logo
الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل هو نتيجة مباشرة لإهمال ترمب

الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل هو نتيجة مباشرة لإهمال ترمب

Independent عربيةمنذ 3 ساعات

*نشر هذا المقال قبيل الضربة الأميركية على مفاعلات إيران النووية وتنشره اندبندنت عربية بعد الضربة الأميركية لأنه يسلط الضوء على جوانب بارزة في سياسة ترمب
يصور دونالد ترمب نفسه على أنه القائد الذي سينهي الحروب في العالم. إلا أن الرئيس الأميركي "الجمهوري" من خلال قضائه فعلياً على اتفاقية احتواء البرنامج النووي الإيراني - المعروفة بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" - خلال ولايته الأولى، وإطلاقه يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التصرف بلا رادع خلال ولايته الثانية، لم يسهم إلا في تفاقم حال عدم الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة.
الخيارات التي اتخذها ترمب هي في الواقع التي دفعت بإسرائيل وإيران - وهما أقوى قوتين عسكريتين في الشرق الأوسط - إلى حافة حرب شاملة، مع تهديد وشيك بالتصعيد والانتشار، وتداعيات اقتصادية عالمية، وخسائر فادحة في الأرواح.
لم تكن "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي وقعت بين الولايات المتحدة وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي عام 2015، اتفاقية مثالية. فقد أخفقت في كبح جماح طهران في تطوير أسلحة تقليدية، وفي ردع مساعيها إلى تسليح ميليشيات موالية لها تمتد حتى البحر الأبيض المتوسط. لكنها على رغم ذلك نجحت في تجميد البرنامج النووي الإيراني.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حين أقنع ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، بإعادة إطلاق برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، مما دفع بالأزمة إلى مستواها الراهن. المفارقة أن كلاً من ترمب ونتنياهو، بهذا القرار، وضعا موضع الخطر أحد أهم المكاسب الاستراتيجية لإسرائيل، المتمثلة في احتكار السلاح النووي باعتبارها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
إن هوس رئيس الوزراء الإسرائيلي بتدمير النظام في طهران لا يعود فقط إلى العداء الذي يكنه هذا النظام للدولة اليهودية، بل أيضاً إلى كونه أداة تشتيت سياسي ملائمة، باعتباره خصماً مناسباً يمكن استغلاله عند الحاجة.
وإلا فلماذا يصعد نتنياهو حربه الآن، في وقت تجرى فيه محادثات خفض التصعيد النووي بين الولايات المتحدة وإيران؟ الجواب يكمن في السؤال نفسه. فإسرائيل، أو في الأقل حكومة نتنياهو المتشددة، تخشى أن تتوصل إدارة الرئيس ترمب إلى تسوية مع طهران في شأن احتواء برنامجها النووي. لذلك، عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إفشال تلك المساعي من خلال شن هجوم صاروخي وتنفيذ عمليات اغتيال.
من الواضح أن الضربات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة لم تكن رد فعل على أي تصعيد مفاجئ في التهديد النووي الإيراني. فالجمهورية الإسلامية لم تكن أقرب إلى امتلاك أسلحة نووية مما كانت عليه قبل ستة أشهر. ولعل الانتقادات التي وجهتها إليها "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الأسبوع الماضي قد منحت نتنياهو الذريعة التي كان يبحث عنها.
