logo
المسيحيون أمام مفترق انتخابات 2026...بين مشروع الدولة وخيارات الانهيار

المسيحيون أمام مفترق انتخابات 2026...بين مشروع الدولة وخيارات الانهيار

صوت لبنانمنذ 2 أيام

كتب ألان سركيس في 'نداء الوطن':
انتهت الانتخابات البلدية بعد نجاح الحكومة بإتمامها. وتتحضّر البلاد لمعركة الانتخابات النيابية في أيار 2026. ويتوقع أن تدور معارك طاحنة في كل الدوائر وخصوصاً المسيحية قد ترسم مستقبل لبنان السياسي لسنوات عدّة.
تدلّ كل المؤشرات إلى عدم إجراء أي تغيير جذري في قانون الانتخاب. فالقانون النسبي على أساس 15 دائرة، انتظره المكوّن المسيحي 27 سنة بعد 'الطائف' ليصل إلى ما يؤمّن حدّاً أدنى من صحة التمثيل.
وإذا كان المسيحيون لا يتفقون على الأمور العادية، إلا أن هناك موقفاً مسيحياً جامعاً يرفض العودة إلى النظام الأكثري إذا لم يتضمن الدائرة الفردية أو ما يوازيها، وكذلك هناك رفض مسيحي من 'القوات اللبنانية' و'التيار الوطني الحرّ' وبقية المكونات لاعتماد صوتين تفضيليين في القانون الحالي لأنه قد يهمش الصوت المسيحي.
وإذا لم تحصل أي مفاجأة، ستخاض انتخابات 2026 وفق القانون الحالي. وبعد الانتهاء من معركة القانون المفتعلة، سينتقل التركيز إلى أهمية المعركة السياسية والتي ستقلب الموازين وتكرّس الحكم المستقبلي.
عاشت جمهورية ما بعد 'الطائف' على وقع تأثير الاحتلال السوري ومن ثمّ النفوذ الإيراني. في أول انتخابات عام 1992، قاطع المكوّن المسيحي العملية الانتخابية.
وتكرر المشهد الانتخابي في دورات 1996 و2000، وسط مقاطعة مسيحية، وفاز مجلس نواب من صفّ الاحتلال السوري وغاب الممثل الحقيقي للمسيحيين. وبعد خروج الاحتلال، جرت الانتخابات الأولى في ربيع 2005، وكانت سمتها تسونامي العماد ميشال عون الذي اكتسح دوائر المتن وكسروان – جبيل وزحلة، بينما خرجت قوى 14 آذار المسيحية بتمثيل ضعيف بسبب إبقاء رئيس حزب 'القوات اللبنانية' الدكتور سمير جعجع في السجن وتشرذم لقاء قرنة شهوان.
أخذ عون المسيحيين إلى مكان مناقض لخطهم التاريخي وغطى سلاح 'حزب الله' وصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصمدت أكثرية 14 آذار النيابية رغم الاغتيالات حتى تاريخ 7 أيار 2008. وعلى رغم فوزها مجدداً بالأغلبية، إلا أن انفصال النائب السابق وليد جنبلاط عنها وإعطاء قوى 8 آذار الثلث المعطّل أطاح حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011، واستلم 'حزب الله' مقاليد الحكم بغطاء مسيحي.
انتخب عون عام 2016 رئيساً للجمهورية. وفاز 'الثنائي الشيعي' و'التيار الوطني الحرّ' بالأغلبية في انتخابات 2018. وجرت انتخابات 2022 من دون حصول تغيير جذري في الصورة اللبنانية. ودارت حرب الإسناد وما تبعها من نتائج كارثية على لبنان و'حزب الله'. وبات الشعب اللبناني أمام مسؤولية تاريخية.
وتقع المسؤولية الأكبر حالياً على عاتق المسيحيين. فالشيعة تحت وقع الصدمة والخسائر، والسنّة بلا قيادة، والدروز يخافون على الوجود، من هنا، يتحمل المسيحيون عبء إنقاذ لبنان وقلب التوازنات البرلمانية.
يعيش البلد صراعاً كبيراً منذ عام 2005 بين من يريد لبنان الدولة وبين من يناصر محور 'الممانعة' وسلاح الدويلة و 'حزب الله'. وهناك لحظة تاريخية يجب على المكوّن المسيحي استغلالها لقلب المعادلات لأنه يملك نصف أعضاء مجلس النواب وقادر على التأثير في مجريات اللعبة الانتخابية والبرلمانية والسياسية.
يعتبر المسيحي أكثر من تأثّر بسيطرة الدويلة على الدولة، فمؤسسات المسيحيين من تعليمية واستشفائية وسياحية واقتصادية تضررت، وإذا كان نظام الأسد سقط، وقيادات 'حزب الله' وعلى رأسها السيد حسن نصرالله قد اغتيلت وسقط محور 'الممانعة'، فكيف يمكن للمسيحي التصويت لمحور في حكم الزوال في مواجهة مشروع الدولة والشرعيتين العربية والدولية؟ وما فائدة المسيحي من الالتصاق بمشروع أصبح في خبر كان؟
وانطلاقاً من كل هذه العوامل، ستكون المعركة على الساحة المسيحية واضحة، بين مشروع الدولة و'الدويلة'، والمسألة هنا لا تتوقف على خدمة من هنا أو مصلحة من هناك، فإمساك 'حزب الله' و'أمل' بالأكثرية النيابية مجدداً، يعني حصول هذا الأمر بموافقة داخلية وليس كما كان يقال بضغط السلاح والسلطة. وبالتالي سقطت كل المبررات لإعطاء الشرعية لمن دمّر لبنان بالسلاح غير الشرعي، لذلك يبقى الرهان على الوعي السياسي للمكون المسيحي لكي لا يأخذ لبنان خارج المسار الذي تسلكه المنطقة، ويضعه في مرمى العقوبات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أدرعي: هاجمنا بنى تحتية لانتاج وتخزين مسيرات في الضاحية والجنوب
أدرعي: هاجمنا بنى تحتية لانتاج وتخزين مسيرات في الضاحية والجنوب

