logo
تقرير لـ"The Telegraph": لا يمكن إيقاف بوتين إلا بهذه الطريقة

تقرير لـ"The Telegraph": لا يمكن إيقاف بوتين إلا بهذه الطريقة

ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفد أخيرًا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين. فبعد أن وعد بإعلان "مهم" بشأن روسيا، أكد ترامب الآن أن الولايات المتحدة ستزيد بشكل كبير إمدادات الأسلحة إلى أوروبا لاستخدامها في أوكرانيا، وهدد بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين. لن يقدم ترامب لروسيا مخرجا إلا إذا وافق بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال 50 يوما".
وبحسب الصحيفة، "من شأن هذا الإعلان أن يُبدد أي تكهنات متبقية حول استعداد ترامب لتسليم أوكرانيا لروسيا من جانب واحد، وقد بلغت هذه المخاوف ذروتها بعد اجتماعه الكارثي في المكتب البيضاوي في شباط مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وما تلاه من تعليق مؤقت لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا. ومنذ أن أعادت كييف بناء الثقة مع إدارة ترامب من خلال الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في جدة في 11 آذار، نظر البيت الأبيض إلى روسيا باعتبارها العقبة الرئيسية أمام السلام. في البداية، بدا واضحًا أن ترامب اعتقد أنه قادر على توجيه روسيا نحو السلام من خلال الحوار البنّاء، وكان يتصل ببوتين بانتظام، وأعرب مبعوثه ستيف ويتكوف عن انفتاحه على إضفاء الشرعية على احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية. لكن بوتين اعتبر هذه اللفتات التصالحية دليل ضعف، فقرر تصعيد الحرب. وعكست الهجمات الروسية القياسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ على المدن الأوكرانية ثقة بوتين في حصانته من العقاب، وفي عدم رغبة ترامب في التصعيد".
وتابعت الصحيفة، "كما هو الحال مع استخفافه بعزيمة أوكرانيا والمساعدة العسكرية الغربية بعد غزوه لها في شباط 2022، فقد ثبتت صحة تصريحات بوتين الرنانة. إن الإجراءات الجديدة التي اتخذها ترامب لا تلبي كل توقعات أوكرانيا، ولكنها قد تلحق ضررا خطيرا بآلة الحرب الروسية واقتصادها المتعثر. وبما أن إدارة جو بايدن لم تزود أوكرانيا إلا بعدد صغير من صواريخ ATACM البعيدة المدى، فقد ورد أن هذه المخزونات قد استنفدت بحلول أواخر كانون الثاني. اضطرت أوكرانيا إلى الاعتماد بشكل كبير على ابتكاراتها في مجال الطائرات من دون طيار لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وكان هجومها في الأول من حزيران على القاذفات الاستراتيجية الروسية بمثابة انتصار مميز".
وأضافت الصحيفة، "رغم أن الصواريخ الأميركية الجديدة لن تغير مسار الحرب من جانب واحد، فإنها قد تعمل على توسيع قدرة أوكرانيا على ضرب البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الروسية. حتى من دون دعم أميركي إضافي، تشير التقارير إلى أن أوكرانيا تمكنت مؤخرًا من استغلال خط أنابيب غاز رئيسي في لانجيباس في منطقة تيومين الروسية، والذي يُغذي منشآت عسكرية في تشيليابينسك وأورينبورغ وسفيردلوفسك. ومع زيادة المساعدات الأميركية، ستزداد إمكانيات أوكرانيا بشكل ملحوظ. ويعتمد الكثير على طبيعة التكنولوجيا التي ترغب الولايات المتحدة في تصديرها. وتأمل أوكرانيا أن يوافق ترامب على تسليم صاروخ الضربة الدقيقة (PrSM)، وهو نسخة مطورة حديثًا من صواريخ ATACMs، ومتوافق مع أنظمة Himars. يبلغ نصف قطر ضربة صاروخ PrSM حوالي 500 كيلومتر وهو أعلى بكثير من مدى 300 كيلومتر لصواريخ ATACM".
وبحسب الصحيفة، "بما أن نظام PrSM لم يتم ترخيصه للتسليم حتى إلى حلفاء الناتو المقربين، فإن صواريخ JASSM-ER المتوافقة مع طائرات F-16 تشكل خيارات أكثر ترجيحا بالنسبة لأوكرانيا. تستطيع هذه الصواريخ ضرب أهداف على بُعد يصل إلى 925 كيلومترًا، وقد تُحقق زعم ترامب بالموافقة على توجيه ضربات لموسكو. وحتى لو اكتفى ترامب بنشر المزيد من الصواريخ المضادة للسفن، فإنه سيرسل إشارة إلى بوتين بأنه لم يعد يخاف من الخدعة النووية للكرملين. ولكن ربما يكون من الصعب فرض الرسوم الجمركية الثانوية التي يفرضها ترامب على الشركاء التجاريين الرئيسيين لروسيا دون تقويض جوانب أخرى من أجندته الاقتصادية. إن فرض الرسوم الجمركية على دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مركز مالي رئيسي لنخب الأعمال الروسية، على سبيل المثال، قد يعرض تدفق الاستثمارات الذي تعهد به ترامب خلال زيارته إلى أبو ظبي في أيار الماضي للخطر".
وتابعت الصحيفة، "من شأن هذه التعريفات الجمركية أيضا أن تزيد من خطر تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتعرقل المفاوضات التجارية النهائية مع الهند. وبما أن روسيا قد انفصلت بالفعل إلى حد كبير عن الشبكات المالية التي يهيمن عليها الغرب، فإن التداعيات الاقتصادية القصيرة الأجل على شركاء الولايات المتحدة التجاريين في العالم النامي قد تكون أسوأ من تلك التي قد تلحق بروسيا نفسها. مع ذلك، فإن أي رسوم جمركية جديدة ستُقيّد سلاسل توريد الواردات الروسية وتُفاقم التضخم المُتصاعد، وإذا اقترنت بعقوبات قطاعية وفردية جديدة، فقد يكون الضرر الذي سيلحق باقتصاد الحرب الروسي بالغًا. وفي منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي في حزيران 2025، أشار وزير التنمية الاقتصادية الروسي، مكسيم ريشيتنيكوف، إلى احتمال وقوع ركود اقتصادي وشيك، وقد تزايد هذا الخطر بشكل ملحوظ".
وختمت الصحيفة، "أدرك ترامب أخيرًا أنه لا يمكن إيقاف بوتين إلا بتكثيف الضغط الاقتصادي والعسكري على آلته الحربية. وقد لا يُنهي هذا الإدراك الحرب سريعًا، ولكنه سيُشعر الأوكرانيين الذين يواجهون القصف الروسي اليومي بالراحة".
المصدر: خاص "لبنان 24"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لأول مرة منذ 2008... واشنطن نقلت أسلحة نووية إلى بريطانيا
لأول مرة منذ 2008... واشنطن نقلت أسلحة نووية إلى بريطانيا

