
الإدارة الأميركية تضيف صحافياً بالخطأ في محادثة سرية بشأن ضربات اليمن
قال رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" الصحافي الأميركي جيفري جولدبيرج، الاثنين، إنه تلقى رسائل نصية عن طريق الخطأ من وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، تضمنت تفاصيل دقيقة لخطط عسكرية أميركية لشن ضربات في اليمن، وذلك قبل ساعتين من بدء الهجمات، فيما ذكر البيت الأبيض في بيان، أنه يُراجع كيف تمت إضافة جولدبيرج في المحادثة الجماعية عبر تطبيق "سيجنال" SIGNAL، وضمت كبار المسؤولين الأميركيين.
تعود بداية القصة إلى 11 مارس الجاري، إذ قال جولدبيرج إنه تلقى طلب تواصل عبر تطبيق "سيجنال" من شخص يزعم أنه مايكل والتز، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ورغم شكوكه، وافق على التواصل، ليُضاف لاحقاً إلى مجموعة محادثة سرية تحمل اسم Houthi PC small group. وفي 15 مارس، قبل ساعتين فقط من تنفيذ الضربات العسكرية، وصلت إلى جولدبيرج رسالة تحتوي على تفاصيل العمليات العسكرية ضد أهداف حوثية في اليمن، لتبدأ الهجمات بعد وقت قصير، ما أكد له أن المعلومات التي تلقاها كانت صحيحة.
وجاء في إحدى الرسائل التي أرسلها والتز إلى المجموعة: "نقوم بإنشاء مجموعة رئيسية لتنسيق العمليات ضد الحوثيين خلال الـ72 ساعة القادمة. نائبي أليكس وونج يشكل فريق عمل على مستوى نواب الوزراء وكبار موظفي الوكالات لمتابعة نتائج اجتماع غرفة العمليات هذا الصباح".
وسرعان ما بدأ مسؤولون بارزون بالتفاعل مع المحادثة، حيث عيّن وزير الخارجية المفترض ماركو روبيو، مستشاره مايك نيدهام ممثلاً عن الوزارة، بينما قال حساب باسم جيه دي فانس إن أندي بيكر سيمثل نائب الرئيس الأميركي.
كما تم تعيين جو كينت مديراً للاستخبارات الوطنية، ودان كاتز عن الخزانة، ودان كالدويل عن وزارة الدفاع، فيما أعلن شخص يدعى براين أن براين ماكورماك سيمثل مجلس الأمن القومي.
وورد أيضاً اسم مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية CIA، لكن جولدبيرج امتنع عن كشف هويته لدواعٍ أمنية.
ومع انتهاء المحادثة، ضمت المجموعة 18 مسؤولاً، بينهم شخصيات بارزة في مجلس الأمن القومي، ومستشار ترمب لشؤون الشرق الأوسط وأوكرانيا ستيف ويتكوف، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، بالإضافة إلى شخصية يُعتقد أنها المستشار الرئاسي ستيفن ميلر.
وأشار جولدبيرج، إلى أن المفاجأة الكبرى كانت إدراج اسمه في هذه المحادثة الحساسة، دون معرفة كيفية حصول ذلك.
وأوضح جولدبيرج، أنه بعد استلامه الرسائل المنسوبة إلى والتز، ناقش الأمر مع عدد من زملائه، إذ رجّحوا احتمال أن تكون هذه الرسائل جزءاً من حملة تضليل إعلامي، سواء من قبل جهاز استخبارات أجنبي أو منظمة إعلامية تهدف إلى إحراج الصحافيين.
وأضاف أنه شكك في مصداقية هذه المراسلات، معتبراً أنه من غير المحتمل أن تناقش قيادات الأمن القومي الأميركية خطط حرب وشيكة عبر "سيجنال"، كما استبعد أن يكون مستشار الأمن القومي قد أدرج رئيس تحرير "ذا أتلانتيك" في محادثات حساسة تضم مسؤولين كباراً.
في اليوم التالي، ازدادت الأمور غرابة. عند الساعة 8:05 صباحاً من يوم الجمعة، 14 مارس، تلقى جولدبيرج رسالة من حساب باسم مايكل والتز جاء فيها: "أيها الفريق، ينبغي أن يكون لديكم بيان بالاستنتاجات مع التكليفات وفقاً لتوجيهات الرئيس هذا الصباح في صناديق بريدكم عالية الأمان.".
كما تضمنت الرسالة تفاصيل خطط للتواصل مع الحلفاء الإقليميين، وترتيب الإحاطات لكبار المسؤولين.