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

أدرعي: هاجمنا بنى تحتية لانتاج وتخزين مسيرات في الضاحية والجنوب

أعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن 'جيش الدفاع شن قبل قليل بشكل موجه بالدقة من خلال طائرات حربية غارات استهدفت مواقع انتاج ومستودعات لتخزين مسيرات تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في الضاحية الجنوبية وفي جنوب لبنان'. وأضاف أدرعي عبر 'أكس': 'لقد نفذت الوحدة الجوية طيلة الحرب اكثر من 1000 عملية اطلاق مسيرات مفخخة واستطلاع نحو الأراضي الاسرائيلية'. وتابع: 'رغم التفاهمات بين إسرائيل ولبنان واصلت الوحدة الجوية لحزب الله الأنشطة الارهابية وتطوير قدراتها حيث تعمل الوحدة على انتاج الالاف العديدة من المسيرات بتوجيه وتمويل من جهات إرهابية ايرانية وذلك في اطار الجهود الإيرانية الهادفة لضرب دولة إسرائيل'. وأشار المتحدث، إلى أنه 'طيلة السنوات الماضية تمول وتوجه ايران مخططات إرهابية في المشروع بشراكة مع حزب الله حيث يصل عناصر حزب الله إلى ايران لعمليات ارشاد في مجال الانتاج والتي تهدف إلى تطوير انتاج ذاتي في حزب الله. حتى بعد دخول التفاهمات حيز التنفيذ يواصل عناصر حزب الله هذه الأعمال. جيش الدفاع مصمم على العمل ضد عناصر إرهابية يتم تأهيلهم في ايران لاهداف ارهابية'. كما قال: 'هاجم جيش الدفاع في جنوب لبنان ورشة لتصنيع مسيرات درون تستخدم لاعمال هجومية وجمع معلومات وتحسين قدرات الاستطلاع لحزب الله'. وشدد على أنه 'قبل الغارات تم اتخاذ خطوات لتجنب اصابة المدنيين شملت استخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والاستطلاع الجوي والمعلومات الاستخبارية الاضافية حيث وضعت هذه البنى التحتية في قلب السكان المدنيين اللبنانيين بما يمثل مثالًا آخر على طريقة استخدام حزب الله السخيف لسكان لبنان كدروع بشرية'. وختم قائلًا: تعتبر الأنشطة داخل هذه المواقع خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث يبقى جيش الدفاع مستعدًا على الصعيديْن الهجومي والدفاعي وسيواصل العمل لإزالة اي تهديد على إسرائيل ومواطنيها وسيمنع اي محاولة لاعادة اعمار قدرات حزب الله'. #عاجل 🔸جيش الدفاع هاجم بنى تحتية لانتاج وتخزين مسيرات وورشة لانتاج مسيرات درون في الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان 🔸شن جيش الدفاع قبل قليل بشكل موجه بالدقة من خلال طائرات حربية غارات استهدفت مواقع انتاج ومستودعات لتخزين مسيرات تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في… — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 5, 2025

غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها 'انتهاكاً' لاتفاق وقف إطلاق النار #عاجل
غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها 'انتهاكاً' لاتفاق وقف إطلاق النار #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • سيدر نيوز

غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها 'انتهاكاً' لاتفاق وقف إطلاق النار #عاجل

