logo
ذي نيويوركر: كيف يبرر اليمين الإسرائيلي المجاعة في غزة

ذي نيويوركر: كيف يبرر اليمين الإسرائيلي المجاعة في غزة

القدس العربي منذ 2 أيام
لندن- 'القدس العربي': نشرت مجلة 'ذي نيويوركر' تقريرا أعده إيساك تشوتينر قدم فيه صورة عن الطريقة التي يحاول فيها اليمين الإسرائيلي شرح كارثة المساعدات التي أسهمت إسرائيل في خلقها بغزة. وأشار بداية إلى مقال نشره الجراح البريطاني المتطوع بمستشفى في جنوب غزة نيك مينارد، نشرته صحيفة 'الغارديان' الأسبوع الماضي. وقال فيه: 'انتهيت للتو من إجراء عملية جراحية لطفلة أخرى تعاني من سوء تغذية حاد. وترقد رضيعة تبلغ من العمر سبعة أشهر في وحدة العناية المركزة للأطفال، صغيرة جدا وتعاني من سوء التغذية لدرجة أنني ظننت في البداية أنها مولودة حديثة. إن عبارة 'جلد وعظام' لا تعبر عن الطريقة التي تم بها تدمير جسدها. إنها تتلاشى حرفيا أمام أعيننا، وعلى الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، فإننا عاجزون عن إنقاذها'.
جراح بريطاني: إن عبارة جلد وعظام لا تعبر عن الطريقة التي تم بها تدمير جسدها. إنها تتلاشى حرفياً أمام أعيننا
وتقول المجلة إن الوضع الإنساني في غزة، الذي كان مزريا بالفعل، تدهور بشكل أكبر في تموز/يوليو، حيث توفي 63 شخصا، من بينهم خمسة وعشرون طفلاً، لأسباب تتعلق بسوء التغذية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومع تزايد التقارير والصور التي تظهر أطفالا هزالا من غزة، أصدر حلفاء إسرائيل المقربون، مثل فرنسا وبريطانيا، انتقادات لاذعة، واصفين الوضع الإنساني الحالي بأنه 'كارثة'. وأعلن إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، أن بلاده ستصبح أول عضو في مجموعة الدول السبع تعترف بدولة فلسطينية، كما وعد كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، بالقيام بذلك ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار.
وفي يوم الإثنين، أقر الرئيس ترامب نفسه بأن الأطفال يعانون من الجوع. في الوقت نفسه، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإصرار على أنه 'لا يوجد مجاعة في غزة'. وبدأت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان في الإشارة إلى أفعال إسرائيل بأنها 'إبادة جماعية'. كما دفع حجم الأزمة عدداً من السياسيين والمعلقين الأمريكيين، بمن فيهم المدافعون عن الحرب، إلى القول بضرورة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، أو أن الحرب نفسها أصبحت ظالمة.
