logo
إدارة ترمب توافق على اندماج باراماونت وسكاي دانس بعد "تنازلات" بشأن CBS

إدارة ترمب توافق على اندماج باراماونت وسكاي دانس بعد "تنازلات" بشأن CBS

وافقت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (FCC) الخميس، على صفقة اندماج شركة Skydance مع Paramount، منهية بذلك فصلاً درامياً استمر عاماً، شابه عدم اليقين بشأن الصفقة الضخمة، ووسط شبهات بـ"تدخلات سياسية"، بعد تسوية أجرتها باراماونت مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، وإلغاء برنامج The Late Show.
وبموجب صفقة الاندماج، ستصبح "سكاي دانس ميديا" المالك الجديد لـ"باراماونت"، بعد حصولها على الموافقة الرسمية من لجنة الاتصالات الفيدرالية على الاندماج الذي طال انتظاره، وفق CNN.
وصدقت إدارة الرئيس دونالد ترمب بذلك، رسمياً على الاندماج المرتقب بين "باراماونت جلوبال" و"سكاي دانس ميديا"، إذ صوّت مفوضو لجنة الاتصالات بأغلبية 2 مقابل 1، لمنح الضوء الأخضر للصفقة البالغة قيمتها 8 مليارات دولار.
وتعني هذه الموافقة أن "سكاي دانس" يمكنها إتمام الصفقة والسيطرة على "باراماونت" خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت مجلة "بوليتيكو"، إن الصفقة أثارت القلق بشأن حرية التعبير وتدخل الحكومة في شؤون الإعلام، خاصة بعد التسوية، وموافقة "سكاي دانس"، على معالجة مخاوف أثارتها إدارة ترمب بشأن ما تعتبره انحيازاً إعلامياً في شبكة CBS، وهو ما وصفته "بوليتيكو"، بـ"تنازلات" لإدارة ترمب.
وفي قرار مفاجئ أثار موجة من ردود الفعل داخل أوساط الإعلام والترفيه، أعلنت CBS الأسبوع الماضي، عن إيقاف برنامج The Late Show مع ستيفن كولبير وهو منتقد بارز لترمب في برنامجه الشهير، في خطوة ربطها البعض بصفقة الاندماج.
"تدخلات سياسية"
وشاب عملية مراجعة الاندماج، والتي غالباً ما تكون طويلة، اتهامات بتدخلات سياسية، على خلفية انتقادات الرئيس ترامب الحادة لقطاع الأخبار في شبكة CBS التابعة لـ"باراماونت".
وفي الأيام الأخيرة، وافق المالكون الجدد المرتقبون لـ"باراماونت"، بقيادة الرئيس التنفيذي لـ"سكاي دانس" ديفيد إليسون، على تعيين وسيط رقابي في شبكة CBS، وتعهدوا بعدم تنفيذ أي سياسات جديدة تتعلق بالتنوع والإنصاف والإدماج (DEI).
وكانت هذه التعهدات، إلى جانب وعود متعلقة بالمحتوى المحلي، حاسمة بالنسبة لرئيس لجنة الاتصالات بريندان كار، الذي أظهر ولائه لترمب بارتداء دبوس ذهبي يحمل صورة الرئيس.
وبادر كار إلى دعوة زملائه المفوضين للتصويت لصالح الاندماج، الخميس. وقال كار في بيان: "أرحب بالتزام سكاي دانس بإحداث تغييرات كبيرة في شبكة CBS الإذاعية التي كانت ذات يوم مرموقة".
وأضاف: "على وجه الخصوص، قدمت سكاي دانس تعهدات مكتوبة لضمان أن يعكس محتوى الشركة الجديدة تنوعاً في وجهات النظر من مختلف الأطياف السياسية والأيديولوجية. كما ستتبنى سكاي دانس إجراءات تهدف إلى اقتلاع التحيز الذي قوض الثقة في الإعلام".
وتابع: "إذا تم تنفيذ هذه الالتزامات فإنها ستمكّن شبكة CBS من العمل بما يخدم الصالح العام، والتركيز على التغطية العادلة وغير المتحيزة والمبنية على الحقائق. القيام بذلك من شأنه أن يكون خطوة أولى نحو استعادة ثقة الأميركيين".
تسوية مع ترمب
وفي وقت سابق من يوليو، وافقت شركة "باراماونت" على دفع 16 مليون دولار لصالح المكتبة الرئاسية لترمب، كجزء من تسوية دعوى قضائية مثيرة للجدل قانونياً رفعها ترمب ضد شبكة CBS News.
وأصرت الشركة ولجنة الاتصالات الفيدرالية على أن هذه التسوية "غير مرتبطة"، بمراجعة صفقة الاندماج، رغم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين شبّهوا ذلك بـ"الرشوة" مقابل الموافقة.
وتصدرت برامج مملوكة لـ"باراماونت" عناوين الأخبار يومياً في الأيام الأخيرة، مما يعكس النفوذ المستمر للشركة المتعثرة في سوق الإعلام.
وأعلنت CBS الأسبوع الماضي، أن برنامجها الحواري الليلي البارز "ذا ليت شو مع ستيفن كولبير" The Late Show With Stephen Colbert سيتوقف في مايو المقبل. وقالت الشبكة إن الإلغاء يعود لأسباب "مالية" بحتة، وليس بسبب "أمور أخرى تجري في باراماونت"، في إشارة إلى الاندماج المنتظر.
وواصل كولبير السخرية من تفسير الشبكة للإلغاء في برنامجه منذ ذلك الحين، ووصف التسوية بـ"الرشوة".
أما جون ستيوارت، الذي يقدّم برنامج "ذا ديلي شو" مرة واحدة أسبوعياً على قناة كوميدي سنترال المملوكة أيضاً لباراماونت، فقد هاجم الشركة الاثنين، قائلاً إنه يعزو قرار الإلغاء إلى حملة الضغط التي يشنها ترامب على وسائل الإعلام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفكر أميركي يكشف حقائق صادمة عن اللوبي الإسرائيلي في واشنطن
مفكر أميركي يكشف حقائق صادمة عن اللوبي الإسرائيلي في واشنطن

