logo
مآلات المشروع الجهادي وعودة مركزية العقل السياسي

مآلات المشروع الجهادي وعودة مركزية العقل السياسي

المدنمنذ 4 ساعات

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، لحظة الهجوم المعقّد الذي شنّته حركة "حماسط التي تمتلك بنية أيديولوجية إسلامية وامتداداً اجتماعياً تاريخياً يتجاوز كونها مجرّد ذراع لإيران، رغم ارتباطها بها سياسياً ومالياً وعسكرياً – بدا واضحاً أن نقطة تحوّل حاسمة قد بدأت تتشكّل في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط. الرد الإسرائيلي لم يكن مجرد عملية عسكرية موضعية، بل إعلاناً استراتيجياً بأن الزمن قد انقلب، وأن حدود الاحتمال السياسي والعسكري قد تم تجاوزها. إسرائيل، التي لطالما مارست سياسة الردع المتحكم، قررت في ذلك التاريخ أن تعيد صياغة قواعد اللعبة الإقليمية بالكامل: تدمير أذرع إيران أينما وُجدت. حزب الله، نظام الأسد، الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، الحوثيون والدوائر العسكرية الإيرانية العابرة للدول، جميعها أصبحت أهدافاً في حسابات الردع الإسرائيلي المتسارع.
ولعل الضربة الأخيرة التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني شكّلت ذروة هذا المسار. لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بل عرضاً تقنياً فائقاً كشف عن فجوة عميقة في البنية التكنولوجية والأمنية، وضَع إيران – التي تملك مشروعاً دينياً-سياسياً ذا طموحات إقليمية – في موقع المتأخر تقنياً بشكل مروّع، وكأنها على أعتاب العصر الحجري مقارنة بخصم يملك أدوات القرن الحادي والعشرين. هذا التفوّق لم يكن عسكرياً فحسب، بل فكرياً أيضاً، إذ دلّ على اختلال في مفاهيم إدارة الدولة والسيادة ضمن مشاريع أيديولوجية تتّكل على الإيمان العقائدي أكثر من اعتمادها على تحليل الواقع ومعطياته الصلبة.
فالخلل الذي نواجهه هنا لا يكمن في "المنطق العسكري فقط أو السياسي الأيديولوجي بالمعنى السطحي" كما قد يُفهم بشكل مجرّد، بل في المنطق الفلسفي الأعمق لناحية النظرة للعالم ووعيه والتعامل معه: إذ إن العقيدة الدينية، كما تُمارس في مثل هذه المشاريع، ما تزال تنظر إلى الواقع بوصفه ميداناً لتجلّي الإرادة الإلهية، أكثر منه ساحة تنافس تخضع للعلم والتخطيط. والمفارقة أن الفقه الإسلامي ذاته مليء بالنصوص التي تدعو إلى الإعداد والتخطيط وتقدير موازين القوة، "وأعدّوا لهم ما استطعتم" كما تقول الآية الأثيرة على قلوب المنظرين الجهاديين في كل زمان، لكن هذه النصوص غالباً ما تُختزل لصالح خطاب تعبوي يراهن على "النصر الإلهي" وحده. هذا الانفصام بين الخطاب الديني النظري وسلوك الجماعات الجهادية العملية هو الذي يُعرّي اليوم فشل تلك العقائد في ميدان الواقع. إنها تنهار، لا فقط أمام مدافع العدو، بل أمام أعين أتباعها، الذين يصطدمون بتهافت الوعود المقدسة أمام تفوق التكنولوجيا والعقل. وهو ما يعيد إلى الأذهان ما نُسب إلى نابليون حين سأله أحد الجنود قبيل اندلاع معركة "واترلو": هل الله معنا نحن الكاثوليك، أم مع الإنجليز البروتستانت؟ فأجابه: الله مع صاحب المدفع الأكبر!
