
السلطات المصرية توقف ناشطين في الإسماعيلية أثناء توجههم إلى غزة ضمن "قافلة الصمود"
في تطور مثير للجدل، أوقفت السلطات المصرية عشرات الناشطين والناشطات عند مدخل مدينة الإسماعيلية، شمال شرق البلاد، أثناء توجههم إلى قطاع غزة ضمن قافلة "الصمود" (March To Gaza)، وهي مبادرة دولية تهدف إلى دعم الفلسطينيين المحاصرين. وأفادت تقارير باحتجاز جوازات سفر عدد من المشاركين، مما أثار موجة من الاستنكار بين أوساط الناشطين وأنصار القضية الفلسطينية.
صبيحة اليوم الجمعة، واجه مشاركون في قافلة "الصمود"، التي تضم عشرات الناشطين من دول عربية وأوروبية، عقبة غير متوقعة عندما نجحوا في الوصول إلى الإسماعيلية، قادمين عبر منافذ البلاد الرسمية وحاصلين على تأشيرات دخول، فأوقفتهم قوات الأمن المصرية عند مدخل الإسماعيلية. ووفقًا لمصادر ميدانية ومنشورات على منصة إكس، مُنع النشطاء من التقدم نحو معبر رفح الحدودي، الذي يُعتبر البوابة الوحيدة لقطاع غزة مع العالم الخارجي. وأشارت التقارير إلى أن السلطات احتجزت جوازات سفر بعض الناشطين، من دون تقديم توضيحات رسمية فورية حول أسباب الإجراء.
وكانت قافلة للتضامن مع غزة انطلقت من تونس في 9 يونيو/حزيران الحالي بدعم من "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" ومؤسسات مثل اتحاد الشغل التونسي والهلال الأحمر، قد اجتازت عدة محطات في طريقها، بما في ذلك ليبيا، حيث واجهت تحديات مماثلة في مدينة سرت تحت سيطرة قوات خليفة حفتر. وعلى الرغم من حصول المشاركين الذين نجحوا في الوصول إلى الإسماعيلية على تأشيرات دخول من السفارات المصرية في بلدانهم، لم يمنع هذا توقيفهم في الإسماعيلية، مما أثار تساؤلات حول دوافع السلطات.
تأتي قافلة "الصمود" في سياق أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث حذرت الأمم المتحدة من توقف عمليات الإغاثة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007، والذي تكثف منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو/أيار 2024. وتهدف القافلة، التي تضم ناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وفرنسا ودول أخرى، إلى لفت الأنظار إلى معاناة سكان غزة، إلى جانب المطالبة بفك الحصار وتوصيل المساعدات الإنسانية.
"كنا نحمل ضميرًا حيًّا لدعم إخوتنا في غزة، لكننا واجهنا عرقلة لا يمكن تفسيرها إلا كمحاولة لكسر إرادتنا"، هكذا علق الدكتور طارق الزمر، أحد الناشطين، في منشور على منصة إكس. وأضاف أن عرقلة القافلة يعكس "ضغوطًا سياسية" تتعارض مع الروح الإنسانية للقافلة.
وأثار توقيف الناشطين موجة من الانتقادات الحادة على منصات التواصل الاجتماعي. واتهم ناشطون، السلطات المصرية بعرقلة متعمدة، مشيرين إلى أن المشاركين دفعوا مبالغ طائلة لحجز الفنادق وتذاكر الطيران عبر شركة الطيران المصرية، مما يجعل الإجراءات الأمنية تبدو متناقضة مع التصاريح الممنوحة مسبقًا. وذهب آخرون إلى اتهام السلطات بالتعاون مع قوات حفتر في ليبيا لمنع تقدم القافلة، في إشارة إلى توقيف سابق في سرت.
في السياق ذاته، أشارت تقارير إعلامية، إلى أن السلطات المصرية رحّلت أكثر من 200 ناشط أجنبي من مطار القاهرة أو فنادقهم في الأيام السابقة، بمن فيهم جزائريون ومغاربة وفرنسيون، بسبب مشاركتهم في القافلة أو أنشطة تضامنية مماثلة.
