logo
كيف أصبحت الصين القوة الأولى في صناعة السيارات الكهربائية؟

كيف أصبحت الصين القوة الأولى في صناعة السيارات الكهربائية؟

الأخبار كندامنذ 2 أيام

منذ عام 2009، اعتمدت الحكومة الصينية استراتيجية واضحة تهدف إلى التحول نحو الطاقة النظيفة. واستثمرت أكثر من 230 مليار دولار في قطاع السيارات الكهربائية، مع تقديم حوافز مالية للمواطنين تصل إلى 2,500 دولار عند استبدال سياراتهم التقليدية بسيارات كهربائية، إضافة إلى إعفاءات ضريبية وتشجيع على الشراء.
في السنوات الأخيرة، برزت الصين كقوة عالمية رائدة في قطاع السيارات الكهربائية، ونجحت في تغيير خريطة السوق العالمي لصناعة المركبات عبر مجموعة من العوامل الاستراتيجية والاقتصادية. فما هي أبرز دوافع هذا الصعود السريع؟ وما انعكاساته على مستقبل الاقتصاد الأخضر العالمي؟
دعم حكومي واستراتيجية طويلة الأمد
منذ عام 2009، اعتمدت الحكومة الصينية استراتيجية واضحة تهدف إلى التحول نحو الطاقة النظيفة. واستثمرت أكثر من 230 مليار دولار في قطاع السيارات الكهربائية، مع تقديم حوافز مالية للمواطنين تصل إلى 2,500 دولار عند استبدال سياراتهم التقليدية بسيارات كهربائية، إضافة إلى إعفاءات ضريبية وتشجيع على الشراء.
كما ركزت الصين على تطوير البنية التحتية اللازمة، فأنشأت شبكة ضخمة من محطات الشحن، إذ تمتلك اليوم حوالي 85% من محطات الشحن السريع في العالم، وقرابة 60% من السوق العالمي لمحطات الشحن البطيء.
تقليل الاعتماد على النفط
واحدة من أبرز نتائج هذا التوجه هي تقليل اعتماد الصين على واردات النفط، إذ يُعد قطاع النقل من أكبر مستهلكي الطاقة. وقد أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة (IEA) إلى أن استهلاك النفط في الصين انخفض بأكثر من مليون برميل يومياً، نتيجة تزايد استخدام السيارات الكهربائية، والتي أصبحت تشكل حوالي ثلث مبيعات السيارات في السوق الصيني.
تصنيع ضخم وتكاليف منخفضة
بفضل الإنتاج الضخم والتكامل الكامل في سلسلة التوريد المحلية، انخفضت تكلفة السيارة الكهربائية الصينية إلى نحو 34,000 دولار فقط، مقارنة بـ 55,000 دولار في الولايات المتحدة، وفق بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF). هذا الفارق السعري الكبير يجعل السيارات الصينية أكثر جاذبية للأسواق العالمية، ويزيد من قدرتها التنافسية.
التكنولوجيا الصينية تقود الابتكار
شركات مثل BYD وCATL الصينية تقود مسيرة الابتكار في مجال البطاريات، خاصة في تطوير تقنيات الشحن السريع التي كانت تمثل عائقاً أمام انتشار السيارات الكهربائية. وقد نجحت هذه الشركات في تجاوز العديد من التحديات التقنية، مما ساهم في تسريع وتيرة اعتماد هذه المركبات حول العالم.
انعكاسات عالمية على السوق التقليدي
تصدّر الصين لهذا القطاع فرض ضغوطاً متزايدة على صانعي السيارات التقليديين، لاسيما في أوروبا وأميركا. هؤلاء المنتجون الذين اعتادوا الهيمنة على السوق أصبحوا الآن مهددين بفقدان حصصهم لصالح الشركات الصينية ما لم يسرعوا في التحول إلى السيارات الكهربائية ويخفضوا أسعارهم.
آثار على المواد الخام والتعدين
الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية الصينية رفع الطلب على المعادن الحيوية مثل الليثيوم، النحاس، والكوبالت. وتشير البيانات إلى أن أسعار الليثيوم ارتفعت بنسبة 30% نتيجة هذا الطلب. هذا الواقع يعيد رسم خريطة الاستثمارات في قطاع التعدين ويحفّز البحث عن أسواق جديدة لهذه المواد.
ملامح الاقتصاد الأخضر الجديد
الصعود الصيني في مجال السيارات الكهربائية يمثل بداية واضحة لتحول عالمي نحو اقتصاد صناعي أخضر جديد، حيث تتغير موازين القوى، وتُعاد صياغة سلاسل القيمة الجغرافية، خاصة في مجالات الطاقة والتعدين والتصنيع.
الصين لا تسعى فقط إلى تخفيف اعتمادها على النفط، بل تعمل أيضاً على تعزيز مكانتها الدولية عبر السيطرة على قطاع المستقبل: السيارات الكهربائية، الذي سيشكل العمود الفقري للاقتصاد الأخضر في العقود المقبلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جابر: "رايحين عالتبريد" مع رئيس الحكومة
جابر: "رايحين عالتبريد" مع رئيس الحكومة

