
إيران ترفض أي اتفاق نووي يحرمها من "الأنشطة السلمية"
قال دبلوماسي إيراني كبير لـ"رويترز" اليوم الإثنين إن إيران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء النزاع النووي القائم منذ عقود، ووصفه بأنه "غير قابل للتنفيذ" ولا يراعي مصالح طهران ولا يتضمن أي تغيير في موقف واشنطن في شأن تخصيب اليورانيوم.
وأبلغ الدبلوماسي الكبير، المقرب من فريق التفاوض الإيراني، "رويترز" بأن "إيران تُعد رداً سلبياً على المقترح الأميركي، وهو ما يمكن تفسيره على أنه رفض للعرض الأميركي".
وتابع الدبلوماسي الإيراني الذي طلب عدم كشف هويته لحساسية الأمر "بموجب هذا المقترح يبقى موقف الولايات المتحدة من التخصيب على الأراضي الإيرانية من دون تغيير، ولا يوجد بيان واضح في شأن رفع العقوبات".
وأشار الدبلوماسي إلى أن التقييم الذي أجرته "لجنة المفاوضات النووية الإيرانية"، تحت إشراف الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، وجد أن الاقتراح الأميركي "منحاز تماماً" ولا يخدم مصالح طهران، وأضاف الدبلوماسي الإيراني أنه لذلك تعتبر طهران هذا المقترح "غير قابل للتنفيذ"، وتعتقد أنه يحاول الانفراد بفرض "اتفاق سيئ" على إيران من خلال مطالب مبالغ فيها.
قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين إن إيران في حاجة إلى أن ترى ما إذا كانت هناك تغييرات في موقف الولايات المتحدة في شأن العقوبات في وقت يتفاوض فيه البلدان على اتفاق لحل النزاع القائم منذ عقود حول طموحات إيران النووية.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي أسبوعي بطهران، "يؤسفني أن أبلغكم أن الجانب الأميركي لم يكن على استعداد لتوضيح هذه المسألة بعد"، وتابع "يجب أن يكون واضحاً لنا كيف سيتم رفع العقوبات الجائرة على الشعب الإيراني لضمان عدم تكرار التجارب الماضية".
وحضَّت إيران الولايات المتحدة اليوم الإثنين على تقديم "ضمانات" في شأن رفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد، عقب اقتراح أميركي في شأن اتفاق نووي محتمل، إذ قال المتحدث "نريد ضمانات في شأن رفع العقوبات"، مضيفاً "حتى الآن، لم يرغب الطرف الأميركي في توضيح هذه المسألة". وأتت تصريحاته غداة تقرير صادر من الأمم المتحدة يظهر أن طهران كثفت إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأحد بأن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة القريبة من مستوى 90 في المئة المطلوب للاستخدام العسكري، قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.
وقال الموفد الأميركي في المحادثات النووية ستيف ويتكوف الشهر الماضي إن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستعارض أي تخصيب.
وصرح ويتكوف لموقع "برايتبارت نيوز" قائلاً "لا يمكن أن يكون لدى إيران برنامج لتخصيب اليورانيوم مجدداً، هذا خطنا الأحمر، لا تخصيب".
وتعهدت إيران مواصلة تخصيب اليورانيوم "مع أو من دون اتفاق" في شأن برنامجها النووي.
وقدم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي يتوسط بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عناصر من مقترح أميركي للتوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن خلال زيارة قصيرة إلى طهران السبت الماضي.
واختتم الوفدان الإيراني والأميركي جولة خامسة من المحادثات في روما الشهر الماضي، وظهرت بوادر تقدم محدود، لكن يوجد عديد من نقاط الخلاف التي يصعب تجاوزها أهمها قضية تخصيب إيران لليورانيوم.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أمس السبت أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قالت، "أرسل المبعوث الخاص ويتكوف اقتراحاً مفصلاً ومقبولاً للنظام الإيراني، ومن مصلحته قبوله".
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين مطلعين على المحادثات الدبلوماسية أن الاقتراح عبارة عن سلسلة من النقاط الموجزة، وليس مسودة كاملة.
وأجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات بوساطة عمانية منذ أبريل (نيسان) الماضي، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم، على رغم تباين معلن بينهما في شأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم.
من جهة أخرى عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الإثنين في القاهرة اجتماعاً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ونظيره المصري بدر عبدالعاطي، بحسب الخارجية المصرية، ويلتقي عراقجي أيضاً خلال زيارته القاهرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.
ويقوم عراقجي بزيارة إلى مصر ولبنان اليوم الإثنين لإجراء مشاورات في شأن "القضايا والتطورات الإقليمية"، ومنها الحرب في غزة وأزمتا ليبيا والسودان، بحسب الوكالة الإيرانية.
وأفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده "ليس لديها ما تخفيه" في شأن برنامجها النووي، وذلك بعد وقت قصير على دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي طهران إلى مزيد من الشفافية.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي في القاهرة إن "إيران لديها برنامج نووي سلمي، نحن مستعدون لتقديم هذه التطمينات إلى أي طرف أو كيان، ليس لدينا ما نخفيه في هذا الصدد".
وأكّد عراقجي أن التوصل إلى اتفاق نووي لن يكون ممكناً إذا كان الهدف "حرمان إيران من النشاطات السلمية"، مضيفاً "إذا كان الهدف من المفاوضات الحصول على تطمينات بأن إيران لا تتطلع إلى السلاح النووي، فبرأيي من الممكن الوصول إلى اتفاق"، متابعاً "لكن إذا كان الهدف حرمان إيران من النشاطات السلمية فبالتأكيد لن يكون هناك أي اتفاق".
وجاءت التصريحات بعدما دعا غروسي اليوم الإثنين إيران إلى مزيد من الشفافية عقب كشف تقرير تم تسريبه أن طهران كثّفت عمليات تخصيب اليورانيوم.
وأفاد غروسي قبل اجتماعه مع عراقجي "هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية في إيران وهذا أمر واضح جداً، ولا شيء سيمنحنا هذه الثقة سوى التفسيرات الكاملة لعدد من الأنشطة"، وأضاف أن بعض استنتاجات التقرير "قد تكون غير مريحة بالنسبة إلى البعض ونحن معتادون على التعرّض للانتقادات".
وقال عراقجي في إشارة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تحاول بعض البلدان استغلال هذه الوكالة لتمهيد الطريق باتّجاه تصعيد مع إيران، آمل بألا تقع هذه الوكالة في هذا الفخ".
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الأميركية السفير محمد الشناوي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أن "مصر كانت دوما في طليعة الدول الداعمة لمنظومة نزع السلاح وعدم الانتشار النووي وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط".