وفي بيان مقتضب، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن أي زيارة للمنطقة الحدودية مع غزة تتطلب موافقات أمنية مسبقة، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى "حفظ الأمن القومي".
سياق أوسع: مصر ومعبر رفح
يُعد معبر رفح نقطة حساسة في العلاقات المصرية-الإسرائيلية، حيث تفرض مصر ضوابط مشددة على التنقل عبره بناءً على اتفاقيات ثنائية. ومنذ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، توقفت حركة المساعدات والأفراد تقريبًا، مما زاد من التوترات في المنطقة.
تشير مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد" إلى أن مصر، التي تسعى إلى الحفاظ على استقرار حدودها، وقد تكون استجابت لطلبات إسرائيلية بمنع الناشطين من الوصول إلى الحدود لتجنب أي تصعيد. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الإجراءات قد تضر بصورة مصر داعماً للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل الدعم الشعبي الواسع للقافلة في العالم العربي.
حتى مساء اليوم الجمعة، لم تصدر السلطات المصرية بيانًا رسميًّا يوضح مصير الناشطين الموقوفين أو جوازات السفر المحتجزة. وتشير مصادر غير مؤكدة إلى أن بعض المشاركين قد يُسمح لهم باستكمال رحلتهم بعد مراجعة أمنية، بينما قد يواجه آخرون الترحيل أو العودة إلى القاهرة.
وبحسب شهادات ومعلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن عمليات الترحيل بدأت فور وصول هؤلاء النشطاء والمتضامنين إلى مطار القاهرة الدولي، حيث خضعوا لعمليات فرز دقيقة، وجرت مراجعة تحركاتهم ومقاصد زياراتهم، قبل أن يُجري معهم أفراد من أجهزة أمنية تحقيقات قصيرة، تركزت على طبيعة زيارتهم، والجهات التي يتواصلون معها داخل مصر، ومدى ارتباطهم بأي تحرك شعبي أو تنظيمي لدخول غزة.
وأكد أحد أعضاء منظمات حقوقية معنية بمتابعة أوضاع المرحّلين، أن بعض الأجانب تم احتجازهم لساعات طويلة في مناطق مخصصة داخل المطار، ثم تم تجميعهم في مجموعات بحسب جنسياتهم، وجرى ترحيلهم على متن الرحلات الجوية الأولى المتاحة إلى بلدانهم الأصلية. وأشار المصدر إلى أن "الغالبية لم تكن بحوزتها مستلزمات أو أدلة ميدانية تؤكد نيتها المشاركة في أعمال احتجاجية، بل اكتفى الأمن المصري بتقديرات ظرفية وشبهات عامة لتبرير ترحيلهم، مثل الكوفية الفلسطينية".
وشملت قائمة المرحّلين عدداً من النشطاء السياسيين والمثقفين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أفراد ينتمون إلى منظمات غير حكومية أوروبية ومغاربية شارك بعضها سابقاً في حملات تضامن مشابهة مع غزة، سواء عبر القوافل البرية أو حملات السفن.
وكانت القاهرة قد شهدت في الأيام الأخيرة توافد أعداد كبيرة من المتضامنين الدوليين ضمن تحضيرات لمسيرة شعبية عابرة للحدود تهدف إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني المتفاقم في القطاع، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر. إلا أن السلطات المصرية رفضت التعامل مع التحرك بوصفه تحركاً سلميّاً تضامنيّاً، واعتبرته نشاطاً قد يهدد "الأمن القومي"، وفق مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد". ويأتي هذا السلوك الأمني وسط تأكيد مصري بتأمين معبر رفح ومحيطه، ومنع أي تحركات غير منسقة مع الدولة يمكن أن تؤثر على توازناتها الدبلوماسية، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل وازدياد الأصوات المطالبة بفتح الممرات الإنسانية.
