
مقتل عدد من منتظري المساعدات في غزة، وحماس تربط تسليم السلاح بـ 'إقامة دولة فلسطينية'
أعلن الدفاع المدني في غزة أن 32 فلسطينياً قتلوا، السبت، بنيران الجيش الإسرائيلي بينهم 14 من منتظري المساعدات، مع استمرار القصف والغارات الجوية على القطاع المدمّر.
وأكد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس سقوط "5 شهداء ومصابين بينهم حالات خطرة جراء استهداف الاحتلال بالنار تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة جسر وادي غزة" في وسط القطاع.
وفي جنوب القطاع، أكد بصل سقوط "4 شهداء ومصابين بنيران الاحتلال في منطقة الطينة قرب مركز المساعدات في جنوب غرب خان يونس"، إضافة الى ثلاثة "من منتظري المساعدات قرب محور موراغ جنوب خان يونس"، وقتيلين آخرين قرب مركز مساعدات الشاكوش شمال غرب رفح.
على الصعيد السياسي، أعلنت حركة حماس، يوم السبت، أنها "لن تضع السلاح إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وقالت الحركة في بيان لها إن "المقاومة المسلحة (..) لا يمكن التنازل عنها إلا من خلال استعادة حقوقنا الوطنية بالكامل، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، والقدس عاصمتها".
وجاءت هذه التصريحات بعد انهيار المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل التي كانت تهدف إلى تأمين هدنة لمدة 60 يوماً في حرب غزة، بالإضافة إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، حيث انتهت هذه المفاوضات الأسبوع الماضي في طريق مسدود.
ويبدو أن بيان حماس يأتي في سياق تصريحات نقلت عبر الإعلام الإسرائيلي عن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بأن "حركة حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها".
والتقى ويتكوف، بعدد من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، في ساحة الرهائن بتل أبيب، وقال إن "معظم الإسرائيليين يريدون عودة الرهائن إلى ديارهم، ومعظم سكان غزة يريدون عودتهم لأنهم يريدون إعادة إعمار غزة".
ووصل المبعوث الأمريكي إلى الساحة سيراً على الأقدام للقاء عائلات الرهائن، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف في حديث نقلته صحيفة يديعيوت أحرونوت: "لن يكون لدى حماس أي سبب في عدم المشاركة في المفاوضات" مشيراً إلى أنهم "يتحدثون عن المجاعة، ولا وجود للمجاعة".
وبين ويتكوف أن "الخطة ليست توسيع نطاق الحرب، بل إنهاؤها" مشدداً على أن "المحادثات يجب أن تركز الآن على إنهاء الحرب بشكل كامل، وإعادة جميع الرهائن، بدلاً من التوصل إلى اتفاق جزئي".
واستقبل أهالي الرهائن ويتكوف بهتافات ودعوات لإطلاق سراح أقاربهم وأبنائهم.
Getty Images
وكان ويتكوف قد زار غزة الجمعة واعداً "بزيادة المساعدات"، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وقد جاءت هذه الزيارة إلى غزة في الوقت الذي يُعيد فيه الجيش الإسرائيلي تموضع قواته في القطاع الفلسطيني منذ عدة أيام.
وقال ويتكوف على منصة إكس إن زيارته التي استغرقت "أكثر من خمس ساعات"، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة".
مقاطع فيديو من غزة تزيد من غضب عائلات الرهائن
Getty Images
صباح السبت، تجمع مئات الأشخاص، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة بتل أبيب التي بات يطلق عليها "ساحة الرهائن"، وصارت ملتقى عائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال.
وقال يوتام كوهين، شقيق الرهينة نمرود كوهين، لوكالة فرانس برس "يجب أن تنتهي الحرب. لن تُنهي الحكومة الإسرائيلية الحرب بإرادتها. ... يجب إيقافها... لم يعد هناك وقت".
