
هل يمزق ماضي ترمب وإبستين إمبراطورية مردوخ؟
أثار السبق الصحافي الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" حول الرسالة المزعومة من دونالد ترمب إلى جيفري إبستين ضجة وطنية، لكن قناة "فوكس نيوز" لم تغطه، ما يعكس التباين الواضح في التغطية بين مؤسستين إعلاميتين مملوكتين لمردوخ.
ويلفت "أكسيوس" إلى أن هذا التباين يكشف كيف تخدم ذراعا مردوخ الإعلاميتان جمهورين مختلفين في حين تصبان في النهاية في مصلحة مالية واحدة. ويقاضي ترمب حالياً صحيفة "وول ستريت جورنال" ومردوخ شخصياً، معرباً عن استيائه من التغطية التي تلقاها في هذه القضية، لكنه يبدو عاجزاً عن وقف واحدة من أنجح وأكثر الاستراتيجيات الإعلامية تفرداً في عالم الأعمال.
ومنذ تولي ترمب منصبه عام 2017 تضاعفت قيمة أسهم شركة "نيوز كورب" أكثر من مرتين، بينما ارتفعت أسهم "فوكس كورب" التي بدأت التداول بصورة مستقلة عام 2019 بعد استحواذ "ديزني" على شركة " st Century Fox21" بنسبة 39 في المئة. وتظهر هذه الأرقام كيف أن ولاء مردوخ لأهدافه التجارية كان مفيداً ومضراً لترمب في آنٍ معاً، فمن جهة، شكلت العلاقة التبادلية بين ترمب وقناة "فوكس نيوز" ركيزة أساسية في حملته الانتخابية واستراتيجيته في الحكم، ومن جهة أخرى لم يحصل على معاملة تفضيلية من صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي واصلت نشر تقارير نقدية في شأنه.
هل هناك ما يكفي أمام ترمب لمعاقبة مردوخ؟
وأحال متحدث باسم قناة "فوكس" موقع "أكسيوس" إلى تغطية الشبكة لملف إبستين بصورة عامة. وفي الأمثلة التي شاركتها "فوكس"، تبين أن قليلاً منها فقط أشار إلى سبق صحيفة "وول ستريت جورنال"، وتركزت هذه الإشارات على دعوى ترمب القضائية أو على مزاعمه بأن الرسالة مزورة.
ولم ترد الصحيفة على طلب التعليق من "أكسيوس". وكانت رئيسة التحرير إيما تاكر صرحت سابقاً بأن الصحيفة "اعتادت على أن يتلاعب بها من قبل الرؤساء التنفيذيين وأصحاب النفوذ رداً على تقاريرها الصحافية".
ويذكر موقع "أكسيوس" أن الخيارات المتاحة أمام ترمب لمعاقبة مردوخ بسبب تغطية لا تروق له تبقى محدودة.
ونظراً إلى أن "فوكس نيوز" ليست شبكة بث تقليدية، فإن الخيارات التنظيمية المتاحة للرئيس للرد على الشبكة عندما تخرج عن خطه السياسي تكون محدودة للغاية، علاوة على أن اعتماد إدارة ترمب على الشبكة لإيصال رسائلها إلى شريحة واسعة من المحافظين يجعل من غير المجدي دعوة قاعدته "ماغا" (حملة ترمب: اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) لمقاطعتها.
صحيح أن شركة "نيوز كورب" تحتاج أحياناً إلى موافقات تنظيمية لإبرام صفقات صغيرة، لكن أياً من هذه الصفقات لم يكن بحجم كافٍ لتهديد أعمال الشركة بصورة جوهرية حتى لو قرر ترمب استهدافها.
وفي حين أن غالبية الجمهوريين يحصلون على أخبارهم من "فوكس نيوز"، فإن صحيفة "وول ستريت جورنال" تقرأ من قبل الطرفين على حد سواء، وفقاً لمسح حديث أجراه مركز "بيو للأبحاث".
