logo
كيف سمحت الصواريخ على الدوحة لدونالد ترامب بوقف الحرب؟

كيف سمحت الصواريخ على الدوحة لدونالد ترامب بوقف الحرب؟

بيروت نيوزمنذ 5 ساعات

ذكر موقع 'France Inter' الفرنسي أنه 'حتى بين أشرس الخصوم، قد تكون هناك حروبٌ مُبرمجة. ومن المؤكد أن الأمر يتعلق بقواعد الاشتباك، وبالإشارة السياسية التي يرسلها أحدهما إلى الآخر. وخير مثال على ذلك أن إيران أبلغت مسبقاً كلا من قطر والولايات المتحدة أن القاعدة الاميركية العملاقة في العديد، بالقرب من الدوحة، سوف تكون هدفاً لضربات صاروخية'.
وبحسب الموقع، 'لم يكن الهدف من هذه الضربات الصاروخية تدمير القاعدة أو قتل ساكنيها، فإطلاق بضعة صواريخ على إحدى المنشآت الأكثر حماية لن يكون كافيا، بل كان الهدف إرسال رسالة سياسية مفادها أن إيران لا تسعى إلى التصعيد مع الأميركيين. لم يكن النظام الإيراني ليسمح للقصف غير المسبوق لمواقعه النووية من قبل الطائرات الأميركية أن يمر من دون رد، وهو ما يشكل إذلالاً حقيقياً، ولكنه يعلم أيضاً أنه غير قادر على مواجهة حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة. هو يعترف فعليًا بهزيمته، لكنه يضمن بقاء النظام'.
وتابع الموقع، 'لقد تلقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه الرسالة بشكل جيد، واستخلص على الفور العواقب من خلال إعلان نهاية هذه الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا. لقد فاجأ الجميع، حلفاءه وكذلك إسرائيل، التي كانت في وضع حرج وعرضة لهجمات صاروخية. في الواقع، هذا يناسبه سياسيا. فقد حرص ترامب على الحديث عن قصف يوم الأحد باعتباره عملا فرديا، وليس بداية حرب. يشعر جزء من ناخبيه بالامتعاض بسبب هذه العملية العسكرية، ويخاطر الرئيس بفقدان هؤلاء الناخبين من خلال الدخول في تصعيد يتعارض مع التزاماته بإحلال السلام. وكان الأمر ليكون مختلفا لو كانت هناك خسائر في صفوف الأميركيين في الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة'.
وأضاف الموقع، 'سبق وأن حدث هذا الأمر. ففي عام 2019، خلال فترة ولاية ترامب الأولى، أسقطت إيران طائرة أميركية من دون طيار بقيمة 130 مليون دولار. وكان من المقرر أن تقوم الولايات المتحدة بالرد على القواعد الإيرانية، لكن دونالد ترامب ألغى العملية، موضحاً أن الطائرة كانت من دون طيار، وبالتالي لم تقع إصابات، في حين أن العمليات الانتقامية كانت ستخلف عشرات القتلى. والمنطق عينه ينطبق اليوم. سيتمكن ترامب من التباهي بلا حدود باستخدامه أقصى قوة ممكنة ضد إيران، على عكس أسلافه، وبأنه تحلى بالإنصاف والتسامح في أعقاب المواجهة'.
وبحسب الموقع، 'لا يملك نتنياهو المنطق عينه، فقد زاد الاثنين من قصفه، وحتى وسع أهدافه، مع بقاء نفس السؤال حول أهداف الحرب: الطاقة النووية، أم تغيير النظام؟ ليس هناك شك في أن إسرائيل تفضل المضي قدماً حتى النهاية، حتى لو اضطرت إلى الاكتفاء بتقليص البرنامج النووي الإيراني، وليس تدميره بالكامل. وإلى جانب ذلك، فإن هذا يعني بوضوح أن دونالد ترامب هو الذي يقرر الآن السلام والحرب في العالم. وهذا بالتأكيد ليس خبراً جيداً للنظام العالمي'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خلال رئاسته المليئة بالمجازفات... ضرب إيران أكبر مقامرات ‏ترامب
خلال رئاسته المليئة بالمجازفات... ضرب إيران أكبر مقامرات ‏ترامب

