من الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت. ويمكن إطلاق العديد من هذه الأسلحة من منصات متحركة، مثل الشاحنات أو القطارات، ما يوفر لها قدرة أكبر على البقاء مقارنة بالصواريخ التي يتم إطلاقها من صوامع تحت الأرض، مثل صاروخ مينتمان 3 الأميركي. وقالت إنه في سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت الصين بنجاح صاروخاً من طراز دونغ فينغ-31 إيه جي، القادر على حمل رؤوس نووية متعددة، ووصل الصاروخ إلى هدفه الافتراضي في جنوب شرقي المحيط الهادئ. أخبار التحديثات الحية الصين تحذر من مشروع "القبة الذهبية" وروسيا تعتبره "شأناً أميركياً"


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
مناورات نتنياهو وصفقة ترامب
في تغريدة له على منصة «تروث»، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر أمس الأربعاء، أن إسرائيل وافقت على مقترح هدنة مؤقتة لمدة ستين يوما بعد اجتماع رون ديرمر، الوزير الإسرائيلي ومبعوث نتنياهو الشخصي، مع طاقم المفاوضين الأمريكيين. وتوجّه ترامب إلى حركة حماس «أتمنّى، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنّه لن يتحسّن، فقط سيصبح أسوأ». وكتب ترامب أن القطريين والمصريين، الذين عملوا بجدٍّ في المساعدة في إحلال السلام، سوف يقدّمون هذا الاقتراح النهائي لحماس». ونشر موقعا إكسوس الأمريكي ووالا الإسرائيلي ما نقله الصحافي الإسرائيلي براك رافيد، المعروف بعلاقاته القريبة من الإدارة الأمريكية وببعض الساسة الإسرائيليين، عن مصدر إسرائيلي، أن الوزير ديرمر أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بأن إسرائيل تقبل المقترح القطري للهدنة المؤقّتة، وأن حكومته مستعدة لبدء مفاوضات غير مباشرة مع حماس للتوصل إلى صفقة جديدة. وليس واضحا بعد ما إذا كان المقترح الذي أعلن ترامب أن إسرائيل وافقت عليه هو المقترح القطري نفسه، أم أنّه يختلف عنه. اكتسبت حركة حماس خبرة في التعامل مع مناورات وخدع نتنياهو، ولن تمنحه ملاذا للتهرب من وقف إطلاق النار، من دون أن تتخلى عن مطالبها المركزية جاء إعلان ترامب ضمن سلسلة من التصريحات المتتالية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي، معبّرا فيها عن أمله/ثقته بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ربّما خلال الأسبوع المقبل، كما قال وكرر القول. وتأتي هذه التصريحات عشية زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، التي ستبدأ يوم الأحد المقبل. ورغم تشديد الرئيس الأمريكي بأنه سيتحدث «بحزم» مع نتنياهو حول وقف إطلاق النار، إلّا أن الدلائل تشير إلى تنسيق أمريكي – إسرائيلي كامل بشأن «موقف مشترك» يطرح على حماس، فإن هي وافقت كان به، وإن هي رفضت فهي «تتحمل المسؤولية والتبعات»، بنظر الإدارة الأمريكية. يبدو المقترح، الذي تحدث عنه ترامب، مشابها إلى حد كبير لـ»مبادرة ويتكوف»، التي كثر الحديث عنها في الأسابيع الأخيرة. وهو يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح 10 محتجزين أحياء إسرائيليين بالإضافة إلى 15 جثة، مقابل تحرير المئات من الأسرى الفلسطينيين وفق المفاتيح، التي اعتمدت في الصفقات السابقة. ويتضمن المقترح، وفق التسريبات، انسحابا إسرائيليا جزئيا من بعض المواقع في القطاع، وإدخالا للمساعدات الإنسانية بآليات يجري الاتفاق عليها. ويبدو أن الصفقة لن تشمل جنودا محتجزين، لأن مفتاح إطلاق سراحهم مقابل أسرى فلسطينيين يختلف عمّا كان إلى الآن. ونشرت قناة سي.أن.أن الأمريكية، أن المقترح يشمل طمأنه لحماس بشأن إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومع ذلك ليس فيه التزام إسرائيلي واضح، فأقصى ما تقبل به حكومة نتنياهو هو مفاوضات حول هدنة دائمة وليس حول وقف تام للحرب. ومع تزايد الشائعات والأحاديث حول احتمال الوصول قريبا إلى صفقة وهدنة مؤقتة، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر إسراع الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، زعيمي اليمين الديني المتطرّف، للتنسيق للعمل معا لإفشال الصفقة. ظاهريا، قد يبدو أن في هذا دليلا على جدية نتنياهو في القبول بمقترح الهدنة المؤقتة، الذي تطرحه واشنطن، لكنّ قد يكون ذلك مناورة نتنياهوية، لتقوية موقفه، من خلال الادعاء أن صفقة جديدة لا تلبي شروطه الكثيرة، ستؤدّي إلى إسقاط الحكومة وإلى انتخابات مبكّرة. وهو سيطلب «تعويضا» وازنا وكبيرا لقبوله بصفقة شاملة يعينه في منع تفكك حكومته، أو يساعده في الفوز بالانتخابات المقبلة. ويشمل التعويض التزاما