
مستحضرات مكياج مثالية للصيف بتركيبات مرطبة نرشحها لك من تجربتنا
من برايمر يوحّد وينعّم البشرة، إلى بلاش نباتي مخملي يضفي لمسة وردية صحّية، وصولاً إلى زيت شفاه فاخر يجمع بين اللمعان والعناية… إليكِ خياراتنا المختارة من فريق "هي" بعناية لتتألقي هذا الصيف بمكياج عملي، ناعم، ومفعم بالأنوثة.
ـ برايمر سانسيت كوين برايمر من علامة استيري:
برايمر سانسيت كوين برايمر من علامة استيري
بداية، لا يمكن الحديث عن مكياج صيفي من دون التوقف عند البرايمر، الذي يعدّ الأساس الحقيقي لإطلالة صيفية ناجحة وتدوم طويلا. برايمر "سانسيت كوين" من علامة أستيري بيوتي يُجسّد تماماً ما تحتاجه بشرتك خلال هذا الموسم. بتركيبته الفاخرة التي تحتوي على حمض الهيالورونيك وزيت المورينغا، يمنح البشرة ترطيباً عميقاً من اللحظة الأولى، فيما يوفر عامل حماية SPF 50 ليشكّل درعاً ضد أشعة الشمس. ما يميّزه أيضاً هو لمسته المضيئة التي تحاكي إشراقة "الساعة الذهبية" للبشرة، دون الحاجة لأي فلاتر رقمية. إنه بحق أكثر من برايمر، إنه مستحضر ذكي ومتكامل يختصر خطوات العناية والمكياج في لمسة واحدة. عندما نتحدث عن مستحضر صيفي مثالي، فإننا نعني تركيبة خفيفة، حماية عالية، ولمسة مشرقة تدوم. وهذا تماماً ما يقدمه سانسيت كوين برايمر من أستيري بيوتي. نحب كثيرا كيف يمزج هذا البرايمر بين حماية فائقة بعامل SPF 50، وتركيبة فاخرة تحتوي على حمض الهيالورونيك وزيت المورينغا، ما يعني ترطيباً عميقاً وتغذية فورية للبشرة.
هذا المستحضر هو أكثر من مجرد قاعدة للمكياج؛ إنه درع يومي ضد الأشعة فوق البنفسجية، ومفتاح لبشرة مشرقة ومتألقة طوال اليوم. لفتتنا ايضا تركيبته لإخفاء العيوب وإطالة مدة ثبات المكياج وتحسين ملمس بشرتك للحصول على بشرة ناعمة ومتساوية.
ـ كريم بلاش للشفاه والخدود "ألور فيلفت غلو كريم" من علامة NADINE NJEIM BEAUTY:
تشكيلة كريم بلاش للشفاه والخدود ألور فيلفت غلو كريم للمسة من الأنوثة الطاغية على مكياجك هذا الصيف
لا يكتمل اللوك الصيفي من دون اللمسة الحيوية الوردية التي تمنح الوجه لوناً صحياً وإشراقة مميزة. اخترنا لك "ألور فيلفت غلو كريم" من NADINE NJEIM BEAUTY، الذي أسرنا بقوامه المخملي وتركيبته النباتية الغنيّة بالعناصر المغذّية. ما بين زبدة المانجو، خلاصة الفاوانيا، فيتامين E والفيتوسكوالان، يُصبح هذا البلاش أكثر من مجرد لون، بل خطوة عناية حقيقية. لمسته غير اللامعة تضيف نعومة أنيقة، بينما يمنح الترطيب المتواصل إشراقة ندية تستمر طوال اليوم. أكثر ما لفتنا بهذا المستحضر هو تركيبته الغنية بمضادات الأكسدة من خلاصة الفاوانيا والفيتامين E وخلاصة الجوجوبا التي تكتمل مع عناصر الترطيب الرائعة لزبدة المانجو والفيتوسكوالان المضاد للالتهابات.