ووفقاً لتقرير غير معد للنشر أصدرته وكالة الطاقة الذرية باتت كمية اليورانيوم المخصب الإجمالية تتجاوز 45 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق المبرم في عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وتبلغ 9247,6 كيلوغرام، وأشار تقرير الوكالة إلى أن هذه الكمية من اليورانيوم المخصب "تثير مخاوف كبرى".
ورفضت طهران نتائج التقرير واتهمت في بيان الوكالة الذرية بـ"الاستناد إلى مصادر معلومات مضللة وتفتقر إلى الصدقية قدمها النظام الصهيوني".
وتتهم دول غربية وإسرائيل، إيران بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية، مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي، وحذر عراقجي من أن بلاده سترد إذا "استغلت" الدول الأوروبية التقرير لأهداف "سياسية".
ودعا عراقجي غروسي في مكالمة هاتفية أمس الأحد إلى عدم إتاحة الفرصة "لبعض الأطراف" لإساءة استخدام التقرير "لتحقيق أهدافها السياسية" ضد إيران، وفقاً لبيان للخارجية الإيرانية، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدما حذرت الدول الثلاث من أنها قد تعيد فرض العقوبات إذا هدد برنامج إيران النووي أمن القارة.
ومن المقرر أن يراجع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاط إيران النووي في اجتماعه المقرر عقده في فيينا في التاسع من يونيو (حزيران) الجاري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 28 دقائق
- Independent عربية
حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة
فريق يعشقها ويعتبرها نموذجاً يحتذى وأيقونة تدرّس وعنواناً مشرفاً، وآخر ينتقدها ويعتبرها رمزاً لمرحلة صعبة وسيئة ومثالاً ينبغي تحاشيه وتفادي تكراره. كارولين ليفيت ليست مجرد مسؤولة في الإدارة الأميركية، أو شابة مجتهدة تمثل جيلاً متحمساً، أو حتى موظفة مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كارولين ليفيت عنوان مرحلة وعلامة على الطريق، لكن كل المراحل ليست بالضرورة مضيئة في نظر الجميع، وليست كل الطرق مثلى. رائعة أم مريبة؟ بين "كارولين الرائعة" القادرة على القيام بعشرات المهمات باقتدار والحاذقة والأنيقة والمتحدثة بطلاقة والواثقة والعليمة ببواطن الأمور والعالمة بأسرار أقوى دولة في العالم والمديرة لشؤون البيت والعمل وما بينهما، "وكارولين المريبة" ملكة التجميل الإعلامي، المهاجمة بشراسة والمتعالية من دون سند والمثنية للحقائق، تحظى ليفيت منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 بقدر هائل من اهتمام سكان الكوكب، وجدال ساخن بين فريقين أميركيين، أحدهما يعتبرها أيقونة رائعة، والآخر يراها نذير خطر هائل. عقب إعلان فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عيّن المتحدثة باسم حملته الشرئاسية كارولين ليفيت (27 سنة) متحدثة باسم البيت الأبيض، لتكون أصغر من تولوا المنصب، والوجه الأبرز المتحدث باسم السلطة التنفيذية لأقوى دولة في العالم. كعادته، لم يكتفِ ترمب بإعلان تعيين الشابة الجمهورية الطموحة في هذا المنصب المهم، ولكنه أشار إليها في بيانه الرسمي بـ"كارولين ذكية وصلبة وأثبتت قدرتها على التواصل بصورة فاعلة جداً". ولم يخطئ ترمب في توصيف ليفيت، لكنها أصبحت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، والموكلة إليها مهمة الإجابة عن أسئلة الصحافيين والإعلاميين ضمن مهمات أخرى، خلال فترة هي الأكثر إثارة للجدل في تاريخ أميركا الحديث، ووسط سياسات عاتية تتخذها الإدارة الأميركية أدهشت العالم وغيرت الموازين وقلبت المعايير، وما زالت الأكثر إثارة للجدل في الكوكب. وكارولين ليفيت هي الوجه الأبرز لكل ما سبق. من هي؟ ليفيت، الجمهورية حتى النخاع، ولدت في ولاية نيو هامبشير عام 1997، في عائلة تدير مشروعين صغيرين. إنها الولاية التي أعطت صوتها إلى المرشحة الديمقراطية الخاسرة كامالا هاريس بأصواتها الانتخابية الأربعة للمرة السادسة على التوالي، إذ يصر ناخبوها على إعطاء أصواتهم إلى المرشح الرئاسي الديمقراطي. وكانت آخر مرة تصوت فيها الولاية لمرشح جمهوري عام 2000، حين ذهبت الأصوات إلى جورج دبليو بوش. التحقت بمدرسة ثانوية كاثوليكية وحصلت على منحة دراسية لتفوقها في رياضة الـ"كرة الناعمة" (سوفت بول)، والتحقت بـ"كلية سانت آنسليم" في نيو هامبشير، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام والسياسة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حياتها الجامعية كانت حافلة بالأنشطة الإعلامية والسياسية، بين تأسيس أنشطة إذاعية وعقد لقاءات تلفزيونية، وكذلك فترة تدريب في قناة "فوكس نيوز" تزامنت والانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي الانتخابات التي فاز فيها الرئيس ترمب فوزاً وصفه كثرٌ بـ"المدهش" و"المفاجئ" و"غير المتوقع". وعام 2018 عقب تخرجها وأثناء رئاسة ترمب الأولى، حصلت ليفيت على وظيفة "كاتبة رئاسية" في البيت الأبيض. ويبدو أنها أثبتت قدراتها، فعملت كذلك مساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت كايلي مكيناني. وبحسب ما قالته الأخيرة عن تلك الفترة من عملها، فإنها كانت تساعد المتحدثة في تحضير البيانات الصحافية ومحاربة "التحيز" في وسائل الإعلام (الليبرالية) وتوصيل فكر "أميركا أولاً" الذي تبناه ترمب والذي حسّن من شأن المواطنين الأميركيين الذين ظلوا منسيين لأعوام طويلة. خطوة إلى الأمام والخلف عام 2022، خطت ليفيت خطوة سياسية كبيرة في محاولة للوصول إلى الكونغرس، بدأتها