logo
لبنان «الرمادي» أمام الامتحان الأميركي الأصعب اليوم... السلاح أو «رماد» الحرب

لبنان «الرمادي» أمام الامتحان الأميركي الأصعب اليوم... السلاح أو «رماد» الحرب

الرأي٠٦-٠٧-٢٠٢٥
- إسرائيل تُضيّق الخناق على «حزب الله» من المقلب السوري في جبل الشيخ
... «لا تعنينا معادلة أميركا وإسرائيل إما نقتلكم وإما الاستسلام (...) فمعادلتنا إما نُستشهد وإما نَنتصر لكن لا مكان للاستسلام، ولا تطلبوا منا ترك السلاح (...)».
... «كلام زعيم حزب الله يدلّ على أنه لم يتّعظ من (السيد حسن) نصرالله ولا من خليفته (هاشم صفي الدين)» اللذين اغتالتْهما إسرائيل في 27 سبتمبر و3 أكتوبر الماضييْن.
موقفان وكأنهما «على حدّ السيف»، من الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ومن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عَكَسا ما يشبه التقاطُعَ على أنّ ما بعد زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك لبيروت اليوم ملبَّد بغيوم داكنة ومحمَّلة بمخاطر عودة محتمَلة للحرب:
- سواء بوصْفها خياراً من تل أبيب كـ «بدَل عن ضائع» اسمه عدم الرغبة في الانزلاق إلى لعبة «استنزاف وقتٍ» بحال اعتمادها «سلّم الأولويات» اللبناني في مقاربة ورقة براك (بإزاء سلاح «حزب الله») والذي يُراعي، بطريقة أو أخرى، الرفضَ المطلق للحزب لأي نقاش في موضوع سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من التلال الخمس ووقف اعتداءاتها وتحليق طيرانها وإطلاق الأسرى وبدء إعادة الإعمار، على أن يكون البحث في هذا الملف تحت سقف حوار وتفاهُم داخلي ولافتةِ «إستراتيجية الأمن الوطني» أو الإستراتيجية الدفاعية، أي في إطار «ملبنن» وليس تحت ضغط «ساعة رملية» أميركية وعلى قاعدة مقترح قُدم للبحث على طريقة TAKE IT OR LEAVE IT.
- أو بوصْف الحرب «سُمّاً» سيُضطرّ الحزب لـ «تَجَرُّعه» بناء على مفاضَلة بين خيارين أحلاهما مُر: الأول أكلاف «رفْع الراية البيضاء» أمام واشنطن وتل أبيب والتسليم بسحْب «مَجاني» لسلاحه، مع ما لذلك من تداعيات على وزنه الداخلي وإن الذي أصابه الوهن بعد حرب الـ 65 يوماً، كما على الثِقل الإقليمي لإيران وإن الذي زادتْه ضموراً الحربُ الإسرائيلية على طهران.
والثاني مواجهة كل الاحتمالات والسيناريوهات وترْك الميدان، بحال قررت تل أبيب «الضغط على الزناد»، يأخذ مداه والرهان على ديناميات المعركة وما قد تستدرجه من وساطات دولية لوقفها وربما بما يتيح «ربط نزاع» بالنار مع مكاسب في «كعكة السلطة» بلبنان لا يمكن تحقيقها «على البارد».
وعزّز موقفُ قاسم في ختام مراسم يوم العاشر من محرم، وردّ كاتس عليه المَخاوف من ألّا ينجح لبنان في الردّ الذي سيسلّمه اليوم إلى براك والذي كان يضع «الروتشات» الأخيرة عليه، في الموازَنة بين عدم رَفْضِ الورقة الأميركية ومبادئها الرئيسية التي يلتزم بها كبارُ المسؤولين تحت عنوان حصر السلاح بيد الدولة، وبين عدم ترك ثغرة تتيح لإسرائيل النفاذ منها لتظهير أن بيروت تتنصّل من سَحْبِ سلاح «حزب الله»، مع ما يحمله ذلك من مخاطر إضافية هذه المرة لجهة إمكان جعْل لبنان – الدولة جزءاً من «أهداف» أي حربٍ، ما دام الجواب على مقترَح براك تم صوغُه بين رؤساء الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والبرلمان نبيه بري.
إحراج إضافي