وما يعزّز هذا المنحى والجبهة الفكرية – إن صحت تسميتها – للمعارك التي تجري منذ السابع من أكتوبر، هو ما تسرّب من مصادر داخلية عن أن إسرائيل، في بداية معركتها مع غزة، تبنّت ما سمّته داخلياً بـ"قواعد حماة"، في إشارة صريحة إلى المجازر التي ارتكبها حافظ الأسد في مدينة حماة عام 1982. فكما كان هدف الأسد سحق المدينة وإبادة جزء من سكانها لإلحاق الهزيمة بوعي جماعي يرى فيه تهديداً لاستقراره، سعت إسرائيل إلى توظيف ذات المنهج في غزة: إلحاق هزيمة لا تقتصر على البنية العسكرية لحماس، بل تمتد إلى البنية المجتمعية الحاضنة لها، باعتبارها – بحسب هذا التصور – هي التي تُنتج مثل هذه الكيانات. وبصرف النظر عن موقفنا الأخلاقي من مثل هذه المقارنة، فإن تبنّي هذا النموذج – الذي هو في جوهره عقيدة عنف ضد الذاكرة الجمعية – يكشف عن تحوّل مقلق في طبيعة المعارك، من مواجهة مع تنظيمات إلى محاولة تفكيك النسيج الاجتماعي الذي ترى فيه إسرائيل رحماً محتملًا للمقاومة، وإلحاق الهزيمة بوعي هذه المجتمعات وليس فقط هزيمتها عسكرياً.
في هذا السياق، يبدو أن الحرب لم تعد تدور فقط على الأرض، بل على مستوى المعنى ذاته: أي الحق في تعريف المستقبل. صحيح أن إسرائيل لا تسعى لنشر نموذج ديمقراطي أو إنساني، بل تحركها مصالح قومية صارمة تهدف إلى كسر البيئة التي تُنتج العنف والمواجهة، لكنها، وإن عن غير قصد، تكشف بذلك عن هشاشة المشاريع التي تتغذى على الخرافة وتتحرك بلا بوصلة واقعية. إن هزيمة المشاريع الجهادية، ليست في حقيقتها هزيمة عسكرية فحسب، بل هي سحقٌ لأوهام كبرى لم تستطع أن تصمد في وجه منظومات عقلانية تعتمد على أدوات العلم والمعرفة والتراكم، لا على اليقينيات الخلاصية والشعارات الدامية.
وفي هذا الإطار، تُصبح المسألة السورية مركزية. فهي ليست ساحة منسيّة، بل المختبر الأخطر الذي حاولت فيه التيارات الجهادية، تحت مظلّة النظام السابق أو في مواجهته، إعادة إنتاج نموذج مضاد للعقل الديمقراطي. وتاريخ سوريا القريب لا يشكّل مجرد خلفية لهذا المشروع، بل يعدّ من أكثر التجارب تأثيراً في تاريخ الجهاد العالمي، سواء على مستوى الخبرة التنظيمية والعملياتية، أو على صعيد التنظير العقائدي والفقهي. سوريا كانت، عملياً، حاضنة لأبرز منظّري هذا الفكر، وأكثر ساحات إنتاجه تطوراً، متفوّقة في ذلك على دول ذات تاريخ جهادي أسبق وأعمق.
وإذا كانت بعض الأصوات، خصوصاً في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان، قد سوّقت لفكرة أن الولايات المتحدة تبحث عن "تسويات واقعية" مع قوى إسلامية أو جهادية تقبل الركون ضمن خرائطها الوطنية دون تمدّد عالمي، فإن هذا الخطاب ينطوي على درجة كبيرة من الاستسهال، بل الاستغفال السياسي. إنه الرهان على الرمال المتحرّكة ذاتها التي اعتاد البعض في العالم العربي والإسلامي أن يبني عليها أوهامه. ما جرى – ويجري – ليس تخلياً عن الديمقراطية أو عن مشروع الاستقرار العالمي، بل مراجعة أدواته وشروط تفعيله ضمن منظومات متشابكة ومعقدة.
فالاستراتيجية الأميركية، كما تتبدى في أدبيات كبرى مراكز التفكير السياسي، لا تزال تؤمن بأن الاستقرار الكوني غير ممكن من دون ديمقراطيات راسخة. وليست المسألة تعبيراً عن رغبة مثالية "نبوية" أميركية لنشر الخير في العالم. فمن المعروف أن تاريخ السياسة الأميركية مليء بدعم دكتاتوريات والانقلاب على ديمقراطيات، بل وحتى تمويل حركات جهادية لأغراض قصيرة المدى في مواجهة أعداء مباشرين. غير أن بناء ديمقراطيات مستقرة ليس "هدية أميركية"، بل مصلحة استراتيجية عليا بعيدة المدى. قد تُهمل في لحظات الانفعال أو الحسابات الضيقة، لكنها تعود دوماً إلى السطح بوصفها الحاجة العضوية الوحيدة لإنتاج أسواق مستدامة، ومجتمعات شفافة، وأمن عابر للقارات.