بمكسب وأنهتها بخسارة، إذ فازت في انتخابات الكونغرس التمهيدية عام 2022 بترشيح الحزب الجمهوري عن ولاية نيو هامبشير، لكنها خسرت في الانتخابات العامة أمام الديمقراطي كريس باباس. واللافت أن وعودها الانتخابية تطابقت وسياسات ترمب، في ما يختص بكثير من القضايا أبرزها المتعلقة بسياسات السوق الحرة ورفض الهجرة غير النظامية، وبالطبع "جعل أميركا عظيمة مجدداً"، مما يُرجح أنه جعل ترمب يؤكد خلال بيان تعيينها عقب فوزه في نوفمبر الماضي، أنه يثق بقدرة ليفيت على المساعدة في توصيل الرسالة إلى الشعب الأميركي، واستعادة مجد أميركا وعظمتها. هذه هي "كارولين الرائعة"، فروعة ليفيت لا تقتصر فقط على نجاحها في الوصول إلى البيت الأبيض، سواء كمتدربة أثناء دراستها الجامعية، أو كموظفة في منصب عام عقب تخرجها، أو تبوئها مكانة رفيعة خلال حملة ترمب الانتخابية ثم بعد فوزه. روعة ليفيت بالنسبة إلى قطاع من الأميركيين تكمن في تجسيدها توليفة من المواصفات والقدرات والملكات الطبيعية والمكتسبة. لنستعِد مجد أميركا التغريدة التي شكرت عبرها ليفيت، ترمب على ثقته بتعيينها متحدثة باسم البيض الأبيض حملت كذلك وعداً بتنفيذ المطلوب، "فلنستعِد مجد أميركا وعظمتها"، وهذا تحديداً ما تفعله ليفيت منذ تقلدها منصبها، في الأقل بنظر معتنقي الفكرة ومؤيدي المنظومة ومباركي الأسلوب. فأسلوب ليفيت على منصة المتحدث باسم البيت الأبيض مبهر. وفي "قاموس المعاني" يقال انبهر الرجل، أي انقطع نفسه إعياء. ويقال أيضاً، خطف البصر، أو اندهش، أو تحير. وليفيت خلال الأشهر الأخيرة أبهرت الجميع، سواء من تخاطبهم من منصة المتحدث، أو من يتابعونها عبر الشاشات. وعلى رغم أن وظيفة الوقوف على منصة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض تعني بالضرورة قدراً من التبادلات المتوترة والمشاغبات المضطربة والشد والجذب، في محاولة من المتحدث للإصرار على صحة موقف الإدارة وصواب مسار السياسات وروعة أداء الرئيس، مقابل إصرار الصحافيين والإعلاميين على استخلاص إجابة شافية، أو الوصول إلى تفسيرات منطقية، أو تضييق الخناق من أجل الحصول على حقيقة متخفية أو مختفية، لكن ليفيت تضيف مزيداً إلى التوليفة السابقة. وبحسب تقرير لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية عنوانه "كارولين ليفيت مسؤولة إعلام ترمب الساحرة ذات الملامح القاسية" (2025)، يصفها المستشار السابق لترمب، ستيف بانون بأنها "صلبة كالجلد"، متوقعاً أن تتبوأ منصبه السابق في البيت الأبيض، بعد أن تمضي عاماً أو عامين في منصبها الحالي، أو أنها ستحصل على منصب وزاري. وربما تصبح رئيسة موظفي البيت الأبيض؟ ويسرد التقرير مجموعة من الردود "المذهلة" التي خرجت بها ليفيت على أسئلة جدلية بسرعة وحنكة ومن دون أن تتوقف أو تتردد للحظة. لماذا توقف ترمب عن فرض الرسوم الجمركية؟ تأتي الإجابة كالطلقة "إنه فن إبرام الصفقات". وعن العداء المحتدم بين المسؤول الفيدرالي (سابقاً) والمتهم بتسريح العمال إيلون ماسك ومستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، ترد بابتسامة ساحرة "الأولاد سيبقون أولاداً". كما يرصد التقرير عدم اعتماد ليفيت على أوراق ومستندات أثناء وقوفها أمام الصحافيين، فالمعلومات حاضرة والردود جاهزة. وخلال فيديو بثته على منصة "إكس"، قالت إنها قبل كل لقاء صحافي، تصلي وتتضرع قائلة "يا رب، يا يسوع، من فضلك أعطنا القوة والمعرفة والقدرة على نطق كلماتنا والاستمتاع والثقة". ساحرة بلمسة قاسية؟ بعضهم يراها شخصية ساحرة، ولكن بلمسة فتاة قاسية. حادة جداً مع الصحافيين الذين يحاولون الإيقاع بها، لكنها تفعل ذلك من دون أن تترك المساحة أو الفرصة لوضعها في خانة الاتهام. قبل أيام، شككت مراسلة شبكة "أن بي سي" ياميش ألسيندور في مصداقية احتواء مقطع الفيديو الذي عرضه ترمب خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أدلة حول حدوث إبادة جماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، وقالت إن الصلبان (جمع صليب) البيضاء في الفيديو تكريم لذكرى زوجين قتلا، وليست مقبرة جماعية لمزارعين بيض قُتلوا. وبدت علامات الحيرة على وجه ليفيت قبل أن تستجمع "شجاعتها" وقالت بثقة "لا، الفيديو حقيقي. والصلبان لمزارعين بيض قتلوا بسبب لون بشرتهم بعدما تعرضوا للاضطهاد السياسي. هذه الصلبان تمثل حياتهم، والحقيقة أنهم ماتوا، وأن الحكومة في جنوب أفريقيا لم تفعل شيئاً حيال ذلك". مواقف كثيرة خلال هذه المدة القصيرة تصدت لها ليفيت بكل بأس وقوة وثقة، بما في ذلك مواقف ترجح الأدلة عدم دقتها، أو تحيزها، أو لا تخلو من توجيه اتهامات من دون سند، بحسب توصيف مراقبين. أساؤوا استخدام سلطتهم المواجهة الأحدث، وربما الأشد بأساً ودهشة، ما قالته ليفيت تعليقاً على حكم مفاجئ أصدرته محكمة التجارة الدولية الأميركية، يقضي ببطلان التعريفات التي أعلن عنها ترمب، مما يعني ضربة عنيفة لخطط الرئيس الأميركي الخاصة بالرسوم الجمركية. وقالت ليفيت إن ثلاثة قضاة "أساؤوا استخدام سلطتهم القضائية بصورة صارخة للاستيلاء على سلطة الرئيس ترمب، ومنعه من تنفيذ التفويض الذي منحه إياه الشعب الأميركي". وقالت أيضاً إن القضاة الثلاثة يهددون بتقويض أميركا على الساحة العالمية، متعهدة بأن إدارة ترمب ستأخذ "الحكم المزلزل" إلى المحكمة العليا. ما تمثله ليفيت من قوة وبأس وصلابة منذ وصلت إلى منصب المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض وُضع تحت المجهر هذه المرة، ففريق المؤيدين رآها ردوداً