
تجدد الاشتباكات في السويداء والأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق – DW – 2025/7/18
فيما تدور مواجهات اليوم الجمعة (18 يوليو/حزيران 2025) بين مقاتلي عشائر بدوية ومسلحي مجموعات درزية في محيط السويداء، طلبت الأمم المتحدة فتح تحقيقات "مستقلة وسريعة وشفافة" في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص، داعية إلى وقف "سفك الدماء". وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح أن أكثر من 650 شخص سقطوا ما بين قتيل وجريح منذ يوم الخميس.
ونزح نحو 80 ألف شخص من مناطق سكنهم في محافظة السويداء في جنوب سوريا بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة.
ونفت وزارة الداخلية السورية، اليوم الجمعة، صحة الأنباء المتداولة عن دخول قوى الأمن إلى محافظة السويداء، وفق ما قال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا، مضيفا أن قوات وزارة الداخلية السورية في حالة جاهزية طبيعية دون أي تحرك أو انتشار في المحافظة حتى اللحظة.
وأعربت ألمانيا الجمعة عن قلقها من الأحداث الدامية التي يشهدها جنوب سوريا وأسفرت عن مقتل المئات هذا الأسبوع، مؤكدة أن دعمها للسلطات في دمشق مرهون بضمانها حماية الأقليات. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو في باريس "الوضع برمته هناك يثير قلقنا العميق"، وذلك في إشارة إلى أعمال العنف في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص هذا الأسبوع.
وحذر فاديفول من أنه "لن تحظى هذه الحكومة الانتقالية السورية بدعمنا إلا إذا التزمت بعملية شاملة في سوريا، وحمت الناس، ولم تسمح باضطهاد أفراد بسبب انتمائهم الديني أو العرقي، أو بما هو أسوأ من ذلك، قتلهم". وشدد على أن "هذه مسؤولية الحكومة المركزية، وعليها أن تتحملها".
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه اليوم الجمعة إن إسرائيل ستسمح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا لمدة 48 ساعة بالنظر لحالة عدم الاستقرار في المنطقة وفي ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب غرب سوريا.
وتواردت أنباء عن أن طائرات مسيرة إسرائيلية شنت فجر اليوم الجمعة غارات استهدفت مواقع داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا، وسط أنباء عن توغل مقاتلي العشائر وسيطرتهم على قرى في ريف السويداء الغربي، عقب اشتباكات مع مجموعات درزية. وتأتي الغارات الإسرائيلية اعلى خلفية إعلان إسرائيل بأنها لن تسمح بمهاجمة الدروز.
ونفت إسرائيل الجمعة أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية، عن تنفيذها مزيدا من الضربات الجوية قرب السويداء ذات الأغلبية الدرزية في ساعة متأخرة الخميس. وقال متحدث لوكالة فرانس برس إن "ليس لدى الجيش الإسرائيلي علم بضربات جوية خلال الليل في سوريا".
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
من جانبه أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر توجيهات بإرسال مساعدات إنسانية بقيمة مليوني شيكل (حوالي 600 ألف دولار أمريكي) إلى الدروز في السويداء في سوريا، وفقا لبيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الجمعة. وبحسب البيان، تشمل المساعدات، التي تمولها وزارة الخارجية الإسرائيلية، طرودا غذائية ومعدات طبية ومستلزمات إسعافات أولية وأدوية، وفقا لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية.
واندلعت الاشتباكات الأحد بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخلها لفض الاشتباكات، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود وفصائل درزية قالوا إن هذه القوات تدخلت إلى جانب البدو. واستنكر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، أي دخول للقوات الحكومية السورية إلى السويداء.
وسحبت السلطات قواتها من محافظة السويداء الخميس بعد ضربات شنتها إسرائيل التي أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية سورية في جنوب البلاد. وجاء سحب السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس مع إعلان الشرع أنه يريد تجنب "حرب واسعة" مع إسرائيل التي هددت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سوريا.