في واقع الأمر تصب هذه الديناميكية في مصلحة روبرت مردوخ، أحد أنجح رجال الأعمال المولودين خارج الولايات المتحدة في تاريخها. أثبت ترمب اعتماده الكبير على شبكة "فوكس نيوز"، إلى درجة أنه على رغم مهاجمته لها بسبب إعلانها فوز جو بايدن في انتخابات 2020، استمر في استخدامها كمنصة رئيسة لحملته الانتخابية لعام 2024. وظهر ترمب على شاشة "فوكس نيوز" نحو 20 مرة خلال الانتخابات العامة العام الماضي، بين أغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
هل تكيفت "وول ستريت جورنال" مع ما يحدث؟
ولا تزال نسب مشاهدة "فوكس نيوز" تتفوق على باقي قنوات الأخبار الأميركية، بل إن الفجوة بينها وبين منافسيها اتسعت منذ انتخابات 2024، وجذبت الشبكة أكثر من 200 معلن جديد إلى منصتها منذ تلك الانتخابات. وفي المقابل، تمكنت صحيفة "وول ستريت جورنال" من التكيف مع فترة شديدة الاستقطاب بالنسبة إلى الصحافة الوطنية، إذ زادت قاعدة مشتركيها الرقميين بأكثر من 3 ملايين منذ عام 2016، والخلاصة هي أن ولاء مردوخ لأهدافه التجارية على أيديولوجية الإدارة يجعل من الصعب على ترمب السيطرة عليه.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استفاد ترمب ومردوخ من علاقتهما، إذ قدم ترمب محتوى ونسب مشاهدة لصحيفة "نيويورك بوست" التابعة لمردوخ ولشبكة "فوكس نيوز" التي تروج بصورة مستمرة للرئيس وحركته السياسية، لكن بين الرجلين تاريخ معقد.
كان مردوخ متشككاً في ترشح ترمب الأول للرئاسة، وعندما أعلن ترمب ترشحه في يونيو (حزيران) 2015، وهاجم المكسيكيين بوصفهم "مغتصبين"، نشر مردوخ نداءً على وسائل التواصل الاجتماعي يطالب فيه ترمب بالتوقف عن استخدام هذا الخطاب. كتب مردوخ في "تويتر" آنذاك، "متى سيتوقف دونالد ترمب عن إحراج أصدقائه، ناهيك بإحراج البلد بأكمله؟". وشجع عمدة نيويورك السابق، الملياردير مايك بلومبيرغ، في يناير (كانون الثاني) 2016 على التفكير في خوض السباق كرئيس مستقل.
لكن مع تصدر ترمب ميدان الجمهوريين ذلك العام، اضطر مردوخ إلى التعامل مع قوة سياسية جديدة خارجة عن نطاق نفوذه، ومن أول مناظرة للحزب الجمهوري عندما وجهت نجمة "فوكس نيوز" آنذاك ميغين كيلي سؤالاً حاداً لترمب حول معاملته للنساء، وجدت إمبراطورية مردوخ الإعلامية نفسها كثيراً ما تستخف بقبضة ترمب على جمهورها. وكانت شبكة "فوكس نيوز" تدار في ذلك الوقت بواسطة المؤسس المشارك الراحل للشبكة الذي لعب دوراً محورياً في تشكيل الحزب الجمهوري الحديث روجر آيلز الذي دافع في البداية عن كيلي شخصية البرنامج الرئيس، وفي النهاية وقف جمهور "فوكس نيوز" إلى جانب ترمب ضد الشبكة.
ما طبيعة العلاقة بين ترمب ومردوخ؟
وعلى مدى مسيرة الرئيس دونالد ترمب السياسية لعب روبرت مردوخ دور الناقد والمشجع في آنٍ واحدٍ. وكان هدفاً لتقلبات ترمب المتكررة، وفي الوقت نفسه مستفيداً رئيساً من نفوذه، لكن الدعوى القضائية الأخيرة التي رفعها ترمب ضد صحيفة "وول ستريت جورنال" المملوكة لمردوخ تضع العلاقة المعقدة والمربحة للطرفين على المحك.
وقال مردوخ لشركائه "أنا في الـ94 من عمري، ولن أخضع للترهيب"، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على تعليقه تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم لم يصرح لهم بنقل المحادثة الخاصة.
وتمثل شكوى ترمب التي تعد الأحدث في سلسلة من الدعاوى القضائية ضد شركات الإعلام في المحكمة الجزئية الأميركية في ميامي تصعيداً في حرب الرئيس المتعددة الجبهات على وسائل الإعلام.
لكن هذا الأمر يمثل عبوراً جديداً للخط الأحمر، فبدعوى قضائية ضد صحيفة "وول ستريت جورنال" و"مرسور"، يشن ترمب هجوماً على أحد أقوى حلفائه الإعلاميين، الملياردير الذي يعرفه منذ عقود وكان من أبرز مستشاريه خارج البيت الأبيض.