كما حضر آدم حجاج، قريب الرهينة الألماني الاسرائيلي روم براسلافسكي الذي ظهر في فيديو للجهاد الإسلامي خلال الساعات الماضية.
وقال "لم أستطع مشاهدة ذلك الفيديو أكثر من مرة... لا يمكننا تحمّل أكثر من ذلك، ولا دقيقة واحدة أخرى، دون إعادته".
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قد نشرت الجمعة، مقطع فيديو لأحد الرهائن الإسرائيليين المحتجَزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحمَّل الفيديو، ومُدّته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان "يأكلون مما نأكل"، وظهر فيه رهينة بدا مُتعباً ونحيلاً في نفق، يجلس حيناً ويمشي حيناً آخر.
ولم تتمكن "وكالة الصحافة الفرنسية" من التدقيق في صحة المقطع أو تاريخ تسجيله.
فيما نشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الخميس، فيديو لرهينة إسرائيلي آخ.
وفي هذا المقطع المصوّر الذي تتجاوز مُدته ست دقائق، يتكلم الرهينة بالعبرية معرِّفاً عن نفسه، ومطالباً الحكومة الإسرائيلية بالتحرك للإفراج عنه.
ونددت عائلة رهينة إسرائيلي محتجز في قطاع غزة منذ العام 2023، باستخدامه من قبل حماس في حملة "دعائية"، وذلك بعدما نشرت الحركة مقطع فيديو له لليوم الثاني توالياً.
وقالت عائلة أفيتار دافيد البالغ 24 عاماً: "نحن مجبرون على أن نشاهد ابننا وأخينا الحبيب أفيتار ديفيد وهو يموت جوعاً عمداً وباستهتار في أنفاق حماس في غزة، مدفون حياً بهيكل عظمي".
ونشرت حماس السبت نسخة أطول تمتد حوالي خمس دقائق من مقطع فيديو أفيتار نفسه الذي يظهر فيه الشاب نحيلاً جداً ويقف بصعوبة، في نفق بقطاع غزة.
وقالت العائلة إن "حماس تستخدم ابننا كتجربة حيّة في حملة تجويع دنيئة" معتبرة أن "التجويع المتعمد لابننا جزء من حملة دعائية، هو من أفظع الأفعال التي شهدها العالم".
رئيس الأركان الإسرائيلي: الحرب ستستمر بلا هوادة إذا لم يطلق سراح الرهائن
حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن "المعركة ستستمر بلا هوادة" ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، متحدثا أثناء تفقد قواته في القطاع.
وقال زامير في بيان عسكري تلقته وكالة فرانس برس السبت "بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة".
وجاء في البيان أن زامير "قام بزيارة ميدانية وبتقييم للوضع" الجمعة في قطاع غزة برفقة عدد من كبار ضباط الجيش.
وأضاف "الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا" معتبراً أن "الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات".
الدفاع المدني الفلسطيني: مقتل 21 شخصاً من بينهم 8 قرب مراكز توزيع المساعدات
أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 فلسطينياً قتلوا السبت بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم 8 قرب مراكز توزيع المساعدات، في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن 13 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مع استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية.
وأوضح أن "10 شهداء على الأقل بينهم سيدتان" قتلوا في غارات استهدفت خياما للنازحين في خان يونس في الجنوب ومنزلا في بلدة الزايدة وسط القطاع.
كما قُتل 3 فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو عشرة منازل نسفها بالمتفجرات في خان يونس وفي شرق مدينة غزة.
وأحصى الدفاع المدني "5 شهداء وعشرات المصابين بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة" في وسط القطاع. وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين وبينهم "حالات خطيرة".