النهار

timeمنذ 35 دقائق

  • النهار

خلال رئاسته المليئة بالمجازفات... ضرب إيران أكبر مقامرات ‏ترامب

خلال الأشهر الأولى من عمر إدارته الحالية خاض الرئيس الأميركي ‏دونالد ترامب غمار عدة مغامرات مقبلا على المخاطرة، تماما كما ‏كان يفعل عندما كان يملك كازينو للقمار في الماضي.‏ إلا أن الضربات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة على إيران في ‏الآونة الأخيرة ربما تمثل أكبر مقامراته حتى الآن.‏ يقول خبراء إنه رغم أن المكاسب السياسية المحتملة كبيرة وتعتمد إلى ‏حد كبير على قدرة ترامب على الحفاظ على السلام الهش الذي يسعى ‏لتحقيقه بين إيران وإسرائيل، فإن هناك احتمالا سلبيا يتمثل في خروج ‏الأمور عن سيطرته في ظل ترقب الرأي العام الأميركي المتشكك.‏ حتى الآن، يبدو أن ترامب كسب الرهان فقد جعل التدخل الأميركي ‏محدودا وأجبر الطرفين على وقف إطلاق النار. ويقول فراس مقصد ‏المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة ‏أوراسيا "لقد راهن، ومضت الأمور في صالحه".‏ ويبقى أن نرى ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد. وعبر ترامب ‏أمس الثلاثاء عن إحباطه من شن إسرائيل هجوما على طهران بعد ‏ساعات من إعلانه عن وقف الأعمال القتالية.‏ وإذا لم يصمد الاتفاق، أو إذا ردت إيران في نهاية المطاف عسكريا ‏أو اقتصاديا، فإن ترامب يخاطر بتفتيت تحالف "أميركا أولا" الذي ‏ساعده على العودة إلى البيت الأبيض.‏ وقال كريس ستايروالت المحلل السياسي في (معهد المشروع ‏الأميركي) "إذا استمرت إيران تمثل مشكلة بعد ستة أشهر من الآن، ‏فسوف يؤدي ذلك إلى تقويض حركة لنجعل أمريكا عظيمة مرة ‏أخرى".‏ وأضاف ستايروالت أن ترامب، بطريقة أو بأخرى، أضعف بالفعل ‏جوهر الحركة بعدما نفذ ما أقسم خلال حملته الانتخابية بأنه لن يفعله ‏وهو إقحام الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط.‏ ولعل رسائل ترامب تظهر بالفعل التحديات التي قد تواجهه في ‏الحصول على تأييد قاعدته الشعبية. إذ قال يوم الخميس الماضي إنه ‏سيحتاج إلى أسبوعين لتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك ‏في الحرب إلى جانب إسرائيل مبررا ذلك بأن الوقت ضروري لتهدئة ‏الأوضاع.‏ وخلافا لتصريحاته، وافق بعد يومين على إرسال قاذفات لمهاجمة ‏منشآت نووية إيرانية مما فاجأ الإيرانيين على الأرجح، بل والكثير ‏من الأميركيين.‏ وقد يمثل قراره مهاجمة إيران إشكاليات لأي جمهوري يسعى ‏للوصول للرئاسة في الانتخابات المقبلة. ويوضح ستايروالت "في ‏عام 2028، ستكون مسألة التدخل الأجنبي خطا فاصلا. ستشكل ‏اختبارا حاسما في ظل سعي الناس لتعريف ما هي حركة لنجعل ‏أميركا عظيمة مرة أخرى".‏ ترك البيت الأبيض إلى حد كبير لنائب الرئيس جيه.دي فانس، أحد ‏أكثر أعضاء الإدارة الأميركية تأييدا للسياسات الانعزالية، الدفاع عن ‏الضربة الإيرانية في برنامج إخباري يوم الأحد. ويُنظر إلى فانس ‏باعتباره أحد ورثة حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" بعد ‏مغادرة ترامب لمنصبه.‏ ‏* مجازفات كبيرة لم تكن إيران المقامرة الوحيدة الكبيرة التي خاضها ترامب وهو يعلم ‏أن ثمارها بعيدة المنال.‏ فقد أثار استخدامه المتكرر للرسوم الجمركية حالة من عدم اليقين في ‏الأسواق وأذكى المخاوف بشأن التضخم. وفقدت جهوده لتقليص ‏البيروقراطية الحكومية الزخم مع خروج إيلون ماسك من دائرة ‏مستشاريه. وأثارت حملته المتشددة بشأن الهجرة احتجاجات في أنحاء ‏البلاد.