
الزومبي * ترامب والاستعمار الجديد: قطاع غزة كواجهة لحلم إمبراطوري أمريكي-صهيوني!غانية ملحيس
الزومبي * ترامب والاستعمار الجديد: قطاع غزة كواجهة لحلم إمبراطوري أمريكي-صهيوني!
غانية ملحيس *
شهد التاريخ الاستعماري العالمي أنماطا متكررة من التوسع والهيمنة، بدءا من الاستيطان الإسباني والبرتغالي في الأمريكتين، إلى الاستعمار الفرنسي والبريطاني في إفريقيا، ثم الاستيطان الأبيض في أستراليا ونيوزلندا وجنوب إفريقيا. واليوم، نشهد نسخة جديدة لهذا المخطط، حيث تحاول القوى الإمبريالية استخدام الأدوات الاقتصادية والسياسية لتحقيق أهدافها، كما يفعل ترامب في قطاع غزة، مقدما استعمارا جديدا لا يعتمد على الاحتلال العسكري المباشر، بل على تحويل الأرض إلى سلعة تباع وتشترى بعد أن يتم التخلص من سكانها الأصليين.
ففي خطوة مفاجئة ، أبدى ترامب، العائد منذ أسبوعين إلى البيت الأبيض، رغبته في استملاك قطاع غزة. معتبرا أنه الآن بات جاهزا للاستثمار. بعد عمليات الهدم والدمار والقتل والتهجير، التي نفذها جيش الدولة الصهيونية بمشاركة أمريكية ودعم غربي خلال خمسة عشر شهرا متصلة. فتحدث بثقة مطلقة عن مشروعه 'العبقري'، الذي يرى أنه يستحق عليه جائزة نوبل للسلام . ويفترض تحويل غزة إلى 'ريفيرا الشرق الأوسط'، مع تهجير سكانها إلى الأردن ومصر ودول أخرى'، زاعما أن بعضها رحّب بالفكرة وأبدى جاهزية للتمويل.
في تجاهل كامل للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف لعام 1949. حيث يعتبر التهجير القسري للسكان المدنيين جريمة حرب. فضلا عن أن مشاريع الاستيطان الاقتصادي على أنقاض السكان الأصليين تندرج ضمن السياسات الاستعمارية المحرّمة دوليا.
لكن الزومبي ترامب، يقفز عن القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ويرى أحقيته بفرض رؤيته القائمة على استبدال السكان الأصليين بمشاريع رأسمالية عالمية، في تكرار لذات النمط الاستعماري الاستيطاني العنصري الذي طبق في الأمريكتين وأستراليا ونيوزيلندا سابقا.
والمفارقة الكبرى أن الزومبي الصهيوني الأصغر بنيامين نتنياهو، فوجئ بهذا الطرح. فرغم أنه يعتبر نفسه مهندس مشروع صهيوني أوسع يمتد ليشمل الشرق الأوسط بأسره . فإن ترامب لا يرى بإسرائيل سوى أداة ضمن مخططه الأشمل لبناء الإمبراطورية الأمريكية العظمى. في تباين بيّن بين الطموح الصهيوني والطموح الإمبراطوري الأمريكي، رغم أن كليهما يستند إلى ذات الأيديولوجيات الاستعمارية التوسعية العنصرية الاستيطانية الإجلائية -الإحلالية.
يقدم ترامب رؤيته لمستقبل قطاع غزة كما لو كانت أرضا فارغة، متجاهلا تاريخ فلسطين العريق الذي يمتد لآلاف آلسنين. وبأنها جزء من منطقة عربية إسلامية ممتدة.ما تزال مأهولة بسكانها الأصليين الذين ينتمون إلى أمة عربية إسلامية يقارب تعدادها ملياري نسمة. ويعتبرون قضية فلسطين قضيتهم المركزية لانها قضية حق ضد الباطل . وأن الشعب الفلسطيني المرابط ما يزال صامدا ، رغم حروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ما تزال تتواصل ضده للقرن الثاني على التوالي. ورغم تهجير نصفه خارج وطنه ، واستقدام نحو 7 مليون من المستوطنين اليهود الأوروبيين أساسا، ومن مختلف أنحاء العالم لاحقا لاستيطانها . ما يزال الفلسطينيون يشكلون أكثر من نصف المقيمين في فلسطين.