وفي جنوب القطاع، قال بصل إن المسعفين نقلوا "3 شهداء على الأقل وأكثر من 30 إصابة بنيران الاحتلال قرب مركزين للمساعدات، في منطقتي الطينة (في جنوب غرب خان يونس)، والشاكوش (شمال غرب مدينة رفح)".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 2 ساعات
- الأيام
مقتل فلسطينيين في غارات إسرائيلية جديدة على غزة، ومطالبات بتدخل الصليب الأحمر لإنقاذ محتجزين إسرائيليين
Anadolu via Getty Images يتصاعد الدخان والغبار من منطقة الخيام التي تضم خيام المدنيين الفلسطينيين النازحين، عقب هجمات الجيش الإسرائيلي على حي الشيخ عجلين في مدينة غزة. 4 أغسطس/آب 2025. حث أكثر من 600 مسؤول أمني إسرائيلي متقاعد، بينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الضغط على حكومتهم لإنهاء الحرب في غزة. وكتب المسؤولون السابقون في رسالة مفتوحة نُشرت لوسائل الإعلام الاثنين: "بتقديرنا المهني، حماس لم تعد تُشكّل تهديداً استراتيجياً على إسرائيل"، داعين ترامب إلى "توجيه" قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومطالبته بوقف حرب غزة. يأتي ذلك في حين طلب نتنياهو الأحد، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة في توفير الطعام والعلاج الطبي للرهائن الإسرائيليين في غزة، بينما طالبت حماس في المقابل بفتح ممرات إنسانية في القطاع. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بتسجيل 5 حالات وفاة جديدة "نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم من البالغين"، لافتة إلى أن ذلك يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب الجوع إلى "180 بينهم 93 طفلاً". وقُتل 8 فلسطينيين من منتظري المساعدات، وأصيب آخرون، ظهر الاثنين، برصاص إسرائيلي، في أثناء تجمعهم أمام نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوبي منطقة وادي غزة وسط القطاع. جلسة طارئة صرّح السفير الإسرائيلي داني دانون لدى الأمم المتحدة، الأحد، بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة لبحث وضع الرهائن في غزة، وسط تصاعد القلق إزاء مصيرهم في القطاع الذي يحذّر خبراء من أنهم يواجهون خطر المجاعة. وأعلن دانون عن الجلسة في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال إن المجلس "سيجتمع الثلاثاء المقبل في جلسة طارئة خاصة بشأن الوضع الإنساني المتردي للرهائن في غزة". وأثار ظهور اثنين من المحتجزين الإسرائيليين في مقاطع مصوّرة نشرتها فصائل فلسطينية مسلحة في غزة صدمة في إسرائيل، ودفع بمطالبات متجددة للتوصل إلى اتفاق هدنة يُنهي الحرب الدائرة ويُعيد المحتجزين إلى ذويهم، في وقت تحذّر منظمات أممية من خطر المجاعة في قطاع غزة المحاصر منذ نحو 18 عاماً. مطالبات بتدخل الصليب الأحمر أدان قادة غربيون مقاطع فيديو تُظهر رهائن إسرائيليين نحيفين صوّرهم خاطفوهم في غزة، ودعت منظمة الصليب الأحمر إلى إتاحة الوصول إلى جميع الأسرى المتبقين. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن "صور الرهائن تُعرض لأغراض دعائية بشعة"، ويجب إطلاق سراحهم "دون قيد أو شرط". تأتي هذه الدعوات بعد أن نشرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مقطع فيديو للرهينة روم براسلافسكي، نحيفاً ويبكي، يوم الخميس، ونشرت حماس لقطات للرهينة إفياتار ديفيد النحيل يوم السبت. واتهم القادة الإسرائيليون حماس بتجويع الرهائن. بينما نفت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس تعمّد تجويع الأسرى، بالقول إن