
أستاذ علوم سياسية: خطاب ترامب كشف نية إثيوبيا الحقيقية وتنفيذ سد النهضة دون توافق
وبالأمس خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليؤكد على خطور سد النهضة وإنه يهدد حياة المصريين، متسألا عن سبب تدخل أمريكا في تمويل هذا المشروع، واستعداده للتوصل لاتفاق يرضي مصر وإثيوبيا، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس عبدالفتاح السيسي مثمنا جهود الرئيس ترامب لإحلال السلام في هذا الأمر.
اتفاقيات تاريخية منذ عام 1929
وقال الدكتور محمود عنبر أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية، أن أحقية مصر في نهر النيل تعود بجذورها إلى اتفاقيات تاريخية منذ عام 1929، مشددًا على أن نهر النيل ليس نهرًا شحيحًا كما يروج، بل يتمتع بوفرة مائية كبيرة.
وأكد عنبر، في تصريحات خاصة، إن غالبية دول حوض النيل، باستثناء مصر، لا تعاني من نقص في المياه، بل تعتمد في زراعتها بنسبة تتراوح بين 60 و80% على الأمطار، مضيفًا: 'الصراع القائم لا يدور حول قلة المياه، بل على كيفية إدارتها وتوظيفها، في وقت تمثل فيه مصر دولة المصب التي لا تملك مصدرًا آخر للمياه العذبة'.
الدكتور محمود عنبر أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية
وأضاف: 'المشروعات المائية التي تقام على مجرى النهر سواء من دول المنبع أو دول الممر يجب أن تتم وفقًا لما ورد في اتفاقيات دولية، وعلى رأسها مبدأ الإخطار المسبق، الذي يلزم أي دولة تفكر في إقامة مشروع على النيل بالحصول على موافقة دولتي المصب، مصر والسودان، وذلك لتأثير هذه المشروعات على كمية ونوعية المياه الواصلة إليهما'.
اعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في المياه
وأشار عنبر إلى أن هناك اتفاقيات واضحة تحكم مسار النهر، بدءًا من اتفاقية 1929، مرورًا باتفاق 1959، ووصولًا إلى وثيقة مبادئ الخرطوم في 2015، التي تضمنت ثلاث بنود رئيسية: الاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في المياه، مبدأ الإخطار المسبق، وحق الفيتو الذي يسمح للدولتين برفض أي مشروع يهدد مصالحهما.
وأوضح أن مصر لم ترفض من حيث المبدأ فكرة التنمية في إثيوبيا، ولا حتى بناء السد، لكنها شددت على ضرورة أن يتحقق ذلك دون الإضرار بمصالح دول المصب، مؤكدًا: 'مصر دائمًا طرحت التعاون المشترك كحل، ودعمت جهود التنمية في إثيوبيا، سواء تاريخيًا أو عبر مبادرات سياسية حديثة، أبرزها إعلان المبادئ'.
وحول طبيعة الخطاب الإثيوبي، قال عنبر: 'إثيوبيا اتبعت خطابًا يركز على المظلومية، تمامًا كما يفعل الكيان الصهيوني، محاولة تصوير السد كأداة تنمية تخدم الفقراء والنساء، رغم أن بناءه تم بالمخالفة لقواعد القانون الدولي، خاصة مع غياب التوافق مع دول المصب'.
ترامب كشف نية إثيوبيا في فرض الأمر الواقع
وأكد أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سلطت الضوء على بعدين مهمين: الأول هو كشف نية إثيوبيا المبيتة بفرض الأمر الواقع واستدراج مصر إلى رد فعل عنيف يستخدم ضدها دوليًا، والثاني هو تأكيد أن بناء السد تم دون توافق، بما يتنافى مع قواعد هلسنكي للمياه الدولية ومبادئ القانون الدولي.
وتابع عنبر: 'أثيوبيا وجنوب السودان لا تملكان قانونًا أو جغرافيًا القدرة على احتجاز كميات كبيرة من مياه النيل، سواء عبر سدود أو خلافه، لأن النهر منحدر طبيعيًا من الجنوب إلى الشمال، وأي محاولة لحجز المياه ستنتهي بكارثة على هذه الدول نفسها'.
وتابع بالتأكيد على أن الخطر الأكبر في حالة انهيار السد كما يحذر بعض الخبراء سيقع على السودان، نظرًا لموقع السد القريب من الحدود الإثيوبية السودانية، قائلًا: 'إذا تم ملء بحيرة السد بكامل سعتها والمقدرة بـ74 مليار متر مكعب وانهار السد، فإن السودان سيكون المتضرر الأول والأخطر'
وشدد الدكتور محمود عنبر أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية ، على أن أزمة سد النهضة لا تمثل مجرد خلاف فني حول المياه، بل تعد من أهم وأخطر ملفات الأمن القومي المصري، والتي أولتها الدولة اهتمامًا بالغًا في السنوات الأخيرة.