وما يزال التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري بعد نحو قرنين من المحاولات المستميتة يعتقد بإمكانية تكرار النموذج الاستعماري الذي تعامل مع الأمريكتين وأستراليا وكأنها 'أراضي بلا شعب لشعب بلا أرض'. لكن ما يميّز سلوكه في العصر الحديث ، استبدال الاحتلال العسكري بالاستملاك الاقتصادي، بحيث تتحول الأرض إلى مشروع استثماري ضخم، في خدمة رأس المال العالمي والشركات العابرة للحدود والقوميات والاديان.
مشروع ترامب ليس جديدا، إذ سبق أن طرحه صهره الصهيوني جاريد كوشنر في بداية حرب الإبادة على قطاع غزة قبل خمسة عشر شهرا. تحدث فيه عن تحويل قطاع غزة إلى 'سنغافورة الشرق الأوسط'، في محاولة لإخفاء الطابع الإجرامي للإبادة والاقتلاع القسري للسكان تحت غطاء التنمية الاقتصادية والاستثمار المجدي .
ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنفصل عن الواقع، وتاجر العقارات المطلوب في عدة قضايا جنائية وأخرى مدنية تتعلق بالاحتيال -تم إسقاط وتعليق بعضها لأن وضعه كرئيس يمنحه حصانة معينة خاصة في القضايا الفيدرالية، نظرا لسياسة وزارة العدل الأمريكية التي تمنع مقاضاة الرئيس الحالي. وما يزال يواجه قضايا مدنية ويحاول استخدام نفوذه السياسي والمالي لتسويتها خارج القضاء وإسقاطها، أو لتعليقها وتأجيلها-
وحيث أن القانون الأمريكي، كما الإسرائيلي، لا يمنع المجرمين من تبوء المناصب القيادية فيهما. فقد انتخبه الشعب الأمريكي والمحفل الانتخابي رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية المأزومة على الصعد كافة. والتي ما تزال تنفرد بقيادة النظام العالمي الآيل للسقوط. يقوم في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مساء أمس مع ضيفه الصهيوني نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب والمطلوب ،أيضا، محليا بقضايا جنائية، والملاحق من محكمة الجنايات الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
عرض مشروعه القائم على فكرة أن تهجير الفلسطينيين من غزة ليس جريمة، بل 'فرصة' لتوفير حياة أفضل لهم في أماكن أخرى، ولتحويل القطاع إلى وجهة سياحية لأثرياء العالم. وأغفل حقيقة أن هذا الطرح ليس سوى نسخة جديدة من مخططات التهجير القسري التي اعتمدتها القوى الاستعمارية عبر التاريخ، من طرد السكان الأصليين في أمريكا إلى تهجير الفلسطينيين عام 1948.
وبالرغم من الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل. فإن الاستراتيجية الأمريكية التي تعتمد على إدارة الفوضى في العالم عموما والشرق الأوسط خصوصا. حيث تسعى إسرائيل لفرض سيطرتها على كامل فلسطين الانتدابية والتمدد في جوارها العربي. فقد كشف ترامب، أمام ضيفه نتنياهو، عن نظرته الحقيقية لإسرائيل ككيان وظيفي، واصفا الكيان الصهيوني بأنه 'قلم صغير على مكتبه الكبير'. وأداة ضمن مشروعه الإمبراطوري. وهذه النظرة ليست جديدة. فمنذ وعد بلفور عام 1917، كانت الصهيونية مشروعا وظيفيا يخدم مصالح القوى الاستعمارية الغربية ، بدءا من بريطانيا ووصولا إلى الولايات المتحدة.