وتقوض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل عبر استهداف القوات الحكومية ومقرات رسمية في دمشق، جهود السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة اشهر على إطاحتها بالحكم السابق. وتطرح مجددا تساؤلات حول قدرتها على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 3 ساعات
- DW
"مصير طهران" .. مخاوف جديدة من التصعيد بين إسرائيل والحوثيين – DW – 2025/7/21
بعدما استأنف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، نفذت إسرائيل ضربات عنيفة على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم، في ثاني هجوم من نوعه خلال شهر، وحذرت من أن اليمن سيلقى "مصير طهران". و"مخاوف في الرياض" من احتمال زيادة التصعيد. في أحدث هجوم له على جماعة الحوثي المسلحة، المتحالفة مع إيران، والتي تهاجم السفن المتجهة ـ أو التي تشبه الجماعة أنها متجهة ـ إلى إسرائيل وتطلق الصواريخ نحو الدولة العبرية، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين (21 يوليو/ تموز 2025) شن هجوم على "البنية التحتية الإرهابية" وتدميرها فى ميناء الحديدة التابع للحوثيين فى اليمن، واستهداف معدات ومنشآت يتم استخدامها فى دعم العمليات المعادية لإسرائيلن حسب البيان الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الجيش إن الهجوم أصاب معدات هندسية تشارك فى إصلاح البنية التحتية للميناء وخزانات وقود وسفن تستخدم فى الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل وحركة الملاحة القريبة من الميناء. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "قام جيش الدفاع الإسرائيلي للتو بقصف أهداف إرهابية تابعة للنظام الحوثي الإرهابي في ميناء الحديدة، ويفرض بالقوة منع أي محاولة لإعادة تأهيل البنية التحتية الإرهابية التي تم استهدافها في السابق". وأضاف أنه "كما سبق وقلت بوضوح، سيلقى اليمن مصير طهران. سيدفع الحوثيون ثمنا باهظا لإطلاق صواريخ باتجاه دولة إسرائيل". وتندرج هذه الهجمات ضمن حملة قصف بدأتها إسرائيل قبل نحو عام، ردا على هجمات المتمردين، لكن تهديداتها تثير المخاوف من تصعيد عسكري أوسع نطاقا في البلد الفقير. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وذكرت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون اليوم الاثنين أن ميناء الحديدة يتعرض لسلسلة من الغارات، دون تقديم أي تفاصيل. ومن جهته، أكّد مسؤول أمني حوثي لفرانس برس الاثنين أن الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة أدّت إلى تدمير رصيف أعيد بناؤه بعدما تضرر جراء قصف سابق. وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري إن أربع سفن تجارية على الأقل كانت راسية في الميناء، لكنها لم تُبلغ عن أي أضرار حتى الآن. وأفاد مسؤول خليجي وكالة فرانس برس بوجود "مخاوف جدية في الرياض" من أن تتحول الضربات الإسرائيلية إلى حملة كبيرة ومستمرة للقضاء على قيادات الحوثيين. وأضاف المسؤول الخليجي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن أي تصعيد إسرائيلي "سيدفع المنطقة لفوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها أو تقدير نتائجها". وقال موظف في ميناء الحديدة الاثنين لفرانس برس إن "القصف استهدف الاثنين آليات ثقيلة تم جلبها لأعمال انشائية وترميم ما دمرته إسرائيل في غارات 7 يوليو/ تموز. كما قصفت (إسرائيل) محيط الميناء واستهدفت قوارب