‏ لكن إذا نجح ترامب في مسعاه لحمل إيران على التخلي عن طموحاتها ‏النووية، فسوف يكون ذلك إنجازا يمثل إرثا في منطقة أزعجت ‏رؤساء الولايات المتحدة لعقود من الزمن وجرّت البلاد إلى حروب ‏في العراق وأفغانستان.‏ وتعهّد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء "الحروب الأبدية"، وهو ‏ما قد يكون أحد أسباب قلق الرأي العام الأميركي من هجومه على ‏إيران.‏ وأظهر استطلاع للرأي لرويترز/إبسوس نشرت نتائجه يوم الاثنين، ‏وأجري قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، أن 36 بالمئة فقط من ‏المشاركين في الاستطلاع يؤيدون توجيه ضربات للبرنامج النووي ‏الإيراني.‏ وبشكل عام، انخفضت شعبية ترامب إلى 41 بالمئة، وهو أدنى ‏مستوى في ولايته الثانية. كما أظهر الاستطلاع تراجع الدعم لسياسته ‏الخارجية إلى مستويات أقل.‏ وقال ديف هوبكنز الخبير في السياسة الأميركية في كلية بوسطن إن ‏ترامب، عندما أقدم على تنفيذ هجومه المفاجئ على ما يبدو، لم يهتم ‏بتقديم حجج مقنعة للشعب الأميركي بأن الضربة في صالح الولايات ‏المتحدة.‏ وأضاف "لم نشهد أي نقاش حول اعتبار إيران عدوا رئيسيا للولايات ‏المتحدة أو تمثل تهديدا لها".‏ ودافع البيت الأبيض عن تحركات ترامب واصفا إياها بالضرورية ‏والناجحة.‏ وقالت آنا كيلي المتحدثة باسم البيت الأبيض "في غضون 48 ساعة ‏فقط، حقق الرئيس ترامب ما حلم به أسلافه.. القضاء على القدرات ‏النووية الإيرانية بعد التنفيذ المثالي لعملية "مطرقة منتصف الليل"، ‏وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء حرب الاثني عشر يوما، ‏وأصبح العالم بأسره أكثر أمانا. يمكن للأميركيين أن يناموا ملء ‏جفونهم وهم يعلمون أن بلدهم آمن بفضل الرئيس ترامب".‏ ‏* وعود، وعود ورأى هوبكنز أن تباهي ترامب بفرضه وقفا لإطلاق النار كان جزءا ‏من نمط متكرر. فعندما كان مرشحا، قال ترامب إن بإمكانه إنهاء ‏الحرب في أوكرانيا وغزة لكنه اكتشف منذ ذلك الحين أنه لا يستطيع ‏إخضاع روسيا وإسرائيل لإرادته. وفي الواقع، حذا ترامب حذو ‏إسرائيل بضربه إيران وليس العكس.‏ يتماشى هذا الهجوم مع نهج ترامب في ولايته الثانية في التصرف ‏بجرأة من دون دعم شعبي واسع. ولأنه في فترة رئاسته الثانية ‏والأخيرة فهو لا يقلق من مواجهة الناخبين مجددا، ويعمل مع ‏كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون.‏ وعلى هذا المنوال، شهدت الأشهر الأولى من ولاية ترامب طرده ‏آلاف الموظفين الحكوميين ومنحه الضوء الأخضر لمداهمات تتعلق ‏بالهجرة وعمليات ترحيل مما تسبب في اندلاع احتجاجات وتآكل ‏العمالة اليدوية وإقامة حواجز تجارية على تدفق البضائع والآن ‏يقصف دولة في الشرق الأوسط.‏ تقول أليسون ستانجر أستاذة العلوم السياسية في كلية ميدلبري إن ‏الثمن السياسي قد لا يُدفع فورا لكنه قد يأتي متمثلا في استمرار ‏الاضطرابات المدنية في أميركا أو مكاسب للحزب الديمقراطي في ‏انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.‏ وأضافت ستانجر "إن الخطر السياسي الذي يواجهه ترامب لا يكمن ‏في تأزم الوضع في الحال... بل يتمثل في زيادة تدريجية في الشعور ‏بالاستياء الذي أثاره على جبهات متعددة، خارجية وداخلية".‏