الأخبار كندا

timeمنذ 13 ساعات

  • الأخبار كندا

جابر: "رايحين عالتبريد" مع رئيس الحكومة

اعتبر وزير المال ياسين جابر، في حديث لـ'الجديد'، أن 'العلاقة مع رئيس الحكومة نواف سلام يجب ان تلاقي طريقها للحل لان التحديات التي تواجهنا مصيرية و(رايحين عالتبريد مع رئيس الحكومة)'. وتابع، ' السياسة الخارجية يرسمها رئيسا الجمهورية والحكومة ومواقف وزير الخارجية لم تتبناها الحكومة في اي جلسة وهذه مواقف شخصية للوزير يوسف رجي'. أضاف جابر، ' ملف اعادة الاعمار غير مرتبط بالسلاح بل بالإصلاحات، ونتوقع حصولنا على مليار دولار من اصل 7 مليارات دولار كلفة اعادة الاعمار'. المصدر:

أونتاريو توقّع اتفاقيات لتحرير التجارة مع ألبرتا وجزيرة الأمير إدوارد اتفاقيات جديدة مع ستّ مقاطعات لتعزيز اقتصاد أونتاريو من خلال إزالة الحواجز التجارية الداخلية
أونتاريو توقّع اتفاقيات لتحرير التجارة مع ألبرتا وجزيرة الأمير إدوارد اتفاقيات جديدة مع ستّ مقاطعات لتعزيز اقتصاد أونتاريو من خلال إزالة الحواجز التجارية الداخلية

الأخبار كندا

timeمنذ 13 ساعات

  • الأخبار كندا

أونتاريو توقّع اتفاقيات لتحرير التجارة مع ألبرتا وجزيرة الأمير إدوارد اتفاقيات جديدة مع ستّ مقاطعات لتعزيز اقتصاد أونتاريو من خلال إزالة الحواجز التجارية الداخلية

