logo
الأموال الساخنة تصعد بالجنيه المصري إلى أعلى مستوى في 2025

الأموال الساخنة تصعد بالجنيه المصري إلى أعلى مستوى في 2025

Independent عربيةمنذ 6 أيام
مع استمرار تحسن السيولة الدولارية ارتفع الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إذ تُتداول الورقة الأميركية الخضراء في التعاملات الأخيرة عند مستوى 49 جنيهاً.
جاء هذا الانتعاش مدعوماً بتدفقات كبيرة مقومة بالدولار، مع هدوء التوترات الجيوسياسية وأسعار الفائدة الجذابة التي حفزت تدفقات أجنبية غير مسبوقة إلى أدوات الدين القصيرة الأجل والمتوسطة الأجل، وتزامنت هذه التدفقات غير المسبوقة مع بداية العام المالي الجديد، وتراجع التزامات الديون وسط تدفقات الإيرادات الضريبية.
ومع تراجع الضغوط على الجنيه المصري، انخفضت تعاملات الـ"إنتربنك" بسبب فائض في السيولة الدولارية لدى معظم البنوك الحكومية والخاصة في البلاد، مما زاد من قوة الجنيه المصري مقابل الدولار، وقالت مصادر مطلعة، إن استمرار مكاسب الجنيه مرهون بجذب مزيد من المستثمرين الأجانب إلى سوق الدين المحلية، من خلال إصدار أدوات دين جديدة، علاوة على أن استمرار تراجع تأثير مؤشر الدولار العالمي على أسعار صرف العملات في الدول الناشئة سيمنح الجنيه أيضاً فرصة لاسترداد بعض خسائره.
هل الجنيه مقوم بأقل من قيمته أمام الدولار؟
ومنذ بلوغ الدولار الأميركي أعلى مستوى له في منتصف تعاملات الشهر الماضي، عندما جرى تداوله عند مستوى أعلى من 51 جنيهاً، بدأ سلسلة من التراجعات ليجري تداوله اليوم عند مستوى 49.01 جنيه للشراء، و49.15 جنيه للبيع لدى البنك المركزي المصري.
وفيما جاء أعلى سعر لصرف الدولار الأميركي لدى "مصرف أبوظبي الإسلامي" عند مستوى 49.06 جنيه للشراء، و49.15 جنيه للبيع، سجل أقل سعر لصرف الدولار في "بنك التعمير والإسكان" عند مستوى 48.95 جنيه للشراء، مقابل 49.05 جنيه للبيع، وفي بنوك "الأهلي المصري" و"مصر" و"القاهرة" و"الإسكندرية" و"كريدي أغريكول" استقر سعر صرف الدولار عند مستوى 49 جنيهاً للشراء، و49.10 جنيه للبيع.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن انتعاش الجنيه يتماشى مع توقعات حديثة لبنك "غولدمان ساكس"، إذ أشار بنك الاستثمار العالمي إلى أن سعر الصرف الفوري للجنيه ستدعمه تدفقات المحافظ الاستثمارية القوية المتوقعة، وتستند هذه النظرة أيضاً إلى تعزيز الاحتياطات الدولية، مما يوفر طبقة إضافية من الدعم لاستقرار الجنيه.
ولا تزال العملة المحلية مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية بصورة كبيرة، إذ يعد الجنيه حالياً ثاني أكثر العملات المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية بين عملات الأسواق الناشئة التي يغطيها "غولدمان ساكس" بنحو 30 في المئة. ويقدر "غولدمان ساكس" أن يظل الجنيه مقوماً بأقل من قيمته بنسبة 25 في المئة على مدى الـ12 شهراً القادمة، إذا استقر سعر الصرف الحالي قرب مستواه الحالي.
لماذا تحسن عجز التعاملات الجارية؟
وفي سياق تحسن المؤشرات الاقتصادية، قال البنك المركزي المصري، إن الاقتصاد المصري شهد تطورات إيجابية، خلال الفترة من يوليو (تموز) 2024، وحتى نهاية مارس (آذار) الماضي، إذ تحسن عجز حساب التعاملات الجارية بنسبة 22.6 في المئة ليبلغ نحو 13.2 مليار دولار مقابل نحو 17.1 مليار دولار في الفترة نفسها من العام المالي السابق، وجاء هذا التحسن بصورة خاصة في الربع الثالث من يناير (كانون الثاني) وحتى مارس الماضي.