الرهائن يأكلون ما يأكله مقاتلوهم وشعبهم وسط أزمة الجوع في غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي. كما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان نُشر مساء السبت، بأن الأخير تحدّث مع عائلتَي المحتجزَين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، اللذين ظهرا في المقاطع وقد بدت عليهما آثار الهزال الشديد بعد قرابة 22 شهراً من الاحتجاز. وقال نتنياهو إنه تحدث إلى جوليان ليريسون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، وطلب منه المشاركة في تقديم الغذاء والرعاية الطبية للرهائن المحتجزين في قطاع غزة. خلال محادثاته مع عائلتَي المحتجزين، أدان نتنياهو "قسوة حماس"، واتهم الحركة بـ"تجويع المحتجزين بشكل متعمد" وتوثيق معاناتهم "بأسلوب ساخر وشرير"، وفق تعبيره. وأعرب الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، عن "الاستعداد للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية للرهائن"، لكنه اشترط لقبول ذلك فتح الممرات الإنسانية بشكلٍ طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء للفلسطينيين في كل مناطق قطاع غزة، ووقف الطلعات الجوية الإسرائيلية بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للرهائن. وأكدت كتائب القسام وهي الذراع العسكرية لحركة حماس "عدم تعمدها تجويع الأسرى"، وقالت إنهم يأكلون مما يأكله الفلسطينيون في القطاع في ظل "التجويع والحصار". اختُطف الرهينتان الإسرائيليان براسلافسكي، 21 عاماً، وديفيد، 24 عاماً، من مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل. وهما من بين 49 رهينة، من أصل 251 رهينة أُخذوا في البداية، وتقول إسرائيل إنهم ما زالوا محتجزين في غزة. ويشمل ذلك 27 رهينة يُعتقد أنهم لقوا حتفهم. وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "صدمتها" من الفيديوهات التي تُقدّم "دليلاً صارخاً على الظروف المُهدِدة للحياة التي يُحتجز فيها الرهائن". وجددت المنظمة دعوتها للسماح لها بالوصول إلى الرهائن لتقييم حالتهم، وتقديم الدعم الطبي لهم، وتسهيل اتصالهم بعائلاتهم. وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها "ستستجيب بإيجابية" لأي طلب من الصليب الأحمر لتوصيل الغذاء والدواء إلى الأسرى، شريطة فتح ممرات إنسانية إلى غزة بشكل منتظم ودائم، ووقف الغارات الجوية خلال فترة وصول المساعدات. وواجه الصليب الأحمر انتقادات شديدة في إسرائيل بسبب دوره في الحرب، مع ادعاءات بتقصيره في مساعدة الرهائن المحتجزين في غزة. وفي وقت سابق من هذا العام، ووسط غضب من مشاهد الفوضى التي سادت أثناء إطلاق سراح الرهائن في إطار اتفاق بين إسرائيل وحماس، أوضحت المنظمة حدود دورها، قائلةً إنها تعتمد على حسن نية الأطراف المتحاربة للعمل في مناطق النزاع. وتعرضت المنظمة لانتقادات من الفلسطينيين أيضاً، إذ لم يُسمح لها بزيارة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي نهاية الأسبوع في تل أبيب، تجمعت حشود من المتظاهرين وعائلات الرهائن مجدداً، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بتأمين إطلاق سراحهم. وقالت عائلتا ديفيد وبراسلافسكي في تجمع حاشد يوم السبت: "يجب على الجميع الخروج من الجحيم الآن". وفي أحد مقاطع الفيديو، يظهر براسلافسكي وهو يبكي ويقول إنه نفد منه الطعام والماء، ولم يأكل سوى ثلاث قطع من "فتات الفلافل" في ذلك اليوم. ويقول إنه لا يستطيع الوقوف أو المشي، وإنه "على وشك الموت". وأعلنت