السيلياك: اضطراب مناعي يهدد الصحة
وتتعلق الأهداف الرئيسة بالتوعية بخطورة هذا المرض، لزيادة التوعية به ومخاطره، وتثقيف مرضى السيلياك بنمط الحياة المناسب لهم، حيث تتضاعف حالة الإصابة به عند المرضى المصابين بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية، والسكري من النوع الأول، ومتلازمة داون، ومتلازمة تيرنر، كما يمكن أن يتطور مرض السيلياك في أي عمر.
ومن الحقائق المهمة في مرض السيلياك، أنه اضطراب وراثيّ في المناعة الذّاتيّة، وليس مجرد نوع من الحساسية حيث يسبب للمصاب به سوء تغذية وتأخراً بالنمو.
ويتعاظم تأثير هذا المرض من خلال تحفيز الغلوتين لجهاز المناعة في الجهاز الهضميّ، على إنتاج أجسام مضادّة ضده، فتدمّر الأجسام المضادّة بطانة الأمعاء الدّقيقة - الغشاء المخاطيّ - مما يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطيّ فيها، وبالتالي قدرتها على امتصاص العناصر الغذائيّة من الطّعام، ممّا يتسبّب في نقص التّغذية.
الغلوتين والحبوب:
الغلوتين هو بروتين موجود في الحبوب، خاصّةً القمح والشّعير، وتدخل هذه الحبوب في العديد من الأطعمة الأساسيّة للنظام الغذائيّ القياسي من الخبز والحبوب إلى المعكرونة والمخبوزات، إلى جانب ذلك غالباً ما يظهر الغلوتين كمادّة مضافة في المنتجات الغذائيّة مثل الصّلصات والحساء والأطعمة المعلّبة، كما يدخل الشّعير في أنواع من المشروبات.
تأثير مرض السيلياك على الجسم:
يؤثّر السيلياك على الأمعاء الدّقيقة، وهي المكان الذّي يتمّ فيه امتصاص معظم العناصر الغذائيّة من الطّعام، بما في ذلك البروتينات مثل الغلوتين.
وعند الإصابة بمرض السيلياك، فإنّ الغلوتين في الأمعاء الدّقيقة يؤدّي إلى استجابة مناعيّة، فيرسل الجهاز المناعيّ الخلايا الالتهابيّة والأجسام المضادّة لتدمير جزيئات الغلوتين، فتدمّر هذه الخلايا الغشاء المخاطيّ المبطّن للأمعاء الدّقيقة، وتبدأ الحالة المرضية الشديدة.
خطورة مرض السيلياك:
إن تلف الأمعاء الدقيقة له مضاعفات خطيرة، حيث إنّ وظيفة الأمعاء الدّقيقة تعتمد على امتصاص العناصر الغذائيّة من الطّعام من خلال الغشاء المخاطيّ، وفي حالة تلف الغشاء المخاطيّ، لن يكون قادرًا على امتصاص العناصر الغذائيّة كما ينبغي، وهذا ما يسمّى بسوء الامتصاص، الذي يمكن أن يؤدّي بدوره إلى سوء التّغذية والعديد من الحالات الأخرى التّي تنجم عن نقص العناصر الغذائيّة المختلفة، التي قد تؤدي عند الأطفال إلى التسبب بتوقّف النّموّ والتّطوّر، وهنا تكمن خطورته الكبيرة.
بين حساسية الغلوتين والسيلياك:
تتشابه الأعراض بين حساسية الغلوتين وحساسية السيلياك، وذلك عند تناول أطعمة تحتوي على الغلوتين، ولكن عند إجراء الفحص تكون النتيجة سلبية، أما مرضى حساسية القمح، فلا يحدث لديهم تغيرات كبيرة في الأمعاء وليس لهم علاج سوى حمية خالية من الغلوتين.