واعتبرت أوساط مطلعة في بيروت أن كلام قاسم جاء بمثابة إحراجٍ إضافي للبنان الرسمي في أي التزاماتٍ ولو مبدئية يقدّمها لواشنطن، خصوصاً أن الأمين العام لـ «حزب الله» دعا بوضوح إلى أن تطبق إسرائيل أولاً اتفاق وقف الأعمال العدائية (27 نوفمبر) «فتنسحب من الأراضي المحتلة، وتُوقف عدوانها وطيرانها، وتُعيد الأسرى ويبدأ الإعمار وعندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية ولِنناقش الأمن الوطني والإستراتيجية الدفاعية ولِنرى كيف يكون بلدنا قوياً في الاقتصاد والعسكر والأمن والسياسة وبناء الدولة». قبل أن يضيف: «نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن، اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، ولا تعنينا معادلة أميركا وإسرائيل التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام (...) نحن متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لكن لا يوجد محلّ للاستسلام».
كما استوقف الأوساط كلام قاسم عن «أننا مستعدّون للسلم وبناء البلد ومن أجل النهضة والاستقرار، كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع» وقوله رداً على مَن يسألون «لماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟ كيف نُواجه إسرائيل وهي تعتدي علينا إذا لم تكن معنا؟ مَن الذي يمنع إسرائيل من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال داخل بيوتهم؟ نحن لا نقبل أن نعيش بلبنان في سجن كبير»، معتبرةَ أن في هذا الموقف يؤشّر في جوانب منه على توغُّل ضمني متعدُّد البُعد في خلفيات السلاح الذي لم يَعُد «حزب الله» يتوانى في الأعوام الأخيرة عن أن يرفع بإزائه شعار «السلاح للدفاع عن السلاح»، وهو ما يجعل ترْكه لديناميةِ حوارٍ داخلي يبدأ بعد تنفيذ إسرائيل شروط الحزب يَنطوي على مَخاوف من استعجال تل أبيب «قلب الطاولة» والقارب بالجميع.
تغيير الشرق الأوسط!
وارتفع منسوب القلق في بيروت مما قد تحمله زيارة بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض اليوم واجتماعه بالرئيس دونالد ترامب والذي عنْونت «يديعوت أحرونوت» عنه أنه «لقاء يمكن أن يغير الشرق الأوسط»، ومن حصة لبنان من تأثيرات الزيارة في حال فُسِّر ردّه على مقترح براك على أنه «شراء للوقت» أو تنصُّل من التعهدات أو تظهير للعجز عن فرْض الدولة سيادتها تحت حجة «الخصوصية اللبنانية» والخشية من حرب أهلية، خصوصاً في ضوء رسم حزب الله خطاً أحمر حول سلاحه، أقله لهذه المرحلة.
وإذ كان لافتاً إعلان نائب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني أنه «حتى الآن لم يتخذ مجلس الوزراء أي قرار بخصوص جدول زمني وخطة لحصر السلاح بيد الدولة»، سائلاً «على أي أساس تتم صياغة الرد على ورقة الموفد الأميركي من الرؤساء الثلاثة من دون علم مجلس الوزراء وقرار منه، وهو الجهة التي أعطاها الدستور هذه الصلاحية؟ فهل سيمرّ الرد عبر مجلس الوزراء أم سيتحمل الرؤساء الثلاثة شخصياً مسؤولية تبعاته».
لا دولة بلا سيادة
وفيما كان يسود ترقب للقاء الرؤساء عون وسلام وبري لتأكيد وحدة الموقف من الردّ على ورقة برّاك، كرر رئيس الحكومة خلال وضع الحجر الأساس للمركز الإسلامي في البقاع الأوسط، «أن لا دولة بلا سيادة. ومعنى السيادة أن تكون الدولة قادرة أن تفرض سلطتها على كامل أراضي الوطن بقواها الذاتية حصراً، كما نصّ عليه اتفاق الطائف. وكذلك تقتضي السيادة أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها»، وأضاف: «لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما ان لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن مما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها».