ردود الفعل
تبع ذلك نقاش سياسي موسع، حيث رد حساب باسم جي دي فانس عند الساعة 8:16 صباحاً، قائلاً إنه خارج الخدمة لحضور فعالية اقتصادية في ميشيجان، لكنه عبّر عن قلقه من أن "هذه الخطوة قد تكون خطأ"، مشيراً إلى تداعيات اقتصادية محتملة، أبرزها تأثيرها على أسعار النفط والتجارة الدولية. كما لفت إلى أن "الرئيس قد لا يدرك مدى تناقض هذه الخطوة مع رسالته الحالية بشأن أوروبا".
وفي الساعة 8:22، كتب حساب باسم جو كينت المرشح لرئاسة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب: "لا يوجد أي دافع زمني ملح لتنفيذ هذه الخطوة الآن. ستكون لدينا نفس الخيارات المتاحة بعد شهر".
وبعد دقائق، في الساعة 8:26 صباحاً، تلقى جولدبيرج رسالة من حساب يحمل اسم جون راتكليف، تضمنت معلومات قد تشير إلى عمليات استخباراتية جارية.
وفي تمام الساعة 8:27 صباحاً، أرسل الحساب المسجل باسم بيت هيجسيث رسالة إلى المجموعة قال فيها: "نائب الرئيس، أتفهم مخاوفك وأؤيد تماماً طرحها على الرئيس. هناك اعتبارات مهمة يصعب التنبؤ بتداعياتها، مثل الاقتصاد، والسلام في أوكرانيا، والوضع في غزة، وغيرها. أعتقد أن التحدي الرئيسي يكمن في الرسائل الإعلامية، إذ لا أحد يعرف من هم الحوثيون، ولذلك يجب التركيز على نقطتين: 1- (الرئيس السابق جو) بايدن فشل، و2- إيران هي الممول".
وأضاف الحساب ذاته: "الانتظار لأسابيع أو شهر لن يغير الحسابات بشكل جوهري، لكن هناك مخاطرتان فوريتان للتأجيل: 1- تسريب المعلومات، ما سيجعلنا نبدو مترددين؛ 2- احتمال أن تتحرك إسرائيل أولاً، أو أن ينهار وقف إطلاق النار في غزة، ما يفقدنا زمام المبادرة. يمكننا إدارة هذين الأمرين، ونحن مستعدون للتنفيذ".
وأردف: "لو كان القرار بيدي، كنت سأمضي قدماً. هذه المسألة ليست مرتبطة بالحوثيين فقط، بل تتعلق بأمرين رئيسيين: 1- استعادة حرية الملاحة، باعتبارها مصلحة قومية أساسية. 2- إعادة فرض الردع الذي أضعفه بايدن. لكن يمكننا تأجيل التنفيذ، وإذا فعلنا، سأضمن تطبيق أمن العمليات بنسبة 100%".
وبعد دقائق، نشر الحساب المنسوب لمايكل والتز رسالة مطولة تتناول أرقام التجارة والقدرات المحدودة للقوات البحرية الأوروبية، مشيراً إلى أنه "سواء كان الآن أو بعد عدة أسابيع، فإن الولايات المتحدة ستكون الجهة التي تعيد فتح هذه الممرات المائية. وبتوجيه من الرئيس، نعمل مع وزارتي الدفاع والخارجية لتقييم التكاليف وتحميلها للأوروبيين".
وفي الساعة 8:45، رد الحساب المسمى جي دي فانس موجهاً رسالة لبيت هيجسيث، قال فيها: "إذا كنت تعتقد أن علينا تنفيذ العملية، فلنمضِ قدماً. لكنني أكره إنقاذ أوروبا مرة أخرى". وهو ما يعكس انتقادات متكررة لإدارة ترمب بشأن تحمل واشنطن العبء العسكري لحماية التجارة الأوروبية.
وجاء الرد بعد 3 دقائق من هيجسيث: "نائب الرئيس، أشاطرك تماماً اشمئزازك من استغلال الأوروبيين للولايات المتحدة. هذا أمر بائس. لكن مايك محق، نحن الجهة الوحيدة القادرة على القيام بذلك. لا يوجد أي طرف آخر حتى قريب من إمكانياتنا. السؤال الآن يتعلق بالتوقيت، وأرى أن هذا هو الوقت المناسب وفقاً لتوجيهات الرئيس بفتح الممرات المائية. أعتقد أنه يجب المضي قدماً، لكن الرئيس لا يزال يملك 24 ساعة لاتخاذ القرار النهائي".