شو الوضع؟ ترامب يحذّر إيران مجدداً... ولبنان يترقّب... "لبنان القوي" يتأمل أن يستفيد لبنان من وقف النار
شو الوضع؟ ترامب يحذّر إيران مجدداً... ولبنان يترقّب... "لبنان القوي" يتأمل أن يستفيد لبنان من وقف النار

تيار اورغ

timeمنذ ساعة واحدة

  • تيار اورغ

شو الوضع؟ ترامب يحذّر إيران مجدداً... ولبنان يترقّب... "لبنان القوي" يتأمل أن يستفيد لبنان من وقف النار

الترقب الحذِر سيد الموقف في مرحلة ما بعد وقف النار. ذلك أن الرهانات تحكم التفاوض المقبل، وكذلك المخاوف من انزلاق متجدد في ظل اعتبار كل طرف أنه انتصر في الحرب. ووسط كل ذلك يبقى التأهب الأميركي لمحاولة قطف الثمار، وأيضا في تهديد ايران من مغبة معاودة التخصيب. وقد برز ذلك في تحذيرات متجددة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران حول التخصيب واستئنافه، معدِّداً ما وصفه بإنجازات اميركا في استهداف إيران. وعلى وقع المرحلة الجديدة، تسير اليوميات اللبنانية ببن اصلاح غائب وانتظار تقليدي معهود. استقبالات ولقاءات وأنشطة، واعادة اعمار غائبة، تعوضها بعض المداولات كما حصل في السرايا الحكومية في لقاءات لرئيس الحكومة نواف سلام. على خط مواز، كان "لبنان القوي" يدعو لاستثمار وقف النار بين ايران واسرائيل لصالح لبنان. كما شدد التكتل على خطورة جريمة تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، معتبرا انها ذات تداعيات على كل المجتمع السوري وليس على المسيحيين فحسب.

أزمات المنطقة وفقدان النفط دوره كسلعة استراتيجية
أزمات المنطقة وفقدان النفط دوره كسلعة استراتيجية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