وعلى رغم تلك التطورات الإيجابية، شهدت الفترة من يوليو 2024 وحتى مارس الماضي عجزاً كلياً مقداره نحو 1.9 مليار دولار مقابل فائض كلي بلغ نحو 4.1 مليار دولار خلال الفترة المناظرة.
ويُعزى هذا التحول إلى تراجع صافي التدفقات للداخل في التعاملات الرأسمالية والمالية ليصل نحو 7.7 مليار دولار، مقارنة بتدفقات غير مسبوقة بلغت نحو 20 مليار دولار في الفترة المناظرة التي تضمنت صفقة "رأس الحكمة" بقيمة 15 مليار دولار.
وأوضح أن إيرادات قناة السويس بلغت 2.6 مليار دولار في الفترة من يوليو 2024 وحتى مارس الماضي، مقابل 5.8 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام، وذكر أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج، ارتفعت إلى 26.4 مليار دولار في الفترة المذكورة، مقابل 14.5 مليار دولار في الفترة المماثلة قبل عام.
وأشار البنك المركزي المصري إلى أن صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بلغ 9.8 مليار دولار خلال القترة من يوليو 2024 وحتى مارس الماضي، مقارنة بنحو 23.7 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق، وارتفعت واردات مصر من المنتجات البترولية بنحو 4.8 مليار دولار، ومن الغاز الطبيعي بنحو 3.3 مليار دولار خلال الفترة من يوليو 2024 إلى مارس الماضي.
وتابع "إيرادات السياحة في مصر سجلت ارتفاعاً لتصل إلى 12.5 مليار دولار في الفترة المذكورة، مقابل 10.9 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام".
كيف قفزت تحويلات المصريين في 9 أشهر؟
وكشفت بيانات "المركزي"، أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت إلى 26.4 مليار دولار بين يوليو 2024 حتى مارس الماضي، مقابل 14.5 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام، وأوضح، أن عجز التعاملات الجارية في مصر انخفض إلى 13.2 مليار دولار خلال هذه الفترة مقارنة مع 17.1 مليار دولار في الفترة نفسها قبل عام.
وأرجع البنك، انخفاض العجز إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنسبة 86.6 في المئة، وإلى نمو الفائض في الميزان الخدمي نتيجة زيادة إيرادات السياحة 23 في المئة، وانخفضت صادرات النفط 430.5 مليون دولار إلى 4.2 مليار دولار من 4.6 مليار دولار في العام السابق، بينما زادت واردات النفط 4.8 مليار دولار إلى 14.5 مليار دولار من 9.7 مليار دولار.
وانخفضت عائدات قناة السويس إلى 2.6 مليار دولار من 5.8 مليار دولار في العام السابق مع استمرار تأثر إيرادات هذا الطريق التجاري العالمي الحيوي بسبب هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، وبلغت إيرادات السياحة في مصر 12.5 مليار دولار بين يوليو 2024 ومارس الماضي، مقارنة بـ10.9 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق، وبلغ الاستثمار الأجنبي المباشر 9.8 مليار دولار مقارنة بـ23.7 مليار دولار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اخبار الاتحاد السعودي : ساماسيكو مراقب من القادسية والاتحاد .. الأرقام لا تؤكد ذلك!
اخبار الاتحاد السعودي : ساماسيكو مراقب من القادسية والاتحاد .. الأرقام لا تؤكد ذلك!