من جهتهم، عبّر ناشطون حقوقيون ومنظمات دولية عن قلقهم من هذه السياسة، واعتبروا أن "ترحيل المتضامنين السلميين ينسف مبدأ التضامن الشعبي، ويعزل الفلسطينيين عن الدعم العالمي"، مطالبين الحكومة المصرية باحترام حرية التعبير والتنقل، والسماح لمنظمات الإغاثة والنشطاء بالدخول إلى غزة أو على الأقل الاقتراب من الحدود لإيصال رسائل الدعم والمساعدة.
وأكد متحدث باسم المسيرة العالمية إلى غزة أن أكثر من 200 ناشط أجنبي تم توقيفهم، بينما اعتبر مراقبون أن ما جرى يعكس رداً أمنياً صارماً يفتقر إلى التنسيق الدبلوماسي، ويعكس خشية السلطات المصرية من تحركات تضامنية شعبية مع غزة حتى لو كانت سلمية، في ظل اتهامات متبادلة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي بشأن منع عبور المساعدات إلى القطاع.
وقال نور خليل، مدير منصة اللاجئين في مصر، تعليقاً على حملة الترحيل والاعتقالات التي طاولت أجانب قادمين للمشاركة في قوافل كسر الحصار عن غزة: "ما يحدث معيب بحق دولة بحجم مصر. من غير المقبول أن يُعتقل أشخاص في المطار رغم حصولهم على تأشيرات دخول رسمية، أو أن يتم اقتحام الفنادق والقبض على أجانب، سواء كانت لهم علاقة بالقافلة أم لا. احتجاز الزوار بالساعات داخل المطار وكأننا في حالة حرب لمجرد أنهم أعلنوا تضامنهم مع غزة، أمر غير مبرر ومخجل".
وأضاف خليل: "وزارة الخارجية كانت على علم منذ أسابيع بوصول القافلة، وسفراء مصر بالخارج تلقوا اتصالات ومحاولات متكررة لفهم الإجراءات المطلوبة لتنظيم القافلة بشكل منسق، لكن لم يصل أي رد. ثم يأتي الرد الأمني فجأة، وفي يوم وصول النشطاء، على هيئة اعتقالات وتحقيقات وترحيلات".
وكانت السلطات المصرية قد سمحت لدفعتَين من النشطاء الجزائريين المشاركين في حملة كسر الحصار عن
قطاع غزة
بالدخول إلى أراضيها، لكنّها حدّدت لهم مكان الإقامة إلى حين صدور قرارات أخرى بشأن السماح لهم بالتوجه إلى الحدود المصرية مع غزة عند معبر رفح، وذلك بعدما منعت دفعتَين متتاليتَين في حدود 70 ناشطا جزائرياً من الدخول واحتجزتهم بعدما وصلوا إلى مطار القاهرة فجر الأربعاء والخميس، وقامت بإعادة ترحيلهم.
وبلغ عدد الجزائريين الذين تمكّنوا من الدخول إلى مصر 90 ناشطاً، ينتظر أن يصلوا في الساعات المقبلة إلى الإسماعيلية، رفقة عدد من النشطاء الأجانب، في مسعى للوصول إلى
معبر رفح
، والاعتصام هناك من أجل كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة ودعماً للشعب الفلسطيني.
وقال النائب في البرلمان الجزائري ونائب رئيس "المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين"، يوسف عجيسة، لـ"العربي الجديد"، إنه سُمح للناشطين على متن رحلتَين بالدخول، وأضاف: "أقمنا الليلة الماضية في القاهرة، على أساس أن نتوجه في اليوم التالي إلى الإسماعلية، حيث تنتظرنا حافلات للتوجه إلى رفح"، مشيراً إلى أن "المجموعة مازالت بانتظار التراخيص الأمنية من الجانب المصري، ولسنا نعلم حتى الآن إن كان سيسمح لنا بالتوجه إلى رفح، للتعبير عن موقف رافض لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني".
وعبر عجيسة عن أمله في أن تفتح السلطات المصرية طريق أمام النشطاء الجزائريين والأجانب من أجل الوصول إلى العريش ورفح، وتمكينهم من المساهمة في هذه الخطوة العالمية الواسعة، لافتاً إلى أن التقارير تفيد أن السلطات المصرية "تعترض في الوقت الحالي سبيل النشطاء الأجانب المتوجهين إلى مدينة الإسماعيلية".