ولفهم الطريقة التي ينظر فيها اليمين الإسرائيلي للوضع في غزة أجرى تشوتينر مقابلة مع أميت سيغال، كبير مراسلي الشؤون السياسية في القناة 12 ويعتبر من أكبر الصحافيين المؤثرين في إسرائيل ومن أكبر المدافعين عن حكومة نتنياهو. وكتب في موضوعات أطلق عليها 'خدعة عنف المستوطنين'.
وفي الأسبوع الماضي، كتب مقالا لموقع 'فري برس' قال فيه إن 'غزة ربما تقترب من أزمة جوع حقيقية'. ونقل كلام الصحافي الإسرائيلي هفيف ريتيغ- غور:'من الصعب إقناع الإسرائيليين بذلك، فكل ما قيل لهم حرفيا على مدار 22 شهرا حول هذا الموضوع كان محض خيال'.
وكتب أيضا أنه لولا 'احتكار حماس للغذاء'، لما كانت غزة 'تواجه نقصا غذائيا حاليا'. وفي اليوم التالي، أفادت وكالة 'رويترز' أن تحليلا أجرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم يجد 'أي دليل على سرقة ممنهجة' للإمدادات الإنسانية الأمريكية من قبل 'حماس'.
وذكر تقرير آخر، في صحيفة 'نيويورك تايمز'، أن مسؤولين إسرائيليين يتفقون سرا على أن 'حماس' لم تنهب مساعدات الأمم المتحدة بشكل ممنهج، ما يتناقض مباشرة مع إحدى النقاط المحورية في المجهود الحربي الإسرائيلي. وفي المقابلة وصف نفسه بالمقرب من نتنياهو وليس المتحدث باسمه، بل ويتحدث نيابة عن نفسه كيميني. وأنكر في البداية وجود مجاعة في غزة 'أريد أن أوضح هذا أولا وأخيرا'. واتهم سيغال 'حماس' بأنها تدير حملة مجاعة دولية 'لا علاقة لها بالحقيقة' في الإعلام الدولي وخلال 22 شهرا.
ويقول إن حقيقة وجود أزمة متطورة لا علاقة لها بقرارات إسرائيل، بل باللعبة التي تخدم 'حماس' والأمم المتحدة. ويرفض سيغال كلمة مجاعة، واستخدم في مقالته المعنونة: 'سعر الطحين يظهر أزمة الجوع في غزة' كلمة أزمة متطورة. وقال إنه ينكر التقارير التي تتحدث عن الوفيات بسبب الجوع بغزة، ويرفضها بنسبة 99%. و'لا أستطيع أن أقول لك إنها غير موجودة في أماكن محددة أو أشخاص محددين، ولكنني لا أعتقد أن الأرقام التي تذكرها حماس ووسائل الإعلام الدولية هي الأرقام الحقيقية'.
وواصل التأكيد بأنه لا توجد مجاعة في غزة وأن 'حماس' زعمت ولسنين أن هناك مجاعة. وهي 'تستخدم هذا كسلاح للحصول على مزيد من المساعدات الإنسانية'. وزعم أن تقرير 'نيويورك تايمز' عن وفيات المجاعة يقوم على مصادر من 'حماس'. وقال إن المسؤول القانوني في الصحيفة أخبره 'لماذا تلقون اللوم علينا لنشر ما تريده حماس؟ ومات صحافيونا في الماضي لنشرهم تقارير عن أشياء لا تريدها حماس'.
مراسل القناة 12: لا وجود لمجاعة في غزة. 'حماس' تدير حملة مجاعة دولية لا علاقة لها بالحقيقة