عائلة براسلافسكي في بيان لها: "تمكنوا من كسر روم"، وناشدت القادة الإسرائيليين والأمريكيين إعادة ابنهم. وقالوا: "لقد نُسي هناك". في الفيديو الثاني، قال ديفيد: "لم آكل منذ أيام... بالكاد أحصل على ماء للشرب"، وشُوهد وهو يحفر ما يقول إنه سيكون قبره بيده. وقالت عائلته إنه "يُجوَّع عمداً وبقسوة في أنفاق حماس في غزة - هيكل عظمي حيّ، يُدفن حيّاً". Anadolu via Getty Images الرضيع الفلسطييني عبد الكريم صبح مع عائلته التي نزحت قسراً إلى خيمة في غزة. يعيش الطفل في خيمة، ولا تستطيع والدته إطعامه إلا بالماء بسبب نقص الحليب والطعام. 2 أغسطس/آب 2025. وأعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن "صدمته" من الصور، مضيفاً أن إطلاق سراح جميع الرهائن شرط أساسي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف حماس بأنها تعكس "قسوة مفرطة"، أن فرنسا تواصل العمل بلا كلل من أجل إطلاق سراح الرهائن، وإعادة وقف إطلاق النار، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأكد أن هذا الجهد يجب أن يقترن بحل سياسي، يقوم على حل الدولتين "حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام". أعلنت فرنسا مؤخراً عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، إلى جانب كندا والمملكة المتحدة، بشروط معينة. وأدانت إسرائيل بشدة هذه الخطوات. وتظهر صور الرهائن الهزيلين فيما حذّرت وكالات الأمم المتحدة من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يلوح في الأفق" في غزة، حيث تُبلغ يومياً عن وفيات بسبب سوء التغذية. وتُلقي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وبعض حلفاء إسرائيل باللوم في أزمة الجوع على القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية وإيصالها. وتنفي إسرائيل هذا الادعاء وتُلقي باللوم على حماس.


المغرب اليوم
منذ 5 ساعات
- المغرب اليوم
مجلس الأمن يناقش وضع الرهائن في غزة وسط إتهامات لنتنياهو بتجاهل مصيرهم
قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن "مجلس الأمن سيعقد الثلاثاء بناء على طلبنا جلسة طارئة لبحث وضع الرهائن في غزة".قال والد الجندى الإسرائيلى المحتجز بقطاع غزة نمرود كوهين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يُفضّل أن يقتل جميع الرهائن الأحياء المحتجزين بقطاع غزة ليرتاح ؛ لأنهم "أرخص" . جاء ذلك ردا من والد الجندى الأسير بعد تصريح لنتنياهو عقب بث مقطع فيديو لأحد الرهائن بدا فيه يعانى الهزال بسبب نقص الطعام . وسخر يوتام، شقيق الجندى نمرود، فى منشور على حسابه على منصة (إكس) من قول نتنياهو "الأفضل القضاء على الرهائن ، ومن ثمّ تحقيق النصر العسكري"، مستخدما التعبير الذى يستخدمه نتنياهو دوما منذ بداية الحرب على غزة فى السابع من أكتوبر 2023. من جانبها، انتقدت عائلات الرهائن خطة نتنياهو لتوسيع نطاق الحرب على غزة ، قائلةً إن "نتنياهو يقود إسرائيل والرهائن إلى الهلاك". وأضاف: إن الأحاديث التى ترددت مرارًا وتكرارًا حول إطلاق سراح الرهائن وتحقيق نصر حاسم هى احتيال وتضليل إعلامي. إن توسيع نطاق الحرب يُعرّض حياة الرهائن للخطر، وهم أصلًا فى خطر داهم. لن ينجو الرهائن من أيام جحيم طويلة أخرى. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى تحدث مع رئيس الصليب الأحمر الدولى جوليان لاريسون وطلب مشاركته فى توفير الطعام للرهائن الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة وكذلك العلاج الطبى الفورى لهم.


