logo
قرارات متهورة.. انتقادات حادة لتقليص أمريكا تمويل لقاحات «الرنا مرسال»

قرارات متهورة.. انتقادات حادة لتقليص أمريكا تمويل لقاحات «الرنا مرسال»

أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية عن تقليص استثماراتها في تطوير لقاحات "الرنا مرسال"، في خطوة وصفها خبراء بـ"المتهورة".
ومن المتوقع أن يؤثر القرار فورا على 22 مشروعا بحثيا بقيمة تقارب 500 مليون دولار، و يأتي ذلك وسط جدل متصاعد حول فعالية وأمان هذه التكنولوجيا التي أثبتت نجاحها خلال جائحة كوفيد-19.
ويرى جيف كولر، أستاذ علم الأحماض النووية بجامعة جون هوبكنز وخبير في أبحاث "الرنا مرسال" لأكثر من 30 عامًا، أن هذه التخفيضات تشكل "ضربة قوية" لصناعة التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، وقد تقود إلى تراجع دور البلاد في مجال البحث والتطوير.
ويقول كولر في تصريحات لموقع (لايف ساينس): "صناعة لقاحات "الرنا مرسال" الآن تشعر بأن الولايات المتحدة أصبحت بيئة غير ملائمة لاستثمار هذه التكنولوجيا المتقدمة".
ويشرح كولر أن تقنية "الرنا مرسال" لم تقتصر فقط على لقاحات الأمراض المعدية، بل تمتد لتشمل مجالات علاج السرطان، والعلاجات الجينية مثل تقنيات التعديل الوراثي (كريسبر)، وحتى الأمراض المناعية مثل التصلب المتعدد. وقد لعبت لثاحات "الرنا مرسال" دورا حاسما في نجاح أول علاج جيني مخصص باستخدام "كريسبر" لطفل مصاب.
يُذكر أن وزير الصحة الأمريكي، روبرت إف. كينيدي جونيور، المؤسس لمجموعة معارضة للقاحات، برر القرار بتصريحات انتقد فيها فعالية لقاحات "الرنا مرسال" ضد الالتهابات التنفسية العليا، مفضلاً التركيز على لقاحات أخرى تقليدية "أكثر أمانًا" وفقا لتصريحاته، وهو ما يراه العلماء غير مستند إلى الأدلة العلمية.
وفي هذا السياق، يُحذر الخبراء من أن هذا القرار المتهور قد يعرض الولايات المتحدة لخطر التأخر في مواجهة الجوائح المستقبلية، حيث يمكن أن تفتقر البلاد إلى تكنولوجيا سريعة وفعالة في تطوير لقاحات جديدة، في وقت تستثمر دول أخرى مثل الصين مبالغ ضخمة لتعزيز تقنيات "الرنا مرسال".
وتتحدث المخاوف أيضا عن "هجرة العلماء" حيث قد ينتقل الباحثون والشركات الأمريكية إلى بلدان أخرى أكثر دعمًا لهذه الأبحاث، مما يؤدي إلى خسارة جيل كامل من المواهب العلمية في البلاد.
ويضيف كولرأن "الرنا مرسال، هو جزيء حيوي طبيعي داخل خلايا الجسم، والطب الحديث يستخدم هذه التقنية لتعزيز قدرة الجسم على مواجهة الأمراض، وليس العكس، لذا فإن إلغاء الدعم المالي لهذه التكنولوجيا يعني التراجع عن مستقبل الطب الحديث."
وفي ختام حديثه، دعا كولر إلى إعادة النظر في القرار ودعم البحث العلمي والتطوير في مجال "الر نا مرسال"، لضمان أمن صحي وقيادة علمية مستدامة للولايات المتحدة في المستقبل.
GB
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكسوة السكرية.. اكتشاف الدرع الطبيعي لخلايانا ضد هجوم المناعة
الكسوة السكرية.. اكتشاف الدرع الطبيعي لخلايانا ضد هجوم المناعة