وعند هذه المرحلة، تحدث حساب S M، والذي يُعتقد أنه يعود لستيفن ميلر، مستشار ترمب ونائب كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك، أو لشخص آخر ينتحل شخصيته. قائلاً: "حسبما سمعت، كان الرئيس واضحاً: الضوء الأخضر، لكن ينبغي أن نوضح لمصر وأوروبا ما نتوقعه في المقابل. علينا أيضاً معرفة كيفية فرض هذا الشرط، فمثلاً، إذا لم تعوض أوروبا التكاليف، فماذا سيكون رد فعلنا؟ إذا نجحت الولايات المتحدة في استعادة حرية الملاحة بتكلفة باهظة، فيجب تحقيق مكاسب اقتصادية إضافية مقابل ذلك".
وقد أنهت هذه الرسالة النقاش تقريباً، حيث جاء آخر رد من هيجسيث عند الساعة 9:46 صباحاً بكلمة واحدة: "متفق".
وبعد الاطلاع على سلسلة الرسائل هذه، وجد جولدبيرج أنها تمتلك درجة عالية من الواقعية، إذ بدت لغة النصوص ومحتواها متماشية مع أسلوب الشخصيات التي يُزعم أنها شاركت فيها، أو ربما كانت من إنتاج نظام ذكاء اصطناعي متقدم.
ورغم استمرار الشكوك بشأن احتمال أن تكون هذه الرسائل جزءاً من عملية تضليل أو محاكاة، إلا أن مستوى الدقة في محاكاة الأسلوب والمعلومات الجيوسياسية كان لافتاً.
وفي صباح السبت 15 مارس، اتخذت هذه القصة منحى غير متوقع. ففي الساعة 11:44 صباحاً، نشر الحساب المسمى بيت هيجسيث تحديثاً للفريق عبر تطبيق "سيجنال".
وذكر جولدبيرج، أنه لن ينقل محتوى هذا التحديث أو بعض الرسائل اللاحقة، نظراً لحساسيتها الشديدة، إذ كان من الممكن أن يستخدمها خصوم الولايات المتحدة للإضرار بالقوات العسكرية والاستخباراتية الأميركية، لا سيما في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط.
وتابع: "ما يمكنني قوله، لتوضيح مدى التهور الصادم في هذه المحادثة، هو أن رسالة هيجسيث تضمنت تفاصيل عملياتية عن ضربات أميركية وشيكة على اليمن، بما في ذلك معلومات حول الأهداف والأسلحة المستخدمة، بالإضافة إلى تسلسل الهجمات.
الشخص الوحيد الذي رد على هذا التحديث كان الشخص المعرّف كنائب الرئيس، حيث كتب فانس: "سأدعو من أجل تحقيق النصر"، وتبع ذلك ردود أخرى برموز تعبيرية للدعاء من قبل عضوين آخرين.
ووفقاً لنص هيجسيث المطوّل، كان من المقرر أن تبدأ الضربات في اليمن بعد ساعتين، أي في الساعة 1:45 ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقال جولدبيرج: "عندها، قررت أن أراقب الوضع، فانتظرت في سيارتي في موقف أحد المتاجر الكبرى. إذا كانت هذه المحادثة على (سيجنال) حقيقية، فستبدأ القنابل قريباً في السقوط على أهداف الحوثيين. وبحلول الساعة 1:55، تحققت من منصة (إكس)، وبحثت عن أخبار اليمن، ووجدت تقارير تؤكد سماع دوي انفجارات في العاصمة صنعاء".
وأضاف: "عدت إلى مجموعة (سيجنال)، وفي الساعة 1:48، نشر مايكل والتز تحديثاً جديداً للمجموعة. لن أنقل محتوى رسالته، باستثناء وصفه للعملية بأنها عمل مذهل.
وبعد دقائق، كتب جون راتكليف: "بداية جيدة". وبعد فترة قصيرة، رد والتز بثلاثة رموز تعبيرية: قبضة يد، علم أميركي، ونار. بينما أرسلت سوزي وايلز رسالة نصها: "تحية للجميع.. خاصة لمن هم في الميدان والقيادة المركزية! عمل رائع. بارك الله فيكم".
وأضاف ستيف ويتكوف 5 رموز تعبيرية: يداً تشير للدعاء، عضلة مشدودة، وعلمين أميركيين.
وتضمن النقاش بعد العملية تقييمات للأضرار، بما في ذلك قتل شخص معين كان مستهدفاً في الهجمات. ووفقاً لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، أسفرت الضربات عن سقوط ما لا يقل عن 53 شخصاً، وهو رقم لم يتم التحقق منه بشكل مستقل.
