
أوجلان يدعو إلى «تحول كبير» في علاقة الأتراك والأكراد
وقال أوجلان، في رسالة نقلها وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، والذي زاره في محبسه في سجن إيمرالي، الأحد، إن هناك حاجة إلى «تحول كبير» لإصلاح العلاقات بين الأتراك والأكراد بعد قرار الحزب حل نفسه وإلقاء أسلحته.
وبحسب ما نقلت نائبة حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، بروين بولدان، التي زارت أوجلان رفقة محاميه أوزغور إيرول، قال أوجلان إن «ما نقوم به ينطوي على تحول كبير... العلاقة التركية - الكردية أشبه بعلاقة أخوية مقطوعة. يتقاتل الإخوة والأخوات، لكنهم لا يستطيعون العيش من دون بعضهم».
ودعا أوجلان (76 عاماً)، القابع في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في جنوب بحر مرمرة غرب تركيا، والواقع على بعد 51 كيلومتراً من مدينة إسطنبول، إلى اتفاق جديد «قائم على مفهوم الأخوة»، مضيفاً: «يجب أن نزيل كل الفخاخ وحقول الألغام التي تفسد هذه العلاقة، وإصلاح الطرق والجسور المقطوعة».
النائبة الكردية بروين بولدان متحدثة عقب زيارة أوجلان في محبسه (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)
وفي ندائه الأول الذي أطلقه أوجلان في 27 فبراير، والذي عنونه بـ«دعوة إلى السلام ومجتمع ديمقراطي»، تحدث أوجلان عن عوامل أدت إلى تفتيت وحدة الأتراك والأكراد، قائلاً إن «الحداثة الرأسمالية استهدفت خلال القرنين الماضيين تفتيت هذا التحالف»، وركز على دور للدولة والبرلمان والأحزاب السياسية في تحقيق دعوته.
وبدأ وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الاثنين، ضم الرئيسين المشاركين للحزب تولاي حاتم أوغللاري وتونجر باكيرهان، والمتحدثة باسم الحزب عائشة غل دوغان، جولة ثانية على الأحزاب الممثلة في البرلمان، بدأها من حزب «الديمقراطية والتقدم» حيث التقى رئيسه علي بابا جان.
وسبق أن قام الحزب بجولة أولى على الأحزاب في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد أول لقاء له مع أوجلان في 28 ديسمبر (كانون الأول).
بابا جان خلال لقائه وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» الاثنين (إكس)
وقالت أنقرة إنها ستراقب عملية نزع سلاح حزب «العمال الكردستاني». في المقابل، يتوقع المراقبون أن تظهر الحكومة التركية انفتاحاً متجدداً تجاه الأكراد.
ومن غير المرجح أن يطلق سراح عبد الله أوجلان؛ لأن حياته قد تكون مهددة، لكن من المرجح أن «تخفّف» ظروف سجنه، بحسب مسؤولين.
وجاءت الجولة الجديدة غداة الزيارة الخامسة التي قام بها وفد الحزب لأوجلان، الأحد، في مؤشر على انطلاق حراك سياسي يهدف إلى توافق على الخطوات التالية لإعلان حزب «العمال الكردستاني» في 12 مايو (أيار) الحالي حل نفسه وإلقاء أسلحته استجابة لدعوة أوجلان.
وفد «إيمرالي» أثناء مؤتمر صحافي عقب إطلاق أوجلان دعوته لحل «العمال الكردستاني» في 27 فبراير (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)
وأطلق أوجلان دعوته في 27 فبراير استجابة لمبادرة «تركيا خالية من الإرهاب» التي أطلقها رئيس حزب «الحركة القومية» الشريك الرئيسي لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدعم من الرئيس رجب طيب إردوغان، وطالب من خلالها أوجلان بإطلاق دعوة لحل حزب «العمال الكردستاني» وإلقاء أسلحته.
وشدد إردوغان، السبت، على ضرورة تنفيذ القرار الخاص بحل حزب «العمال الكردستاني» الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته.
وقال إن تركيا تجري محادثات مع الحكومة العراقية ومع سلطات إقليم كردستان العراق بشأن تفاصيل كيفية تسليم المسلحين الأكراد أسلحتهم.
ويتمسك حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» بتخفيف عزلة أوجلان في سجن إيمرالي والسماح له بحرية الحركة ولقاء الصحافيين وممثلي الأحزاب والمنظمات المدنية، وحزمة تعديلات قانونية تسمح بالإفراج عن السجناء من عناصر حزب «العمال الكردستاني» المرضى وكبار السن، وتعديل بعض مواد قانونَي تنفيذ الأحكام ومكافحة الإرهاب.
ويطالب الحزب كذلك بالإفراج عن السجناء السياسيين، وفي مقدمتهم الرئيسان المشاركان لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ، وبتعديلات دستورية تعزز الديمقراطية وحقوق الأكراد.
مسلحون من «العمال الكردستاني» في شمال العراق (إعلام تركي)
وتتعامل الحكومة التركية بنهج حذر تجاه العملية الجارية عقب إعلان حزب «العمال الكردستاني» حل نفسه، وقالت إنها ستراقب، من كثب، عملية نزع أسلحته.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن العمليات العسكرية في مناطق حزب «العمال الكردستاني» (في شمال العراق) ستستمر حتى التأكد من تطهيرها وزوال خطره بتنفيذ قرار حله وتسليم أسلحته.