ويرى نتنياهو في ضعف إيران الراهن فرصة سانحة، فقد تم تقويض نفوذ وكيلها الأبرز "حزب الله" في لبنان، كذلك أسهمت الغارات الجوية الإسرائيلية التي نفذت في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 في إرباك منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.
في المقابل، يمنح التصعيد الراهن إسرائيل غطاءً مناسباً لصرف النظر عن المجازر التي ترتكبها في غزة، والتي قوبلت بإدانة واسعة من معظم حلفائها الرئيسين، باستثناء واشنطن.
ويبدو أن نتنياهو مصمم على جر الولايات المتحدة إلى المواجهة مع إيران. ومن غير المرجح أن يصمد الادعاء المقتضب لوزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن هي غير متورطة في الصراع. فقد تبين بالفعل أن القوات الأميركية تنشط في الجو والبر والبحر، لاعتراض الصواريخ الإيرانية الموجهة إلى إسرائيل وإسقاطها، مما يقرب الولايات المتحدة من الاشتباك المباشر. كذلك تدرك إسرائيل أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك القنابل الضخمة القادرة على اختراق التحصينات، وتدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض.
وإذا لم تتمكن إسرائيل من جر القوات الأميركية إلى المشاركة في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، فإن نظام نتنياهو لا يزال يراهن على تغيير النظام في طهران.
مع ذلك أخبرني اليوم أحد المفكرين الإيرانيين المعروفين بانتقادهم اللاذع لنظام خامنئي، بأن الإيرانيين، على رغم كرههم لحكومتهم، فإنهم "يلعنون نتنياهو بمقدار ما يلعنون أي شخص آخر"، مضيفاً أن "أكثر من 200 مدني إيراني قتلوا حتى الآن، ونحن لا نزال في اليوم الثالث فقط من الحرب".
كذلك ستكون من الحماقة بمكان الاستهانة بعزيمة النظام وقدرته على البقاء. فعلى رغم أنه واجه مراراً انتفاضات شعبية عارمة - كان آخرها عام 2022، إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أثناء اعتقالها بسبب عدم التزامها وضع الحجاب - لا يزال النظام الثيوقراطي الإيراني، بكل ما ينطوي عليه من فساد واستبداد، متشبثاً بالسلطة.
أما بالنسبة إلى رموز هذا النظام، فالمسألة لا تتعلق بالتمسك بالحكم فحسب، بل بالبقاء نفسه. إذ إن كثيرين من هؤلاء هم من قضاة الإعدامات الذين أصدروا أحكاماً بالموت في حق معارضين في محاكم صورية، وهم يدركون تماماً أن أي تغيير للنظام قد يودي بهم إلى التعرض لحملات انتقامية.
من هنا، قد لا تزال أمام الرئيس الأميركي ترمب فرصة عابرة ليؤدي الدور الذي كثيراً ما تباهى به كصانع سلام. وقد تكون هناك فرصة ضئيلة لتقديم مخرج دبلوماسي لطهران - ربما بدعم من السعودية ودول الخليج وحتى موسكو. لكن ذلك سيتطلب منه ممارسة ضغوط على إسرائيل لم يجرؤ أي رئيس أميركي على فرضها في الأعوام الأخيرة.
وإذا ما تصاعدت وتيرة الصراع، وكان هناك إصرار على المضي فيه، فإن هجوم نتنياهو المتهور قد يفضي - من حيث لا يقصد - إلى ترسيخ الاقتناع لدى المتشددين في النظام الإيراني بضرورة امتلاك السلاح النووي، وهذا تحديداً آخر ما تريده إسرائيل، أو أي طرف آخر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