وعندما تحدت 'نيويوركر' سيغال إن كان أخبر علانية أم سرا، زعم أن الصحيفة هددته بالمقاضاة. وقد تواصل تشوتينر مع محامي غرفة الأخبار في 'نيويورك تايمز' وزعم سيغال أنه المصدر. لكن ديفيد ماكرو قال للمجلة: 'لم أقل أي شيء من هذا، ولم نهدده أبدا بالمقاضاة، ولم تقتل حماس صحافيينا'. ويعرف عن سيغال كذبه، حيث طلبت منه 'نيويورك تايمز' عام 2023 لتصحيح ما ورد في منشوراته من أن الصحيفة اعتمدت على مصادر مرتبطة بتنظيم 'الدولة الإسلامية'.
ومع ذلك زعم سيغال أن ما يخلق المجاعة في غزة هو التحالف غير المقدس بين 'حماس' والأمم المتحدة. ورفض هنا ما أوردته 'نيويورك تايمز' بأن 'حماس' لم تسرق المساعدات، حيث قال: 'أدعوك لقراءة تقريري على إكس اليوم ويظهر خطأ هذا التقرير'. وزَعَمَ أن 'حماس' والأمم المتحدة تقودان حملة لإفشال مهمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' لا إطعام غزة. وأكد أن إسرائيل هي من تنظم عمليات غزة الإنسانية، وهي من تقف وراءها. ونفى أن مئتين من طالبي المساعدات قتلوا في مراكز التوزيع: 'هذا ما تقوله حماس وتنقله نيويورك تايمز'. وزعم أن الغالبية العظمى من الذين قتلوا عند المراكز قتلوا برصاص 'حماس'. ورغم التحذيرات المستمرة من أزمة مجاعة وحتى من نتنياهو إلا أن سيغال يرجع المسؤولية لـ 'حماس': 'أقول إن غزة ليست الولايات المتحدة أو إسرائيل أو حتى ألبانيا حيث يهتم النظام برفاه الشعب'.
واعترف بوجود قطع للمساعدات بين آذار/مارس وأيار/مايو، ولكنه تساءل كيف حدثت المجاعة في تموز/يوليو، مع أن الكثير من الخبراء أكدوا للمجلة أن التأثيرات الخطيرة لمنع الطعام تحدث لاحقا. وعاد سيغال للأزمة قائلاً إن 'حماس' تسرق المساعدات، مع أن الجيش الإسرائيلي أكد أنه لا توجد أدلة عن عمليات كهذه. قائلا: 'إذن، حماس هي من خلقت المشكلة بالكامل، وليس قرارا إسرائيليا بإبادة غزة، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقدم مساعدات إنسانية للعدو في خضم الحرب. إنها الدولة الوحيدة في العالم، ولم تفعل ذلك دولة واحدة قط'. وقال إن ما يصدر عن وزراء متطرفين مثل وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش والأمن إيتمار بن غفير، لا يعبّر عن سياسة رسمية. ودافع أن هذه التصريحات هي صورة عن النظام البرلماني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤرخ فلسطيني يلغي مساقا تدريسيا في جامعة كولومبيا ويتهم إدارتها بالتواطؤ مع أعظم جرائم الإبادة في القرن الحالي
مؤرخ فلسطيني يلغي مساقا تدريسيا في جامعة كولومبيا ويتهم إدارتها بالتواطؤ مع أعظم جرائم الإبادة في القرن الحالي

