
"صور غزة غيّرت موقفه".. هل يتّجه ترامب لإعادة رسم العلاقة مع نتنياهو؟
وبحسب تقرير موسع نشرته مجلة "The Atlantic" الأميركية، فإن ترامب بدأ يُظهر في الأسابيع الأخيرة "مواقف مغايرة علنية حيال نتنياهو"، متأثراً بصور الأطفال الذين يعانون الجوع في غزة، ومتحدياً إنكار إسرائيل لوجود مجاعة في القطاع.
خلاف علني؟
قبل أسابيع فقط، بادر كل من ترامب ونتنياهو إلى تبادل لفتات رمزية تعكس تحالفاً سياسياً وثيقاً؛ إذ شنّ ترامب هجوماً على المدعين الإسرائيليين في قضايا الفساد ضد نتنياهو، واصفاً إياهم بـ"غير المنضبطين"، بينما رشّحه نتنياهو لجائزة نوبل للسلام التي يطمح لها الرئيس الأميركي.
إلا أن هذا الود لم يصمد طويلاً أمام تحديات ميدانية وسياسية عميقة، أبرزها المجاعة في غزة، والغارات الإسرائيلية على سوريا، وتعثر مفاوضات التهدئة مع حماس.
ووفقاً لتقرير "The Atlantic"، أرسل ترامب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى المنطقة للضغط على إسرائيل، بعد أن أبدى انزعاجه من استمرار المجاعة في غزة، وتصاعد الاستياء الدولي من السياسة الإسرائيلية تجاه المدنيين.
ترامب ينتقد
في تصريح لافت أدلى به خلال زيارته إلى المملكة المتحدة، سُئل ترامب عما إذا كان يوافق على تصريح نتنياهو بأن "لا توجد مجاعة في غزة"، فأجاب: "استناداً إلى ما يُعرض على شاشات التلفزيون، لا أعتقد ذلك. هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جداً... هذا جوع حقيقي. أراه، ولا يمكنك تزييف ذلك".
وقد ذكّرت هذه التصريحات بردود فعل سابقة للرئيس الأميركي تجاه صور صادمة لأطفال، أبرزها في عام 2017 حين أمر بشنّ ضربات جوية على سوريا بعد مشاهدته صوراً لأطفال قضوا بأسلحة كيميائية.
البيت الأبيض: لا قطيعة رسمية
رغم حدة الخطاب، حرص البيت الأبيض على التقليل من شأن الخلاف بين الزعيمين. وقال مسؤول رسمي للمجلة: "لا توجد قطيعة كبيرة بين ترامب ونتنياهو. الحلفاء قد يختلفون أحياناً، حتى بطرق حقيقية."
في المقابل، نقلت المجلة عن مسؤولَين في الإدارة الأميركية – طلبا عدم الكشف عن اسميهما – أن ترامب بات مقتنعاً بأن نتنياهو يطيل أمد الحرب في غزة لأغراض سياسية داخلية، حتى بعد تحقيق الأهداف العسكرية الكبرى، على حساب آلاف الأرواح المدنية.
وأضاف أحد المسؤولين أن الرئيس لم يخطط في هذه المرحلة لتحميل نتنياهو مسؤولية علنية، وأنه لا يزال يلوم حماس على فشل محادثات التهدئة الأخيرة.
نتنياهو "الكاذب الوحيد"
تزامناً مع تصاعد التحذيرات الدولية بشأن المجاعة، شددت إسرائيل في مارس حصارها على غزة ومنعت دخول الإمدادات. وتقول منظمات حقوق الإنسان إن الأطفال تحديداً يعانون من نقص حاد في الغذاء.
ورغم السماح بدخول بعض المساعدات في الأيام الأخيرة، واصل نتنياهو إنكاره لوجود مجاعة، وهو ما أثار استياء ترامب. وقالت المجلة إن الرئيس كلّف مبعوثه ويتكوف بإجراء تقييم ميداني مستقل للوضع الإنساني، والنظر في أداء مؤسسة إنسانية أميركية أُنشئت حديثاً لتوزيع الغذاء في القطاع.
كما ناقش مساعدو الرئيس مقترحاً للضغط على إسرائيل لزيادة كمية المساعدات المسموح بها، حتى لو تم الاستيلاء على جزء منها من قبل حماس، لضمان وصول الكمية المتبقية إلى المدنيين، بالتزامن مع مطالبة تل أبيب بعدم إطلاق النار على السكان.
مخاوف انتخابية
يرتبط موقف ترامب من الحرب في غزة أيضاً بحسابات انتخابية داخلية، لا سيما مع تنامي التيار الانعزالي داخل حركة "ماغا" المؤيدة له، والذي يرفض التورط الأميركي في صراعات خارجية.
