
«تشيك إن».. «تشيك آوت»!
نعيش اليوم وسط تحولات كبرى في طبيعة العمل وسلوك الموظفين، فالأجيال الجديدة لم تعد ترى في الوظيفة التقليدية حلماً، وأصبحت تبحث عن عمل يمنحها مرونة، ومعنىً، وتوازناً مع الحياة، فالنموذج القديم الذي يربط الالتزام بالبقاء الجسدي في المقر، لم يعد صالحاً في عصر الاقتصاد الرقمي والمنصات العالمية، حيث يمكن إنجاز المهام من أي مكان وفي أي وقت.
مرونة الدوام، أو ما يعرف بالعمل المرن، تُعد من أبرز التحولات الإدارية في سوق العمل، خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد جائحة كورونا التي دفعت معظم المؤسسات حول العالم إلى تجربة العمل عن بعد قسراً، لتكتشف بعدها، وربما بدهشة، أن كثيراً من المهام لا تحتاج إلى حضور فعلي، وأن الثقة بالموظف ليست رفاهية، بل ضرورة إدارية جديدة.
لقد بات معلوماً، بل ومثبتاً بتقارير شتّى، أن الدوام المرن يعزز الإنتاجية الفردية، وهذه من أبرز مزاياه، فحين يُمنح الموظف حرية اختيار زمان العمل أو مكانه، فإن ذلك يُشعره بالسيطرة على وقته ومسؤولياته، الأمر الذي يُنمّي دوافعه وقدراته على الإنجاز أكثر. واستناداً إلى طبيعة البشر غير المتشابهة، نجد أن البعض يُبدع في ساعات الصباح، بينما يلمع آخرون بعد الظهيرة أو في المساء. وهنا يأتي دور المرونة التي تتيح لكل موظف أن يعمل، وفق إيقاعه الذاتي، بدلاً من فرض جدول واحد على الجميع وكأنهم تروسٌ في آلات بيروقراطية.
كما أن الدوام المرن يساهم في تحقيق التوازن الأمثل بين الحياة والعمل، وهو عنصر بالغ الأهمية في الوقاية من الإرهاق النفسي والمشكلات الأسرية والاجتماعية، التي قد تؤثر سلباً في الأداء.
أما من الناحية الإدارية، فإن نماذج الدوام المرن تساعد على تخفيض التكاليف التشغيلية، خاصة في الشركات التي تعتمد على فرق عمل دولية أو مكاتب موزعة، فالمكتب الافتراضي أو نمط العمل الهجين، يُغني عن استئجار مساحات ضخمة، ويقلل من استهلاك الطاقة والنفقات الأخرى.
وجهة نظري، كمراقب لتطور بيئة العمل في منطقتنا، أن المؤسسات التي تصر على حبس موظفيها بين أربعة جدران لسبع أو ثماني ساعات يومياً، دون مرونة أو تفهّم لطبيعة الأدوار، إنما تُفرغ العمل من محتواه، وتحوّله إلى عبء يُثقل كاهل الشخص.
إن مرونة الدوام ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لإعادة تعريف العلاقة بين المؤسسة والموظف.. علاقةٌ تقوم على الوضوح والثقة، لا على الخوف والمراقبة. وبدلاً من سؤال الموظف «متى حضرت؟»، ربما حريٌّ بنا سؤاله: «ماذا أنجزت؟».
* صحفي متخصص في الشأن الاقتصادي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 دقائق
- البيان
البنك العربي المتحد يجمع 1.03 مليار درهم عبر إصدار حقوق أولوية
تمثل هذه الخطوة محطة مهمة في تعزيز المركز الرأسمالي للبنك العربي المتحد، كما تعكس التزامنا المتواصل بالنمو المستدام. وسيسهم رأس المال الإضافي في دعم المرحلة المقبلة من استراتيجية النمو، مما يضمن جاهزيتنا لمواكبة تطور المتطلبات التنظيمية، وتلبية احتياجات عملائنا، وتحقيق عوائد مستدامة لمساهمينا». وكان البنك حقق صافي أرباح بلغ 208 ملايين درهم خلال النصف الأول، مقارنة بـ 139 مليون درهم للفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 50 % على أساس سنوي.