في اليوم التالي، ظهر والتز على قناة ABC في برنامج "This Week" وقارن الضربات بالنهج الأكثر تردداً لإدارة بايدن. وقال: "هذه لم تكن مجرد ضربات رمزية مترددة، بل كانت استجابة ساحقة استهدفت عدة قادة حوثيين وأطاحت بهم".
وأشار جولدبيرج إلى أنه "بحلول ذلك الوقت، كنت قد اقتنعت تقريباً بأن مجموعة (سيجنال) هذه حقيقية. وبعد إدراكي لهذه الحقيقة الصادمة، التي بدت غير ممكنة قبل ساعات فقط، قررت مغادرة المجموعة، رغم أنني كنت أعلم أن ذلك سيؤدي إلى تنبيه منشئ المجموعة، مايكل والتز، بأنني غادرت. ومع ذلك، لم يلاحظ أحد في المجموعة وجودي هناك، ولم أتلقَ أي استفسارات لاحقة بشأن سبب مغادرتي أو الأهم، من أكون أنا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
ترمب يرسل وفدا لفحص الديمقراطية البريطانية
أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيراً وفداً إلى بريطانيا بمهمة "رصد" لحرية التعبير فيها، فالتقى الوفد مسؤولين حكوميين وناشطين تقول صحيفة "تليغراف" إنهم تلقوا تهديدات فقط لأنهم يبوحون بما يفكرون. وفق الصحيفة البريطانية أمضى الوفد المكون من خمسة أفراد يتبعون للخارجية الأميركية أياماً في البلاد خلال مارس (آذار) الماضي، واجتمعوا مع مسؤولين وناشطين اعتقلوا بسبب احتجاجهم الصامت أمام عيادات الإجهاض على امتداد المملكة المتحدة. ترأس وفد الولايات المتحدة كبير المستشارين في الخارجية الأميركية، صاموئيل سامسون، وعنوان الزيارة وفق ما تسرب في الإعلام المحلي كان "تأكيد إدارة ترمب أهمية حرية التعبير في المملكة المتحدة وعموم أوروبا". التقى الأميركيون نظراءهم في الخارجية البريطانية، وأثاروا معهم نقاطاً عدة على رأسها حرية التعبير في ظل قانون "التصفح الآمن للإنترنت" الذي أقرته لندن نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنه دخل حيز التنفيذ عام 2024، بعدما وضعت "هيئة إدارة المعلومات" المعروفة باسم "أوفكوم" لوائحه التنظيمية ثم أجرت عليه بعض التعديلات استدعتها أحداث الشغب التي شهدتها المملكة المتحدة نهاية يوليو (تموز) 2024. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تقول "تليغراف" إن الرسالة المبطنة في هذه الزيارة هي استعداد أميركا ترمب للتدخل أكثر في الشؤون الداخلية البريطانية، ويبدو هذا واقعياً في ظل مشاحنات عدة وقعت بين الطرفين حول حرية التعبير خلال الأشهر الماضية. بدأ الأمر مع أحداث شغب تفجرت في بريطانيا قبل نحو عام على خلفية جريمة قتل فتيات صغيرات في مدينة ساوثبورت شمال غربي إنجلترا، انتشرت حينها معلومة خاطئة في وسائل التواصل تفيد بأن القاتل من المهاجرين مما أطلق احتجاجات عنيفة ضد المسلمين واللاجئين، وتعرضت أملاك وأرواح للخطر حتى إن العنف طاول عناصر الشرطة. المسؤول في إدارة ترمب اليوم ومالك منصة "إكس" إيلون ماسك، دافع حينها عن المحتجين المنتمين بغالبيتهم إلى اليمين الشعبوي، ووصف تعامل حكومة لندن معهم بالقمع، كما تعرض بصورة مباشرة لرئيس الوزراء، مما استدعى رداً على الملياردير الأميركي من قبل كير ستارمر نفسه إضافة إلى كثير من المسؤولين البريطانيين. الصدام بين الاثنين تجدد بعد فوز ترمب وانضمام ماسك إلى إدارة البيت الأبيض الجديدة، فقد تسرب في الإعلام أن وزير "الكفاءة الحكومية" الأميركي يريد إطاحة رئيس الحكومة البريطانية، وانتقد مالك "إكس" قانون "التصفح الآمن للإنترنت" في بريطانيا الذي تصدر أجندة زيارة الوفد الأميركي إلى لندن في مارس الماضي. مالك "إكس" كذلك دعم حزب "ريفورم" اليميني الذي يعد من أشرس خصوم "العمال" الحاكم في بريطانيا اليوم، ولكن ماسك ليس وحده في الإدارة الأميركية الجديدة يؤيد الشعبويين ويتهم حكومة لندن بالتضييق على حرية التعبير، فهناك أيضاً نائب الرئيس جي دي فانس الذي انتقد الأوروبيين عموماً في هذا الشأن خلال مؤتمر ميونيخ للدفاع في فبراير (شباط) الماضي، ثم وجه الانتقاد ذاته إلى ستارمر عندما زار البيت الأبيض بعدها بنحو أسبوعين. اضطر رئيس الحكومة البريطانية في حضرة ترمب وفانس إلى الدفاع عن الديمقراطية في بلاده، لكن يبدو أن ردوده لم تكن مقنعة كفاية لإدارة البيت الأبيض فأرسلت وفد الخارجية لمناقشة "الخشية الأميركية على مستقبل الديمقراطية الغربية" وامتنع المنزل رقم 10 في لندن عن الرد على أسئلة "تليغراف" في شأن تلك الزيارة.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