بعد تجربتنا لهذا المستحضر لاحظنا انه:
ـ يتميز بتركيبته الحريرية وغير اللامعة
ـ سهل الإستعمال كأساس للمكياج
ـ قابل للمزج وللإستعمال الطويل بسهولة
ـ يتميز بكونه نباتي وغني بتركيبة مصطبغة
نصائح نادين لهذا المستحضر:
كريم بلاش للشفاه والخدود ألور فيلفت غلو كريم
"جميلاتي، أحمر الخدود هذا لا غنى عنه بتركيبته المزدوجة للمكياج والعناية بالبشرة. يمكنني مزجه بسهولة على خدّي واستخدامه على شفاهي لابتسامة منتعشة ورطبة. سرّي لهذا المنتج؟ لمسته اللؤلؤية عند مزجه مع جلو لايتر: الهايلايتر السائل مع فرشاة الدمج للوجه"
ـ زيت الشفاه الملمّع والمعزّز للامتلاء لافشاين من إيف سان لوران
زيت الشفاه الملمّع والمعزّز للامتلاء لافشاين من إيف سان لوران
ننهي الإطلالة الصيفية مع شفاه لامعة تنبض بالحيوية. اخترنا زيت الشفاه "لافشاين" من إيف سان لوران كخيار لا غنى عنه في حقيبة مكياج كل امرأة خلال هذا الموسم. هذا الزيت يتخطّى كونه ملمّع شفاه ليصبح طقساً يومياً من الدلال والترطيب. تركيبته الغنية بـ97% من الزيوت الطبيعية مثل الزنجبيل والفلفل الحار تمنح الشفاه امتلاءً طبيعياً ولمعاناً خفيفاً يسطع دون أن يكون لزجاً.
أضفي لمسة من الإشراق على شفتيكِ في صيف 2025 مع زيت الشفاه الملمّع والمعزّز للامتلاء لافشاين من إيف سان لوران الذي يمنحك السعادة المطلقة لدرجة أنّك لن تتمكني من الاستغناء عنه بعد اليوم. تألّقي بإطلالة شفاه مبهرة فائقة اللمعان مع كل تمريرة. من وحي التجربة نرى ان زيت الشفاه الملمّع والمعزّز للامتلاء لافشاين من إيف سان لوران يُعدّ أكثر من مجرّد ملمّع شفاه عادي، إذ يوفّر لمعاناً استثنائياً يبقى ثابتاً حتّى 8 ساعات بفضل تركيبته المبتكرة التي تمتاز بقوام فريد غير لزج. كما لاحظنا انه خفيف جدّاً وشفّاف يعزّز حجم الشفاه ويزيّنها بلمسة لمعان لا مثيل لها مع نحتها وتحديدها في الوقت نفسه لتعزيز امتلائها ونعومتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
ترجمة الشعر.. بين عجز اللغة وسيولة النص
بالترجمة ترتحل العلوم والمعارف والآداب، وتعبر الحدود والآفاق، وبها تتداخل الثقافات وتتمازج، وتزول الحواجز المضروبة بين الأمم بسبب اختلاف لغاتها. هنا يأتي الشعر ليغدو ركنًا ركِينًا في مشروع الترجمة النبيل؛ فالشعر إلهام وإبداع، ويجدر به ألَّا يُرتهَن لجهة أو يُحتكَر في أمة؛ بل ينبغي أن يكون عابرًا للحدود والمسافات. لقد أضحت الترجمة بين اللغات أمرًا ميسورًا، مع تفاوتٍ بينها، لكنَّ الأمر الذي تَمنَّع على الترجمة هو ترجمة الشعر العربي الأصيل -العمودي تحديدًا- إلى اللغات الأخرى؛ بسبب طبيعته التي تقوم على محددات تتمثل في أوزان إيقاعية رائقة وموسيقى باذخة ومجاز خيالي وقافية لازمة، في حين لا نجد الصعوبة ذاتها حال ترجمة قصيدة النثر؛ كونها تفتقد لتلك المحددات التي يتميز بها الشعر العمودي، ولذلك فإن باستطاعة قصيدة النثر -بنَصِّها السائل- تخطي معوقات الترجمة، وهذا التخطي بدوره أغرى عددًا غير قليل من الشعراء وجعلهم ينصرفون إلى قصيدة النثر، ويُكثِّفون حضورهم من خلالها؛ طمعًا في الانتشار والعبور إلى فضاءات الآخر عبر جسر الترجمة. السؤال الذي ينبغي طرحه الآن هو: ألا تشي صعوبة ترجمة الشعر العربي الأصيل (العمودي) إلى لغات أخرى بقصور تلك اللغات؟ في المقابل، استيعاب اللغة العربية للشعر من اللغات كافة مع قدرتها على ترجمته ألا يشي بثرائها وبراعتها؟ ولو افترضنا أن (الشعر العمودي) كان نتاجًا للغةٍ أخرى غير اللغة العربية، ثم قصُرت العربية عن استيعابه وترجمته، لَكُم أن تتخيلوا حجم التبشيع والازدراء الذي سيلحق بالعربية نتيجة عجزها عن ترجمة الشعر العمودي الذي هو -حسب ما افترضنا- نتاج لغة أجنبية. لكن، كون الشعر العمودي نتاجًا للعربية لم نجد تبشيعًا للغات الأخرى ورميًا لها بالعجز والتخلف حينما قصُرت عن استيعابه وترجمته. ومن هنا يمكننا القول بكل ثقة إن الذَّنْبَ ليس ذَنْب اللغة العربية، ولا ذَنْب الذائقة العربية حينما أنتجتا هذا المستوى الفني الرفيع من الشعر العمودي وقَصُرت اللغات الأخرى بكل ذوائقها المختلفة عن استيعابه ومجاراته بالمستوى الفني الرفيع نفسه، ومع هذا تُخلع على تلك اللغات ألقاب فضفاضة كـ(العالَمية) وغيرها، وكان ينبغي أن تُمنح العالمية للغة العربية التي لديها القدرة على القبول والاستيعاب لإبداع اللغات الأخرى ونتاجاتها. وبناءً على قصور اللغات الأخرى عن ترجمة الشعر العربي الأصيل (العمودي) فإن حظوظه في جائزة نوبل تغدو شبه معدومة إن لم تكن (منتفية)؛ بسبب قصور لغة الجائزة عن استيعابه وترجمته بالمستوى ذاته الذي ظهر به في العربية، وفوق هذا الغياب للشعر العربي العمودي عن نوبل فقد رأينا كيف غابت أسماء عربية كبيرة بامتداد تاريخ الشعر العربي عن مسرح الأدب العالَمي؛ وذلك بسبب قصور اللغات الأخرى عن استيعاب إبداعها. فهل من الإنصاف والموضوعية أن نلوم لغتنا الخالدة؟ وهل من الحكمة أن نتخلى عن ذائقتنا وقوالبنا الإبداعية بحجة مسايرة الآخر حتى نحظى بإعجابه؟ وهل من العقل أن نغدو تَبَعًا للآخر؛ فنرمي لغتنا وذائقتنا بالتخلف لا لشيء؛ إلا لأن لغة الآخر قَصُرتْ عن استيعاب لغتنا وذائقتنا؟ وبعد: فإن الأمر الذي يغفل عنه المندفعون خلف هذه المغالطات هو أننا حينما نترجم قصيدة النثر -دون غيرها- فإننا لم نأتِ (للآخر) بجديد -من ثقافتنا وذائقتنا- يلفت انتباهه ويجعلنا نَعْظُم -إبداعًا أدبيًّا- في عينه، فقط أعدنا له بضاعته (ذائقته) التي صدَّرها إلينا، فكأننا نتمثل البيت المنسوب للشاعر العربي كعب بن زهير، مع تصرف يسير: ما أرانا نقولُ إلا معارًا ومعادًا من (قولهم) مكرورا


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
تحوّل استراتيجي نحو المستقبل
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في مقاربة الترفيه من كونه عنصرًا ترفيهيًا بحتًا إلى كونه أحد المحاور الاستراتيجية لتحقيق رؤية 2030، فقد أدركت قيادتنا الحكيمة، أن الترفيه لا يقتصر على التسلية، بل هو وسيلة لبناء الإنسان، وتعزيز الانتماء، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. والترفيه في المملكة بوصفه محركًا استراتيجيًا لتحقيق أهداف وطنية كبرى، ورافدًا حيويًا للهوية المجتمعية والثقافية. فقد أصبح بالفعل أداة استراتيجية لتحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية. وتُعد رؤية المملكة 2030 خارطة طريق شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على تمكين القطاعات غير النفطية، ومنها قطاع الترفيه. وقد نص أحد محاور الرؤية الثلاثة -مجتمع حيوي- على أهمية توفير خيارات ترفيهية وثقافية متنوعة لجميع شرائح المجتمع، ما يعزز جودة الحياة ويجعل من السعودية وجهة جاذبة للسياحة والاستثمار. وقد دعمت الدولة -رعاها الله- الهيئة العامة للترفيه من التأسيس إلى التمكين لتكون الجهة المعنية بتنظيم وتطوير قطاع الترفيه، الذي جعلته الدولة أحد الأعمدة الأساسية في اقتصاد ما بعد النفط. كما أسهم الترفيه في تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي، عبر إشراك شركات إنتاج عالمية وعربية.