حضرموت نت

timeمنذ 23 دقائق

  • حضرموت نت

اخبار الاتحاد السعودي : ساماسيكو مراقب من القادسية والاتحاد .. الأرقام لا تؤكد ذلك!

هاي كورة_ كشفت تقارير صحفية عن اهتمام ناديي الاتحاد والقادسية بالتعاقد مع لاعب خط الوسط المالي، ديادي ساماسيكو، الذي أصبح حرًا بعد انتهاء عقده مع هوفنهايم الألماني. يُقدَّر العرض السنوي لنادي الاتحاد بـ 4.5 ملايين دولار، بينما يقدم القادسية عرضًا بقيمة 3 ملايين دولار، ويرى العديد من النقاد أن تسريب أخبار ارتباطه بالفريقين قد يكون حيلة من وكيل أعماله لربطه بالدوري السعودي. ساماسيكو لم يشارك في الموسم الماضي سوى في 10 مباريات مع هوفنهايم، وتعرض للعديد من الإصابات. واستنادًا إلى صفقات الاتحاد والقادسية في الموسم الماضي، هناك معايير جودة لاختيار الصفقات لا يتمتع بها اللاعب المالي، مما يجعل العديد من النقاد يرون صعوبة انتقاله إلى أحد الناديين الكبيرين هذا الصيف.

سعر الدولار مقابل الجنيه يتراجع مع منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء
سعر الدولار مقابل الجنيه يتراجع مع منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء

مباشر

timeمنذ 38 دقائق

  • مباشر

سعر الدولار مقابل الجنيه يتراجع مع منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء

القاهرة - مباشر: تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري بنحو 6 قروش في عدد البنوك مع منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء، مقارنةً بمستواه أمس. كان سعر الدولار مقابل الجنيه تراجع بنحو 11 قرشاً أمس. سعر الدولار في عدد من البنوك البنك الأهلي المصري: 48.68 جنيه للشراء، و48.78 جنيه للبيع، بتراجع 6 قروش للشراء والبيع. بنك مصر: 48.68 جنيه للشراء، و48.78 جنيه للبيع، بتراجع 6 قروش للشراء والبيع. البنك التجاري الدولي: 48.67 جنيه للشراء، و48.77 جنيه للبيع، بتراجع 6 قروش للشراء والبيع. بنك البركة: 48.65 جنيه للشراء، و48.75 جنيه للبيع بتراجع 7 قروش للشراء والبيع. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

تقارب أميركي – ليبي يمهد لتغيير سياسي من بوابة الاستثمار
تقارب أميركي – ليبي يمهد لتغيير سياسي من بوابة الاستثمار