من يصاب بمرض السيلياك؟
ينتشر السيلياك بشكل شائع عند الأشخاص من أصول أوروبّيّة شماليّة في الغالبية العظمى، إذ إن ما يقارب من 97 ٪ من الأشخاص الذّين تمّ تشخيص إصابتهم بمرض السيلياك، لأن لديهم طفرة جينيّة يمكن التّعرّف عليها، كما يعدّ مرض السيلياك أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذّين يعانون من بعض الاضطرابات الصّبغيّة الموروثة مثل متلازمة داون، وأكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذّاتيّة الأخرى، وغالباً ما تشترك هذه الأمراض عبر جينات مشتركة لما لديها أيضاً من قدرة على تحفيز بعضها البعض، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومثل باقي أمراض المناعة الذّاتيّة الأخرى، يعدّ مرض السيلياك أكثر شيوعاً عند الإناث، وتزداد احتمالية الإصابة بالسيلياك عند أصحاب العرق الأبيض، الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة من قبل، وكذلك من لديهم اضطراب في الكروموسومات مثل متلازمة تيرنر أو متلازمة ويليامز أو متلازمة داون، والذين لديهم مرض آخر من أمراض المناعة الذّاتيّة مثل داء السّكّري من النّوع الأوّل والتهاب المفاصل الرّوماتويديّ والتهاب القولون المجهريّ أو مرض أديسون.
أسباب مرض السيلياك:
في الغالب تكون معظم أمراض المناعة الذّاتيّة مثل مرض السيلياك موروثة جزئيّاً على الأقلّ، وهذا يدل على أنّ طفرة جينيّة معيّنة تنتقل عبر سلالات العائلة تكون هي المسّبب للإصابة، مع العلم، ليس كلّ شخص لديه طفرة جينيّة قد يصاب بالمرض، ولا يمتلك كلّ من يصاب به أحد الجينات المعروفة.
كيف تكون الإصابة بمرض السيلياك؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية - بحسب بعض النظريات الطبية الحديثة - أنّ المرض ناتج عن نوع من الإجهاد البدنيّ الكبير الذّي يؤدّي إلى زيادة الإفراط في نظام المناعة، فقد لاحظ مقدّمو الرّعاية الصّحّية أنّ المرض يظهر بعد مشكلة جسدية مثل الجراحة أو المرض أو الحمل أو حدث عاطفيّ شديد، كما هناك نظريّة أخرى تشير إلى دور الكائنات الحيّة الدّقيقة التّي تعيش في الأمعاء تؤدي إلى الإصابة به.
ويمكن أن يظهر مرض السيلياك في أيّ عمر بعد تناول الغلوتين، حيث يرى مقدّمو الرّعاية الصّحّية، أنّه يظهر بشكل شائع خلال فترتين عمريّتين مختلفتين، في مرحلة الطّفولة المبكرة ما بين 8 و12 شهراً، ومنتصف العمر بين سنّ 40 و 60 سنة.
أعراض مرض السيلياك:
تختلف أعراض السيلياك بشكل كبير بين الأشخاص، ممّا يجعل التّعرّف عليه أمراً صعباً، حيث إن بعض النّاس لا يلاحظون أيّ أعراض على الإطلاق، بينما يعاني البعض الآخر من عسر الهضم وأعراض أخرى في الجهاز الهضمي بعد تناول الغلوتين، فالأعراض في الأغلب مختلفة من شخص لآخر، كما قد يعاني البعض من أعراض غامضة لنقص التّغذية في وقت لاحق وذلك عند حدوث ضرر حقيقيّ، وعند هؤلاء الأشخاص قد تكون أعراض فقر الدّمّ هي أوّل ما يظهر.
وتشمل أعراض الجهاز الهضميّ: آلام في المعدة وانتفاخ بها، وكثرة الغازات، والإمساك، وربما الإسهال، وظهور البراز الدهنيّ.
