مسار ترميم العلاقة بين رئيس الحكومة و"الثنائي" ينطلق سلام عند بري: لم اقل كلمة خارجة عن البيان الوزاري بلاسخارت الى اسرائيل وعون: التشكيلات القضائية قريباً
المركزية- في انتظار ان تطأ قدما وزير خارجية ايران عباس عراقجي ارض لبنان مساء لتنطلق لقاءاته باكرا صباح غد من وزارة الخارجية، على ان تليه بعد ايام الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، تصدّر ملف ترميم العلاقة المهتزة بين رئيس الحكومة نواف سلام من جهة، والثنائي امل – حزب الله من جهة ثانية واجهة الحدث المحلي اليوم، بعد تصويب حزب الله بشكل مباشر وغير مباشر على سلام الذي اكد التزامه بما تضمنه البيان الوزاري مؤكدا ان " لم أقل أي كلمة خارجة عما اتفق عليه في البيان".
ترتيب العلاقة: فقد انطلق اليوم عمليا مسار تبريد العلاقة هذه، اذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس الحكومة نوّاف سلام الذي قال بعد اللقاء: "لم أقل أي كلمة خارجة عما اتفق عليه في البيان الوزاريّ وملتزمون بما تضمّنه البيان الوزاريّ وبحثت مع الرئيس بري في ملف إعادة الإعمار لتأكيد التزامي بذلك". وتابع: "تارك مكان كبير للودّ مع الحاج محمد والحزب وأبوابي مفتوحة". أضاف "نحن مع "مبادرة السلام العربية" التي تقتضي بحل الدولتين وان تكون العاصمة القدس الشرقية مع عودة اللاجئين الى ديارهم".
عراقجي وحزب الله: وفي وقت يفترض ان ينقل وزير خارجية ايران رسالة ما الى حزب الله، تزامنا مع مفاوضاتها النووية مع واشنطن، مضمونها إما تليين الموقف او مزيد من التشدد في مسألة السلاح، قال رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك "نحن اليوم في ظل من أحببت أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، ومن أحببتهم وأحبوك على عهدنا لك ولمن سبق من قادة وشهداء، نحفظ وصيتكم الأساس: حفظ المقاومة، مهما بلغت التضحيات، ونصبر ما اقتضت الحكمة للصبر، وحفظ شعبنا الصابر المحتسب، ولن نقبل بالذل وانتهاك السيادة، والسيد موسى الصدر كان ينادي: "السلاح زينة الرجال"، لأن السيادة والعزة لا تحمى إلا بالقوة وإلا نهشتكم الذئاب، لن نفرط ولن نكون من المتلومين، بل نختار الاقتحام إذا جد الجد". وطالب الدولة "بالحماية والسيادة، ولن يتحقق ذلك إلا ببذل كل جهد لتنفيذ التعهدات التي قطعتها. وعليها أن لا تضعف مهما بلغت الضغوطات، فأميركا ليست قدراً، لبنان أقوى بشعبه الأبي. وليعلم أنه لا كلام قبل الانسحاب وإيقاف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية وقبل إعادة الإعمار، إننا على عهدنا الذي قطعه شهيدنا الأسمى في دعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه المغتصبة وإقامة دولته، قلوبنا تحترق على مذابح الأطفال والنساء وحرب التجويع والإبادة، ونتوجه بالشكر إلى الأبطال اليمنيين قيادة وجيشاً وشعباً، ولن تسقط لهم راية بإذن الله والعزيمة أقوى وأشد، وإلى الجمهورية الإسلامية والقائد المفدى الإمام الخامنئي، وإلى الدولة بكل أجهزتها وإلى شعبها على دعمها وتبنيها القضية الفلسطينية".
تنفيذ الـ1701: في الاثناء، بحث رئيس الجمهورية جوزاف عون مع النائب ميشال الدويهي، مسار تنفيذ آلية القرار 1701، وانتظارات اللبنانيين في ما يتعلّق ببناء الدولة والمؤسسات. كما تناول البحث الإصلاحات المالية والاقتصادية وضرورة الإسراع في تنفيذها.
