logo
"هند رجب" تطارد جنود إسرائيل في أرجاء العالم

"هند رجب" تطارد جنود إسرائيل في أرجاء العالم

Independent عربية١٩-٠٣-٢٠٢٥

بعد فترة طويلة قضاها في صفوف الاحتياطي بالجيش الإسرائيلي، تمكن يوفال فدغاني من تحقيق رحلة أحلامه والذهاب إلى البرازيل، لكنه لم يلبث أن سارع بالفرار إلى الأرجنتين بمساعدة وزارة الخارجية الإسرائيلية، والسفر من هناك إلى ميامي ومن ثم العودة إلى إسرائيل، بعد أن أمرت المحكمة الفيدرالية في البرازيل الشرطة بفتح تحقيق في ارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة، إثر شكوى قدمتها مؤسسة "هند رجب"، وتضمنت أكثر من 500 صفحة من الأدلة على تورط فدعاني في تدمير مبنى سكني في قطاع غزة أثناء استخدامه كمأوى للفلسطينيين النازحين بسبب الحرب.
تقدمت المؤسسة التي تتخذ من اسم الطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الستة أعوام، التي قتلت يوم 29 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي في قطاع غزة عنوناً لها، بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لإصدار مذكرات اعتقال بحق نحو ألف جندي من الجيش الإسرائيلي وردت أسماؤهم في وثيقة قدمت إلى المحكمة، كما تعمل بالتنسيق مع مكاتب محاماة دولي لاستهداف الجنود الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات أوروبية، مما يسمح بمقاضاتهم أمام المحاكم في دولهم الأصلية، وفقاً لمبدأ الولاية القضائية العالمية.
وفقاً لما رصدته هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، فإن محاولات ملاحقة الجنود الإسرائيليين قضائياً أثناء وجودهم في الخارج ارتفعت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأكدت أنه "تم تقديم نحو 50 شكوى ضد جنود احتياط، وفتحت 10 تحقيقات في الدول المعنية، من دون تسجيل اعتقالات حتى الآن. في حين أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن جنوب أفريقيا وسريلانكا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل كانت من بين تلك الدول.
ملاحقة قانونية
في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، انطلقت مؤسسة "هند رجب" في بلجيكا، وأصبحت بمثابة الذراع القانونية لحركة 30 مارس (آذار) التي أسسها ناشطون أوروبيون مع بدء الحرب في السابع من أكتوبر بهدف الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتحقيق العدالة القانونية لهم.
وفقاً للموقع الإلكتروني للمؤسسة فإنها "تعتمد طريقة منهجية وقانونية في توثيق ومتابعة جرائم الحرب التي يرتكبها الجنود الإسرائيليون"، عبر مراقبة المنشورات التي ينشرها الجنود على منصات التواصل الاجتماعي، وجمع ما أمكن من الأدلة والصور ومقاطع الفيديو التي تظهر تورطهم في انتهاكات جسيمة خلال الحرب، والتي تخضع بحسب القائمين عليها لعملية تدقيق وتحليل من قبل فريق قانوني مختص للتأكد من مدى إمكانية توظيف تلك الصور والمنشورات في مقاضاة الجنود المشتبه فيهم. ففي حال وصولهم إلى دولة تمتلك الولاية القضائية لملاحقتهم قانونياً، تقوم المؤسسة بتقديم الشكاوى القانونية واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان محاسبتهم.