وهذا يجعل الدعوى – على رغم وصف الخبراء لها بالضعيفة من الناحية القانونية – بمثابة تحذير واضح لأي جهة صحافية تحاول تغطية الرئيس بطريقة حازمة، بحسب ما يقول محامو الإعلام، فإذا لم يكن مالك صحيفة "وول ستريت جورنال" و"فوكس نيوز" محمياً من دعاوى ترمب، فلا أحد آمناً.
هل يجدا مخرجاً بعد الأزمة الأخيرة؟
رفع ترمب للدعوى القضائية ضد "وول ستريت جورنال" جاء في توقيت نشط بصورة خاصة لحملته ضد وسائل الإعلام التي يعدها معادية له، إذ أعلنت شبكة "سي بي أس" عن إلغاء برنامج "ذا ليت شو مع ستيفن كولبيرت" - وهو البرنامج الليلي الأعلى مشاهدة - بعد أيام فقط من وصف كولبيرت لتسوية الشبكة بقيمة 16 مليون دولار مع ترمب بأنها "رشوة كبيرة وسميكة". وأرسل الكونغرس الجمعة تشريعاً يقضي بإلغاء تمويل فيدرالي بقيمة 1.1 مليار دولار لخدمة البث العام (PBS)، وهي هيئة بث عامة أميركية وشبكة تلفزيونية مجانية غير تجارية مقرها في أرلينجتون، فرجينيا و(PBS) والإذاعة الوطنية العامة (NPR) وهي منظمة بث عام أميركية، مقرها واشنطن العاصمة.
جاء ذلك بعد فترة استمرت ستة أشهر استخدم فيها ترمب والبيت الأبيض القضاء ونفوذ الحكومة الفيدرالية لفرض تنازلات مماثلة من مجموعة من المؤسسات الإعلامية والخدمية الخاصة، بما في ذلك الجامعات و"ديزني"، التي تمتلك (ABC News)، وعملاق وسائل التواصل الاجتماعي ومكاتب قانونية كبرى عدة.
وتسعى الدعوى القضائية ضد صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى الحصول على أكثر من 10 مليارات دولار كتعويضات بسبب مقال أورد أن ترمب أسهم برسمة لامرأة عارية في ألبوم عيد ميلاد الـ50 الذي أعد لإبستين عام 2003. ونفى ترمب كتابة الرسالة، واصفاً إياها بأنها "أمر مزيف"، لكن مقال الصحيفة استخدم لغة دقيقة، مشيراً إلى أنه "ليس واضحاً كيف أعدت الرسالة الموقعة باسم ترمب" ووصف ما "يبدو أنه رسم يدوي بقلم تحديد سميك".
وخلال هذا الأسبوع منع مساعدو البيت الأبيض صحافيي الصحيفة من السفر ضمن وفد الإعلام لمرافقة ترمب في زيارته المرتقبة إلى اسكتلندا، لكنهم ما زالوا يتواصلون مع صحافيي الصحيفة وشقيقتها المؤسسية، "فوكس نيوز"، بحسب ما أفاد نصف دزينة من المطلعين على المحادثات الذين تحدثوا لـ"واشنطن بوست" شريطة عدم الكشف عن هويتهم لتوفير تفاصيل الحوار الحساس.
مع مردوخ تبدو الدوافع المالية متشابهة، لكن العوامل الأخرى، بما في ذلك العلاقة الشخصية، تختلف، وفي النهاية، فإن كليهما يسعى إلى استمالة الجمهور نفسه.
لذلك، وعلى رغم انزعاج مردوخ من تهديدات ترمب، فإنه من المرجح أن يلين موقفه، بحسب أشخاص مقربين منه، يقولون إن أياً من الرجلين لا يستطيع تحمل كلفة القطيعة الكاملة مع الآخر.