وكانت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين قد وصفت الوضع في غزة بأنه "إبادة جماعية"، كما انتقد شخصيات مقربة من ترامب، مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون، الموقف الإسرائيلي. وأشارت المجلة إلى أن ترامب يخشى من انقسام داخل قاعدته الشعبية، خصوصاً في ظل الغضب من الضربة الأميركية لإيران في يونيو، والطريقة التي تم التعامل بها مع ملف جيفري إبستين.
ونقل التقرير عن مستشار مقرب من ترامب قوله: "هو فقط يريد لهذه القصص أن تختفي من شاشات التلفاز."
"الحليف العنيد"
في وقت يسعى فيه ترامب لتوسيع اتفاقيات أبراهام وتحقيق استقرار في الشرق الأوسط بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية، تشير مصادر أميركية إلى أن تصرفات نتنياهو – بما في ذلك ضربات جديدة على سوريا وتكذيبه لأزمة غزة – تتعارض مع أهداف واشنطن في الوقت الحالي.
ترامب: لا لمكافأة حماس
رغم امتعاضه من تصرفات نتنياهو، يواصل ترامب تحميل حماس المسؤولية الأساسية عن اندلاع الحرب، ويعارض منحها أي مكاسب سياسية. فقد رفض بشدة هذا الأسبوع اقتراحاً بريطانياً بالاعتراف بدولة فلسطينية، واعتبره بمثابة "مكافأة لحماس".
وفي تصريح سابق، قال ترامب بعد مكالمة هاتفية مع نتنياهو: "على إسرائيل أن تنهي المهمة وتتخلص من حماس. هؤلاء لا يريدون التفاوض على صفقة لإطلاق سراح الرهائن."
وقد امتنعت كل من الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض عن التعليق المباشر على التقرير، وفق ما أوردت مجلة The" Atlantic".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 دقائق
- فرانس 24
مقتل 19 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في غزة وبن غفير يدعو من الأقصى لاحتلال القطاع
قُتل الأحد 19 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، 14 من بينهم قتلوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات، وفق ما أعلنه الدفاع المدني في غزة. وبينما تستمر الحرب في القطاع منذ نحو 22 شهرا، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، من باحات المسجد الأقصى باحتلال "كامل" غزة وإعلان السيادة الإسرائيلية في القطاع الذي دمرته الحرب. ودخل بن غفير برفقة مجموعة من المستوطنين إلى باحات المسجد الأقصى في ذكرى خراب الهيكل حسب التقويم العبري. وقال "يجب أن نوجه رسالة واضحة: يجب احتلال كامل قطاع غزة، إعلان السيادة الإسرائيلية على كامل القطاع". وشدد الوزير الإسرائيلي في مقطع فيديو التقطه داخل الباحات ويظهر من خلفه مسجد قبة الصخرة، على وجوب "القضاء على كل عنصر من عناصر حماس، وتشجيع الهجرة الطوعية"، وأضاف "فقط بهذه الطريقة سنستعيد المخطوفين وسننتصر في الحرب". ورأى أنه يمكن احتلال غزة "كما أثبتنا أنه يمكن فرض السيادة في الحرم". 01:47 واعتبرت الخارجية الأردنية أن خطوة بن غفير تمثّل "خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستفزازا غير مقبول وتصعيدا مدانا". كما رأى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن "اعتداءات المستوطنين الاستفزازية على المسجد الأقصى المبارك، تصعيد خطير". وقالت حركة حماس إن "اقتحامات قطعان المستوطنين وفي مقدمتهم الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير... جريمة متصاعدة بحق المسجد وإمعان في العدوان". وفي بيان له، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "سياسة إسرائيل في الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي لم تتغير ولن تتغير". "إنهم فقط يريدون القتل" وفي غزة، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بصل، إنه أحصى "تسعة شهداء وعشرات المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح"، حيث نقلوا إلى مستشفى "ناصر" في خان يونس. وأضاف أنه تم نقل "خمسة شهداء قرب مركز المساعدات قرب جسر وادي غزة" في وسط القطاع. وأكدت مستشفى "العودة" في مخيم النصيرات بأنها استقبلت "خمسة شهداء و12 إصابة" جراء نيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة. المجاعة تفتك بأجساد الأطفال في غزة والألم يتضاعف تحت الحصار 01:50 وأفاد شهود عيان، أن الجنود الإسرائيليون أطلقوا النار باتجاه مئات الأشخاص الذين اقتربوا من نقطة حراسة عسكرية قرب بوابة مركز مساعدات في شمال غرب رفح. وقال جبر الشاعر (31 عاما) إن الجنود أطلقوا النار "على الناس، أنا كنت هناك. لم يشكل أحد أي خطر على الجنود. إنهم فقط يريدون القتل، هم يعرفون أننا نريد مساعدات غذائية لنطعم أطفالنا". وأشار الشاب إلى أن عددا من الطائرات المسيرة حلّقت على ارتفاع منخفض في الأجواء. في الأثناء، أفاد بصل أن أربعة أشخاص قتلوا في غارة نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية "استهدفت مجموعة مواطنين" في حي الشجاعية شرق غزة. وأشار إلى مقتل أحد العاملين في جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني في غارة أخرى على مبنى في مدينة الأمل التابعة للجمعية في خان يونس.


