
قصة الملاجئ الإسرائيلية.. دروع خرسانية غير قادرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية
تشكل
الملاجئ
المحصنة في إسرائيل خط الدفاع الأخير لحماية المدنيين من الهجمات الصاروخية، حيث تطورت هذه المنظومة عبر عقود من الصراعات.
يعود تاريخها إلى عام 1948 مع إعلان قيام الدولة، حيث شُيدت أول ملاجئ بدائية، وفي عام 1951، أصدر الكنيست "قانون الدفاع المدني" الذي ألزم بإنشاء ملاجئ طوارئ عامة في جميع التجمعات السكانية، فيما شهدت السبعينيات تطوراً كبيراً في أنظمة الملاجئ العامة تحت الأرض.
نقلة نوعية بعد حرب الخليج
شكل الهجوم العراقي بصواريخ سكود على تل أبيب عام 1991 (الذي أسفر عن 74 قتيلاً) نقطة تحول حاسمة ليتم تأسيس "قيادة الجبهة الداخلية" وتحل محل الدفاع المدني، وتتولى مسؤولية إدارة الملاجئ وصيانتها، فيما أُقرت قوانين تلزم المطورين العقاريين ببناء غرفة محصنة ("مماد") في كل منزل جديد كشرط للحصول على ترخيص البناء.
وفق أرقام مركز أبحاث الكنيست (2021)، يقدر عدد الملاجئ اليوم بنحو مليون ملجأ، تشمل 700,000 ملجأ خاص ("مماد")، وملاجئ مشتركة في العمارات ("مماك" - Mamat)، وملاجئ عامة بلدية ("ميكلت" - Miklat).
مواصفات هندسية صارمة وتحديات الواقع
تنص اللوائح الفنية على استخدام الخرسانة المسلحة في الجدران والأسقف، إضافة إلى أبواب ونوافذ مصنوعة من الصلب المصفح لمقاومة الانفجارات والشظايا، مع أنظمة تهوية وتكييف تعمل في حالات الطوارئ، أما المساحة فيجب ألا لا تقل عن 5 أمتار مربعة ولا تزيد عن 12.5 متر مربع للملاجئ المنزلية.
نقاط ضعف الملاجئ الإسرائيلية
تواجه المنظومة إشكاليات جوهرية تتمثل في:
نقص التغطية
: رغم الإلزام القانوني منذ 1991، تشير إحصائيات قيادة الجبهة الداخلية (2020) إلى أن 6 ملايين فرد فقط (من أصل 9 ملايين) مؤمنون بملاجئ، أي أن 34% من السكان (3 ملايين) لا يملكون ملجأ قريباً.
الأزمة أشد وطأة في المنازل القديمة (ما قبل 1990) وفي التجمعات العربية داخل إسرائيل (فلسطينيو 48)، حيث تُهمش العديد من القرى وتُصنف كمناطق "مفتوحة" لاعتراض الصواريخ وفق تقارير منظمات مثل "عدالة".
ضعف الجاهزية
: كشف تقرير المراقب العام الإسرائيلي (أبريل 2023) أن ما يقارب نصف الملاجئ العامة غير جاهزة للطوارئ بسبب سوء الصيانة ونقص التجهيزات. وأكدت صحيفة "غلوبس" بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 أن هذه النسبة تجاوزت 50%.
شكوك في الفعالية
: ثمة جدل مستمر حول قدرة هذه الملاجئ على تحمل الضربات المباشرة. بينما تؤكد القيادة العسكرية تصميمها لمواجهة شظايا الصواريخ (خاصة من طراز سكود)، يقر مسؤولون - كما نقلت "هآرتس" - بأنها غير مصممة لضربات صاروخية مباشرة مركزة. حوادث التدافع أثناء دخولها تزيد المخاطر.