Independent عربية

timeمنذ 23 دقائق

  • Independent عربية

مفكر أميركي يكشف حقائق صادمة عن اللوبي الإسرائيلي في واشنطن

أثار عالم السياسات الأميركي جون ميرشايمر تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته حول النفوذ الإسرائيلي في الولايات المتحدة، معتبراً أن قوة اللوبي الإسرائيلي بلغت حداً يجعل واشنطن تتبنى سياسات تصب في مصلحة إسرائيل ولو كانت مضرة لها. وخلال مقابلة مطولة مع المذيع الجمهوري تاكر كارلسون، تحدث ميرشايمر بصراحة عن السياسات التوسعية لإسرائيل، واصفاً ما يجري في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج"، وسط تحولات ملحوظة في الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل. اللوبي الإسرائيلي والتحكم بالرواية عن تأثير اللوبي الإسرائيلي في صنع القرار الأميركي، أقر ميرشايمر في الحلقة التي حققت أكثر من 4 ملايين مشاهدة على "إكس" بأن إسرائيل كثيراً ما أثرت في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، والسبب بسيط على حد قوله وهو وجود لوبي إسرائيلي قوي في واشنطن، لم يجرؤ رئيس أميركي على معارضته. وأشار إلى أن اللوبي الإسرائيلي نجح لعقود في رسم صورة مثالية لإسرائيل داخل الرأي العام الأميركي، باعتبارها "الطرف الخيّر" في الصراع وأن العرب هم الأشرار، لكن هذه السردية بدأت تنهار بعد حرب غزة، لافتاً إلى أن أميركيين كثراً يدركون اليوم أن إسرائيل تأخذ أكثر مما تعطي أميركا، وأن هناك لوبياً منظماً يؤثر في صناع القرار بواشنطن. واعترف ميرشايمر بأنه تأثر بادئ الأمر بالرواية السائدة التي رسخها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، لكنه بدأ يغيّر موقفه أواخر الثمانينيات، بعد ظهور ما يعرف بـ"المؤرخين الجدد" في إسرائيل مثل بني موريس وإيلان بابي وآفي شلايم الذين كشفوا عبر الأرشيف الرسمي عن كثير من الحقائق المغيّبة حول نشأة إسرائيل. وللدلالة على قوة هذا اللوبي، استرجع ميرشايمر قصة شخصية حين كتب مع الباحث ستيفن والت مقالة مفصلة لمجلة "ذا أتلانتك" عن قوة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، لكن المقالة، على رغم كتابتها وفق معايير المجلة وبتكليف منها، منعت من النشر فجأة. وأوضح المفكر الأميركي أن رئيس التحرير أحسَّ بالإهانة عندما شكك الباحثان في قدرته على نشر المقالة، وتعهد بأنه سيدفع لهما 10 آلاف دولار إن لم تنشر، وهو ما حدث بالفعل عندما امتنعت المجلة عن نشر المقالة بعد ضغوط في ما يبدو على رئيس تحريرها. حرب غزة "إبادة جماعية" ووصف المفكر الأميركي ما يحدث حالياً في غزة بأنه إبادة جماعية والمحاولة الإسرائيلية