بلاسخارت: في غضون ذلك، بدأت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة لإسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. و افاد بيان عن مكتبها بأن "الزيارة تشكل جزءًا من المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصة حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006). وتواصل المنسقة الخاصة دعوة جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق".
مكافحة الفساد: الى ذلك، اكد رئيس الجمهورية ان محاربة الفساد تتم عبر خطوات ومنها الحكومة الالكترونية للحد من الرشاوى والزبائنية، والقضاء النزيه والحازم، "ولذلك اركز على هذين الشأنين"، لافتا الى ان التشكيلات القضائية ستصدر قريبا "وسنتابع فتح ملفات الفساد". وشدد على أهمية ان يضطلع المواطنون بمسؤولياتهم الى جانب الدولة تجاه الحد من الفساد والهدر، وعلى أهمية التعاون بين السلطتين التتنفيذية والتشريعية لاقرار القوانين اللازمة في السرعة المطلوبة باعتبارنا "لا نملك ترف الوقت". واعتبر ان الرشاوى والزبائنية السياسية باتت ثقافة يتطلب الغاؤها وقتا، وعلينا كلبنانيين ان نعي ان التغيير وان كان مؤلما الا انه سيكون للافضل، مؤكدا ان الورشة المقبلة ستكون الانطلاق باصلاح الجمارك.موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله، رئيس الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الاعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل على رأس وفد من الاتحاد الذي هنأ في مستهل اللقاء لبنان بانتخاب الرئيس عون، وأوضح ان الوفد يضم عددا من سيدات ورجال الاعمال الذين اختاروا البقاء في لبنان، مثنيا على جهود رئيس الجمهورية في سبيل إبقاء الاتحاد متضامنا ومتماسكا في ظل الصعوبات.
صندوق النقد: اقتصاديا ايضا، وبينما نفذ موظفو القطاع العام اليوم اضرابا تحذيريا احتجاجاً على رفع الحكومة لأسعار المحروقات ورفضاً لاستمرار سياسة إهمال حقوقهم، استقبل وزير المالية ياسين جابر رئيس بعثة صندوق النقد في المالية ايرنستو راميريز.
الضرائب: ايضا، رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله أن "قرار فرض ضرائب ورفع أسعار المحروقات سقطة للحكومة وخطأ في التوقيت والشكل"، موضحًا أن "مادة المازوت تُستخدم في مختلف القطاعات كالمستشفيات والصناعات والمطاعم والمزارع وقطاع النقل وبالتالي فإن هذا القرار سينعكس ارتفاعًا في الأسعار". وتمنى قي حديث اذاعي، على الحكومة "أن تتراجع عن هذا القرار وأن تُناقَش هذه المسائل بشكل معمّق، وفي حال فرض أي رسوم يجب أن يكون ذلك ضمن خطة مدروسة بدقة".