وتتمثل أعراض فقر الدّمّ النّاجم عن نقص الحديد في الضعف والتعب، وشحوب البشرة، وبرودة الأيدي، وهشاشة الأظافر وتقعرها، والصداع المستمر، مع تقرحات بالفم.
وينتج عما سبق كله أعراض لسوء التّغذية مثل: فقدان الوزن، وتأخّر النّموّ وفشل النّموّ عند الأطفال، وهزال العضلات أو ضعف العضلات، وظهور عيوب في مينا الأسنان مثل تنقّر الأسنان أو مظهرها نصف الشّفّاف، مع صعوبة في الحمل، وتغيّرات في الحالة المزاجيّة والتّهيّج الأكثر شيوعاً عند الأطفال والاكتئاب عند البالغين.
التشخيص:
من المهم جداً - حسب تحذيرات الصحة العالمية – عندما يتمّ الشّكّ بالإصابة بمرض السيلياك إذا كان الشّخص يعاني من أعراض بالجهاز الهضميّ بعد تناول الغلوتين، فيجب إجراء اختبارات لمرض السيلياك قبل تجربة نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، حتى تكشف الاختبارات كيف يؤثّر الغلوتين فعليّاً على الجسم؟، حيث إنّه بمجرّد أن يبدأ المريض في تجنّب الغلوتين في وجباته الغذائية، تبدأ الأمعاء في التّعافي.
ويستخدم مقدّمو الرّعاية الصّحّيّة طريقتين لاختبار مرض السيلياك، يفضّل استخدام كلاهما معاً لتأكيد التّشخيص، وتكمن الطّريقة الأولى في فحص الدّم، حيث يقوم مزوّدو الخدمات باختبار عيّنة من الدّم بحثاً عن الأجسام المضادّة للغلوتين التي تضرّ بالأمعاء، كما يتمّ تحليل نسبة الهيموغلوبين والحديد والعناصر الغذائيّة مثل: الفيتامينات والمعادن في الدّم لكشف وجود فقر الدّم بعوز الحديد أو كشف نقص العناصر المغذّية بسبب سوء التّغذية.
الطريقة الثّانية هي الخزعة، ففي حال ظهور الأجسام المضادة في الدم، يلجأ الطبيب لأخذ خزعة للتأكد، حيث يقوم أخصّائيّ الجهاز الهضميّ بإجراء فحص بالمنظار للأمعاء الدّقيقة، ويتمّ أخذ خزعة ودراستها تحت المجهر لكشف وجود تسطّح بالزّغابات المعويّة وهي العلامة المشيرة للإصابة بمرض السيلياك أو سوء الامتصاص.
علاج مرض السيلياك:
الخطوة الأولى في علاج مرض السيلياك هي التّوقّف عن تناول الغلوتين، حيث إنّه لا يمكن تغيير الطّريقة التّي يتفاعل بها الجسم مع الغلوتين، ولكن يمكن منع الغلوتين من إثارة هذا التّفاعل، وعند التّوقّف عن تناول الغلوتين ستبدأ الأمعاء الدّقيقة في الشّفاء، وستكون قادرة على امتصاص العناصر الغذائيّة مرّة أخرى.