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

مؤرخ فلسطيني يلغي مساقا تدريسيا في جامعة كولومبيا ويتهم إدارتها بالتواطؤ مع أعظم جرائم الإبادة في القرن الحالي

لندن- 'القدس العربي': وجّه المؤرخ الفلسطيني- الأمريكي رشيد خالدي، رسالة إلى رئيسة جامعة كولومبيا بالوكالة كلير شيبمان، قال فيها إنه قضى عقودا مدرّسا بالجامعة، ولكنه قرر أن يسحب مقرره التدريسي في الخريف بسبب طريقة تعامل الجامعة مع إدارة دونالد ترامب. وقال في الرسالة التي نشرتها صحيفة 'الغارديان' إن السياسات التعسفية من الجامعة وتبنيها لتعريف معاداة السامية الجديد يجعل من التدريس مستحيلا. وقال خالدي: 'عزيزتي الرئيسة بالوكالة شيبمان: أكتب إليك رسالة مفتوحة لأنك ارتأيت إبلاغي بالقرارات الأخيرة لمجلس الأمناء والإدارة بنفس الطريقة. هذه القرارات، التي اتخذت بالتعاون الوثيق مع إدارة ترامب، حالت دون تدريسي لتاريخ الشرق الأوسط الحديث، وهو مجال تخصصي وتدريسي لأكثر من 50 عاما، أمضيت 23 عاما منها في جامعة كولومبيا. ورغم تقاعدي، كان من المقرر أن أُحاضر في دورة موسعة حول هذا الموضوع في الخريف بصفتي محاضرا خاصا، لكنني لا أستطيع القيام بذلك في ظل الشروط التي قبلتها جامعة كولومبيا باستسلامها لإدارة ترامب في حزيران/ يونيو'. وأضاف خالدي: 'بالتحديد، فمن المستحيل تدريس الدورة هذه (ومعظمها) في ضوء تبني جامعة كولومبيا تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست بشأن معاداة السامية. ويعمل هذا التعريف قصدا وكذبا ومخاتلة على الخلط بين اليهودية وإسرائيل، بحيث يصبح أي نقد لإسرائيل، أو حتى وصف لسياساتها، نقدا لليهود. وقد نفى البرفسور كينث ستيرن، أحد المشاركين في وضع تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست استخداماته الحالية، مشيرا إلى تأثير الرهيب المحتمل. ومع ذلك، أعلنت جامعة كولومبيا أنه سيستخدم كدليل في الإجراءات التأديبية'. وعلق على تداعيات التعريف قائلا: 'بموجب هذا التعريف لمعاداة السامية، الذي يخلط بشكل سخيف بين انتقاد دولة قومية، إسرائيل، وأيديولوجية سياسية، الصهيونية، والشر القديم المتمثل في كراهية اليهود، فمن المستحيل بأي قدر من الصدق أن ندرس موضوعات مثل تاريخ إنشاء إسرائيل والنكبة الفلسطينية المستمرة، والتي بلغت ذروتها في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة بتواطؤ ودعم من الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية'. وأشار خالدي للمفارقة في دورته التي سحبها، حيث قال إن موضوعات مثل الإبادة الأرمنية وطبيعة الملكيات المطلقة والديكتاتوريات العسكرية في الشرق الأوسط والدولة الدينية غير الديمقراطية في إيران والنظام الديكتاتوري الناشئ في تركيا وتعصب الوهابية، تخضع لتحليل واسع في دورته ومحاضراته وقراءته الكتب، لكن أي وصف مبسط للطبيعة التمييزية لقانون الدولة القومية الإسرائيلي لعام 2018، الذي ينص على أن للشعب اليهودي وحده حق تقرير المصير في إسرائيل، ونصف رعاياها فلسطينيون، أو الإشارة لطبيعة الفصل العنصري التي تسيطر فيه إسرائيل على ملايين الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال العسكري منذ 58 عاما، سيكون مستحيلا في دورة تاريخ الشرق الأوسط التي تدرس في إطار تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست'. وأكد خالدي في رسالته لرئيسة الجامعة بالوكالة، أن 'استسلام جامعة كولومبيا لإملاءات ترامب لا ينتهك الحرية الأكاديمية وحرية التعبير