وقال أحد مساعدي ترمب السابقين المطلعين على إمبراطورية مردوخ "لديهما دافع حقيقي للمصالحة وإنجاح العلاقة. كلاهما يريد أن يجد مخرجاً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 32 دقائق
- Independent عربية
كيف تصنع شاشة التلفزيون سياسة ترمب الخارجية؟
تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مدى أشهر مناشدات المنظمات الإنسانية الالتفات إلى الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، قبل أن يبدي قلقه إزاء تزايد الجوع، من دون أن يخفي أن تبدل موقفه يعود للصور التي رآها عبر شاشة التلفزيون. لم يكن هذا التغيير أو الدافع إليه، مفاجئاً، فالرئيس الجمهوري الذي قد يتخذ غالباً الموقف ونقيضه، يُعرف عنه إقباله على متابعة قنوات التلفزيون التي أصبحت على مدى الأعوام، نافذته الأولى على أحداث العالم، وأدت دوراً رئيسياً في رسم سياساته وقراراته. وفي أثناء زيارته لأسكتلندا في أواخر يوليو (تموز)، ورداً على سؤال عما إذا كان يتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم وجود مجاعة في غزة، قال ترمب "لا أعرف. أعني، بناء على ما شاهدته على التلفزيون، أقول لا (أتفق معه) تحديداً، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جداً". وأضاف "هذا جوع حقيقي. أنا أراه. وهذه أشياء لا يمكن تزييفها". منذ ذلك الحين، يطالب ترمب بإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ 22 شهراً بين إسرائيل وحركة "حماس"، على رغم من أنه لم يقدم على خطوات دبلوماسية في هذا الشأن. علاقة ترمب مع الشاشة ليست جديدة، إذ ظهر خلال التسعينات لثوانٍ في مشهد من فيلم "هوم ألون 2"، واكتسب شهرة واسعة من خلال برنامج تلفزيون الواقع "ذا ابرينتيس" (المتدّرب) الذي قدمه بين 2004 و2017، وتنافس خلاله المشاركون على وظائف في شركات الثري الجمهوري الآتي من عالم العقارات. وفي 2015، قبل عامين من ولايته الأولى، سأل صحافي ترمب كيف يثقّف نفسه بشأن الاستراتيجيات العسكرية، فأجابه "أشاهد البرامج" التلفزيونية. ويقول دان كينيدي، أستاذ الصحافة في جامعة نورث ايسترن الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن ترمب يُعرف "بأنه لا يقرأ أي شيء، حتى التقارير التي يعدّها مساعدوه، ويعتقد أنه يعرف أكثر من موظفيه ومن أي شخص آخر". ويضيف "ليس مفاجئاً أن يتأثر (ترمب) بصور رآها على التلفاز، بخاصة أنه يقضي وقتاً طويلاً في مشاهدته". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، حضر ترمب 22 إحاطة من أجهزة الاستخبارات في البيت الأبيض، وفقا لتعداد وكالة الصحافة الفرنسية. وتشير تقارير صحافية إلى عدم اكتراثه بالمواد المكتوبة. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمضى ترامب أثناء ولايته الأولى (2017-2021)، ساعات مطولة يومياً أمام التلفاز في مشاهدة محطته المفضلة "فوكس نيوز"، إلى جانب قنوات "سي أن أن" و"أن بي سي" و"أيه بي سي". تبدّل الوضع قليلا خلال الولاية الثانية التي فاز بها ترمب بعد حملة انتخابية اعتمدت بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج البودكاست. وفي اتصال هاتفي مطوّل الثلاثاء مع قناة "سي أن بي سي"، قال ترمب "لقد شاهدت سي أن أن ذاك المساء، لا تحظى بمتابعين وأنا ربما الشخص الوحيد الذي يشاهد هذه القناة". ويرى كينيدي أن "ترمب هو ابن جيله، هو لا يقضي وقته في متابعة (تطبيق) تيك توك". وبفضل علاقته الطويلة مع التلفزيون، ومن ضمنها 14 موسما من برنامج "ذا أبرينتيس"، يدرك ترمب جيداً كيف يمكن أن تصبح الصورة سلاحاً سياسياً مؤثراً. وفي مؤشر على إدراكه لتأثير الصورة، قال ترمب في فبراير (شباط) عقب المشادة الحادة أمام عدسات الكاميرات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي، إن "هذا سيبدو رائعاً على التلفزيون".