تعزيز تواجد وتأثير داخل القرن الإفريقي
وقال عنبر إن الدولة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا على المستويين الإقليمي والدبلوماسي، لتعزيز تواجدها وتأثيرها داخل منطقة القرن الإفريقي، ليس فقط مع دول حوض النيل المباشرة، بل شمل ذلك دولًا مثل الصومال، رغم أنها ليست من دول الحوض.
وفي تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي ألمح فيها إلى وجود 'مؤامرة' على مصر في ملف السد، أوضح عنبر أن تصريحات ترامب رغم قوتها لا يمكن التعويل عليها بشكل مطلق، قائلاً: 'تعودنا من الرئيس ترامب أن تصريحاته غالبًا لا تترجم إلى أفعال، بل أحيانًا يفعل العكس تمامًا'.
أدوات ضغط فعالة
وأضاف أن الولايات المتحدة تمتلك بالفعل أدوات ضغط فعالة على إثيوبيا، لكنها لا تضمن استخدامها بشكل يخدم الموقف المصري، مشيرًا إلى أن الاعتماد على واشنطن وحدها في هذا الملف 'محل شك'.
وأكد عنبر ثقته في قدرة الدولة المصرية على إدارة هذا الملف بحنكة سياسية ودبلوماسية، مشيرًا إلى أن وضع مصر داخل القارة الإفريقية تطور بشكل ملحوظ، وأصبحت قادرة على تشكيل لوبي سياسي مؤثر يواجه النفوذ الإثيوبي المتزايد.
وختم قائلًا: 'أي طرف إقليمي أو دولي يفكر الآن في اللعب على هذا الملف بما يضر المصالح المصرية، سيجد نفسه أمام دولة باتت أكثر وعيًا وخبرة وإدراكًا لحجم التهديدات، وأكثر قدرة على مواجهتها بطرق غير تقليدية'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
ترامب: الكرة في ملعب الإيرانيين ولسنا في عجلة من أمرنا من أجل التوصل إلى اتفاق
ترامب: الكرة في ملعب الإيرانيين ولسنا في عجلة من أمرنا من أجل التوصل إلى اتفاق Lebanon 24

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
تقرير لـ"The Telegraph": لا يمكن إيقاف بوتين إلا بهذه الطريقة
ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفد أخيرًا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين. فبعد أن وعد بإعلان "مهم" بشأن روسيا، أكد ترامب الآن أن الولايات المتحدة ستزيد بشكل كبير إمدادات الأسلحة إلى أوروبا لاستخدامها في أوكرانيا، وهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين. لن يقدم ترامب لروسيا مخرجا إلا إذا وافق بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال 50 يوما". وبحسب الصحيفة، "من شأن هذا الإعلان أن يُبدد أي تكهنات متبقية حول استعداد ترامب لتسليم أوكرانيا لروسيا من جانب واحد، وقد بلغت هذه المخاوف ذروتها بعد اجتماعه الكارثي في المكتب البيضاوي في شباط مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وما تلاه من تعليق مؤقت لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا. ومنذ أن أعادت كييف بناء الثقة مع إدارة ترامب من خلال الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في جدة في 11 آذار، نظر البيت الأبيض إلى روسيا باعتبارها العقبة الرئيسية أمام السلام. في البداية، بدا واضحًا أن ترامب اعتقد أنه قادر على توجيه روسيا نحو السلام من خلال الحوار البنّاء، وكان يتصل ببوتين بانتظام، وأعرب مبعوثه ستيف ويتكوف عن انفتاحه على إضفاء الشرعية على احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية. لكن بوتين اعتبر هذه اللفتات التصالحية دليل ضعف، فقرر تصعيد الحرب. وعكست الهجمات الروسية القياسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية ثقة بوتين في حصانته من العقاب، وفي عدم رغبة ترامب في التصعيد". وتابعت الصحيفة، "كما هو الحال مع استخفافه بعزيمة أوكرانيا والمساعدة العسكرية الغربية بعد