صيد". وكانت غارات إسرائيلية قد استهدفت في 7 يوليو/ تموز محافظة الحديدة الساحلية، وشملت الأهداف سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها الحوثيون في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ويقول الإسرائيليون إنها زُودت بنظام رادار لتتبع الشحن في البحر الأحمر. وأشار الجيش الإسرائيلي في بيانه الاثنين إلى أن البنية التحتية المستهدفة شملت "معدات بناء تُستخدم لإعادة بناء مرافق الميناء"، والتي سبق أن استهدفها عدة مرات، و"حاويات وقود، وسفنا تُستخدم في أنشطة عسكرية وأعمال عدائية ضد دولة إسرائيل". وأضاف البيان الإسرائيلي أن الميناء استُخدم لنقل أسلحة من إيران، استعملها المتمردون اليمنيون لاحقا ضد إسرائيل، مضيفا أن الدولة العبرية رصدت جهودا "لإعادة بناء البنية التحتية الإرهابية في الميناء". يذكر أن الحوثيين استأنفوا مؤخرا هجماتهم في البحر الأحمر، مستهدفين سفنا تجارية يتهمونها بالارتباط بإسرائيل. تحرير: عبده جميل المخلافي


DW
منذ 9 ساعات
- DW
هجمات أوكرانية وروسية متبادلة تستهدف كييف وتشل مطارات موسكو – DW – 2025/7/21
أكدت أوكرانيا هجوم روسيا بمئات المسيرات على أراضيها وذكرت روسيا أن هجمات أوكرانية بمسيرات أثارت فوضى بمطارات موسكو. وفيما ترأس بريطانيا وألمانيا اجتماعا للناتو لدعم أوكرانيا نددت الصين بالعقوبات على روسيا وكيانات صينية. قال مسؤولون في العاصمة الأوكرانية كييف إن روسيا أطلقت وابلا جديدا من الطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا في هجوم ليل الأحد-الإثنين (21 يوليو/تموز 2025) مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل والتسبب في اندلاع حرائق متعددة في المدينة. وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن رجال الإنقاذ والمسعفين يعملون في مواقع في أربع مناطق في العاصمة. وقال مسؤولو المدينة إن محطة مترو أنفاق في وسط كييف وممتلكات تجارية ومتاجر ومنازل وروضة أطفال تضررت. وفي ليلة أخرى شابها القلق والتوتر لسكان كييف، هرع الكثيرون للاحتماء في محطات مترو الأنفاق. كما سُمع دوي انفجارات في جميع أنحاء المدينة بينما كانت وحدات الدفاع الجوي تشارك في صد الهجوم. وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، إن عدة انفجارات هزت المدينة. لكنه لم يقدم تفاصيل فورية عن الأضرار. وأكدت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الإثنين أن روسيا أطلقت 426 طائرة مسيرة و24 صاروخا في هجوم جوي خلال الليل على أوكرانيا. وأضافت القوات الجوية أنها أسقطت أو قامت بالتشويش على 224 طائرة مسيرة وصاروخ، بينما اختفت 203 طائرات مسيرة أخرى من على الرادارات، على الأرجح بسبب التشويش عليها من خلال الحرب الإلكترونية. من جانبها ذكرت وسائل إعلام روسية أن هجمات كبيرة شنتها أوكرانيا بطائرات مسيرة على روسيا تسببت في حالة من الفوضى في المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة الروسية موسكو اليوم الإثنين (21 يوليو/تموز 2025)، إذ انتظر آلاف الركاب في طوابير أو ناموا على الأرض بعد إلغاء رحلات أو تأخيرها. وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية أشخاصا ينامون على أرضية مطار شيريميتيفو، وهو المطار الأكثر ازدحاما في روسيا من حيث أعداد الركاب، وسط طوابير طويلة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 117 طائرة مسيرة خلال الليل، منها 30 طائرة فوق منطقة موسكو، بعد إسقاط 172 طائرة مسيرة في اليوم السابق، منها 30 طائرة فوق منطقة موسكو. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفرضت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا) قيودا مؤقتة على الرحلات الجوية الليلية في المطارات الرئيسية بموسكو وهي شيريميتيفو وفنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي. وقالت وسائل إعلام روسية إن عدة آلاف تقطعت بهم السبل في أقصى شرق روسيا بسبب إلغاء الرحلات الجوية في الجزء الأوروبي من روسيا، في حين تم تشغيل قطارات إضافية لإعادة الركاب إلى موسكو من مدينة سان بطرسبرج بشمال روسيا. وترأس المملكة المتحدة وألمانيا اجتماعا اليوم الإثنين، لمناقشة خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقيام حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أسبوع من تصريح ترامب بأن الشحنات سوف تصل أوكرانيا خلال أيام. ويرأس الاجتماع الافتراضي وزيرا الدفاع البريطاني جون هيلي والألماني بوريس بيستوريوس. وقال هيلي إن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وأمين عام حلف الناتو مارك روته إلى جانب القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكيويتش، سوف يحضرون اجتماع مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا. وتأتي المحادثات بعدما شنت روسيا نحو 300 هجوم بمسيرات ضد أوكرانيا، بحسب مسؤولين. وتواصل موسكو تكثيف هجماتها طويلة المدى على المدن الأوكرانية، ورجح المحللون تصاعد القصف. وفي تحول في نبرة التصريحات تجاه روسيا، أعطى الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي موسكو مهلة 50 يوما للموافقة على وقف إطلاق نار أو مواجهة عقوبات أكثر صرامة. وتشمل خطة الأسلحة التي أعلن عنها ترامب قبل أسبوع، قيام الدول الأوروبية بإرسال أسلحة أمريكية لأوكرانيا عبر حلف الناتو سواء كان من مخزون قائم أو شراء أسلحة جديدة والتبرع بها. من جانب آخر انتقدت وزارة التجارة الصينية العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وشملت كيانات صينية بهدف تقييد النشاط العسكري الروسي، وفقا لبيان صدر اليوم الإثنين ووصف هذه الإجراءات بأنها "خاطئة". وقال متحدث باسم وزارة التجارة "إن إجراءات الاتحاد الأوروبي تتناقض مع الإجماع الذي توصل إليه قادتها مع الصين، وكان لها تأثير سلبي خطير على العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون المالي بين الصين والاتحاد الأوروبي". وتدعو الصين على الدوام إلى مفاوضات سلام واحترام سلامة أراضي كل الدول، بما في ذلك أوكرانيا ضمنا، غير أنها امتنعت عن التنديد بالغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدئه في فبراير/شباط 2022. وتتهم عواصم أوروبية العملاق الآسيوي بتقديم دعم اقتصادي جوهري لموسكو في مجهودها الحربي.وأعلنت بروكسل الأسبوع الماضي عن حزمة عقوبات جديدة بحق موسكو تستهدف بصورة خاصة صادرات النفط الروسية وقطاعها المصرفي وشملت أيضا بعض الشركات والمؤسسات المالية الصينية. ويعقد كبار قادة الصين والاتحاد الأوروبي قمة الخميس 24 يوليو/تموز 2025 في بكين، وسط مساع يبذلها الشريكان التجاريان لتسوية مجموعة من الخلافات بينهما. وثمة ملفات كثيرة تثير توترا في العلاقات الصينية الأوروبية، من أبرزها الرسوم الجمركية الأوروبية المشددة على السيارات الكهربائية الصينية والقيود المفروضة على بعض الشركات الأوروبية في الصين.