قطع ممرات الربط
في موازاة ذلك، لم يكن عابراً ما كشفه المرصد السوري لحقوق الإنسان من أنّ قوة إسرائيلية خاصة دخلت قرية رخلة على الحدود مع لبنان، في خطوة نادرة اعتُبرت بهدف قطع ممرات الربط بين سورية ولبنان وتضييق الخناق على «حزب الله» في تلك المناطق.
وأشار المرصد إلى أنه تمّ رصد توغلٍ استهدف مواقع وثكن عسكرية تابعة للفوج 36 للنظام السوري السابق والتي كانت تُستخدم من الحزب، في محيط قلعة جندل بمنطقة جبل الشيخ، مع تذكير بأنه في 4 يوليو نفذت القوات الإسرائيلية تحركات غير معتادة قرب الحدود السورية - اللبنانية، شملت مناطق من بلدة يعفور في ريف دمشق الغربي وحتى قلعة جندل.
وأثارت هذه التحركات أسئلةً عما إذا كانت مرتبطة باستعداداتٍ لأي حرب جديدة مع «حزب الله» خصوصاً أن التلال الخمس التي أبقت إسرائيل على احتلالها في جنوب لبنان (جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص) تشكل خط دفاع متقدماً عن مستوطنات الشمال المقابِلة وتؤمّن «عيْناً» وإشرافاً إستراتيجياً على القطاعَين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان وصولاً إلى «حماية ظهر» الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية ولاسيما جبل الشيخ الذي يَتقاطع حدودياً بين لبنان و«بلاد الشام» وفلسطين.
بنود وثيقة براك
أوردت قناة «الحدث» البنود الأساسية لوثيقة توماس براك، كما لخّصتها مصادر سياسية ودبلوماسية:
- البند الأول: يتعلق بسحب سلاح «حزب الله» وتحديداً الصواريخ البالستية والمسيّرات الهجومية، أما الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فهي شأن داخلي وذلك خلال ستة أشهر، أو في حلول نهاية نوفمبر المقبل.
بالإضافة إلى سحب سلاح كل الفصائل المسلحة اللبنانية أو غير اللبنانية، على أن يقدم لبنان آلية تنفيذية تفصيلية حول خطة سحب السلاح.
ومن ضمن ما تقترحه ورقة برّاك، اعتماد مبدأ الخطوة مقابل خطوة، أي أن يبدأ سحب السلاح من شمال نهر الليطاني لتبدأ أميركا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس في الجنوب اللبناني.
- البند الثاني: يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية والجمركية، والعمل على إقفال كل المؤسسات المالية التابعة للحزب، خصوصاً «القرض الحسن».
- البند الثالث: يتعلق بإصلاح وتحسين العلاقة مع سوريا وتطويرها، لا سيما على المستوى السياسي بين البلدين لضبط الحدود ومنع التهريب. ويوافق لبنان على ترسيم الحدود مع إسرائيل بصورة نهائية، واعتبار مزارع شبعا أراضي سورية، وتثبيت خط الانسحاب الأزرق كحدود معترف بها دولياً.
- البند الرابع: حصر أي دعم مالي أو إعادة إعمار ما هدمته الحرب بشرط تنفيذ بند نزع السلاح، بما يشمل عدم إطلاق أي مشاريع إعادة إعمار قبل تجميع السلاح.
- البند الخامس: ربط الإفراج عن الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل بنزع السلاح.
البند السادس: عدم ممانعة استمرار «حزب الله» كمكوّن سياسي ضمن البرلمان والحكومة، شرط خروجه من العمل المسلّح كقوة مستقلة.
البند السابع: تحديد مهلة لا تتجاوز شهرين لتقديم الحكومة اللبنانية خطة تنفيذية واضحة، والبدء بجمع السلاح، مع تحذير صريح بأن البديل هو قيام إسرائيل بعمليات عسكرية لتدمير السلاح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبنان «يشدّ الأحزمة» تَدارُكاً لعصْفِ «انفجار السويداء»
لبنان «يشدّ الأحزمة» تَدارُكاً لعصْفِ «انفجار السويداء»