واليوم، يواصل ترامب ذات النهج، لكن وفق رؤيته الخاصة، التي ترى أن على إسرائيل الالتزام بتنفيذ الأجندة الأمريكية الكبرى . وأن القرارات التي سيتخذها خلال الأسابيع الأربعة المقبلة حول الضفة الغربية ومستقبل الفلسطينيين تندرج في ذات الإطار.
نتنياهو المأزوم المحاصر بين الطموح الصهيوني والطموح الإمبراطوري الأمريكي. بدى في المؤتمر الصحفي مرتبكا في هذيانه بعبقرية ترامب التي تفوق التصور ، وفي لغة الجسد . فلم يستطع الزومبي الصغير الذي يسعى لتحقيق مشروع 'إسرائيل الكبرى'، أن يواري وقع المفاجأة. لاكتشافه أن لدى الزومبي الكبير مشروعا لبناء الإمبراطورية الأمريكية العظمى. وفي كل الآخرين أدوات تنفيذية. بمن فيهم الحركة الصهيونية وإسرائيل الصغيرة. حتى لو كان المستعمر الصغير نفسه قوة استعمارية على الأرض.
*الزومبي' في السياسة هو كائن ميت أعيد إحياؤه بوسائل غير طبيعية، لكنه يفتقد الوعي الذاتي، ويتحرك وفق برمجة محددة تسيطر عليه. ويمكن إسقاط هذا المفهوم على شخصيات مثل ترامب ونتنياهو، اللذان يكرران ذات السياسات الميتة تاريخيا، دون إدراك أن مصيرهما الفشل المحتوم. فقد شهد التاريخ قادة مأفونين بأوهام العظمة، مثل نيرون، ونابليون، وهتلر، الذين سعوا لفرض مشاريعهم الاستعمارية بالقوة القاهرة، معتقدين أنهم سيعيدون تشكيل العالم وفق تصوراتهم. لكن مغامراتهم أدت إلى دمارهم الشخصي ودمار بلدانهم.
واليوم، ترامب ونتنياهو في ذات الطريق. فكلاهما يتوهم أنه قادر على فرض مشروعه بالقوة. إذ يعتقد الطغاة أنهم قادرون على السيطرة المطلقة، دون إدراك أن الشعوب ليست أدوات خاملة يمكن إعادة تشكيلها وفق الرغبات الإمبراطورية. فيما أثبت التاريخ أن مشاريعهم تنهار تحت وطأة المقاومة الشعبية والتناقضات الداخلية.
ليس هناك من سبيل لمواجهة الطغاة المأفونين بجنون العظمة. إلا بتعزيز المقاومة الشاملة بكل أشكالها السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والقانونية للدول والشعوب المستهدفة بالإخضاع والاستعباد.
وفضح المخططات التي تحاول تغليف الإبادة والتطهير العرقي بمفاهيم الاستثمار والتنمية.
وتفعيل الضغط القانوني الدولي: عبر تقديم دعاوى ضد الإدارة الأمريكية أمام المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتسريع الحكم في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بشبهة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وتسريع تنفيذ الحكم القضائي لمحكمة الجنايات الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت. وتقديم جميع مجرمي الحرب الاسرائيلين والأمريكيين والأوروبين للقضاء في المحاكم الدولية والمحلية في دول العالم كافة.
وتعزيز المقاطعة الاقتصادية: عبر حشد الجهود لفرض عقوبات على الدول والقادة والشركات والأفراد الذين يشاركون في العدوان والسلب والتهجير والاستثمار في تدمير فلسطين واستيطانها.
وإعادة تعريف القضية الفلسطينية عالميا بإبراز مقاومتها كقضية تحرر وطني وجزء من النضال التحرري الإنساني العالمي ضد الغزو والنهب والتوسع والاستيطان والاستعباد والعنصرية.