DW
منذ 12 ساعات
- DW
تراجع التمويل الأمريكي في الشرق الأوسط: ما هي البدائل؟ – DW – 2025/7/21
تواجه دول الشرق الأوسط تحديات متزايدة مع تراجع التمويل الأمريكي للمساعدات الدولية، مما يهدد مشاريع إنسانية وتنموية حيوية ويطرح تساؤلات حول البدائل الممكنة في ظل تصاعد الأزمات واعتماد بعض الدول على هذا الدعم. قال مدير مشروع في سوريا لـ DW حول تخفيضات التمويل الأمريكي: " لا أحد يملك تصورًا دقيقًا عما يحدث حاليًا. ورغم عدم توقف الدعم بالكامل حتى الآن، فإننا نستمر في الإنفاق على أمل ألا يتوقف التمويل كليًا. وفي بغداد، قال مؤسس شبكة الصحفيين العراقيين: "ما زلنا لا نعرف إذا كنا سنحصل على التمويل الذي وُعدنا به هذا العام. قد لا نستطيع دفع رواتب بعض صحافيينا، ونعمل الآن على التواصل مع منظمات أخرى لتعويض النقص، وطلب المصدران عدم الكشف عن هويتيهما خشية الانتقادات من الجهات المانحة. وليس هذا الوضع مقتصرًا على جهة واحدة، فمع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهد التمويل الأمريكي للمساعدات الإنمائية الرسمية (ODA) تراجعًا كبيرًا.وتعرّف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المعروفة بالمساعدات الخارجية. وتعد هذه الأموال بأنها " مساعدات حكومية تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة في الدول النامية، مع التركيز على هذه الدول بشكل خاص". ويمكن أن تكون هذه المساعدات من دولة إلى أخرى مباشرة، أو متعددة الأطراف، حيث تجمع منظمات مثل الأمم المتحدة الأموال لتوزيعها. وقد ذكر الخبراء أن تخفيضات الميزانية في الولايات المتحدة وُصفت بـ«الفوضوية»، وكان تقليل حجم المساعدات الإنمائية الرسمية أمرًا مستمرًا حتى قبل ذلك. ففي عام 2024، انخفضت هذه المساعدات عالميًا بأكثر من 7%، حيث قلصت دول أوروبية كبيرة والمملكة المتحدة أيضًا دعمها، ووجهت جزءًا أكبر من ميزانياتها إلى النفقات الدفاعية. وكان العام الماضي هو الأول منذ نحو 30 عامًا الذي شهدت فيه جهات مانحة رئيسية مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تراجعًا واضحًا في حجم مساعداتها الإنمائية الرسمية. في عام 2023، حصلت دول الشرق الأوسط على حوالي 7.8 مليار دولار (6.7 مليار يورو) من أصل 42.4 مليار دولار (36.3 مليار يورو) أنفقتها الولايات المتحدة في ذلك العام. وبسبب هذا، كتب ليث العجلوني، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، في مارس/آذار: "ستشعر دول الشرق الأوسط بشدة بتأثير خفض المساعدات الأمريكية، لأن شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين ما زالوا يعتمدون كثيرًا على هذه المساعدات لتلبية احتياجاتهم العسكرية والاقتصادية." وأوضح الباحث ليث العجلوني أن الولايات المتحدة، خلال الفترة من 2014 إلى 2024، تعهدت بتقديم نحو 106.8 مليار دولار لدول المنطقة. حصلت إسرائيل على ما يقل قليلاً عن ثلث هذا المبلغ، على الرغم من أن معظم هذه الأموال خُصصت لأغراض عسكرية. أما بقية الدول، فكان الدعم الأميركي يشكل جزءًا كبيرًا من دخلها القومي. يقول العجلوني إن تمويل الطوارئ الخاص بالغذاء والماء في السودان، والأدوية في اليمن، وتغذية الأطفال في لبنان، بالإضافة إلى مخيمات النازحين في سوريا، بما في ذلك العائلات التي يُزعم ارتباطها بتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، جميعها معرضة للخطر. وشدد العجلوني على أن دولاً أخرى مثل الأردن ومصر تعتمد بشكل كبير على التمويل الأجنبي لتحقيق "التنمية الاقتصادية" وللمساعدة في دعم اقتصاداتها المتعثرة، فيما تظل حجم الخسائر المحتملة بسبب خفض المساعدات غير واضح، لكن باحثين في مركز التنمية العالمية في واشنطن قدروا التداعيات ورجحوا أن بعض الدول ستفقد مبالغ كبيرة من المساعدات بسبب اختلاف الجهات المانحة الرئيسية لها، فيما قد تفقد دول أخرى قدراً