logo
بين «الصفعة» و«الصفقة» أي مصير ينتظر «اليونيفيل»؟

بين «الصفعة» و«الصفقة» أي مصير ينتظر «اليونيفيل»؟

الجمهوريةمنذ يوم واحد

عشية كل تجديد لقوات «اليونيفيل» ترتفع حدّة الضغوط على لبنان لمحاولة تغيير قواعد اللعبة في الجنوب على نحو يتناسب مع الحسابات الإسرائيلية. وهذه المرّة تسعى تل أبيب إلى الاستفادة من زخم عدوانها الأخير وتردّداته المستمرة لفرض معادلة جديدة على أساس أحد خيارَين، إمّا أن تدفع في اتجاه سحب «اليونيفيل» كلياً ما يسمح لها بإعادة هندسة الوضع في المنطقة الحدودية وتسهيل استباحتها، وإمّا أن تنجح عبر رفع السقف في تعديل صلاحيات القوات الدولية، فتنوب عنها في الميدان وتصبح قوة ضغط خشنة على «حزب الله».
والأكيد أنّ أولوية لبنان الرسمي هي الإبقاء على «اليونيفيل» مع عدم القبول في الوقت عينه بتعديل صلاحياتها ومهماتها على نحو ينقلها من الفصل السادس إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لأنّ من شأن هذا الانتقال أن يُغيِّر في طبيعة وظيفتها ودورها.
ولعلّ تأكيد الرئيس نبيه بري قبل أيام أنّه «مع قوات «اليونيفيل» ظالمةً أم مظلومة» يختصر الموقف الرسمي حيالها، علماً أنّ هناك انطباعاً لدى شريحة من السكان الجنوبيِّين، خصوصاً ضمن بيئة «حزب الله»، بأنّ القوات الدولية أو جزءاً منها على الأقل يبدو ظالماً في هذه المرحلة نتيجة إصراره على تحرّكات مُريبة تبعاً لتصنيف الأهالي.
ومع ذلك، تُشدِّد مصادر أمنية رسمية على ضرورة عدم نقل المشكلة مع «اليونيفيل» من الملعب الإسرائيلي إلى الملعب اللبناني، مؤكّدةً وجوب عدم تسهيل المسعى الإسرائيلي للتخلّص من «اليونيفيل» في الجنوب.
وتدعو المصادر الأهالي في البلدات الجنوبية إلى ضبط النفس وتفادي المواجهة مع القوات الدولية، مشيرةً إلى أنّه ينبغي التصرّف بأعلى مقدار ممكن من المسؤولية في هذه المرحلة.
وتؤكّد المصادر أنّ هناك تفهّماً لانزعاج الأهالي من دخول دوريات «اليونيفيل» أحياناً إلى أملاك خاصة أو من تحرّكها أحياناً أخرى على الأرض بلا مواكبة الجيش، لكن ينبغي أن تُعالَج هذه الأمور بحكمة عبر الأقنية المعتمدة.
وتحضّ المصادر سكان البلدات الجنوبية على التحلّي برباطة الجأش والمبادرة إلى الاتصال بالجيش عند حصول أي خلل في نشاط القوات الدولية، حتى يحضر فوراً الى المكان ويتولى هو معالجة المشكلة.
وتشير المصادر إلى أنّ من الأفضل حُكماً أن يرافق الجيش كل دوريات «اليونيفيل»، لكنّ عديده المنتشر في الجنوب لا يعادل حجم القوات الدولية التي تملك قدرة أكبر على الحركة الميدانية، بالتالي فإنّه لا يستطيع مرافقتها باستمرار في كل تحرّكاتها.
وإذا كان جانب من سكان القرى الجنوبية يرتابون في بعض مهمّات «اليونيفيل»، ويخشون من أن تكون متناغمة مع الأجندة الإسرائيلية، إلّا أنّ المصادر ترجّح أنّ العدو لم يَعُد في حاجة إلى انتظار الحصول على «خدمات» من القوات الدولية، بعدما بات يملك قدرة واسعة على الاختراق التكنولوجي والاستخباري.
وتؤكّد المصادر أنّ الترويج الإسرائيلي لاحتمال إنهاء مهمّة «اليونيفيل» في جنوب لبنان بالاتفاق مع الأميركيِّين لا يعكس حقيقة ما يجري في الكواليس الديبلوماسية. وتلفت إلى أنّ إنهاء دور»اليونيفيل» ليس بهذه البساطة، بالتالي أي قرار في هذا الاتجاه لا يمكن أن يمرّ بسهولة في مجلس الأمن وسط رفض دول كبرى له مثل فرنسا وروسيا والصين وغيرها.
وتعتبر المصادر أنّ التسريبات الإسرائيلية حَول سحب «اليونيفيل» وعدم التجديد لها إنما يندرج في إطار التهويل والضغط على الدولة اللبنانية بغية تطويع إرادتها السياسية وتكييفها مع متطلبات الاحتلال في المنطقة الحدودية.
وتُشدّد هذه المصادر على أنّ انسحاب «اليونيفيل» ليس من مصلحة لبنان بل هو بالدرجة الأولى من مصلحة الكيان الإسرائيلي الذي ستخلو له الساحة لتنفيذ مخطّطاته ومشاريعه، معتبرةً أنّه بمجرّد أن تكون تل أبيب معترضة على وجود القوات الدولية في الجنوب فهذا يجب أن يدفع بيروت تلقائياً إلى التمسك بها، خصوصاً أنّها تشكّل في الحدّ الأدنى شاهداً على الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وتلفت المصادر إلى أنّه وبمعزل عن بعض الملاحظات على سلوك «اليونيفيل» إلّا أنّ بقاءها مفيد للبنان أكثر من رحيلها على المستوى الاستراتيجي، معتبرةً أنّ إيجابيات وجودها تفوق السلبيات التي يجب أن تُعالَج من خلال تعزيز التنسيق وتفعيله بين القوات الدولية والجيش اللبناني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلام يرد على الكلمة أونلاين:من نسج الخيال
سلام يرد على الكلمة أونلاين:من نسج الخيال