ومهما حاولت القوى الاستعمارية إعادة رسم الخرائط، تبقى الشعوب هي صاحبة الأرض. فلم تنجح فرنسا في طمس هوية الجزائر رغم 132 عاما من الاستيطان. ولم تستطع جنوب إفريقيا الحفاظ على نظام الفصل العنصري رغم عقود طويلة من القمع .
واليوم، يكرر ترامب ونتنياهو ذات الأخطاء، متناسييْن أن فلسطين ليست للبيع، وأن قطاع غزة ليس مشروعا عقاريا، بل أرضا لشعب حيّ عاش فيها منذ آلاف السنين وهزم كل الغزاة وباتو أثرا عابرا في تاريخه . وأن الشعب الفلسطيني العظيم الذي ما يزال يقاوم الاستعمار الغربي الصهيوني العنصري للقرن الثاني على التوالي سيواصل نضاله حتى إسقاط جميع الاستعمار الجديد والتطهير العرقي. وسيهزم الطغاة الذين يسعون إلى إعادة تشكيل الواقع الفلسطيني. فكما فشلت مشاريع الاستيطان في الجزائر وجنوب إفريقيا، سيفشل مشروع 'ريفيرا غزة'، لأن الشعوب لا تموت، حتى لو بدا للعالم أن الزومبيين يتحكمون بمصيرها مؤقتا.
وإن كان ترامب ونتانياهو يريان قطاع غزة كأرض بلا شعب، فإن التاريخ سيؤكد مجددا أن هذه الأرض باقية أبد الدهر ، وأن أصحابها الحقيقيين باقون، وأن فلسطين عصية على الاندثار وشعبها العربى الأبيّ عصي على الفناء . مهما حاول الزومبيون فرض واقع جديد.
* الزومبي مصطلح للتخويف وإثارة الرعب في نفوس المهزومين .
فوفقا لويكيبيديا. المصطلح بالإنجليزية يعني الموتى الأحياء. أي الجثة المتحركة التي تم إعادة إحيائها بوسائل سحرية. وينسب المصطلح إلى الفولكلور الهايتيّ. حيث الزومبي هو كائن ميت يتم إحياؤه بطرق مختلفة معظمها تنطوي على السحر. وتصوره أفلام الخيال العلمي جثة تم حقنها بفيروس أو جرثومة داخل عروقها فانتقلت إلى المخ وأعادت الحركة للدماغ المسؤول عن حركة باقي الأعضاء. فعادت الجثة للحياة، لكن الفيروس أو الجرثومة غيرت مجرى الأعصاب فأصبحت لدى الجثة الرغبة في افتراس غيرها.
وفي قاموس كيمبوندو البرتغالي الزومبي هو 'روح تتجول على الأرض لتعذيب الأحياء'.
وتم تسجيل الكلمة الإنجليزية 'زومبي' لأول مرة عام 1819، في كتاب تاريخ البرازيل للشاعر روبرت ساوذي في شكل 'zombi'، في إشارة إلى زعيم المتمردين الأفروبرازيلي / إحدى القبائل من السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية/ . ويعيد قاموس اكسفورد الإنجليزي أصل الكلمة إلى وسط إفريقيا ويقارنها بكلمتي الكونغو (إله) نزامبي'و 'زومبي' (تعويذة).
وفي المخيال الفرنسي الزومبي هو العبد الميت الحي في الفودو الهايتي .
وفي المخيال العربي فإن الزومبي هو الغول.
وفي التراث الديني، الزومبي هو الشيطان الذي ينقلب على صحيح الأديان ويخترع دينا جديدا لإخضاع الخلق طبيعة وإنسانا لخدمته.