ذلك أن العالم كما يراه أصحاب هذا التوجّه لم يعد يحتمل في المستقبل مثل هذه النتوءات الراديكالية: فكل مشروع خارج منطق الدولة والقانون والحقوق، يتحول تلقائياً إلى تهديد لبنية الاستقرار العالمي. وأي انحراف داخلي في دولة ما سرعان ما يتحول إلى زلزال إقليمي، كما أثبتت التجارب في الشرق الأوسط وأفريقيا والقرن الآسيوي.
إن إخفاق بعض مراحل مشروع "نشر الديمقراطية" لا يعني أن الديمقراطية كمبدأ قد تهاوت. بل هو تأكيد على أن السير نحوها معقّد، ومتعرّج، وذو كلفة باهظة، لكنه ما زال الطريق الوحيد الممكن. لقد أصبحت الديمقراطية أيقونة سياسية لا تنافسها أية أيديولوجيا أخرى من حيث القبول الكوني أو الاعتراف بقيمتها. وفي زمن العولمة الرقمية، والشفافية الفورية، وسقوط الحجب الإعلامية، لم يعد ممكنًا الترويج لأي نظام قمعي أو شوفيني تحت ستار "الخصوصية الثقافية". تلك الأكاذيب فقدت جدواها، بل وأصبحت موضع تندّر وسخرية في الجامعات كما في الميادين.
من هنا، فإن سوريا – بكل تعقيداتها – لا يمكن أن تكون ساحة لإعادة تدوير الفشل، ولا منصّة لبناء أنظمة ما قبل الدولة. إن السلطة الحالية، إن أرادت البقاء لا مجرد الصمود، فهي مطالبة بتلبية شروط استراتيجية عليا تتجاوز مجرد إدارة الأزمة، نحو بناء منظومة حكم تضمن الحقوق وتحمي السلام الداخلي والإقليمي. وما يجب أن يُفهم، وبوضوح، أن الأمر لم يعد شأنًا مؤجلًا إلى 'لحظة مناسبة' في المستقبل. إن الوقت هو الآن، وهذه اللحظة هي الفرصة الأخيرة. إذ إن الإجراءات التي اتُخذت منذ سقوط النظام إلى اليوم، وآخرها ما كُشف من تعديلات تُحصّن رئيس الجمهورية من أي مساءلة أو إقالة، وتمنحه سلطة فعلية على كامل مجلس الشعب عبر تعيين اللجنة التي تختار ثلثيه، بينما يقوم هو بتعيين الثلث الأخير بشكل مباشر، تمثل سلوكًا سلطويًا فاق كل دكتاتوريات العصور، حتى في أشد نماذجها فجاجة وابتذالًا. هذا لا يندرج حتى تحت 'الواقعية السياسية'، بل هو مهزلة دستورية تمتهن مفهوم السيادة الشعبية برمّته. وسوق الحجج والذرائع لن ينقذ أحدًا من انهيار قادم إذا استمر هذا النهج في صناعة الهياكل.
وإن البراغماتية المفرطة، التي تراهن على تحييد القوى الكبرى عبر تقديم خدمات أمنية وسلوك منضبط، لن تنطلي بعد اليوم، لا على إسرائيل التي هي فاعل إقليمي مركزي وتدرك حجم التهديدات في محيطها وقد دفعت أثماناً غالية سابقاً، ولا على المجتمع الدولي الذي بات يرى في القمع الداخلي مشروعاً موقوتاً لانفجار مقبل. لا أحد سيضع رأسه في فم الأسد مجدداً.
إن محاولة التذاكي السلطوي ليست سوى إعادة إنتاج لأنظمة هشّة تزرع بذور انهيارها بأيديها. الرسالة التي ينبغي أن تتلقفها دوائر القرار في دمشق اليوم واضحة: لا مشروع قابل للبقاء خارج الديمقراطية. ليست "الوصفة الغربية" ما يُطلب، بل الحد الأدنى من عقل الدولة، منطق المؤسسات، وإرادة الإصلاح الجاد، وهذا كما هو مؤكد ومعروف حاجة ماسة سورية أولاً للشعب السوري قبل أي طرف آخر في العالم، بما فيهم من هم في السلطة الآن ومن يؤيدهم من السوريين، فهم من يُفترض أنهم دفعوا أكبر الأثمان بين بقية السوريين، ويجب أن يكونوا هم الأحرص على نجاح مشروع بناء الدولة. لقد آن أوان الاعتراف بأن الديمقراطية ليست ترفاً ولا استعارة أخلاقية، بل ضرورة وجودية. فالعالم لم يعد يتّسع لمزيد من الحروب العقائدية أو التجارب الدموية. وحده المشروع الذي يلتقي فيه العقل مع الكرامة، والسياسة مع العدالة، هو ما يمكن أن ينقذ ما تبقى من هذه المنطقة التي تطاولت انهياراتها وكأنها بلا نهاية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذين يُريدون تغيير شكل ... الله
الذين يُريدون تغيير شكل ... الله