12 قتيلا في 367 هجوما روسيا بالمسيرات على أوكرانيا
قال مسؤولون اليوم الأحد إن القوات الروسية شنت 367 هجوماً بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى الليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً في الأقل وإصابة العشرات، في ما يعد أكبر هجوم جوي حتى الآن منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وذكر مسؤولون محليون في منطقة جيتومير شمال أوكرانيا أن من بين القتلى ثلاثة أطفال. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة إلى الحديث علناً. وتخفف واشنطن حدة خطابها تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وكتب زيلينسكي على "تيليغرام"، "صمت أميركا وباقي دول العالم لا يشجع إلا بوتين"، مضيفاً "كل ضربة إرهابية روسية من هذا القبيل تعد سبباً كافياً لفرض عقوبات جديدة على روسيا". وكان هذا الهجوم الأكبر من حيث عدد الطائرات المسيرة والصواريخ التي أُطلقت منذ اندلاع الحرب، على رغم أن ضربات أخرى أسفرت عن مقتل عدد أكبر من الناس. تقدم روسي من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم في بيان إن القوات الروسية سيطرت على قرية رومانيفكا في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. ولم يتسن لـ"رويترز" التأكد بصورة مستقلة من صحة ما ورد في البيان. تبادل الأسرى قالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو وكييف استكملتا عملية تبادل أسرى حرب استمرت ثلاثة أيام، بعدما تبادل الطرفان اليوم 303 أسرى من كل جانب. ينظر أحد السكان المحليين من نافذة شقته في مبنى سكني متعدد الطوابق تضرر إثر غارة روسية على كييف (أ ف ب) وأضافت الوزارة "وفقاً للاتفاقات الروسية-الأوكرانية التي جرى التوصل إليها خلال الـ16 من مايو (أيار) الجاري في إسطنبول، وعلى مدى الفترة من الـ23 إلى الـ25 من الشهر نفسه، أجرى الجانبان الروسي والأوكراني عملية تبادل أسرى بمعدل ألف أسير مقابل ألف أسير". اعتراض مسيرات قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن الدفاعات الجوية اعترضت 110 طائرات مسيرة أوكرانية الليلة الماضية، منها 13 فوق منطقتي موسكو وتفير، ولم تشر الوزارة إلى وقوع أية إصابات. وذكرت وزارة الدفاع أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت أو دمرت 95 طائرة مسيرة خلال أربع ساعات. شمل ذلك اثنتين كانتا تتجهان نحو موسكو، لكن معظم الطائرات كانت تحلق فوق مناطق وسط وجنوب البلاد. وتسبب نشاط الطائرات المسيرة إلى إغلاق ثلاثة مطارات في موسكو لبعض الوقت. وقال مسؤولون محليون، إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرات مسيرة فوق مدينة تولا في وسط البلاد ومدينة تفير في شمال غربي موسكو. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، إن قواتها التي تتقدم ببطء على الجبهة الشرقية للحرب في أوكرانيا سيطرت على منطقتين سكنيتين في منطقة دونيتسك، إضافة إلى منطقة سكنية في سومي بشمال أوكرانيا. وما إن أخفقت في التقدم نحو العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الحرب، ركزت القوات الروسية على الاستيلاء على منطقة دونباس في الشرق التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك. وفي الشهور القليلة الماضية، حاولت موسكو أيضاً التقدم في منطقة سومي، وخصوصاً بعد أن أعلن الجيش الروسي أنه طرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الحدودية الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن قواتها سيطرت على قرية ستوبوتشكي في منطقة دونيتسك، شرقي كوستيانتينيفكا، وهي بلدة تعرضت لضغط من القوات الروسية في الآونة الأخيرة. وذكرت أيضاً أنها سيطرت على أوترادنويه، وهي قرية تقع إلى الغرب على الجبهة التي يبلغ طولها 1000 كيلومتر، وأعلنت الاستيلاء على لوكنيا، وهي قرية داخل الحدود الروسية في منطقة سومي. وأقرت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني بعدم وقوع خسائر، مشيرة إلى أوترادنويه كواحدة من عدة بلدات صد فيها الجيش الأوكراني 18 هجوماً روسياً على الجبهة. وأشارت إلى ستوبوتشكي في الأسبوع الماضي كجزء من منطقة تتعرض لهجوم روسي. ومنذ أشهر، تتحدث أوكرانيا عن محاولات من جانب القوات الروسية احتلال مناطق في منطقة سومي، لكنها لم تعترف مطلقا بالاستيلاء على أي منها. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من أنباء ساحة المعركة من أي من الجانبين.