قانون الانتخاب: على صعيد آخر، أكّد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب أنّ لبنان يمرّ بمرحلة استثنائية وحسّاسة وتعديل قانون الانتخابات يُشكّل أهمية كبيرة. وقال بعد اجتماع اللجنة المعنية بقانون الانتخابات:" الإصلاحات مطلوبة، ومن المؤكّد أن لبنان سيصل إليها وسنناقش مسألة تأسيس الجمهورية الثالثة، وهذا هو طموحنا، والجميع عبّر عن رأيه في هذا الموضوع، لكن المشكلة كانت في التوقيت". وأشار بوصعب الى أنّ الحكومة تطمح إلى قانون انتخاب عصري، "ونأمل منها، التزامًا بالبيان الوزاري، أن توضح موقفها بهذا الشأن". وقال: "في الجلسة القادمة سيكون النقاش محصورًا بمراجعة القوانين ويُعتبر انتخاب المغتربين من أبرز المواضيع المطروحة وأي مناقشة أو تعديل يجب أن يحرص على ضمان صحة التمثيل." وتابع بوصعب: "لقد حان الوقت لوقف سياسة الترقيع والانطلاق نحو إصلاح حقيقي والخروج من القوانين التي تقوم في جوهرها على حماية الطوائف والمذاهب."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
لبنان وأورتاغوس: التهريج السياسي في زمن الانهيار
من يُتابع أحاديث اللبنانيين وإعلامهم، قد يُخَيَّل إليه، ولو لبرهة، أنّ رئيس الولايات المتحدة الأميركية أو زملاءه من صُنّاع القرار العالمي، يَستفيقون كل صباح ولبنان وشؤونه السياسية والاقتصادية على رأس أولوياتهم، وكأنّ ترامب وإدارته مُولعون بتتبع أخبار السياسة اللبنانية وهيكليتها، وزواريبها المتشابكة. يُسَلّط خبر إقالة نائب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من منصبها، الضوء على هذه الظاهرة اللافتة. إذ تَفاعَل اللبنانيون، بمختلف انتماءاتهم السياسية والثقافية، وإيمانهم بفرادتهم العرقية والجغرافية، مع خبر الإقالة المرتقبة لأورتاغوس بسطحية أو بالأحرى بطفولية. بطبيعة الحال، لم تَنْجُم الإقالة عن أسلوب أورتاغوس الذي وُصِف بالفَظ أو غير الدبلوماسي، بل نَتَجت عن كون الإدارة الأميركية، على خلاف الساسة والجمهور في لبنان، تتميز برؤيتها للملفات التي تتابعها وكل ملف حسب أهميته، إذ إن هذه الإدارة لا تتردّد في تذكير اللبنانيين بواقعهم المرير، وتؤكّد بوضوح على أن هذا الواقع من صُنع أيديهم، وأنّ طريق الخروج منه يبدأ بالإقرار بالأخطاء والعمل على حماية السيادة الوطنية، عبر نزع سلاح "حزب الله" ومشتقاته، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لِمَنع الاقتصاد اللبناني من أن يتحوّل إلى أداة تخدم مشروع الحرس الثوري الإيراني. قُوبِل رحيل أورتاغوس المتوقّع، بردود فعل تتوزع حسب الاصطفافات السياسية اللبنانية. فالمحور السيادي، الذي يَتوق لإنهاء الكابوس الإيراني، وَجَد رحيلها خسارة، فيما رأى محور "الممانعة" و"المقاومة" في هذا الرحيل دليلاً على صواب مشروعهم "التحرّري" الذي استثمر في الجريمة المُنظّمة وتصنيع المخدّرات، أكثر مما سعى فعلاً إلى "رمي اليهود في البحر". وفي الحالتين، لقد فَشِل الطرفان في فهم حقيقة مفادها أنّ السياسة الأميركية، لا سيما في عهد ترامب المتقلّب، لا تكترث للبنان، ولا ترى في تبديل مبعوث أو مستشارة تغييراً جذرياً في العقيدة السياسية الخارجية. إن فَرَح اللبنانيين أو حزنهم على رحيل موظفة حكومية أميركية يشبه فرحة الطالب الكسول عند التخلّص من أستاذ مادة معينة كان يُصِرّ على ضرورة الابتعاد عن الغش والمثابرة في المذاكرة كسبيل وحيد للنجاح. وبالطبع، لم تَنبَع