الرأي

timeمنذ 14 ساعات

  • الرأي

لبنان «يشدّ الأحزمة» تَدارُكاً لعصْفِ «انفجار السويداء»

- معلومات عن اجتماع أمني لبناني - سوري في السعودية وتقارير وصفته بـ «الناجح جداً» - مخاوف من «نسخة لبنانية» للمنطقة العازلة في جنوب سوريا - بلدات في الجبل تمنع تجوّل النازحين السوريين ليلاً... وطرابلس غاضبة على وهاب - سلام اتصل بجنبلاط وتأكيد «أهمية التحلّي بالحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي يمكن أن تسبّب توترات داخلية» - صبّ إسرائيل «الزيت على نار» أحداث السويداء... تهشيم خرائط أو لعبٌ فوق الحدود؟ لم يكن ينقص لبنان، الذي يَستشعر الخارجُ بأنه يواجه ملف سلاح «حزب الله» على طريقة «الفيل في الغرفة»، سوى أن يجد نفسَه على أعتاب الانزلاق إلى «صراعِ الفيلة» في سوريا التي تقف أمام منعطفٍ بالغ الخطورة ويُخشى أن يكون... شديد الاشتعال. وفيما بات إضرامُ «النار في الهشيم» السوري من بوابة أحداث السويداء الدامية يَشي بمَخاطر تهشيمِ خرائط شكّل طلائعَها الانخراطُ الإسرائيلي العسكري فوق العادي، بدا لبنان وكأنه «يشدّ الأحزمة» في ملاقاة تطوراتٍ ستحدّد ليس فقط مصير الدولة الجارة بل أيضاً مسار الأحداث فيه. وتَطايرتْ من مجموعة تطوراتٍ في لبنان اتخذتْ طابعاً طائفياً مخاوفُ من أن يكون عَصْفُ «الانفجار» في السويداء بات في قَلْبِ الوطن الـ «بيت بمنازل كثيرة» الذي غالباً ما يَستفيق على «كوابيس» في كل مرة تتصادم أساطير وسرديات توقَظ من داخل أو خارج. وفي الوقت الذي كان بنيامين نتنياهو يُبَلْوِرُ إستراتيجيةَ «تحقيق السلام عبر القوة على 7 جبهات» انطلاقاً من الـ «ميني حرب» التي شنّها على سوريا قبل وقف النار، فإنّ ما ساهَمَ بتأجيج القلق في بيروت تَمَثّل في تَشابُك «صاعقين» موْصوليْن بـ «مستودع البارود» اللبناني: - الأوّل قيام نتنياهو بـ «تأكيد المؤكد» لجهة خلفياتِ ضربه بيدٍ من «حديد ونار» في سوريا، بتأكيده أن حكومته «وضعت سياسة واضحة لنزْع السلاح من جنوب دمشق ومرتفعات الجولان إلى منطقة جبل الدروز»، مرسّماً بذلك حدوداً لعمليته العسكرية لا تُسقِط احتمالات «اللعب بالحدود». وإلى جانب الخشية المتعاظمة من مخططات إسرائيل في سوريا ولها وما ستُلْحِقُه بلبنان «المُلْحَق» مصيرُه الجيو – سياسي بالدولةِ اللصيقة به، فإن تقارير متقاطعة تشير إلى أن المنطقةَ العازلةَ التي تفرضها تل أبيب رغماً عن دمشق ستكون لها «نسخة لبنانية» على رقعة في الجنوب كما البقاع تكون منزوعة السلاح. وفي رأي أوساطِ سياسية أن النمطَ الإسرائيلي الذي «تقمَّص» شعار الرئيس دونالد ترامب «السلام بالقوة» هو الذي سيَحْكم تَعاطي تل أبيب مع الواقع اللبناني خصوصاً لجهة التصلّب بإزاء مطلب سحْب سلاح «حزب الله» من جنوب الليطاني وشماله وفق جدول زمني واضح، حدّه الأقصى نهاية السنة. وهذا هو