وأصبح المواطن والمقيم يجدان في الفعاليات الترفيهية منصة للتعبير عن هويتهما والارتباط بالوطن. كما أسهمت تلك الفعاليات في إحياء الفنون الشعبية والمأكولات التقليدية والحرف اليدوية التي كانت مهددة بالاندثار. تحوّل استراتيجي في فترة وجيزة، شهدت المملكة العربية السعودية تحوّلاً لافتًا في مجال الترفيه، لم يكن مجرد تطور في تقديم الفعاليات والأنشطة، بل كان تحوّلًا استراتيجيًا عميقًا، استند إلى رؤية السعودية 2030، واستطاع أن يمسّ جوانب متعددة من حياة المجتمع، ويعيد رسم ملامح الهوية الوطنية، ويغيّر النظرة المجتمعية إلى الترفيه من جذورها. فجاء الترفيه في قلب الرؤية، فعندما وضعت القيادة الرشيدة الترفيه ضمن ركائز "رؤية 2030"، لم يكن ذلك بدافع الرفاهية فقط، بل باعتباره رافعة اقتصادية وثقافية واجتماعية. فالرؤية الطموحة هدفت إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وكان الترفيه من القطاعات الواعدة التي أسهمت في ذلك من خلال جذب الاستثمارات، وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، وتحريك الاقتصاد المحلي. واليوم يشهد القطاع الترفيهي بالمملكة نموًا متسارعًا، ويُقدّر أنه ساهم بمليارات الريالات في الاقتصاد الوطني، إلى جانب خلق آلاف الوظائف وتمكين الشباب السعودي من العمل في مجالات إبداعية جديدة لم تكن متاحة من قبل. ولم يكن الهدف من الترفيه فقط الاستمتاع والفراغ، بل كان وسيلة لتعزيز الهوية الثقافية السعودية، وإحياء التراث، وربط الأجيال الجديدة بتاريخها. وقد حرصت الهيئة العامة للترفيه، والجهات المنظمة للمواسم والمهرجانات، على تضمين الفعاليات عناصر من الثقافة السعودية الأصيلة؛ من الأزياء، والمأكولات، والموسيقى، والفلكلور، والقصص الشعبية. وتحوّلت فعاليات مثل: موسم الرياض وموسم الدرعية إلى منصات للتعبير عن الفخر الوطني، وإبراز صورة حديثة للمملكة تجمع بين الأصالة والانفتاح على العالم، ما أسهم في تعزيز الشعور بالانتماء، وتقديم نموذج جديد للمواطن السعودي الذي يعتز بهويته ويتفاعل بثقة مع محيطه المحلي والدولي. ومن أبرز النجاحات التي حققها قطاع الترفيه في المملكة، هو تغيير المفهوم المجتمعي للترفيه. فبعد أن كان يُنظر إليه باعتباره ترفًا أو شيئًا هامشيًا، بات اليوم يُنظر إليه كعنصر أساسي من عناصر جودة الحياة، يساهم في الصحة النفسية، ويعزز الترابط الأسري والمجتمعي. كسر النمطية وأسهم الترفيه في كسر الصور النمطية التي كانت سائدة، وفتح آفاقًا جديدة للمشاركة من كافة أفراد المجتمع، ومن ضمنهم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم نماذج ترفيهية متنوعة تراعي خصوصية المجتمع وتطلعاته. ومن خلال هذا التوجه، تصوغ المملكة العربية السعودية رواية جديدة عن نفسها للعالم، رواية بلد حديث، ديناميكي، مليء بالحياة، ومتمسك بقيمه وثقافته. وأصبحت فعاليات الترفيه أداة فعالة من أدوات "القوة الناعمة"، التي تعكس صورة إيجابية عن المملكة، وتفتح نوافذ للتواصل الثقافي مع شعوب العالم. ويمكننا الآن أن نقول إن قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية هو أكثر من مجرد صناعة واعدة؛ بل إنه أصبح أحد أعمدة التغيير الحضاري والاجتماعي والاقتصادي، ومرآة تعكس روح الرؤية السعودية، التي تمضي بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا فيه الإنسان في قلب التنمية، والهوية في قلب النهضة، والترفيه في قلب الحياة. وشهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا غير مسبوق، كان لقطاع الترفيه دور محوري في قيادته. فما كان يُعدّ في السابق ترفًا أو خروجا عن المألوف، أصبح اليوم جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، وعنصرًا فاعلًا في التنمية الوطنية، وأداة مؤثرة في تغيير المفاهيم المجتمعية الراسخة تجاه الترفيه، فمن التحفّظ إلى القبول. ومع إطلاق رؤية السعودية 2030، تغيّرت المعادلة فقد تم التعاطي مع الترفيه كجزء من جودة الحياة، وكأداة لتعزيز التماسك الأسري والمجتمعي، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة، بل وتحفيز الاقتصاد من خلال تنمية الصناعات الإبداعية والسياحية. قناعات راسخة وأصبح الترفيه الذي يشبهنا أحد أبرز أسباب نجاح الترفيه وكسر تلك الصور النمطية التي لا تشبهنا. فقد جاء منسجمًا مع الهوية السعودية، لا مناقضًا لها، فالمواسم والمهرجانات والفعاليات الكبرى مثل: موسم الرياض، وموسم جدة، وأيام السعودية، لم تقدم محتوىً مستوردًا بالكامل، بل صيغت بعناية لتدمج بين التراث المحلي والفنون المعاصرة، وتخاطب كل فئات المجتمع، من الأطفال إلى الكبار، ومن المحافظين إلى المنفتحين. وقد أوجد هذا التوازن مساحة آمنة ومقبولة اجتماعيًا، مهدت الطريق لتغيير القناعات الراسخة، وإقناع شريحة واسعة من المجتمع بأن الترفيه ليس خصمًا للقيم، بل وسيلة لدعمها وتعزيزها. ومن العوامل التي ساعدت على تغيير النظرة المجتمعية للترفيه، هو التركيز على العائلة كوحدة أساسية للأنشطة الترفيهية. فأغلب الفعاليات صُممت لتكون بيئة مناسبة للعائلات، ما عزز ثقة المجتمع بها، وأزال الحواجز النفسية السابقة تجاه المشاركة فيها. وهذا التوجه العائلي للترفيه ساعد في ترسيخ مفاهيم جديدة عن الترفيه، كمجال للتواصل الأسري، والتثقيف غير المباشر، والتنشئة الاجتماعية السليمة، وليس فقط كوسيلة للهروب أو التسلية. وأسهم الترفيه أيضًا في تغيير الصورة النمطية عن دور الشباب والمرأة في المجتمع. فقد أصبح القطاع منصة للتعبير، والابتكار، وريادة الأعمال، ما أظهر قدرات ومواهب سعودية متميزة في مجالات الموسيقى، والفنون، والإخراج، وتنظيم الفعاليات. وأثبتت التجربة أن الترفيه ليس فقط مقبولًا اجتماعيًا، بل مرغوبًا ومطلوبًا عندما يُقدَّم بجودة واحترام للثقافة المحلية، وأنه أداة للتمكين وليس للإلهاء. واليوم وبعد سنوات قليلة من انطلاقة هذا التحول، نستطيع القول بثقة إن قطاع الترفيه في المملكة نجح في إعادة تعريف الترفيه داخل المجتمع كحق إنساني، وركيزة من ركائز التنمية المستدامة. بل وأكثر من ذلك، فأصبح الترفيه أحد أهم مداخل الوعي المجتمعي الحديث، حيث يتقاطع مع التعليم، والسياحة، والاقتصاد، والإعلام، ويعكس تطلعات مجتمع سعودي فخور بهويته، ومنفتح على العالم. وما تحقق في قطاع الترفيه لم يكن تغييرًا شكليًا، بل تحولًا فكريًا عميقًا أسهم في تجاوز كثير من التوجسات المجتمعية، وفتح آفاقًا جديدة للحياة العامة في المملكة. وبهذا، لم يعد الترفيه في بلادنا مجرد نشاط جانبي، بل أداة وطنية لبناء الإنسان، وتشكيل الوعي، وتعزيز التلاحم الاجتماعي بروح عصرية ومتزنة. قوة ناعمة وعبر قطاع الترفيه، استطاعت المملكة أن تقدم وجهًا جديدًا للعالم، يعكس انفتاحها وتنوعها الثقافي، ويعزز صورتها