ويشمل العلاج الإضافيّ: المكمّلات الغذائيّة لتعويض أيّ نقص خطير، وأدوية معيّنة لعلاج التهاب الجلد مثل الدّابسون، مع المتابعة المستمرّة، بما في ذلك الفحوصات المنتظمة للتأكّد من السّيطرة على المرض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سودارس
منذ 6 ساعات
- سودارس
ارتفاع عدد الإصابة بالكوليرا وانخفاض الوفيات ودعم عاجل من الصحة العالمية
وأرسلت منظمة الصحة العالمية اليوم إلى مدينة بورتسودان 15 طنًا من إمداد متكامل من أدوية وعلاجات ومستهلكات لمواجهة وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم. وأشارت غرف العزل بالمستشفيات إلى وجود نحو 800 حالة إصابة تتلقى العلاج، تعافى منها 218 شخصاً غادروا إلى منازلهم بعد استكمال الرعاية الصحية، في حين تم تنويم 206 حالات في 13 مستشفىً بالولاية. وقالت لجنة الطوارئ في تقريرلها اطلعت عليه (السوداني)، إنّ التدخلات شملت تطهير 434 منزلاً، وتوزيع 1089 ملجم من مادة الكلور لتعقيم مياه الشرب، إلى جانب تنفيذ أنشطة توعوية استفاد منها 1736 شخصاً لتعزيز مفاهيم الصحة الوقائية. وأكد التقرير خلو مراكز العزل في مستشفيات البلك وأم درمان وابصالحة القيعة وهجيلجية فى ام درمان من حالات الوفاة، بينما استقبلت العيادات الميدانية 13 حالة جديدة. كما سجلت فرق الاستجابة السريعة 45 حالة إصابة جديدة يوم أمس. وجدّدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم ، مناشدتها للمواطنين بضرورة شرب المياه المعالجة بالكلور، والالتزام بغسل الأيدي وسلامة الأغذية، باعتبارها إجراءات وقائية أساسية للحد من انتشار الوباء. وأمس، دشّن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، مشروع الاستجابة للطوارئ الصحية ويستهدف مناطق انتشار الإسهالات المائية جنوب أم درمان وتقديم المعينات الطبية لمراكز العزل ومدها بالكوادر، إضافةً لفرق التوعية الإرشادية للمجتمع، وذلك بمشاركة كوادر وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السوداني وعدد من المنظمات.


الرجل
منذ 15 ساعات
- الرجل
أطعمة تسرّع تعافيك وتعيد طاقتك بعد التمرين.. تعرّف عليها الآن
لا تُبنَى العضلات إلا بعد جُهدٍ كبير، إذ يتكسّر بروتينها خلال التمرين، ولا يتمّ بناؤها إلا بإمدادها ببروتينٍ لتعويض ما فُقِد ولبناء أنسجة جديدة، تجعل العضلات أقوى وأكبر مما كانت عليه. كذلك فإنّ مخازن الطاقة في العضلات تنفد بعد التمارين، ومِنْ ثَمّ يكون من الضروريّ تعويض تلك المخازن سريعًا في أقرب وقت. لذا فإنّ البروتين والكربوهيدرات يعدان من أهم العناصر عند تناول أطعمة للتعافي بعد التمرين، فما أهم الأطعمة الغنية بكلٍ منهما؟ أهمية البروتين للعضلات بعد التمرين تُحفِّز ممارسة التمارين الرياضية تكسير البروتين في العضلات، ومِنْ ثمّ فإنك تحتاج إلى إمداد عضلاتك بالبروتين لإصلاحها وبنائها؛ إذ يحتوي البروتين على الأحماض الأمينية اللازمة لبناء العضلات وتكوين أنسجة جديدة لها. وتُوصِي الجمعية الدولية للتغذية الرياضية "ISSN" بتناول 20 - 40 جرامًا من البروتين كل 3 - 4 ساعات، ما يدعم أداء التمارين الرياضية وتعافي العضلات، وكذلك بِنية الجسم. أطعمة غنية بالبروتين للعضلات بعد التمرين 