الديار

timeمنذ 13 دقائق

  • الديار

الذين يُريدون تغيير شكل ... الله

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب هذا ما أبلغه بنيامين نتنياهو لدونالد ترامب، عشية توجيه الضربة العسكرية الأولى الى ايران، "لأجعلنّ آية الله خامنئي يستسلم بين يدي الجنرال ايال زامير، مثلما استسلم الأمبراطور هيروهيتو بين يدي الجنرال دوغلاس ماك آرثر"، لدى القاء قنبلة هيروشيما. حتماً، الضربة كانت هائلة ومفاجئة بعد كل تلك السيناريوات الخادعة، دون أن تهتز عمامة المرشد الأعلى. كان واثقاً من أن نهاية "الجنون الاسرائيلي" ستكون على الأرض "الاسرائيلية"، لا على الأرض الايرانية. زعيم "الليكود" لم يكن يستند فقط الى تقارير "الموساد"، أيضاً الى ما أعده "الموساد" على الأرض الايرانية، ليكون السقوط الكبير من الضربة الأولى. هذا لم يحدث، ليكتب الباحث "الاسرائيلي" ايتاي ماك مقالة في صحيفة "هاآرتس" بعنوان "اسرائيل خسرت بالفعل أمام ايران". من هنا، الخطوات الأميركية الأخيرة، استعداد للتدخل، ولكن هل من مصلحة الرئيس الأميركي أن يرى جنوده وقد عادوا الى بيوتهم بالتوابيت؟ قطعاً لا يمكن اغفال ما يمكن أن تفعله القوة الأميركية من أهوال. ولكن ما تراها فعلت هذه القوة في أفغانستان، وحيث منظر الخروج الفضائحي اشعل مواقع التواصل بتعبير "ليلة العار تحت ضوء القمر"، وبعدما ترك الأميركيون حلفاءهم الأطلسيين بين "الأنياب النارية" لمقاتلي "طالبان"، ما حمل أحد معلقي "لوفيغارو" الفرنسية على القول "من يراهن على صداقة الولايات المتحدة، كمن يراهن على طواحين الهواء"... كل ما ينقل يثبت أن ثمة خطة مشتركة أميركية ـ "اسرائيلية" قد وضعت، على أن تبدأ بقرار مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الأقمار الاصطناعية وكذلك محطات الاتصال والرصد والتقارير الاستخباراتية، في تصرف القيادة العسكرية "الاسرائيلية"، اضافة الى خدمات لوجيستية مباشرة. لكن اللافت هنا الاخراج الرديء لمسرحية هزلية، حيث حاول ترامب، ودائماً بدور المهرج، أن يوحي للعالم بأن العملية العسكرية "اسرائيلية" بالكامل، لا أميركية بالكامل، دون أن يكون الهدف البرنامج النووي الايراني، وانما احتواء الدولة (والحالة) الايرانية، ليكون الشرق الأوسط كله في قبضته، كي لا يبقى الخاصرة الرخوة في الصراع المرتقب في الشرق الأقصى. هنا النفط، الشريان الحيوي للصناعة وللمعجزة الصينية. "الفورين آفيرز" كتبت عن الشرق الأوسط كمحطة محورية في ذلك الصراع حول قيادة الكرة الأرضية، ومع توقع أن يحدث الذكاء الاصطناعي انقلاباً بنيوياً عاصفاً، على المستوى الفلسفي أو على المستوى