جوهر مقترَح الموفد الأميركي إلى سورية ولبنان توماس براك الذي تحاذر بيروت صوغ موقفها منه بما يُظْهِرها رافِضة له انطلاقاً من عدم قدرتها على تطبيقه بلا موافقة «حزب الله»، والذي لا يمكنها في الوقت نفسه إعلان السير به «كما هو» في ضوء إدراكها الـ «لا» الكبيرة له من الحزب. ومن هنا يمكن تفسير ملامح «إطالة الوقت» من لبنان الرسمي في إطار درس الجواب الأميركي على ما كان تبلّغه براك في بيروت من كبار المسؤولين في ما خص مقترَحه، ومحاولة ربْط السير بسحب السلاح «المُجَدْوَل» زمنياً بضمانات تحصل عليها واشنطن من تل أبيب في ما خص الانسحاب من التلال الخمس جنوباً ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى، علّ ذلك يُطْلِق مساراً متوازياً أو متزامناً على قاعدة «الخطوة مقابل خطوة»، ولكن يصعب تَصَوُّر أن يقبل به نتنياهو المتوثّب لحلول بشروطه وإلا... القوة. «حمولةٍ فتنوية» - أما الصاعق الثاني، فشكّلتْه أحداثٌ مدجّجةٌ بـ «حمولةٍ فتنوية» لاحتْ من إشكالاتٍ لبنانية - لبنانية وأخرى لبنانية - سورية على خلفية أحداث السويداء، وقعت على «خطوط تماس» مذهبية واستوجبت استنفاراً رسمياً وسياسياً واتصالات على «الخط الساخن» لمنْع انفلاتها وزجّ البلاد في عين عاصفة جديدة، هي التي لم تخرج بعد من منطقة الأعاصير التي دخلتْها غداة «طوفان الأقصى» في 8 أكتوبر 2023. فمن مناطق في الجبل (ذات الغالبية الدرزية)، إلى طرابلس (ذات الغالبية السنية)، ارتسمتْ توترات نقّالة، بعضها مرتبط بوهج الأحادث الدموية في السويداء، وبعضها الآخَر كانت شرارته تصريحات لرئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب الذي كان أعلن فيها «انطلاق جيش التوحيد» كـ «مقاومة مستقلة» مهاجماً بعنف الرئيس السوري أحمد الشرع. وفي حين تم التعرض لنازحين وعمال سوريين في عدد من بلدات «الجبل» وسط قطْع طرق مساء الأربعاء، شهدت مدينة طرابلس احتجاجاتٍ رفع خلالها المشاركون شعارات تدعم الشرع وتدين بشدّة تصريحات وهاب ويدعو بعضها لتوقيفه. وما عكس خطورة الوضع والخشية من استدراج الفوضى، قيام العديد من البلديات في الشوف وعاليه وإقليم الخروب بإصدار قرارات بمنْع تجوّل السوريين ليلاً «حرصاً على السلامة العامة وحفظ الاستقرار»، وذلك بعد قيام عدد من اللبنانيين بالاعتداء على نازحين سوريين بالضرب على خلفية أحداث السويداء. وبرز أمس اتصال رئيس الحكومة نواف سلام بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حيث شددا على «صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية بالإضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن أن تسبّب توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد». وكان سلام أعلن ليل الأربعاء أنه «في ضوء ما شاهدناه من أحداث متفرقة اتخذت طابعاً مذهبياً يرفضه