نارية موفقة، وتقويمات سياسية للقضاء في وقتها، ومزيداً من الجهود لعودة أميركا عظيمة مجدداً. أما الفريق المضاد، فاعتبرها حلقة في سلسلة متصلة مما يجب ألا تكون عليه أميركا. وفي رد فعل ناري، شن المحامي السابق للبيت الأبيض تاي كوب حملة عدائية شديدة ضد ليفيت بسبب ما قالته عن القضاة الذين أصدروا الحكم. وقال كوب كثيراً عن ليفيت، مثل أن أحداً لا يأخذها على محمل الجد، وأن تعليقاتها دفاعية، وأنه يسهل إثارة غضبها من قبل الناس، وأنها مخطئة، إضافة إلى أن معلوماتها تركز على قلة خبرة وسوء علم، لكن أغرب ما قاله تحول إلى لقب يستخدمه الفريق المعارض "كارولين المريبة"، أو Creepy Karoline. وعلى رغم أن كوب كان مستشاراً قانونياً خاصاً للبيت الأبيض عام 2017، كما مثل ترمب وقت التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإنه اعتذر من الاستمرار في العمل عام 2018 من دون ذكر أسباب، لكن مقربين له تحدثوا عن عدم قدرته على التعامل مع مواقف ترمب العدائية والهجومية تجاه المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي. في مرمى كارولين وقبل أيام قليلة، سلطت الأضواء مجدداً على ليفيت حين وجهت اتهامات نارية وصريحة اعتبرها بعضهم بالغة القسوة لجيل، زوجة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بأنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها وما وصفته بـ"تدهوره العقلي" عن الشعب الأميركي. ودعا كبير المتحدثين باسم ترمب السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إلى التحدث بصراحة عن التدهور العقلي المزعوم للرئيس السابق، قائلاً إنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها عن الشعب. يشار إلى أن انتقادات عدة توجه إلى طريقة المتحدثة الرسمية في التعامل والتفاعل مع الإعلام والإعلاميين، إذ يرونها مفرطة في الحدة وأحياناً الصرامة، وعلى رغم ذلك فإنها لا تتعرض لانتقادات أو تقويمات من داخل البيت الأبيض. واقع الحال يشير إلى أن ليفيت تقوم بمهمات أي متحدث رسمي (غير المعلنة) كما ينبغي، العدوانية كما هو متوقع، التحدث بغضب كما هو مطلوب، إظهار الشعور بالمرارة كما هو منصوص عليه في مهمات الوظيفة، إظهار ملامح الاستياء كما يحبذ دائماً. وعلى رغم كل ذلك، لا يسيء إليها المحيطون بترمب كما يفعلون مع بعضهم بعضاً، بل هناك شعور عام في البيت الأبيض بأن الجميع يحميها أو يودها بطريقة أو بأخرى. أما غير المحيطين بالرئيس، أو غير المؤيدين لإدارته، فلا يجدون أنفسهم مضطرين إلى ذلك. وأطلق بعضهم لقب "أستاذة التمويه"، وأحياناً "التضليل" عليها بعد تقلدها منصبها بأسابيع. Spinmeister كلمة تعني شخصاً ماهراً في التضليل الإعلامي وتقديم تفسيرات إيجابية لأحداث وسياسات ليست إيجابية بالضرورة، ولا سيما في مجالي السياسة والعلاقات العامة بغرض التأثير في الرأي العام. وهو شخص يتقن كيفية إدارة المعلومات وعرضها على الجمهور بصورة تدحض التفسيرات السلبية وتجهض محاولات الدعاية السلبية، وتوجه الدفة صوب رواية إيجابية واحدة. وكثير من التقارير الصحافية الأميركية والغربية لا تتردد في إطلاق هذا الاسم عليها حين يتعلق الأمر بطريقة إدارتها لمنصب المتحدث الرسمي. باسم "أميركا العظيمة" كارولين ليفيت لا تتحدث باسم البيت الأبيض فقط، أو عن سياسات ترمب وإدارته بصورة إيجابية فقط. تتحدث عما تؤمن به بشدة. فهي من أشد المؤمنين وأكثر المروجين لفكر "جعل أميركا عظيمة مجدداً" أو MAGA. وهذا الإيمان يظهر جلياً واضحاً في كل كبيرة وصغيرة، فلم يعُد الأمر ينحصر في حزب جمهوري يتبنى سياسات تميل إلى اليمين فقط، بل أصبح هناك "جمهوري عادي"، و"جمهوري ماغا". ويمكن القول إن الجمهوري العادي هو من يميل إلى اليمين، محافظ إلى حد ما، يدعم الحق في امتلاك سلاح وتقليص الهجرة وتقييد الإجهاض ولا يمانع الإنفاق العسكري بهدف التفوق والهيمنة، وعادة يكون أكثر تمسكاً بالدين، تحديداً المسيحية. أما الجمهوري الـ"ماغا"، بحسب موسوعة "بريتانيكا"، فهو أكثر تشدداً في يمينيته، يميل إلى الطابع القتالي أو الحاد في التعبير عن وجهة نظره وتوجهه. ويرى بعضهم أنه يجسد مفاهيم التعصب للحزب أو التطرف السياسي في أميركا ويعادي المثليين ويميل إلى العنصرية ولا يمانع كثيراً في اللجوء إلى العنف وقت الحاجة، وربما بلا حاجة، ويناصب وسائل الإعلام الرئيسة، ولا سيما الليبرالية، العداء، ويعتبرها متحيزة ضده، أو تعتنق الكذب، وتتحيز لآخرين لا يستحقون، وهم أكثر قابلية لتصديق نظريات المؤامرة. وتشير الموسوعة إلى أن الخبراء والمراقبين والمحللين تجاهلوا أهمية "ماغا" أو حتى محاولة فهمها، وبينهم من استهان بها أو سخر منها. إنها الأيديولوجيا التي بناها ترمب خلال حملته الانتخابية الأولى، (على رغم أنها كانت موجودة بأنواع مختلفة وباهتة من قبل)، ثم في فترته الرئاسية الأولى، ثم حملته الانتخابية الثانية التي لم تتكلل بالفوز، وأخيراً خلال حملته الانتخابية الثالثة، وفترته الرئاسية الثانية. وتفيد "بريتانيكا" بأنه نظراً إلى قوة حركة "لنجعل أميركاً عظيمة مرة أخرى"، بات على المرشحين الجمهوريين الآخرين تبني استراتيجيات تحد من الانتقادات المباشرة أو الخطرة لترمب، وتؤكد قبولهم بعض الآراء المتطرفة لأعضاء الحركة لضمان الفوز والبقاء في المشهد الحزبي الجمهوري. أقرب إلى الكمال أبرز ما يميز كارولين ليفيت بصورة كبيرة عن غيرها من الجمهوريين حماستها الشديدة التي لا تلين أو تخفت لعقيدة الـ"ماغا". وصفات ليفيت المتفردة كثيرة، فإضافة إلى أنها