تصعيد إيراني.. اختبار حقيقي للملاجئ
شكل الهجوم الصاروخي والمسير الإيراني المباشر اختباراً غير مسبوق لفعالية منظومتي الدفاع الجوي (القبة الحديدية، حصان داود، السهم) والملاجئ معاً حيث قامت قيادة الجبهة الداخلية: بتفعيل خطط الطوارئ على مستوى غير مسبوق، مع تحذيرات شملت معظم أراضي إسرائيل. أُمر السكان بالبقاء في الملاجئ أو الغرف المحصنة لساعات طويلة (تجاوزت 10 ساعات في بعض المناطق حسب تقرير "يديعوت أحرونوت").
وعلى الرغم من نجاعة الدفاع الجوي (التي أعلنت عن اعتراض 99% من التهديدات)، برزت العديد من التحديات في مقدمتها الاكتظاظ والمدة، حيث طول فترة البقاء كشف نقصاً في تجهيزات بعض الملاجئ (ماء، مرافق صحية، تهوية مستدامة) كما ذكرت قناة 12 الإسرائيلية.
ومع ورود أنباء عن اختراق ملاجئ، أعاد الهجوم التركيز على السؤال الحرج حول مدى تحملها لصواريخ باليستية ثقيلة ذات رؤوس كبيرة، وهو ما لا توجد بيانات عملية كافية عنه وفق تحليل معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS).
كما استمرت شكاوى من نقص الإنذار والملاجئ في القرى العربية، كما وثق مركز "مساواة".
الهجوم الإيراني المباشر أعطى زخماً جديداً للمطالبات بمعالجة سريعة لنواقص الملاجئ وتوسيع تغطيتها، خاصة في المناطق المحاذية للبنان وغزة وفي التجمعات المهمشة، كما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية عديدة (كـ "تايمز أوف إسرائيل").
===
المصادر الأساسية في التقرير:
مركز أبحاث الكنيست الإسرائيلي (تقارير 2020، 2021).
صحف إسرائيلية: هآرتس، جلوبس، يديعوت أحرونوت، تايمز أوف إسرائيل، قناة 12.
تقارير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS).
منظمات حقوقية: عدالة، مساواة (توثيق أوضاع الفلسطينيين في إسرائيل).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ 6 ساعات
- تحيا مصر
قصة الملاجئ الإسرائيلية.. دروع خرسانية غير قادرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية
تشكل الملاجئ المحصنة في إسرائيل خط الدفاع الأخير لحماية المدنيين من الهجمات الصاروخية، حيث تطورت هذه المنظومة عبر عقود من الصراعات. يعود تاريخها إلى عام 1948 مع إعلان قيام الدولة، حيث شُيدت أول ملاجئ بدائية، وفي عام 1951، أصدر الكنيست "قانون الدفاع المدني" الذي ألزم بإنشاء ملاجئ طوارئ عامة في جميع التجمعات السكانية، فيما شهدت السبعينيات تطوراً كبيراً في أنظمة الملاجئ العامة تحت الأرض. نقلة نوعية بعد حرب الخليج شكل الهجوم العراقي بصواريخ سكود على تل أبيب عام 1991 (الذي أسفر عن 74 قتيلاً) نقطة تحول حاسمة ليتم تأسيس "قيادة الجبهة الداخلية" وتحل محل الدفاع المدني، وتتولى مسؤولية إدارة الملاجئ وصيانتها، فيما أُقرت قوانين تلزم المطورين العقاريين ببناء غرفة محصنة ("مماد") في كل منزل جديد كشرط للحصول على ترخيص البناء. وفق أرقام مركز أبحاث الكنيست (2021)، يقدر عدد الملاجئ اليوم بنحو مليون ملجأ، تشمل 700,000 ملجأ خاص ("مماد")، وملاجئ مشتركة في العمارات ("مماك" - Mamat)، وملاجئ عامة بلدية ("ميكلت" - Miklat). مواصفات هندسية صارمة وتحديات الواقع تنص اللوائح الفنية على استخدام الخرسانة المسلحة في الجدران والأسقف، إضافة