5/2/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
أكبر عملية تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا منذ غزو 2022
سلمت كل روسيا وأوكرانيا 390 جندياً ومدنياً في أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الغزو الروسي الشامل في عام 2022. أعاد الطرفان 270 جندياً و120 مدنياً من الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا، في إطار الاتفاق الوحيد الذي جرى التوصل إليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول قبل أسبوع. وقد اتفق الجانبان على تبادل ألف سجين، وأكدا إجراء المزيد من عمليات التبادل في الأيام المقبلة. ولم تشمل أي عملية تسليم أخرى هذا العدد من المدنيين، على الرغم من إجراء عشرات عمليات التبادل على نطاق أصغر. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأسرى المفرج عنهم بينهم عسكريون ومدنيون، منهم الذين أسرتهم القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الحدودية الروسية خلال هجوم كييف في الأشهر الأخيرة. وتحدثت الوزارة عن وجودهم حالياً على الأراضي البيلاروسية، ومن المقرر نقلهم إلى روسيا للخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نعيد مواطنينا إلى ديارهم"، مضيفاً أن السلطات الأوكرانية تتحقق "من كل اسم عائلة، والتفاصيل المتعلقة بكل فرد". وأفاد مقر تنسيق أسرى الحرب الأوكراني بأن الجنود الأوكرانيين الـ270، قاتلوا في مناطق شرق وشمال البلاد، من كييف وتشرنيغوف وسومي إلى دونيتسك وخاركيف وخيرسون. وأفاد مسؤولون بوجود ثلاث سيدات بين الأسرى المطلق سراحهم يوم الجمعة، وبأن بعض الجنود كانوا محتجزين منذ عام 2022. BBC ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهنئته على منصة "تروث سوشيال" التابعة له، وتحدث عن اكتمال عملية التبادل متسائلاً: "هل هذا قد يُفضي إلى أمرٍ كبير؟؟؟". وتجمعت عائلات الجنود الأوكرانيين المحتجزين لدى روسيا في شمال أوكرانيا، يوم الجمعة، على أمل أن يكون أبناؤهم وأزواجهم من بين المفرج عنهم. وصرحت ناتاليا، التي أُسر ابنها يليزار خلال معركة مدينة سيفيرودونيتسك قبل ثلاث سنوات، لبي بي سي بأنها تعتقد أنه سيعود، لكنها لا تعرف متى. BBC وقالت (أولها) إن حياتها توقفت منذ أسر ابنها فاليري مع خمسة جنود آخرين في الشرق، لأنها لا تعرف إن كانوا على قيد الحياة، موضحة: "لقد أُسروا قبل شهرين في لوغانسك. اختفوا في إحدى القرى". واتُفق على تبادل الأسرى في تركيا قبل أسبوع، عندما التقى وفدان من أوكرانيا وروسيا على مستوى منخفض التمثيل وجهاً لوجه لأول مرة منذ مارس/آذار 2022، على الرغم من أن الاجتماع لم يستمر سوى ساعتين، ولم يُحرز أي تقدم نحو وقف إطلاق النار. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، بوجود جولة ثانية من المحادثات، وبأن موسكو ستسلم "مذكرة" إلى الجانب الأوكراني. وقال ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن "فوراً" التفاوض من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، بعد مكالمة هاتفية استمرت ساعتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومنذ ذلك الحين، اتهم زيلينسكي بوتين بـ"محاولة كسب الوقت" لمواصلة الحرب. وأيدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اقتراح ترامب بأن يتوسط الفاتيكان في محادثات للتفاوض على وقف إطلاق النار، لكن لافروف قال إن هذا "خيار غير واقعي". وكرر وزير الخارجية الروسي ادعاءً لا أساس له، بأن زيلينسكي ليس زعيماً شرعياً، مقترحاً إجراء انتخابات جديدة قبل توقيع أي اتفاق سلام مستقبلي محتمل. وعندما سُئل لافروف عن مدى استعداد روسيا لتوقيع اتفاق، أجاب: "أولاً، نحتاج إلى اتفاق. وعندما يُتفق عليه سنقرر. ولكن، وكما قال الرئيس بوتين مراراً، لا يتمتع الرئيس زيلينسكي بالشرعية". وقال: "بعد إتمام الاتفاق، ستعرف روسيا مَن مِن بين أصحاب السلطة في أوكرانيا يتمتع بالشرعية". وأضاف: "المهمة الرئيسية الآن هي إعداد اتفاق سلام موثوق به، يوفر سلاماً طويل الأمد مستقراً وعادلاً، دون أن يُشكل تهديداً أمنياً لأحد. وفي حالتنا، نحن قلقون بشأن روسيا".