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 33 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

سلام يرد على الكلمة أونلاين:من نسج الخيال

صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الاتي : "يهم المكتب الإعلامي للرئيس نواف سلام، أن يؤكد أن ما ورد في موقع "الكلمة أونلاين" حول حصول لقاء بين الرئيس سلام والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، هو كلام مغلوط ومن نسج الخيال جملة وتفصيلا. فلم يحصل هكذا لقاء بين أي مسؤول من حزب الله والرئيس سلام بعد زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة الى السرايا الحكومية. كما أن ما يصوره المقال بأنه مضمون، فلم يحصل لا في هذا اللقاء المفترض ولا في أي لقاء سابق". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المكتب الاعلامي لـ سلام: كلام من نسج الخيال!
المكتب الاعلامي لـ سلام: كلام من نسج الخيال!

تيار اورغ

timeمنذ ساعة واحدة

  • تيار اورغ

المكتب الاعلامي لـ سلام: كلام من نسج الخيال!

صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الاتي : "يهم المكتب الإعلامي للرئيس نواف سلام، أن يؤكد أن ما ورد في موقع "الكلمة أونلاين" حول حصول لقاء بين الرئيس سلام والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، هو كلام مغلوط ومن نسج الخيال جملة وتفصيلا. فلم يحصل هكذا لقاء بين أي مسؤول من حزب الله والرئيس سلام بعد زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة الى السرايا الحكومية. كما أن ما يصوره المقال بأنه مضمون، فلم يحصل لا في هذا اللقاء المفترض ولا في أي لقاء سابق".