العملاني في المعادلات الاستراتيجية الكلاسيكية، التي طالما تقلبت عبر الأزمنة. لا الضربة الأولى، ولا الضربات اللاحقة، أدت الى نتائج كاسحة. لا شك أن ضربات أقل بكثير تفضي الى دمار كارثي، ان في لبنان أو في غزة. لكننا هنا أمام ايران، الدولة المترامية في الجغرافيا وفي التاريخ، الذي طالما شهد المعارك والحروب الطاحنة، دون أن ينجح الرهان على التظاهرات الغاضبة (ضد النظام) في طهران وأصفهان وتبريز، وحتى في قم. لم يحدث هذا، لا بل أن الايرانيين واجهوا الغارات الهائلة بأعصاب هائلة أيضاً. بطبيعة الحال أودت الضربة الأولى بأدمغة من الدرجة الأولى، وبقيادات عسكرية من الدرجة الأولى. ولكن هناك المؤسسة التي تعاطت بديناميكية لافتة مع الحدث. أكثر من ذلك، أظهرت الحملات الصاروخية على "اسرائيل" أن القيادات الايرانية تمكنت الى حد بعيد، من تقليص الفجوة في موازين القوة بين ايران و"اسرائيل"، باحداثها كل ذلك الخراب في المدن "الاسرائيلية"، وتهديدها بما هو أشد . هل حقاً أن الادارة الأميركية كما القيادة "الاسرائيلية"، فوجئت من صلابة وقوة الرد الايراني على الغارات "الاسرائيلية"، لنلاحظ مدى المراوغة الأميركية باتهام طهران بالتسبب بالحرب، لأنها لم توافق على تفكيك برنامجها النووي كمدخل لتقويض نظامها السياسي، وهذا هو "الحلم الاسرائيلي" و"الهدف الاسرائيلي"، بعدما كنا قد لاحظنا مدى الغباء أو الاستغباء الأميركي، بتصريح ستيفن ويتكون بأن البرنامج النووي الايراني يشكل خطراً على أمن أميركا والعالم والخليج. يا رجل من اي كوكب آخر أنت...؟! رأسان في رأس واحد، ووجهان في وجه واحد. بأي حق يدعو دونالد ترامب سكان طهران الى اخلائها ليتسنى له تدميرها تماماً، مثلما دعا بنيامين نتنياهو سكان الضاحية الجنوبية لبيروت لاخلاء منازلهم. الدمار للدمار، وهذا ما لم يفعله لا هتلر ولا هولاكو. ولكن أنه الكاوبوي الذي يرى العالم ان من فوهة البندقية، أو من رنين الذهب، وانه "الحاخام" الذي يرى العالم من خلال التأويل الدموي للنص التوراتي. بعد كل ذلك، هل يمكن لايران أن تستسلم، كما يتقوقع بعض جهابذة التحليل السياسي على شاشاتنا؟ وهل يمكن لأميركا (و"اسرائيل") أن تنتصر كما يشيع بعض ملوك الطوائف على الساحة اللبنانية، المشرعة على كل الرياح؟ غداة الخروج من أفغانستان، قال الجنرال ديفيد بترايويس "انه الخروج الأخير من استراتيجية المستنقعات". الآن هي العودة الى الاستراتيجية اياها، ودون أن يقرأ الأميركيون أو "الاسرائيليون"، رأي المفكر الجيوبوليتيكي الروسي ألكسندر دوغين "الرهان على تغيير الشرق الأوسط أقرب ما يكون الى الرهان على تغيير شكل الهواء".