الشرق السعودية
منذ 12 ساعات
- الشرق السعودية
خطة إسرائيل للمساعدات في غزة.. منظمات غامضة وتمويل مجهول
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الخطة الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي تواجه معارضة من المنظمات الإغاثية والأممية، تمنح مهمة توزيع المساعدات في غزة إلى "منظمات خاصة غامضة حديثة التأسيس"، وداعمين ماليين مجهولين، مشيرة إلى أن الخطة التي تقديمها على أنها مبادرة أميركية، نشأت في إسرائيل خلال الأسابيع الأولى من الحرب على غزة. وأضافت الصحيفة أن مؤيدي هذه المبادرة التي تهدف إلى "تقويض سيطرة حركة حماس في غزة، وتجاوز الدور التقليدي للأمم المتحدة في توزيع المساعدات"، يصفونها بأنها "مستقلة ومحايدة"، مشيرين إلى أنها تُدار بشكل أساسي بواسطة متعاقدين أميركيين. ولفتت الصحيفة إلى أن المجموعة الرئيسية المسؤولة عن الأمن في هذا المشروع ستكون تحت إدارة فيليب إف. رايلي، وهو ضابط سابق برتبة رفيعة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، بينما يقود عملية جمع التبرعات جيك وود، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، والذي صرَّح في مقابلة مع "نيويورك تايمز" بأن "هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه قريباً بشكل تدريجي". خطة إسرائيلية؟ وعند الإعلان عن هذه الخطة في أوائل مايو الجاري، نفى السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، أن تكون الخطة إسرائيلية بالكامل، قائلاً إن "وصفها بأنها إسرائيلية هو وصف غير دقيق تماماً". إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأشخاص مشاركين في المبادرة وآخرين مطلعين على نشأتها، قولهم إن الخطة كانت "من بنات أفكار إسرائيل"، واقترحها مسؤولون إسرائيليون خلال الأسابيع الأولى من الحرب في غزة. وذكرت "نيويورك تايمز" أن الخطوط العريضة لهذه الخطة نوقشت لأول مرة في أواخر عام 2023 خلال اجتماعات خاصة ضمت مسؤولين حكوميين وعسكريين ورجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالحكومة الإسرائيلية. وأطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم "منتدى مكفيه يسرائيل"، نسبةً إلى الكلية التي عقدوا فيها اجتماعهم في ديسمبر 2023، واتفق قادة المنتدى تدريجياً على فكرة التعاقد مع شركات خاصة لتولي عملية توزيع الغذاء في غزة، متجاوزين بذلك دور الأمم المتحدة. وطوال عام 2024، سعى أعضاء المنتدى إلى كسب دعم القادة السياسيين والعسكريين داخل إسرائيل، وبدأوا بتطوير خطتهم بالتعاون مع متعاقدين أجانب، على رأسهم فيليب رايلي. وكان الهدف الأساسي من الخطة هو "تقويض سيطرة حماس على غزة"، فضلاً عن تجاوز دور الأمم المتحدة التي لا يثق بها المسؤولون الإسرائيليون ويتهمونها بـ"التحيّز ضد تل أبيب"، بحسب الصحيفة. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإنه بموجب هذه الخطة سيتم نقل عملية توزيع المساعدات إلى مناطق تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي بدلاً مما تعتبرها الخطة "مناطق فوضوية وخارجة عن السيطرة". معارضة أممية للخطة: غطاء للتهجير لكن مسؤولي الأمم المتحدة اعترضوا على الخطة، معتبرين أنها ستحد من وصول المساعدات إلى مناطق واسعة من غزة، وستضع المدنيين في خطر، لأنها ستجبرهم على السير لمسافات طويلة عبر خطوط الجيش الإسرائيلي للحصول على الغذاء، كما حذرت الأمم المتحدة من أن النظام الجديد قد يُستخدم كغطاء لخطة إسرائيلية لتهجير المدنيين من شمال