نجدد دعمنا لليونيفيل ونشدد على التنفيذ الكامل للقرار 1701
نجدد دعمنا لليونيفيل ونشدد على التنفيذ الكامل للقرار 1701

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

نجدد دعمنا لليونيفيل ونشدد على التنفيذ الكامل للقرار 1701

زار وزير الدفاع اللواء ميشال منسى مقر قيادة قوات 'اليونيفيل' في الناقورة، حيث التقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، بحضور عدد من ضباط 'اليونيفيل' والجيش. وتم خلال الاجتماع البحث في الإشكالات المتكررة بين 'اليونيفيل' والأهالي في بعض البلدات. وفي كلمة له خلال الزيارة، قال الوزير منسى: 'قبل سبعة وأربعين عاماً، وتحديداً عام 1978، قدمتم إلى لبنان من 48 دولة صديقة، تحملون رسالة أمل وسلام، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425، عقب عدوان إسرائيلي أودى بحياة الآلاف وخلّف دماراً واسعاً طال الممتلكات وسبل العيش في جنوب لبنان'. وأضاف: 'جئتم رسل سلام لتساعدوا لبنان في استعادة سيادته وبسط سلطة الدولة في الجنوب. ومع اقترابكم من إتمام خمسة عقود من هذه المهمة النبيلة، أصبحتم جزءاً من حياة الشعب اللبناني، تشاركونهم أفراحهم وأحزانهم، وتتركون أثراً عميقاً في قلوبهم'. وشدد منسى على أهمية تجديد ولاية 'اليونيفيل' دون أي تعديلات، معتبراً أن 'هذا التجديد ضروري للحفاظ على الاستقرار والسلام اللذين أُرسيا بفضل عمل القوات الدولية على مر السنوات، ونأمل أن تكلل الجهود في هذا الاتجاه بالنجاح لضمان استمرارية عملكم الحيوي في لبنان'. وتطرق وزير الدفاع إلى التضحيات التي قدمتها 'اليونيفيل'، قائلاً: 'دفعتم ثمناً باهظاً أثناء تأديتكم واجباتكم، من خسائر في الأرواح إلى الضغوط والقيود التي رافقتكم منذ اجتياح 1982، وهجمات 1993 و1996، والمجزرة التي وقعت في قانا، وصولاً إلى عدوان 2006 والحرب الأخيرة التي خلّفت دماراً واسعاً طال الجنوب وأجزاء من بيروت والبقاع'. وتابع: 'رغم كل هذه التحديات، بقيتم صامدين في أداء مهمتكم النبيلة مدفوعين بالتزامكم الأخلاقي والإنساني الراسخ'. واغتنم منسى المناسبة ليعبر عن تقديره العميق للجنرال لازارو مع اقتراب نهاية ولايته كقائد لـ'اليونيفيل'، مثمناً قيادته الحكيمة في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية وتقلباً. كما دان بشدة جميع أعمال الاعتداء على قوات 'اليونيفيل'، معتبراً أن 'هذه الأعمال لا تخدم سوى العدو من خلال عرقلة المهمة المشتركة التي نسعى جميعاً إلى دعمها وحمايتها'. وأكد وزير الدفاع أن لبنان يمر اليوم بمرحلة دقيقة تتطلب استعادة الاستقرار في الجنوب وعلى كامل أراضيه، مشدداً على أن 'التحدي يكمن في التنفيذ الكامل للقرار 1701، والذي يتطلب التزام جميع الأطراف من دون أي تأخير أو خروقات، وهو ما أكدت عليه الدولة اللبنانية مراراً من خلال التزامها الكامل وجاهزية الجيش اللبناني للعمل بالتنسيق الوثيق مع اليونيفيل من أجل ضمان السلام في الجنوب، وتأمين العودة الآمنة للنازحين وبدء ورش إعادة الإعمار'. وختم الوزير منسى قائلاً: 'إلى أصحاب القبعات الزرقاء، باسم جنوب لبنان، شكراً لكم'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store