ولم يقتصر عمل المؤسسة على ملاحقة الجنود على "إنستغرام" أو "تيليغرام" أو "فيسبوك"، حينما ينشرون صوراً أو يحددون مواقعهم أثناء قضاء الإجازات في أماكن مثل شواطئ تايلاند وسريلانكا أو مدن أوروبية، بل تلاحق كذلك الشخصيات السياسية والعسكرية والجنود المسؤولين والمشاركين في الحرب، إضافة إلى شركات تصنيع الأسلحة في أوروبا التي تدعم إسرائيل، إلى جانب ملاحقتها المحرضين على العنف ضد الفلسطينيين، مثل بعض الأندية الرياضية التي تسهم في تشجيع العنف وتطبيعه.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الإجراءات القانونية التي استهدفت شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية. كان أبرزها تقديم طلب اعتقال إلى السلطات الإيطالية والمحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وحدة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، بتهمة "الإشراف على سياسة تجويع سكان غزة كأداة حرب"، ووزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي اضطر لإلغاء زيارته إلى بروكسل خوفاً من الاعتقال لعدم تمتعه بأية حصانة دبلوماسية، كما تقدمت برفع دعوى ضد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، متهمة إياه بالتورط المباشر في جرائم حرب. وفي فبراير (شباط) الماضي، قدمت طلباً إلى المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق قائد الفرقة "252" في الجيش الإسرائيلي العميد يهودا فاخ بسبب تورطه في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في "ممر نتساريم"، بحسب ادعاء المؤسسة.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يرى المتخصص في الشأن السياسي الإسرائيلي فايز عباس، أن النشاط القانوني غير المسبوق الذي تتخذه مؤسسة "هند رجب" بات يشكل هاجساً لكثير من الإسرائيليين الذين يشعرون بأنهم مطاردون في كل مكان.
ويشير المحامي الفلسطيني خالد زبارقة، إلى أن "التغيرات القانونية التي جرت في دول عدة حول العالم، بخاصة الأوروبية، لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب أسهمت بشكل أو بآخر في تشجيع المؤسسات المؤيدة للفلسطينيين على مزيد من التحركات القانونية، خصوصاً بعد أن أعطيت صلاحيات للقضاء المحلي للنظر في القضايا التي تتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
تدمير الأدلة
بسبب سعيها لاعتقال مسؤولين وجنود إسرائيليين يسافرون إلى الخارج بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة، أثارت مؤسسة "هند رجب" جدياً حالاً من الفزع في إسرائيل أخيراً، ما دفع الجيش لتثبيت قواعد جديدة لوسائل الإعلام من شأنها إخفاء هويات جميع الجنود المشاركين في الحرب لحمايتهم من الملاحقة والاعتقال، إذ إن إجراء أية مقابلة مع ضباط تحت رتبة عميد باتت تستوجب إخفاء الوجوه أو إظهارهم من الخلف وإخفاء اسمهم الكامل، وبخاصة أولئك الذين يحملون جنسية أجنبية لأنهم معرضون لخطر أكبر بالملاحقة القضائية إذا سافروا إلى الخارج.
كما اشترط الجيش وفق القواعد الجديدة، ألا يتم الربط بين الجنود الذين تتم مقابلتهم بحادثة قتالية محددة، في حين سيُسمح للضباط الكبار فوق رتبة عميد، أو الضباط الذين تم الكشف عن أسمائهم بالفعل، بإظهار وجوههم وأسمائهم الكاملة في المقابلات، شريطة أن يقوم أعضاء قسم القانون الدولي في النيابة العسكرية الإسرائيلية بتوجيه الضباط للمقابلة مع وسائل الإعلام، كما يتعين على متخذي اللقطات والمصورين ووسائل الإعلام الحصول على موافقة من قبل الرقابة العسكرية وقسم أمن المعلومات في الجيش قبل النشر.
وأصدرت القيادة العسكرية أوامر للجنود والضباط بحذف أية صور أو مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قد توثق مشاركتهم في الحرب على غزة، في محاولة للحد من الأدلة التي قد تُستخدم ضدهم قانونياً.
وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يبذل جهوداً كبيرة لمنع جنوده من مشاركة محتوى غير مصرح به من المنشورات عبر الإنترنت، حيث ظلت الظاهرة منتشرة على نطاق واسع حتى الشهر الـ15 من الحرب.