أصغر من تقلد منصب المتحدث الرسمي في مسيرة الرئاسة الأميركية، فهي أيضاً تفرض نفسها كسيدة جميلة، ولا تظهر إلا في كامل تأنقها، وكأنها على وشك تصوير فيلم سينمائي. والمظهر الأقرب ما يكون إلى الكمال يجد صدى بالغ الإيجابية لدى المؤيدين، لكنه أيضاً يخضع لتحليلات وانتقادات تتأرجح بين الموضوعية والإفراط في العداء. بعضها يمكن فهمه في ضوء الخلافات الأيديولوجية والاختلافات السياسية، وبعضها الآخر لا يمكن هضمه لأنه لا يندرج إلا تحت بند الضرب تحت الحزام. مجلة بريطانية متخصصة في أخبار النميمة وأخبار وملابس الشخصيات العامة، كتبت هذه السطور ضمن انتقادات حادة وجهتها لليفيت، معتبرة أن ملابسها غير مناسبة لسنها الصغيرة، وخطوطها حادة لا تتناسب ومرحلة الشباب، "يأتي عالم ترمب بعالم جمالياته الخاصة به. هناك وجه 'مار أي لاغو' المتنامي، وهو المصطلح الذي يشير إلى الجراحة التجميلية ذات ملامح الوجه المحددة التي تسيطر على الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي. وهناك شعر الجمهوريين الأشقر المصفف بكثافة، والتميز عادة بتجعيدات كثيرة ومموجة على رغم أن الشعر فائق النعومة قد شق طريقه إلى الرأس نفسها (في إشارة إلى تسريحة شعر الرئيس نفسه)". وتمضي المجلة في انتقادها الغريب لليفيت، فتقول "في حين أن وجه 'مار أي لاغو' يمثل أحد الجوانب الجمالية، فإن هناك خطاً مظهرياً آخر في دائرة ترمب أكثر رتابة. مظهر قديم ومحافظ بصورة مفرطة، وهذه هي الموضة سيئة الحظ التي وقعت فيها ليفيت. تحاول النساء الأكبر سناً الظهور بمظهر أصغر، بينما تحاول الشابات الظهور بمظهر أكبر سناً في هذه الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس، وهذا يفسد أسلوب ليفيت". في المقابل، يشير تقرير "أوبزرفر" إلى ليفيت بتوجه مختلف ولكنه غارق في السياسة، "بشعرها الأشقر الطويل ذي الطابع الجمهوري الذي يشبه شعر إيفانكا، وتتألق ليفيت على منصة التتويج ببدلات 'شانيل' المزيفة وحذاء 'جيمي تشو' ذي الكعب العالي. وترتدي قلادة ذهبية على شكل صليب وساعة 'غوتشي' وردية وتحمل حقيبة 'لوي فيتون' بقيمة ألفي دولار". صليب ليفيت يُذكر أيضاً أن ليفيت كثيراً ما تظهر مرتدية قلادة على شكل صليب بصورة واضحة وصريحة، مما يثير إعجاب كثرٍ بين الفريق المؤيد، وانتقاد كثرٍ بين الفريق المناهض. بين "باركها الرب وأكثر من أمثالها لعودة الدين لأميركا"، و"هل هناك وسيلة أكثر وضوحاً لبث مزيد من الفرقة وغرس الفتنة في أميركا وجرها نحو مزج الدين بالسياسة أكثر من الإصرار على ارتداء رمز ديني بهذا الوضوح؟"، هكذا تدور الدوائر. وتقول مراسلة البيت الأبيض التابعة لمنظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية" (ترنينغ بوينت يو أس أي) الموصوفة بـ"بالغة المحافظة" مونيكا بايدج لويزي عنها "هي دائماً في أبهى صورة وبالغة الأناقة. هي متكاملة الجوانب، جميلة وأنيقة وقادرة على التوفيق بين العمل والأسرة، وتفعل ذلك بثقة وقوة. إنها تمثل أمراً رائعاً بكل معاني الكلمة". من جيل زد بكل معاني الكلمة، تمثل ليفيت نموذجاً لفئة من "جيل زد" في أميركا، الماضين بثقة وسرعة نحو فكر "ماغا" الجمهوري، لدرجة أن تلميحات تشير إلى احتمال تأسيس حزب "ألترا" جمهوري، أي جمهوري جداً، من ناحية اليمينية، أو تحول الحزب الحالي إلى اعتناق نسخة أكثر تشدداً في اليمينية، وأكثر ميلاً للتدين المجاهر به، وأكثر حدة في التعبير عن المواقف السياسية المحافظة، وأكثر جرأة في تعريف "أميركا العظيمة" من دون مواربة سياسية. كما تمثل ليفيت نموذجاً يعتبره بعضهم جمهورياً بامتياز للأسرة الأميركية كما ينبغي أن تكون، إذ إنها تنتمي لأسرة تمتلك كشكاً لبيع الـ"آيس كريم" ومحلاً لبيع الشاحنات المستعملة. وتعلمت تعليماً جيداً ومارست الرياضة واجتهدت في الأنشطة غير الدراسية. علمت نفسها حب السياسة وتدربت وبنت شبكة علاقات وحصلت على فرص عدة، وتقلدت منصب المتحدث باسم البيت الأبيض لتصبح الأصغر سناً في ذلك المنصب المهم. تزوجت، وأنجبت. وعلى رغم أن زوجها يكبرها بنحو ثلاثة عقود، وأنها وزوجها يملكان من المال ما يكفي لترعى الصغير حفنة من المربيات، لكنها تصطحبه معها أحياناً إلى مكتبها في البيت الأبيض، وتشارك متابعيها على الـ"سوشيال ميديا" صوراً عائلية تجسد الفكرة. على "إنستغرام" تعرّف نفسها بأنها "زوجة، وأم، والمتحدثة باسم البيت الأبيض"، بهذا الترتيب. قصة ومسيرة اللافت أن كارولين ليفيت، شابة البيت الأبيض القوية الجريئة المثيرة لجدل لا يقل حدة عن ذلك الذي يثيره الرئيس، مضى على عملها في منصبها أقل من ستة أشهر، وعلى رغم ذلك أثارت شهية عدد من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا عنها وعن مسيرتها وقصة حياتها التي لم تبلغ ثلاثة عقود بعد، والكتب مطروحة في الأسواق. "السيرة الذاتية لكارولين ليفيت"، "قصة حياة مفصلة للسياسية الأميركية كارولين ليفيت: حياتها المبكرة، مسيرتها المهنية، علاقاتها، وإنجازها الأخير كمتحدثة باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... أصغر متحدث باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... النجم الصاعد في السياسة الأميركية". المتحدثة باسم البيت الأبيض في مكانة مختلفة ومتفردة، سلباً وإيجاباً. ومثلما تثير الإعجاب وتعتبر أيقونة للنجاح ودليلاً على تفوق سياسات الحزب الجمهوري، ولا سيما الـ"ماغا" جمهوري، فإنها تثير الانتقادات وتعتبر رمزاً للسياسات اليمينية، ودليلاً على أن الآتي يختلف عما مضى شكلاً وموضوعاً.