ولم تعرف دوافع تغير الموقف المصري بشأن السماح للنشطاء بالدخول، بعد ترحيل دفعتَين سابقتَين من الجزائريين وعدد كبير من الأجانب، لكن مصادر "العربي الجديد"، فسرت تغيير السلطات المصرية موقفها بشأن السماح بدخول النشطاء بدلاً من احتجازهم وإعادة ترحيلهم بمحاولة تخفيف الضغط الإعلامي والسياسي الذي تشكل في أعقاب احتجاز وترحيل النشطاء من مطار القاهرة.
نجوم وفن
التحديثات الحية
فنانون تونسيون يشاركون في قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة
وكان عدد من النشطاء أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي نيّتهم الوصول إلى الحدود المصرية مع غزة عند معبر رفح للمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحصار، عبر مسيّرات وقوافل مختلفة، من أوروبا وشمال أفريقيا، إلّا أن الخارجية المصرية نشرت بياناً انطوى على رفض ضمني لعبور "قافلة الصمود"، إذ اشترطت حصول أفراد القافلة على التصاريح اللازمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
العراق: سقوط مُسيّرات وأجزاء صواريخ في مدن عدة ودعوة لتظاهرات دعماً لإيران
سجّل العراق في الساعات الأخيرة سقوط طائرات مسيّرة وأجزاء من صواريخ في عدد من مناطق البلاد مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة. ومع تزايد القلق العراقي من استمرار اختراق أجوائه، نشر الجيش منظومات دفاع جوي قرب منشآت نفطية عراقية. ووفقاً لمصدر أمني عراقي، اليوم الاثنين، "تم تسجيل سقوط 9 طائرات مسيّرة وبقايا صواريخ في عدد من مناطق البلاد خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة". وبيّن المصدر لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "محافظة ذي قار سجلت أمس الأحد سقوط 3 طائرات مسيّرة في مناطق سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر، سبقها بيوم واحد سقوط طائرتين بمنطقتي حميرة وأم الكطع في قضاء سوق الشيوخ"، مبيناً أنه "من المرجح أن تكون تلك الطائرات إيرانية". وأضاف "كما تم تسجيل إسقاط ثلاث مسيّرات بمحيط قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، الأحد". وأُسقطت طائرة مسيّرة، أمس الأحد، بمحافظة إربيل، شمالي البلاد، بنيران يُشتبه أنها تابعة لدفاعات قاعدة حرير، حيث فيها القوات الأميركية. كما سجلت محافظة كركوك، شمالي العراق، سقوط أجزاء من صاروخ، لم يُعرف مصدره. مقطع أرسله مواطن لرووداو يُظهر لحظة إسقاط مسيّرة في سماء أربيل، قال إنها استُهدفت من قبل دفاعات القنصلية الأميركية، فيما لم تؤكد القنصلية أو أي جهة رسمية بإقليم كوردستان ذلك حتى الآن — Rudaw عربية (@rudaw_arabic) June 15, 2025 فصائل العراق ملتزمة بضبط النفس واستبعد المصدر أن "تكون الفصائل المسلحة العراقية وراء إطلاق تلك الطائرات"، مؤكداً أن "القوات الأمنية تتابع بدقة وتعمل على تأمين جميع مناطق البلاد، ومنع أي تحرك مشبوه لأي جهة". ولم تتبنَّ الفصائل العراقية أي هجمات ضد القواعد الأميركية في البلاد، واكتفت قيادات عدد منها بالتهديد بقصف القواعد، في حال شاركت أميركا بضرب إيران الى جانب إسرائيل. وكان المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة العراقية ، صباح النعمان، قد أكد التزام العراق بأعلى درجات ضبط النفس، أملاً في فسح المجال للحلول الدبلوماسية والسياسية لنزع فتيل الأزمة بالطرق السلمية، رغم أن لديه الحق وفقاً للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، في استخدام إمكاناته بالتصدي لأي خرق للسيادة الوطنية من أي جهة كانت. أخبار التحديثات الحية "كتائب حزب