الثالثة للتطهير العراقي بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن معظم سكان غزة اليوم هم من سلالة من حوربوا وطردوا من أراضيهم عام 1948، فيما شهدت الضفة الغربية تطهيراً مماثلاً عقب حرب 1967. واستند المفكر الأميركي إلى اتفاق عام 1948 الذي ينص على أن "الإبادة هي محاولة دولة تدمير جماعة عرقية أو دينية أو قومية، والقضاء على هويتها"، مضيفاً أن الإبادة لا تقاس بعدد القتلى، بل بالنية الممنهجة لمحو هوية الفلسطينيين الوطنية. وعند مقارنته بما فعلته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، أشار إلى أن واشنطن قتلت أعداداً كبيرة من اليابانيين والألمان، لكن الدافع كان إنهاء الحرب، لا محو هذه الشعوب، بينما ما تفعله إسرائيل اليوم هو "تدمير ممنهج لهوية وطنية كاملة"، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذا ليس تبريراً لما فعلته الولايات المتحدة، وإنما لتسمية الأشياء بأسمائها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويرى ميرشايمر أن هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 وفّر لإسرائيل فرصة مثالية لتنفيذ مشروعها المتجذر تاريخياً بتهجير الفلسطينيين، ولا سيما من غزة باتجاه مصر والأردن، في إطار سعيها إلى حل "المشكلة الديموغرافية" التي واجهت مؤسسي إسرائيل منذ البداية. وقال إن "الفكر الصهيوني منذ نشأته يدرك أن قيام دولة يهودية على أرض مأهولة بالفلسطينيين لا يمكن أن يتم من دون تطهير عرقي"، لافتاً إلى أن "ديفيد بن غوريون وآخرين من قادة الصهيونية كانوا يعرفون أنهم بحاجة إلى اقتراف أفعال شنيعة، وكانوا واضحين في أنهم لا يلومون الفلسطينيين على المقاومة لأنهم يدركون أنهم يسرقون أراضيهم". وأوضح المفكر الأميركي أن استراتيجية إسرائيل تستند إلى المشروع التوسعي المعروف باسم "إسرائيل الكبرى"، ويشمل الإبقاء على الأراضي المحتلة عام 1948 والاستيلاء على الضفة الغربية وغزة وأجزاء من جنوب لبنان وجنوب سوريا وصحراء سيناء، لافتاً إلى أن بن غوريون نفسه كتب مقالة عام 1918 عن إنشاء "إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية دعمها قادة الحركة الصهيونية الأوائل وهي مدعومة اليوم من إسرائيليين كثر، ولهذا السبب لم تعتمد إسرائيل قط حدودها النهائية.

«الفتى الروسي الثرثار» يستفز ترمب والرئيس الأميركي يحذره من «دخول منطقة خطيرة»
«الفتى الروسي الثرثار» يستفز ترمب والرئيس الأميركي يحذره من «دخول منطقة خطيرة»

الشرق الأوسط

timeمنذ 23 دقائق

  • الشرق الأوسط

«الفتى الروسي الثرثار» يستفز ترمب والرئيس الأميركي يحذره من «دخول منطقة خطيرة»