سودارس
منذ 37 دقائق
- سودارس
ويأتي التصويت، المقرر في وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء، وسط حوادث إطلاق نار شبه يومية أعقبت إنشاء نقاط لتوزيع المساعدات داخل مناطق عسكرية إسرائيلية، بدعم من
وتمت صياغة القرار من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية في المجلس التي تشغل مقاعد لمدة عامين، ويكرر مطالبته بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وجماعات أخرى عقب هجوم 7 أكتوبر 2023 المفاجئ في جنوب إسرائيل. ويصف مشروع القرار الوضع الإنساني في غزة ب"الكارثي"، ويطالب أيضا ب"الرفع الفوري وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، وضمان توزيعها الآمن وغير المُقيّد وعلى نطاق واسع، بما يشمل الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين". الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو نظام تقول الجهتان إنه مصمم لتجاوز سيطرة حماس. لكن الأمم المتحدة رفضت هذا النظام الجديد، قائلة إنه لا يعالج أزمة الجوع المتفاقمة في غزة ، ويمنح إسرائيل أداة لاستخدام المساعدات كسلاح، ولا يتوافق مع المبادئ الإنسانية التي تشمل الحياد وعدم التحيّز والاستقلالية. ويطالب مشروع القرار أيضا بإعادة جميع الخدمات الإنسانية الأساسية، بما يتماشى مع تلك المبادئ، ومع القانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن. سكاي نيوز script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


Independent عربية
منذ 43 دقائق
- Independent عربية
استقطاب حاد بين محبي الكلاب وخصومهم في مصر
يبدو أن سلسلة أزمات "الناس والكلاب" في المجتمع المصري لا تعرف نهاية، فقد تداخلت "ترندات الكلاب" المستمرة منذ أعوام لدرجة جعلتها طبقاً إخبارياً يومياً، وموضوعاً يخص فئات كثيرة، نظراً إلى انتشار هذا الحيوان في الشوارع بصورة ملاحظة، مما جعل كثيرين مهمومين ومهتمين بالبحث عن حل، فالكلاب والقطط رفيقة مألوفة في البيوت والشوارع المصرية، وهي تقوم بأدوار حقيقية للحماية من حيوانات وحشرات وزواحف أصغر حجماً وأكثر خطراً، كما أنها تؤنس الوحدة وتعلم الرفق والرأفة، وتحمي وتحنو، لكنها تقضم أيضاً، وتخدش وتروع. مع ذلك تبدو "الخناقات" حول القطط أقل، فيما الكلاب دوماً تستقطب سيرتها مشاهير وقادة رأي، مع مطالبات لا تتوقف، من هنا وهناك، بالتخلص منها أو البحث لها عن حلول. ولم يعد يمر أسبوع في مصر إلا وتثار فيه أزمة جديدة متعلقة بالكلاب، سواء تلك التي تربى منزلياً أو المطلقة في الشوارع بلا صاحب، وفي كل مرة ينقسم المواطنون إلى فريقين: أحدهما يطالب بعدم استثارة هذا الحيوان الوفي، وتعلم العيش بأمان معه. والثاني يرى أن الحل هو التخلص تماماً من الأعداد الهائلة من الكلاب التي تملأ الشوارع وتروع الآمنين، بخاصة وأن حوادث العقر تكررت، وبعضها أودى بحياة المصابين. قلة قليلة هي التي تحاول إيجاد وسيلة للتلاقي بين الفريقين، وتطالب بتدخل الجهات المعنية لتفعيل ضوابط اقتناء الكلاب المنزلية، وكذلك التعامل مع كلاب الشارع بما يضمن حماية المواطنين من جهة، ولعدم إخراجها من بيئتها الطبيعية وتركها تؤدي دورها المهم من جهة ثانية، لكن ما الذي أوجد التعارض بين حقوق الإنسان وحقوق الحيوان، ولماذا بات من الصعب أن يتعايشا؟ الإنسان أم الحيوان؟ الوعي بحقوق الحيوانات بصورة عامة، أصبح في ازدياد، وهو أمر إيجابي ومحمود للغاية، لكن منذ عشرات السنوات، وهناك فئات تحب اقتناء الحيوانات الأليفة بأنواعها ولاسيما الكلاب، وآخرون لا يحبذون هذا السلوك لأسباب كثيرة، فماذا حدث وجعل الاشتباكات بينهما يصل إلى هذه الدرجة؟ فهؤلاء يتهمون محبي الكلاب بالتطرف المريض في حمايتها، لدرجة أنهم قد يتسببون في أذى غيرهم، فيما الباحثون عن بيئة آمنة صديقة للكلاب يجدون أن هناك استهتاراً في التعامل مع هذه "الروح" الضعيفة التي لا تملك آليات كسب الطعام إلا وهي في محيط بشري، مستشهدين بأمثلة كثيرة حول الرغبة المجانية في التخلص منهم، وحوادث متكررة تمثل انتهاكاً صارخاً، إذ جرى تسميم وتعذيب وقتل الكلاب من دون أن يبدر منها أية دلالة على الخطر، بل والتباهي بهذه الأفعال وتصويرها وتداولها، وغالبية هذه الحوادث جرى التحقيق فيها من الجهات المختصة، لكن الأفعال الشبيهة تحدث كل يوم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) شيرين زكي وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين السابقة، تستنكر بداية دعوات من قبيل "ربوا أبناءكم على كيفية التعامل الرحيم مع الحيوانات"، مشيرة إلى أنه لا أحد طبيعياً أبداً يسعى إلى إيذاء حيوان مسالم مهما حدث، منوهة إلى نقطة مهمة، وهي أن التنبؤ بسلوك الحيوان أمر صعب للغاية، بخاصة على غير المتخصصين. وأضافت الطبيبة التي شاركت في مؤتمرات وورش نقاشية وحلقات بحثية مع جهات متعددة من أجل وضع مقترحات عملية لحل هذه الأزمة، "البيطريون يدرسون سلوك الحيوانات، ولكن حتى هذا لا يمنعهم كمتخصصين من التعرض لهجوم مفاجئ بخاصة من الكلاب، فالتواصل البصري مع الكلاب بحاجة إلى تدريب وخبرة، لأن الحيوان قد يفهم نظرة ما بصورة خاطئة فيتصرف بصورة غريزية ويعتدي على من أمامه، مهما كان الشخص مسالماً ويتصرف بهدوء، وكذلك إذا شاهد شخصاً يجري في حال هلع فقد يطارده لأنه حفز لديه غريزة