​قلق أوروبي بالغ من تداعيات الضربة الأميركية... وإغلاق هرمز
​قلق أوروبي بالغ من تداعيات الضربة الأميركية... وإغلاق هرمز

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

​قلق أوروبي بالغ من تداعيات الضربة الأميركية... وإغلاق هرمز

تضاعفت المخاوف الأوروبية من تصاعد الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بعد دخول الولايات المتحدة طرفاً مباشراً فيها، وخصوصاً بعدما أكد المسؤولون الإيرانيون، السياسيون والعسكريون، أن طهران لا بد أن ترد الصاع صاعين للولايات المتحدة، الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل التي تذهب كلها في التحذير من التصعيد وما ستكون له من تبعات عسكرية سياسية واقتصادية. وكان اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، في بروكسل مناسبة للتعبير عن هذا القلق. ويجهد الأوروبيون، رغم انقساماتهم العميقة حيال الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران وانضمام واشنطن إليها، في تكثيف اتصالاتهم ومشاوراتهم لبلورة موقف مشترك. بيد أنهم يدركون تماماً أن قدراتهم في التأثير على واشنطن أو تل أبيب «إما ضعيفة وإما منعدمة» وفق تعبير دبلوماسي أوروبي في باريس. المستشار الألماني فريدريتش ميرتس لا يجد سبباً لانتقاد الضربات الأميركية لمواقع نووية إيرانية (رويترز) ويرى المصدر أن الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاياك كالاس مع نظيرهم الإيراني في جنيف، الجمعة، أظهر «بطلان جهودهم الدبلوماسية» إلى درجة أن فترة الأسبوعين التي فهموا أن الرئيس دونالد ترمب يمنحها للجهود الدبلوماسية لم تكن صادقة. ويرى كثير من المحللين أن غرضها كان «التعمية» أو «إنهاء التحضيرات العسكرية». ورغم أن الطرفين الأوروبي والإيراني أعربا عن رغبتهما في الاجتماع مجدداً، لكن ترمب قطع الطريق على الجميع بإعلانه أن «أوروبا غير قادرة على المساعدة» في الملف الإيراني، وأن طهران «تفضل التفاوض مع واشنطن». وبكلام آخر، قطع ترمب الطريق على أي دور أوروبي رغم أن المفاوضين الأوروبيين الأربعة تبنوا الطرح الأميركي خصوصاً لجهة حرمان إيران من أي عملية تخصيب لليورانيوم مهما كانت نسبتها. وجاءت الضربات العسكرية الأميركية بعد 24 ساعة فقط على اجتماع جنيف، لتجهض الدور الذي أراد الأوروبيون أن يضطلعوا به. منذ صباح الأحد وحتى الساعات الأخيرة، يسعى الأوروبيون إلى استعادة المبادرة والتكيّف مع المعطى الجديد وإبراز الأسس المركزية التي ينهض عليها موقفهم الجماعي. وصدر ذلك، جماعياً، عن المسؤولين الثلاثة الكبار في الاتحاد الأوروبي وعن المسؤولين فردياً. وسارعت كايا كالاس إلى نشر تدوينة على منصة «إكس» صباح الأحد تدعو فيها «الأطراف كافة إلى القيام بخطوة إلى الوراء والعودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب أي تصعيد». كذلك ذكرت كالاس أنه «لا يعني ذلك أن يسمح لإيران بتطوير سلاح نووي لأنه سيشكل تهديداً للأمن العالمي». وذهبت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في الاتجاه نفسه بتأكيدها أنه «حان الوقت لإيران لأن تنخرط في حل دبلوماسي يتمتع بالصدقية»، وأن طاولة المفاوضات هي «المكان الوحيد الذي يمكن من وضع حد للأزمة». وبخفر لا مثيل له، لمحت المسؤولة الأوروبية إلى أن «احترام القانون الدولي أمر أساسي» من غير أن تحدد لمن توجه دعوتها. أما رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، فقد نبه من جانبه إلى أن «كثيراً من المدنيين سيكونون ضحايا أي تصعيد جديد». الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين الأمين العام لرئاسة الجمهورية إيمانويل مولان والجنرال الفرنسي فابيان ماندون حين ترأس الأحد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي في قصر الإليزيه (أ.ب) البارز أن أياً من المواقف الأوروبية لم يتجرأ على انتقاد الضربات الأميركية ولو من بعيد. وحدها فرنسا ذهبت أبعد من ذلك قليلاً، إذ دعا وزير خارجيتها من بروكسل، الاثنين، إلى «وقف الضربات» التي تستهدف إيران لتجنب «حرب أبدية معها». وتتميز باريس بأن الرئيس إيمانويل ماكرون يسعى إلى أن يلعب دوراً من خلال توسعة مروحة اتصالاته مع القادة الإقليميين ومنهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للمرة الثانية في 24 ساعة ونظرائه الأوروبيين. وكتب في تغريدة مساء الأحد على منصة «إكس» إنه حث الأخير على ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس» من أجل «إفساح المجال للعودة إلى المسار الدبلوماسي». وبرأي ماكرون، فإن «استئناف المناقشات الدبلوماسية والتقنية هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه جميعاً، وهو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ولكن أيضاً تجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في المنطقة». وتعد باريس أنه لا يمكن لأي رد عسكري بحت أن يحقق النتائج المرجوة. وفي أي حال، فإن ماكرون ينبه من «خطورة اللحظة الراهنة للسلام والاستقرار في الشرق الأدنى والأوسط، مع تداعيات واضحة للغاية أيضاً على أمننا الجماعي» في أعقاب الضربات الأميركية. وبرأيه، فإن هذه الضربات تدشن «مرحلة جديدة تتطلب اليقظة والعمل الحازم من جانبنا». وجدّد الوزير بارو استبعاد الحل العسكري سبيلاً لوضع حد للأزمة الناشبة، ورفضه الدعوات أو الخطط لاستخدام الضربات العسكرية لإسقاط النظام الإيراني. وبالمقابل، حاول الترويج لدور أوروبي في أي مسار تفاوضي، حيث تستطيع أوروبا أن «تقدم خبرتها وكفاءتها ومعرفتها الدقيقة بهذه القضايا لفتح مساحة تفاوض تؤدي إلى إشراف على هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران». تسعى أطراف الترويكا (الأوروبية) إلى إحياء الدور الذي لعبته سابقاً في التوصل إلى اتفاق 2015 النووي مع طهران. وعكس ذلك البيان المشترك الصادر عن قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا أولويات الترويكا وهي: أولاً: «عدم القيام بأعمال إضافية من شأنها زعزعة استقرار المنطقة»، رداً على الضربات الأميركية. وثانياً الإلحاح على طهران للانخراط مجدداً في مفاوضات حول برنامجها النووي من أجل إبرام اتفاق جديد أكثر تشدداً يقوم على عدم التخصيب، والقضاء على أي حلم بالحصول على السلاح النووي. وثالثاً، التعبير عن الاستعداد للدفع دبلوماسياً بهذا الاتجاه. مضيق هرمز كما يبدو في صورة وزعتها ناسا الأميركية والتقطها رواد في المحطة الدولية الفضائية عام 2021 (أ.ف.ب) وفي السياق، لا ينسى القادة الثلاثة إعادة التأكيد على دعمهم لأمن إسرائيل. ونقل وزير الخارجية الألماني، الاثنين، عن مسؤولين أميركيين رغبتهم ببقاء الأوروبيين على تواصل مع إيران. وحجتهم في ذلك أن طهران ترفض التفاوض مع الجانب الأميركي ما دام يواصل العمليات العسكرية ضدها، فيما لم تتردد في حضور اجتماع جنيف. ويأمل الجانب الأوروبي من أن التواصل مع طهران قد يمنعها من الذهاب إلى ردود أفعال يعدها خطيرة وعلى رأسها إغلاق مضيق هرمز، وقالت كالاس صباح الاثنين: «المخاوف من الرد وتصاعد هذه الحرب كبيرة، وخاصة أن إغلاق إيران لمضيق هرمز أمر بالغ الخطورة وليس في صالح أحد». ويعد إغلاق الممر المذكور أحد الخيارات (مع الانسحاب من معاهدة منع انتشار السلاح النووي) التي يمكن أن تلجأ إليها إيران والتي ناقشها البرلمان الإيراني. ومن المعروف أن نحو 20 في المائة من حجم الطلب العالمي على النفط والغاز يمر عبره. ومن جانبه، شدّد ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، بعد اتصال مع نظيره الأميركي ماركو روبيو على تأمين الاستقرار الإقليمي. وكتب على منصة «إكس»: «سوف نستمر في العمل مع حلفائنا لحماية شعبنا وتأمين الاستقرار الإقليمي والدفع نحو حل دبلوماسي». تصطدم رغبة الأوروبيين بلعب دور فاعل بعجزهم عن الابتعاد عن السردية الأميركية وبانقساماتهم الحادة رغم التشاور المستمر فيما بينهم. كذلك، فإن لـ«الترويكا» انقساماتها رغم أنها الجهة المعنية بالدرجة الأولى بالملف الإيراني، وتعني مبدئياً أن يدفع أطرافها كلهم في اتجاه واحد. فالمراقبون لم ينسوا قول المستشار الألماني ميرتس أن «إسرائيل قامت مكاننا بالعمل القذر». والاثنين، عدّ ميرتس، في كلمة له أمام اتحاد الصناعات الألمانية أنه «لا سبب لانتقاد ما فعلته الولايات المتحدة. نعم إنه لا يخلو من المخاطر. ولكن ترك الأمور كما هي لم يكن خياراً أيضاً». وفيما تعبر باريس عن قلقها ومخاوفها، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: «ما هو حاسم، برأيي، هو أنه تمّ القضاء على تهديد كبير (...) هذه أنباء سارة للشرق الأوسط والأدنى، وأيضاً لأوروبا». رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارة قام بها لشركة الهندسة «هوريبا ميرا» في مدينة نانيتون بمقاطعة واريكشير الإنجليزية (أ.ف.ب) كذلك لم يتردد كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني بالقول، بعد اتصال الأحد بالرئيس ترمب، إن «الولايات المتحدة اتخذت إجراءات لتخفيف التهديد». وكلام ميرتس وستارمر بعيد كل البعد عن مواقف ماكرون، رغم أن باريس التصقت بالمواقف الأميركية لجهة حرمان طهران من التخصيب ومنعها، نهائياً، من الحصول على السلاح النووي. كذلك هناك خلافات داخل الاتحاد الأوروبي لجهة المواقف من واشنطن وتل أبيب، فثمة دول مثل ألمانيا والمجر والتشيك وبلدان البلطيق... ترفض أي لغة تشتم منها رائحة انتقاد لهما.