نصائح أورتاغوس من حبها للبنانيين، بل لأن هدفها الأسمى، من منظور استراتيجي أميركي، يتمحور حول ضمان استقرار لبنان من خلال تمكين الدولة، وتَنبيه الشعب بأنّ السماح لميليشيات تتبع إيران باستخدامهم كدروع بشرية في صراعات إقليمية، لن يجلب لهم سوى المزيد من الدمار. إن جهل اللبنانيين بآلية عمل الحكومة الأميركية والبيت الأبيض دفعهم إلى نسج روايات خيالية حول أسباب التغييرات داخل إدارة ترامب، ثم التكهّن بأسماء من سيخلف أورتاغوس في "الملف اللبناني"، ومنهم الدبلوماسي المخضرم جويل رايبرن، وهي معلومة غير دقيقة. فرايبرن، المتخصص في شؤون المشرق، سينضم إلى وزارة الخارجية وينتظر تثبيته من قبل الكونغرس، في حين أن المبعوثين يتبَعون مباشرة للبيت الأبيض والرئيس نفسه. وفي الحالتين، من سيتابع شؤون لبنان يدرك جيداً أن اللبنانيين هم أساتذة في التهرّب من المسؤولية، وأن ساسة هذا البلد يفضّلون استقبال الفنانين وجرّاحي التجميل والمطربين على الانخراط في معارك جدّية لبناء الدولة. صادف رحيل أورتاغوس الذكرى العشرين لاغتيال الصحافي والمؤرّخ سمير قصير، الذي اغتيل على يد نظام الأسد وحليفه "حزب الله". وفي ذكرى رحيله، اكتفى البعض بنشر صوره مقرونة بعبارات تمجيدٍ لأفكاره، بدون ربط ذلك بالنضال الحقيقي، بل واصلوا تأييد مشاريع "المقاومة" التي اغتالت سمير، وقتلت لقمان سليم، وجورج حاوي، ودمّرت بيروت. تُعَد ذكرى اغتيال مؤرّخ بيروت وإقالة أورتاغوس مناسبة لتذكير اللبنانيين بأنّ نجاة لبنان لن تأتي على يد مبعوثين، ما لم تقترن نصائح هؤلاء بآذان لبنانية صاغية، وإرادة فعلية للعمل الصادق. تلك هي أفكار لعلّها لم تَنضج بعد في بلدٍ احترف ساسته المراوغة والخداع كنمط حياة. مكرم رباح -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
المسيحيون أمام مفترق انتخابات 2026...بين مشروع الدولة وخيارات الانهيار
كتب ألان سركيس في 'نداء الوطن': انتهت الانتخابات البلدية بعد نجاح الحكومة بإتمامها. وتتحضّر البلاد لمعركة الانتخابات النيابية في أيار 2026. ويتوقع أن تدور معارك طاحنة في كل الدوائر وخصوصاً المسيحية قد ترسم مستقبل لبنان السياسي لسنوات عدّة. تدلّ كل المؤشرات إلى عدم إجراء أي تغيير جذري في قانون الانتخاب. فالقانون النسبي على أساس 15 دائرة، انتظره المكوّن المسيحي 27 سنة بعد 'الطائف' ليصل إلى ما يؤمّن حدّاً أدنى من صحة التمثيل. وإذا كان المسيحيون لا يتفقون على الأمور العادية، إلا أن هناك موقفاً مسيحياً جامعاً يرفض العودة إلى النظام الأكثري إذا لم يتضمن الدائرة الفردية أو ما يوازيها، وكذلك هناك رفض مسيحي من 'القوات اللبنانية' و'التيار الوطني الحرّ' وبقية المكونات لاعتماد صوتين تفضيليين في القانون الحالي لأنه قد يهمش الصوت المسيحي. وإذا لم تحصل أي مفاجأة، ستخاض انتخابات 2026 وفق القانون الحالي. وبعد الانتهاء من معركة القانون المفتعلة، سينتقل التركيز إلى أهمية المعركة السياسية والتي ستقلب الموازين وتكرّس الحكم المستقبلي. عاشت جمهورية ما بعد 'الطائف' على وقع تأثير الاحتلال السوري ومن ثمّ النفوذ الإيراني. في أول انتخابات عام 1992، قاطع المكوّن المسيحي العملية الانتخابية. وتكرر المشهد الانتخابي في دورات 1996 و2000، وسط مقاطعة مسيحية، وفاز مجلس نواب من صفّ الاحتلال السوري وغاب الممثل الحقيقي للمسيحيين. وبعد خروج الاحتلال، جرت الانتخابات الأولى في ربيع 