أزمات المنطقة وفقدان النفط دوره كسلعة استراتيجية

كتب العميد الدكتور غازي محمود : في الوقت الذي كان يُتوقع أن يدفع دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط الحرب الدائرة بين ايران وإسرائيل الى مزيد من التصعيد، سرّع هذا التدخل الاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار بين المتحاربين، بعد أن سمحت الولايات المتحدة لإيران "بضربة جزاء" رداً على ضرباتها. وفي حين ارتفعت المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مشهد ضبابي وسط غياب أي مؤشر على تسوية بين الأطراف، انقلب المشهد بسرعة قياسية، وبدلاً من إغلاق مضيق هرمز تم الاتفاق على هدنة بين إسرائيل وإيران باقتراح أميركي. فمنذ الثالث عشر من حزيران تاريخ الاعتداء الإسرائيلي على ايران، تشهد الأسواق العالمية ارتباكاً لافتاً جراء تصاعد المواجهات بين الجانبين، تجلت في تقلبات أسعار النفط والغاز، وتذبذب أسعار الاسهم، واضطراب سلاسل الإمداد. الامر الذي يطرح التساؤلات عن مدى تأثر أسعار النفط بالتوتر المستجد بين إيران وكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، خاصة وأن النزاعات الأخيرة بدءاً من الحرب الاوكرانية الروسية عام 2022 مروراً بالعدوان على غزة ومن ثم لبنان عام 2024، تدل على تراجع تأثير توترات المنطقة على أسعار النفط وأسواقه العالمية. وبعد أن ارتفعت أسعار النفط وبلغت قُرابة الـ 80 دولاراً وما نسبته 3% جراء اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، سرعان ما انخفضت هذه الأسعار خلافاً لما كان يحصل مع كل توتر جيوسياسي في الشرق الأوسط حيث كانت تنتقل الأسعار الى مستويات جديدة، على غرار ما حصل مع حرب 1973 بين العرب وإسرائيل التي بلغ معها سعر البرميل 11 دولاراً بعد أن كان مستقراً عند معدل 2.32 دولار. ومع انطلاق الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بلغ سعر البرميل قُرابة الـ 25 دولاراً، ليقفز الى 37 دولاراً مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980. كما ارتفعت أسعار النفط مع انطلاق الربيع العربي عام 2011 لتصل الى ما يُقارب الـ 106 دولارات، بعد تقلباتٍ حادة عرفتها الأسعار خلال العشرين سنة الفاصلة بين الازمتين. وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، بارتفاعٍ حادا في سعر برميل النفط، حيث سجل خام برنت 139 دولاراً للبرميل في اليوم التالي للحرب قبل أن يتراجع ويعود الى السعر الذي كان عليه في العام 2021 أي 70 دولاراً للبرميل. وذلك بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وتوجه الدول الاوروبية الى زيادة اعتمادها على المصادر البديلة والطاقة النظيفة والمتجددة. مع العلم أن روسيا تُعد ثاني أكبر مصدر للنفط الخام والمصّدر الرئيسي للغاز الى أوروبا. كما تسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بارتفاع متوسط سعر برميل النفط ليصل إلى 83 دولاراً، بزيادة بلغت نسبتها 14% عما كان عليه في العام 2022. في المقابل تأرجح سعر برميل النفط خلال العام 2024، حيث انخفض السعر خلال النصف الأول منه ليبلغ الـ 74 دولار تقريباً، وليرتفع مجدداً في مطلع النصف الثاني مسجلاً 81 دولاراً لوقت قصير ليعود الى الانخفاض خلال الربع الثالث من السنة ويبلغ الـ 75 دولاراً. في المقابل، لم يُحافظ سعر برميل النفط على ارتفاعه إثر اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية سوى يومٍ واحد، حيث بلغ سعر البرميل 78.93 دولاراً، ليعود وينخفض السعر الى المستوى الذي كان عليه. في حين كانت كل من "GB Morgan" و"ANG" رجحتا أن يبلغ سعر برميل النفط ما بين 130 و150 دولاراً، جراء المخاوف من اتساع المواجهات، أما شركة "Potomac River Capital" فقد اكتفت بتوقع بقاء أسعار النفط عند مستويات مرتفعة. أما تردد إيران بإغلاق مضيق هرمز انتقاماً من الضربات الأميركية لثلاث منشآت نووية إيرانية، فلم يكن حرصاً منها على عدم ارتفاع أسعار النفط وأسعار الشحن البحري، المرتفع أصلاً، أو منعاً لارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، بل حفاظاً على استمرارية تصدير نفطها الخاضع لعقوبات أميركية واوروبية، الى الصين المستهلك الأكبر للنفط الايراني وغيرها من الدول عبر مضيق هرمز. فإغلاق مضيق هرمز يتعارض مع مصالح إيران الاقتصادية اولاً ومصالح شركائها الاقتصاديين ثانياً. وجدير بالذكر أن 30% من التجارة العالمية و20% من النفط الذي تنتجه كل من إيران والعراق والكويت والسعودية والإمارات والبحرين بالإضافة الى الغاز القطري يمر عبر هذا المضيق، متوجهاً إلى الصين، وإلى الهند واليابان وكوريا. الامر الذي رجح استبعاد فرضية إغلاق مضيق هرمز، وهدأ من مخاوف الأسواق العالمية ومنع تأرجحها لفترةٍ طويلة. وعزز هذا الاستقرار أيضاً توجه دول أوبك الى زيادة انتاجها واستعادة حصصها في الأسواق النفطية، بالإضافة الى ارتفاع حجم انتاج الدول غير المنضوية ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). كما أن تحول الولايات المتحدة الأميركية من دولة مستوردة للنفط الى دولة مصدرة له بعد طفرة النفط الصخري الذي اكتشفته، جعلها غير معنية بإغلاق مضيق هرمز إلا من الناحية العسكرية. في المقابل، تحرص الإدارة الأميركية على ألا ترتفع أسعار النفط في الأسواق العالمية من جهة، وتحث المستثمرين على القيام بمزيد من اعمال الاستكشاف والحفر، حيث يكرر الرئيس ترامب مقولته الشهيرة Drill baby drill، التي يحول دون تحقيقها أسعار النفط المنخفضة. وبعد أن كانت التوترات الجيوسياسية تلعب الدور الأبرز في التأثير على أسعار النفط، نجد اليوم تأثير هذه التوترات يقتصر على إحداث تقلبات قصيرة الاجل. فعلى الرغم من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك استمرار الحرب الاسرائيلية على غزة والعدوان على إيران، وما يُثيره ذلك من مخاوف حول استقرار المنطقة بأكملها، نجد أن ردة فعل الأسواق النفطية اقتصرت على ارتفاعٍ مؤقت ومحدود في أسعار النفط. في المحصلة يكمن فقدان النفط لدوره كسلعة استراتيجية، في تحول الولايات المتحدة الأميركية الى دولة منتجة للنفط، ما يحول دون استخدامه ورقة ضغط في وجهها. كما أن زيادة دول أوبك لإنتاجها ودخول دول جديدة نادي الدول المنتجة للنفط يؤدي الى وجود فائض في العرض، في وقتٍ يُعاني الاقتصاد العالمي من تباطؤ في أدائه ما يتسبب بضعف الطلب. الامر الذي يُسقط صفة السلعة الاستراتيجية عن النفط على الرغم من دوره المحوري في الاقتصاد العالمي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store