الجيش الإسرائيلي يحذر سكان طهران.. وزير الدفاع: نهاجم العاصمة بقوة
الجيش الإسرائيلي يحذر سكان طهران.. وزير الدفاع: نهاجم العاصمة بقوة

المناطق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المناطق السعودية

الجيش الإسرائيلي يحذر سكان طهران.. وزير الدفاع: نهاجم العاصمة بقوة

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الاثنين، إن الجيش يضرب 'بقوة غير مسبوقة' أهدافا تابعة للنظام في وسط العاصمة الإيرانية طهران. وصرح كاتس في بيان: 'الجيش يضرب بقوة غير مسبوقة أهدافا تابعة للنظام والأجهزة الحكومية في قلب طهران'. وفي الأثناء، أصدر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، تحذيرا لسكان طهران بضرورة الابتعاد عن المقار العسكرية والأمنية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيغادي أدرعي، على منصة 'إكس': 'إلى سكان طهران.. في الأيام المقبلة سيواصل الجيش مهاجمة أهداف عسكرية في منطقة طهران. من أجل سلامتكم، نطلب منكم الابتعاد عن مصانع إنتاج الأسلحة والمقرات العسكرية والمؤسسات الأمنية التابعة للنظام'. إلى ذلك، نفّذت إسرائيل، الاثنين، هجوما على فوردو، الموقع الرئيسي في إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% والمحصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 مترا، وفق ما أفادت وكالة 'تسنيم' الإيرانية، وذلك بعد تعرضه، فجر الأحد، لضربات أميركية بقنابل خارقة للتحصينات. ونقلت وكالة 'تسنيم 'عن الناطق باسم هيئة إدارة الأزمات في محافظة قم قوله 'هاجموا موقع فوردو النووي مجددا'. وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش هاجم الطريق المؤدي لمنشأة فوردو النووية. كما أظهرت صور متداولة تعرض قاعدة للحرس الثوري في طهران لهجوم إسرائيلي. وتحدث إعلام إسرائيلي عن استهداف سجن إيفين بطهران وعشرات المقرات للحرس الثوري. كما أشار إعلام إيراني إلى أن إسرائيل قصفت محيط جامعة شهيد بهشتي في طهران، إلا أن القصف لم يتسبب في أي أضرار مادية.