الشعب اللبناني، أناشد جميع اللبنانيين الابتعاد عن الفتنة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخَر». وفيما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور وليد جنبلاط أمس، قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى تعليقاً على أحداث السويداء والخشية من انتقالها إلى لبنان: «لا نقبل بأن تتفلّت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه، والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإذا حصلتْ بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين»، مؤكداً «أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبداللطيف دريان لمعالجة الأمور». وشدد عبر قناة «ام تي في» اللبنانية على «أننا نرفض التدخلَ الإسرائيلي ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها»، مشيراً إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وليد بخاري وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويدا، ولافتاً إلى «أن في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدى لذلك وتتحمّل مسؤوليتها». اجتماع أمني ثلاثي وعلى وقع هذه اللوحة الداكنة، كُشف في بيروت أنه في إطار متابعة الاجتماع الذي كان عُقد في جدة برعاية سعودية (مارس الماضي) بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري، حصَل اجتماع أمني ثلاثي على مستوى عالٍ في الرياض. وأفاد موقع «النهار» الإلكتروني بأن اللقاء جاء في سياق «متابعة مستجدات تنفيذ الاتفاق السابق بين سوريا ولبنان والذي لم تُنفذ بنوده كافة»، لافتاً إلى «ان الاجتماع كان مطوّلاً وناجحاً جداً وناقش بعمق هواجس الطرفين في الفترة الأخيرة والاتفاق على معالجتها وتسريع العمل في بنود اتفاق جدة». وكان وزيرا دفاع البلدين وفي حضور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وقّعا أواخر مارس الماضي اتفاقاً أكدا خلاله «الأهمية الإستراتيجية لترسيم الحدود، وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية خصوصاً ما قد يطرأ على حدودهما». غارات إسرائيلية وفي موازاة ترقُّب زيارةٍ يقوم بها الرئيس جوزاف عون للبحرين في 22 و23 الجاري لاستكمال محاولات حشد الدعم الخليجي للبنان، مضت إسرائيل في اعتداءاتها حيث نفّذت أمس غارتين، استهدفت الأولى سيارة على طريق عام تول - الكفور قضاء النبطية وأدت إلى سقوط شخص وإصابة آخريْن بجروح، والثانية شاحنة في بلدة الناقورة أدت إلى مقتل شخص. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه «خلال أقل من ساعة قضينا على عنصرين من حزب الله في جنوب لبنان: حسن أحمد صبرا الذي عمل قائداً في القوة البحرية التابعة لقوة الرضوان (غارة الكفور)، وعنصر آخر كان يعمل على محاولة إعادة اعمار بنى تحتية إرهابية في منطقة الناقورة».