غزة، حيث من المتوقع أن تقتصر عمليات التوزيع على جنوب القطاع. وبحسب الخطة الجديدة، ستتولى مجموعة Safe Reach Solutions التابعة لفيليب رايلي، إلى جانب شركات أمنية أخرى، تأمين أربع نقاط توزيع في جنوب غزة، ويُشرف على التمويل جيك وود من خلال مؤسسته غير الربحية Gaza Humanitarian Foundation، والتي من المقرر أن تحل تدريجياً محل نظام الأمم المتحدة الحالي الذي يوفر الغذاء في مئات المواقع في جميع أنحاء غزة. وفي مقابلة مع الصحيفة، وصف وود، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، النظام الجديد بأنه "ليس مثالياً"، لكنه أكد أن "أي كمية من الغذاء تدخل غزة اليوم تفوق ما دخلها بالأمس". وزعم وود أن مؤسسته "مستقلة" عن الحكومة الإسرائيلية، وأنه لم يتلق أي تمويل منها، وأنه دفع باتجاه إنشاء نقاط توزيع في شمال غزة. وتابع: "لن أشارك في أي خطة، بأي صفة كانت، إذا كانت امتداداً لخطة للجيش الإسرائيلي أو الحكومة لتهجير السكان قسراً في أي مكان داخل غزة"، وفق قوله. من يقف وراء الخطة؟ وتعود جذور المشروع إلى بدايات حرب غزة في 2023، عندما تم استدعاء مئات الآلاف من الجنود الاحتياطيين الإسرائيليين، وتمكن عدد منهم من الوصول إلى مناصب مؤثرة في الحكومة والجيش. وتشكلت شبكة غير رسمية من مسؤولين وضباط ورجال أعمال متقاربين في التفكير، رأوا أن الحكومة والجيش الإسرائيليين يفتقران إلى استراتيجية طويلة الأمد للتعامل مع غزة، فبادروا إلى وضع خطة بديلة، بحسب الصحيفة. ووفقاً لمصادر الصحيفة، فقد ضمت الشبكة أسماء مثل يوتام هاكوهين، وهو مستشار استراتيجي في مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة (COGAT)، والمسؤول عن تنسيق توصيل المساعدات إلى غزة، وليران تانكمان، وهو مستثمر في قطاع التكنولوجيا يتمتع بعلاقات واسعة وعضو في نفس المكتب، بالإضافة إلى مايكل أيزنبرج، وهو مستثمر أميركي-إسرائيلي، وسرعان ما أصبح هاكوهين مساعداً للعميد رومان جوفمان، أحد كبار قادة مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، والمستشار العسكري الحالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي ديسمبر 2023، نظم هؤلاء جلسة في كلية "مكفيه يسرائيل" قرب تل أبيب، حضرها مسؤولون حكوميون ومدنيون بارزون، وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، فقد استمروا في اللقاء لاحقاً في أماكن أخرى منها منزل أيزنبرج. وأكد أيزنبرج مشاركته في هذه الاجتماعات التي شملت مسؤولين إسرائيليين، وأشخاصاً من القطاع الخاص، لكنه قال، في بيان للصحيفة، إن "العديد من الأشخاص، بما في ذلك مسؤولين أميركيين، شاركوا فيها، مما يجعل من الصعب تحديد مصدر الفكرة بدقة". وناقش المشاركون في هذه الاجتماعات صعوبة هزيمة حماس بالقوة العسكرية وحدها، وسعوا لـ"إيجاد وسائل لتقويض سيطرتها في غزة من خلال التحكم في المساعدات". دخول القطاع الخاص على الخط واقترح أعضاء المجموعة توزيع المساعدات من مناطق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، حيث سعى الإسرائيليون إلى تجاوز دور الأمم المتحدة، غير أنهم رفضوا تحمل مسؤولية رعاية سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة تقريباً، ومع مرور الوقت، استقر رأيهم على إشراك متعاقدين من القطاع الخاص لإدارة العملية، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الاجتماعات. وفي يوليو الماضي، كتب هاكوهين مقالاً في مجلة عسكرية إسرائيلية شرح فيها هذه الخطة، وشدد على ضرورة تطوير أدوات