فضل صيام رأس السنة الهجرية.. ماذا قال عنه النبي؟
فضل صيام رأس السنة الهجرية.. ماذا قال عنه النبي؟

صدى البلد

timeمنذ 28 دقائق

  • صدى البلد

فضل صيام رأس السنة الهجرية.. ماذا قال عنه النبي؟

فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025، يتساءل الناس مع قرب هذه المناسبة العظيمة عن حكم صيام أول السنة الهجرية الجديدة 2025 وهو بداية شهر محرم وحكم مشروعيته، وفي السطور التالية نتعرف على ما قالته دار الإفتاء المصرية حول صيام رأس السنة الهجرية. فضل صيام رأس السنة الهجرية وفي السياق، كشفت دار الإفتاء عن حكم صيام رأس السنة الهجرية، مؤكدة أنه يجوز شرعًا التطوع بصيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم الذي هو أول شهر من شهور السنة الهجرية. واستشهدت دار الإفتاء المصرية، بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ،...الحديث» رواه مسلم. متى تبدأ السنة الهجرية الجديدة 1447؟ وكانت دار الإفتاء المصرية أعلنت استطلاع هلال شهر محرم لتحديد موعد رأس السنة الهجرية 2025، في يوم الأربعاء الموافق 25 يونيو، من خلال لجان دار الإفتاء الشرعية والعلمية الموزعة في عدد من محافظات الجمهورية، بالتعاون مع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، باستخدام الوسائل البصرية والفلكية الدقيقة. ووفقًا للحسابات الفلكية، فإن إجازة رأس السنة الهجرية 2025 ستكون يوم الخميس 26 يونيو 2025، وبالتالي سيكون بداية العام الهجري الجديد في مصر. لماذا بداية السنة الهجرية في محرم؟ وذكرت كتب التاريخ الإسلامي أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مدة حكمه الرشيدة جمع الصحابة ليضعوا موعدا للتقويم الإسلامي، وكانت هناك بعض الآراء تقول "نؤرخ من مولد الرسول، بينما اقترح البعض الآخر بالأخذ بتاريخ وفاته، فى حين قال البعض الآخر بالأخذ بهجرته وكان الرأى الأخير هو الراجح والمتوافق عليه. كما استشار الخليفة عمر بن الخطاب في هذه المسألة، عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، فوافقاه الرأي، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التى توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى فى التاريخ الهجري. شهور السنة الهجرية لسنة 1447 وتبدأ رأس السنة الهجرية 1447 بـ 12 شهرا هي بالترتيب: "مُحرّم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوّال، وذو القعدة، وذو الحجة. وتعد الأشهر الحرم كان العرب يقدسونها حتى جاء الإسلام وصدق على هذه الفطرة السليمة وهي أشهر "مُحرّم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة". دعاء رأس السنة الهجرية 2025 1. اللهم في بداية هذا العام الجديد جدد أرواح ذبلت واهدي قلوب ضلت واشف أجساد أنهكها المرض وفرج هموم باتت في قلوبنا ولا يعلم بها إلا أنت اللهم عاما جميلا بالقرب منك. 2. اللهم إني استودعتك عام مضى من عمري فاغفر لي ما كان فيه و اكتب لي الخير و بارك لي في هذا العام و اجعله عام أجمل مما مضى و اجعله بداية لأجمل الأقدار. 3. في بداية العام الجديد اللهم إنا نستودعك أهالينا وأنفسنا من الحوادث والفواجع ومن كل عين و مرض وهم وغم واجعله عام مليء بالافراح وكل ما يسرنا يا كريم. 4. وفي أول فجر في العام الجديد اللهم اجعله بداية لكل فرح ونهاية لكل حزن. 5. اللهم اجعله عام شفاء لكل مريض وفرج لكل مهموم يارب العالمين. 6. اللهم مع بداية العام الجديد اكتب لنا الخير فيه واجعله ختام لأحزاننا وبداية لحياة جديدة مليئة بالسعادة. 7. عام من عمري مضى و عام جديد أبتدى اللهم انها بداية سنة جديدة لي فاجعل عامي هذا أجمل مما تمنيت. 8. عام جديد اللهم ارزقنا حلاوة الرحمة وطول الصحبة ولذة المغفرة وصفاء الود وتجنب الزلل وبلوغ الأمل وحسن الخاتمة. 9. اللهم اجعله عاما لا يضيق لنا فيه صدر ولا يخيب لنا فيه أمر ولا يرد لنا فيه دعاء واحفظ لنا من نحب و بشرنا بما يسر وحقق لنا ما نتمنى. 10. اللهم اني استودعتك السنة الجديدة، يارب اجعلها مليئة بالتوفيق والسعادة، اللهم إني استودعتك فتحها ونورها وبركتها وهداها وأعوذ بك من شر مافيها وشر ما بعدها. 11. اللهم اختم لنا عامنا الماضي بالصالحات وبارك لنا في السنة الجديدة واجعل الفرح واليسر فيها. 12. اللهم اجعل السنة الجديدة سنة خير ومحبة وسلام لأمتنا العربية والإسلامية تمنياتي للجميع عام جديد مليء بالنجاح والعافية والسعادة.