ومن غير المرجح أن يطلق سراح عبد الله أوجلان الذي يطالب أيضاً بالبقاء في «إيمرالي» مع تخفيف ظروف سجنه، بعد مرور 26 عاماً على بقائه في الحبس الانفرادي، ضمن عقوبة السجن المشدد مدى الحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
وفاة 5 جنود أتراك اختناقاً بغاز الميثان داخل كهف بشمال العراق
أعلنت وزارة الدفاع التركية أن خمسة عسكريين لقوا حتفهم بسبب تسممهم بغاز الميثان خلال عملية في كهوف بشمال العراق الأحد. ووقعت الحادثة بينما كان العسكريون يبحثون عن رفات جندي قُتل في المنطقة في مايو (أيار) 2022، ولم يعثر على جثته حتى الآن. وكانت تركيا تنفذ آنذاك عملية تهدف إلى القضاء على مسلحي "حزب العمال الكردستاني" المحتمين في كهوف على طول الحدود. وقالت وزارة الدفاع إنه "أثناء عملية في كهف على ارتفاع 852 متراً، معروف أنه كان يستخدم سابقاً كمستشفى.. تعرّض 19 من رجالنا لغاز الميثان". وأضافت أنه تم إنقاذهم على الفور، لكن خمسة منهم لقوا حتفهم. تزامن ذلك مع زيارة أجراها وفد من "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" المؤيد للأكراد في تركيا إلى مؤسس "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان الأحد في إطار مسار السلام الجاري مع الحكومة التركية. وقال الوفد الكردي إن "هذا الحادث أحزن أوجلان وأحزننا جميعاً بشدة"، وأضاف أنه قدم "تعازيه لأسر الضحايا وأقربائهم". أعلن "حزب العمال الكردستاني"، الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية" حلّ نفسه في 12 مايو (أيار) الماضي، بعد أكثر من أربعة عقود من العنف الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 ألف شخص، استجابة لدعوة وجهها زعيمه التاريخي المسجون منذ عام 1999. ويُعد الصراع بين تركيا و"حزب العمال الكردستاني" أحد أطول النزاعات المسلحة المستمرة حتى اليوم. ومنذ عقود، تسعى الحركة القومية الكردية إلى إقامة دولة مستقلة في المناطق ذات الغالبية الكردية، والتي تشمل أجزاء من تركيا وإيران والعراق وسوريا.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
غاز قاتل ينهي حياة 5 جنود أتراك في كهف جبلي.. ماذا حدث؟
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم (الأحد) مقتل خمسة من جنودها وإصابة 14 آخرين إثر تعرضهم لتسمم بغاز الميثان أثناء عملية بحث في أحد الكهوف بمنطقة «عملية المخلب - القفل» شمال العراق، حيث كانت القوات التركية تبحث عن جثمان ضابط مشاة قُتل في هجوم نفذته عناصر حزب العمال الكردستاني في مايو 2022، عندما تعرض 19 جندياً للغاز السام، الذي يتسبب في الاختناق عند تراكمه بكثافة عالية. وأوضحت الوزارة في بيانها أن الجنود نُقلوا على الفور إلى المستشفى، لكن خمسة منهم فارقوا الحياة رغم الجهود الطبية المبذولة، فيما يستمر علاج المصابين الآخرين، مؤكدة أن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية في المنطقة. ولم تكشف الوزارة عن الموقع الدقيق للحادث، مشيرة فقط إلى أنه وقع ضمن منطقة «عملية المخلب - القفل»، التي أطلقتها تركيا في أبريل 2022 لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني. ووفقاً لبيان وزارة الدفاع التركية، كانت الوحدة العسكرية تجري عملية تمشيط في كهف جبلي يقع على ارتفاع 852 متراً، كان يُستخدم سابقاً كمستشفى ميداني من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني قبل أن تطهّره القوات التركية، وخلال البحث عن جثمان الضابط القتيل، تعرض الجنود لتركيز عالٍ من غاز الميثان، وهو غاز عديم اللون والرائحة، يصبح قاتلاً عند استنشاقه بكميات كبيرة بسبب تسببه في نقص الأكسجين. وأعربت الرئاسة التركية عن تعازيها لأسر الجنود القتلى، واصفة إياهم بـ«الأبطال الشهداء»، وتعهدت بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وأشار بيان الرئاسة إلى أن الحادث وقع نتيجة تراكم الغاز في الكهف، ما أدى إلى الإصابات المأساوية. وأطلقت تركيا عملية «المخلب - القفل» في أبريل 2022 لاستهداف معاقل حزب العمال الكردستاني في مناطق متينا، هاكورك، غارا، وقنديل شمال العراق، وتهدف العملية إلى تدمير ملاجئ ومستودعات الذخيرة التابعة للحزب، الذي تصنفه تركيا وعدد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منظمة إرهابية. وقد أسفرت العملية عن إنشاء عدة قواعد عسكرية تركية في محافظة دهوك، رغم احتجاجات الحكومة العراقية التي ترى أن هذه العمليات تنتهك سيادتها. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 4 ساعات
- صحيفة سبق
حرائق ضخمة تلتهم ريف اللاذقية لليوم الرابع.. و10 آلاف هكتار تحت اللهب
تواصل فرق الإطفاء في سوريا جهودها لليوم الرابع على التوالي لمواجهة حرائق واسعة اجتاحت ريف اللاذقية منذ يوم الخميس، وسط دعم ميداني من تركيا والأردن. وأدت الحرائق إلى تدمير قرابة 10 آلاف هكتار من الغابات، وفق ما أعلنه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، الذي أكد أن النيران امتدت عبر 28 موقعاً بطول 20 كيلومترًا، ما تسبب في قطع الطرق وإخلاء الآلاف من منازلهم، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من المناطق. ويشارك أكثر من 80 فريقاً من الدفاع المدني ووزارة الزراعة وهيئات حكومية أخرى في جهود الإطفاء، مدعومين بـ160 آلية إطفاء و12 معدّة هندسية ثقيلة.