لأعضاء هيئة التدريس، بل وسيقيد بشكل كبير قدرة المساعدين التدريسيين على قيادة أقسام النقاش، وكذلك قدرة الطلاب على طرح أسئلتهم ومناقشاتهم، بسبب الخوف الدائم من أن يبلغ عنهم المخبرون، مستخدمين الجهاز المرعب الذي أنشأته كولومبيا لمعاقبة الخطاب الناقد لإسرائيل، وقمع التمييز المزعوم، والذي يعادل في هذه اللحظة التاريخية، في أغلب الأحيان، معارضة هذه الإبادة الجماعية. وقد خضع عشرات الطلاب والعديد من أعضاء هيئة التدريس لهذه المحاكم الصورية، واختطف طلاب مثل محمود خليل من سكنهم الجامعي، ووعدت كولومبيا الآن بجعل هذا النظام القمعي أكثر قسوة وغموضا'. وذكر خالدي رئيسة الجامعة بالوكالة شيبمان قائلا: ' ذكرت أنكم بهذه القرارات لم تتجاوزوا الخطوط الحمر. ومع ذلك، عيّنت جامعة كولومبيا نائبا للعميد كلف في البداية بمراقبة دراسات الشرق الأوسط، وألزمت أعضاء هيئة التدريس والموظفين بالخضوع لـ'دورات تدريبية' حول معاداة السامية من جهات مثل رابطة مكافحة التشهير، التي تعتبر أي نقد للصهيونية أو إسرائيل معاديا للسامية تقريبا، ومشروع شيما، الذي تربط تدريباته العديد من الانتقادات المعادية للصهيونية بمعاداة السامية. وقد قبلت الجامعة مراقبا 'مستقلا' لرصد 'امتثال' سلوك أعضاء هيئة التدريس والطلاب من شركة استضافت في حزيران/يونيو 2025 فعالية تكريما لإسرائيل. ووفقا لاتفاقية كولومبيا مع إدارة ترامب، 'سيكون لهذا المراقب حق الوصول في الوقت المناسب لمقابلة جميع الأفراد المرتبطين بالاتفاقية، وزيارة جميع المرافق والتدريبات المتعلقة بالاتفاقية، وتسجيل محاضر الاجتماعات وجلسات الاستماع التأديبية المتعلقة بالاتفاقية، والمراجعات'. ولم يتم استثناء الفصول الدراسية تحديدا من الزيارات المحتملة من هؤلاء الخارجيين غير الأكاديميين'. واعتبر خالدي أن فكرة خضوع هيئة التدريس والمناهج والأبحاث وأبرز الأكاديميين في حقول المعرفة التي تخصصوا بها لـ'رقابة نائب عميد أو 'مدربين' أو مراقب خارجي من شركة كهذه، هي فكرة بغيضة. إنها تمثل نقيضا للحرية الأكاديمية التي زعمتم زورا أنها لن تمس أبدا بهذا الاستسلام المخزي للقوى المعادية للفكر التي تحرك إدارة ترامب'. وعبر خالدي عن أسفه العظيم من أن قرارات جامعة كولومبيا هي من أجبرته على حرمان 300 طالب سجلوا في مساقه الذي يحظى بشعبية واسعة، كما فعل مئات آخرون لأكثر من عقدين، من فرصة تعلم تاريخ الشرق الأوسط الحديث هذا الخريف 'مع أنني لا أستطيع تعويضهم تماما عن حرمانهم من فرصة الالتحاق بهذه الدورة، إلا أنني أخطط لتقديم سلسلة محاضرات عامة في نيويورك تركز على أجزاء من هذه الدورة، وسيتم بثها عبر الإنترنت وستكون متاحة للمشاهدة لاحقا. وستذهب العائدات، إن وجدت، إلى جامعات غزة، التي دمرتها إسرائيل جميعها بالذخائر الأمريكية، وهي جريمة حرب لم تر كولومبيا ولا أي جامعة أمريكية أخرى من المناسب التفوه بكلمة واحدة عنها'. وختم خالدي رسالته بالقول إن 'استسلام كولومبيا حوّل الجامعة التي كانت في السابق منبرا للبحث والتعلم الحر إلى ظل لما كانت عليه سابقا، جامعة معادية ومنطقة أمنية محاطة بإجراءات دخول إلكترونية ومكانا يسوده الخوف والكراهية، حيث يملى على أعضاء هيئة التدريس والطلاب من فوق ما يمكنهم تدريسه وقوله وتحت طائلة عقوبات قاسية. ومن المشين أن يفعل كل هذا للتغطية على إحدى أعظم جرائم هذا القرن، الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وهي جريمة أصبحت قيادة كولومبيا الآن متواطئة فيها تماما'.