لكم
منذ 5 ساعات
- لكم
أنس بن صالح
لا تزال حناجر الجماهير تصدح غضبا أمام مشاهد القتل الجماعي في غزة، فيما تموج الشوارع والساحات في عواصم الغرب بحشود هادرة تستهجن سياسة تجويع الفلسطينيين وترويع الأطفال والشيوخ. وامتدت عدوى هذه الصحوة إلى أوساط النخب والمفكرين والمؤثرين والفنانين واقتحمت جذوتها الدوائر الأكاديمية ورجالات الصحافة وجعلتهم، للمرة الأولى منذ ثورة الطلاب في فرنسا في ستينيات القرن الماضي، في مواجهة مباشرة مع حكوماتهم ومع أذرع اللوبي اليهودي المتنفذ. وأفرز ذلك كله وعيا جديدا بعدالة القضية الفلسطينية أطلق شرارة نقاشات محمومة أعادت طرح الأسئلة الحارقة من منظور وزوايا جديدة. على أن هذا التحول في وعي الغرب، وقد تحرر من الزيف وأغلال التنميط، اتخذ أشكالا من أشكال المقاومة الثقافية والسياسية للسرديات الإسرائيلية حيال القضية الفلسطينية بما في ذلك ضمن اليهود الغربيين المناهضين للصهيونية. ولا يغرب عن البال أن هذا الوعي الشقي جاء عاكسا لتبدل المزاج العام في أوروبا والولايات المتحدة، وفرض انزياحا أخلاقيا لدى شرائح وأطياف واسعة من المجتمعات في الغرب جعل منها أداة ضغط على حكوماتها ، وصوتا جهوريا يحث على تأصيل الشرعية الدولية واحترام القانون الدولي ، وينتصر لقيم الإنسانية في مواجهة التغول الإسرائيلي. أفضى ذلك كله إلى تبدل في مواقف الدول الغربية من إسرائيل وإلى دعوات لمراجعة شاملة للتعاون معها في تحول جذري هو ثمرة حراك شعبي جارف. يقابل هذه الصحوة، انتكاسة في الوعي العام العربي وجمود حسِّي لم تفلح حتى مأساة بحجم غزة أن تنفخ الروح فيه ، وتعيد نبض الحياة إلى جسده العليل. ومع تسليم بأن الوعي تعريفا هو قدرة الإنسان على الإدراك الحسِّي والمادي لمحيطه والتفاعل معه، فإن العقل العربي ، يبدو في مواجهة فظاعات غزة الصادمة، وما رافقها من استباحة لخريطة العالم العربي وسيادته، في حالة غيبوبة، غير منتبه ولا مدرك لرهانات المرحلة وخطورتها، وهي تقود في خلاصاتها، إلى تنازلات مجانية وحالة هرولة إلى التطبيع مع إسرائيل مرغوب فيه في أحايين كثيرة. ولا يجد المتأمل في حالة الجمود هذه أو الساعي لفهم مسبباتها الموضوعية كبير عناء في استنباط جذور نكوص الموقف العربي الرسمي. إذ إن مواقف الدول العربية حيال الحرب في غزة اتسمت في معظمها بالضعف والخذلان ، ولم ترق إلى حجم الخطر الوجودي الذي يتربص بسكان قطاع غزة والضفة الغربية، واقتصرت على بيانات الشجب والإدانة الفضفاضة ، وصمت قبور تنبعث منه رائحة التواطؤ والتآمر في الكثير من الأحيان. على أن دواعي هذا الموقف، وهي متعددة ومتشعبة ، تكمن في ارتباط حركة حماس بإيران وأجنداتها بالمنطقة وارتهان مواقفها بطهران فيما يراد منه تقديم الحركة كأحد أذرع الجمهورية الإسلامية في المنطقة وليس مجرد حركة مقاومة ضد الاحتلال. وفي هذا الباب ، يجب كذلك استحضار حقيقة أن بعض الأنظمة العربية تجهر بعدائها لحركة حماس ولكل ما يمت للإسلام السياسي بصلة ، وذلك في سياق الثورات المضادة التي شهدتها دول عربية عدة بعد الربيع العربي الذي جعل أحزابا إسلامية تصل لأول مرة في تاريخها للسلطة. بل إن أنظمة عربية محورية ومعها السلطة الوطنية الفلسطينية التي خرجت من رحم اتفاق أوسلو، أسرت للولايات المتحدة وإسرائيل بعدم