الافتراس". أعداد مهولة وحلول بطيئة بالعودة للسؤال الأساس: ما الذي فجر هذا الاستقطاب بين فريقين يدعي كل منهم أنه على حق، ويقضون وقتهم في تبادل الاتهامات بالعدائية، سواء ضد الإنسان أم الحيوان. ترى الطبيبة البيطرية شيرين زكي، أن هناك زيادة ملاحظة في أعداد الكلاب الضالة في الشوارع، سواء بسبب الزحف العمراني تجاه الأماكن المتاخمة للكتل الجبلية، أو التعدي على بيئة الحيوانات الأصلية، أو بسبب انتشار القمامة في بعض الشوارع، إذ تتجمع حولها الكلاب كمصدر للطعام، نتيجة لذلك فالمتعرضون على التعامل معها يزدادون عدداً، كما أن مشكلات هذه التجمعات الضخمة للكلاب كثيرة، فبخلاف العقر فإنها قد تتحول إلى عبء سواء في ما يتعلق بالنظافة أو الملاحقة أو الاعتداءات. وأضافت "الكلب البلدي في منتهى الذكاء، ويمكن فتح مراكز تدريب بإشراف الجهات المختصة لتحويلها إلى ثروة تقدم خدمات جليلة للمجتمع، بل يمكن أن تكون مصدراً للدخل القومي، إضافة إلى أنها مصدر أمان للتوازن البيئي، تساعد في التخلص من الثعابين والزواحف القاتلة، وفي ظل هذه الأعداد المهولة، يمكن نقل مجموعة منها إلى أطراف القاهرة خارج الكتل السكنية الكثيفة، لأن عمليات التعقيم لن تحقق الغرض المنشود أبداً إلا بعد سنوات وسنوات، إضافة إلى كلفتها المرتفعة". مع ذلك تؤكد زكي أنه لا يوجد إحصاء دقيق بأعداد كلاب الشوارع، فالأرقام المتداولة بينها فجوة كبيرة، إذ تقدر بـ6 ملايين إلى 30 مليون حيوان. كذلك يرى الطبيب البيطري ماجد مراد، أنه لا أحد يعلم الأعداد الحقيقية للكلاب في مصر، لكنه يتحفظ على المقترح الخاص بنقل أعداد من الكلاب خارج الكتل السكنية عند أطراف الصحراء، مشيراً إلى أن هذا الحل سيؤذي الحيوان والإنسان على السواء، ويشرح وجهة نظره، "مبدئياً لن تجد الكلاب ما تتغذى عليه وبالتالي ستموت، كما أن النظام البيئي سيختل، إذ تمت تجربة هذا المقترح جزئياً وأخذت أعداد من الكلاب إلى الصحراء، فظهرت أنواع زواحف خطرة وغير معتادة في تلك الأماكن، ويجب أن نتذكر أن الكلب يهاجم فقط إذا ما تعرض لاستفزاز لأن طبيعته الحماية، فأي صوت عال أو فعل غريب سيعتبره مصدر تهديد صريح، إضافة إلى أن بعضهم يمارس عنفاً مجانياً تجاه كلاب الشارع. بالطبع أنا أحترم الخوف من الكلاب تماماً، ولكنني ضد حملات أذيتهم في الوقت نفسه". مشاهير وكلاب أخيراً شهدت الساحة سجالات متعددة بسبب أزمات الكلاب، أدت في النهاية إلى تحركات برلمانية للمطالبة بوضع حد لانتشار الكلاب الضالة في الشوارع، كما يقود عدد من المشاهير حملات لتصحيح الفهم الخاطئ المنتشر ضد الكلاب، ومن بينهم شيرين رضا وأحمد فهمي وإيمي سمير غانم ومنة حسين فهمي، فيما تبنت الفنانة زينة حملة ضد التساهل في ترك كلاب شرسة مع الأطفال من دون وسائل حماية، بعد أن تعرض ابنها لاعتداء من أحدها في التجمع السكني الذي تسكن فيه، وقبلها كانت هناك حملة وصلت إلى الجهات الأمنية بسبب قيام بعض السكان بتسميم الكلاب في منطقتهم السكنية بحجة أنها تؤذيهم، إضافة إلى أزمة الطبيب البيطري الذي اتهم بقتل كلب عمداً، فتقدمت جهات مختصة بحقوق الحيوان ببلاغات ضده، كما عادت من جديد أزمة اعتراض الفنانة مشيرة إسماعيل على وجود عيادة طبية للحيوانات الأليفة في عمارتها السكنية، إذ جرى تشميع العيادة وغلقها قبل أن تعود للعمل مجدداً. لكن الفنانة آية سماحة اتهمت مشيرة إسماعيل بالقسوة وسخرت منها في تدوينة اجتاحت الـ"سوشيال ميديا"، لتدخل نقابة الممثلين على الخط، وتحقق مع سماحة التي اضطرت في النهاية بعد تدخل وسطاء إلى الذهاب للفنانة مشيرة إسماعيل والاعتذار لها. الموقف جرى احتواؤه ولكن أزمة التضرر من الكلاب لا تزال مستمرة، لا سيما بالنسبة إلى السكان الذين يجاورون عيادات بيطرية من هذا النوع، وهي فصل جديد من فصول المواجهة المستمرة والمباشرة بين البشر والكلاب، فهل انتشار هذه العيادات بهذه الكثافة في المباني السكنية أحد أسباب تأجيج الصراع؟ يرى الطبيب البيطري ماجد مراد أن "المنفعة متبادلة بين الكلب والإنسان، وفي ما يتعلق بإقامة عيادات في المباني السكنية فإنه لا يوجد تشريع يجرمها، ولكن القانون يمنح السكان أيضاً الحق في الشكوى من أي نشاط، سواء كان عيادة حيوانات أو مطعماً أو محلاً يثير ضجة أو شيئاً يسبب لهم أذى من أي نوع. وعلى رغم أنني طبيب، لكن من غير المقبول أن يكون هناك مقر طبي للحيوانات في العمارات السكنية يجري فيه عمل بيت لهذه الحيوانات واستضافتهم لأيام، لأن أي شخص لديه فوبيا أو حساسية أو هلع من الكلاب يمكن أن يصادف يومياً مواقف تسبب له إزعاجاً شديداً وأذى حقيقياً، كما أن هناك أضرار أخرى متعددة". لكن الطبيبة شيرين زكي رئيس لجنة سلامة الغذاء السابقة، تفضل الاكتفاء بما يقوله القانون، مشيرة إلى أنه ما دام أن صاحب العيادة لديه التراخيص اللازمة فهذا يعني أن الجهات المنوطة سمحت بهذا الأمر، مشيرة إلى أن موقفاً مثل هذا يعود لمسؤولي الأحياء السكنية في المحافظات، وكل محافظة لها لوائحها، فبعضها يسمح بالفعل، وبعضها يشترط أن تكون العيادات بصورة عامة في المباني الإدارية وليس السكنية، مشددة على أن هذه المراكز تخضع للتفتيش المستمر والرقابة الصارمة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية. بعض الناس يحلو لهم أن يتهموا المنخرطين في أنشطة واضحة للتوعية بطريقة التعامل