لإضعاف حماس عبر التواصل المباشر مع سكان غزة، وإدارة المساعدات وتحمل مسؤولية مرحلة ما بعد الحرب. وذكر هاكوهين أنه طوّر هذه الأفكار خلال عمله كمساعد للجنرال جوفمان، معرباً عن شكره لتانكمان و"منتدى مكفيه يسرائيل" على المساعدة. وبحلول ذلك الوقت، بدأ هاكوهين وتانكمان في لقاء فيليب رايلي والترويج له أمام القادة الإسرائيليين، ورغم قيام متعاقدين خاصين آخرين بعرض خدماتهم، فإن ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق برز تدريجياً كشريك مفضل لدى إسرائيل في هذه المبادرة. وفي مقابلة أجراها مع الصحيفة، قال رايلي إنه بدأ مناقشاته بشأن الخطة مع المدنيين الإسرائيليين في أوائل 2024، مؤكداً لقائه مع أيزنبرج وتانكمان لاحقاً. وكان رايلي قد ساعد في تدريب ميليشيات الكونترا في نيكاراجوا لصالح الـ CIA في ثمانينيات القرن الماضي، وبعد عقدين، كان من أوائل عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذين دخلوا أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، كما أصبح رئيس فرع الوكالة في كابول، ثم غادر للعمل كخبير أمني خاص لدى عدة شركات من بينها Orbis، وهي شركة استشارية مقرها فرجينيا. شركة S.R.S وفي أواخر 2024، أعد رايلي، أثناء عمله لدى Orbis، دراسة مفصّلة عن خطة الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة توزيع المساعدات عبر شركات خاصة، وفي نوفمبر الماضي، سجل ممثلوه شركتين في الولايات المتحدة هما S.R.S وG.H.F، وفقاً لشخصين مطلعين على هذه الخطوة. وبدأت S.R.S عملها في غزة في يناير 2025، حيث تولى رايلي منصب رئيسها التنفيذي، وأقامت الشركة نقطة تفتيش مركزية في القطاع لتفتيش سيارات الفلسطينيين أثناء فترة وقف إطلاق النار بين يناير ومارس الماضيين. وزعمت الشركة، في بيان، أنها لا تملك أي مساهمين إسرائيليين أو مصالح مرتبطة بتل أبيب، لكن الصحيفة قالت إنه يتم النظر إلى الجهود التي تبذلها في إسرائيل باعتبارها "تجربة مصغرة لنموذج أمني قد يتم تعميمه". وقال وود للصحيفة إن شركة S.R.S تعد الآن شركة الأمن الرئيسية المُكلفة بتأمين مواقع توزيع الغذاء في جنوب غزة، وذلك تنفيذاً للأفكار التي طرحها هاكوهين ورايلي، مضيفاً أن مؤسسته غير الربحية Gaza Humanitarian Foundation ستتعاقد معها وتجمع التمويل اللازم لتشغيلها. ورغم أن المؤسستين تعملان بشكل مستقل ظاهرياً، فإن سجلاتهما تشير إلى ارتباطات وثيقة، حيث سجلهما المحامي جيمس كانديف معاً في الولايات المتحدة، كما كانتا تستخدمان نفس المتحدث الإعلامي حتى وقت قريب، بحسب الصحيفة. كما تم تسجيل مؤسستين أخريين على الأقل بالاسم نفسه Gaza Humanitarian Foundation، واحدة في الولايات المتحدة والأخرى في سويسرا، لكن المتحدث باسم مؤسسة وود أكد أن تلك المُسجلة في فبراير الماضي في ولاية ديلاوير الأميركية هي المؤسسة التابعة له. مصادر التمويل؟ ولا يزال من غير الواضح مَن يموّل هذه العملية الضخمة التي تقوم بها المؤسسة، والتي تهدف إلى توفير الغذاء لنحو مليون شخص في غزة، أي ما يقارب نصف سكان القطاع، بالإضافة إلى توظيف نحو ألف حارس أمن مسلح، وفقاً لوثيقة Orbis. وذكر وود أن المؤسسة حصلت على تمويل تأسيسي بسيط من رجال أعمال غير إسرائيليين، لكنه رفض الكشف عن أسمائهم أو أسماء الأشخاص الذين عيّنوه. وفي وقت لاحق، أصدرت المؤسسة بياناً قالت فيه إن "دولة من أوروبا الغربية" تبرعت بأكثر من 100 مليون دولار لتمويل عملياتها المستقبلية، لكنها رفضت أيضاً الكشف عن اسم الدولة.