ذي نيويوركر: كيف يبرر اليمين الإسرائيلي المجاعة في غزة
ذي نيويوركر: كيف يبرر اليمين الإسرائيلي المجاعة في غزة

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

ذي نيويوركر: كيف يبرر اليمين الإسرائيلي المجاعة في غزة

لندن- 'القدس العربي': نشرت مجلة 'ذي نيويوركر' تقريرا أعده إيساك تشوتينر قدم فيه صورة عن الطريقة التي يحاول فيها اليمين الإسرائيلي شرح كارثة المساعدات التي أسهمت إسرائيل في خلقها بغزة. وأشار بداية إلى مقال نشره الجراح البريطاني المتطوع بمستشفى في جنوب غزة نيك مينارد، نشرته صحيفة 'الغارديان' الأسبوع الماضي. وقال فيه: 'انتهيت للتو من إجراء عملية جراحية لطفلة أخرى تعاني من سوء تغذية حاد. وترقد رضيعة تبلغ من العمر سبعة أشهر في وحدة العناية المركزة للأطفال، صغيرة جدا وتعاني من سوء التغذية لدرجة أنني ظننت في البداية أنها مولودة حديثة. إن عبارة 'جلد وعظام' لا تعبر عن الطريقة التي تم بها تدمير جسدها. إنها تتلاشى حرفيا أمام أعيننا، وعلى الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، فإننا عاجزون عن إنقاذها'. جراح بريطاني: إن عبارة جلد وعظام لا تعبر عن الطريقة التي تم بها تدمير جسدها. إنها تتلاشى حرفياً أمام أعيننا وتقول المجلة إن الوضع الإنساني في غزة، الذي كان مزريا بالفعل، تدهور بشكل أكبر في تموز/يوليو، حيث توفي 63 شخصا، من بينهم خمسة وعشرون طفلاً، لأسباب تتعلق بسوء التغذية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومع تزايد التقارير والصور التي تظهر أطفالا هزالا من غزة، أصدر حلفاء إسرائيل المقربون، مثل فرنسا وبريطانيا، انتقادات لاذعة، واصفين الوضع الإنساني الحالي بأنه 'كارثة'. وأعلن إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، أن بلاده ستصبح أول عضو في مجموعة الدول السبع تعترف بدولة فلسطينية، كما وعد كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، بالقيام بذلك ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار. وفي يوم الإثنين، أقر الرئيس ترامب نفسه بأن الأطفال يعانون من الجوع. في الوقت نفسه، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإصرار على أنه 'لا يوجد مجاعة في غزة'. وبدأت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان في الإشارة إلى أفعال إسرائيل بأنها 'إبادة جماعية'. كما دفع حجم الأزمة عدداً من السياسيين والمعلقين الأمريكيين، بمن فيهم المدافعون عن الحرب، إلى القول بضرورة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، أو أن الحرب نفسها أصبحت ظالمة. ولفهم الطريقة التي ينظر فيها اليمين الإسرائيلي للوضع في غزة أجرى تشوتينر مقابلة مع أميت سيغال، كبير مراسلي الشؤون السياسية في القناة 12 ويعتبر من أكبر الصحافيين المؤثرين في إسرائيل ومن أكبر المدافعين عن حكومة نتنياهو. وكتب في موضوعات أطلق عليها 'خدعة عنف المستوطنين'. وفي الأسبوع الماضي، كتب مقالا لموقع 'فري برس' قال فيه إن 'غزة ربما تقترب من أزمة جوع حقيقية'. ونقل كلام الصحافي الإسرائيلي هفيف ريتيغ- غور:'من الصعب إقناع الإسرائيليين بذلك، فكل ما قيل لهم حرفيا على مدار 22 شهرا حول هذا الموضوع كان محض خيال'. وكتب أيضا أنه لولا 'احتكار حماس للغذاء'، لما كانت غزة 'تواجه نقصا غذائيا حاليا'. وفي اليوم التالي، أفادت وكالة 'رويترز' أن تحليلا أجرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم يجد 'أي دليل على سرقة ممنهجة' للإمدادات الإنسانية الأمريكية من قبل 'حماس'. وذكر تقرير آخر، في صحيفة 'نيويورك تايمز'، أن مسؤولين إسرائيليين يتفقون سرا على أن 'حماس' لم تنهب مساعدات الأمم المتحدة بشكل ممنهج، ما يتناقض مباشرة مع إحدى النقاط المحورية