"تورا بورا" فشل أميركي لا يغتفر... فهل يتكرر مع "فوردو"؟
"تورا بورا" فشل أميركي لا يغتفر... فهل يتكرر مع "فوردو"؟

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

"تورا بورا" فشل أميركي لا يغتفر... فهل يتكرر مع "فوردو"؟

حتى هذه اللحظة فإن مصير "اليورانيوم" عالي التخصيب الذي كانت منشأة فوردو النووية الحصينة تضمه قبل استهدافها بالغارات الأميركية الفتاكة غير معروف، بل إن الشك طاول حتى صلاحية مرافق التخصيب الواقعة تحت سلسلة جبال "قم" المحروسة بهالات القداسة والاحتياطات العسكرية لدى الإيرانيين، حين دفنوا سرهم الثمين هناك قبل 14 عاماً، بعيداً من أعين مستهدفيه اليوم، قبل أن ينكشف الستار لاحقاً. ففي مشهد يستعيد ذكريات أحداث مرّ عليها أكثر من عقدين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن القاذفات الإستراتيجية الأميركية أبادت منشأة فوردو النووية الإيرانية، مدعياً أن البرنامج النووي الإيراني قد "انتهى إلى الأبد". لكن هذا الإعلان الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، استدعى إلى الأذهان درساً قديماً من تورا بورا، حيث فشلت القوة الجوية وحدها في تحقيق النصر الحاسم، ففي عام 2001 شنت الولايات المتحدة هجمات جوية مكثفة على كهوف تورا بورا في جبال أفغانستان بعد التأكد من احتماء أسامة بن لادن بحصونها، وعلى رغم إسقاط آلاف الأطنان من القنابل فقد تمكن بن لادن من الفرار، في واحدة من أبرز الهفوات العسكرية في "الحرب على الإرهاب"، ووثق تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي هذا الفشل واصفاً إياه بـ "فرصة ضائعة" كان يمكن أن تغير مسار التاريخ، وأكد ضباط من وحدة "دلتا فورس" لاحقاً أن غياب التنسيق البري والدعم الاستخباراتي جعل القصف الجوي غير كاف مهما بلغت دقته. الاحتماء بالجغرافيا من أفغانستان إلى إيران اليوم تعود منشأة فوردو المحصنة بعمق داخل جبال قم لتكون محور الجدل، فمع الإعلان عن استخدام قنابل خارقة للتحصينات، أثارت تقارير إعلامية أميركية تساؤلات حول الضرر الفعلي الذي لحق بالمنشأة، فصحيفة "نيويورك تايمز" وصفت العملية بأنها "محاولة جريئة ولكنها غير مضمونة النتائج"، مشيرة إلى أن "فوردو" صممت لتتحمل مثل هذه الهجمات بفضل موقعها الجغرافي المحصن، وبدورها ذكرت "واشنطن بوست" في إحدى تقاريرها أن المخابرات الأميركية لم تؤكد بعد تدمير البنية التحتية الحيوية للمنشأة، مما يعزز الشكوك حول تصريحات ترمب بأن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى. وفي سياق متصل لم تبلغ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" عن أي تسرب إشعاعي عقب الهجوم، مما يشير وفقاً لمحللين إلى أن إيران ربما أخلت المنشأة أو حيدت معداتها الحساسة تحسباً للضربة، كما أن غياب صور أقمار اصطناعية واضحة تظهر دماراً شاملاً، كما نقلت "بلومبيرغ"، يعزز التشكيك في فعالية العملية، وقد أشار المحلل العسكري ديفيد أكس في مقالة له بمجلة "فورين أفيرز"، إلى أن "الضربات الجوية وحدها نادراً ما تنهي برامج نووية، بخاصة عندما تكون مدعومة بإرادة سياسية قوية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي تقرير موسع لـ "نيويورك تايمز" حول هذه الجزئية، يتضح أن الغموض لا يزال يكتنف مصير البرنامج النووي الإيراني بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الجوية "دمرت بالكامل" قدرة إيران النووية، لكن