1. البيض: يفتقر الجسم عمومًا -والعضلات معه- إلى أحماضٍ أمينية بعينها، إذ لا يقدر على تصنيعها، تُعرَف بـ"الأحماض الأمينية الأساسية"، ومصادر البروتين التي تحتوي هذه الأحماض الأمينية، تُعرَف بمصادر البروتين الكامل، والبيض أحد مصادر هذا البروتين؛ إذ يوفِّر كامل الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، التي من بينها اللوسين، والذي يدعم بناء العضلات. علاوة على ذلك يُوفِّر البيض أيضًا 6 جرامات من البروتين تقريبًا لكل بيضة، مما يدعم إصلاح أنسجة العضلات وتعافيها. والبيض كلُّه مهم، بياضه وصفاره، فالبياض مصدر البروتين، كما يحتوي صفار البيض أيضًا على بروتين، لكنّه مليء أيضًا بـ: الدهون الصحية، الحديد، الزنك، السيلينيوم، لدعم العضلات والمناعة. 2. الجبن القريش: الجبن القريش من أهم مصادر البروتين التي يمكن للرياضيّ أن يتناولها بعد التمرين، إذ تتميّز باحتوائها على بروتين الكازين، بطيء الهضم، والذي يستمرّ في إمداد الجسم بالأحماض الأمينية لفترةٍ طويلة لدعم بناء العضلات وإصلاحها، بالإضافة إلى احتواء الجبن القريش على الأحماض الأمينية الأساسية. وإذا كُنت من هواة ممارسة التمارين الرياضية في المساء، فقد اقترح بحثٌ نشر عام 2020 في دورية "Physical Activity and Nutrition"، أنَّ الحصول على 40 جرامًا على الأقل من الكازين قبل النوم، يساعد على تخفيف الاستجابة الالتهابية وتسريع تعافي العضلات. اقرأ أيضًا:كيف تتجنب التشنج العضلي وتعالجه عبر الأطعمة والمشروبات الصحية 3. الأسماك الدُهنية: سلمون مخبوز تعبيرية عن الأسماك الدُهنية أحد الأطعمة الغنية بالبروتين لتعافي العضلات - المصدر: Shutterstock الأسماك الدهنية ليست مليئة بالبروتين الذي تحتاج إليه فحسب، بل تتفوّق على مصادر البروتين الأخرى في غناها بأحماض أوميجا 3 الدُهنية، التي تُخفِّف ألم العضلات والتهابها بعد التمارين الشاقّة. وقد أظهر بحث نشر عام 2024 في دورية "Nutrients"، أنَّ الحصول على أحماض أوميجا 3 الدهنية يدعم تصنيع بروتين العضلات بالفعل، كما يُحسِّن صحة المفاصل. ومن أمثلة الأسماك الدُهنية: السلمون. التونة. الماكريل. السردين. وإذا أخذنا السلمون مثالًا، فإنّ 100 جرام منه توفِّر تقريبًا ما يتراوح بين 22 - 25 جرامًا من البروتين، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل السيلينيوم وفيتامين ب12. 4. البذور والمكسرات: البذور والمكسرات خيار ممتاز للوجبات الخفيفة على مدار اليوم، لكنّها مميّزة أيضًا لدعم تعافي العضلات، فهي مصدر لذيذ للبروتين، كما أنّها غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، خاصةً بذور الشيا والكتان. 5. البروتين الخالي من الدهون: المعنيّ به الدجاج، الديك الرومي، قطع لحم البقر الخالي من الدهون، وغيرها، فهي على رأس الأطعمة الغنية بالبروتين، بل بالأحماض الأمينية الأساسية، لدعم تعافي العضلات. فالحصة الواحدة من صدر الدجاج (85 جرامًا)، على سبيل المثال، توفر نحو 26 جرامًا من البروتين. ويمكن تناول البروتين الخالي من الدهون وحيدًا أو تناوله مع مصادر الكربوهيدرات المُعقّدة، مثل الكينوا أو الأرز البني، لتعويض مخازن الجليكوجين. أهمية الكربوهيدرات