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
الذهب ينخفض.. وتوقعات بخفض أسعار الفائدة
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1 % ليصل إلى 3,376.69 دولارًا للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى له في أسبوعين تقريبًا يوم الثلاثاء. وانخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.1 % لتصل إلى 3,432.40 دولارًا. انتعش الدولار الأميركي من أدنى مستوى له في أسبوع، والذي سجله في الجلسة السابقة، عقب بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة التي عززت آمال خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مما قلل من جاذبية الذهب لدى حائزي العملات الأخرى. وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تيست لايف: "علق الذهب بين قوى متعارضة، وقد ساعد انخفاض العائدات، لكن الدولار الأميركي تمكن من الصمود جيدًا على الرغم من عمليات البيع المكثفة يوم الجمعة. وقد أدى ذلك إلى النطاق الذي نشهده الآن، حيث تنتظر الأسعار تأكيدًا من خلال العوامل المحفزة". وصرح ترمب يوم الثلاثاء بأنه سيعلن قريبًا عن بديل مؤقت لمحافظة الاحتياطي الفيدرالي، أدريانا كوغلر، التي أعلنت استقالتها يوم الجمعة، بالإضافة إلى اختياره لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي القادمة. وتشير أداة فيد واتش من بورصة شيكاغو التجارية، إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بنسبة تقارب 88 %، بعد بيانات نمو الوظائف التي جاءت أضعف من المتوقع يوم الجمعة، والتي أعقبها إقالة ترمب لمفوض مكتب إحصاءات العمل الأميركي. على الصعيد التجاري، هدد ترمب مجددًا برفع الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، بينما وصفت نيودلهي هجومه بأنه "غير مبرر" وتعهدت بحماية مصالحها الاقتصادية، مما أدى إلى تعميق الخلاف التجاري بين البلدين. وجاء انخفاض أسعار الذهب بعد أربعة أيام من المكاسب، حيث استوعب المستثمرون ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية، بالإضافة إلى احتمال تعيين الرئيس دونالد ترمب عضواً في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وارتفع سعر الذهب في الجلسات الأربع الماضية على التوالي، محققًا مكاسب طفيفة هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بنسبة 2 % يوم الجمعة. ودعمت آمال خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي أسعار الذهب مؤخرًا. حظيت أسعار الذهب بدعم من احتمالية خفض أسعار الفائدة مبكرًا من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، ربما الشهر المقبل، حيث أشارت سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة إلى أن سياسات إدارة ترمب التجارية المتقلبة بدأت تؤثر سلبًا. وأظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن مؤشر مديري المشتريات التابع لمعهد إدارة التوريد انخفض إلى 50.1 في يوليو، أقل من التوقعات البالغة 51.5، مما يشير إلى توقف شبه كامل في نشاط الخدمات وتفاقم المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي. جاء ذلك في أعقاب تقرير الوظائف الأميركي الضعيف الصادر يوم الجمعة، والذي شهد انخفاضًا في الوظائف الجديدة المضافة ومراجعات واسعة النطاق، مما دفع معدل البطالة إلى 4.2 %. وتبلغ احتمالات خفض سعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر حاليًا أقل بقليل من 90 %، مما يدعم أسعار الذهب، حيث يُقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة للسبائك غير المُدرّة للعائد. في الوقت نفسه، تأثرت الأسواق بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن شغور منصب في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث من المقرر أن تستقيل المحافظ أدريانا كوغلر في 8 أغسطس. وشهدت مشتريات البنوك المركزية من الذهب تباطؤ في الربع الثاني. أضافت البنوك المركزية 22 طنًا صافيًا من الذهب إلى الاحتياطيات العالمية في يونيو، وفقًا لمجلس الذهب العالمي، وكان البنك المركزي الأوزبكي المشتري الرئيسي بمشتريات صافية بلغت 9 أطنان، كاسرًا سلسلة مبيعات استمرت أربعة أشهر. في الربع الثاني، أضافت البنوك المركزية 166 طنًا إلى احتياطيات الذهب الرسمية العالمية، لكن هذا لا يزال أقل بنسبة 33 % على أساس ربع سنوي. يُمثل هذا الربع الثاني على التوالي