مسؤولين كباراً، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، أقروا بأن مصير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال غير معروف بدقة. وأشار فانس إلى أن إيران تملك كمية تكفي لصنع تسع إلى 10 قنابل نووية، لكنها فقدت، بحسب التقدير الأميركي، المعدات اللازمة لتحويل هذا الوقود إلى أسلحة فعالة، مضيفاً أن هذا الملف سيكون محور نقاشات مستقبلية مع إيران على رغم أنها رفضت استئناف المحادثات، متهمة واشنطن باستخدام الحوار كغطاء للتحضير للهجوم. من جهتها تجنبت وزارة الدفاع الأميركية تبني خطاب ترمب التصعيدي واكتفت بالقول إن الضربات على ثلاث منشآت نووية، بينها "فوردو" المدفونة تحت الجبل، "ألحقت أضراراً بالغة"، لكنها لم تنه قدرات إيران بصورة نهائية، وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ثقوباً عميقة أحدثتها قنابل خارقة، لكن إسرائيل قدرت أن الموقع لم يدمر بالكامل. هرب بن لادن في مقابل اختفاء اليورانيوم المفاجأة الأبرز، بحسب مصادر إسرائيلية، أن إيران نقلت بالفعل قبيل الهجوم نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة من "فوردو" إلى منشأة أكثر أماناً قرب أصفهان، وهو ما أكده مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وهذا المخزون الذي يمكن تخزينه في حاويات صغيرة داخل 10 سيارات، لا يزال يعد إحدى أوراق إيران النووية الأهم في أية مفاوضات مقبلة، مما يعني أن درس "تورا بورا" لا يزال حاضراً، فالقنابل مهما كانت فتاكة قد تهدم الجدران والقلاع الحصينة، لكنها لا تبلغ في كثير من الأحيان درجة اليقين التي ينشدها السياسيون، ففي عالم تعتمد فيه القدرات النووية على التخصيب، تبقى المنشآت أهدافاً مادية، لكن المشروع النووي الإيراني أعمق من أن يطوى تحت الأنقاض، بحسب الإيرانيين. ومع تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران يرى مراقبون، كما نقلت "سي إن إن"، أن العملية قد تكون جزءاً من حرب نفسية تهدف إلى الضغط على إيران أكثر من كونها ضربة حاسمة، غير أن الإصرار الإسرائيلي على حسم ملف "فوردو" قد يجعل فرص نجاح العملية، على رغم التعقيدات الجغرافية، أفضل من نظيرتها في تورا بورا التي أفضت إلى انتكاسة في ملف محاربة الإرهاب حينها، ودفعت التنظيم الدموي إلى إعلان المواجهة بشراسة أكبر في مدريد ولندن وكثير من المواقع بعد نجاة قادته من موت محقق، في حين صار فشل الجيش الأميركي في تلك المهمة مثار انتقاد لا يغتفر تروى قصصه حتى اليوم، ومن ذلك ما صوره الفيلم الوثائقي "مطاردة أميركية" الذي يعرض هذه الأيام على "نتفليكس" حول شهادات المسؤولين عن مطاردة بن لادن بعد الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، إذ قدم مسؤولون من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية والـ "بنتاغون" تفاصيل دقيقة حول مطاردة رأس الإرهاب في جبال تورا بورا حينئذ، مع التركيز على التحديات والإخفاقات التي واجهتهم خلال تلك العملية. وأعرب مدير مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) كوفر بلادك، عن غضبه من قرار وزارة الدفاع، وتحديداً وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، عدم إرسال دعم عسكري كاف لعملاء "سي آي أي" في تورا بورا، ووفقاً لبلاك فقد كان بن لادن في مرمى البصر، لكن الافتقار إلى الدعم العسكري بسبب السياسات الداخلية سمح له بالهرب. قاذفات الشبح التي