وفي إطار مواجهة الجهود القانونية التي تخوضها مؤسسة "هند رجب"، استعانت إسرائيل بمجموعة من الخبراء القانونيين لتقييم ودراسة المخاطر القضائية المتوقعة التي قد تطاول جنودها ومسؤوليها في الخارج، كما بادرت وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارات أخرى إلى إنشاء قسم مختص لمواجهة الملاحقات القانونية للجنود. وبحسب موقع "واينت" الإسرائيلي، فإن ضغوطاً إسرائيلية كانت سبب إلغاء مشاركة مؤسسة "هند رجب" بمؤتمر عقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن الشهر الماضي.
تأييد الإرهاب
من جانبها، أصدرت وزارة الشتات الإسرائيلية مطلع العام الجاري تقريراً من 12 صفحة، يحتوي على اتهامات ضد القائمين على المؤسسة بدعوى دعمهم لما وصفته إسرائيل بــ "الإرهاب"، ومحاولة ربطهم بفصائل مسلحة مثل "حماس" و"حزب الله". بل وذهبت للادعاء بتأييدهم هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة. وقال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي في تصريح مخاطباً المؤسسة "ينشطون في نشر معاداة السامية والتحريض على الكراهية ضد إسرائيل في جميع أنحاء أوروبا". وعمد الكنيست الإسرائيلي الشهر الماضي، إلى إقرار قوانين لحماية جنوده ومسؤوليه، تضمنت منع منح تأشيرات دخول لأي فرد أو منظمة تدعم مقاطعة إسرائيل أو تقدم أدلة ضدها في المحاكم الدولية.
ووفقاً لما رصدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد غيرت مؤسسة "هند رجب" تكتيكاتها في الآونة الأخيرة، وباتت تتجنب نشر أسماء الجنود المستهدفين لزيادة فرص نجاح الإجراءات القانونية.
في المقابل، أكد مدير المؤسسة دياب أبو جهجه في منشور له على منصة "إكس"، أنه سيواصل السعي لتحقيق العدالة ضد الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب في غزة، و"عازم على مواصلة هذا المسعى على رغم الصعوبات". مردفاً "لا يمكن العودة إلى الوراء، والعدالة من خلال الأطر القانونية الدولية والوطنية هي الطريق الوحيد للمضي قدماً، من أجل الضحايا الفلسطينيين".
تحقيقات أولية
وفي حين ينفي الجيش الإسرائيلي صلته بحادثة هند رجب، مؤكداً أن التحقيقات الأولية لم تشر إلى وجود قوات تابعة له بالقرب من مكان مقتل الطفلة وأسرتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن تحقيقاً أجرته توصل إلى وجود مركبات مدرعة إسرائيلية في منطقة الحادثة على عكس ادعاءات الجيش الإسرائيلي.
كما نشرت مجموعة Forensic Architecture في جامعة "غولد سميث" في لندن، تحقيقاً مفصلاً بعد ما يقرب من خمسة أشهر على الحادثة، أشار إلى وجود 335 ثقباً للرصاص في الجزء الخارجي من السيارة، كما خلص تحليل مكالمة هاتفية لإحدى قريبات هند كانت بجوارها أثناء الحادثة إلى إطلاق 64 طلقة نارية في ست ثوان فقط، وهو ما يتوافق فقط مع الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل، حيث تقدّر المجموعة أن الدبابة الإسرائيلية كانت على بعد ما بين 13 و23 متراً من السيارة. وكتبوا في التحقيق "على هذا القرب، ليس من المعقول أن مطلق النار لم يتمكن من رؤية أن السيارة كان يستقلها مدنيون، بما في ذلك الأطفال".
وسط كل تلك الاتهامات، قالت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية أخيراً، إن الحادثة تم تسليم ملفها إلى آلية تقييم تقصي الحقائق التابعة لهيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، وهي هيئة مستقلة مسؤولة عن التحقيق في الحوادث غير العادية وسط الحرب. في حين أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم سوى 15 لائحة اتهام ضد جنود يُشتبه في ارتكابهم انتهاكات أثناء الحرب، ومعظمها يتعلق بحالات سرقة، من دون أية تهم تتعلق بقتل معتقلين أو مدنيين فلسطينيين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«تيليغرام» الروسي في مرمى النيران.. فيتنام تأمر بحجب التطبيق
«تيليغرام» الروسي في مرمى النيران.. فيتنام تأمر بحجب التطبيق