انضمّ رئيس حكومة أونتاريو، دوغ فورد، إلى رئيسة حكومة ألبرتا دانييل سميث ورئيس حكومة جزيرة الأمير إدوارد روب لانتز لتوقيع مذكرات تفاهم من شأنها دعم اقتصادات المقاطعات الثلاث من خلال تعزيز الجهود لإزالة الحواجز أمام التجارة داخل كندا. وقال فورد: 'مع التهديدات التي يُطلقها الرئيس ترامب ضد اقتصادنا، لم يكن هناك وقت أكثر إلحاحًا لتعزيز التجارة الداخلية والتعاون بين المقاطعات'. وأضاف: 'من خلال توقيع هذه الاتفاقيات والعمل المشترك، نُسهم في إطلاق ما يصل إلى 200 مليار دولار من الإمكانات الاقتصادية، وندافع معًا عن مستقبل العمال الكنديين في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط في أونتاريو'. تُظهر هذه التوقيعات القيادة السياسية للمقاطعات عبر الاعتراف بأهمية إزالة الحواجز أمام التجارة الحرة بين المقاطعات والأقاليم. ومن أجل تعزيز هذا الاتجاه، قدّمت حكومة أونتاريو مؤخرًا مشروع قانون بعنوان 'حماية أونتاريو من خلال التجارة الحرة داخل كندا'، والذي يهدف إلى توسيع فرص التجارة بين المقاطعات، ومساعدة أونتاريو وكندا على تحمّل تأثير الرسوم الجمركية الأميركية وغيرها من التحديات. وبفضل هذا التشريع الجديد وعدد متزايد من مذكرات التفاهم الموقّعة، تقود أونتاريو البلاد في توسيع التجارة في السلع والخدمات بين الولايات القضائية الكندية، وإزالة البيروقراطية غير الضرورية التي تعيق الشركات الكندية، وفتح مسارات جديدة لحركة العمال المؤهلين والمطلوبين في جميع أنحاء البلاد. وتُعد أونتاريو أول مقاطعة، حتى الآن، تقوم بإلغاء جميع الاستثناءات الخاصة بالأطراف في إطار اتفاقية التجارة الحرة الكندية. وقالت رئيسة حكومة ألبرتا دانييل سميث: 'معًا، نُحرز خطوة كبيرة نحو اقتصاد أكثر انفتاحًا وتنافسية ووحدة'. وأضافت: 'هذه الاتفاقية تهدف لتحقيق نتائج عملية، وتسهيل العمل والتجارة والنمو عبر حدود المقاطعات. لقد آن الأوان لنتجاوز القواعد القديمة التي تعيقنا، ونُظهر للكنديين كيف تبدو القيادة الاقتصادية الحقيقية'. من جهته، قال رئيس حكومة جزيرة الأمير إدوارد روب لانتز: 'رغم أن جزيرة الأمير إدوارد هي أصغر مقاطعة في كندا، إلا أننا نتفوّق على وزننا بكثير'. وأضاف: 'من خلال قانون التجارة والتنقل بين المقاطعات المتبادل، لسنا فقط نواكب التطوّر — بل نرسم المعايير ونُحصّن مستقبلنا. لقد وحّدت جزيرة الأمير إدوارد هذه الأمة من قبل، ومن خلال إزالة الحواجز التجارية غير الضرورية وتبسيط تنقل اليد العاملة، نُسهم في اقتصاد وطني أكثر توحيدًا وتنافسية. تعاوننا مع أونتاريو يُبرز التزامنا ببناء اقتصاد كندي موحّد. نحن نُثبت أنه عندما تعمل المقاطعات معًا، يزدهر الوطن بأسره'. يُذكر أن حجم التجارة الثنائية في السلع والخدمات بين أونتاريو وباقي المقاطعات والأقاليم بلغ أكثر من 326 مليار دولار في عام 2023. وستواصل حكومة أونتاريو العمل مع شركائها الفدراليين والإقليميين من خلال اتفاقية التجارة الحرة الكندية ومبادرات أخرى لتعزيز التجارة بين المقاطعات في كندا المصدر: "Alakhbar Canada ,USAموقع الأخبار كندا"

كيف أصبحت الصين القوة الأولى في صناعة السيارات الكهربائية؟
كيف أصبحت الصين القوة الأولى في صناعة السيارات الكهربائية؟