الله" العراقية تهدد باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة نشر منظومات دفاع جوي في الأثناء، أفادت محطات إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي، بنشر العراق منظومات دفاع جوي قرب حقل نفطي في محافظة ميسان، وأخرى في ديالى الحدودية مع إيران. وأكد قائد الدفاع الجوي العراقي، الفريق الطيار الركن مهند غالب الأسدي، أنّ القوات المسلحة ومنظومات الدفاع الجوي تمارس دورها الطبيعي لحماية العراق، وأجوائه، والأهداف الحيوية. وقال الأسدي لوكالة الأنباء العراقية "واع"، مساء أمس الأحد، إنّ "تحريك منظومات الدفاع الجوي يتم بين فترة وأخرى ضمن الإجراءات الطبيعية والروتينية لحماية جميع الأهداف الحيوية في العراق". وأضاف أنّ "القوات العراقية المسلحة بشكل عام، ومنظومات الدفاع الجوي، تمارس دورها الطبيعي لحماية الأجواء والأهداف الحيوية تحسباً لأي طارئ". "الإطار التنسيقي" قلق من اختراق إسرائيل لأجواء العراق إلى ذلك، عبّر تحالف " الإطار التنسيقي " الحاكم في العراق، عن قلقه إزاء استمرار اختراق الأجواء العراقية من قبل إسرائيل وتنفيذ عدوانها على إيران، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل، فيما دعا إلى التظاهر تنديداً بالعدوان. وعقد قادة "الإطار"، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، اجتماعاً في مكتب زعيم تحالف "النصر" حيدر العبادي، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ووفقاً لبيان للدائرة الإعلامية لـ"الإطار التنسيقي"، فقد "ناقش المجتمعون تطورات الأحداث في المنطقة، وعّبر قادة الإطار عن إدانتهم واستنكارهم للسلوك العدواني المستمر لهذا الكيان، والاعتداءات على إيران، والتي أدت الى مقتل عدد من القادة والعلماء، فضلاً عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين، واستهداف البنى التحتية والمواقع الاقتصادية والاستراتيجية، مما ينذر بتوسع الحرب واستمرارها". ودعا المجتمعون، "المجتمع الدولي عموماً ودول المنطقة خصوصاً للوقوف بوجه غطرسة هذا الكيان، وإجباره على وقف عدوانه"، كما دعا الإطار "أبناء العراق بجميع عناوينه الاجتماعية والسياسية والثقافية، إلى الخروج بتظاهرات منددة بالعدوان وداعمة لصمود وثبات إيران في مواجهته". وأكد المجتمعون، "الرفض القاطع لانتهاك الأجواء العراقية واستخدامها للاعتداء على دول الجوار"، مشددين على "ضرورة أن يواصل العراق دوره ليكون جزءاً من الحل، ومنع استمرار تداعيات الأزمة التي فجرها الكيان الصهيوني باعتداءاته المستمرة". أخبار التحديثات الحية العراق: تضامن حكومي وشعبي مع إيران في مواجهة إسرائيل إلى ذلك، قررت رئاسة البرلمان العراقي، البرلمان عقد جلسة استثنائية يوم غد الثلاثاء، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران، وانتهاك السيادة العراقية. وكان السوداني، قد عبّر أمس الأحد، عن تضامن العراق حكومةً وشعباً مع إيران في مواجهة "العدوان الصهيوني السافر"، وحرصه على أمن إيران واستقرارها، باعتبارهما جزءاً لا يتجزأ من أمن المنطقة واستقرارها، مشدداً على أهمية منع اتساع نطاق الحرب.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
فون ديرلاين لنتنياهو: الحل التفاوضي هو الخيار الأمثل بشأن إيران