2005، وكانت سمتها تسونامي العماد ميشال عون الذي اكتسح دوائر المتن وكسروان – جبيل وزحلة، بينما خرجت قوى 14 آذار المسيحية بتمثيل ضعيف بسبب إبقاء رئيس حزب 'القوات اللبنانية' الدكتور سمير جعجع في السجن وتشرذم لقاء قرنة شهوان. أخذ عون المسيحيين إلى مكان مناقض لخطهم التاريخي وغطى سلاح 'حزب الله' وصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصمدت أكثرية 14 آذار النيابية رغم الاغتيالات حتى تاريخ 7 أيار 2008. وعلى رغم فوزها مجدداً بالأغلبية، إلا أن انفصال النائب السابق وليد جنبلاط عنها وإعطاء قوى 8 آذار الثلث المعطّل أطاح حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011، واستلم 'حزب الله' مقاليد الحكم بغطاء مسيحي. انتخب عون عام 2016 رئيساً للجمهورية. وفاز 'الثنائي الشيعي' و'التيار الوطني الحرّ' بالأغلبية في انتخابات 2018. وجرت انتخابات 2022 من دون حصول تغيير جذري في الصورة اللبنانية. ودارت حرب الإسناد وما تبعها من نتائج كارثية على لبنان و'حزب الله'. وبات الشعب اللبناني أمام مسؤولية تاريخية. وتقع المسؤولية الأكبر حالياً على عاتق المسيحيين. فالشيعة تحت وقع الصدمة والخسائر، والسنّة بلا قيادة، والدروز يخافون على الوجود، من هنا، يتحمل المسيحيون عبء إنقاذ لبنان وقلب التوازنات البرلمانية. يعيش البلد صراعاً كبيراً منذ عام 2005 بين من يريد لبنان الدولة وبين من يناصر محور 'الممانعة' وسلاح الدويلة و 'حزب الله'. وهناك لحظة تاريخية يجب على المكوّن المسيحي استغلالها لقلب المعادلات لأنه يملك نصف أعضاء مجلس النواب وقادر على التأثير في مجريات اللعبة الانتخابية والبرلمانية والسياسية. يعتبر المسيحي أكثر من تأثّر بسيطرة الدويلة على الدولة، فمؤسسات المسيحيين من تعليمية واستشفائية وسياحية واقتصادية تضررت، وإذا كان نظام الأسد سقط، وقيادات 'حزب الله' وعلى رأسها السيد حسن نصرالله قد اغتيلت وسقط محور 'الممانعة'، فكيف يمكن للمسيحي التصويت لمحور في حكم الزوال في مواجهة مشروع الدولة والشرعيتين العربية والدولية؟ وما فائدة المسيحي من الالتصاق بمشروع أصبح في خبر كان؟ وانطلاقاً من كل هذه العوامل، ستكون المعركة على الساحة المسيحية واضحة، بين مشروع الدولة و'الدويلة'، والمسألة هنا لا تتوقف على خدمة من هنا أو مصلحة من هناك، فإمساك 'حزب الله' و'أمل' بالأكثرية النيابية مجدداً، يعني حصول هذا الأمر بموافقة داخلية وليس كما كان يقال بضغط السلاح والسلطة. وبالتالي سقطت كل المبررات لإعطاء الشرعية لمن دمّر لبنان بالسلاح غير الشرعي، لذلك يبقى الرهان على الوعي السياسي للمكون المسيحي لكي لا يأخذ لبنان خارج المسار الذي تسلكه المنطقة، ويضعه في مرمى العقوبات.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
لودريان والشيباني يزوران لبنان مع تجدد الحركة الدبلوماسية وحوار بين عون والحزب
علمت «اللواء» ان التواصل بين القصر الجمهوري وحزب الله يتم وتسجل زيارات لوفد منه الى الرئاسة الاولى بعيدا عن الأضواء. وبين المعلومات التي قيل ان الرئيس نبيه بري تبلغها من ان الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس تم اعفاؤها من مهامها، وبالتالي قد لا تزور لبنان، والصفحة الجديدة التي اعلن الزائر الايراني وزير الخارجية عباس عراقجي ان بلاده تتطلع لفتحها مع لبنان على خلفية «عدم التدخل». ويبدو ان الحراك الدبلوماسي اللبناني تجاه