عكاظ

timeمنذ 15 ساعات

  • عكاظ

«تيليغرام» الروسي في مرمى النيران.. فيتنام تأمر بحجب التطبيق

تابعوا عكاظ على في قرار مفاجئ، أصدرت وزارة التكنولوجيا الفيتنامية تعليمات لمقدمي خدمات الاتصالات في البلاد بحجب تطبيق المراسلة الروسي «تيليغرام»، متهمة إياه بعدم التعاون في مكافحة الأنشطة الإجرامية التي يُزعم أن مستخدميه يرتكبونها داخل فيتنام. ونقلت وكالة رويترز عن وثيقة حكومية بتاريخ 21 مايو، أن وزارة التكنولوجيا الفيتنامية أمرت شركات الاتصالات باتخاذ إجراءات فورية لحجب التطبيق، مع إلزامها بتقديم تقرير عن الإجراءات المتخذة بحلول 2 يونيو القادم. ويعد «تيليغرام»، الذي أسسه الروسي بافيل دوروف، تطبيق مراسلة مشفراً يضم أكثر من مليار مستخدم نشط شهريًا عالميًا، ويُعتبر من أكثر التطبيقات تحميلًا في العالم، ويتميز التطبيق بمستوى عالٍ من الخصوصية والتشفير، مما جعله منصة مفضلة للتواصل الآمن، ولكنه أيضًا جذب انتباه السلطات في دول عدة بسبب استخدامه في أنشطة غير قانونية. وأشارت تقارير الشرطة في فيتنام، التي يستخدم فيها حوالى 12 مليون التطبيق، إلى أن 68% من القنوات والمجموعات على تيليغرام، التي يبلغ عددها حوالى 9,600، تنتهك القوانين المحلية، وتشمل هذه الانتهاكات الاحتيال، الاتجار بالمخدرات، وأنشطة يُشتبه في ارتباطها بالإرهاب. أخبار ذات صلة وجاء القرار الفيتنامي بناءً على توجيهات من إدارة الأمن الإلكتروني، التي أكدت أن تيليغرام رفض مشاركة بيانات المستخدمين مع السلطات عند الطلب في إطار التحقيقات الجنائية، هذا الرفض أثار مخاوف الحكومة الفيتنامية، التي ترى أن التطبيق يوفر بيئة خصبة للأنشطة الإجرامية بسبب سياسات الخصوصية الصارمة التي يتبناها. ويأتي هذا القرار في ظل ارتفاع ملحوظ في الجرائم الإلكترونية، إذ أفادت تقارير بزيادة بنسبة 53% في الأنشطة الإجرامية عبر تيليغرام، بما في ذلك عمليات الاحتيال وسرقة الحسابات، يُضاف إلى ذلك تقرير للأمم المتحدة أشار إلى استخدام عصابات الجريمة المنظمة في جنوب شرق آسيا تيليغرام في الاحتيال بالعملات المشفرة وغسيل الأموال. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

روسيا وأوكرانيا تتبادلان 307 أسرى عقب هجوم هائل على كييف
روسيا وأوكرانيا تتبادلان 307 أسرى عقب هجوم هائل على كييف