بعدما أمعنت روسيا في إدارة الظهر لمناشداته بوقف حربها المستمرة منذ 3 سنوات ونصف السنة على أوكرانيا، لم يكن أمام الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سوى خيار اللجوء إلى تعليقاته السليطة ضد قادتها، رغم تحييده رئيسها فلاديمير بوتين عن تلك التعليقات حتى الآن. وهدد ترمب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، واصفاً إياه بـ«الرئيس الفاشل»، قائلاً: «إنه يدخل منطقة خطيرة للغاية». وفي حين يوصف ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على نطاق واسع من قِبل السياسيين ووسائل الإعلام الأميركية، بأنه «الفتى الثرثار»، بدا أن ترمب قد ضاق ذرعاً بتعليقاته الساخرة، بعدما رد على تهديداته بتقليص المهلة النهائية لإنهاء الحرب. وكتب ترمب في الساعات الأولى من صباح الخميس: «روسيا والولايات المتحدة لا تتعاونان تقريباً. فلنُبقِ الأمر على هذا النحو، ولنُخبر ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل، الذي يظن نفسه رئيساً، أن يحذر من كلماته. إنه يدخل منطقة خطيرة للغاية». الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف (أرشيفية - أ.ب) وكان ميدفيديف، وهو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، قد سخر من إنذار ترمب للكرملين، بعدما قلّص المهلة النهائية التي حددها في يوليو (تموز) بـ50 يوماً إلى 10 أيام، لإنهاء الحرب في أوكرانيا وإلا سيواجه عواقب اقتصادية وخيمة. وكتب ميدفيديف قائلاً: «ترمب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يوماً أو 10... عليه أن يتذكر أمرين: أولاً، روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. وثانياً كل إنذار جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب، ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده. لا تسلكوا طريق جو النعسان». وبدت عبارته الأخيرة التي شبهه فيها بالرئيس السابق جو بايدن، أكثر ما آثار حفيظة ترمب، ودفعته إلى تهديده بشكل مباشر. وفي منشور آخر على منصة «إكس»، وصف ميدفيديف، السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، أحد أبرز حلفاء ترمب ومن صقور الجمهوريين في السياسة الخارجية، بـ«الجِد»، بعد أن نصح ميدفيديف «بالجلوس على طاولة السلام». ترمب أثناء زيارته موقع تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي (أ.ب) ويُعد ميدفيديف مؤيداً صريحاً لغزو بوتين الشامل لأوكرانيا، وهو من أشد المدافعين عن الكرملين على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ميدفيديف: «ليس من شأنك أو من شأن ترمب أن تُملي علينا متى (نجلس على طاولة السلام). ستنتهي المفاوضات عندما تتحقق جميع أهداف عمليتنا العسكرية. اعملوا على أميركا أولاً، يا جدي». وبعدما تولى ترمب منصبه واعداً بإنهاء الحرب بسرعة، رفض الكرملين جميع الدعوات لوقف القتال. وبدلاً من ذلك، زادت موسكو من وتيرة هجماتها على الجبهة ووسّعت نطاق قصفها الموجّه إلى البلدات والمدن في جميع أنحاء أوكرانيا. وأعلنت روسيا، الخميس، أنها سيطرت على بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا بعد ما يقرب من 16 شهراً من القتال؛ ما يمكنها التقدم نحو المدن الرئيسية في منطقة دونيتسك، بما في ذلك كوستيانتينيفكا وسلوفيانسك وكراماتورسك، بينما نفى الجيش الأوكراني التقارير الميدانية الروسية. وقال المتحدث باسم «مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا» فيكتور تريغوبوف: «أنصح دائماً بعدم عدَّ وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ». لكن أقرَّت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية هاجمت مواقع قرب تشاسيف يار. وسيمثل هذا التقدم، إذا تأكد، مكسباً كبيراً للقوات الروسية. وتقع تشاسيف يار غربي باخموت التي استولت عليها روسيا في 2023 بعد واحدة من أكثر المعارك دموية خلال الحرب. وأظهر موقع «ديب ستيت» الأوكراني، الذي يتعامل مع الخرائط، سيطرة قوات كييف على الجزء الغربي من البلدة. وبدأت معركة تشاسيف يار في أبريل (نيسان) العام الماضي عندما وصلت قوات المظليين الروس إلى الطرف الشرقي للبلدة. وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية آنذاك أن الجنود الروس بدأوا بالاتصال بنظرائهم الأوكرانيين داخل البلدة لمطالبتهم بالاستسلام أو القضاء عليهم بالقنابل الموجهة جواً. وبلغ عدد سكان البلدة، التي تحولت الآن أنقاضاً، أكثر من 12 ألف نسمة قبل الحرب، وكان اقتصادها يعتمد على مصنع ينتج منتجات الخرسانة المسلحة والطين المستخدم في صناعة الطوب. أعلن مسؤولون محليون في أوكرانيا مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة 88 آخرين في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيَّرة على العاصمة كييف في وقت مبكر من الخميس. ومع شروق الشمس، كانت فرق الطوارئ تخمد الحرائق وتقطع الكتل الخرسانية بحثاً عن ناجين في جميع أنحاء