نفذت الغارات على "فوردو" وهي تحلق فوق قاعدتها الأميركية (رويترز) ويصف المستشار في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض وقت العملية، ريتشارد كلارك، المعركة بأنها شكلت "حالاً من الإهمال العسكري"، مؤكداً أن الجيش الأميركي كان لديه الوقت والموارد والمعلومات الكافية للقبض على بن لادن، لكن القادة العسكريين، بما في ذلك الجنرال تومي فرانكس، قرروا عدم تخصيص قوات كافية لأنهم لم يروا في ذلك جزءاً من مهمتهم، معرباً عن استيائه من عدم استخدام مشاة البحرية المتمركزين في قندهار والذين كانوا على مقربة من المنطقة. "كانت درساً قاسياً" وفي هذا الصدد لفت قائد العمليات الخاصة الذي أشرف على غارة "أبوت آباد" الأدميرال ويليام ماكريفن إلى أن الدروس المستفادة من تورا بورا هي التي أثرت في التخطيط لعمليات لاحقة، مؤكداً أن نقص القوات البرية في تورا بورا أبرز الحاجة إلى تنسيق أفضل بين العمليات الجوية والبرية، وهو ما جرى تطبيقه بنجاح في غارة أبوت آباد عام 2011 والتي انتهت بمقتل بن لادن، في وقت أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية في حينه، ليون بانيتا، أن تورا بورا كانت درساً قاسياً دفع "سي آي أي" إلى تعزيز قدراتها. التحديات اللوجستية والاستخباراتية ليست هامشية هي الأخرى، إذ أشار المسؤولون إلى أن التحديات الجغرافية في تورا بورا، مع تضاريسها الجبلية المعقدة وشبكة الأنفاق المحصنة، جعلت من الصعب تحديد موقع بن لادن بدقة، كما أن المعلومات الاستخباراتية كانت غير كاملة مما أعاق التخطيط الفعال، وذكر أحد المسؤولين السابقين في "سي آي أي" أن "الثقة المفرطة" في القوة الجوية، مثل استخدام القنابل الثقيلة، لم تأخذ في الاعتبار قدرة بن لادن على التنقل بسرعة عبر الطرق الجبلية. فوردو... قلعة نووية إيرانية محصنة في باطن الجبل، ماذا نعرف عنها بعد الضربة الأميركية؟#نكمن_في_التفاصيل — اندبندنت عربية الآن (@indya_now) June 22, 2025 وكان نائب مدينة قم في البرلمان الإيراني أفاد أن المنشأة تحت الأرض لم تتعرض لأي أضرار، وأن حجم الخسائر ليس كما يروج له ترمب، فيما قال مستشار رئيس مجلس النواب الإيراني مهدي محمدي "كانت إيران تنتظر الهجوم على فوردو ليلاً"، مشيراً إلى أنه جرى إخلاء الموقع منذ فترة طويلة ولم يتعرض لأي أضرار لا يمكن إصلاحها جراء الهجوم، بينما أشار مستشار في البرلمان الإيراني إلى أن "هناك أمران مؤكدان: أولاً أن المعرفة لا تُقهر، وثانياً أن المقامر سيخسر هذه المرة"، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية. كل ذلك يعيدنا إلى المشهد اليوم، فهل هرب اليورانيوم المخصب من قبضة أميركا في "فوردو" كما هرب منها بن لادن قبل عقدين؟ هذا ما يخشاه الجميع، ولا سيما الأميركيون والإسرائيليون، وهو ما يمني به الإيرانيون أنفسهم وهم يرون في البرنامج النووي بوجه عام رمزاً للكرامة والاستقلال، لكن العودة لاستهداف القلعة الحصينة من جانب إسرائيل يشير إلى تضاؤل فرص نجاة المشروع جله أو كله، وهذا ما جعل الكاتب الأميركي توماس فريدمان المناهض لسياسات نتنياهو يعود للتأكيد على أن "إسرائيل مصممة على تجريد إيران من جميع قدراتها على صنع القنابل النووية، بما في ذلك منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة في أعماق جبل قم"، والسؤال بحسب تقديره هو كيف سيفعلون ذلك؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store