البيان
منذ 2 دقائق
- البيان
تعاون بين «إقامة دبي» و«شكراً لعطائك»
وقّعت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي مذكرة تفاهم مع فريق «شكراً لعطائك» التطوعي، بهدف تعزيز التعاون المشترك في تنظيم المبادرات التطوعية والمجتمعية، وتوحيد الجهود لدعم الخطط التنموية، وتعزيز جودة الحياة في إمارة دبي. وجاء توقيع المذكرة عن «إقامة دبي» من قبل اللواء عوض محمد غانم سعيد العويم، مساعد المدير العام لقطاع الموارد البشرية والمالية، وعن فريق «شكراً لعطائك» التطوعي سيف الرحمن أمير، مؤسس ورئيس الفريق. وأكد اللواء عوض العويم بهذه المناسبة أن هذه الشراكة تجسّد التزام «إقامة دبي» برسالتها المؤسسية في تقديم نموذج إنساني ومجتمعي رائد، وقال: «إيماننا العميق بدور المبادرات التطوعية يجعلنا حريصين على التعاون مع فرق المجتمع المدني لتعزيز قيم المسؤولية المجتمعية، بما يرسّخ مكانة دبي كمدينة عالمية تتبنى نهج السعادة وجودة الحياة للجميع». من جانبه، قال سيف الرحمن أمير: «نحن فخورون بالتعاون مع «إقامة دبي» التي تمثل نموذجاً يحتذى في دعم المبادرات الإنسانية والمجتمعية، ونسعى معاً لتوسيع نطاق الأثر الإيجابي على المجتمع». وتهدف هذه المذكرة إلى تعزيز التنسيق والتعاون في تنفيذ المبادرات التطوعية والمجتمعية المشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين، إلى جانب الاستفادة من الموارد والإمكانات المتاحة وتفعيل القنوات الإعلامية للترويج للمبادرات المشتركة، بما يسهم في نشر ثقافة التطوع وترسيخ قيم العطاء. وتأتي هذه الخطوة في سياق حرص «إقامة دبي» على ترسيخ سمعتها المؤسسية القائمة على المسؤولية المجتمعية، والتكامل مع الشركاء، والابتكار في تعزيز القيم الإنسانية، بما يتوافق مع توجهاتها الاستراتيجية لبناء مجتمع أكثر تلاحماً، وتحقيق مستهدفات الأثر المجتمعي ضمن أبعاد الصورة المثالية لسمعتها المؤسسية.


البيان
منذ 32 دقائق
- البيان
«بروبرتي فايندر»: الشقق تحافظ على مكانتها في صدارة المشهد العقاري بدبي
وكان الشهر شهد معاملات بيع بقيمة وصلت إلى 63.6 مليار درهم، وهو ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 27 % من حيث القيمة، و24 % من حيث الحجم، مدفوعاً بارتفاع الطلب في كل من السوق العقاري على المخطط والسوق الثانوي. وحافظ السوق الأولي للعقارات الجاهزة على قوته، مسجلاً 1,961 صفقة، بقيمة 12.2 مليار درهم، ما يعكس استمرار الثقة في العقارات الجديدة المُكتملة. وشهد السوق تزايداً في الطلب على الوحدات الأصغر، لا سيما الشقق المؤلفة من غرفة واحدة والاستوديوهات، مع توجه المستأجرين نحو التملّك، كوسيلة للتحوّط من ارتفاع أسعار الإيجار. وقد شكّلت شقق الاستوديو نحو 22 % من عمليات البحث عن الإيجارات، لكنها لم تمثل سوى 16 % من اهتمام الشراء. في المقابل، استحوذت الشقق بغرفة نوم واحدة على 36 % من عمليات البحث عن الشراء، مقارنة بـ 40 % من عمليات البحث عن الإيجار. وتجدر الإشارة إلى تنامي الاهتمام بالوحدات الأصغر، لا سيما الشقق بغرفة نوم واحدة وشقق الاستوديو، والتي تفوّقت على العقارات الأكبر حجماً. ويشكل القرار الوزاري الجديد، الذي يتيح خصم الاستهلاك على العقارات الاستثمارية المُحتفظ بها بالقيمة العادلة، خطوة تقدمية تُواكب النظام الضريبي للإمارات، مع أفضل الممارسات الدولية. كما يشكل خير مثال عن كيفية تعزيز الدولة لثقة المستثمرين على المدى الطويل، من خلال جهود استباقية لتطوير بيئتها التنظيمية».