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

تقارب أميركي – ليبي يمهد لتغيير سياسي من بوابة الاستثمار

ما زالت تداعيات زيارة مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الأفريقية مسعد بولس إلى ليبيا مستمرة، حتى بعد نهايتها بأيام قليلة، بالنظر إلى حجم المسؤول المرسل من واشنطن وغموض الرسائل التي حملها إلى أطراف النزاع الليبي في شرق البلاد وغربها. الملف الأبرز الذي أحدث جدلاً واسعاً في ليبيا هو ملف العروض التنموية والاستثمارية التي عرضت على بولس من قبل المسؤولين الليبيين في الشرق والغرب، لاستمالة موقف إدارته ورئيسها، والتي كان بعضها معلناً وبلغ عشرات المليارات من الأموال المجمدة في الخارج، على هيئة عقود استثمارية طويلة في مجالات مختلفة. رسالة حازمة وربط مهتمون في الشأن السياسي داخل ليبيا بين هذه الصفقات والعروض الاستثمارية التي طرحها مسؤولون ليبيون على طاولة التفاوض مع مستشار الرئيس الأميركي، وتصريح مقتضب حمل رسالة واضحة من دونالد ترمب للمسؤولين المتنازعين في ليبيا علق ضمنها على هذه الزيارة بقوله، إن "ليبيا باتت في حاجة إلى تغيير جذري يقوده جيل جديد من الشباب"، وهذه الرسالة رأى فيها محللون "كلمة السر التي دفعت المسؤولين في ليبيا لتجهيز عروضهم المغرية لكسب ود الإدارة الأميركية ودعمها". في المقابل، كانت تصريحات المبعوث الأميركي إلى ليبيا مسعد بولس عما تمت مناقشته مع المسؤولين الليبيين مليئة بالمؤشرات إلى أن الزيارة ليست ذات صبغة سياسية وأمنية فقط لدعم الاستقرار في ليبيا، بل إن جزءاً بارزاً منها متعلق بجني الأرباح الاقتصادية والاستثمارية خصوصاً في مجال الطاقة. وكان بولس لخص ما نوقش خلال لقاءاته المسؤولين الليبيين بقوله "ناقشنا أهمية استعادة الهدوء ومنع العنف ودفع الحوار السياسي قدماً، بينما نعمل معاً على تعزيز التعاون الأميركي-الليبي بما يعود بالنفع على البلدين، ونتطلع إلى تنمية الصفقات التجارية بين بلدينا". صفقة ضخمة من جانبه، كشف وزير الاتصال في "حكومة الوحدة" بطرابلس وليد اللافي أبرز محاور النقاش مع مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس، مبيناً أنها "شملت ملفات الطاقة والتعدين والتعاون العسكري". ونوه بأن رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة أكد دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وعودة الشركات النفطية الأميركية، وأن فريقاً حكومياً تابعاً له أعد رؤية استراتيجية جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، تتجاوز الـ70 مليار دولار لتنفيذ مشاريع مشتركة. عرض لكسب الدعم تصريحات اللافي هذه عن العرض الاستثماري الضخم من حكومة الدبيبة لإدارة الرئيس دونالد ترمب، أثارت جدلاً كبيراً في ليبيا، إذ عدها بعض أمراً عادياً يحدث في كل المداولات والزيارات الرسمية بين الدول، ووصفها آخرون بـ"الابتزاز السياسي" للبقاء في السلطة بدعم أميركي. الباحث السياسي فرج دردور أدلى بدلوه في هذا السجال، قائلاً إن "حكومة الدبيبة تدرك اهتمام إدارة ترمب بالعروض المالية والاستثمارات الضخمة، فجهزت له ما يثير اهتمامه في صورة صفقات بقيمة 70 مليار دولار". وأضاف أن "هدف الزيارة ثلاثي، سياسي وأمني واقتصادي، فمن المعلوم أن سياسة ترمب الخارجية تقوم على دعم الاستقرار مع جني المكاسب من أموال الدول التي يدعمها ويدعم استقرارها، سواء كان ذلك بصفقات تجارية أم بالدفع المباشر". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عرض غير قانوني بينما عدَّ المتحدث باسم حزب "صوت الشعب" عبدالسلام القريتلي أن "عبدالحميد الدبيبة لا يملك الحق القانوني ولا السياسي للتصرف في الأموال الليبية المجمدة، لأنه مشروع طويل يحتاج لدراسات ولجان، إضافة إلى أن زيارة مسعد بولس ليست لها علاقة بتحسين الوضع الليبي لأن ليبيا تقع تحت الوصاية الدولية منذ عام 2011". علاقة تاريخية مضطربة وعلى مدار تاريخها الطويل الممتد إلى نهايات القرن الـ18، تميزت العلاقات الليبية-الأميركية بمد وجزر مستمر، ويمكن توصيفها بعلاقة مضطربة غير مستقرة لم تصل يوماً إلى مستوى الشراكة المستدامة، وتأثرت بالتحولات السياسية المستمرة داخل ليبيا تحديداً. وبدأت هذه العلاقة خلال ما يعرف بالعصر العثماني الثاني في ليبيا وتحديداً بين ليبيا (ولاية طرابلس آنذاك) والولايات