لتعويض الطاقة المفقودة تستنفد عضلاتك مخزونها من الجليكوجين (صورة الكربوهيدرات المُخزَّنة)، كما يفقد جسمك كثيرًا من الطاقة خلال ممارسة التمارين، وبلا شك يجب تعويض تلك الطاقة المفقودة، ومِنْ ثَمّ فإن تناوُل الكربوهيدرات بعد التمارين ضروري لإمداد جسمك بالطاقة. لكن ما تحتاج إليه من كربوهيدرات قد يختلف حسب نوع التمارين الرياضية التي مارسْتها، فمثلًا تستهلك تدريبات التحمُّل قدرًا أكبر من الجليكوجين، مقارنةً بتدريبات المُقاومة. وإذا كُنت تشارِك مثلًا في رياضات، مثل الجري وركوب الدراجات، فقد تحتاج إلى كمية أكبر من الكربوهيدرات، مقارنةً مع رفع الأثقال على سبيل المثال. وعمومًا تُوصِي "ISSN" بتناول نظام غذائي عالي الكربوهيدرات، يتراوح بين 8 - 12 جرامًا لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا، لتعزيز مخزون الجليكوجين لديك. وفي غضون 4 ساعات بعد التمارين، تُوصِي "ISSN" بالحصول على 0.8 جرام من الكربوهيدرات لكل كيلوجرام من وزن الجسم، بالتوازي مع 0.2 - 0.4 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم كل ساعة، لتسريع ملء مخازن الجليكوجين. أطعمة غنية بالكربوهيدرات لتعزيز التعافي بعد التمرين أمّا الأطعمة التي تدعم طاقتك بعد التمارين وتستعيد مخازن الجليكوجين لديك، فتشمل: 1. الحبوب الكاملة: طبق شوفان بالتوت الأزرق والمكسرات تعبيرية عن الحبوب الكاملة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات لتعزيز التعافي - المصدر: Shutterstock الكربوهيدرات ليست نوعًا واحدًا، وما هو مُفضّل للرياضيين، الكربوهيدرات المُعقّدة، التي تمدّ الجسم بالطاقة أطول وقتٍ ممكن، وتُعدّ الحبوب الكاملة مصدرًا لهذه الكربوهيدرات المُعقّدة، التي تستعيد مخازن الجليكوجين. ومن أمثلة الحبوب الكاملة التي تعمل على استدامة إطلاق الطاقة في جسمك: الأرز البني. الكينوا. الشوفان. كما يمكِن تناولها مع مصدر للبروتين، مثل زبدة الفول السوداني على التوست المصنوع من الحبوب الكاملة، لإنشاء وجبة متوازنة تدعم تعافي العضلات بسُرعة أكبر بعد التمارين. 2. الموز: الموز أيضًا من الوجبات الخفيفة المثالية بعد التمرين، فهو مليء بكربوهيدرات سريعة الهضم، سُرعان ما تملأ مخازن الجليكوجين المستنفدة وتعِيد شحن طاقتك بعد التمرين. ليس هذا فحسب، فالموز فريد بما يحتويه من نسبة عالية من البوتاسيوم، الذي يساعِد بدوره على منع تشنّج العضلات، كما يعزِّز ترطيب الجسم عمومًا. 3. البطاطا الحلوة: البطاطا الحلوة مصدر آخر للكربوهيدرات، والعناصر الغذائية المُفيدة، وهي وجبة مثالية لاستعادة طاقتك بعد جلسة رفع أثقالٍ شاقّة، كما أنّها غنية بالبوتاسيوم الذي يدعم وظائف العضلات. لكن ما يميّز البطاطا الحلوة هو تنوّع طرق طهيها، حيث يمكن تناولها مخبوزة كطبقٍ جانبي، أو هرسها في أي وجبة بعد التمرين، أو تحميصها بزيت الزيتون والثوم والتوابل أو أي طريقة ترِيدها. أفضل الوجبات لاستعادة الطاقة بعد التمرين مخفوق البروتين بالشوكولاتة والموز تعبيرية عن أفضل الوجبات لاستعادة الطاقة بعد التمرين - المصدر: Shutterstock من أمثلة الوجبات التي تساعدك على استعادة طاقتك بعد التمرين: مخفوق البروتين مع الموز. دقيق الشوفان