Independent عربية

timeمنذ 16 ساعات

  • Independent عربية

روسيا وأوكرانيا تتبادلان 307 أسرى عقب هجوم هائل على كييف

أصيب ما لا يقل عن 15 شخصاً بجروح في هجوم كثيف شنته روسيا بواسطة مسيّرات وصواريخ على كييف صباح اليوم السبت، فيما أجرى الطرفان المتحاربان المرحلة الثانية من عملية تبادل أسرى قياسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا اليوم 307 أسرى حرب من كل جانب، في اليوم الثاني من أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وأوضحت الوزارة في بيان "أعيد 307 عسكريين روس من الأراضي الواقعة تحت سيطرة نظام كييف. في المقابل، سُلم 307 أسرى حرب أوكرانيين". بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 307 من الجنود الأوكرانيين عادوا إلى ديارهم في عملية التبادل. وتعليقاً على الهجوم، رأى الرئيس الأوكراني أن وحدها عقوبات دولية إضافية من شأنها إجبار موسكو على القبول بوقف إطلاق النار، مضيفاً على "إكس" أن "سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو". وفي الساعات الأولى من الصباح الباكر، رأى شهود من "رويترز" وسمعوا أزيز موجات متتالية من الطائرات المسيرة تحلق فوق كييف، وهزت المدينة سلسلة من الانفجارات. كما تردد في العاصمة صدى أصوات البطاريات المضادة للطائرات وهي تحاول إسقاط المسيرات. وأظهرت صور التقطها مصورو "رويترز" وهجاً برتقالياً مشوباً بالحمرة يضيء المدينة بينما يتصاعد الدخان في الأفق. وفي الطابق العلوي بأحد المباني السكنية، اندفع الدخان وألسنة اللهب من شرفة بينما حاولت فرق الإطفاء الاقتراب. وقالت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية في منشور على تطبيق "تيليغرام" اليوم، إن 15 شخصاً في الأقل أصيبوا في واحدة من كبرى هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية حتى الآن على المدينة. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 14 صاروخاً باليستياً على البلاد خلال الليل، إضافة إلى 250 طائرة مسيرة بعيدة المدى، وأضافت أن كييف كانت الهدف الرئيس لتلك الهجمات. وأكدت القوات الأوكرانية إسقاط ستة صواريخ و245 مسيرة هجومية روسية من طراز "شاهد" خلال الليل. وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو إن المدينة تعرضت لهجوم مشترك بطائرات مسيرة وصواريخ. وجاء في منشور لكليتشكو على "تيليغرام"، "انفجارات في العاصمة. تم تفعيل الدفاعات الجوية. المدينة والمنطقة تتعرض لهجوم مركب يشنه العدو". وأطلقت القوات الجوية الأوكرانية تحذيراً من صواريخ باليستية متجهة نحو العاصمة. وأشار رئيس البلدية والإدارتان العسكرية والمدنية في كييف إلى اندلاع حرائق عدة وسقوط حطام صواريخ ومسيّرات على أبنية في عدد كبير من أحياء المدينة. وقال مسؤولون إن وحدات مضادة للطائرات انتظمت في التصدي للهجوم. وقال شهود من "رويترز" إن طائرات مسيرة حلقت فوق المدينة التي هزتها سلسلة من الانفجارات. في المقابل، قال الجيش الروسي إن أوكرانيا استهدفت الأراضي الروسية بواسطة 788 مسيّرة وصاروخاً منذ الثلاثاء الماضي، أسقط 776 منها. رجال الإطفاء بالقرب من مبنى اشتعل فيه حريق جراء القصف الروسي على كييف (رويترز) أكبر عملية تبادل للأسرى أتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا أمس الجمعة تبادلاً قياسياً للأسرى ينبغي أن يشمل "1000 أسير" من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المحادثات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول في منتصف مايو (أيار) الجاري. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل أمس 270 عسكرياً و120 مدنياً من كل جانب، ومن المقرر إجراء المرحلتين المقبلتين اليوم وغداً الأحد. في منطقة تشيرنيغيف التي اقتيد إليها الأوكرانيون المفرج عنهم من جانب الروس، كان مئات الأشخاص، غالبيتهم من النساء، بانتظارهم وهم يحملون لافتات وصوراً، وفق ما أفاد أحد صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية، والبعض كان يصرخ ويبكي، وقد رحبوا مهللين بالحافلات التي امتلأت برجال بدت عليهم النحالة. وعندما خرج الأسرى السابقون من الحافلات وقد لفوا أكتافهم بأعلام أوكرانية، سارعت العائلات إلى ملاقاتهم وقد حمل بعضهم صور أقارب علّ المحررين يتعرفون إليهم. وتعطي روسيا معلومات قليلة جداً عن مصير الأسرى الأوكرانيين وتحمل كل عملية تبادل مفاجآت، وفق ما قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته، وأضاف "تتضمن كل عملية تبادل أشخاص لم نسمع عنهم شيئاً. يعيدون أحياناً أشخاصاً كانوا على قائمة المفقودين أو الذين اعتبروا في عداد القتلى". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) روسيا تعمل على مسودة اتفاق سلام سياسياً قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة إن بلاده ستكون مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط موسكو لإبرام اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية. وأضاف لافروف في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو ملتزمة بالعمل على التوصل إلى تسوية سلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع كييف. كما اتهم أوكرانيا بشن هجمات بطائرات مسيرة على مدى أيام عدة على أهداف روسية، مما أسفر عن سقوط قتلى وتعطيل حركة الملاحة الجوية. وأشار إلى أن دولاً أوروبية شجعت كييف على شن هذه الهجمات لتقويض جهود السلام التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال لافروف "نحن ملتزمون التوصل إلى تسوية سلمية ومنفتحون دائماً على المحادثات، واسمحوا لي أن أؤكد التزامنا الاتفاقات التي جرى التوصل إليها أخيراً في إسطنبول". وأضاف "نعمل بنشاط على الجزء الثاني من الاتفاقات، والذي ينص على قيام كل جانب بإعداد مسودة وثيقة تحدد الشروط اللازمة للتوصل إلى اتفاق موثوق وطويل الأمد في شأن التسوية". وتابع "بمجرد الانتهاء من تبادل أسرى الحرب، سنكون مستعدين لتسليم الجانب الأوكراني مسودة هذه الوثيقة التي يعمل الجانب الروسي الآن على استكمالها". وقال لافروف إن زيادة الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة هي "نتيجة مباشرة" للدعم الذي قدمته دول بالاتحاد الأوروبي لأوكرانيا التي زار قادتها كييف خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف المسؤول الروسي في إشارة إلى الدول الأوروبية "نحن على يقين من أنهم سيحاسبون على نصيبهم من المسؤولية عن هذه الجرائم". وتابع "من الواضح أن هذه محاولة لعرقلة محادثات السلام وتقويض التقدم المحرز في إسطنبول عقب الاتفاقات بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، وسنواصل هذا العمل مهما كانت الاستفزازات". وكانت وزارة الخارجية الروسية توعدت في وقت سابق بالرد على الهجمات. تحطم هليكوبتر في أوريول الروسية من ناحية أخرى ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلاً عن المنطقة العسكرية في موسكو أن طائرة هليكوبتر تحطمت أمس الجمعة قرب بلدة ناريشكينو في منطقة أوريول الروسية، مما أسفر عن مصرع طاقمها. وأضافت الوكالة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سبب تحطم الطائرة هو خلل فني. وقال حاكم منطقة أوريول أندريه كليتشكوف عبر قناته على "تيليغرام" إن الحادثة لم تسفر عن وقوع قتلى أو مصابين بين السكان المحليين، وإن فرق الإطفاء تعمل في مكان الحادثة.