العاصمة. قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس: «أطلق الروس أكثر من 300 طائرة مسيَّرة وثمانية صواريخ، وكانت العاصمة الهدف الرئيسي لهذا الهجوم الهائل». وأضاف زيلينسكي: «لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية السكنية. وفي أحد الأحياء السكنية، تم تدمير جزء كامل من مبنى سكني»، وأضاف أن مناطق دنيبرو وبولتافا وسومي وميكولايف، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم). سكان كييف يحتمون في أنفاق محطات القطارات الأرضية بسبب القصف الروسي (رويترز) وقالت يوليا سفيريدينكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية: «هذا رد بوتين على مُهل ترمب النهائية... على العالم أن يرد بعقد محكمة وممارسة أقصى قدر من الضغط». وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 288 طائرة هجومية مسيَّرة وثلاثة صواريخ كروز. وكتب وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا عبر منصة «إكس»: «إنه صباح فظيع في كييف. الضربات الروسية الوحشية الروسية دمرت مباني سكنية بأكملها وألحقت أضراراً بمدارس ومستشفيات. قتل وجرح مدنيون. لا يزال هناك أشخاص تحت الركام». بطارية الدفاع الجوي الأميركية «ثاد» (أ.ف.ب) ويأتي الهجوم الروسي الأخير في أوكرانيا بينما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين عشرة أيام لوقف غزوه لأوكرانيا الذي دخل عامه الرابع، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة صارمة. ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر (أيلول) 20022، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. واتهم قادة غربيون بوتين بالتباطؤ في جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، في محاولة للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية. وهدد ترمب باتخاذ إجراءات قاسية لإجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما هي الإجراءات التي سيتخذها للضغط على موسكو إذا لم تلتزم بموعده النهائي الأسبوع المقبل. ويأمل الأوكرانيون أن يستهدف، على الأقل، المصدر الرئيسي لتمويل الكرملين لمجهوده الحربي: صادرات النفط. ويقول جون هاردي، كبير الباحثين في الشأن الروسي في مؤسسة الدفاع عن الحريات، وهي مؤسسة بحثية محسوبة على الجمهوريين: «بصراحة، ليس من الواضح تماماً ماهية العقوبات التي سيفرضها ترمب». وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط» قائلاً: «يبدو أن الخطة تستهدف صادرات النفط الروسية، لكن من غير الواضح ما هي الأداة التي سيستخدمها لتحقيق ذلك». وتابع قائلاً: «منذ إعلانه في 14 يوليو (تموز)، كرر هو ومسؤولون أميركيون آخرون استخدام مصطلح (رسوم جمركية ثانوية) و(عقوبات ثانوية) في أحيان أخرى». بناية تم تدميرها بالكامل جراء القصف الروسي على العاصمة الروسية كييف (أ.ب) وصاغ مجلس الشيوخ الأميركي تشريعاً من شأنه فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، بما في ذلك الصين. لكن المشرعين أحجموا حتى الآن عن التصويت على مشروع القانون، رغم الدعم الواسع من الحزبين. وبدلاً من ذلك، التزموا بتوجيهات البيت الأبيض؛ ما ترك إقرار القانون معلقاً بعدما دخل الكونغرس في عطلته الصيفية التي بدأت في أول أغسطس (آب) وتنتهي في أوائل سبتمبر المقبل. ومع ذاك، قرر ترمب يوم الأربعاء، معاقبة الهند لاستمرارها في شراء النفط والأسلحة الروسية، وأعلن أنه سيفرض تعريفة جمركية بنسبة 25 في المائة على الهند، قائلاً إنه سيضيف عقوبات إضافية غير محددة لمواصلة التجارة مع موسكو. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أرشيفية - أ.ب) دعا زيلينسكي، الخميس، العالم إلى التحرك «لتغيير النظام» في روسيا ومصادرة أصولها بدلاً من تجميدها، عادَّاً أن استمرار السلطات الحالية يعني أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب. وتحدث زيلينسكي عبر الفيديو خلال مؤتمر بمناسبة مرور 50 عاماً على توقيع «اتفاقية هلسنكي» التاريخية الموقَّعة بين كتلتي الشرق والغرب في عام 1975 والتي تضمن عدم انتهاك الحدود، وهو مبدأ تم التعدي عليه بالغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفاً: «أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب. هي من بدأتها ويمكننا إجبارها على إنهائها، لكن إذا لم يهدف العالم إلى تغيير النظام في روسيا، سيعني ذلك أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب». ترمب يتحدث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه لواشنطن 29 يوليو 2025 (أ.ب) وقال زيلينسكي: «علينا أن نعطل آلة الحرب الروسية، وأن نوقف صناعتها العسكرية ونحدّ من أرباحها من الطاقة، وأن نستخدم كل الأصول الروسية المجمدة، بما في ذلك الثروات الناتجة عن الفساد للدفاع عن العالم ضد العدوان الروسي». وتابع: «حان الوقت لمصادرة الأصول الروسية لا الاكتفاء بتجميدها، بل مصادرتها واستخدامها لخدمة السلام وليس الحرب».