مع الزبادي والتوت. بوريتو الدجاج مع السلطة والجبن. دجاج مشوي مع الخضار المشوي والأرز. عجّة البيض مع الأفوكادو على توست من الحبوب الكاملة. سمك السلمون مع البطاطا الحلوة. بسكويت الحبوب الكاملة مع الجبن والفواكه. الأطعمة المضادة للالتهابات لتحسين التعافي الالتهاب جزء أساسي من عملية التعافي، فهي استجابة طبيعية يحاوِل جسمك من خلالها الشفاء والعودة إلى الوضع الطبيعي، لكن يتسبَّب هذا الالتهاب في بعض الأعراض بعد التمارين، مثل ألم العضلات. لذا فإنّ تناول الأطعمة المضادة للالتهابات، يساعد على تحسين التعافي بعد التمرين وتخفيف الالتهابات، ومن أمثلة هذه الأطعمة، حسب "Cleveland Clinic": الأفوكادو: مصدر للدهون الصحيّة، وفيتامين هـ والبوتاسيوم والجلوتاثيون (مضاد للأكسدة). اللوز: من المكسّرات الصحيّة، وأيضًا مليء بالدهون الصحية وفيتامين هـ، كما يُعدّ وجبة خفيفة مثالية قبل أو بعد التمارين. الشاي الأخضر: مليء بمضادات الأكسدة التي تساعد على تخفيف الالتهابات، كما يساعد على تقليل الضرر الذي يلحق بالميتوكوندريا (مصدر إنتاج الطاقة داخل الخلايا). عصير الكرز الحامض: يتمتّع بخصائص قويّة مضادة للالتهابات والأكسدة، كما أنّه غني بـ"الأنثوسيانين"، الذي يساعد على تقليل ألم العضلات وتخفيف التلف الناجِم عن التمارين الرياضية، فهو مفيد لتسريع تعافي العضلات.


المناطق السعودية
منذ 18 ساعات
- المناطق السعودية
8 فوائد صحية للإقلاع عن تناول السكر المُضاف.. تعرف عليها
1. تحسين مستويات الطاقة يؤدي الإقلاع عن السكر إلى تقليل نوبات النعاس وتصبح الطاقة أكثر استقرارًا على مدار اليوم. 2. إدارة أفضل للوزن فيما يساعد تقليل تناول السكر على تقليل استهلاك السعرات الحرارية ويدعم فقدان الدهون. 3. بشرة أكثر نقاءً ويمكن أن يؤدي تقليل تناول السكر أيضاً إلى تقليل ظهور حب الشباب والالتهابات، مما يمنح البشرة إشراقة طبيعية. 4. تقليل الأمراض المزمنة في حين يُقلل تقليل تناول السكر من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وتراكم دهون الكبد. 5. تحسين صفاء الذهن كذلك يمكن لاتباع نظام غذائي منخفض السكر أن يُحسّن التركيز ويُقلل من ضبابية التفكير ويُحسّن الحالة المزاجية. 6. جهاز مناعة أقوى ويُضعف الإفراط في تناول السكر وظيفة المناعة؛ لذا فإن الإقلاع عن تناول السكر يُقوي مناعة الجسم. 7. أسنان أكثر صحة فيما يُقلل التخلص من السكر من خطر الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة. 8. توازن الهرمونات ويدعم تقليل تناول السكر تنظيمًا أفضل للهرمونات، وخاصةً الأنسولين والكورتيزول. يشار إلى أن الاستهلاك المفرط للسكر يعد عاملاً رئيسياً في تفاقم فرط الوزن والسمنة، وتسوس الأسنان، وداء السكري (2)، وفق ما ذكرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني. ويتزايد القلق من أن تناول السكريات الحرة – وبخاصة في شكل مشروبات محلاة بالسكر – يزيد من تناول الطاقة الإجمالية وقد يقلل من تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية أكثر فائدة غذائية، مما يؤدي إلى اتباع نظام غذائي غير صحي وزيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالأمراض غير السارية.