ليبانون ديبايت

timeمنذ 36 دقائق

  • ليبانون ديبايت

لأول مرة منذ 2008... واشنطن نقلت أسلحة نووية إلى بريطانيا

رجّحت وكالة "بلومبرغ" أن تكون الولايات المتحدة قد نقلت أسلحة نووية إلى المملكة المتحدة للمرة الأولى منذ عام 2008، في خطوة تعكس التزام واشنطن المتواصل بأمن القارة الأوروبية، وسط تصاعد التوتر مع روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا وتزايد التهديدات الأمنية. وبحسب تقرير الوكالة، حلّقت طائرة عسكرية أميركية من طراز "سي-17" في 16 تموز من مستودع أسلحة نووية في قاعدة كيرتلاند الجوية بولاية نيو مكسيكو، إلى قاعدة جوية في مدينة لاكينهيث البريطانية، مستندة إلى بيانات مفتوحة المصدر وتحليلات أجرتها جهات عسكرية متخصصة. ولفت ويليام ألبرك، الزميل البارز في منتدى المحيط الهادئ، إلى أن الرحلة شملت الوحدة الجوية الأميركية المسؤولة عن نقل الأسلحة النووية، مشيراً إلى أن مسار الطائرة لم يمرّ فوق أراضي أي دولة أخرى، وهو ما يعزّز الطابع الحساس للعملية. ورغم التزام كل من الولايات المتحدة وبريطانيا منذ سنوات بسياسة "عدم التعليق" على مواقع أو حالة ترسانتهما النووية، إلا أن وثائق ميزانية وزارة الدفاع الأميركية أظهرت تخصيص ملايين الدولارات لتحديث مرافق الضمان النووي في قاعدة لاكينهيث، ما يعزز الترجيحات بشأن نقل ذخائر نووية إلى هناك. ووفقاً لما نقلته الوكالة، من المرجّح أن تكون الشحنة التي جرى نقلها تتضمن قنابل نووية حرارية من طراز "B61-12"، وهي ذخائر تُستخدم ضمن الترسانة النووية التكتيكية الأميركية، ما قد يشير إلى زيادة غير معلنة في عدد هذه الأسلحة المنتشرة في أوروبا، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة. وتأتي هذه المعلومات في وقت تشهد فيه علاقات الغرب مع موسكو تصعيداً متزايداً، ما يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم تموضعها النووي في القارة الأوروبية، بالتوازي مع تحذيرات روسية متكررة من تداعيات عسكرة حدود الناتو الشرقية.