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟ دار الإفتاء تجيب
هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟ دار الإفتاء تجيب

صدى البلد

timeمنذ 30 دقائق

  • صدى البلد

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟ دار الإفتاء تجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال: هل يجوز الاحتفال برأس السنة الهجرية؟ والذي يشغل بال كثير من المسلمين ونحن على أعتاب نهاية العام الهجري الحالي وبداية العام الهجري الجديد. الاحتفال برأس السنة الهجرية وقالت دار الإفتاء عن الاحتفال برأس السنة الهجرية، إن تهنئة رأس السنة الهجرية جائزة شرعًا ولا بدعة فيها، منوهة بأنه يجوز التطوع بصيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم، الذي هو أول شهر من شهور السنة الهجرية، ويستحب الإكثار في هذا الشهر من الصوم. واستدلت دار الإفتاء، في حديثها عن الاحتفال برأس السنة الهجرية، بما روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم. إجازة رأس السنة الهجرية وتحدد دار الإفتاء المصرية موعد رأس السنة الهجرية 1447 - 2025 من خلال استطلاع هلال شهر المحرم وهو أول شهور العام الهجري الجديد 1447، وذلك بعد غروب شمس يوم الأربعاء الموافق التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة الجاري لعام 1446هـ، و25 يونيو 2025 م. ووفقا للحسابات الفلكية، توافق إجازة رأس السنة الهجرية هذا العام يوم الخميس 26 يونيو 2025، وهو غرة شهر المحرم لعام 1447 هجريا. ويعتبر يوم أجازة رأس السنة الهجرية عطلة رسمية تشمل العاملين في الجهاز الإداري للدولة، وكذلك العاملين في القطاع الخاص. ويستمتع الموظفون بإجازة طويلة تمتد لـ3 أيام متواصلة، حيث تتبعها عطلة نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت 27 و28 يونيو، مما يجعلها فرصة مناسبة للراحة أو السفر أو قضاء الوقت مع الأسرة. رأس السنة الهجرية وفي معرض الحديث عن رأس السنة الهجرية، ينبغي الإشارة إلى تصريح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بأن السنة الهجرية دورتها: 8 سنين، بعضها: 353 يوم، 354 يوم، 355 يوم. 353: تأتي مرة واحدة فقط في 8 سنين. 354: تأتي مرتين، أو ثلاثة. 