شفق نيوز
منذ 9 ساعات
- شفق نيوز
بأوامر تنفيذية.. ترامب يسرّع من وتيرة الإنتاج النووي الأمريكي
شفق نيوز/ وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الجمعة، عدة أوامر تنفيذية بهدف تعزيز إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة. وأمر ترامب اللجنة التنظيمية النووية المستقلة في البلاد، بتقليص اللوائح التنظيمية، وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات ومحطات الطاقة، سعيا لتقليص الفترة الزمنية لعملية تستغرق عدة سنوات إلى 18 شهراً. جاء ذلك ضمن مجموعة أوامر تنفيذية وقعها ترامب، الجمعة، لدعم إنتاج الطاقة النووية وسط طفرة في الطلب من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. ووقع الرئيس الأمريكي، 4 أوامر تنفيذية تهدف، بحسب مستشاره، إلى إطلاق "نهضة" في الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة، مع طموح بزيادة إنتاجها أربع مرات خلال السنوات الـ25 المقبلة. ويريد الرئيس الأمريكي الذي وعد بإجراءات "سريعة للغاية وآمنة للغاية"، ألا تتجاوز مدة دراسة طلب بناء مفاعل نووي جديد 18 شهرا، ويعتزم إصلاح هيئة التنظيم النووي، مع تعزيز استخراج اليورانيوم وتخصيبه. وصرح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "الآن هو وقت الطاقة النووية"، فيما قال وزير الداخلية دوغ بورغوم، إن التحدي هو "إنتاج ما يكفي من الكهرباء للفوز في مبارزة الذكاء الاصطناعي مع الصين". ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض: "نريد أن نكون قادرين على اختبار ونشر المفاعلات النووية" بحلول كانون الثاني/يناير 2029. وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية في العالم، إذ تمتلك 94 مفاعلا نوويا عاملا، ومتوسط أعمار هذه المفاعلات ازداد حتى بلغ 42 عاما. ويمكن أن يستغرق إصدار تراخيص المفاعلات في الولايات المتحدة أكثر من 10 سنوات في بعض الأحيان، وهي عملية تهدف إلى إعطاء الأولوية للسلامة النووية، لكنها لا تشجع المشاريع الجديدة. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، قوله إن التحركات تشمل إصلاحات جذرية للجنة التنظيمية النووية تتضمن النظر في مستويات التوظيف، وتوجيه وزارتي الطاقة والدفاع للعمل معا لبناء محطات نووية على الأراضي الاتحادية. وأضاف المسؤول، أن الأوامر تسعى أيضا إلى تنشيط إنتاج اليورانيوم وتخصيبه في الولايات المتحدة. وبعد توليه الرئاسة في كانون الثاني/يناير، أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، قائلا إن الولايات المتحدة لديها إمدادات غير كافية من الكهرباء لتلبية احتياجات البلاد المتزايدة، خاصة لمراكز البيانات التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.