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أنها أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. ، في اتصال هاتفي معه، الأحد، بأنّ الدبلوماسية هي الخيار الأمثل بشأن إيران، دون أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار . وقالت فون ديرلاين إنها توافقت مع نتنياهو خلال المكالمة على أنّ "إيران لا ينبغي أن تمتلك سلاحاً نووياً، دون أي شك". وأضافت، في مؤتمر صحافي في كاناناسكيس بكندا حيث تشارك في قمة مجموعة السبع: "بالطبع أعتقد أنّ حلاً تفاوضياً هو الأفضل على المدى البعيد". وحمّلت فون ديرلاين التي انتقدت سابقاً إسرائيل بسبب حربها على غزة، إيران مسؤولية النزاع الجديد، مشيرة إلى قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنّ الجمهورية الإسلامية لم تفِ بالتزاماتها. وقالت فون ديرلاين: "في هذا السياق، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وإيران هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي". وأضافت أنّ قمة مجموعة السبع يجب أن تناقش الأزمة الإيرانية إلى جانب أزمة أوكرانيا، التي تعرّضت لهجمات بطائرات مسيّرة باعتها إيران لروسيا. وتابعت أنّ "النوع نفسه من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية الإيرانية يضرب عشوائياً مدناً في أوكرانيا وإسرائيل. ولذلك، يجب التصدي لهذه التهديدات معاً". وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الذي شاركها المؤتمر الصحافي، إنّ "الوقت حان لإفساح المجال للدبلوماسية"، و"إعطاء الفرصة لخفض التصعيد بين إسرائيل وإيران". وردّت إيران على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ستزيد إنتاج اليورانيوم المخصب، لكن ليس إلى المستويات اللازمة لصنع الأسلحة النووية. ومن المعروف على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، لكنها لا تعترف بذلك علناً. أخبار التحديثات الحية ترامب "منفتح" على تأدية بوتين دور الوساطة بين إيران وإسرائيل فون ديرلاين: نتنياهو تعهد بمساعدات أكبر لغزة وفي سياق آخر، قالت فون ديرلاين إنّ نتنياهو تعهد لها خلال المكالمة الهاتفية ببذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني سكانه من نقص الغذاء. وقالت: "أصررت وحضضت على أن المساعدات الإنسانية التي لا تصل إلى غزة يجب أن تدخل غزة. وقد وعد بأن هذه هي القضية، وستظل كذلك"، مؤكدة أنها ستتابع هذا الوعد بعد قمة مجموعة السبع التي تستمر ثلاثة أيام، وأشارت إلى أنها ستسعى لمعرفة "كيف تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وما إذا كانت تصل إلى غزة، وما يمكننا فعله لضمان وصول المساعدات الإنسانية إليها إلى الذروة". وقطعت إسرائيل الإمدادات الغذائية والحيوية منذ شهرين عن القطاع المحاصر الذي دمرته منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، حذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أنّ "100% من السكان معرضون لخطر المجاعة". وفي النهاية، سمحت إسرائيل بدخول بعض المساعدات، ولكن من خلال مبادرة مثيرة للجدل مدعومة من الولايات المتحدة، اعتبرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة رئيسية أنها تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
ضرب إيران يزيد عوائد النفط الروسي
أنهت أسعار النفط العالمية، الأسبوع المنصرم، بارتفاع لافت على واقع شن إسرائيل ضربات مكثفة على المواقع النووية الإيرانية التي دفعت بأسعار نفط برنت للعقود الآجلة لأغسطس/آب المقبل، نحو الارتفاع بنسبة 13% إلى أكثر من 78 دولاراً للبرميل، فيما يعد أعلى مستوى لها منذ يناير/كانون الثاني الماضي. ورغم تباطؤ وتيرة الزيادة في تعاملات لاحقة، فإنها تستهل الأسبوع الجديد عند مستوى يفوق الـ70 دولاراً، مما يشكل عامل دعم لاقتصادات الدول المصدرة، وعلى رأسها روسيا التي تضطر لتقديم خصومات على نفطها "يورالز" المحظور في الاتحاد