الدول العربية والصديقة لا سيما سوريا وفرنسا اثمر حراكاً مقابلاً، حيث تم، حسب معلومات «اللواء»، من دمشق تسريب خبر مفاده ان وفدا وزاريا وأمنيا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيزور لبنان نهاية الشهر الحالي. ومن المقرر أن يناقش الوفد مع الحكومة اللبنانية ملفات أمنية وحدودية واقتصادية، بالإضافة إلى ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقالت مصادر حكومية لـ «اللواء»: ان لبنان عمل مؤخراً على مسار تفعيل الاتصالات مع سوريا بعد زيارة رئيس الحكومة وزيارة الوفود الامنية لدمشق، وطلب زيارة وفد رسمي من السلطة الجديدة المؤقتة لمناقشة تفصيلية لكل الملفات العالقة، لكن لم يتبلغ رسميا موعد الزيارة. وفي سياق الحراك الدبلوماسي الخارجي نحو لبنان، اعلن السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ان المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل بعد عيد الاضحى، لمتابعة البحث مع المسؤولين اللبنانيين في مواضيع ذات الاهتمام المشترك ولا سيما الإصلاحات وإعادة الاعمار. ووصل الى لبنان امس السفير الاميركي السابق ديفيد هيل، والتقى الرئيس سلام، وعبّر عن تفاؤله بالخطوات التي تنتهجها السلطات اللبنانية في هذه المرحلة. وسبقت زيارة لودريان،امس، زيارة وفد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي يرافقه سفير فرنسا، وزار رئيس الجمهورية، الذي عرض وضع الجنوب والاجراءات التي نفذها الجيش اللبناني الذي انتشر بنسبة تفوق 85 في المئة في منطقة جنوب الليطاني، وهو يتعاون مع قوة «اليونيفيل» لتطبيق القرار 1701 ومتمماته لجهة حصر السلاح في يد القوى المسلحة اللبنانية. وابلغ الوفد ان ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار إسرائيل في احتلالها للتلال الخمس وعدم اطلاق الاسرى اللبنانيين، إضافة الى استمرارها في الاعمال العدوانية. واكد استمرار التعاون مع قوات اليونيفيل وتمسكه ببقائها في نطاق عملها لمساعدة الجيش على تحقيق الامن والاستقرار حتى الحدود المعترف بها دوليا، «ودور فرنسا في هذا المجال أساسي». وطالب عون مجدداً المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا راعيتي اتفاق وقف الاعمال العدائية، بالضغط على إسرائيل كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها». وشدد على انه «من ضمن الأولويات إعادة الاعمار، ومعاودة التنقيب عن الغاز في الحقول البحرية في الجنوب ودور شركة «توتال» الفرنسية مهم في هذا الاطار». ومن جهته، الوزير رجّي، اطلع أعضاء الوفد «على مستجدات الأوضاع في لبنان وجهود الحكومة لتحرير الأراضي التي تحتلها اسرائيل، وحصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ الاصلاحات الضرورية. كما تناول اللقاء قضية التمديد لـ«اليونيفيل». وأكد الوزير رجّي أن «لبنان يعوّل كثيرا على دعم فرنسا والدول الصديقة له للضغط على اسرائيل من أجل الانسحاب من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها». وشدد على «أهمية تغيير الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مقاربتهما لملف النازحين السوريين والإقرار بضرورة بدء عودتهم الى بلدهم بعدما تغيّرت الظروف في سوريا». من جهتهم، قال أعضاء الوفد البرلماني الفرنسي إن زيارتهم الى بيروت تأتي «لتأكيد وقوف فرنسا وبرلمانها الى جانب لبنان ودعم حكومته لتخطي الصعوبات الكبيرة التي يواجهها».