إلى أبواب ونوافذ مصنوعة من الصلب المصفح لمقاومة الانفجارات والشظايا، مع أنظمة تهوية وتكييف تعمل في حالات الطوارئ، أما المساحة فيجب ألا لا تقل عن 5 أمتار مربعة ولا تزيد عن 12.5 متر مربع للملاجئ المنزلية. نقاط ضعف الملاجئ الإسرائيلية تواجه المنظومة إشكاليات جوهرية تتمثل في: نقص التغطية : رغم الإلزام القانوني منذ 1991، تشير إحصائيات قيادة الجبهة الداخلية (2020) إلى أن 6 ملايين فرد فقط (من أصل 9 ملايين) مؤمنون بملاجئ، أي أن 34% من السكان (3 ملايين) لا يملكون ملجأ قريباً. الأزمة أشد وطأة في المنازل القديمة (ما قبل 1990) وفي التجمعات العربية داخل إسرائيل (فلسطينيو 48)، حيث تُهمش العديد من القرى وتُصنف كمناطق "مفتوحة" لاعتراض الصواريخ وفق تقارير منظمات مثل "عدالة". ضعف الجاهزية : كشف تقرير المراقب العام الإسرائيلي (أبريل 2023) أن ما يقارب نصف الملاجئ العامة غير جاهزة للطوارئ بسبب سوء الصيانة ونقص التجهيزات. وأكدت صحيفة "غلوبس" بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 أن هذه النسبة تجاوزت 50%. شكوك في الفعالية : ثمة جدل مستمر حول قدرة هذه الملاجئ على تحمل الضربات المباشرة. بينما تؤكد القيادة العسكرية تصميمها لمواجهة شظايا الصواريخ (خاصة من طراز سكود)، يقر مسؤولون - كما نقلت "هآرتس" - بأنها غير مصممة لضربات صاروخية مباشرة مركزة. حوادث التدافع أثناء دخولها تزيد المخاطر. تصعيد إيراني.. اختبار حقيقي للملاجئ شكل الهجوم الصاروخي والمسير الإيراني المباشر اختباراً غير مسبوق لفعالية منظومتي الدفاع الجوي (القبة الحديدية، حصان داود، السهم) والملاجئ معاً حيث قامت قيادة الجبهة الداخلية: بتفعيل خطط الطوارئ على مستوى غير مسبوق، مع تحذيرات شملت معظم أراضي إسرائيل. أُمر السكان بالبقاء في الملاجئ أو الغرف المحصنة لساعات طويلة (تجاوزت 10 ساعات في بعض المناطق حسب تقرير "يديعوت أحرونوت"). وعلى الرغم من نجاعة الدفاع الجوي (التي أعلنت عن اعتراض 99% من التهديدات)، برزت العديد من التحديات في مقدمتها الاكتظاظ والمدة، حيث طول فترة البقاء كشف نقصاً في تجهيزات بعض الملاجئ (ماء، مرافق صحية، تهوية مستدامة) كما ذكرت قناة 12 الإسرائيلية. ومع ورود أنباء عن اختراق ملاجئ، أعاد الهجوم التركيز على السؤال الحرج حول مدى تحملها لصواريخ باليستية ثقيلة ذات رؤوس كبيرة، وهو ما لا توجد بيانات عملية كافية عنه وفق تحليل معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS). كما استمرت شكاوى من نقص الإنذار والملاجئ في القرى العربية، كما وثق مركز "مساواة". الهجوم الإيراني المباشر أعطى زخماً جديداً للمطالبات بمعالجة سريعة لنواقص الملاجئ وتوسيع تغطيتها، خاصة في المناطق المحاذية للبنان وغزة وفي التجمعات المهمشة، كما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية عديدة (كـ "تايمز أوف إسرائيل"). === المصادر الأساسية في التقرير: مركز أبحاث الكنيست الإسرائيلي (تقارير 2020، 2021). صحف إسرائيلية: هآرتس، جلوبس، يديعوت أحرونوت، تايمز أوف إسرائيل، قناة 12. تقارير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS). منظمات حقوقية: عدالة، مساواة (توثيق أوضاع الفلسطينيين في إسرائيل).