غزوه لها في شباط 2022، فقد ثبتت صحة تصريحات بوتين الرنانة. إن الإجراءات الجديدة التي اتخذها ترامب لا تلبي كل توقعات أوكرانيا، ولكنها قد تلحق ضررا خطيرا بآلة الحرب الروسية واقتصادها المتعثر. وبما أن إدارة جو بايدن لم تزود أوكرانيا إلا بعدد صغير من صواريخ ATACM البعيدة المدى، فقد ورد أن هذه المخزونات قد استنفدت بحلول أواخر كانون الثاني. اضطرت أوكرانيا إلى الاعتماد بشكل كبير على ابتكاراتها في مجال الطائرات من دون طيار لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وكان هجومها في الأول من حزيران على القاذفات الاستراتيجية الروسية بمثابة انتصار مميز". وأضافت الصحيفة، "رغم أن الصواريخ الأميركية الجديدة لن تغير مسار الحرب من جانب واحد، فإنها قد تعمل على توسيع قدرة أوكرانيا على ضرب البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الروسية. حتى من دون دعم أميركي إضافي، تشير التقارير إلى أن أوكرانيا تمكنت مؤخرًا من استغلال خط أنابيب غاز رئيسي في لانجيباس في منطقة تيومين الروسية، والذي يُغذي منشآت عسكرية في تشيليابينسك وأورينبورغ وسفيردلوفسك. ومع زيادة المساعدات الأميركية، ستزداد إمكانيات أوكرانيا بشكل ملحوظ. ويعتمد الكثير على طبيعة التكنولوجيا التي ترغب الولايات المتحدة في تصديرها. وتأمل أوكرانيا أن يوافق ترامب على تسليم صاروخ الضربة الدقيقة (PrSM)، وهو نسخة مطورة حديثًا من صواريخ ATACMs، ومتوافق مع أنظمة Himars. يبلغ نصف قطر ضربة صاروخ PrSM حوالي 500 كيلومتر وهو أعلى بكثير من مدى 300 كيلومتر لصواريخ ATACM". وبحسب الصحيفة، "بما أن نظام PrSM لم يتم ترخيصه للتسليم حتى إلى حلفاء الناتو المقربين، فإن صواريخ JASSM-ER المتوافقة مع طائرات F-16 تشكل خيارات أكثر ترجيحا بالنسبة لأوكرانيا. تستطيع هذه الصواريخ ضرب أهداف على بُعد يصل إلى 925 كيلومترًا، وقد تُحقق زعم ترامب بالموافقة على توجيه ضربات لموسكو. وحتى لو اكتفى ترامب بنشر المزيد من الصواريخ المضادة للسفن، فإنه سيرسل إشارة إلى بوتين بأنه لم يعد يخاف من الخدعة النووية للكرملين. ولكن ربما يكون من الصعب فرض الرسوم الجمركية الثانوية التي يفرضها ترامب على الشركاء التجاريين الرئيسيين لروسيا دون تقويض جوانب أخرى من أجندته الاقتصادية. إن فرض الرسوم الجمركية على دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مركز مالي رئيسي لنخب الأعمال الروسية، على سبيل المثال، قد يعرض تدفق الاستثمارات الذي تعهد به ترامب خلال زيارته إلى أبو ظبي في أيار الماضي للخطر". وتابعت الصحيفة، "من شأن هذه التعريفات الجمركية أيضا أن تزيد من خطر تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتعرقل المفاوضات التجارية النهائية مع الهند. وبما أن روسيا قد انفصلت بالفعل إلى حد كبير عن الشبكات المالية التي يهيمن عليها الغرب، فإن التداعيات الاقتصادية القصيرة الأجل على شركاء الولايات المتحدة التجاريين في العالم النامي قد تكون أسوأ من تلك التي قد تلحق بروسيا نفسها. مع ذلك، فإن أي رسوم جمركية جديدة ستُقيّد سلاسل توريد الواردات الروسية وتُفاقم التضخم المُتصاعد، وإذا اقترنت بعقوبات قطاعية وفردية جديدة، فقد يكون الضرر الذي سيلحق باقتصاد الحرب الروسي بالغًا. وفي منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي في حزيران 2025، أشار وزير التنمية الاقتصادية الروسي، مكسيم ريشيتنيكوف، إلى احتمال وقوع ركود اقتصادي وشيك، وقد تزايد هذا الخطر بشكل ملحوظ". وختمت الصحيفة، "أدرك ترامب أخيرًا أنه لا يمكن إيقاف بوتين إلا بتكثيف الضغط الاقتصادي والعسكري على آلته الحربية. وقد لا يُنهي هذا الإدراك الحرب سريعًا، ولكنه سيُشعر الأوكرانيين الذين يواجهون القصف الروسي اليومي بالراحة". المصدر: خاص "لبنان 24" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 6 ساعات