الأخبار كندا

timeمنذ 2 أيام

  • الأخبار كندا

كيف أصبحت الصين القوة الأولى في صناعة السيارات الكهربائية؟

منذ عام 2009، اعتمدت الحكومة الصينية استراتيجية واضحة تهدف إلى التحول نحو الطاقة النظيفة. واستثمرت أكثر من 230 مليار دولار في قطاع السيارات الكهربائية، مع تقديم حوافز مالية للمواطنين تصل إلى 2,500 دولار عند استبدال سياراتهم التقليدية بسيارات كهربائية، إضافة إلى إعفاءات ضريبية وتشجيع على الشراء. في السنوات الأخيرة، برزت الصين كقوة عالمية رائدة في قطاع السيارات الكهربائية، ونجحت في تغيير خريطة السوق العالمي لصناعة المركبات عبر مجموعة من العوامل الاستراتيجية والاقتصادية. فما هي أبرز دوافع هذا الصعود السريع؟ وما انعكاساته على مستقبل الاقتصاد الأخضر العالمي؟ دعم حكومي واستراتيجية طويلة الأمد منذ عام 2009، اعتمدت الحكومة الصينية استراتيجية واضحة تهدف إلى التحول نحو الطاقة النظيفة. واستثمرت أكثر من 230 مليار دولار في قطاع السيارات الكهربائية، مع تقديم حوافز مالية للمواطنين تصل إلى 2,500 دولار عند استبدال سياراتهم التقليدية بسيارات كهربائية، إضافة إلى إعفاءات ضريبية وتشجيع على الشراء. كما ركزت الصين على تطوير البنية التحتية اللازمة، فأنشأت شبكة ضخمة من محطات الشحن، إذ تمتلك اليوم حوالي 85% من محطات الشحن السريع في العالم، وقرابة 60% من السوق العالمي لمحطات الشحن البطيء. تقليل الاعتماد على النفط واحدة من أبرز نتائج هذا التوجه هي تقليل اعتماد الصين على واردات النفط، إذ يُعد قطاع النقل من أكبر مستهلكي الطاقة. وقد أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة (IEA) إلى أن استهلاك النفط في الصين انخفض بأكثر من مليون برميل يومياً، نتيجة تزايد استخدام السيارات الكهربائية، والتي أصبحت تشكل حوالي ثلث مبيعات السيارات في السوق الصيني. تصنيع ضخم وتكاليف منخفضة بفضل الإنتاج الضخم والتكامل الكامل في سلسلة التوريد المحلية، انخفضت تكلفة السيارة الكهربائية الصينية إلى نحو 34,000 دولار فقط، مقارنة بـ 55,000 دولار في الولايات المتحدة، وفق بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF). هذا الفارق السعري الكبير يجعل السيارات الصينية أكثر جاذبية للأسواق العالمية، ويزيد من قدرتها التنافسية. التكنولوجيا الصينية تقود الابتكار شركات مثل BYD وCATL الصينية تقود مسيرة الابتكار في مجال البطاريات، خاصة في تطوير تقنيات الشحن السريع التي كانت تمثل عائقاً أمام انتشار السيارات الكهربائية. وقد نجحت هذه الشركات في تجاوز العديد من التحديات التقنية، مما ساهم في تسريع وتيرة اعتماد هذه المركبات حول العالم. انعكاسات عالمية على السوق التقليدي تصدّر الصين لهذا القطاع فرض ضغوطاً متزايدة على صانعي السيارات التقليديين، لاسيما في أوروبا وأميركا. هؤلاء المنتجون الذين اعتادوا الهيمنة على السوق أصبحوا الآن مهددين بفقدان حصصهم لصالح الشركات الصينية ما لم يسرعوا في التحول إلى السيارات الكهربائية ويخفضوا أسعارهم. آثار على المواد الخام والتعدين الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية الصينية رفع الطلب على المعادن الحيوية مثل الليثيوم، النحاس، والكوبالت. وتشير البيانات إلى أن أسعار الليثيوم ارتفعت بنسبة 30% نتيجة هذا الطلب. هذا الواقع يعيد رسم خريطة الاستثمارات في قطاع التعدين ويحفّز البحث عن أسواق جديدة لهذه المواد. ملامح الاقتصاد الأخضر الجديد الصعود الصيني في مجال السيارات الكهربائية يمثل بداية واضحة لتحول عالمي نحو اقتصاد صناعي أخضر جديد، حيث تتغير موازين القوى، وتُعاد صياغة سلاسل القيمة الجغرافية، خاصة في مجالات الطاقة والتعدين والتصنيع. الصين لا تسعى فقط إلى تخفيف اعتمادها على النفط، بل تعمل أيضاً على تعزيز مكانتها الدولية عبر السيطرة على قطاع المستقبل: السيارات الكهربائية، الذي سيشكل العمود الفقري للاقتصاد الأخضر في العقود المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store