الإيجابية. فقد جذبت فعاليات موسم الرياض، على سبيل المثال، فنانين عالميين ونجومًا كبارًا، كما بثت رسائل مفادها أن السعودية باتت لاعبًا مؤثرًا في صناعة الترفيه العالمية، ما يسهم في رفع مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي. ورغم الإنجازات الكبيرة، إلا أن قطاع الترفيه يواجه تحديات، أبرزها المواءمة بين الحداثة والمحافظة على القيم الدينية والاجتماعية، وضمان الشمولية الجغرافية، بحيث تصل الفعاليات إلى مختلف مناطق المملكة. ومع ذلك، فإن المؤشرات الحالية تؤكد أن الترفيه سيظل أحد أعمدة التحول الوطني، وسيتوسع ليشمل مجالات جديدة كالألعاب الإلكترونية والسياحة الثقافية وصناعة المحتوى الرقمي. والترفيه في المملكة لم يعد هامشًا بل أصبح محركًا استراتيجيًا يدعم الاقتصاد، ويغذي الانتماء الوطني، ويصقل الهوية الثقافية. ومن خلال الرؤية الطموحة للقيادة، والمبادرات الجريئة للهيئة العامة للترفيه، بات الترفيه السعودي نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي، ورافعة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتنوعًا ورفاهية. وبالفعل أصبح قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية يعد قوة ناعمة مؤثرة بفضل مجموعة من التحولات الجذرية التي شهدتها بلادنا ضمن رؤية السعودية 2030. ويمكن تلخيص كيفية تحوّل هذا القطاع إلى أداة من أدوات القوة الناعمة في النقاط التالية: تحسين الصورة الذهنية للمملكة عالميًا. وأسهمت الفعاليات العالمية (مثل موسم الرياض وموسم جدة) في تغيير الصورة النمطية عن المملكة، وتقديمها كدولة منفتحة ومتنوعة ثقافيًا، تجمع بين الأصالة والحداثة. تصدير ثقافتنا واستضافة المملكة لفنانين عالميين، وفعاليات رياضية ضخمة مثل الفورمولا 1 والمصارعة الحرة WWE، جعل العالم يراها كوجهة جديدة للترفيه والسياحة. وتعزيز الانتماء الوطني والهوية الثقافية، ربط الفعاليات الترفيهية بالتراث والثقافة السعودية وعزّز الفخر بالهوية الوطنية، وأسهم في إيصال الثقافة المحلية للعالم بطرق مبتكرة، مثل: ليالي الدرعية وبوليفارد وورلد، واستقطاب التأثير الثقافي والإعلامي. والترفيه أصبح أداة قوية لتصدير الثقافة من خلال الأفلام السعودية، والمسلسلات، والحفلات، والمهرجانات، وباتت المملكة تصنع محتوىً يلقى رواجًا عربيًا وإقليميًا، كما أن دعم الإنتاجات المحلية أسهم في خلق رموز فنية وإعلامية سعودية ذات حضور دولي، وأسهم ذلك في دعم الاقتصاد الإبداعي وبناء الصورة الناعمة. ونشأ حول قطاع الترفيه اقتصاد ثقافي مزدهر يدعم ريادة الأعمال، والمواهب الشابة، ما يجعل السعودية بيئة جاذبة للعيش والعمل، وهذا يخلق رواية جديدة عن المملكة تركز على التنوع والانفتاح والفرص. ويعد الترفيه كوسيلة دبلوماسية ثقافية، فأصبح الترفيه بالمملكة أداة دبلوماسية، حيث تُستخدم المهرجانات والفعاليات في تقوية العلاقات مع دول العالم من خلال التعاون الثقافي والفني. ومثال على ذلك: مشاركة فرق عالمية، وشراكات مع مؤسسات ثقافية دولية. والمتتبع لنشاطات قطاع الترفيه في المملكة لم يعد مجرد وسيلة للمتعة، بل أصبح إحدى أهم أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها المملكة لتشكيل صورتها الدولية، وتعزيز تأثيرها الثقافي، وتمكين مواطنيها، ضمن استراتيجية شاملة تسعى إلى التأثير بدلاً من التلقّي فقط.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
أبستيمولوجيا النقد!