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

الكسوة السكرية.. اكتشاف الدرع الطبيعي لخلايانا ضد هجوم المناعة

كشف علماء أن تغليف جزيئات "الرنال مرسال" بالسكريات هو سر تجنب مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الجسم السليمة. أجرى الدراسة فريق بحثي من كلية الطب بجامعة كونيتيكت ومستشفى بوسطن للأطفال، ونُشرت بمجلة "نيتشر"، وتعد أول اكتشاف من نوعه لآلية طبيعية تمكّن خلايانا من تجنّب رد فعل مناعي ضد جزيئات الحمض النووي الريبي أو ما يعرف بـ"الرنا مرسال" الخاصة بها. ويعتمد جهاز المناعة على رصد "الرنا مرسال" لاكتشاف فيروسات مثل الحصبة والإنفلونزا وكوفيد-19 وداء الكلب، لكن المشكلة أن خلايا الجسم نفسها تحتوي أيضا على "الرنا مرسال" وأحيانًا تعرضه على سطحها دون أن تتعرض لهجوم مناعي. هذه المفارقة لفتت انتباه الباحثون، الذين اكتشفوا أن "الرنا مرسال" الخاص بمسببات الأمراض يكون عاريا، بينما "تكسو" خلايانا الرنا مرسال الخاص بها بطبقة من السكريات، فيما يُعرف بالـ"جلايكو آر إن إيه"، مما يجعله غير مرئي نسبيا لجهاز المناعة، وعند إزالة هذه الطبقة السكرية في التجارب المخبرية، تفاعل الجهاز المناعي فورا معها باعتبارها تهديدا. وأوضح الدكتور فيجاي راتينام أن هذه "الكسوة السكرية" تمنع حدوث التهابات غير ضرورية عند تخلّص الجسم من الخلايا الميتة، حيث تُحجب إشارات "الرنا مرسال"عن أعين جهاز المناعة. وترى الدراسة أن هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم وعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء، التي قد تنشأ عندما يفشل هذا النظام الوقائي وتبدأ الخلايا الميتة في تحفيز ردود مناعية مدمرة. ويوضح الباحثون أن "هذا البحث لا يضيف فقط فهما جديدا لعلاقة جهاز المناعة بجزيئات الجسم، بل قد يقود أيضًا إلى أساليب علاجية تستهدف إعادة تفعيل أو تعديل هذه "الحيلة البيوكيميائية" لحماية الجسم من التهابات غير مرغوب فيها". GR

دراسة توضح سبب شعورنا بالانتعاش عند التعرض لنسمة باردة
دراسة توضح سبب شعورنا بالانتعاش عند التعرض لنسمة باردة

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 3 أيام

  • سبوتنيك بالعربية

دراسة توضح سبب شعورنا بالانتعاش عند التعرض لنسمة باردة

دراسة توضح سبب شعورنا بالانتعاش عند التعرض لنسمة باردة دراسة توضح سبب شعورنا بالانتعاش عند التعرض لنسمة باردة سبوتنيك عربي كشف فريق من الباحثين عن المسار العصبي الكامل الذي يمكّن الجلد من نقل إحساس درجات الحرارة الباردة إلى الدماغ، مما يوضح سبب شعورنا بالانتعاش عند تعرضنا لنسمة... 10.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-10T17:03+0000 2025-08-10T17:03+0000 2025-08-10T17:04+0000 مجتمع منوعات الولايات المتحدة الأمريكية وتؤكد الدراسة، التي نُشرت في دورية "Nature Communications"، وهي الأولى التي ترسم خريطة كاملة لمسار استشعار البرودة، من الجلد إلى الدماغ، أن الجسم يستخدم دوائر عصبية منفصلة مخصصة للإحساس بالبرودة، مختلفة عن تلك المسؤولة عن الدفء، وفقا لموقع "لايف ساينس". وتتبع الباحثون، من خلال دراسة أجريت على الفئران، كيف تُترجم المنبهات الباردة على الجلد إلى إشارات عصبية يستطيع الدماغ معالجتها. وأظهرت الدراسة، خلافا للاعتقاد السائد سابقا بأن جميع أحاسيس الحرارة تنتقل عبر مسار واحد، أن البرودة تستخدم دائرة عصبية منفصلة. استخدم الباحثون تقنيات تصوير متقدمة وتحليلات وراثية وسلوكية لتتبع الإشارات الباردة من الجلد إلى النخاع الشوكي، حيث تُضخَّم الإشارات قبل انتقالها إلى الدماغ.وحددت الدراسة مستشعرات جلدية مخصصة تستجيب لدرجات حرارة تتراوح بين 15 و25 درجة مئوية، وهي النطاق الذي يُعتبر باردا. تُنشط هذه المستشعرات خلايا عصبية حسية ترسل إشارات إلى النخاع الشوكي، حيث تُضخَّم عبر خلايا عصبية داخلية متخصصة. وفي تجربة رائدة، عندما عطّل الباحثون هذه الخلايا، توقفت الفئران عن الاستجابة للبرودة، مما يؤكد دورها الحاسم. وكانت هذه المستشعرات قد أسهمت جزئيا في حصول باحثين على جائزة نوبل لعام 2021 في علم وظائف الأعضاء أو الطب، لكن اكتشاف تضخيم الإشارات في النخاع الشوكي يُعد إضافة جديدة ومهمة.يؤكد دوان أن هذا الاكتشاف قد يكون له تطبيقات طبية واعدة، خاصة في تخفيف الألم المرتبط بالبرودة لدى مرضى العلاج الكيميائي، الذين يعانون من حساسية مؤلمة للبرودة الخفيفة.كما يأمل الفريق في دراسة تفاعل هذا المسار مع دوائر حسية أخرى، مثل الألم والحكة، لفهم كيفية تأثير الاضطرابات في هذه الأنظمة على حساسية الجسم للحرارة. وتُعد هذه الدراسة، التي أُجريت على الفئران، خطوة أولى في رسم خرائط الدوائر الحسية. ويؤكد دوان أن النتائج قابلة للتطبيق على البشر، نظرا لتشابه المكونات العصبية بين الطرفين. ويضيف: "لا تزال هناك دوائر حسية عديدة في الدماغ لم نفهمها بعد، وهذه الدراسة تُظهر كيف يمكن أن تؤدي دراستها إلى اكتشافات جديدة ومثيرة". الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي منوعات, الولايات المتحدة الأمريكية