المتحدة في أواخر القرن الـ18، عندما بدأت السفن الأميركية تبحر في البحر المتوسط بعد الاستقلال عن بريطانيا. حرب الأعوام الأربعة ووقعت خلال تلك الفترة حادثة بارزة كان لها تأثير طويل على العلاقة بين البلدين، حين اندلعت ما تعرف بحرب الأعوام الأربعة الأولى (1801-1805) بين الولايات المتحدة وولاية طرابلس تحت حكم يوسف باشا القره مانلي، بسبب الخلافات حول دفع الجزية لحماية السفن الأميركية من القراصنة، وجرى خلالها أسر السفينة الأميركية "فيلاديلفيا" من قبل القوات البحرية الليبية. وخلدت هذه الحادثة في نشيد البحرية الأميركية إلى يومنا هذا، إذ يغني البحارة كلما أنشدوه هذا المقطع "من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس، نخوض معارك وطننا في الجو وعلى الأرض وفي البحر". وانتهت هذه الحرب بتوقيع معاهدة سلام عام 1805 بعد معركة درنة، التي تعد أول تدخل عسكري أميركي بري على أرض أجنبية. مرحلة الاستقلال شهدت العلاقات الليبية-الأميركية انقطاعاً طويلاً بعد هذه الحادثة لقرن ونصف القرن من الزمن، قبل أن تدشن المرحلة الثانية منها بعد استقلال ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي (1969-1951). واعترفت الولايات المتحدة بالمملكة الليبية بقيادة الملك إدريس السنوسي، وشهدت تلك المرحلة أفضل مرحلة في العلاقات المشتركة التي كانت قوية واستراتيجية، ومن أبرز مظاهرها إنشاء قاعدة "هويلس" الجوية (Wheelus Air Base) في طرابلس عام 1954، والتي كانت أكبر قاعدة أميركية خارج الولايات المتحدة آنذاك. وتعززت العلاقة أكثر بعدما نجحت شركات أميركية في تحقيق أول كشف نفطي داخل ليبيا، فعزز الذهب الأسود مستويات التعاون وقوة العلاقة السياسية، وفتح عيون الإدارة الأميركية على الأهمية الاقتصادية المستقبلية لليبيا، مع إدراكها لأهميتها الجيواستراتيجية التي دفعتها لبناء أضخم قاعدة عسكرية لها بالخارج فيها. توتر وعداء بعد انقلاب الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي على الحكم الملكي في ليبيا عام 1969 بدأت المرحلة الثالثة من العلاقات الليبية-الأميركية، التي يمكن وصفها بأسوأ مرحلة في العلاقات بين البلدين سادها التوتر والعداء لأكثر من 40 عاماً. كان لهذا التوتر أسبابه طبعاً التي بدأت بقيام القذافي بعد تسلمه الحكم عام 1969 بطرد القواعد الأميركية، وتأميم الشركات النفطية الأميركية وتبنيه خطاباً معادياً لأميركا والغرب. وردت واشنطن من جانبها بتصنيف ليبيا كدولة راعية للإرهاب عام 1979 خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وبلغ التوتر أشده عام 1986 حين شنت الولايات المتحدة غارات جوية على طرابلس وبنغازي رداً على هجوم نسب للاستخبارات الليبية على جنود أميركيين في برلين. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية شديدة بعدها على ليبيا. مرحلة خطرة وصل التوتر بين الطرفين بداية التسعينيات مستويات خطرة، وشهدت العلاقات الدبلوماسية القطيعة الكاملة بعد قضية لوكربي عام 1988 (تفجير طائرة "بان أم 103" فوق اسكتلندا). وانتهت هذه المرحلة بعد غزو العراق عام 2003 حين قدم القذافي تنازلات كبيرة ودفع تعويضات ضخمة لضحايا تفجير لوكربي، لتشهد العلاقات تحسناً غير مسبوق منذ تسلم القذافي السلطة، وامتدت هذه الفترة بين عامي (2003-2011) وفيها رفعت العقوبات الأميركية تدريجاً وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. نهاية الربيع القصير انتهى الربيع القصير للعلاقة بين واشنطن ونظام القذافي بعد اندلاع الانتفاضة الليبية عام 2011، حين دعمت الولايات المتحدة تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إسقاط نظام القذافي، لتدخل ليبيا بعدها حالاً من الفوضى السياسية والأمنية كان من أبرز أحداثها الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، ومقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين. وبعدها، شنت الولايات المتحدة حملة لمكافحة الإرهاب في ليبيا تمثلت في استهداف قيادات "داعش" و"القاعدة" بضربات جوية واعتقال بعضهم ضمن عمليات خاصة، أتبعتها بتقديم دعم متوازن للحوار السياسي عبر الأمم المتحدة لكن من دون تدخل مباشر كبير منها. ولا تزال واشنطن تعد ليبيا موقعاً استراتيجياً في ملف أمن المتوسط ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store