مع الكلاب بأنهم مرفهون طبقياً، ولديهم فائض وقت وفائض مال ينفقونه على الكلاب، وعلى رغم غرابة هذا المنطق، بدليل أن العطف على الحيوانات وإطعامهم صفة يتسم بها حتى من هم في حال من العوز، لكن على ما يبدو أن ارتباط المؤسسات الفاعلة في هذا الأمر باستقطاب مشاهير ليقودوا حملاتها، جعل بعضاً ممن يفضلون اختزال المشهد والنظر إليه بصورة أحادية، يتبنون هذه الفكرة. من جهة أخرى يقر المتعاملون في هذا الحقل أن هناك بالفعل نوعاً من التفاخر والتباهي الطبقي في ما يتعلق باقتناء أنواع بعينها من الكلاب باهظة الثمن، أو حتى التباهي بالشجاعة والتفرد. الكلاب الطبقية تؤكد الطبيبة البيطرية شيرين زكي، أن كثيرين يتعاملون مع الكلاب وكأنها نوع من المقتنيات غالية الثمن، ويسعون إلى التفاخر بامتلاك الأنواع الأكثر ندرة وتميزاً منها، وبالتبعية الأغلى ثمناً. كذلك لم ينف الطبيب البيطري ماجد مراد هذا الأمر، مشيراً إلى أن التباهي بالكلاب سلوك شائع، حتى في طبقات أقل من الناحية الاجتماعية والثقافية، ومحذراً من أن هناك من يسيرون بمجموعات من الكلاب الشرسة التي يجري تهجينها من دون أية حماية لاستعراض مقدرتهم، سواء المادية أو المعنوية باعتبارهم شجعان يقودون كلاباً شرسة. ووصف مراد من يسير في الشارع مع كلبه الذي يربيه أياً كان نوعه حتى لو كان مسالماً وصغيراً، بأنه كمن يحوز سلاحاً أبيض يمكنه أن يؤذي به أي شخص، لافتاً إلى أن من المستحيل التنبؤ بسلوك كلب إزاء أي استفزاز غير متوقع يواجهه. ويضيف "الكلب لن يهاجم شخصاً إلا إذا استفزه، فسلوكهم ناتج من أفعال البشر، ولكن هذا الفعل قد يكون غير مقصود، بالتالي ينبغي أن يستعمل مربي الكلاب الكمامة لهم في مواجهة الغرباء"، موضحاً "أرى أن كلاب البيوت أخطر من كلاب الشارع، لأنها غير معتادة على التعامل سوى مع عدد محدود من الناس، كما أن بعضها يعاني أذى أصحابها فلا يأمن لأي شخص، بالتالي أدعو إلى تغليظ عقوبة أي شخص لا يلتزم بقواعد السلامة مع الكلاب التي يربيها، لتصبح مثل عقوبة حمل سلاح أبيض". لا تنكر مريم إيهاب (اسم مستعار) التي تعمل في إحدى مؤسسات إيواء الكلاب الشهيرة، أن هناك بالفعل من يقتني الكلاب كنوع من الوجاهة، لافتة إلى أن حب الكلاب والرفق بها غريزة توجد لدى كثيرين، مضيفة أنها تعرف شخصاً يجد قوت يومه بالكاد، لا يترك يوماً إلا ويطعم ويسقي فيه مجموعة منهم في مكان معين، لكن على جانب آخر شاهدت بعينيها بعض من يشتري كلاباً باهظة الثمن من أجل التقاط صور معها، بينما يمكن أن يعاملها بقسوة شديدة في المنزل. ومن واقع تجربتها الطويلة أيضاً تجد أن الانخراط في التبرع بأموال لدعم مراكز إيواء الكلاب لا يأتي إلا ممن هم ميسورون مادياً، مشيرة إلى أنها تشفق على بعض الأسر التي تضطر إلى إيداع كلابها المنزلية في "الشلاتر"، لأنها لم تعد قادرة على توفير طعامها في ظل الضيق الاقتصادي الذي عصف ببعض العائلات التي كانت متوسطة الحال، لكن بخلاف هذه المراكز، هناك ما يسمى "مزارع الكلاب"، وهي بحسب كثير من المتخصصين كارثة كبرى تسهم في تفشي العداء بين البشر والكلاب. وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين السابقة شيرين زكي، تصف عمليات "تشريس الكلاب" بالظاهرة الشديدة الخطر، مطالبة بتغليظ عقوبة هذا السلوك الذي يحدث من دون ترخيص أو رقابة، وأصحابه يهدفون إلى الربح على حساب الحيوانات والبشر كذلك، لأن الحيوان يتحول إلى أداة قتل محقق ضحيتها الإنسان. أداة قتل تسعى على المستوى الرسمي هناك محاولات لتقنين حيازة الكلاب الخطرة، لكن أخيراً صدر قرار أثار استياء الفئة المربية للكلاب، إذ جرى تعديل قائمة أنواع الكلاب الخطرة من 16 إلى ثلاثة أنواع فقط، لكن بحسب شيرين زكي فإنها ضد هذا القرار لأنه لا يعتبر حلاً أصلاً، مذكرة بأن عمليات "تشريس الكلاب" السابق ذكرها تضرب هذا القرار في مقتل، إذ يجري التحايل عليه إما بالتجويع والتعذيب ومن ثم التشريس أو حتى بتهجين السلالات. الغرض من اقتناء الكلاب يختلف من شخص إلى آخر، بعضهم يحتاج إلى أليف وآخرون للحراسة، وغيرهم للمتاجرة بها، إضافة إلى حب الحيوان نفسه والاستمتاع بصحبته وتدليله والتمتع بوفائه، ولكن هناك فئة لديها ذعر منهم، سواء نتيجة التعرض لحوادث قاسية بسببهم، أم لمجرد الفوبيا، أم التحسس من الاقتراب منهم. وفي النهاية تجري المناقشات على أشدها، فالمتضررون يصرون على أن الأمر ليس دعوة إلى إيذاء حيوان ما دام كان مستأنساً وفوائده معروفة، وإنما خوفاً من تكرار حوادث الاعتداء. والفريق المخالف يتهم الأول بأنهم لا يراعون حقوق الحيوانات، ولديهم عداء مع كائن ضعيف بلا قوة، اللافت أن مشاهير المجتمع دخلوا على الخط وأصبحوا أبطالاً لأزمات متكررة بسبب هذه القضية مع تراشق متكرر، فبدا المشهد وكأن هناك خصومة عميقة بين الكلاب والمواطنين، واستقواء من البشر على هذا المخلوق الذي نقشت صورته على الجداريات في مصر القديمة، وتمتع بمكانة خاصة لدى المصريين منذ عهد الفراعنة. فالكلب الفرعوني أحد أقدم سلالات الكلاب، وموطنه مصر القديمة، إذ كان يستخدم لصيد الظباء، والطرائد الأخرى، ووجدت أشباه تلك الكلاب على جدران مقبرة الفرعون "أنتيفا الثاني" الذي يرجع تاريخه لعام 2300 ق. م - أنوبيس – ومثله المصريون على هيئة كلب يربض على قاعدة تمثل واجهة المقبرة، أو في وضع مزدوج متقابل.