الذي يتباطأ فيه الطلب، ومن المرجح أن يكون ارتفاع سعر الذهب بنسبة 30 % هذا العام قد ساهم في هذا التراجع. ورغم هذا التباطؤ، من المرجح أن تواصل البنوك المركزية إضافة الذهب إلى احتياطياتها في ظل استمرار حالة عدم اليقين في البيئة الاقتصادية، والسعي إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الدولار الأميركي، وفقًا لمحللين في بنك آي ان جي، في مذكرة. في سياق آخر، انخفضت مبيعات منتجات الذهب في بيرث مينت بنسبة 33 % في يوليو مقارنة بالشهر السابق، بينما انخفضت مبيعات الفضة إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، وفقًا لما ذكرته شركة التكرير يوم الأربعاء. واستقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 37.85 دولارا للأوقية، وتراجع البلاتين 0.1 بالمئة إلى 1319.35 دولارا، وتراجع البلاديوم 0.6 بالمئة إلى 1168.17 دولارا. في المعادن الصناعية، ارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.5 % لتصل إلى 9,687.40 دولارًا للطن، وارتفعت العقود الآجلة للنحاس الأميركي بنسبة 0.5 % لتصل إلى 4.4080 دولارًا للرطل. وانخفضت أسعار النحاس في الولايات المتحدة بنسبة 20 % الأسبوع الماضي، وشهدت منذ ذلك الحين تذبذبًا كبيرًا، بعد أن استثنى ترمب المعدن المكرر من الرسوم الجمركية المقررة عليه بنسبة 50 %. ارتفاع الأسهم العالمية في بورصات الأسهم العالمية، ارتفعت معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء، حيث راقب المستثمرون البيانات الأميركية الضعيفة وتحذيرات الشركات من تأثير الرسوم الجمركية، بينما واجه الدولار صعوبة في تحقيق مكاسب وسط توقعات متزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. واستعدت الأسهم الأوروبية لافتتاح مرتفع، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 بنسبة 0.5 %. وأعلنت شركة نوفو نورديسك، الشركة المصنعة لمؤشر ويغوفي، عن نمو في مبيعاتها للربع الثاني بنسبة 18 %، وهو ما يقل عن توقعات المحللين الأولية. تعافت العقود الآجلة في وول ستريت من انخفاض سابق، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.3 %، والعقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4 %. وانخفضت أسهم شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز، المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، بنسبة 6.6 % بعد إغلاق التداول بسبب إيرادات مخيبة للآمال من مراكز البيانات. وقال محللون في معهد بلاك روك للاستثمار: "نرى أن الأصول عالية المخاطر في حالة شد وجذب بين أرباح الشركات الأميركية القوية، المدعومة بتوجهات الذكاء الاصطناعي، والرسوم الجمركية التي تضر بالنمو وترفع التضخم". وقالوا: "نحافظ على ثقتنا العالية بالأسهم الأميركية، لكننا نركز على التفاصيل الدقيقة عند تقييم تداعيات الرسوم الجمركية". أغلقت الأسهم الأميركية على انخفاض خلال الليل بعد أن استقر نشاط قطاع الخدمات بشكل غير متوقع في يوليو. وتراجع التوظيف بشكل أكبر، وارتفعت تكاليف المدخلات بأعلى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، مما يؤكد تأثير سياسة الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية. في حين كانت الأرباح الأميركية متفائلة بشكل عام في الربع الثاني، إلا أنها بدأت تُظهر تأثير الرسوم الجمركية. أما شركة يام براندز، الشركة الأم لسلسلة مطاعم تاكو بيل، فقد حققت نتائج مخيبة للآمال، حيث أثرت الرسوم الجمركية الباهظة على إنفاق المستهلكين، بينما حذرت كاتربيلر، من أن الرسوم الجمركية الأميركية ستكلفها ما يصل إلى 1.5 مليار دولار هذا العام. في آسيا، انخفض مؤشر أم اس سي آي الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.1 %، بينما ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.6 %. وارتفعت أسهم أستراليا الغنية بالموارد بنسبة 0.8 %. وسجّلت أسهم الشركات الصينية الكبرى ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ ارتفاعًا بنسبة 0.1 %. وصرح ترمب يوم الثلاثاء بأنه سيعلن عن رسوم جمركية على أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية خلال الأسبوع المقبل تقريبًا، بينما ستفرض الولايات المتحدة في البداية "رسومًا جمركية صغيرة" على واردات الأدوية قبل زيادتها بشكل كبير خلال عام أو عامين. وأغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية على انخفاض يوم الثلاثاء، حيث انخفض مؤشر داو جونز بشكل طفيف، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نصف نقطة مئوية، وخسر مؤشر ناسداك ما يقرب من ثلثي النسبة المئوية. كما صرّح بأن الولايات المتحدة قريبة من إبرام صفقة تجارية مع الصين ، وأنه سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ قبل نهاية العام في حال التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، هدد برفع الرسوم الجمركية على السلع الهندية بسبب مشترياتها من النفط الروسي. وأبقى بنك الاحتياطي الهندي سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند 5.50 % يوم الأربعاء، تماشيًا مع التوقعات، لكن احتمالات خفضه مرة أخرى قد زادت بعد الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة على الصادرات الهندية الأسبوع الماضي. في أسواق العملات، استقر الدولار بعد انخفاضه من أعلى مستوى له في شهرين يوم الجمعة الماضي على خلفية تقرير وظائف ضعيف، مما جعل الأسواق تتوقع احتمالًا شبه مؤكد لخفض سعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، عند 98.73، ولم يطرأ عليه تغير يُذكر هذا الأسبوع بعد انخفاضه بنسبة 1.4 % يوم الجمعة. وتشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال بنسبة 94 % لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، مع احتساب خفضين على الأقل لهذا العام، وفقًا لمنصة فيد واتش التابعة لبورصة شيكاغو التجارية. وينتظر المستثمرون اختيار ترمب لملء المنصب الشاغر في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي. صرّح ترمب بأن القرار سيُتخذ قريبًا، مستبعدًا في الوقت نفسه ترشيح وزير الخزانة سكوت بيسنت لخلافة الرئيس الحالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو 2026. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن فشل مزاد سندات لأجل ثلاث سنوات بقيمة 58 مليار دولار، لكنها لا تزال تحوم بالقرب من أدنى مستوياتها في عدة أشهر. سيُطرح المزيد من المعروض في السوق هذا الأسبوع، مع طرح سندات لأجل عشر سنوات بقيمة 42 مليار دولار يوم الأربعاء، وسندات لأجل 30 عامًا بقيمة 25 مليار دولار يوم الخميس. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين بنقطتين أساس إلى 3.7323 %، بعد أن ارتفعت 3.5 نقطة أساس خلال الليل، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 4.2217%، بعد أن احتفظت بقيمتها عند 3.7323 %.


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
جابارد تتجاوز التحذيرات وتنشر تقريراً سرياً بشأن التدخل الروسي في 2016
دفعت إدارة الرئيس دونالد ترمب باتجاه الكشف عن وثيقة شديدة السرية تتعلق بتدخل روسيا في انتخابات 2016، وذلك بعد صراع طويل خلف الكواليس بشأن سريتها، انتهى في أواخر يوليو عندما قامت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، بنشر نسخة منقحة بشكل طفيف من التقرير، بحسب ما أفاد به عدد من المطلعين على الأمر. وأفادت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" بأن جابارد، وبدعم مباشر من ترمب، تجاهلت اعتراضات وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات استخباراتية أخرى طالبت بالإبقاء على أجزاء أوسع من الوثيقة سرية حفاظا ًعلى مصادر وأساليب جمع المعلومات الأميركية. وخلال الشهر الماضي، نشرت جابارد ومدير الـCIA جون راتكليف، ووزيرة العدل بام بوندي، سلسلة من الوثائق الاستخباراتية والتقارير القضائية التي زعموا، دون تقديم أدلة، أنها تثبت أن الاستنتاجات الاستخباراتية بشأن تدخل موسكو لدعم ترمب في الانتخابات كانت "خدعة" دبّرتها إدارة أوباما. وفتحت وزارة العدل تحقيقاً جنائياً في دور مسؤولين من إدارة أوباما، كما أمرت بوندي بعرض الأدلة المحتملة أمام هيئة محلفين كبرى. "وثيقة شديدة الحساسية" التقرير الذي أمرت جابارد بنشره في 23 يوليو يتكون من 46 صفحة، وهو ثمرة مراجعة بدأها الجمهوريون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب عام 2017. ويطعن التقرير في نتائج أجهزة الاستخبارات الأميركية التي خلصت في وقت سابق من ذلك العام إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى تفضيلاً لترمب على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وسعى لدعمه في الفوز. ورغم ذلك، فقد