أمريكيا بمواصلة دعم التهديد العسكري الإسرائيلي لإيران، ومسارا تطبيعيا «مبهرا»، وتوافقا بشأن مستقبل غزة، وتنسيقا أولا بأول بكل ما يخص المطالب الإسرائيلية بشأنها. في المقابل يحاول نتنياهو أن يُظهر جدية بشأن التجاوب مع المقترح الأمريكي للهدنة، من خلال تفاهم مع الجنرال إيال زامير رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. فقد قال زامير لأعضاء المجلس الوزاري المصغّر، إن جيشه يقترب من تحقيق أهداف عملية «مركبات جدعون»، داعيا إيّاهم لإصدار تعليمات جديدة: إما السعي لصفقة تبادل فورية، أو تصعيد عسكري قد يعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر. هكذا يذهب نتنياهو إلى واشنطن وسموتريتش وبن غفير على يمينه، يهددان بإسقاط الحكومة، والجنرال زامير على يساره كإثبات على «صدق» نوايا بشأن التوصّل إلى صفقة، شبح الانتخابات الفعلي والمصطنع يخيّم على المشهد وعلى جلسات نتنياهو في واشنطن، حيث سيجد الطريقة لإقناع ترامب بتقديم الدعم له لتفادي خسارة الانتخابات، كما فعل ترامب في ولايته السابقة حين قدم له رزمة من الهدايا السياسية الثمينة أنقذته من خسارة انتخابية بدت مؤكّدة. نتنياهو في ورطة سياسية ليست سهلة، فهو إن اضطر للذهاب إلى انتخابات من دون إطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب على غزة، فستلاحقه لعنة الفشل، لتغطي على كل ما يدعيه من «انتصارات». وإذا توصل إلى صفقة شاملة فهي ليست كافية لإنقاذه من خسارة الانتخابات، وهو بحاجة إلى دعم إضافي من ترامب يشمل ـ كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية ـ اتفاق تطبيع مع عمان، ومفاوضات تطبيع مع السعودية وإعلان سوري عن «إنهاء حالة الحرب» مع إسرائيل، إضافة إلى تعهّد أمريكي بضرب إيران مجددا، إن هي «أقدمت على تجديد مشروعها النووي». إذا ضغط ترامب فعلا، فسوف يقبل نتنياهو بالدخول في مفاوضات للتوصل إلى صفقة مرحلية، مبقيا لنفسه هامشا من المناورة، بحيث يستطع إفشالها «في التفاصيل»، وإن لم يتمكّن وكانت صفقة فهو سيحاول ضمان ألّا يصوّت سموتريتش وبن غفير على إسقاط الحكومة حتى لو استقالا منها، وهذا سيناريو ممكن لأن معسكر الليكود والأحزاب الدينية مرشّح لخسارة الانتخابات، إن هي جرت في الفترة القريبة. في المقابل لم يعد لدى حركة حماس ما تقدمه من تنازلات، ومطالبها للتوصل إلى اتفاق ليس خيارية، بل اضطرارية بطبيعتها. الحركة تريد وقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال ودخول المساعدات وبداية الإعمار، ومستعدة في المقابل، أن تتنازل عن مشاركتها في الإدارة المدنية للقطاع وتطرح هدنة طويلة الأمد بضمانات عربية ودولية. هذه المواقف الهادفة إلى حقن الدماء وإعادة أسباب الحياة لغزة ولأهلها تعتبر «متعنتة» في القاموس الإسرائيلي ـ الأمريكي. وحتّى قبل أن تسلّم حماس ردّها على مقترح ترامب، أصدر مكتب نتنياهو توجيهات للوزراء عبر «ورقة رسائل» تنص على ترويج الادعاء المسبق أن حماس «رفضية» وتمنع الاتفاق. لعل ما يدل على موقف نتنياهو الحقيقي من الهدنة المؤقتة المقترحة، هو ما قاله سكرتيره العسكري الجنرال رومان غوفمان في لقاء مع عائلات محتجزين جنود، وكلامه مهم، لأنه من أقرب المقرّبين لرئيس الوزراء الإسرائيلي ومن أكثر المؤثّرين عليه. ومما قاله غوفمان هو أن الأهم هو حسم الحرب مع حماس «حتى لا تعود السابع من أكتوبر ثانية. وردت عائلات المحتجزين في بيان غاضب تساءلت فيه «هل نحن أمام عملية خداع، فيه يُقال كلام للعائلات وكلام آخر لترامب. إن كلام السكرتير العسكري يتناقض مع ما قاله رئيس الأركان عن قُرب إنهاء الأهداف في غزة». في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن صفقة مرتقبة، يصعّد جيش الاحتلال حربه الإجرامية في غزة ولا يبدو أنّه «شبع وارتوى» من القتل والتدمير والتشريد والتجويع. ووفق ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية هناك كتلة كبيرة من الضباط الميدانيين، الذين لا يؤيّدون وقف الحرب، ويسعون إلى توسيع العمليات العسكرية. في المقابل تتزايد الأصوات في إسرائيل المطالبة بإنهاء الحرب وتحرير المحتجزين. لكن القرار بيد شخص واحد هو بنيامين نتنياهو، الذي يبدو أنه يميل إلى مواصلة الحرب، إلّا إذا كبسه ترامب وضغط عليه أو أغراه بتطبيع جديد. من جهة أخرى اكتسبت حركة حماس خبرة في التعامل مع مناورات وخدع نتنياهو، ولن تمنحه ملاذا للتهرب من وقف إطلاق النار، من دون أن تتخلى عن مطالبها المركزية في إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة. كاتب وباحث فلسطيني