فيتو
منذ 7 ساعات
- فيتو
اعتقال عنصرين من الموساد في بهارستان الإيرانية
أفادت وكالة فارس، اليوم الأربعاء، بأنه تم اعتقال عنصرين من الموساد الإسرائيلي في بهارستان جنوبي غربي طهران كانا يخططان لتنفيذ عملية تخريبية. وأكدت وكالة فارس، أنه تم ضبط كميات كبيرة من المواد المتفجرة ومسيرات صغيرة وأسلحة ومعدات للتحكم عن بعد. واعتقل الحرس الثوري في مدينة الزرندية الإيرانية عددا من عملاء الموساد الإسرائيلي، حسب ما أفاد موقع 'نور نيوز'. وفي السياق ذاته، أعلنت الشرطة الإيرانية، في بيان اليوم الأربعاء، عن إسقاط 14 مسيرة، وكشف مواقع لصناعة مسيرات ومتفجرات بطهران وأصفهان وألبرز، واعتقال متورطين. إسقاط مسيرات إسرائيلية وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلًا عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن أكثر من 50 طائرة حربية نفذت سلسلة من الضربات ضد أهداف عسكرية في منطقة طهران. ووفق البيان العسكري، استهدفت الغارات موقعًا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي يُعتقد أنه يُستخدم في توسيع نطاق ومعدلات تخصيب اليورانيوم ضمن البرنامج النووي الإيراني. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


خبر صح
منذ 8 ساعات
- خبر صح
هجوم سيبراني إسرائيلي على أكبر منصة للعملات الرقمية في إيران يتسبب في خسارة 48 مليون دولار
هجوم سيبراني إسرائيلي على أكبر منصة للعملات الرقمية في إيران يتسبب في خسارة 48 مليون دولار أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية تُعرف باسم 'العصفور المفترس'، والتي تُعتبر موالية لإسرائيل، عن تنفيذ هجوم سيبراني على أكبر منصة لتداول العملات الرقمية في إيران، 'نوبیتكس'، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت. هجوم سيبراني إسرائيلي على أكبر منصة للعملات الرقمية في إيران يتسبب في خسارة 48 مليون دولار ممكن يعجبك: زعيم أوروبي يحذر من تفكك الناتو ويشير إلى خطر وشيك على أوكرانيا يأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من اختراق استهدف أكبر بنك إيراني، مما أدى إلى شلل شبه كامل في النظام المصرفي الإيراني. تهديدات بنشر بيانات حساسة هددت المجموعة بنشر جميع البيانات الداخلية الخاصة بمنصة نوبیتكس خلال 24 ساعة، متهمة إياها بتمويل ما أسمته بـ'الإرهاب الإيراني' وبالتحايل على العقوبات الدولية عبر تداول العملات المشفرة. تشير التقارير إلى أن الهجوم ألحق خسائر تقدر بحوالي 48.65 مليون دولار بالمنصة الإيرانية، كما حذرت المجموعة من نيتها الكشف عن الشفرة المصدرية والمعلومات الحساسة الخاصة بنوبیتكس، بما في ذلك أصول مالية إضافية. اتهامات بدعم الإرهاب والتجاوز على العقوبات اتهم القراصنة نوبیتكس بأنها تمثل 'محورًا أساسيًا' في العمليات المالية للنظام الإيراني، مما يسهل عليه تمويل الإرهاب والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. ممكن يعجبك: بريطانيا تؤكد دعمها لحل الدولتين في فلسطين تجدر الإشارة إلى أن 'العصفور المفترس' هي نفس المجموعة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم السيبراني الذي استهدف بنك سپه الإيراني سابقًا. تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي وتطورات ميدانية في سياق التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر حسابه في منصة 'إكس' (تويتر سابقًا) قائلًا إن 'إعصارًا يجتاح طهران'، في إشارة إلى الضربات المتصاعدة التي تستهدف رموز السلطة في العاصمة الإيرانية. وأضاف كاتس أن الضربات بدأت بهيئة البث الرسمية، وستتوسع لتطال أهدافًا أخرى، وسط تقارير عن فرار آلاف السكان من المدينة. ورأت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' أن تصريح كاتس قد يشير إلى احتمال انهيار النظام الحاكم في إيران، لا سيما في ظل استمرار الغارات التي تستهدف مؤسسات حكومية وعسكرية وحيوية نووية.