استطلاع: أغلبية الإسرائيليين يؤيدون تهجير سكان غزة وتصاعد التأييد للعنف ضدّ المدنيين
استطلاع: أغلبية الإسرائيليين يؤيدون تهجير سكان غزة وتصاعد التأييد للعنف ضدّ المدنيين

صحيفة سبق

timeمنذ 18 ساعات

  • صحيفة سبق

استطلاع: أغلبية الإسرائيليين يؤيدون تهجير سكان غزة وتصاعد التأييد للعنف ضدّ المدنيين

كشفت نتائج استطلاع رأي أجرته جامعة "بن ستيت" الأميركية في ولاية بنسلفانيا، ونشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن تصاعدٍ حادٍ في تأييد الرأي العام الإسرائيلي سياسات التهجير القسري بحق الفلسطينيين، ولا سيما في قطاع غزة. وبحسب الاستطلاع، فإن 82% من الإسرائيليين باتوا يؤيدون ترحيل الفلسطينيين من غزة، وهي نسبة تضاعفت تقريباً مقارنة باستطلاعٍ مماثلٍ أُجري عام 2003، الذي بلغت فيه نسبة التأييد 45%. كما أظهر الاستطلاع أن 56% من المستطلعة آراؤهم يدعمون تهجير الفلسطينيين من داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بعدما كانت النسبة قبل عقدين 31% فقط. وتضمن الاستطلاع مؤشرات مُثيرة للقلق حول التصورات العنيفة لدى قطاعات من المجتمع الإسرائيلي، حيث قال 47% إنهم يؤيدون تكرار ما يُعرف بـ"مجزرة أريحا التوراتية" في حال اقتحام المدن الفلسطينية، وهي إشارة رمزية إلى الإبادة الجماعية بحسب الموروث الديني. كما أظهر الاستطلاع أن 69% من الإسرائيليين العلمانيين يؤيدون التهجير الجماعي لغزة، فيما أقرّ 31% بشرعية الإبادة الجماعية كسلوكٍ مبرّر. وفي سياقٍ متصل، أظهر استطلاعٌ آخر نشرته القناة 12 الإسرائيلية، أن أكثر من نصف الإسرائيليين (55%) يعتقدون أن الهدف الأول لسياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو البقاء في منصبه، وليس استعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وهو ما أيّده 36% فقط من المشاركين. وأشار الاستطلاع كذلك إلى أن 53% يرون أن الدوافع السياسية تقف خلف عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، مقابل 38% أرجعوا الأمر لأسبابٍ موضوعية. وعبّر نصف المشاركين عن تخوفهم من احتمال إلغاء الانتخابات العامة المقررة في 2026، تحت ذريعة استمرار حالة الطوارئ. ووفق "الجزيرة"، تأتي هذه المؤشرات في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، الذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط دعم أميركي سياسي وعسكري غير مشروط لإسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store