ممانعتها لاستمرار الحرب في غزة آملة في دحر حركة حماس وقطع دابرها ، لأن انتصار المقاومة الإسلامية يعني بداهة إحياء لمشروع الإسلام السياسي ، وبالنتيجة الدفع باتجاه موجة ربيع عربي ثانية قد تطيح بهذه الأنظمة التي تفتقر لأي مشروعية ديموقراطية. ويمكن كذلك فهم طبيعة هذا الموقف المتخاذل في تحاشي الأنظمة العربية إثارة غضب الولايات المتحدة وخصوصا إدارة الرئيس دونالد ترمب إن هي أبدت تعاطفا وتضامنا مع الفلسطينيين . وللتدليل على هذا التقاعس تكفي الإشارة إلى أن الدول العربية أحجمت جميعها عن الانضمام لجنوب إفريقيا في القضية التي رفعتها ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين ، وساهم بعضها في تشديد الحصار على الفلسطينيين ومنع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع وبحث ترتيبات سرية في الكواليس مع الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل القضية الفلسطينية ومرحلة ما بعد الحرب في غزة. وبينما ارتفع سقف الخطاب السياسي المناهض للعربدة الإسرائيلية في الدول الغربية ، وازداد صلابة في نقد سياسة التجويع والقتل في غزة بلغة لا لبس فيها، بدت مواقف الدول العربية أكثر وهنًًا واستحياء وأقل حدة وشراسة . أبعد من ذلك لم تبادر أي دولة عربية مرتبطة بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى قطع هذه العلاقات أو تجميدها في الحد الأدنى ، بل إنها استماتت في الدفاع عن هذه العلاقات وإيجاد المسوغات لها فيما أن روابط بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل ازدادت ، وفق تقديرات غربية ، متانة وارتقى مستوى التنسيق معها ، أمنيا وعسكريا واستخباراتيا ، إلى مستويات غير مسبوقة خصوصا بعد السابع من أكتوبر. على أن حالة الشلل التي اعترت الموقف الرسمي العربي من الحرب في غزة امتدت على نحو معد للشارع العربي و للأوساط الشعبية مع استثناءات محدودة . وكان لافتا أن زخم التضامن مع القضية الفلسطينية انحسر على نحو صادم في خريطة العالم العربي حتى كادت تختفي المسيرات وفعاليات التضامن على ضآلتها وقلة المشاركين فيها. وبات الجهر بدعم غزة والمقاومة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل شبهة وجريرة تجر على صاحبها نقمة الحكام ، واتخذت منها السلطات فزاعة لترهيب المواطنين والنخب المحلية لتحجيم رقعة التضامن مع غزة. إن هذا الصمت هو في مجمله نتيجة حتمية لمشاريع تدجين البنى السياسية النشطة في المجتمعات العربية ، وضعف قدرة الأحزاب والنقابات على تأطير الشارع، وامتداد لثقافة تبخيس قيمة الحرية ، وتجريف العمل السياسي ، ومصادرة الحق في التعبير وتقييد حرية الرأي الذي مارسته الأنظمة العربية على شعوبها على مدى عقود طويلة. إن مستوى تفاعل الشارع العربي مع الحرب في غزة ، وقد اختلفت درجاته من مجتمع لآخر باختلاف السياقات والظروف، ليس مرده إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية كما يروج هنا وهناك ، ولا إلى تغيير في سلم أولويات المواطن العربي جراء تبعات الربيع العربي بترجيحه كفة القضايا الاجتماعية والاقتصادية على حساب القضايا السياسية والأمن القومي العربي ، بل لسيادة ثقافة الخوف وتكميم الأفواه التي جعلت من أصوات الشعوب همسا يكاد لا يسمع له صدى في بيئة تعادي الديموقراطية.