توصلت عدة تحقيقات مستقلة، بما في ذلك تحقيق ثنائي شامل من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إلى أن بوتين تدخل جزئياً لصالح ترمب. وأكد اثنان من مسؤولي الـCIA السابقين، اللذان قادا التقييم الاستخباراتي، لصحيفة "واشنطن بوست"، تمسكهما بتحليلهما ومصادرهما. ويُعد هذا التقرير الأشد حساسية من بين ما نشرته إدارة ترمب حتى الآن، ولم يُفصح سابقاً عن تفاصيل كيفية نشره. ويتضمن التقرير إشارات متعددة إلى مصادر بشرية لوكالة الاستخبارات كانت تتابع خطط بوتين، وهي من بين أكثر المصادر سرية في الوكالة. وبسبب حساسية التقرير، ظل محفوظاً في مقر الـCIA منذ عام 2020، ولم يُرسل إلى الكونجرس. تحذيرات وانتقادات وأعرب مشرعون ديمقراطيون ومسؤولون استخباراتيون سابقون عن رفضهم لطريقة الكشف عن الوثيقة، محذرين من أنها قد تعرّض عمليات جمع المعلومات المستقبلية للخطر. وقال لاري فايفر، وهو مسؤول سابق في الـCIA والبيت الأبيض، في بودكاست "سباي توك": "شعرت تقريباً أنني قد أتعرض للمساءلة لمجرد قراءتي لهذا التقرير .. يمكن بسهولة استنتاج المصادر والأساليب من كل فقرة تقريباً. لم أر من قبل وثيقة بهذه الحساسية تُنشر بهذه الدرجة من التخفيف في التنقيح". أما السيناتور الديمقراطي مارك وورنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، فقال في بيان: "الإفراج المستهتر واليائس عن تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس النواب يُعرّض للخطر بعضاً من أكثر المصادر والأساليب حساسية التي تعتمدها أجهزة استخباراتنا في التجسس على روسيا وحماية الأميركيين... وبذلك، ترسل المديرة جابارد رسالة مرعبة لحلفائنا ومصادرنا حول العالم مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد جديرة بالثقة لحماية ما يُشاركه الآخرون معنا من معلومات استخباراتية". دوافع سياسية وتباينات داخلية ووفقاً لشخص مطلع على إجراءات النشر، خضعت الوثيقة لعدة مراجعات من جانب مسؤولين مهنيين ومحامين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، قبل صدور النسخة النهائية. ومع ذلك، وفي ظل التحضيرات لإصدارها، كان هناك أكثر من نسخة من التقرير تتداول، بعضها يتضمن تنقيحات أكبر لحماية المعلومات الحساسة، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين. لكن جابارد، التي تقود جهود إدارة ترمب لإعادة النظر في وقائع انتخابات 2016، دفعت باتجاه نشر أكبر قدر ممكن من الوثيقة. وقال أحد المطلعين على العملية: "قدمت الـCIA مقترحاتها بخصوص التنقيحات والتعديلات على التقرير"، مضيفاً: "لكن جابارد تمتلك سلطة رفع السرية تفوق باقي أجهزة الاستخبارات، ولا يُلزمها الحصول على موافقتهم قبل النشر". ووافق ترمب في النهاية على إصدار النسخة التي أعدها مكتب جابارد "بأدنى حد من التنقيحات ودون إدخال تعديلات"، بحسب المصدر ذاته. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين ترمب وجابارد شهدت توتراً في السابق بسبب خلافات علنية بشأن تقييمات الاستخبارات المتعلقة ببرنامج إيران النووي. ولا يُعرف ما إذا كان ترمب اطّلع على النسخ المختلفة للتقرير قبل الموافقة على نشره، ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق على الأمر. وقالت متحدثة باسم وكالة الاستخبارات إن المدير جون راتكليف "يدعم بشدة" نشر التقرير. ولا يزال من غير الواضح ما هي التفاصيل الإضافية التي كانت الـCIA تسعى لإبقائها سرية، لكن التقرير يشير إلى معلومات تم الحصول عليها عبر مصادر بشرية، وتنصت إلكتروني، وكذلك معلومات قدمتها حكومات أجنبية للوكالة. وتم إعداد التقرير في وقت ساد فيه توتر حزبي عميق داخل لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، التي ترأسها حينها النائب الجمهوري ديفين نونيز، الذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لمنصة ترمب الاجتماعية "تروث سوشيال". ووصف مسؤولون ديمقراطيون سابقون التقرير بأنه وثيقة أحادية الجانب لا تعكس بدقة جهود أجهزة الاستخبارات في كشف التدخل الروسي. وظل التقرير موضع خلاف سياسي لسنوات، وفي الثاني من يوليو، وجه رئيس لجنة الاستخبارات الحالي، النائب الجمهوري ريك كروفورد، رسالة إلى ترمب يحثه فيها على نشر التقرير، مشيراً إلى أنه طالب باستعادته من الـCIA في مارس الماضي، دون أن يتلقى رداً، قبل أن يصدر راتكليف لاحقاً أمراً بتسليمه.