الأوروبي. وجنت أسهم شركات النفط الروسية هي الأخرى مكاسب بنسبة تصل إلى 5% في تعاملات بورصة موسكو في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران. ويوضح الخبير في المعهد المالي، التابع للحكومة الروسية، ستانيسلاف ميتراخوفيتش، أن الارتفاع الحالي لأسعار النفط لن يترجم بالضرورة إلى إطالة أمده في حال حدثت التهدئة بين إيران وإسرائيل، مقراً في الوقت نفسه بأن الوضع الراهن يصب في مصلحة الخزانة الروسية بصرف النظر عن التصريحات الروسية المنددة بالهجوم الإسرائيلي على إيران. ويقول ميتراخوفيتش لـ"العربي الجديد": "من وجهة نظر قطاع الطاقة، فإن الدور الحاسم سيكون لحدود هذا التصعيد. وفي حال شهدت الأيام، أو حتى الأسابيع المقبلة، حالة من التهدئة وتحولت المواجهة إلى (محاكاة الملاكمة)، ففي هذه الحالة قد تتراجع الأسعار إلى مستوى ما قبل التصعيد. لكن في حال شملت الضربات الجديدة استهداف المواقع النفطية الإيرانية، ففي هذه الحالة ستعاود أسعار النفط ارتفاعها وستعوض ما تكبدته من الخسائر جراء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة". طاقة التحديثات الحية إسرائيل تعترف: تضرر خطوط أنابيب ونقل النفط في حيفا جراء قصف إيران ويجزم باستفادة روسيا من التصعيد الجاري سياسياً واقتصادياً، مضيفاً: "استمرار ارتفاع الأسعار سيصب، بالطبع، في مصلحة روسيا التي تعتمد على عوائد تصدير النفط حتى إذا كانت تندد على الصعيد الدبلوماسي بالضربات الإسرائيلية وستظل، بلا تقديم أي دعم عسكري يذكر لطهران، خاصة أن الدعم الإيراني لروسيا في نزاعها مع أوكرانيا كان محدوداً مقارنة مع الدعم الكوري الشمالي، ما يعني أن موسكو ستتعامل بالمثل". وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، قد وقعا أثناء زيارة الأخير إلى موسكو في منتصف يناير الماضي، على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي ينص البند 3 من مادتها الثالثة على أنه في حال تعرض أي من طرفيها لعدوان، فعلى الطرف الثاني "ألا يقدم للمعتدي أي عون عسكري، أو غيره من العون، من شأنه الإسهام في مواصلة العدوان، بل يساهم في تسوية الخلافات الناشبة في إطار ميثاق الأمم المتحدة وغيره من أحكام القانون الدولي"، مما لا يضع على عاتق روسيا أي التزامات أمنية تجاه إيران، على عكس الاتفاقية المماثلة الموقعة مع كوريا الشمالية التي تقتضي دفاعاً مشتركاً. من جانب آخر، يقلل رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، الأستاذ الزائر في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، مراد صادق زاده، من أهمية التأثير طويل الأجل للارتفاع الراهن لأسعار النفط على الاقتصاد الروسي، محذراً من أن إطالة أمد الأسعار المرتفعة قد يصيب الاقتصاد العالمي بالركود. ويقول صادق زاده لـ"العربي الجديد": "على المدى القصير، يؤثر صعود النفط إيجاباً على روسيا كونها واحدة من أكبر مصدري الهيدروكربونات على مستوى العالم. وفي الوقت نفسه إن قفزت أسعار النفط إلى ما بين 90 و100 دولار فأكثر للبرميل، فلن يحقق ذلك نفعاً بعيد المدى لأحد، لأن آلية أوبك+ هدفت في الأساس إلى تحقيق التوازن بالسوق ودعم تنمية الاقتصاد العالمي". ويحذر صادق زاده من مغبة الارتفاع الحاد لأسعار النفط، مضيفاً: "ستصيب إطالة أمد ارتفاع أسعار النفط الاقتصاد العالمي بالركود التضخمي بمختلف القطاعات. يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة حرجة، في ظل اتباع الغرب سياسات فرض عقوبات أحادية الجانب، ولن يتحمل أسعار النفط فوق الـ90 دولاراً التي ستفجر حتماً أزمة مالية عالمية جديدة".