قرارات متهورة.. انتقادات حادة لتقليص أمريكا تمويل لقاحات «الرنا مرسال»
قرارات متهورة.. انتقادات حادة لتقليص أمريكا تمويل لقاحات «الرنا مرسال»

العين الإخبارية

timeمنذ 4 أيام

  • العين الإخبارية

قرارات متهورة.. انتقادات حادة لتقليص أمريكا تمويل لقاحات «الرنا مرسال»

أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية عن تقليص استثماراتها في تطوير لقاحات "الرنا مرسال"، في خطوة وصفها خبراء بـ"المتهورة". ومن المتوقع أن يؤثر القرار فورا على 22 مشروعا بحثيا بقيمة تقارب 500 مليون دولار، و يأتي ذلك وسط جدل متصاعد حول فعالية وأمان هذه التكنولوجيا التي أثبتت نجاحها خلال جائحة كوفيد-19. ويرى جيف كولر، أستاذ علم الأحماض النووية بجامعة جون هوبكنز وخبير في أبحاث "الرنا مرسال" لأكثر من 30 عامًا، أن هذه التخفيضات تشكل "ضربة قوية" لصناعة التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، وقد تقود إلى تراجع دور البلاد في مجال البحث والتطوير. ويقول كولر في تصريحات لموقع (لايف ساينس): "صناعة لقاحات "الرنا مرسال" الآن تشعر بأن الولايات المتحدة أصبحت بيئة غير ملائمة لاستثمار هذه التكنولوجيا المتقدمة". ويشرح كولر أن تقنية "الرنا مرسال" لم تقتصر فقط على لقاحات الأمراض المعدية، بل تمتد لتشمل مجالات علاج السرطان، والعلاجات الجينية مثل تقنيات التعديل الوراثي (كريسبر)، وحتى الأمراض المناعية مثل التصلب المتعدد. وقد لعبت لثاحات "الرنا مرسال" دورا حاسما في نجاح أول علاج جيني مخصص باستخدام "كريسبر" لطفل مصاب. يُذكر أن وزير الصحة الأمريكي، روبرت إف. كينيدي جونيور، المؤسس لمجموعة معارضة للقاحات، برر القرار بتصريحات انتقد فيها فعالية لقاحات "الرنا مرسال" ضد الالتهابات التنفسية العليا، مفضلاً التركيز على لقاحات أخرى تقليدية "أكثر أمانًا" وفقا لتصريحاته، وهو ما يراه العلماء غير مستند إلى الأدلة العلمية. وفي هذا السياق، يُحذر الخبراء من أن هذا القرار المتهور قد يعرض الولايات المتحدة لخطر التأخر في مواجهة الجوائح المستقبلية، حيث يمكن أن تفتقر البلاد إلى تكنولوجيا سريعة وفعالة في تطوير لقاحات جديدة، في وقت تستثمر دول أخرى مثل الصين مبالغ ضخمة لتعزيز تقنيات "الرنا مرسال". وتتحدث المخاوف أيضا عن "هجرة العلماء" حيث قد ينتقل الباحثون والشركات الأمريكية إلى بلدان أخرى أكثر دعمًا لهذه الأبحاث، مما يؤدي إلى خسارة جيل كامل من المواهب العلمية في البلاد. ويضيف كولرأن "الرنا مرسال، هو جزيء حيوي طبيعي داخل خلايا الجسم، والطب الحديث يستخدم هذه التقنية لتعزيز قدرة الجسم على مواجهة الأمراض، وليس العكس، لذا فإن إلغاء الدعم المالي لهذه التكنولوجيا يعني التراجع عن مستقبل الطب الحديث." وفي ختام حديثه، دعا كولر إلى إعادة النظر في القرار ودعم البحث العلمي والتطوير في مجال "الر نا مرسال"، لضمان أمن صحي وقيادة علمية مستدامة للولايات المتحدة في المستقبل. GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store