في المجهود الحربي الإسرائيلي. وفي المقابلة وصف نفسه بالمقرب من نتنياهو وليس المتحدث باسمه، بل ويتحدث نيابة عن نفسه كيميني. وأنكر في البداية وجود مجاعة في غزة 'أريد أن أوضح هذا أولا وأخيرا'. واتهم سيغال 'حماس' بأنها تدير حملة مجاعة دولية 'لا علاقة لها بالحقيقة' في الإعلام الدولي وخلال 22 شهرا. ويقول إن حقيقة وجود أزمة متطورة لا علاقة لها بقرارات إسرائيل، بل باللعبة التي تخدم 'حماس' والأمم المتحدة. ويرفض سيغال كلمة مجاعة، واستخدم في مقالته المعنونة: 'سعر الطحين يظهر أزمة الجوع في غزة' كلمة أزمة متطورة. وقال إنه ينكر التقارير التي تتحدث عن الوفيات بسبب الجوع بغزة، ويرفضها بنسبة 99%. و'لا أستطيع أن أقول لك إنها غير موجودة في أماكن محددة أو أشخاص محددين، ولكنني لا أعتقد أن الأرقام التي تذكرها حماس ووسائل الإعلام الدولية هي الأرقام الحقيقية'. وواصل التأكيد بأنه لا توجد مجاعة في غزة وأن 'حماس' زعمت ولسنين أن هناك مجاعة. وهي 'تستخدم هذا كسلاح للحصول على مزيد من المساعدات الإنسانية'. وزعم أن تقرير 'نيويورك تايمز' عن وفيات المجاعة يقوم على مصادر من 'حماس'. وقال إن المسؤول القانوني في الصحيفة أخبره 'لماذا تلقون اللوم علينا لنشر ما تريده حماس؟ ومات صحافيونا في الماضي لنشرهم تقارير عن أشياء لا تريدها حماس'. مراسل القناة 12: لا وجود لمجاعة في غزة. 'حماس' تدير حملة مجاعة دولية لا علاقة لها بالحقيقة وعندما تحدت 'نيويوركر' سيغال إن كان أخبر علانية أم سرا، زعم أن الصحيفة هددته بالمقاضاة. وقد تواصل تشوتينر مع محامي غرفة الأخبار في 'نيويورك تايمز' وزعم سيغال أنه المصدر. لكن ديفيد ماكرو قال للمجلة: 'لم أقل أي شيء من هذا، ولم نهدده أبدا بالمقاضاة، ولم تقتل حماس صحافيينا'. ويعرف عن سيغال كذبه، حيث طلبت منه 'نيويورك تايمز' عام 2023 لتصحيح ما ورد في منشوراته من أن الصحيفة اعتمدت على مصادر مرتبطة بتنظيم 'الدولة الإسلامية'. ومع ذلك زعم سيغال أن ما يخلق المجاعة في غزة هو التحالف غير المقدس بين 'حماس' والأمم المتحدة. ورفض هنا ما أوردته 'نيويورك تايمز' بأن 'حماس' لم تسرق المساعدات، حيث قال: 'أدعوك لقراءة تقريري على إكس اليوم ويظهر خطأ هذا التقرير'. وزَعَمَ أن 'حماس' والأمم المتحدة تقودان حملة لإفشال مهمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' لا إطعام غزة. وأكد أن إسرائيل هي من تنظم عمليات غزة الإنسانية، وهي من تقف وراءها. ونفى أن مئتين من طالبي المساعدات قتلوا في مراكز التوزيع: 'هذا ما تقوله حماس وتنقله نيويورك تايمز'. وزعم أن الغالبية العظمى من الذين قتلوا عند المراكز قتلوا برصاص 'حماس'. ورغم التحذيرات المستمرة من أزمة مجاعة وحتى من نتنياهو إلا أن سيغال يرجع المسؤولية لـ 'حماس': 'أقول إن غزة ليست الولايات المتحدة أو إسرائيل أو حتى ألبانيا حيث يهتم النظام برفاه الشعب'. واعترف بوجود قطع للمساعدات بين آذار/مارس وأيار/مايو، ولكنه تساءل كيف حدثت المجاعة في تموز/يوليو، مع أن الكثير من الخبراء أكدوا للمجلة أن التأثيرات الخطيرة لمنع الطعام تحدث لاحقا. وعاد سيغال للأزمة قائلاً إن 'حماس' تسرق المساعدات، مع أن الجيش الإسرائيلي أكد أنه لا توجد أدلة عن عمليات كهذه. قائلا: 'إذن، حماس هي من خلقت المشكلة بالكامل، وليس قرارا إسرائيليا بإبادة غزة، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقدم مساعدات إنسانية للعدو في خضم الحرب. إنها الدولة الوحيدة في العالم، ولم تفعل ذلك دولة واحدة قط'. وقال إن ما يصدر عن وزراء متطرفين مثل وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش والأمن إيتمار بن غفير، لا يعبّر عن سياسة رسمية. ودافع أن هذه التصريحات هي صورة عن النظام البرلماني.