عندما نتحدث عن الناقد ودوره في العملية الإبداعية، فإننا نتحدث عن عصب مهم في مهمة المبدع وأثره على المتلقي وبالتالي المجتمع حتى يصل الأمر إلى الفرد الواحد داخل البنية الاجتماعية، فالناقد هو تلك القناة التي يتم من خلالها فهم وتوصيل الرسالة، ثم صياغة الوجدان الجمعي في نهاية الأمر.. مما لا شك فيه أن النظريات النقدية المنبثقة من تلك النظريات الفلسفية لها أثرها الكبير على البنية الاجتماعية وعلى سلوكها، وكان هذا الاهتمام بهذه النظريات وتتبعها ومدى ذلك التأثير الذي يظهر لنا جليا على نتاجاتنا الأدبية ومنها الإعلامية والفنية ومنها تتسرب إلى الوجدان الجمعي ومن هنا كانت تلك الأهمية. ولذا فإن انتقال النقد من المفهوم الجمالي المعهود إلى كونه علماً من العلوم جعل المفاهيم النقدية العربية -وتعدد "أبستيمولوجيا"- النقد في حيرة، وذلك يرجع إلى تدفق العديد من النظريات وخصوصاً في النقد الحديث، ففريق يعتنق هذه النظريات الحديثة وفريق يقف ضدها كونها غريبة وشاذة عن القيم العربية ودياناتها ولغتها وأيضا" عاداتها وأغراضها. فالفن نطاق من نظريات وأسس تكونت عبر التاريخ الإنساني نتيجة تطور المعارف الإنسانية والعلوم المختلفة، وكانت تساعد الناقد وتقدم له يد العون حتى يكون تقييم الناقد للعمل الفني تقييما "موضوعيا عادلا"، قائماً على معيار نقدي لا دخل فيه للنزاعات الشخصية أو لمعارف (الشللية) تتأرجح بين نظريات عربية وغربية غير مستنبتة من تربة عربية تعمل على الاستئناس والأنس، مما جعلت الناقد العربي يقف بين القديم والحديث وبين النزاعات الفردية في مناخ من الاغتراب، هذا الاغتراب يطال بدوره المتلقي، ومن أوضح آثار ذلك عجز الناقد عن تحقيق وجوده الأصيل بوصفه ناقدا عربيا ينتمى إلى ثقافة ما زال لها خصوصيتها التاريخية والحضارية ولم تفتتها قيم ومعايير النظام العالمي الجديد، فكان العالم الجديد عالما موحشا ومخيفا إذا ما صدق فريدمان لأن أفقه مظلم لا يتلاقى مع الآخر فالمستقيمات لا تتلاقى مهما يكن، وتلك هي نظرة فريدمان الطاردة والتي تظهر في ظاهرها حاظنة، إلا أن المسطح لا يحتوي أطرافه، وقد افترضت أن النقد هو العامل المعرفي عدو الغربة، والأنس هو صانع الحضارات والتقدم في شتى المجالات وبالتالي كان لزاما علينا البحث عن الأنس عبر خطاب مستأنس وللنقد باعه الأول في هذا الشأن. فمع ظهور نظريات العالم الجديد أصبحت الغربة والوحشة وانفصام العرى بين أفراد المجتمع والخوف بطبيعة الحال أو قل الغربة أمر مدمر بطبيعة الحال. ولذا توجب توفر دور الناقد وبوفرة كبيرة لعمل على وصل الرسائل في حلة تكاد تكون مفصولة بين هذا وذاك، فإذا كان معنى النقد في اللغة العربية هو التميز بين جيد العملة "فضية أو ذهبية" وبين زائفها، فهذا يستلزم من الناقد الخبرة والفكر" المعيار النقدي على أسس معيارية" ثم الحكم. وهذا هو المعنى القريب من الأصل الاشتقاقي لكلمة نقد في اللغات العربية، والنقد بالإضافة لكونه علما من العلوم الإنسانية إلا أنه أيضا "ملكة من ملكات الآذان" فالإنسان فطر على الحكم على ما يقع أمامه من الأشياء وتفضيلات الأطفال أحسن نموذج على ذلك، لكن هذا الحكم كثيرا ما يفتقد العلة والتبرير للتفضيلات وهو ما يمكن تسميته "النقد الساذج"، ولكى