يسيراً فقط. على سبيل المثال، من المتوقع أن تشهد اليمن انخفاضًا بنسبة 19% في مساعداتها الإنمائية الرسمية بين عامي 2023 و2026. وفي عام 2025، كانت أكبر ثلاث جهات مانحة لها عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) هي المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. من ناحية أخرى، قد يخسر الصومال ما يصل إلى 39% من مساعداته، وكانت الجهات المانحة الرئيسية عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. قال فينتشنزو بوليتينو، مدير برنامج المجتمعات الصامدة في المبادرة الإنسانية بجامعة هارفارد في بوسطن، لـ DW: "من الواضح أن العجز في تمويل المساعدات لن يُسد على المدى القصير". وأضاف: "أما على المدى المتوسط والطويل، فمن المرجح أن يكون هناك مزيج متنوع من أشكال المساعدات". ويتوقع بوليتينو أن يشمل ذلك عددًا أكبر من الدول "التي تقدم المساعدات والمساعدات الإنمائية بما يتناسب مع أهدافها السياسية". وقد أعلنت الوكالة الروسية الرئيسية للتعاون الدولي، ، مؤخرًا أنها ستعيد تنظيم نفسها لتصبح أشبه بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وستفتح فروعًا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ولكن، بميزانية سنوية لا تزيد عن 70 مليون دولار،و تُعد ميزانية صغيرة نسبيًا. فيما يُطرح المال الصيني كبديل محتمل للتمويل الأمريكي والأوروبي، حذّر خبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية – وهو مركز أبحاث أمريكي – في يوليو/تموز من أن الصين قد رسّخت مكانتها بالفعل كأكبر منافس للولايات المتحدة في مجال التنمية العالمية." لكن يشير الخبراء إلى أن الصين ليست مهتمة كثيرًا بالشرق الأوسط، بل هي أكثر نشاطًا في جنوب شرق آسيا وأفريقيا. ويوضح بوليتينو: "لم تلعب روسيا ولا الصين دورًا هامًا تقليديًا في نظام المساعدات الإنسانية الدولي، ومن غير المتوقع أن يتغير ذلك في وقت قريب". يقول ماركوس لوي، الأستاذ ومنسق أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الألماني للتنمية والاستدامة (IDOS)، إنه من المرجح أن تكون دول الخليج الغنية هي الجهات المانحة الرئيسية في الشرق الأوسط.على مدار العقدين الماضيين، كانت أربع دول خليجية — المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت ـ جهات مانحة دولية مهمة. وقال لوي لـ DW: "على سبيل المثال، تقدم المملكة العربية السعودية دعمًا كبيرًا لسوريا، كما دعمت لبنان بشكل واسع، وهم مستعدون بالتأكيد لتحمل جزء كبير من تكاليف إعادة الإعمار في غزة، شرط وجود اتفاق مقبول لوقف إطلاق النار". نادرًا ما تخصص أموال خليجية للصناديق التي تديرها الأمم المتحدة، إذ تكون معظم المساعدات ثنائية مباشرة بين دولة وأخرى، لأن دول الخليج تميل إلى استخدام مساعداتها الإنمائية الرسمية بشكل عملي أكثر، أي كأداة دبلوماسية ترتبط بأهداف السياسة الخارجية . كتب خالد المزيني، الأستاذ في جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، في تحليل حديث: "يميل متلقو المساعدات الذين يُعتبرون ذوي أهمية سياسية لدى المانحين الخليجيين إلى تلقي المزيد من المساعدات". فعلى سبيل المثال، رغم شنّ السعودية والإمارات حربًا على أجزاء من اليمن منذ عام 2015، إلا أنهما كانتا أكبر المانحين للبلاد. لكن كما يشير بوليتينو، فإنالمساعدات الإنسانيةليست مخصصة لأغراض سياسية، وهذا يتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية للحياد والنزاهة. ويضيف بوليتينو: المشكلة الأساسية في استخدام المساعدات كأداة تكمن في أنها قد تكون محفزًا للصراع والعنف بقدر ما تكون مصدرًا للسلام والأمن". ويشير إلى "مؤسسة غزة الإنسانية" كمثال، حيث أدى تقديم "المساعدات الإنسانية" للمدنيين الجائعين إلى مقتل مئات الفلسطينيين. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video