مدير منظمة الصحة العالمية يؤكد ضرورة استمرار تدفق الإغاثة إلى غزة- (تدوينة)
مدير منظمة الصحة العالمية يؤكد ضرورة استمرار تدفق الإغاثة إلى غزة- (تدوينة)

القدس العربي

timeمنذ 3 أيام

  • القدس العربي

مدير منظمة الصحة العالمية يؤكد ضرورة استمرار تدفق الإغاثة إلى غزة- (تدوينة)

جنيف: أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الأربعاء ضرورة ضمان استمرار تدفق المساعدات الطبية إلى قطاع غزة. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ومقرها في جنيف، أوصلت للتو عشر شاحنات إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي الإسرائيلي. وأوضح أن هذه الشاحنات التي غادرت العريش في مصر محملة بـ'أدوية أساسية ومعدات للمختبرات وتحليل المياه'. ومن المتوقع أن تنضم إليها الخميس شاحنتان أخريان محملتان بالمساعدات الطبية، بالإضافة إلى اثنتي عشرة منصة محملة بمنتجات الدم. وأضاف تيدروس عبر منصة إكس 'سيتم بعد ذلك إدخال جميع شحنات منظمة الصحة العالمية إلى قطاع غزة، إلى جانب ثلاث شاحنات تحمل إمدادات طبية من شركاء'. وأكد المسؤول الأممي أن 'الاحتياجات الصحية في غزة هائلة. واستمرار تدفق الإمدادات الطبية أمر ضروري'، مضيفا 'نواصل الدعوة إلى ضمان وصول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة وعبره بشكل مستدام وآمن وبدون عوائق، بالإضافة إلى وقف لإطلاق النار'. وشدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أن 'السلام هو أفضل دواء'. .@WHO has moved 10 trucks from Al-Arish in Egypt to the Kerem Shalom crossing for #Gaza, carrying essential medicines, laboratory and water testing supplies. Two additional trucks with medical supplies along with 12 pallets of blood products are expected tomorrow. All WHO… — Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) July 30, 2025 فرضت إسرائيل حظرا شاملا للمساعدات على قطاع غزة في الثاني من آذار/مارس بعد فشل المفاوضات بشأن تمديد وقف الأعمال العدائية. وفي أواخر أيار/مايو، استأنفت الدولة العبرية إدخال المساعدات بمستوى متواضع، رغم التحذيرات من خطر المجاعة. هذا الأسبوع، أعلنت إسرائيل عن فترات توقف يومية في عملياتها العسكرية في أجزاء من قطاع غزة وفتحت طرقا آمنة للسماح لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية بتوزيع الغذاء في القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الغارات الجوية ونقص الإمدادات الطبية والغذاء والمياه والوقود في قطاع غزة 'استنفدت تقريبا' نظامه الصحي الذي يعاني من نقص التمويل، مع خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة والبعض الآخر بالكاد يعمل. وصرّح متحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأن تسع شاحنات تابعة لها دخلت قطاع غزة في 25 حزيران/يونيو، وأربع شاحنات في 28 منه، و11 في الثامن من تموز/يوليو، وست أخرى في 20 يوليو/تموز. وأضاف 'لم يتم نهب أي شاحنة منذ أن استأنفنا التزويد'. (أ ف ب)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store