فرانس 24
منذ 5 دقائق
- فرانس 24
وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير يدعو من المسجد الأقصى إلى احتلال قطاع غزة
01:47 03/08/2025 فيديو صادم من حماس يكشف معاناة الرهائن.. وتظاهرات غاضبة تجتاح تل أبيب الشرق الأوسط 03/08/2025 درعا : ملجأ الفارين من معارك السويداءْ جنوبَ سوريا 02/08/2025 ترامب يؤكد دعمه لسيادة المغرب على الصحراء الغربية 02/08/2025 إسبانيا تنزل علمها من جزيرتين قرب مدينة الحسيمة شمال المغرب 02/08/2025 المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة 02/08/2025 "واشنطن بوست" تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل الذي لحق بغزة 02/08/2025 هبة البشبيشي: " هناك سعي من حميدتي لفصل اقليم دارفور" 02/08/2025 عباس عقيل : "موقف ترامب يؤشر الى تبدل في توجه الرئيس الاميركي حيال روسيا"


يورو نيوز
منذ 4 ساعات
- يورو نيوز
إدارة ترامب تعيد 5 مهاجرين مدانين بجرائم إلى بلدانهم الأصلية بعد تهديد بترحيلهم إلى دول ثالثة
وتقول الوكالة إنها أجرت مراجعة ثبت فيها أن الرجال الخمسة كانوا قد هُددوا بالترحيل إلى ليبيا في مايو/أيار، لكن السلطات أعادتهم إلى بلدانهم الأصلية بعد أسابيع. ويأتي ذلك بعد أن منع قاضٍ أمريكي إدارة ترامب من تنفيذ قرارها، فأعيد الرجال إلى أوطانهم في: فيتنام، ولاوس، والمكسيك، إلا أن البيت الأبيض يتحفّظ على هذا الملف، وفقًا للوكالة. وفي وقت سابق، رحّلت واشنطن ثمانية من المهاجرين غير النظاميين المدانين بجرائم، والذين ينحدرون من بلدان مختلفة، إلى جنوب السودان، وخمسة آخرين إلى إسواتيني، رغم أن بعضهم كان قد أُطلق سراحه قبل سنوات. ومع أن الإدارة تقول إن الترحيل يأتي خوفًا على الأمن الداخلي الأمريكي، وبسبب رفض بلدان المهاجرين استقبالهم بالأساس، تبرز تساؤلات حول إذا ما كانت البلدان الأصلية رافضة فعلًا. في المقابل، تؤكد المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، أن عمليات الترحيل إلى دول ثالثة تأتي بسبب أن البلدان الأصلية لم تكن مستعدة لاستقبال المواطنين، لكنها لم تُقدّم تفاصيل حول تفاصيل محاولة إرسال الرجال الخمسة إلى ليبيا. وقالت ماكلولين في بيان: "إذا أتيت إلى بلادنا بشكل غير قانوني وخالفت قوانيننا، فقد ينتهي بك الأمر في سجن سيكوت، أو أليغيتور ألكاتراز، أو خليج غوانتانامو، أو جنوب السودان، أو دولة ثالثة أخرى". واللافت أنه عندما بدأت إدارة ترامب إجراءات الترحيل في أواخر مايو، قالت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إن حكومتها لم تُبلَّغ بالأمر. وأضافت: "إذا كان المهاجر يريد العودة إلى المكسيك، فعلى الولايات المتحدة أن تعيده إلى بلده". وفي مقابلة، قالت شقيقة أحد المدانين المكسيكيين الذين رحّلتهم إدارة ترامب إلى جنوب السودان، إنها لا تفهم لماذا تم إرساله إلى هناك، حيث يُحتجز حاليًا، مؤكدة أن المكسيك تحاول إعادته. وأضافت: "المكسيك لم ترفض أخي أبدًا".