شفق نيوز
منذ 9 ساعات
- شفق نيوز
"لم نكن مستعدين لذلك": الغموض يكتنف مصير الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد بعد قرارات ترامب
عندما التحقت شريا ميشرا ريدي بجامعة هارفارد في عام 2023، كان والداها "في غاية السعادة". تقول شريا لبي بي سي: "إنها الجامعة المثالية التي يريد أي شخص في الهند أن يلتحق بها". والآن، ومع اقتراب موعد تخرج ميشرا، كان يتعين عليها أن تزف إلى عائلتها بعض الأخبار السيئة، وهي أنها قد لا تتخرج في شهر يوليو/تموز من برنامج القيادة التنفيذية بعدما اتحذت إدارة ترامب إجراءت تهدف لمنع جامعة هارفارد من قبول الطلاب الدوليين "نتيجة لعدم التزامهم بالقانون". وتقول شريا:" لقد كان من الصعب جداً على عائلتي سماع هذه الأنباء. إنهم لا يزالون يحاولون استيعابها". تعد شريا واحدة من حوالي 6800 طالب دولي يدرسون في جامعة هارفارد، وهم يشكلون أكثر من 27 في المئة من الطلبة المسجلين هذا العام. كما أنهم يشكلون مصدراً حيوياً لإيرادات رابطة آيفي "آيفي ليغ"، فحوالي ثلث طلابها الأجانب من الصين، وأكثر من 700 منهم من الهند، مثل ريدي. وجميع هؤلاء الطلاب، ليسوا متأكدين من الخطوات المتوقعة التي قد تُتخذ بعد ذلك. وقد وصفت جامعة هارفارد هذه الخطوة بأنها "غير قانونية"، مما قد يؤدي إلى الطعن عليها قضائياً. إلا إن ذلك سيترك مستقبل الطلاب في حالة من عدم اليقين، سواء هؤلاء الذين ينتظرون التسجيل هذا الصيف، أو أولئك الذين لا يزالون في منتصف دراستهم الجامعية، أو حتى أولئك الذين ينتظرون التخرج وترتبط فرص عملهم بتأشيراتهم الطلابية. ويتعين على الطلاب المقيدين الذين يدرسون في هارفارد، تحويل أوراقهم للدراسة في جامعات أمريكية أخرى للبقاء في الولايات المتحدة والاحتفاظ بتأشيراتهم. وتقول ريدي: "أتمنى أن تقف جامعة هارفارد معنا وأن يتم التوصل إلى حلول ما". وقالت جامعة هارفار: "نحن ملتزمون تماماً بالحفاظ على قدرتنا على استضافة طلابنا الدوليين والعلماء، الذين يأتون من أكثر من 140 دولة ويثرون (من خلال دراستهم) الجامعة وهذه الأمة، بلا حدود". هذه الخطوة ضد جامعة هارفارد، لها تداعيات وخيمة على نحو مليون طالب دولي أو أكثر يدرسون في الولايات المتحدة. كما أنها تأتي في أعقاب حملة قمع متزايدة شنتها إدارة ترامب على مؤسسات التعليم العالي، وخاصةً تلك التي شهدت احتجاجات حاشدة مؤيدة للفلسطينين داخل حرمها الجامعي. ويواجه العشرات من هؤلاء الطلاب الدوليين تحقيقات، بينما تحاول الحكومة إصلاح عملية اعتماد تأشيراتهم الدراسية وإعادة تشكيل طرق إدارتها. وقد هدد البيت الأبيض، في بادىء الأمر، بمنع الطلاب الأجانب من الدراسة في جامعة هارفارد في أبريل/نيسان، بعد أن رفضت الجامعة إجراء تغييرات على إجراءتها الخاصة بعمليات التوظيف والقبول والتدريس. كما جمّد البيت الأبيض قرابة ثلاثة مليارات دولار من المنح الفيدرالية، وهو ما طعنت جامعة هارفارد عليه قضائياً. تقول الطالبة الصينية كات شيه، التي تدرس في السنة الثانية ببرنامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذي يعرف اختصاراً باسم "ستيم"، "إنها تشعر بالصدمة". وتستطرد كات في حديثها، قائلة: "كنت قد نسيت تقريبا (التهديد السابق بالحظر)، ثم جاء إعلان يوم