EPA شنت إسرائيل عدة غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الخميس، للمرة الرابعة منذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدد وحدة تابعة لحزب الله تحت الأرض، لإنتاج 'آلاف' الطائرات المسيرة، بتمويل من إيران بحسب بيان له. الغارات التي جاءت عشية عيد الأضحى، سبقها تحذيرات إسرائيلية لعدد من البلدات في الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة لإخلاء منازلهم والابتعاد عن المباني المستهدفة مسافة لا تقل عن 300 متر. وأثارت التحذيرات الإسرائيلية حالة من الهلع في الضاحية الجنوبية التي شهدت حركة نزوح واسعة بحسب مكتب بي بي سي في بيروت. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إنها أحصت اثنتي عشرة غارة على الأقل، اثنتان منها كانتا 'عنيفتين للغاية'، استهدفتا مبنى في منطقة عين قانا في الضاحية الجنوبية لبيروت. وندّد الرئيس اللبناني جوزاف عون الخميس بما وصفها بالـ'استباحة السافرة' من قبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن إدانته 'إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي'، ومؤكداً أن 'هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية… إنما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا'. بينما أدان رئيس الوزراء نواف سلام الضربات، داعياً المجتمع الدولي إلى 'تحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها والعمل على إلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة'. من جانبه أشار منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان في منشور على موقع 'إكس' إلى أن الضربات 'أثارت ذعراً وخوفًا كبيراً' بين المدنيين، ودعا إلى 'وقف أي أعمال من شأنها أن تقوض وقف الأعمال العدائية'. وأضاف أن 'الآليات والأدوات الدبلوماسية القائمة متاحة لجميع الأطراف لمعالجة النزاعات أو التهديدات، ولمنع أي تصعيد غير ضروري وخطير'. وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، ونصّ على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان على أن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية تأمين المنطقة. كما نص الاتفاق على أن بنوده 'لا تمنع إسرائيل أو لبنان من ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس، بما يتفق مع القانون الدولي'. وشنت إسرائيل غارات جوية في لبنان على أهداف تقول إنها مرتبطة بحزب الله في الأشهر التي تلت توقيع الاتفاق. وفي أبريل/نيسان الماضي، هاجمت إسرائيل ما وصفته بمخزن لـ'صواريخ دقيقة التوجيه' تابع لحزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية ذاتها. وفي وقت سابق من الشهر نفسه، شنت ضربة مماثلة، مما أسفر عن مقتل مسؤول في حزب الله وثلاثة أشخاص آخرين ، بحسب وزارة الصحة اللبنانية في ذلك الوقت. وتقول الحكومة اللبنانية إن هذه الهجمات، بالإضافة إلى استمرار تمركز جنود إسرائيليين في خمسة مواقع في جنوب لبنان، تشكل انتهاكات للاتفاق الموقع بين الطرفين.

بالفيديو: ليلة عيد الأضحى... الضاحية الجنوبية تحت النار
بالفيديو: ليلة عيد الأضحى... الضاحية الجنوبية تحت النار

MTV

timeمنذ 4 ساعات

  • MTV

بالفيديو: ليلة عيد الأضحى... الضاحية الجنوبية تحت النار

تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لـ8 غارات إسرائيلية، ليلة عيد الأضحى المبارك، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أنه يستهدف منشآت تابعة لحزب الله بعد إنذار بإخلاء أحياء عدة في المنطقة، وقرية عين قانا في جنوب لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه "يهاجم أهدافاً تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في ضاحية بيروت الجنوبية". وشن الطيران الإسرائيلي غارات تحذيرية على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد تهديده باستهداف عدد من المباني في المنطقة. وشهدت الضاحية حركة نزوح كثيفة بعد التهديد الإسرائيلي ترافقت مع إطلاق نيران في الهواء لتحذير السكان بوجوب مغادرة المنطقة، وهو ما قام به كثيرون. وأصدر الجيش الإسرائيلي قي وقت سابق إنذاراً عاجلاً لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت يدعو فيها بعض المناطق للإخلاء، قائلاً إن الجيش سيعمل ضد أهداف لـ«حزب الله». وحدد مباني للابتعاد عنها مسافة 300 متر في الأحياء التالية: الحدث، حارة حريك وبرج البراجنة. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»: «إنذار عاجل للموجودين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخاصة في الأحياء التالية: الحدث، حارة حريك، برج البراجنة في المباني المحددة بالأحمر وفق ما يُعرض في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها، أنتم توجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله». وأضاف أدرعي: «من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر». يُذكر أن إسرائيل تشن غارات في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 تشرين الثاني الماضي، كما لا تزال قواتها موجودة في خمس نقاط بجنوب لبنان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store