- النهار
انقلاب في استراتيجية ترامب تجاه أوكرانيا؟
أخيراً، أعلن الرئيس دونالد ترامب سلسلة إجراءات تصب نسبياً في مصلحة أوكرانيا، بدءاً بالتهديد بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على روسيا إذا لم توقف حربها خلال الأيام الخمسين المقبلة، وصولاً إلى قبول بيع أوكرانيا منظومات "باتريوت" الدفاعية عبر دول ثالثة. وذكر موقع "أكسيوس" أن من جملة الأسلحة الأميركية المحولة مستقبلاً إلى أوكرانيا صواريخ قد تضرب العمق الروسي. إذاً، من الدفاع إلى الهجوم، يبدو أن ثمة تحولاً هائلاً في الاستراتيجية الأميركية تجاه أوكرانيا. أو هل هو تحوّل حقاً؟ مشكلتان منذ أواخر نيسان/أبريل على الأقل، كان ترامب يقول للمراسلين إنه سيقرر ما سيفعله، حيال رفض روسيا الهدنة، "خلال أسبوعين". استغرق الأمر فترة أطول بخمس مرات تقريباً كي يُقدِم ترامب على خطوته، وبتردد. قد تكون الأمور سلسة نسبياً على الصعيد الدفاعي، إذ من المتوقع أن تصل الأسلحة تدريجياً إلى أوكرانيا من مخزونات بعض الدول الأوروبية. مع ذلك، ووسط وابل قياسي من المسيّرات والصواريخ التي تتساقط بشكل أسبوعي على المدن الأوكرانية، ستنظر كييف إلى الفترة التي تفصلها عن وصول بطاريات "باتريوت"، مع علامات استفهام بشأن عددها وعدد الصواريخ الاعتراضية المرافقة، كأنها دهر. على صعيد الأسلحة الصاروخية، لا شيء واضحاً لغاية اللحظة. حتى في حال حصلت أوكرانيا على الصواريخ طويلة المدى، ستظل بحاجة إلى الضوء الأخضر من واشنطن لاستخدامها، وعلى الأرجح، ضمن لائحة أهداف مقيّدة. لكن النقطة الأكثر إثارة لخيبة أوكرانيا بشكل محتمل، هي الفترة الزمنية الفاصلة عن تنفيذ الرسوم الجمركية الثانوية على روسيا. تُمثل فترة الخمسين يوماً بحسب صحافيين أوكرانيين مهلة الستين يوماً من التصعيد العسكري المقبل في أوكرانيا، والتي ذكرها بوتين خلال اتصاله الهاتفي مع ترامب في 3 تموز/يوليو، مع إنقاص الأيام العشرة من تاريخ الاتصال. ترامب يعلن عن خطواته الجديدة خلال استضافته أمين عام الناتو مارك روته (أ ب) وهذا يعني أن ترامب ترك لبوتين فترة سماح لكي يحقق في هجومه الصيفي الحالي هدفه بالسيطرة على كامل المناطق الأربع في أقصى شرق أوكرانيا. حتى مع احتمال أن يكون الرقم 50 مجرد صدفة، يبقى أنه يمثل بالنسبة إلى كييف فترة طويلة جداً. وهذا مجدداً، على افتراض أن ترامب لن يمدد الجدول الزمني لإنذاره الأخير، كما فعل مع جداول "الأسبوعين". ومع اقتراب الخريف، من المتوقع أن يتراجع الاندفاع الروسي على الأرض في جميع الأحوال. كذلك، هل سيخاطر ترامب بمواجهة جديدة مع الصين في حال فرض رسوماً جمركية ثانوية عليها بسبب تعاملها التجاري مع موسكو؟ بصيص أمل ليست كل الأمور سيئة لكييف. أن تشن روسيا هجومها الصيفي مع بضع منظومات دفاعية إضافية، أفضل من تلقيها هجوماً وهي مجردة تقريباً من تلك الدفاعات. من ناحية أخرى، إن فترة الخمسين يوماً هي طويلة بلا شك، لكنها على الأقل تمثل إطاراً ذهنياً واضحاً لتكييف الخطط العسكرية معه. فكل ما ستحتاج إليه أوكرانيا هو الصمود لفترة شهرين، أو أكثر بقليل، حتى تقنع روسيا وأميركا بأنها لن تفقد السيطرة على كامل مناطقها الأربع. في أسوأ الأحوال، سيشهد الميدان مراوحة حتى الربيع المقبل مع تطوير أوكرانيا صناعاتها العسكرية اللازمة، وفي أفضلها، سيفقد ترامب صبره ويفرض عقوباته المنتظرة على روسيا.