يعرف الإنسان السبب وراء تفضيلاته يجب أن تكون لديه الخبرة والمعرفة الأصيلة بقواعد وأسس اختيار الجيد من الرديء. وهذا ما يفتقده النقد في عالمنا الثقافي المعاصر، والمعرفة هي إحدى ركائز الناقد إن جاز التعبير، وإذا ولجنا إلى أغوار المعرفة -هذه الكلمة التي حيرت العلماء والباحثين عبر العصور- نجدها تأخذ مناحي عديدة فلسفية وعلمية تجعلها جوهرية تحمل في ثناياها خلاصة المجتمعات البشرية الآتية من عمق التاريخ في ديمومة بحثية لا تنتهي، ولذلك فالفلسفة تشغل حيزاً كبيرا من أدوات الناقد "فالمطابع مغازل والباحثون ديدان قز، فاحذر أن تتعقد حولك خيوطك الحريرة". وهذه مشكلة من مشكلات النقد الحديث، فعندما نتحدث عن الناقد ودوره في العملية الإبداعية، فإننا نتحدث عن عصب مهم في مهمة المبدع وأثره على المتلقي وبالتالي المجتمع حتى يصل الأمر إلى الفرد الواحد داخل البنية الاجتماعية، فالناقد هو تلك القناة التي يتم من خلالها فهم وتوصيل الرسالة، ثم صياغة الوجدان الجمعي في نهاية الأمر، حيث إن العمل الإبداعي رسالة من مرسل إلى متلقي والناقد هو ذلك الوسيط الذى يتناول بالتحليل والتفسير لكى تصل الرسالة المنشودة وبالتالي رفض كل ما هو رديء في رسائل ثقافية تعمل على تشتيت الصورة الحقة أو تسيء لها. وفى ضوء ذلك الزخم من المدارس النقدية يقف الناقد إما معتنقا كما أسلفنا فيكون من أصحاب الفكر النخبوي المتعال على حساب المتلقي العادي، وإما متمسكا بتلابيب القديم المعهود فيوصم بالرجعية والجهل وقليل الخبرة. مما جعل النقاد يتنافسون في استصدار مصطلحات نقدية تحتاج إلى معاجم نقدية حذرا منهم أن يوصموا بتلك السمة. وتحت تأثير التقدم العلمي في حقل الفيزياء خاصة، أصبح النقد أبستمولوجيا في قرننا هذا أي أنه أصبح خطابا حول أسس الخطاب العلمي نفسه كما مع الفرنسي "غاستون باشلار"، فيشهد زماننا الحالي هجوما مركزا على المسلمات التي كانت ترتكز عليها المعرفة كبراءة العلم وسلطة العقل ومركزيته، ويكفي أن نذكر فى هذا المضمار عمل الألماني "يوجيني هاربر" والفرنسيين "ميشال فوكو" و"وجاك درايدا وهيليس ميلر، وبوب دي مان وجيفري هارتمن وهارولد بلوم ولويس جولدمان وبارت وغيرهم": إن العلوم الإنسانية من اقتصاد وأنسنة وتحليل نفس قد زعزعت الثقة بالصرح الإنساني . ومن هنا كانت الصعوبة القصوى في الحديث عن أية نظريات -في والشعر والفن بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة- تبدو الآن وكأنها فقدت البوصلة التي تستطيع أن ترشد إلى الاتجاه الذي تسير فيه، إذ تخلخلت الأسس التي تقوم عليها يقينية المعيار النقدي، ومن هنا كان البحث أو قل السباحة عبر أمواج ودهاليز النظريات النقدية مقترنا بالفلسفة منذ النقد التذوقي في فنون ما قبل الميلاد وأيضاً منذ بداية علم الكلام وتجليات الخطاب، وحتى أحدث المدارس النقدية والأدبية ومنظريها حيث التفكيكية ونظريات السرد ونظرية الكوانتم للوصول إلى حل لغز تلك الغربة التي يحياها الناقد والمبدع وبالتالي غربة الفرد عن واقعه في ضوء هذا القلق الدائم، فغربة المتلقي عن ثقافته تحمله إلى غربته عن الواقع وتنشأ ثقافة الانسحاب التي لحظها هذه الأيام والهروب إلى تقنيات التواصل وغيرها من التقنيات التي أصبح مغلقا نفسه عليها!.