مشروع وطن الإنسان': لا خلاص إلا بقرارات تاريخيّة تحت راية الدولة
مشروع وطن الإنسان': لا خلاص إلا بقرارات تاريخيّة تحت راية الدولة

المدى

timeمنذ 19 ساعات

  • المدى

مشروع وطن الإنسان': لا خلاص إلا بقرارات تاريخيّة تحت راية الدولة

عقد المجلس التنفيذيّ ل' مشروع وطن الإنسان' اجتماعه الأسبوعيّ برئاسة النائب نعمة افرام وحضور الأعضاء. وبعد التداول والنقاش، صدر ما يلي: أوّلًا: يرى 'مشروع وطن الإنسان' أنّ ما يجري في سوريا تحوّل إلى نهج منظّم يهدف إلى تطويع البُنى الوطنيّة وتفتيتها، مع احتماليّة تعميم هذا النموذج على دول الجوار. ومن هذا المنطلق، على لبنان أن يستخلص العبرة الأعمق في العودة إلى جوهر هويّته كصيغة حضارية قائمة على التنوّع والانفتاح، لا كعبء بل كقيمة تأسيسيّة. وحدها الإدارة الرشيدة والعادلة لهذا التنوّع، كفيلة بالوقوف في وجه التهديدات المتفاقمة، ولا خيار سوى التمسّك بلبنان الكيان بقرارات تاريخيّة تُجنّب لبنان السقوط في فخ التفتيت الذي يتهدّد الإقليم بأسره. ثانيًا: توقّف المجتمعون عند مسألة وضع سلاح 'حزب الله' في عهدة الشرعية اللبنانيّة، فأجمعوا على أنّ قوّة لبنان الحقيقيّة تكمن في صلابة مؤسّساته الوطنيّة وفي مقدّمتها مؤسّسة الجيش اللبنانيّ، وفي وحدة أبنائه تحت راية الدولة. وانطلاقًا من هذا الثابت الوطني، شدّدوا على أنّ التعددية المجتمعيّة والحضاريّة، تشكّل فرادة تاريخيّة أصيلة ليست وليدة سايكس بيكو ولا غيرها، وبالتالي لا غنى عنها في صوغ المصير الوطنيّ المشترك، على أن يكون الجميع، دون استثناء أو تمييز، تحت سقف الدولة اللبنانيّة، الحاضنة الوحيدة للشرعيّة والسلاح والقرار. ثالثًا: ثمّن المجلس التنفيذيّ إعادة تثبيت الحكومة لموقفها الوطنيّ الجامع، خلال الجلسة النيابيّة المخصّصة لمناقشة سياساتها، بما يُشكّل ركيزة ضرورية في زمن التحوّلات الدقيقة. كما نوّه بالخطوات التي يتابعها مجلس الوزراء في سبيل ملء الشغور في المواقع الديبلوماسيّة والإداريّة والقضائيّة، سعيًا إلى إعادة انتظام العمل المؤسّساتي. وفي موازاة هذه المقاربات، يدعو المجلس التنفيذيّ السلطة التنفيذيّة إلى ملاقاة الإجراءات السياسيّة والإداريّة بخطوات تنفيذيّة ملموسة، تعالج الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة المتراكمة، ومنها الأزمة المزمنة للنفايات وإيجاد الحل النهائيّ والجذريّ لها، مع ضرورة التطبيق الصارم للقوانين، لا سيّما تلك المتعلّقة بالسير والسلامة العامة. رابعًا: يجدّد 'مشروع وطن الإنسان' رفع الصوت عاليًا دفاعًا عن حقّ الاغتراب اللبنانيّ الكامل في الاقتراع لنواب الوطن الـ128، انطلاقًا من إيمانه العميق بأنّ اللبنانيين المنتشرين في أصقاع الأرض يشكّلون امتدادًا حيًّا للبنان الرسالة، وجزءًا لا يتجزأ من هويّته الوطنيّة ومسيرته الديمقراطيّة. وإذا كان لبنان على أعتاب مرحلة جديدة تتطلّب قرارات مصيرية تعيد له دوره الرياديّ في خضم المتغيّرات الإقليميّة والدوليّة، فإنّ إشراك المغتربين في هذه المرحلة ليس مجرّد حقّ مكتسب، بل واجب وطنيّ لا يقبل التذرّع بالحسابات السياسية الضيّقة.

لبنان يحظر «القرض الحسن» ويتلقى رداً أميركياً يتمسك بمهلة لحصر السلاح
لبنان يحظر «القرض الحسن» ويتلقى رداً أميركياً يتمسك بمهلة لحصر السلاح