ترمب يعاقب البرازيل بسبب محاكمة بولسونارو
ترمب يعاقب البرازيل بسبب محاكمة بولسونارو

الشرق الأوسط

timeمنذ 23 دقائق

  • الشرق الأوسط

ترمب يعاقب البرازيل بسبب محاكمة بولسونارو

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قاضي المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس، متهمة إياه بقمع حرية التعبير في ظل المحاكمة الجارية للرئيس السابق جايير بولسونارو. وتزامنت هذه العقوبات مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية نسبتها 50 في المائة من صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة. وهي تأتي أيضاً بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في 18 يوليو (تموز) الماضي فرض قيود على تأشيرات المسؤولين القضائيين البرازيليين، وبينهم القاضي دي مورايس، الذي يشرف على القضية الجنائية المرفوعة ضد بولسونارو، المتهم بتدبير مؤامرة للبقاء في السلطة رغم هزيمته في انتخابات عام 2022 أمام الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، في بيان، إن «دي مورايس مسؤول عن حملة قمعية من الرقابة، واعتقالات تعسفية تنتهك حقوق الإنسان، وملاحقات قضائية مُسيّسة - بما في ذلك ضدّ الرئيس السابق جايير بولسونارو». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات فرضت بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي للمساءلة في مجال حقوق الإنسان، الذي يستهدف مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان والمسؤولين الفاسدين، بوصفه سلطة لها لإصدار العقوبات. ويأمر القرار بتجميد أي أصول أو ممتلكات قد يملكها دي مورايس في الولايات المتحدة. قاضي المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات (أ.ف.ب) وكان ترمب أعلن فرض تعريفة جمركية بنسبة 50 في المائة على السلع البرازيلية المستوردة في 9 يوليو (تموز)، رابطاً صراحة الرسوم بـ«الملاحقة القضائية» الجارية ضد بولسونارو في البرازيل. ووقّع، الأربعاء، قراره التنفيذي لتطبيق هذه الرسوم الجمركية. وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن القرار جاء رداً على «السياسات والممارسات والإجراءات الأخيرة» للبرازيل، التي «تشكل تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد للولايات المتحدة». واحتفل إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس البرازيلي، بإعلان وزارة الخزانة الأميركية. وكتب عبر منصة «إكس»، واصفاً الإعلان بأنه «حدث تاريخي»، وتحذير من أن «إساءة استخدام السلطة لها عواقب عالمية الآن». وكان إدواردو بولسونارو انتقل إلى الولايات المتحدة في مارس (آذار) الماضي، وهو قيد التحقيق في البرازيل بتهمة التعاون مع السلطات الأميركية لفرض عقوبات على مسؤولين برازيليين. صورة أرشيفية للرئيس ترمب والرئيس البرازيلي السابق بولسونارو في مارالاغو مارس 2020 (رويترز) وجاء قرار ترمب ليمثل تحولاً في مبررات الرسوم الجمركية، إذ اعتمد أولاً ذريعة اختلالات الميزان التجاري التي تُشكل تهديداً للاقتصاد الأميركي، رغم أن الولايات المتحدة حققت فائضاً تجارياً قدره 6.8 مليار دولار العام الماضي مع البرازيل. أما قراره الأربعاء، فركز على ملاحقة بولسونارو جنائياً، عادّاً أنها تُشكل حالة طوارئ اقتصادية بموجب قانون صدر عام 1977. وبعد إعلان ترمب في شأن الرسوم الجمركية هذا الشهر، قال لولا إن ترمب لم يُنتخب ليكون «إمبراطور العالم»، مدافعاً عن سيادة البرازيل واستقلال القضاء البرازيلي. ونشرت صحيفة «أو غلوبو» البرازيلية أن لولا دعا إلى اجتماع طارئ مع بعض الوزراء عقب قرار ترمب الأربعاء. وفي مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال لولا إنه غادر إحدى المناسبات في العاصمة برازيليا على عجل للدفاع عن «سيادة الشعب البرازيلي في ضوء الإجراءات التي أعلنها الرئيس الأميركي».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store