الخميس فجأة". إلا أنها تضيف أن جزءاً بداخلها كان يتوقع "الأسوأ"، لذا فقد أمضت الأسابيع القليلة الماضية في طلب المشورة من المتخصصين حول كيفية الاستمرار في الإقامة في الولايات المتحدة. لكنها تقول إن جميع الخيارات "مزعجة ومكلفة للغاية" ويبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد استهدفت بالتحديد الصين عندما اتهمت، في بيان لها، جامعة هارفارد "بالتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني". وقد ردت بكين يوم الجمعة منتقدةً ما وصفته بـ "تسييس" التعليم. وقالت إن هذه الخطوة "تضر فقط بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية"، وحثت على سحب الحظر "في أقرب وقت ممكن". ويقول عبد الله شهيد سيال، 20 عاماً، وهو ناشط طلابي باكستاني معروف بأرائه الصريحة: "نحن لم نسجل في الجامعة للدراسة حتى نصل إلى هذا الوضع". وعبد الله هو طالب في السنة الثالثة بجامعة هارفارد وقد تخصص في مجال الرياضيات التطبيقية والاقتصاد، وكان واحداً من اثنين فقط من الطلاب الجامعيين الباكستانيين الذين قُبلوا في جامعة هارفارد في عام 2023. كما أنه كان أول فرد في عائلته يدرس في الخارج، واصفاً هذه اللحظة بأنها كانت "عظيمة" بالنسبة لعائلته. ويضيف أن الوضع الذي وجد نفسه فيه الآن "سخيف وغير إنساني". وقال كل من شريا ميشرا ريدي وعبد الله شهيد سيال، إن الطلاب الأجانب يتقدمون للالتحاق بالجامعات في الولايات المتحدة لأنهم يرونها مكاناً مٌرحبا، وغنياً بالفرص. وتقول شريا: "لديك الكثير لتتعلمه من ثقافات مختلفة، ومن أشخاص من خلفيات متنوعة. وقد قدَّر الجميع ذلك حقاً"، مضيفةً أن تلك كانت تجربتها في هارفارد حتى الآن. لكن عبد الله يقول إن الوضع تغير مؤخراً، ولم يعد يشعر الطلاب الأجانب بالترحيب. فقد ألغت إدارة ترامب المئات من تأشيرات الطلاب. ليس هذا فسحب، بل احتجزت طلاباً من جامعات في جميع أنحاء البلاد. وكان العديد منهم مرتبطاً بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. ويضيف عبد الله أن هناك الآن قدراً كبيراً من الخوف وعدم اليقين داخل مجتمع الطلاب الدوليين. وقد فاقمت التطورات الأخيرة الوضع. وتقول طالبة دراسات عليا من كوريا الجنوبية إنها تُعيد التفكير في العودة إلى وطنها خلال الصيف خوفاً من عدم تمكنها من دخول الولايات المتحدة مجدداً. لم ترغب هذه الطالبة في الكشف عن اسمها خوفاً من أن يؤثر ذلك على فرص بقائها في الولايات المتحدة، ولم يتبقَّ لها سوى عام واحد على التخرج. وقالت إنها قضت فصلاً دراسياً شاقاً، وإن كل ما تتطلع إليه حتى الآن هو "الالتقاء بالأصدقاء والعائلة". ويقول جيانج فانجزهو، الذي يدرس الإدارة العامة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن القلق بين الطلاب الأجانب واضح وملموس. ويضيف: "قد نضطر للمغادرة فوراُ، لكن الناس لهم حياة هنا. فهناك إيجارات ودروس ومجتمع. هذه أمور لا يُمكن التخلي عنها بين عشية وضحاها". ولا يقتصر الحظر على الطلاب الحاليين فقط، كما يقول مواطن نيوزيلندي يبلغ من العمر 30 عاماً. ويوضخ: "فكروا في القادمين الجدد، الأشخاص الذين رفضوا بالفعل عروضاً من جامعات أخرى وخططوا حياتهم بناء على عملهم في جامعة هارفارد. إنهم الآن يواجهون المجهول".