355: تأتي مرتين، أو ثلاثة. وأكد أنه لا تأتى شهور متتالية 29 وراء بعض(29، 29، 29، 29)، ولكن قد يأتي شهرين وراء بعض 29 ويأتي الشهر الثالث 30. فيصحح نفسه، لكي تتم الدورة في النهاية ؛ لكن هذه الدورة ليست منضبطة انضباطًا تامًّا كالشمس؛ ولذلك يجب أن نرى الهلال كل أول شهر. وأوضح، أن الاعتماد على الحساب اعتماد كلي ليس وارد، الاعتماد على الحساب للاستئناس. وهناك فرق بين الاستئناس والاعتماد. االاستئناس يكون غالب الحساب صحيح، لكن الاعتماد صحيح دائما، ولذلك نحن نجمع ما بين الاستئناس والرؤية، لأنه هناك حالات لا تثبت إِلَّا بالرؤية وليس بالحساب، صحيح إنها قليلة؛ لكن موجودة. وتابع: إذن يجب أن نفهم إن حركة القمر ليست منتظمة انتظامًا تامًّا؛ ولذلك لابد من الجمع بين الحساب، وما بين الرؤية. وأضاف، أن التقويم الهجري مبني أيضا على 12 شهر، ولا يوجد فيه نسيء ، والتقويم القبطي يسير على الشمس، التقويم الرومي يسير على الشمس، ويسمى الجريجوري نسبةً إلى بابا الفاتيكان، الذي عَدِّل وأنقذ الخطأ الموجود في ما قبله، فهو صحيح حتى الأن. معلومات عن رأس السنة الهجرية وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه عندما شَرَّفَ الله الوجود بحضور حضرة النبي كانت القضية في الهجرة؛ هل تدون بأول ما بُعِثَ ، أو السنة الأولى من مبعثه ، أو السنة الثانية من مبعثه ، هذا كلام المسلمين فيما بينهم. وذكر علي جمعة، في تصريح له، أنه بعد ما انتقل النبي ، جعلها سيدنا عمر رضى الله عنه ابتداءً من الهجرة، ابتداءً من بناء الدولة في المدينة المنورة، فبدأت من الهجرة. وتابع: ورأى سيدنا عمر رضى الله عنه أن يجعل بداية العام بعد الرجوع من الحج، نبدأ السنة، فالسنة تبدأ بالمحرم. وأضاف علي جمعة، أنه كان العرب يقومون بِمَا يُسَمَّى بالنسيء، وهو أمرٌ معقد؛ لأنهم كانوا يستكثرون حرمة الأشهر الحرم: القعدة، والحجة، والمحرم، فكانوا يريدون سفك الدماء في هذه الشهور، منوها بأن سفك الدم حرام في هذه الشهور، فيقومون بتغيير اسم شهر محرم ويسموه صفر، ويؤجلون المحرم للشهر القادم، فيذهبوا لكاهن؛ لكي يحسبها لهم. فعندما يجعل صفر محرم، ويأتي ربيع فيسموه صفر، فتتزحزح الشهور. وعندما تتزحزح ؛ الدورة لا تتم، فكانوا يقومون كل سنتين حركة في الزيادات والنقصان، فكانت تتم بعد 18 سنة وتتعدل الدورة مرة أخرى، وهكذا ، قائلا "وسبحان الله في السنة التي حج فيها النبي كانت نهاية الـ 18، وكانت الدورة معدولة". فقال النبي «إن الفلك قد رجع إلى هيئة يوم خلق الله الخلق». بداية صحيحة، {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37]. الحمد لله، جاءت حجة سيدنا مضبوطة؛ في أن الدورة لفت إلى كما خلق الله الخلق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store