بسبب غزة وإيران.. مسؤولان إسرائيليان يتوجهان إلى واشنطن
بسبب غزة وإيران.. مسؤولان إسرائيليان يتوجهان إلى واشنطن

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

بسبب غزة وإيران.. مسؤولان إسرائيليان يتوجهان إلى واشنطن

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس مجلس الأمن القومي سافرا الليلة الماضية إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع مسؤولين أمريكيين، وذلك وفقا لنبأ عاجل، عبر فضائية 'القاهرة الإخبارية'. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن ديرمر وهنجبي سيجريان مباحثات مع ويتكوف وروبيو ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض حول غزة وإيران. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، أنه بعد رد حركة حماس، على آخر مقترحات الهدنة ف غزة، سيعود فريق التفاوض إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات. وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نُقدّر جهود الوسيطين قطر ومصر، وجهود المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتحقيق تقدم في المحادثات".

ترامب: هناك جوع حقيقي في غزة.. ووقف إطلاق النار في القطاع "ممكن"
ترامب: هناك جوع حقيقي في غزة.. ووقف إطلاق النار في القطاع "ممكن"

صوت بيروت

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت بيروت

ترامب: هناك جوع حقيقي في غزة.. ووقف إطلاق النار في القطاع "ممكن"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في نادي ترامب تورنبيري للغولف في 28 يوليو 2025 في تورنبيري، اسكتلندا، بريطانيا. رويترز قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن سكان قطاع غزة 'يتضورون جوعا' مؤكداً وجود جوع حقيقي في القطاع. وذكر ترامب في تصريحات للصحفيين اليوم الاثنين خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تيرنبري بأسكتلندا- أن الأولوية الآن في غزة هي إطعام الناس، وأضاف 'سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في غزة وسنقدم الأموال وستنضم إلينا دول أخرى'. ودعا الرئيس الأميركي الدول الأخرى إلى زيادة مساهماتها، وقال 'قدمنا كثيرا من الأموال لغزة ولم يقل لنا أحد كلمة شكر'. وقال ترامب إن 'مراكز توزيع الغذاء في غزة ستكون مفتوحة من دون قيود'، مؤكدا أن هناك 'جوعا حقيقيا في غزة وبإمكاننا إنقاذ كثير من الأرواح'. وأضاف 'سنتخلص من كل الحواجز في غزة وسنعمل على تأمين وصول الغذاء للأطفال'، وأشار إلى أن السكان حاليا 'يرون الغذاء على بعد أميال ولا يستطيعون الوصول إليه'. وقال ترامب إن الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن 'صور الأطفال الجائعين في غزة مروعة'. وأضاف 'إنها أزمة إنسانية وكارثة بكل المقاييس. أعتقد أن الناس في بريطانيا يشعرون بالاشمئزاز مما يشاهدونه على الشاشات'. وتابع قائلا 'نحتاج إلى حشد دول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة'. 'خطط جديدة' من ناحية أخرى، قال ترامب إنه تحدث مع نتنياهو وإن الجانبين يعملان على 'وضع خطط بشأن غزة'، من دون تفاصيل، كما كرر كلامه أمس الأحد قائلا 'لقد أخبرت بيبي (نتنياهو) أنه ربما يتعين عليه تغيير طريقته'. وأضاف أن إسرائيل 'تتحمل مسؤولية كبيرة لإيصال المساعدات إلى غزة وقادرة على فعل الكثير'. وعندما سئل عما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة لا يزال ممكنا، قال ترامب 'نعم. وقف إطلاق النار ممكن ولكن علينا التوصل إليه، علينا إنجازه'. ولم يوضح ما يعنيه بذلك. وكرر ترامب انتقاداته لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلا إن التعامل معها 'أصبح صعبا لأنها لا تريد التخلي عن الرهائن المتبقين'. وأضاف 'نعرف في بعض الأحيان مكان وجود رهائن في غزة لكن لا نريد شن هجوم خشية أن يؤدي لمقتلهم'. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store