الجريدة

timeمنذ 3 أيام

  • الجريدة

لبنان يحظر «القرض الحسن» ويتلقى رداً أميركياً يتمسك بمهلة لحصر السلاح

تلقى لبنان، خلال الساعات الماضية، رداً أميركياً رسمياً على ملاحظاته التي كان قد سلّمها إلى الموفد الأميركي توم برّاك، في إطار التفاعل مع المبادرة التي تُعرف إعلامياً بـ «ورقة برّاك». وتضمن هذا الرد تشديداً على عدد من الشروط الأميركية، أبرزها مكافحة تبييض الأموال واقتصاد الكاش، وهو ما تُرجم سريعاً بقرار صادر عن مصرف لبنان يقضي بمنع التعامل مع مؤسسة القرض الحسن وعدد من شركات الصرافة غير المرخصة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذا البند المالي يُعدّ ركناً أساسياً في الاستراتيجية الأميركية الهادفة إلى تضييق الخناق المالي على «حزب الله»، بالتوازي مع المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ويكتسب هذا القرار المالي بُعداً سياسياً مباشراً، باعتباره يمسّ إحدى أبرز الأدوات المالية التابعة لـ «حزب الله»، وهو ما يندرج ضمن استراتيجية واشنطن الرامية إلى تجفيف منابع تمويل الحزب، بالتوازي مع مطلبها المحوري بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ومن شأن خطوة مصرف لبنان أن تشكّل تمهيداً لتصعيد اقتصادي ضد «القرض الحسن»، وصولاً إلى مطالبة رسمية بإغلاقه، وهو ما كان يُعدّ سابقاً خطاً أحمر في ميزان التسويات اللبنانية. وفي سياق موازٍ، تكشف مصادر مطلعة أن الرد الأميركي تضمّن ملاحظات إضافية حول ضرورة وضع جدول زمني واضح ومُلزم لسحب سلاح «حزب الله»، بما يشمل مراحل متتالية تبدأ من الجنوب وتمتد إلى البقاع وبيروت. وبحسب هذه المصادر، ينص المقترح الأميركي على تقسيم عملية نزع السلاح إلى 3 مراحل، الأولى تطال جنوب نهر الليطاني وشماله، والثانية تشمل بيروت وضواحيها، أما الثالثة فتركز على البقاع. وتترافق هذه الضغوط السياسية مع تصعيد ميداني لافت، فقد شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية عنيفة على مواقع لـ «حزب الله» في منطقة البقاع، استهدفت مخازن أسلحة وآليات لحفر الآبار، مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم 5 من حزب الله، حسب وكالة رويترز، فيما يعدّ أكبر تصعيد عسكري منذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر الماضي. ويشير هذا التصعيد إلى اعتماد إسرائيل استراتيجية الضغط الميداني المكثف لدفع الحزب نحو تقديم تنازلات وقبول الشروط الأميركية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس، إن الضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان رسالة واضحة لجماعة حزب الله، متهماً الجماعة المدعومة من إيران ‭‬‬بالسعي لإعادة بناء قدراتها بما ينتهك اتفاقاً لوقف إطلاق النار. وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه بدأ قصف أهداف تابعة لقوة الرضوان، قوة النخبة بالجماعة. وقال كاتس في بيان «غارات جيش الدفاع الإسرائيلي الجارية حالياً في لبنان رسالة واضحة إلى منظمة حزب الله الإرهابية، التي تخطط لإعادة بناء قدراتها لشن الغارات ضد إسرائيل من خلال قوة الرضوان». وذكر أن الغارات رسالة أيضاً إلى الحكومة اللبنانية، المسؤولة عن الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار. وتتجاوز المطالب المطروحة «حزب الله»، لتطول البنية العسكرية للفصائل الفلسطينية في لبنان، وتشير المعطيات إلى أن خطة التفكيك تبدأ من جنوب «الليطاني»، لاسيما في مخيمات البص والرشيدية والبرج الشمالي، حيث يُطلب سحب الأسلحة الثقيلة، بما يشمل الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة، على أن تتبعها مرحلة ثانية لتفكيك الأسلحة المتوسطة. وتشدد المصادر على أن المهلة الأميركية لتنفيذ هذا المخطط تمتد حتى نهاية العام الحالي، على أن يؤدي أي إخفاق في الالتزام بها إلى تصعيد عسكري محتمل، وفق التحذيرات الإسرائيلية المتكررة. في المقابل، يتمسّك «حزب الله» بموقفه الرافض لتسليم سلاحه دون الحصول على ضمانات واضحة بانسحاب الجيش الإسرائيلي ووقف الانتهاكات والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية. غير أن استمرار الانقسام الداخلي حول هذا الملف يهدد بتأزيم المشهد السياسي، وقد تجلّى هذا الانقسام بوضوح خلال الجلسة النيابية الأخيرة المخصصة لمناقشة الحكومة، حيث شدّدت مداخلات أغلبية النواب على ضرورة تسريع سحب السلاح والاطلاع على تفاصيل المفاوضات مع واشنطن، وهو ما قد يفضي إلى انقسام أوسع داخل مجلس الوزراء وخارجه، مع احتدام الجدل بشأن السيادة والقرار الوطني المستقل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store